Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

عابد
عابد
عابد
Ebook226 pages1 hour

عابد

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

لم يكن الفرق الوحيد أنني خُلقت من نار وآدم من طين،  لقد جعلني هذا الطين أخشى فضول عقله ، وقوة تأمله، لقد كرهت آدم السائل عن كل شيء،  الطامع بالمعرفة، رغم ضعف جسده المهزوم أمام كل الحضور، لقد كنت من بين الجميع أمتلك الرغبة والحلم والفضول، حتى جاء آدم وجاء معه منافسي الوحيد، كنت سأفعل ما فعلته،  مهما تكرَّر المشهد فلمْ أكن أستطيع أنْ أراه يسمع ما سمعت،  ويعرِفٌ ما عرفت ، إن أبناء آدم يعتقدون أن إبليس جالسٌ على عرش من حجر،  بثياب ممزقةٍ، رغم أني أسبقهم بمئات السنين،  لكنهم يقللون من شأن المجهول عنهم،  ولسوف أُملي عليهم علومي؛  حتى تكون سلاح يروي عطشي لدمائهم،  وجحيمهم المنتظر...
Languageالعربية
Release dateJan 31, 2022
ISBN9789948825067
عابد
Author

أحمد سمير دراز

أحمد سمير دراز، 33 عاماً.. وُلِد في قرية محلة دياي، إحدى قرى مصر. حاصل على بكالوريوس تربية، ويعمل في وزارة التعليم في دولة قطر. مُحِبٌّ للكتابة ولديه العديد من الخواطر، والقليل من الأشعار. قرأَ كثيراً من الكتب في الأدب وعلم النفس والديانات. يُحِبُّ السَّفَر.

Related to عابد

Related ebooks

Reviews for عابد

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    عابد - أحمد سمير دراز

    عابد

    أحمد سمير دراز

    Austin Macauley Publishers

    عابد

    أحمد سمير دراز

    الإهــداء

    حقوق النشر©

    شكر وتقدير

    أحمد سمير دراز

    أحمد سمير دراز، 33 عاماً..

    1 وُلِد في قرية محلة دياي، إحدى قرى مصر.

    1 حاصل على بكالوريوس تربية، ويعمل في وزارة التعليم في دولة قطر.

    1 مُحِبٌّ للكتابة ولديه العديد من الخواطر، والقليل من الأشعار.

    1 قرأَ كثيراً من الكتب في الأدب وعلم النفس والديانات.

    1 يُحِبُّ السَّفَر.

    الإهــداء

    إلى كل محارب داخل حلبة الحياة، لا يعرف الانسحاب، ويرفض السقوط؛ رغم أن اللكمات ما زالت مستمرة حتى الآن.

    حقوق النشر©

    أحمد سمير دراز 2022

    يمتلك أحمد سمير دراز الحق كمؤلف لهذا العمل، وفقاً للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

    جميع الحقوق محفوظة

    لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأية وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

    أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948825074 (غلاف ورقي)

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948825067 (كتاب إلكتروني)

    رقم الطلب: MC-10-01-3694182

    التصنيف العمري: 13+

    تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقا لنظام التصنيف العمري الصادر عن المجلس الوطني للإعلام.

    الطبعة الأولى 2022

    أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

    مدينة الشارقة للنشر

    صندوق بريد [519201]

    الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

    www.austinmacauley.ae

    202 95 655 971+

    شكر وتقدير

    الشكر والحمد لله المتفضل بالعطايا المنعم بها دون استحقاق عليه منفذ مشيئته على سبيل الإجبار في كل أحد.

    على خريطة العذاب الحقيقي: دموع رجال عاجزين، بين رحلة هروب بما يستطيعون حمله ممَّن بقي منهم على قيد الحياة، وبين ما يحملون معهم من جبال الخوف والاضطراب، وطرق يرسمها الضباب، فلا يرون منها أيديهم، فيتشبثون بأيدي جثث أطفالهم بين أمواج البحار الرحيمة، التي عرفت إلى أين المصير، فاختارت لهم طريق النجاة.

    على خريطة العذاب الحقيقي: قلوب نساء ممزقة، بين صقيع مخيمات لا تعرف الرحمة على صغارها، وصراخات الجوع بلا جدوى، وبلل الثياب التي ليس لها بديل، وبين أمل أفلت يده منذ زمن، ينتظر السقوط من فوق السحاب، ليصطدم بأطيب وأدفأ الصخور، معلناً الرحيل مكتفياً من كل هذه الآلام التي حاصرته، حتى في أراضي أحلامه البائسة

    على خريطة العذاب الحقيقي - كل ما يحدث في العالم - هو قمة العدل والرحمة.

    هذه الرواية شهدت بعض الأحداث الحقيقية، وباقي الأحداث والشخصيات، هي من خيال الكاتب، ولا تمتُّ للواقع بأي صلةٍ، على الأقل في هذه النسخة التي بين يديك...

    على أرض وادي النيل العظيم، في أجمل البلاد الساحرة (مصر)، وقبل أكثر من 3400 عام، وتحديداً في مدينة برعمسيس، التي تسمى حالياً قرية (قنتير)، وتقع شمال شرق مدينة الزقازيق... كان يعيش بانيس الرجل العجوز: الذي يبلغ من العمر قرابة السبعين عامًا، ولم يكن له أولاد، ولا حتى أقارب، لكن كانت له زوجة اسمها ساريلين، كانت تملأ كل ثانية في حياته، أحبها منذ أن كان ابن عشرين عامًا، وكانت ساريلين وقتها تقارب العشر سنوات، حبهم خالص نقي، كبر معهم كلما كبرا... أما ساريلين: فهي الأن تقارب الستين عامًا من عمرها، لكن بانيس دائمًا يدللها كأنها ابنة الثامنة عشرة، عينه لا تراها إلا طفلته العجوز، وعينها لا تراه إلا فارسها العجوز، ورغم اشتعال نيران الشيب في رأسه، ولحيته لكنه كلما نظر إلى حبيبته ساريلين؛ أشعلت قلبه الشغوف، وجعلته شابًا في ريعانه.

    كان يعود من عمله كل مساء حاملًا زهورًا وراء ظهره؛ ليفاجئها، وفي كل مرة كانت ساريلين تتفاجأ، وكأنها المرة الأولى: إنه الحب الحقيقي الذي أحيا قلبها منذ الصغر، ومازال يتنفس داخلها، ولا يعيش حب حقيقي إلا إذا كانت القلوب التي تحمله حقيقية.

    بانيس كانَ من عوام أهل مصر العظيمة، وكان عاملًا في معبد الإله آتوم التام، ومالك مفاتيح الحياة.

    كما أن بانيس كان بمثابة مساعد للكاهن (يورس) كبير كهنة معبد الإله آتوم، وأمهر السحرة في ذاك الزمان.

    كان بعد أن ينهي عمله في مساء كل ليلة، يعود الى بيته مسرعًا؛ ليرى حبيبته ساريلين، ويحكي لها عن مغامراته التي لا نهاية لها، والتي تعرفها ساريلين جيدًا، وتعرف أيضًا أنها من وحي خياله الواسع، وفي كل مرة تتصنع هي الأخرى الانبهار بما تسمعه من حبيبها. تضع ساريلين الطعام، وتشارك بانيس عشاءه ثم يحتضنها؛ وينام مثل كل يوم.

    وبينما كان بانيس سابحًا في أعماق نومه يرى في منامه حلمًا غريبًا؛ فيستيقظ من نومه جالسًا؛ فيجد ساريلين مستيقظة وتخبره أنها رأت حلمًا غريبًا؛ فيتعجب وهو يستمع في دهشةٍ، ويكاد يكمل معها ما رأت، وبعدما تنتهي يقسم لها: لقد رأيتُ كل ما أخبرتني به الآن. فتطلب ساريلين أن تذهب معه إلى معبد الإله آتوم في الصباح؛ لتقص على الكاهن يورس كبير كهنة المعبد ما رأت، وكيف حلمت مع بانيس نفس الحلم!

    ويشرق صباح يومٍ جديدٍ؛ ويلبي بانيس طلبها؛ ويصطحبها معه إلى المعبد، وبعد مقابلة يورس الكاهن الذي استقبلهم بكل حفاوةٍ، يخبره بانيس أنه رأى في منامه طائرًا من نور لم يرَ مثله في حياته. كان يقف على قدمٍ واحدةٍ، ويفرد جناحًا واحدًا، وكأنه لا يمتلك غيرهم، ثم قفز الطائر على كتف ساريلين؛ فأضاء المكان كله وكأن ساريلين تحمل الشمس، وتصبح ساريلين كأنها نور فلا ترى منها إلا صوتها وعين الطائر.

    فيسأل الكاهن يورس ساريلين:

    - وهل رأيتِ نفس الحلم الذي يحكيه بانيس؟

    تقول ساريلين:

    - كل ما قاله بانيس رأيته، لدرجة أني أشعر أنه يقصُّ عليك ما رأيته أنا وليس ما رآه.

    يقف يورس الكاهن وهو يحدث نفسه: (كيف لهذا أن يحدث مع ذاك العجوز وزوجته؟!).. وينظر لهما في ترددٍ وحيرةٍ ثم يقول:

    - لا أعرف كيف سيحدث ما سأخبركما به! لكنكما ستنجبان رجلًا له شأنٌ عظيمٌ، فارس ستضعه الحياة على عرشٍ، لم تطأه أي قدم قبله.

    ينظر له بانيس العجوز ضاحكًا:

    - كيف هذا يا سيدي يورس المبجل؟ بالتأكيد هذه مزحة (هههههه).

    فتبتسم ساريلين وتقول:

    - نحن على أبواب الرحيل؛ فلماذا ننجب يتيماً؟ وكيف سيحدث هذا من الأساس؟

    فيقول يورس كبير كهنة معبد الإله آتوم:

    - هذه نبوءتي، وقد رأيتها الأن بعيني، ولا تكذب نبوءتي يا بانيس، والآن اذهب مع زوجتك ساريلين، وعد صباح الغد إلى عملك.

    وتمرُّ الأيام والشهور مسرعةً كأنها تتسابق، ولا يخسر في هذا السباق إلا البشر، ويعود بانيس مساءً من عمله الشاق داخل المعبد، وبعدما يأكل الطعام الذي جهزته له ساريلين، يرمي بهيكله العظمي الذي أبرزته تعرية الأيام بجانب ساريلين على الأرض، ويغمض عينيه، فيرى طائر النور مجددًا، لكن هذا الطائر يردد قائلًا: عابد.. اسمي عــــــــــــــــــــــابد!.

    فيستيقظ بانيس من نومه ليجد ساريلين تتألم واضعة يدها على بطنها

    فيسألها وهو قلقٌ عليها:

    - ما بك يا عزيزتي؟ لقد كنتِ بخير قبل أن ننام!

    فتخبره وهي ما زالت تتألم:

    - إنني أشعر بأعراض غريبة، لم أشعر بها من قبل، هذا الألم يزورني منذ أربعة شهور...

    يحاول بانيس مساعدتها لكي ترتاح، وتستطيع أن تكمل نومها، وظل بجانبها

    يتحدث معها حتى خلدت في نوم عميق، ثم أخذ يتساءل عن حلمه، وعن الاسم الذي أخبره به طائر النور: (تُرى ما معنى هذا الاسم؟! ولماذا أرى هذا الطائر الغريب؟).. وظلَّ يحدث نفسه ويتساءل حتى غرق في نوم عميق هو الآخر.

    يأتي يوم جديد ويجد ساريلين توقظه وهي تسأله:

    - هل رأيت عابداً اليوم؟

    فيجلس معتدلًا:

    - ماذا؟ ماذا قلتِ الآن؟!

    تخبره ساريلين:

    - لقد رأيتُ طائر النور مجددًا يفرد أحد جناحيه، ويردد قائلاً: اسمي عابد!.

    يسألها بانيس:

    - حبيبتي ساريلين.. هل تحاولين المزاح معي؟ لقد أخبرتك هذا عندما استيقظت من نومي بالأمس! تبتسم ساريلين ولا تجيبه، فيقول: بالطبع أنا أخبرتكِ ما رأيتُ في حلمي حتى تنامي، وقد كنتِ مريضة فاعتقدتِ أنه حلم، واستيقظتِ متوهِّمة ذلك.

    تقاطعه ساريلين:

    - لا يا زوجي العزيز، لقد أخبرتك ما رأيت في حلمي.

    يسخر بانيس ضاحكًا:

    - هههههه.. حسناً حسناً.. هذه العجوز تردِّد ما أخبرتها به، يبدو أن ساريلين أصبحت تنسى وتتوهم الأشياء.

    تنظر له ساريلين:

    - أعرفُ ما يدور في رأسك يا بانيس؛ أنتَ لا تصدقني.. حسناً كما تريد، الآن خذ طعامك قبل أن تذهب إلى عملك، كما إنني أُريد أن أُخبرك أمرًا مهمًّا قبل ذهابك؛ إن نبوءة يورس ستتحقق!

    ينظر لها بانيس متعجباً:

    - ماذا تقولين؟ هل جننتِ يا ساريلين؟! أم إنك تصدقين الكاهن يورس الغبي، الذي لم يفهم وقتها ماذا يقول وتفوه بكلماتٍ غير مفهومة...؟!

    تمسك ساريلين يد بانيس وهي تقول:

    - لقد ذهبت إلى جارتنا أفير، وأخبرتني أن كل الألم الذي أشعر به؛ هي أعراض حمل.

    يضحك بانيس بصوتٍ مرتفعٍ ساخرًا من الأمر:

    - حسناً يا عزيزتي، لكن لا تخبري أحدًا أنَّ المجنونة أفير العمياء العجوز أخبرتك بهذا؛ حتى لا نصبح أضحوكة الناس وحديثهم.

    ويذهب إلى عمله، وهو يحمل الطعام الذي جهزته له.

    ***

    تمر الأيام، وبعد ثلاثة شهور تكمل ساريلين الشهر السابع، وتظهر عليها أعراض الولادة؛ فتصرخ على بانيس النائم الذي لا يعرف كيف يتصرف، وماذا يجب أن يفعل، فيذهب مسرعًا إلى أفير جارتهم العمياء، ويصطحبها إلى البيت؛ لتساعد ساريلين.

    رغم أن بانيس ما زال يرفض أن يصدق الأمر الذي يعيشه، ويراه بعينه ظاهراً على زوجته كل ليلة، يتساءل: (هل كل هذا حلم؟ بالتأكيد هو حلم ساذج، سوف نستيقظ منه الآن أو بعد الولادة. لا أدري! ماذا لو كان حقيقة؟ هل هناك متبقى من العمر؟ من سيربي هذا الطفل؟

    وتقاطعه صرخات المولود، فتعلو ضربات قلب بانيس، وتجري الدموع على خديه، ويذهب إلى غرفته ليطمئن على ساريلين؛ ويحمل طفله بين يديه اللتين ترتجفان بعدما نهشتهما تقلبات الأيام واستقرار المشيب..

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1