Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

نهر عمّان الوحيد
نهر عمّان الوحيد
نهر عمّان الوحيد
Ebook157 pages59 minutes

نهر عمّان الوحيد

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

"والنهر المدعو (مية عمان) ينبع من بركة في طرف البلدة الجنوبي، ويجري في وادٍ تتاخمه على الجانبين تلال صوانية قاحلة. ضفاف النهر، وكذلك مجراه، جميعها مرصوفة، إلا أن سيول الشتاء جرفت الرصفة في أغلب الأماكن، إن جدول الماء مملوء الآن بأسماك صغيرة". الرحالة بيركهارت في المجموعة حكايا مسكوت عنها غاب رواتها ولم يروها أحد وشخصيات قد تكون حول المرء ولكنه لم ينتبه من قبل لوجودها. جمال مختبئ يحتاج قارئاً بقلب مصغٍ وروحٍ إنسانية يقظة. هنا تجد القصص المنحازة بأكملها لصالح الإنسان العادي ذو المشاكل الصغيرة والآلام التي تبدو بسيطة وصولاً للعذاب الذي تسببه أسئلة الوجود الأولى. لا تقدم القصص أجوبة جاهزة ونهايات مغلقة بل تحفّز الروح على خلق النهايات وربط الأحداث وإسقاط الشخصيات على واقعها المعاش.
Languageالعربية
Release dateMay 31, 2019
ISBN9789948373308
نهر عمّان الوحيد
Author

Shahd Ismail Hussain

شهد إسماعيل حسين؛ مترجمة وباحثة أردنية شابة. حاصلة على شهادة بكالوريوس في الترجمة من جامعة اليرموك عام 2018. لها عدة ترجمات منشورة إلكترونياً في مجالات الأدب، والنسوية والعلوم الإنسانية. حاصلة على عدة جوائز محلية في القصة القصيرة، كما تعمل الآن في حقل الإرث الوطني ترجمةً وبحثاً.

Related to نهر عمّان الوحيد

Related ebooks

Reviews for نهر عمّان الوحيد

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    نهر عمّان الوحيد - Shahd Ismail Hussain

    حسين

    نبذة عن الكاتب

    شهد إسماعيل حسين؛ مترجمة وباحثة أردنية شابة. حاصلة على شهادة بكالوريوس في الترجمة من جامعة اليرموك عام 2018. لها عدة ترجمات منشورة إلكترونياً في مجالات الأدب، والنسوية والعلوم الإنسانية. حاصلة على عدة جوائز محلية في القصة القصيرة، كما تعمل الآن في حقل الإرث الوطني ترجمةً وبحثاً.

    الإهداء

    إلى من أداروا ظهورهم للعالم، ولم يتسع الوقت لكتابة قصصهم.

    حقوق النشر

    © شهد إسماعيل حسين (2019)

    تمتلك شهد إسماعيل حسين الحق كمؤلفة لهذا العمل، وفقاً للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

    جميع الحقوق محفوظة.

    لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأية وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

    أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 978-9948-37-331-5(غلاف ورقي)

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 978-9948-37-330-8 (كتاب إلكتروني)

    رقم الطلب: MC-02-01-6448453

    التصنيف العمري: E

    تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقا لنظام التصنيف العمري الصادر عن المجلس الوطني للإعلام.

    اسم المطبعة:

    مسار للطباعة والنشر (ش.ذ.م.م)

    عنوان المطبعة:

    دبي، الإمارات العربية المتحدة

    الطبعة الأولى (2019)

    أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

    مدينة الشارقة للنشر

    صندوق بريد [519201]

    الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

    www.austinmacauley.ae

    +971 655 95 202

    أشياء نود دفنها

    الموت قضية الأحياء، قضية الباقين. آمنت بهذا منذ وقت طويل حتى قبل أن أعرف أن الفكرة تعود لـ (غسان كنفاني)؛ بل لربما آمنت بذلك قبل أن أعرف من يكون (غسان) أصلاً. لقد أحسست لوهلة أنه سرق فكرة أصيلة من أفكاري، فكرة قدت من خاصرتي؛ لكني اعترفت أخيراً بأنها لم تكن كذلك. لست أرى نفسي أصيلاً كفاية كي تنبت في روحي مثل هذه الفكرة المشبعة بالألم؛ لهذا يا عزيزي أعتبر موتك قضيتي أنا؛ لأنني حسبما يظهر بقيت حياً – رغم أني كثيراً ما أشعر بالعكس.

    هنالك أشياء ينبغي أن نسويها بيننا، أشياء كثيرة لم أخبرك بها، رواسب الخمس وعشرين سنة التي قضيناها معاً. أريد أن نسوي كل شيء. أريد أن أراك هناك، وأن احتضنك، وأنا صافي السريرة تجاهك، خفيف الروح بلا ضغائن، ولا غضب، ولا غيرة.

    لقد غضبت غضباً حد الجنون عندما علمت أنك رحلت، ولا أدري لمَ تصورت أنك ستخبرنا بموعد رحيلك؛ ولكن هذا الرحيل لا يشبه رحيلك كل مطلع شهر إلى الحدود كي تسلم شحنة البضائع، هذا رحيل أبدي مؤلم كالصفعة التي تتكرر إلى ما لا نهاية.

    غضبت أكثر عندما قالت أمي على حين غرة: أنك تسبقني بخطوة دوماً. تسبقني بالاستيقاظ والنوم، تسبقني في درجات المدرسة، تسبقني في الوصول إلى الأفكار والمعاني وحتى إلى قلوب الناس.

    اليوم أدركت أني لم أكن أريد لسباقنا أن ينتهي. لم أكن أريد خط النهاية هذا بل لم أكن أتصور وجوده، ظننت أننا سنبقى أنا وأنت هكذا.. للأبد؛ ولأن هذا منافٍ لأولى البديهيات التي تعلمها الإنسان في هذا العالم، لم يكن لي ما ظننته.

    كانت تفصلنا خمس سنوات ولا أدري لمَ شعرت بها كما لو كانت خمسمائة سنة. كنا يميناً ويساراً، على ضفتين متقابلتين نسير معاً ولكن لا نلتقي ربما كان الشيء الوحيد الذي نتشاركه هو اسم الأب، فحتى أمي ليست والدتك.

    كنتُ أخاف كل ما تحبه أنت، وكنت تتقزز من كل ما أحبه أنا. كنا الأبيض والأسود والفاصل بيننا أدق من الشعرة.

    كرهتُ رجولتك الظاهرة، ولحيتك المكتملة النمو مقابل شعراتي المتفرقات؛ طولك الفارع، وبنيتك القوية مقابل جسمي الهزيل. كنت أحيانا أزداد تطرفاً في اختلافي عنك، وأفعل ذلك متعمداً لأني شعرت في لحظة ما أني أمتلك ما لا تمتلكه أنت، أمتلك الكلمات وأطوع اللغة. إن وجهي النحيل واسمراري، وربما دمامتي جعلت الجميع ينادونني بـ (دنقل) الذي بالتأكيد لست مهتما بمعرفته.

    لقد أحسست بتفوقي عليك لأني أكتب، ولأنك في لحظة ما أخبرتني أنك تتمنى لو تكتب لوالدتك شيئاً، لكنك لا تستطيع. أنا أستطيع، أستطيع أن أكتب للموتى كما أكتب لك الآن، أستطيع أن أكتب لألف حبيبة، وأن أستحضر الماضي والحاضر والمستقبل في جرة قلم؛ بينما أنت عاجز لا تملك حلاً ولا ربطاً.

    بعد تلك اللحظة التي أدركت فيها تفوقي عليك ازدادت رغبتي بألا أكون أنت، بدأت أحقر من كل محاولاتي القديمة في التشبه بك، حتى أني مزقت قمصاني التي تشبه قمصانك.

    لم أكتب لك ذلك؟ لا لأغيظك بالطبع، ولا لأستعرض عليك كلماتي. إني لم أبلغ من الغلو مبلغاً يجعلني أفعل ذلك. لقد عدت إلى بيتنا، بيتنا ذي الحديقة الجرداء الأشبه بالمقبرة، واتجهت نحو الزاوية وبدأت أحفر حتى أخرجتها ملفوفة بمنديل طعام، نفضت التراب عن المنديل وظللت محدقاً، ترددت في الكشف عنها كما يتردد المرء في الكشف عن وجه جثة، وسرت في جسدي قشعريرة باردة.

    خسر والدنا كل أمواله، وأفلس، وهرب (يوسف) بكل البضاعة؛ وترك أبي غارقاً في ديونه – لقد صار شتم يوسف هذا عادة يومية، أتذكر؟ – أجلسنا أبي وقتها وأخبرنا أن كل شيء سيتغير ولا شيء سيبقى على حاله، نظر في عيوننا وقال: لم تعودوا أطفالاً عليكم أن تكونوا الآن رجالاً.

    لم أنم ليلتها، ظللت أتخيل كيف تكون الحياة كرجل؟ ووقعت في لحظتها عيني على السيارة الصغيرة، وفكرت أن الرجل لا يلعب بالسيارات البلاستيكية. تسللت إلى الحديقة وبيدي ملعقة طعام ومنديل حفرت بها الزاوية، واجتهدت ألا يفضحني لهاثي، غلفت السيارة الحمراء ووضعتها بعناية في الحفرة، وعبر على خاطري اليوم

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1