الستار الأسود 4
By نبيل فاروق
()
About this ebook
يعيش أبطال تلك الحكايات أحداثًا استثنائية للغاية، أحداثًا مخيفة مفزعة، والأكثر إثارةً أنها لا تمنحهم الفرصة أبدًا للعثور على أي تفسير منطقي لكل ما يحدث..
هُنا نشهد محاولات رجالٍ في كامل قواهم العقلية يُنهون حياة أقرب الناس إليهم دون سبب منطقي.
هُنا نفتح ستارًا أسود ليكشف لنا عن عالم غريب، وكائنات أكثر غرابةً لا تمُتّ للبشر بِصِلة، عالم أكبر من قدرتنا على مواجهته، ومصير غير متوقع وغير مفهوم.
هُنا تعيش مناخًا خاصًّا من الرعب النفسي والتشويق المستمر، حتى تجد نفسك تهرول فرارًا من أشباح مختلفة، مثلك مثل أبطال تلك الحكايات.
Read more from نبيل فاروق
انت جيش عدوك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأعمال الكاملة.. القصص القصيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالستار الأسود - الجريمة الكاملة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالستار الأسود - حكايات الليل Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to الستار الأسود 4
Related ebooks
اشجار لا تظلل العاشقين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسر الخلود: ثمانية وعشرون قصة قصيرة للشباب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحادثة يوم الخطوبة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأشباح مرجانة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاحزان ملونة Rating: 5 out of 5 stars5/5جِلبَاَبٌ أَبيَضٌ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوجه الخفي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسيل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsروكامبول - الإرث الخفي: الجزء الأول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحقائب ابى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخطاب الى رجل ميت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنقطة التماس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالنائمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرانماروا والسر الدفين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلص يطرق الأبواب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsريان يا فجل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلعنة سيسيليا: مجموعة مؤلفين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدعوة للابتسام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنا و أنا الأخرى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsليلة ظهور القرين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسفير الخطر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمقاطع من لحن عنيد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsذات مرة في الطريق المظلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلا وعود بالحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنعاج الحاكم: قصص ساخرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلقاءات منتصف الليل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسائرون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالكداب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsNovel of Hesitation Arabic Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for الستار الأسود 4
0 ratings0 reviews
Book preview
الستار الأسود 4 - نبيل فاروق
الـسـتـار الأســود
الكتاب الرابع
د.نبيل فاروق: الستار الأسود - الكتاب الرابع، قصص
طبعة دار دَوِّنْ الأولى: أغسطس ٢٠٢٣
رقم الإيداع: ١٠٩٥١ /٢٠٢٣ - الترقيم الدولي: 1 - 369 - 806 - 977 - 978
جَميــعُ حُـقـــوقِ الطَبْــعِ والنَّشرِ محـْــــفُوظةٌ للناشِرْ
لا يجوز استخدام أو إعادة طباعة أي جزء من هذا الكتاب بأي طريقة
بدون الحصول على الموافقة الخطية من الناشر.
إن الآراء الــــواردة فــــي هـــذا الكتــــاب
لا تُعبـــر عــن رؤيـــة الناشـــر بالضـــرورة
وإنمــا تعبــر عــن رؤيــة الكــــاتب.
© دار دَوِّنْ
عضو اتحاد الناشرين المصريين.
عضو اتحاد الناشرين العرب.
القاهرة - مصر
Mob +2 - 01020220053
info@dardawen.com
www.Dardawen.com
د. نبيل فاروق
الـسـتـار الأســود
الكتاب الرابع
(ما وراء الخوف)
براءة الأطفال في عينيه
«يا لها من مدينة صغيرة!»..
غمغم وحيد بالعبارة في ضجر وهو يجوب شوارع تلك المدينة الصغيرة من مدن صعيد (مصر)..
كان قد انتُدِب إلى هناك في مهمة تفتيش محدودة، المفترض أن تستغرق أسبوعًا واحدًا، ولولا بَدَل الانتقال الكبير الذي منحته إياه الشركة مقابل هذا لما دفع نفسه دفعًا إلى السفر إلى تلك المدينة الصغيرة من مدن صعيد (مصر) في منتصف شهر يوليو، حيث تبلغ حرارة الطقس مداها..
وأول ما فعله عندما وصل إلى تلك المدينة هو أن بحث عن مكان مناسب يمكنه قضاء هذه الأيام السبعة فيه..
ولأنها مدينة صغيرة لم يجد بها سوى فندقين فحسب..
أحد الفندقين كان أشبه بالبنسيونات القديمة، تشم فور دخوله رائحة الزمن، ويزعجك ضوءُه الخافت، وتثير حفيظتك أبسطتُه القديمة، وأثاثه الذي يعود إلى عشرين عامًا على الأقل..
أما الفندق الآخر فقد بدا أكثر حداثة، وأكثر نظافة، والإضاءة فيه ساطعة مريحة..
الذي أدهشه بحق هو أن سعر الإقامة في الفندقين كان متقاربًا للغاية، حتى إنه أبدى دهشته هذه لموظف الفندق الأفضل، فتردد الرجل لحظة ثم أجابه بابتسامة عريضة، بدا من الواضح أنه يُخفي بها شيئًا ما:
- كل سائح له ما يفضله.
لم يشعر قَطُّ أنها مدينة سياحية تستحق مثل هذا القول، إلا أنه افترض أن بعض السائحين ربما يقضون ليلتهم في تلك البلدة ثم يستقلّون إحدى سيارات الأجرة إلى المدينة السياحية الكبيرة التي تبعد عنها نصف الساعة فحسب؛ توفيرًا للنفقات..
ودون أن يطرح مزيدًا من الأسئلة استأجر حجرة في الفندق الأحدث..
ولقد أدهشه كم تحوي حجرته من وسائل الترفيه، على الرغم من رخص إيجارها..
كانت حجرة كبيرة تطل على الساحة الرئيسية للمدينة، بها سرير عريض، ودولاب كبير، وتلفاز ممتاز، وجهاز تكييف هواء..
هزَّ كتفيه وهو يغتسل ويستبدل ثياب السفر، ثم خرج ليؤدي عمله في التفتيش الروتيني على فرع شركته هناك.
قضى نصف اليوم في أعمال روتينية معتادة، ثم بدأ يلملم أوراقه في حقيبته الجلدية القديمة التي يعتز بها كثيرًا، وبينما يستعد للانصراف سأله سكرتير فرع الشركة مبتسمًا:
- إن لم يكن لديك مكان للإقامة فسيسعدني استضافتك في منزلي.
شكره في شيء من الصرامة وهو يقول:
- لقد استأجرت حجرة في فندق (....)...
فوجئ بوجه السكرتير يمتقع لحظة قبل أن يسأله في تردد:
- ولماذا هذا الفندق بالذات؟!
أجابه بنفس الصرامة التي بدت وكأنها أسلوبه المعتاد في الحديث:
- ليست أمامي خيارات كثيرة.. إما هو وإما الفندق الآخر القديم المطل على السوق.
تردد السكرتير لحظة، ثم قال في حذر:
- الخيار الثالث أن أستضيفك في منزلي.
كان يكره أن يتعامل بهذا الود مع موظفي مكتب أتى للتفتيش عليهم، فقال في صرامة شديدة وهو يحمل حقيبته وينصرف:
- كلا.. الفندق أفضل.
كان الطقس قد اعتدل مع نهاية النهار، فقرر أن يتجول قليلًا في المدينة، وكم أدهشه أنها مدينة صغيرة للغاية، أمكنه أن يقطع كل شوارعها تقريبًا خلال ساعتين فحسب قبل أن يصيبه الملل ويقرر العودة إلى الفندق والحصول على قدرٍ وافٍ من النوم..
وعندما وصل إلى الفندق وطلب مفتاح حجرته ناوله إياه موظف الاستقبال نفسه الذي لم يُنْهِ نوبته بعدُ لسببٍ ما، وهو يتطلع إليه في قلق حذر..
تجاهل كل هذا، وافترض أن الجميع في بلدة صغيرة كهذه يعرف بعضُهم بعضًا حتمًا، ووجود شخص غريب بينهم سيثير تساؤلاتهم وقلقهم بالتأكيد..
وفي حجرته ألقى حقيبته الجلدية على مقعد مجاور للباب، وألقى ثيابه على مقعد آخر، واغتسل مرة ثانية، ثم رقد على فراشه يشاهد برامج التلفاز بعض الوقت قبل أن يغلبه النوم، و...
«عمو.. هل تلعب معنا؟»..
أطفال صغار أبرياء يحيطون به وعلى وجوههم ابتسامات كبيرة، وبين يدي أحدهم كرة صغيرة يتناسب حجمها مع ضآلة جسده، يلوِّح له بها داخل حديقة واسعة غنَّاء..
«لم ألعب الكرة منذ زمن طويل»..
أجاب الطفلَ مبتسمًا، فمنحه الطفل ابتسامة تفيض بالبراءة وهو يقول:
- «هل يزعجك أن نلعب إذن؟!»..
شعر براحة شديدة مع ابتسامة الطفل، فلوَّح بيده قائلًا:
- على العكس.. ستسعدني مشاهدتكم وأنتم تلعبون وتمرحون..
«شكرًا يا عمو»..
قالها الصغير وهو يعدو نحو رفاقه الصغار الذين راحوا يتبادلون الكرة، ويمرحون، ويلعبون، وارتفعت ضحكاتهم البريئة في المكان، وكان لها صدًى جميل في أذنيه، وصدًى أجمل في قلبه، و..
«حقيبتك يا عمو..»..
التفت إلى ذلك الطفل الواقف إلى جواره يناوله حقيبته الجلدية القديمة..
وانتفض قلبه بين ضلوعه في قوة..
فالطفل كان يحمل الحقيبة ويمد يديه الصغيرتين بها إليه وهو يبتسم ابتسامة كلها براءة، فيما عدا أنه كان.. يحترق..
نعم.. كانت النيران تشتعل في ثيابه، وتلتهم جسده الصغير، وإن لم يَبْدُ عليه أدنى أثر للألم، و..
وانتفض جسده كله، وهو يهبُّ من نومه، صارخًا:
- لا.. لا.. النار.
انتبه فجأة إلى أنه نائم في فراشه، وأن كل هذا لم يكن سوى كابوس، فبَسْمَل وحَوْقَل، ومدَّ يده ليلتقط كوب ماء من جواره، و..
وارتطمت يده بشيءٍ ما أسقطه الارتطام أرضًا بصوت مسموع..
أسرع يشعل المصباح الصغير المجاور للفراش، وانحنى يلقي نظرة على ذلك الشيء الذي أسقطه، واتسعت عيناه عن آخرهما..
لقد كان ذلك الشيء حقيبته..
حقيبته الجلدية القديمة التي يعتز بها كثيرًا..
ولثوانٍ ظل يحدق فيها ذاهلًا..
ما الذي أتى بها على فراشه؟!
إنه يذكر جيدًا أنه ألقاها على أقرب مقعد للباب فور دخوله!
ليس لديه أدنى شك في هذا!
حاول أن يجد تفسيرًا للموقف، إلا أن الحقيبة التي يراها ملقاة على الأرض أمامه منعت عقله من إيجاد أي تفسير..
تُرى هل سار وهو نائم، وأحضرها إلى فراشه دون أن يدري؟!
هل...؟!
كانت ساقاه ترتجفان عندما هبط من فراشه والتقط الحقيبة، وأعادها إلى المقعد المجاور للباب، ثم ألقى نظرة على ساعته التي أشارت عقاربها إلى الثانية والنصف صباحًا،