Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

انتقام بلقيس
انتقام بلقيس
انتقام بلقيس
Ebook134 pages1 hour

انتقام بلقيس

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

تناقش قضايا مجتمعية معقدة منها الحلم بالثراء بين شباب مجتمعنا وهل تتحقق هذه الأحلام أم أنها فقط تظل تحمل صفة الأحلام وتناقش كذلك مفهوم الخيانة فكل منا يحمل فى داخله تفسيرا للخيانة فقد يبرر البعض الخيانة وقد يرفضها البعض ولكن تظل هي خيانة وهل خيانة الوطن يكون لها مبرر ؟!. وتناقش أيضا قضية تغيرات الزمن و أن لكل زمان مستجداته وأن كل قديم يبلى ويندثر وهل يحق لنا نحن البشر أن ننسي الماضى وننسى فضله علينا ثم هناك قضية الزواج الذى يكون من أجل إنقاذ عزيز لدينا دون توقع النتائج باهظة ألثمن ومن يتزوجون فقط لأجل انهم يملكون المال دون مراعاة لأي شيء آخر ثم أخيرا تناقش قضية العالم الاخر للجن وكيف يمكن أو لا يمكن أن تنشأ علاقة معهم وأن فرضنا جدلاً أنه يمكن كيف سيكون شكلها ؟!.

Languageالعربية
Publishertevoi
Release dateJan 7, 2024
انتقام بلقيس

Related to انتقام بلقيس

Related ebooks

Related categories

Reviews for انتقام بلقيس

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    انتقام بلقيس - مؤيد عبد الخالق محمود

    إهداء

    إلى أرواح:

    أبى/ عبد الخالق,

    أمي/ ثـريـا جـــاد.

    شقيقى/ مــنــتــصر,

    ابن شقيقى/ وسام منتصر.

    شقيقتى / مـــريـــم.

    إهداء خاص إلى الزوجة والرفيقة

    ألغالية أطال الله عمرها.

    مؤيد عبد الخالق محمود

    سعادة ما

    كثير من شباب القرى والأرياف كانوا يحلمون بالسفر إلى الخرطوم ظنًّا منهم أن فيها تتحقق كل أحلامهم بالغنى والثراء والحياة الناعمة بعيدًا عن شظف العيش ورتابة الحياة .. سعادة تثير خواطرهم .. وهم في مسعاهم هذا يجدُّون كل الجدِّ كي يصبح هذا الحلم واقعًا .. فيفعلون المستحيل من أجل السفر .. فتجد الواحد منهم قد باع كل ما يملك، باع الأرض والدار والبهيمة والدابة .. ويتحقق السفر فيأتي الواحد حاملًا معه كل أحلامه في حقيبته ومعها كل ما حصل عليه من مال، والحق يقال إن البعض منهم – وهم القلة – تجدهم بين ليلة وضحاها قد صاروا شيئًا آخر، أصبحوا يملكون المال والعقار والحديد السيَّار؛ لأن هذا البعض قد يصبح من كبار رجال المال والأعمال الذين يشار إليهم بالبنان والبعض الآخر – وهم الكثرة – تجدهم اكتشفوا تلك الخدعة المسماة الخرطوم ولكنهم لا يدركون ذلك إلَّا بعد فوات الأوان .. بعد أن ضاع كل شيء والأسوأ من ذلك أن بعض هؤلاء المخدوعين قد يهبطون إلى الدرك الأسفل من أجل العيش في المدينة الكبيرة .. والغريب أنهم بعد أن يكتشفوا أنهم خُدعوا؛ واكتشافهم لزيف ما قد صورته لهم أحلامهم يمضون في حلمهم.

    ومن هؤلاء شاب يدعى الرشيد.

    وقف أمام تلك السيارة الفارهة بجوار تلك البناية الضخمة بأحد شوارع الخرطوم التجارية وتأمَّل السيارة .. إنه يعشقها .. ثم رفع رأسه إلى الأعلى وأمعن نظره في تلك اللافتة المخطوطة باللغة العربية بلمعانٍ ذهبى:

    شركة الرشيد التجارية

    استيراد وتصدير

    بعد ذلك فتح باب السيارة ودلف إلى داخلها وأدار محركها فانزلقت في الطريق وراح يقطع بها شوارع المدينة مستمتعًا بصوت محركها المخملي واتجه بها نحو بلدته التي فارقها منذ عامين .. القرية التي فارقها يوم أن فكر جادًّا في الحضور إلى الخرطوم .. مات والده قبل عدة سنوات ولحقت به والدته بعد عام واحد ولم يكن له أخوة أو أخوات، وورث عن والده تلك القطعة الزراعية الصغيرة، ومنذ عامين عندما فشلت زراعته هداه تفكيره إلى هجر الزراعة والقرية .. أعار الأهل والأصدقاء أذنًا صماء حيث حاولوا أن يثنوه عن عزمه فأصر كل الإصرار على هذا الأمر .. فباع أرضه إلى ابن عمه سلمان لقاء مبلغ زهيد وسافر إلى الخرطوم.

    هو اليوم عائد إلى هناك في مهمة .. مهمة كان ينوي القيام بها منذ فترة من الزمن ولكن ماذا يفعل؟ فلم يكن لديه الوقت للقيام بها؛ فأعماله بالخرطوم كثيرة ومتشعبة تأخذ كل وقته، اليوم فقط تفرغ لهذه المهمة .. كان ينوي إرجاع أرضه من ابن عمه سلمان بأي ثمن .. سوف يدفع أي ثمن .. سوف يدفع مبلغًا كبيرًا لايمكن أن يرفضه سلمان .. لابد وأن روح أبيه غير راضية لتحول الأرض عنه، وبعد ذلك سوف يطلب الزواج من فاطمة أخت سلمان .. نعم تم رفضه سابقًا .. ولكن هل يأباه سلمان اليوم بعد أن أصبح شيئًا آخر؟!.. إنه يحبها وهي كذلك تحبه .. سوف يقبله سلمان هذه المرة ما في ذلك شك .. وبعد فراغه من هذه المهمة سيعود فورًا في مساء نفس اليوم فصباح الغد سيكون مشهودًا إذ عليه الذهاب إلى البنك لاستلام ذلك المبلغ الضخم الذي سوف يبدأ به ذلك المشروع الكبير بالشراكة مع البنك.

    اجتمع صبية القرية وشبابها حول تلك السيارة الفارهة التي توقفت قبل قليل أمام منزل سلمان مذهولين (أهذا هو الرشيد؟!) كانوا يعلمون أنه سيعود يومًا من الأيام ولكن ليس هكذا .. ما الذي حدث؟!.. البعض من شباب القرية راودتهم تلك الأحلام بالذهاب إلى الخرطوم فربما يصبحون مثل الرشيد .. وهذا أكيد .. وأكبر دليل على النجاح ما يَمثُل أمامهم .. وأن عليهم ترك هذه القرية وهجرها هي والزراعة ويعودون إليها بعد ذلك كالرشيد.

    بالداخل كان الرشيد يجلس مع سلمان بالديوان .. لم يصدق سلمان أذنيه ولا عينيه .. أهذا هو ابن عمه الرشيد؟! يا سبحان الله! كانت عبارات الترحيب تتساقط من شفتيه تساقط المطر، بينما فاطمة متوارية خلف الباب تسمع الحديث الدائر بين أخيها وابن عمها الرشيد .. الرشيد .. آه يا الرشيد .. يا ترى هل نسيها أم ما زال يذكرها؟.. كيف يذكرني وهو الذي يعيش بالخرطوم .. ويا لبنات الخرطوم!.

    - سلمان ..

    - نعم يا ابن عمي.

    - لقد حضرت اليوم لإنهاء أمرين ..لا وقت لدي لغيرهما ..

    كأنما سلمان قد أدرك ماهية هذين الأمرين:

    - أجل .. أجل .. تفضل .. تحدث.

    - بعد فراغي من الأمر الأول سوف أدخل في الأمر الثاني.

    بالفعل انتهى الرشيد من أمره الأول .. فقد وافق سلمان على إرجاع الأرض مقابل المبلغ المغري الذي عرضه عليه الرشيد .. كان المبلغ أضعاف أضعاف ثمن الأرض الحقيقي .. بعد ذلك لم يمانع سلمان في خطبة فاطمة إلى الرشيد .. وكادت أن تنطلق زغرودة من خلف الباب، ولكن فاطمة تمالكت نفسها في اللحظات الأخيرة .. فها هي أخيرًا سوف تتزوج من ابن عمها الرشيد الذى تحبه منذ وقت بعيد . منذ طفولتها .. هذا اليوم الذي كانت تتمنى .. أخيرًا سوف تترك هذا المنزل وكل القرية .. وترحل مع حبيبها .. سوف تكون نعم الزوجة وتخدمه بعينيها.

    ها هو الآن قد خطب محبوبته فاطمة التي تقدم لخطبتها منذ عامين ورُفض فقط لأنه كان فقيرًا .. يا سبحان الله .. وعاد في مساء نفس اليوم إلى الخرطوم.

    في تلك الليلة وليال أُخر .. لم يكن هناك حديث لأهل القرية غير الحديث عن الرشيد، وماذا صار، وما يملك من ثروة .. وخطبة فاطمة والزواج الذي سيتم بعد شهرين .. بذلك تحدث سلمان لكل أهل القرية.

    ما إن أقبل الصبح حتى كان الرشيد يدلف إلى البنك من أجل المشروع واستلام المبلغ الضخم.. هذا المشروع الذي بدأ التخطيط له منذ عام تقريبًا .. تصدير الأسماك .. لقد أنهى كل الإجراءات .. وكل دراسات الجدوى التي أجراها أثبتت إمكانية نجاح المشروع .. ماذا تبقى الآن؟.. لا شيء .. سيبدأ العمل فورًا بعد أن وافق البنك على الدخول معه في المشروع مشاركًا .. سوف يدر عليه هذا المشروع أرباحًا طائلة.

    استقبله مدير

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1