Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

فن التفوق والنجاح
فن التفوق والنجاح
فن التفوق والنجاح
Ebook124 pages51 minutes

فن التفوق والنجاح

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

الاستثمار في المال قابل للربح والخسارة، أما الاستثمار في المواهب الكامنة والطاقات المتاحة فهو غير قابل للخسارة أبداً. وهذا الكتاب يهدف إلى أن يقنع كل فرد منا: أن «رأس ماله» المودعَ في حسابه أكبرُ بكثير مما يظنّ، وأن يبيّن له كيف يستثمره ليحقق الربح الأقصى بإذن الله. إنه يفتح أمام القارئ آفاق التفاؤل والطموح، ويدلّه على سبُلُ التفوّق والتألق، ويبيّن له كيف يحقق آماله وأحلامه، وكيف يضاعف قدراته: الجسمية والنفسية والذهنية، والمادية والمعنوية إذا طبق القوانين الواردة فيه.
Languageالعربية
PublisherObeikan
Release dateJan 1, 2018
ISBN9786035091572
فن التفوق والنجاح

Related to فن التفوق والنجاح

Related ebooks

Reviews for فن التفوق والنجاح

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    فن التفوق والنجاح - أحمد البراء الأميري

    من علامات النجاح في الحياة

    سنتحدث عن بعض علامات النجاح في الحياة؛ لأن تحديدها بوضوح يساعدنا في محاولة السعي لتحصيلها بتوفيق الله.

    يقول برايان تريسي: «إن خمسة في المائة فقط من الناس ناجحون في حياتهم، لكن هناك إمكانات مؤكدة ووسائل تيسّر سبل النجاح لمن يريد، في نواح ربما لا تخطر على باله في الوهلة الأولى: كالنواحي المالية، والاجتماعية، والأسرية، والعلمية، وما إلى ذلك. بل يستطيع المرء أن ينجح في تغيير عاداته، وتأثيره على الناس».

    أقول: وهذا ما وضّحته الآية الكريمة ﴿إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (۱) فالتغيير في الأنفس أمر مقدور عليه، ونتيجة له يغير الله سبحانه وتعالى ما بهم إلى الأحسن أو الأسوأ بحسب ذلك التغيير.

    ومن علامات النجاح في الحياة:

    ١- الشعور بالسكينة والطمأنينة وهدوء البالصحيح أن الحياة لا تمرّ دون كُدُورات وابتلاءات، لكن النفس المطمئنة، والقلب المتصل بالله، لا يلبثان أن يعودا إلى التسليم، فيذوقان من حلاوته ما يغطّي مرارة سواه. وأمثل سبيل لتحقيق هذه السكينة وهذا الاطمئنان الذكر الحقيقي لله تبارك وتعالى بالقلب واللسان: (أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوْبُ)(١)

    ٢-التمتع بقدر جيد من الطاقة والحيوية والنشاط ، والبعدُ عن الكسل والخمول. ومن أهمّ وسائل تحقيق ذلك:

    أ) تناول الغذاء الصحي.

    ب) ممارسة الرياضة بشكل جيد.

    ﺟ) إجراء فحص طبي دوري.

    ولو لم يكن الكسل من أكبر عوائق النجاح لما علَّمَنا الرسول صلى الله عليه وسلم الاستعاذة منه بقوله: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحَزَن، وأعوذ بك من العجزوالكسل...»(٢).

    ٣- بناء علاقات مع الناس، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول ما معناه: «المسلم آلِفٌ مألوف، ولا خيرفيمن لا يَألف ولا يُؤلف»(۱)).

    ٤- الاكتفاء المادي وعدم الاحتياج؛ لأن الحاجة المالية من أكبر أسباب الهموم، والديون تكدّر على المرء صفاءه وهناءته، وقد استعاذ النبي عليه الصلاة والسلام من «الكفر والفقر، ومن غلبة الدين». وهذا - طبعاً - لا يفهم منه التشجيعُ على الاستكثار من الدنيا، وجعلهِا أكبرَ همّ الإنسان.

    ٥- وجود أهدافٍ ذاتِ قيمة في حياة الإنسان؛ فالذي له هدف يسعى إلى تحقيقه، ويعرف سبيل ذلك، كقائد السفينة الذي يعرف أين يقصد، والبوصلةُ تحدد له مسارَه. فمآله أن يصل إلى غايته. أما الذي لا هدف له، فهو كقائد سفينة لا يعرف أين يريد، فهو هائمٌ على وجهه في البحر تتقاذفه الأمواج (٢)

    ٦- الشعور بتحقيق الذات، ويإنجاز ما هو مطلوب إنجازه.

    فالذي لا يؤدي واجباته، وتتراكم عليه أعباؤه ومسؤولياته،

    كيف تطمئن نفسه وتهدأ مشاعره؟ وبالمقابل فإن النجاح قد يقود إلى النجاح، والإنجاز يبعث في النفس السعادةوالارتياح.

    إن القلة القليلة من الناس عندها أهدافٌ عالية، وتستطيع أن تحقق أهدافها، أما الغالبية العظمى فتشتكي من الإحباط، والزمن، والظروف القاهرة التي لا تمكّنها من الوصول إلى ما تريد، وتُكثر من التحسّر: لوكانت أعبائي أقل، لو ازداد دخلي، لوكان لي كذا وكذا، لفعلت كذا وكذا، والنتيجة لا شيء ! وصدق من قال:

    إن المخفقين ماهرون في اختراع الأعذار والمسوّغات، أما الناجحون فماهرون في اختراع الحلول والبدائل.

    ولعل من أهم أسباب هذه الحالة من العطالة الجزئية وعدم الإنجاز: أن الإنسان يدخل غمار الحياة دون إرشادات عملية تناسب عُمُرَه، وزمانَه، ومكانَه، وعقليّته، وبيئته الاجتماعية، فيكون مثل جهاز متطوّر معقّد ليس معه كتيّب الإرشادات والتعليمات لتشغيله، وتمضي الحياة، والمرء لا يعرف حقيقة طاقاته الكامنة فيه، ولا يعرف ماذا يريد، أو كيف يصل إلى ما يريد.

    قد يقول قائل: كيف تقول هذا وأنت مسلم، والقرآن والسنة بين أيدنا؟! أقول: لا شك أن القرآن والسنة مصدر لا يقدر بثمن، فيه توجيه نحو النجاح في الدنيا والآ خرة معاً، لكنهما يحتاجان إلى تدبر وفهم وتطبيق. والقرآن يوجّه المسلم إلى السير في الأرض واكتشاف سنن الآفاق والأنفس، فإذا أعرض عن هذا التوجيه قلَّ انتفاعه بآيات الكتاب المجيد(۱)

    chap1.xhtml

    (۱) الرعد: ١١.

    (۱) الرعد: ٢٨. وسيأتى شيء من الحديث عن الذكر عند حديثنا عن تغيير العادات السلبية إلى إيجابية.

    (٢) رواه أبو داود.

    (۱) رواه أحمد، ولأهمية هذا الموضوع، فقد خُصص الفصل الأخير للحديث عنه.

    (٢) سيأتي حديث مفصل عن تحديد الأهداف وكيفية الوصول إليها.

    (۱)ايقول سبحانه: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ (فصلت:٥٣).

    عندنا - إذن - ثلاثة أنواع من الآيات: آيات الآفاق، وآيات الأنفس، وآيات القرآن. وآيات الآفاق والأنفس هي المعجزات الإلهة في الخلق، والعلامات التي تدل على وجوده سبحانه.. إلخ، والله يريها للخلق كافة حتى يتبين لهم أن هذا الدين، وهذا القرآن حقّ.

    من قوانين النفس

    استخلص بعض علماء النفس المختصّين بالكشف عن المواهب الفرديّة وتنميتها، وتعريفِ الفردِ على الطاقات الكامنة فيه وكيفية استغلالها، استخلصوا قوانين نفسيةً - إن صحّت التسمية(۱) - يمكن للمرء إذا ما طبقها أن يحقق ما يطمح إليه بتوفيق الله. ومن هذه القوانين:

    ١- قانون الضبط والتحكم:

    يقول تريسي: «إن مقدار الضبط والتوجيه الذي نملكه يحدّد مقدار صحتنا النفسية، وشعورنا

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1