Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

حِوَارٌ هَادِئْ مَعَ العَلَّامَة الشَّيْخ عَبْدُ العَزِيزِ الطّرِيْفِي
حِوَارٌ هَادِئْ مَعَ العَلَّامَة الشَّيْخ عَبْدُ العَزِيزِ الطّرِيْفِي
حِوَارٌ هَادِئْ مَعَ العَلَّامَة الشَّيْخ عَبْدُ العَزِيزِ الطّرِيْفِي
Ebook201 pages1 hour

حِوَارٌ هَادِئْ مَعَ العَلَّامَة الشَّيْخ عَبْدُ العَزِيزِ الطّرِيْفِي

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

الحمد لله الذي عزَّ فارتفع، وذلَّ كلُّ شيءٍ إليه وخضع، الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدَّر فهدى، جل ربُّنا عن الشبيه والمثيل والكفء والنظير، [لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ] {الشورى: 11}، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على رسول الله، خيرُ من وطأ الثرى قدماه، وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه واقتفى أثره ووالاه، وبعد ...

فإنني في هذا الكتاب الموسوعي، أضع بين يديك أخي القارئ الكريم، جملة مما أفاد به الشيخ عبد العزيز الطريفي – فك الله أسره- وأجاد

والتي تناولت عددًا من الموضوعات المهمة، التي تمس حياة الإنسان المسلم، وتنفعه في شؤونه وأحواله، وترتقي بمجتمعه إلى أعلى درجات الرُّقيِّ والرِّفعَة.

أفاد بها فضيلة الشيخ في ثلاث حلقات تلفزيونية حوارية مسجلة.

Languageالعربية
Release dateJun 24, 2022
ISBN9798201251031
حِوَارٌ هَادِئْ مَعَ العَلَّامَة الشَّيْخ عَبْدُ العَزِيزِ الطّرِيْفِي

Related to حِوَارٌ هَادِئْ مَعَ العَلَّامَة الشَّيْخ عَبْدُ العَزِيزِ الطّرِيْفِي

Related ebooks

Related categories

Reviews for حِوَارٌ هَادِئْ مَعَ العَلَّامَة الشَّيْخ عَبْدُ العَزِيزِ الطّرِيْفِي

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    حِوَارٌ هَادِئْ مَعَ العَلَّامَة الشَّيْخ عَبْدُ العَزِيزِ الطّرِيْفِي - SALEM SALEEM ALAMRANI

    المقدمة

    الحمد لله الذي عزَّ فارتفع، وذلَّ كلُّ شيءٍ إليه وخضع، الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدَّر فهدى، جل ربُّنا عن الشبيه والمثيل والكفء والنظير، [لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ] {الشورى: 11}، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على رسول الله، خيرُ من وطأ الثرى قدماه، وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه واقتفى أثره ووالاه، وبعد ...

    فإنني في هذا الكتاب الموسوعي، أضع بين يديك أخي القارئ الكريم، جملة مما أفاد به الشيخ عبد العزيز الطريفي – فك الله أسره- وأجاد[1]،

    والتي تناولت عددًا من الموضوعات المهمة، التي تمس حياة الإنسان المسلم، وتنفعه في شؤونه وأحواله، وترتقي بمجتمعه إلى أعلى درجات الرُّقيِّ والرِّفعَة.

    فقد استهل الشيخُ المحدِّث -رغم حداثة سنِّه- هذه الفوائد؛ ببيان دور العلماء في رفعة الأمة ونهضتها[2] مؤكدًا على أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وأنهم الراسخون إذا تزلزل الناس، والثابتون إذا تزحزح الناس، فَهُم الجبال الرواسي، والأوتادُ التي تُثبِّت دينَ الله عز وجل بين العباد،

    كما بيَّن الشيخ بعض المسائل الهامة التي تتعلق بالعلماء في أكثر من موقف وفي أكثر من موضع، كما تحدث في جانب العقيدة الإسلامية الصافية، وخَصَّصَ حديثًا منفردًا عن الولاء والبراء.

    ولم ينسَ الشيخ في حديثه التأكيد على روح التكافل ووحدة الصَّف بين المؤمنين على اختلاف مشاربهم وأعراقهم، فقد تحدث عن أهل نجد، وأهل الشام، وكذا أهل العراق، وبلاد شمال أفريقيا، وبلاد المغرب العربي، وبلاد الهند، مؤكدًا على أن آداب الإسلام لا تعرف الفوارق بين الأعراق، فقد جاء عَنْ أَبِي نَضْرَةَ أنه قال: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا

    النَّاسُ أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلاَ لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى".[3]

    لقد كان الشيخ هادئًا في نقاشه لعدد من المسائل التي تمسُّ المجتمع المسلم، وساهم في نصائحه ومداخلاته بتعزيز الإصلاح المجتمعي على مستوى الأفكار والعادات والسلوك. كما خصص جانبًا واسعًا للحديث عن الفرق بين الشبهات والشهوات، وكيف تتحول الشهوة إلى شبهة، وبيَّن الشيخ المحدِّث بجملة من النصائح كيف يمكن محاصرة الإنسان لشهواته حتى لا يصبح حبيسًا لها وتُورِدُه المهالك[4].

    للشيخ الطريفي ضمن هذا الكتاب الماتع، وقفات في مواجهة الليبرالية، وجولات في الرد على شبهاتهم والمنافحة عن سنة النبي العدنان عليه الصلاة والسلام، وقد أفرد جزءًا من حديثه عن سيادة الشريعة في هذا الباب[5]

    سيادة الشريعة

    تميَّز الشيخ -حفظه الله- بإتقانه في تنزيل النص القرآني على واقع الناس لمزيد تبيان.

    كما بَرَزَت بصمة الشيخ في النقد البنَّاء، والنُّصح النَّابع عن عُمق الانتماء لدينه ووطنه ومجتمعه، إضافة لمعالجاته الفكرية لعدد من الموضوعات، كما تميَّزَ بنظرته السياسية الراقية في نقاش بعض المسائل والمُلِمَّات، كل هذا في عدد من الحلقات التي جمعناها هنا أخي القارئ بين ثنايا هذا الكتاب.

    إن المتأمل لهذا الكمِّ الزاخر من فنون العلم المتنوعة، ليقف ذاهلا من سعة علم الشيخ المحدِّث وعطائه ومواكبته لما يحتاجه الدعاة في زماننا، فتجده متواضعًا مع ما حواه من علم غزير، ناصحًا مستشعرا عِظَم أمانة العلم التي يحملها بين جنبيه، يصدح بالحق ولا يخاف في الله لومة لائم، رحيم على إخوانه المؤمنين، شديد على المنافقين والكافرين، صبور في الإجابة على السائلين، نسأل الله جل وعلا أن يجزيه عنا خير الجزاء، وأن يمُنَّ عليه بالفَرَجِ والعيش في سعادة وهناء.

    وفي الختام..

    نشكر الله مولانا وخالقنا الذي منَّ علينا بإتمام هذا العمل على هذه الصورة، مع رجائنا أن يتقبل منا هذا الجهد، ويجعله خالصاً لوجهه الكريم، فما كان من توفيق فمن الله وحده، وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمنا ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وأسأله تعالى أن يغفر لنا، ويكتبه في ميزان حسناتنا يوم القيامة، ويجعل فيه النفع للإسلام والمسلمين، وما ذلك على الله بعزيز، وصلِّ اللهم وزد وبارك على حبيبنا محمد، والحمد لله رب العالمين.

    والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ،،

    [وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ] {الأعراف: 43}

    دور العالِم في الأمة

    ما هو الدور المفترض للعالِم؟

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد،

    أولاً يجب أن يُعلَم أن حقيقة العلم الموصوفة في كلام الله وكلام النبي ﷺ المراد بذلك هي: العلم بأمر الله، والله عز وجل ما أوجد الخليقة إلا لعبادته، وإذا علِمنا ذلك علِمنا أنَّ عصا الاصطلاح العالِم في الكتاب والسنة المراد بذلك هو: الذي يدل على أمر الله، وأن الله عز وجل جعل أمره مقيمًا لحياة الناس فيستقيم الأمر، وذلك أن الله عز وجل أوجد العقول وأوجد الأذهان وأوجد القلوب وهي تدل الإنسان على شيء من الحقيقة لا تدله على جميع الحقيقة فلما غاب عنه من الأشياء الكثيرة أوجد الله الأنبياء وكذلك أنزل الوحي على أولئك الأنبياء وجعل ثمة حملة يدلون الناس إلى الحقيقة الغائبة عنهم، وجعل العقول لها عدو، وهذا العدو الموجود في داخلها، إما النَّفس الأمارة بالسوء، وإما الشياطين من الإنس والجن الذين يدعون الناس إلى الشهوات، وهذه الشريعة والأوامر الإلهية رقيبة على أمر الإنسان لهذا تجد الإنسان لديه قناعات ولديه أشياء وهو يعمل عكسها وهو يعلم هذا، ولهذا تجد السارق وكذلك الزانية ونحو ذلك أو قاطع الطريق يسير في أمره فإذا قطعت عليه الطريق قلت أين أنت أين تذهب يقول أفعل كذا هل هذا حق أو باطل فيقول لك هذا باطل، ما الذي يدفعك فيقول أنا كذا ويأتي بمبررات، الذي أجابك بالجواب الصحيح هو عقله والذي جعله يسير فيه هي نفسه، جاءت الشريعة لفك هذا النزاع الداخلي وفك النزاع الخارجي الذي يكون أيضا بين النفوس وكذلك العداوات، وجاءت الشريعة بسلطان دقيق لضبط هذه الأمور والأهواء، الإنسان يتحايل على نفسه فكيف لا يتحايل على غيره من جهة وكذلك أيضا لا تتحايل الدول والأنظمة على أنفسها لهذا جاء الله عز وجل بالوحي لهذا نقول إن الله عز وجل إذا ذكر العلم في كتابه والنبي ﷺ ذكر العلم فالمراد بذلك هو العلم بأمر الله.

    إذًا نحن نتحدث عن العالِم الشرعي؟

    نَعَم، العالِم الشرعي الذي يقوم بالناس بأمر الله.

    لماذا قلنا بأن الشريعة تُقِيم الناس وتضبط أمرهم كذلك أيضا أن العلم هو يضبط أحوال الناس؟

    لأن شريعة الإسلام جاءت متسعة لكل شيء متسعة لما يتعلق بالفرد في ذاته وكذلك أيضا يتعداه إلى غيره، مع زوجه مع ولده مع جاره كذلك أيضا في مسئوليته وأمانته ولو كانت يسيرة، كذلك أيضا كلما ترقى في أبواب الولاية سواء كانت يسيرة أو كانت كبيرة، لهذا الشريعة جاءت لضبط هذا النظام، وهي قد أوجدت أعمدة كالأعمدة التي تكون في الفسطاط ولكنها لم تشغل جميع الفسطاط فجعلت مساحة يهرول ويسير فيها الإنسان، ولكن ثمة أعمدة إذا اختلت فإنه يختل ذلك البناء، وهذه الأعمدة هي التي جعل الله عز وجل الإنسان يسير بها بعقله لا يرتطم بشي منها وإذا ارتطم قامت في ذلك الشريعة بإقامة الحدود ولهذا الله عز وجل يقول: [تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا] ،  [تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا] هذه المراد بذلك هي الضوابط لهذا نقول إن العالِم في كلام الله والعالِم في كلام رسول الله ﷺ هو العالِم على وجه الحقيقة لأنه يضبط أمر الدنيا ويضبط أمر الدين.

    إذا أردنا أن ننظر من الحاجة إليه العالِم؟

    العلماء في ذلك هم الذين يدُلُّون الناس على وجه ثبات واستقامة لهذا شبه النبي ﷺ العلماء بالنجوم، والمراد بالنجوم ليس اللغة الاصطلاحية الدارجة بالبروز شخصية المشهورة، المراد بذلك الدلالة على معنى ، هذه الدلالة على المعنى كما جاء في حديث أنس وغيره أن النبي ﷺ قال: العلماء كالنجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، وكذلك ما جاء في حديث أبو موسى وفي صحيح الإمام مسلم أن النبي ﷺ قال : النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي وإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون إشارة إلى أن النجم يختلف أيضا من جهة سطوعه وجلائه وظهوره وعدم التباسه بغيره، لهذا بعض النجوم يحتاج الناس إلى ساعة حتى يجد هذا النجم، ومنهم من هو بارز وظاهر وجلي يعرفه الصغير والكبير، لهذا النبي ﷺ لما ذكر النجوم كمقدمة لتعريف مقامه في الأمة ومقام الصحابة أن العلم يتدرج من جهة ثبات النسل، الذي أراه أن الحقيقة والنفع المقصود بالتشبيه العالِم بالنجم المراد بذلك هي الدلالة ثابتة ، الأفلاك تدور وتسير، ولذا سميت أفلاك، أما النجم فتجده ثابتا فلا يمكن أن يخدع أحدا أو يغر، فيجعل لك جهة الشمال عكس تلك الجهات لمطمع، حتى ربما لو حجب لا يتحرك ليراه الناس ولذلك ربما نجم يحول بينه وبين الناس السحب أو غمام أو غير ذلك أو دخان أو غبار أو نحو ذلك، يقول لا يراني الناس هنا لماذا لا أتحرك حتى يراني الناس، فهو لا يعمل لنفسه ، فلابد أن يثبت ولو حيل بينه وبين الناس حتى يتجلى بعد يوم أو يومين وتظهر الحقائق، ولهذا نقول أن مثل هذه الأشياء إشارة إلى ثبات العالِم وأن منزلته في ذلك هي دلالة الناس تدل الشرقي والغربي وأنه كذلك إشارة إلى أن العالِم في ذلك هو عالِم أمة لا عالِم فرض ولا جهة ولا غيرها وإنما المراد بذلك هو الدلالة يدل الشرقي والغربي على جهة نفس الاتجاه فيدلها من غير انحراف، ولهذا نقول أنه شبه بالنجم لهذا المقصد ولهذه

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1