سلسلة التربية الإسلامية - الإسلام

By أحمد شوقي إبراهيم

في أسلوب متنوع بين الجانب الفقهي والتحليلي والجانب العلمي والروحي يأتي هذا الجزء من السلسلة رسالة لمن يريد التعرف على الإسلام .. لافتًا النظر إلى أركانه وفوائده وتعالميه الصحية والتربوية على الفرد والمجتمع

• Language: العربية
• Publisher: Nahdet Misr
• Release date: Jan 1, 2012
• ISBN: 9788197238284

Book preview

الغلاف

سلسلة

التربية الإسلامية

-1-

الإســــلام

تأليف

أ.د. أحمـد شـوقي إبراهيم

رئيس المجمع العلمي لبحوث القرآن والسُّنَّة بجمهورية مصر العربية

رئيس مؤسسة الدكتور أحمد شوقي إبراهيم للإعجاز العلمي في القرآن والسُّنَّة ج.م.ع

زميل كلية الأطباء الملكية بلندن وأدنبره - مستشار الأمراض الباطنية وأمراض القلب

عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف

عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

عضو اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) - القاهرة

إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر

يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن

أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية

أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

الترقيم الدولي: 977-14-4459-x

رقـــم الإيــــداع: 2011/21614

الطبعة الأولــى: ينايـر 2012

Arabic%20DNM%20Logo_Colour%20Established%20Black.eps

21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

تليفـــون : 33466434 - 33472864 02

فاكـــــس : 33462576 02

خدمة العملاء : 16766

Website: www.nahdetmisr.com

E-mail: [e-mail]

11444.png11508.png

تمهيد

إن الإسلام دين الله الحق، وقد أصبح بقيمه الفريدة وشرعه الشامل أسرع انتشارًا على وجه الأرض؛ فقد غطى الإسلام نصف الأرض بحضارته، وتسابقت الأمم إلى الدخول فيه لما رأت فيه من توافق مع الفطرة ومواءمة مع العقول، وسماحة في المعاملة، ويسر في المعتقد.

وفي هذا الكتيب نتعرف على الإسلام عن طريق أصوله؛ فإننا لن نجد مدخلاً أفضل من تدبر الحوار الذي جرى بين جبريل ﷻ أمين وحي السماء، والنبي محمد ﷺ أمين أهل الأرض؛ حيث أتى جبريل النبي ﷺ فسأله عن مراتب الدين، ليُسمع الصحابة إجابته، فيفقهوا دينهم، قال جبريل: يا محمد، أخبرني عن الإسلام. فقال ﷺ: «الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً». قال: صدقت. قال عمر: فعجبنا له يسأله ويصدقه! قال جبريل: فأخبرني عن الإيمان. فأجابه ﷺ: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره». قال: صدقت. قال جبريل: فأخبرني عن الإحسان. فقال ﷺ: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»(1).

إنها رسالة لمن يريد التعرف على الإسلام عن قرب.

تعريف الإسلام وأركانه:

الإسلام لغةً: الانقياد والإذعان والتسليم والخضوع، وقد سمى الله دينه الإسلام؛ لأنه يعني الطاعة لله والانقياد لأمره وقد صار الإسلام علمًا على هذا الدين الذي جاء به النبي محمد ﷺ، قال تعالى: ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾ [آل عمران: 19].

هل الإسلام هو دين النبي محمد ﷺ فقط؟

لقد أنزل الله شرائع متعددة لكنه لم يرسل رسله إلا بدين واحد فقط هو الإسلام. قال تعالى: ﴿أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون﴾ [آل عمران: 83] فالله أرسل رسله جميعًا بالإسلام؛ فهو دين إبراهيم ﷻ، قال تعالى: ﴿ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين (031) إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين (131) ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون (231)﴾ [البقرة: 130-132]، وهو دين سليمان ﷻ قال تعالى:

﴿وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين﴾ [النمل: 44]، وهو دين عيسى ﷻ، قال تعالى: ﴿وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون﴾ [المائدة: 111]، وهو دين موسى ﷻ، قال تعالى حكاية عن موسى: ﴿يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين﴾ [يونس: 84]. فالإسلام هو دين الأنبياء جميعًا وهو الدين الذي ارتضاه الله للبشر، يقول رسولنا الكريم ﷺ: «الأنبياءُ إخْوةٌ لعَلاَّتٍ، أمهاتُهم شَتَّى ودينُهم واحَدٌ». فدين جميع الأنبياء هو الإسلام الذي هو في جوهره التوحيد والتسليم والإذعان والانقياد لله بالطاعة والعبادة.

والإسلام شرعًا: عرفه نبينا ﷺ في حديث جبريل: «قال: فما الإسلام؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان».

نلاحظ أنه في هذا الحديث ذكر أركان الإسلام الرئيسة أو قواعده التي لا يصح الإسلام بدونها، كما قال ﷺ في الحديث المتفق عليه: «بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَن لا إِلَهَ إِلا اللهُ وأن محمدًا رسولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».

(1) أخرجه البخاري ومسلم.

الفصل الأول

شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله

(لا إله إلا الله) لا يكون المسلم مسلمًا إلا بشهادة التوحيد وهي مَعْبَرُك وشهادة دخولك لهذا الدين، بدونها لا تقبل الأعمال، ولا تصح ويلزم المسلم أن يقولها ويقر بها، ومعنى شهادة: (لا إله إلا الله): لا معبود بحق إلا الله. وقد تضمنت الشهادة نفيًا وإثباتًا كما سنوضحه.

ودليل الشهادة قوله تعالى: ﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم﴾ [آل عمران: 18].

قوله تعالى: ﴿شهد﴾، أي حكم وقضى وأعلم وبيَّن وأخبر وألزم عباده بذلك، أنه لا إله إلا هو، فالشهادة من الله تدور على هذه المعاني الخمسة.

﴿لا إله﴾: لا نافية تنفي جميع ما عُبد من دون الله.

﴿إلا هو﴾: أثبت العبادة لله وحــده، ومعنى أنــه لا إله إلا هو: أي لا معبود بحق إلا الله، وكل