Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

المشجع الوحيد
المشجع الوحيد
المشجع الوحيد
Ebook213 pages1 hour

المشجع الوحيد

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

أقف قليلاً أتأمل الملعب وهو يفرغ من المشجعين، أخبرت من معي أني سأتجول قليلاً في الملعب، تأخذني الخطوات حتى أصبح أمام دكة بدلاء المنتخب، أجلس وأفكر من منا أكثر حزناً، أنا كمشجع أم شيكابالا الذي كان بينه وبين المشاركة في كأس العالم خط أبيض؟ .. يسافر لمتابعة المباراة، ولكنه في الطريق لموسكو وخلال تجوله في شوارعها وبين ساحات المشجعين في المونديال يعود بنا إلى رحلة المشجع المصري منذ مونديال إيطاليا 1990 وحتى روسيا 2018. بسلاسة وبأسلوب مشوق نستمتع باسترجاع ذكرياتنا الكروية وكفاحنا الكبير حتى نصل إلى مباراة السعودية.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2019
ISBN9789771457275
المشجع الوحيد

Related to المشجع الوحيد

Related ebooks

Reviews for المشجع الوحيد

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    المشجع الوحيد - محيي الدين أحمد

    إهداء

    إلى:

    شروق مكرم، وإنجي أحمد، ومايسة فاروق.

    هيثم أبو عقرب، وأستاذي محمد عبد الرحمن،

    وماكس، وتانيا، ومحمد إسلام أبو الخير،

    ومصمم الغلاف: أحمد نبيل.

    ودائمًا إلى سيدنا عمر طاهر

    3 سنوات أخرى من الانتظار

    تنتهي المباراة، ويبدأ كل من في الملعب بالرحيل، أقف قليلاً أتأمل الملعب وهو يفرغ من المشجعين، أخبرت من معي أني سأتجول قليلاً في الملعب، تأخذني الخطوات حتى أصبح أمام دكة بدلاء المنتخب، أجلس وأفكر؛ من منا أكثر حزنًا؟ أنا كمشجع، أم شيكابالا الذي كان بينه وبين المشاركة في كأس العالم خط أبيض؟ أنظر إلى دكة البدلاء، وأشعر أن هذا الكابوس السخيف سينتهي، سأستيقظ الآن وأكتشف أني نائم في القاهرة ولم أسافر بعد، أو أستيقظ وأكتشف أن مصر لم تتأهل لكأس العالم من الأساس، لا أستطيع تقبل فكرة خروجنا من كأس العالم بهذا الشكل، وإن تقبلتها على أمل الصعود مرة أخرى والمشاركة بتمثيل أفضل، فلا يستطيع عقلي تقبل أن الفرصة اقتربت بهذا المقدار من شيكا، لكنها رحلت عنه بتلك البساطة.

    تأتي لي فتاة يبدو أنها من أمن الاستاد تطلب مني الرحيل، فأتحرك عائدًا ليستقبلني هيثم: «صورتك».

    لم أحاول مشاهدة الصورة، وطلبت منه أن يرسلها لي بمجرد عودتنا إلى القاهرة. خرجنا من الاستاد، وسرنا على أقدامنا حتى الفندق الذي يقيم فيه هيثم، ويقيم فيه المنتخب أيضًا.

    لحظة وصولنا كانت نفس لحظة وصول حافلة المنتخب الذي استقبله الجمهور بالسباب، حتى خرج لهم محمد صلاح فتحول السباب إلى تحية.

    ركبت أنا وزوجتي «الترام» لنصل إلى المنزل الذي يبعد عن الفندق 10 دقائق، وأكتشف أن هيثم وضع مجموعة من الصور على فيسبوك تحت عنوان «النهاية»، كان من بينها صورتي وأنا أجلس وحيدًا في المدرجات وكتب تحتها «3 سنوات أخرى من الانتظار».

    لا أدري ما الذي دفع البعض لتكبير الصورة لمعرفة من هو المشجع الوحيد، على كل حال عرفني بعضهم. ونسج بعضهم قصصًا وهمية. ولم يكن هناك وقت للمتابعة فكان يجب أن نلحق بالقطار.

    قبل الرحيل من الشقة التي استأجرتها أنا وزوجتي في فولجوجراد، نترك خلفنا قبعة تحمل ألوان علم مصر؛ حتى يتبقى في المنزل ذكرى مصرية، حتى يعلم من يأتي بعدنا أن المصريين مروا من هنا.

    وقبل السفر تتحرك مايسة لشراء آلة موسيقية جديدة من الروسية الحسناء بدلًا من تلك التي كسرتها بالأمس.

    وقبل أن نتحرك لنلحق بالقطار العائد لموسكو تحرك القطار في تمام الواحدة بعد منتصف الليل، حاولت النوم لكني لم أتمكن من ذلك إلا بعد جهد. استيقظت بعد ثلاث ساعات مع ضوء الشمس المتسلل من النافذة، وفي أول استراحة نزلت لأدخن، وجدت مجموعة من المشجعين المصريين، تعرف علي واحد منهم وصرخ بصوت عالٍ: «المشجع الوحيد أهو» وقتها فقط عرفت اللقب الذي سيلتصق بي لفترة لا بأس بها، لم أكن قد حاولت متابعة انتشار الصورة حتى هذه اللحظة، راجعت هاتفي فوجدت عددًا كبيرًا جدًّا من الرسائل، بعضها كان من صحفيين يريدون إجراء حوارات صحفية عن الصورة؛ حوارات كلها تحت عنوان «المشجع الوحيد».

    واحد من زملاء العمل السابقين يظن أنه يعرفني جيدًا، يكتب «بوست» طويل مفاده أن «المشجع الوحيد» هو أنسب لقب لقصة حياتي عمومًا، فهو يراني وحيدًا في تشجيع الكثير من الأشياء والأفكار، ويطلب مني كتابة كتاب كامل عن الأشياء التي أشجعها وحيدًا.

    لا أعلم لماذا في هذه اللحظات بدأت أفكر من جديد في الأسباب التي دفعتني للسفر من البداية، هل كان الأمر يستحق كل هذا العناء؟!

    Y9789771457275-2.xhtml

    # المشجع_الوحيد

    الخال والد

    في عام 1971 تم قبول أوراق أبي في الكلية الحربية، ليترك بلده طنطا ويسافر إلى القاهرة لأول مرة للالتحاق بالكلية. الكلية الحربية مثل أي كلية تتكون بها صداقات جديدة، صداقة تبدأ من الصفر، لذلك كان من الطبيعي أن يسأل أصدقاء أبي الجدد عن ميوله الكروية: أهلاوي أم زملكاوي؟!

    وكان أبي يحب الكرة، يمارسها كأبناء جيله في الشارع وفي المدرسة، لكنه لم يكن ينتمي أو يحب فريقًا معينًا، هو فقط يحب الكرة، لكن بمجرد مصارحته لأصدقائه الجدد بحبه العام للكرة، رفض الجميع؛ إذ لا بد من أن تكون «أهلاوي» أو «زملكاوي».

    مشهد كوميدي عبثي بامتياز، مجموعة من المراهقين يلتفون حول أحدهم وهو يأخذ قراره بالانتماء لأحد قطبي الكرة المصرية، كان وقتها حسن شحاتة يصول ويجول في الملاعب المصرية والكويتية، وكان أبي يحبه، فكان قرار أبي هو الانتماء للزمالك.

    تخيل نفس المشهد بنفس السيناريو، يحدث يومنا هذا، بالتأكيد ستراه عبثيًّا، مشهد فضائي، شخص من كوكب آخر يأتي لزيارة الأرض، ويعرض عليه سكان الأرض الانتماء إلى الأقطاب المختلفة، الأهلي والزمالك، الرأسمالية والشيوعية، الأديان على كثرتها، حتى الآن أجد أن طريقتي المفضلة للحكم على الأشياء بعيدًا عن الانتماء هي تخيل نفسي ككائن فضائي يقارن بين الأقطاب المختلفة بعيدًا عن أية مؤثرات خارجية.

    يعود أبي من إحدى إجازات الكلية، يجلس في المنزل ويلتف حوله إخوته الأربعة على اختلاف أعمارهم السنية وهو أكبرهم، يحكي لهم عن يومياته في الكلية، ثم يقطع كلامه معهم لمشاهدة مباراة الزمالك، فهو الآن زملكاوي!! وكانت النتيجة هي انضمام كتيبة الإخوة بالكامل للمعسكر الزملكاوي، وتكون تلك هي بذرة الزمالك الأولى في عائلة لم يكن لها انتماء كروي من قبل.

    يتقدم أبي لخطبة أمي وخالي عمره 11 عامًا، تكونت علاقة طيبة بينه وبين أبي الذي كانت له طريقته في التعامل مع الأطفال، وهي ببساطة أنه يتعامل معهم مثلما يتعامل مع الكبار، يسمع جيدًا ويناقش ويسأل ويجيب، لا تزال أمي تتذكر سعة صدر أبي في كل مرة يضيق بها خلقي من أي شيء: «الله يرحم أبوك، كان باله طويل»، لذلك كانت علاقة أبي بخالي علاقة طيبة، كانت نتيجتها تعلق خالي بالزمالك اقتداءً بحب أبي للزمالك.

    ثم تزوج أبي من أمي، وأتيت أنا كأول حفيد في العائلتين، وهو ما يعني اهتمام الجميع بي، كان من بينهم خالي الذي لم يفارقني، وكنت متعلقًا به بشدة، دارت الدائرة مرة أخرى، أنا أحب خالي بشدة، أقلده في كل تصرفاته وعاداته التي كان من بينها تشجيعه للزمالك.

    يعيش أبي وأمي في القاهرة، بينما يعيش خالي مع جدي وجدتي في دمنهور، وكعادة أي أسرة مصرية كانت أمي تسافر لأمها كثيرًا، خاصة بعد إنجابي. ومع دخولي المدرسة أصبحت الزيارة 4 مرات في العام، إجازة منتصف العام، وإجازة الصيف، بالإضافة إلى إجازة العيد الكبير والعيد الصغير.

    الأطفال يكبرون يوميًّا، وعيهم يتشكل ويتغير بصفة دائمة مع كل خطوة جديدة في الحياة، تلك الشهور التي كانت تفصل بين الزيارة والأخرى لدمنهور كانت تصنع الكثير من المفاجآت، منها تلك المرة التي طلبت فيها من أمي شراء جريدة «أخبار الرياضة» من محطة القطار؛ لكي أقرأها على مهل في رحلة القطار من القاهرة إلى دمنهور، وأضعها بجانب الجرائد اليومية في منزل جدي وجدتي.

    يستيقظ خالي قرب أذان العصر؛ فهو ذلك المراهق الذي لا ينام قبل شروق الشمس، ليجد الجريدة في انتظاره، يتعجب، ويسأل جدتي، فتخبره بأني جلبتها معي، يبتسم خالي بشدة ويحملني ليقبلني ويخبرني أنه يملك جريدة أمس من «الكرة والملاعب»، ويحضرها لي لكي أقرأها.

    لخالي عادة غريبة، هو لا يحب أن يقرأ أحدٌ الجريدةَ قبله، يحب أن يمسك الجريدة بحالتها وقت خروجها من المطبعة، ونظرًا لأني طفل صغير كانت الجريدة تخرج من بين يدي وكأنها خرجت من بين أسنان كلب، مرارًا حاول أن يطلبها مني بهدوء، لكن حبي للقراءة وفضولي لقراءة الأخبار الرياضية كانا ينتصران دائمًا.

    لكن بعد تحذير شديد اللهجة اتبعت التعليمات، وكنت أجلس بجانب الجريدة أقرأ صفحاتها الأولى والأخيرة مرارًا وتكرارًا في انتظار أن يستيقظ خالي من النوم، وبمجرد استيقاظه أطلب منه أن يقرأ الجريدة قبل أي شيء لكي أقرأها من بعده.

    كان عمري ثلاث سنوات فقط وقت مشاركة مصر في كأس العالم عام 1990، كتيبة الجوهري التي احتشد خلفها الجميع في المشاركة الأولى بعد غياب 56 عامًا، نظرًا لصغر سني لا أتذكر أي أطياف من تلك المشاركة، المشاركة التي لم يتوقع أحد أنها ستتحول إلى كابوس طويل وفردوس مفقود سيسحب خلفه سنوات طويلة من أعمارنا.

    عند الحديث عن الخطوات الأولى في التعلق بكرة القدم، تقفز إلى ذهني الألعاب النارية في سماء استاد القاهرة الدولي، وقت أن استضافت مصر دورة الألعاب الإفريقية، وقتها كنا نسكن بالقرب من الاستاد، كان التلفزيون ينقل حفل الافتتاح، وعمرو دياب يقفز على أرضية الملعب هاتفًا: «بالحب اتجمعنا».

    كنت وقتها

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1