Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

التفسير البسيط
التفسير البسيط
التفسير البسيط
Ebook717 pages6 hours

التفسير البسيط

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعتبر كتاب التفسير البسيط – الواحدي من المؤلفات القيمة لدى الباحثين في مجال علوم القرآن والتفسير على نحو خاص، وعلوم الدعوة والعلوم الإسلامية بوجه عام حيث يدخل كتاب التفسير البسيط – الواحدي في نطاق تخصص العلوم القرآنية وعلوم التفسير ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل أصول الفقه، والدعوة، والعقيدة
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateApr 12, 1901
ISBN9786477528513
التفسير البسيط

Read more from الواحدي

Related to التفسير البسيط

Related ebooks

Related categories

Reviews for التفسير البسيط

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    التفسير البسيط - الواحدي

    الغلاف

    التفسير البسيط

    الجزء 23

    الواحدي

    468

    يعتبر كتاب التفسير البسيط – الواحدي من المؤلفات القيمة لدى الباحثين في مجال علوم القرآن والتفسير على نحو خاص، وعلوم الدعوة والعلوم الإسلامية بوجه عام حيث يدخل كتاب التفسير البسيط – الواحدي في نطاق تخصص العلوم القرآنية وعلوم التفسير ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل أصول الفقه، والدعوة، والعقيدة

    (2) ذكر الرازي 24/ 14 وأبو حيان 6/ 464 هذا القول عن مجاهد والكلبي وأكثر المفسرين.

    (3) يظهر أن الواحدي اعتمد في هذا على قول الفراء. فإن الفراء بعد ذكره للتقدير الأول قال -وهو ما سيذكره الواحدي عنه من التقدير الثاني-: وقد يكون في العربية.

    (4) في (أ): (ينزل).

    (5) ذكر الثعلبي 3/ 87 ب هذا القول ولم ينسبه لأحد، وذكره البغوي 6/ 54 ونسبه لأهل النحو، وذكره الرازي 24/ 14 ونسبه لأبي علي الفارسي، وذكره الكرماني في غرائب التفسير 2/ 802 ونسبه لابن عيسى الرماني.

    وقد حكى أبو حيّان والسمين الحلبي الاتفاق على أن من الأولى لابتداء الغاية. وأما الثانية والثالثة ففيهما خلاف.

    فقيل -وهو ما ذكره الواحدي-: أن الثانية للتبعيض، والثالثة للبيان، ويكون التقدير: وينزل من السماء بعض جبال فيها التي هي البرد.

    وقيل: الثانية للابتداء، والثالثة للتبعيض، ويكون التقدير: وينزل بعض برد من السماء من جبال فيها.

    وقيل: الثانية للابتداء، والثالثة زائدة، ويكون التقدير: وينزل من السماء جبالًا بردًا. وهذا القول أضعف الوجوه.

    فظهر بذلك أن في من الثانية ثلاثة أوجه: ابتدائية، أو للتبعيض، أو زائدة.

    وفي من الثالثة ثلاثة أوجه أيضًا: بيانية، أو للتبعيض، أو زائدة.

    وذكر السمين الحلبي في من الثالثة وجهًا رابعًا: أنَّها ابتدائية. = وعلى هذا القول الذي يقول المفعول محذوف، لا على قول أبي الحسن.

    التقدير (1) الثاني: قال الفراء: وينزل من السماء من أمثال جبال ومقاديرها من البرد (2).

    وقال أبو إسحاق: ويكون معنى {مِنْ جِبَالٍ} من مقدار جبال من برد، كما نقول: عند فلان جبال مال (3)، تريد: مقدار جبال من كثرته (4).

    قال أبو علي: الجبال في هذا التقدير معناه: التكثير والتعظيم، لا التي هي خلاف السهل كما قال ابن مقبل:

    إذا متّ عن ذكر القوافي فلن ترى ... لها شاعرًا مني (5) أطب وأشعرا

    وأكثر بيتا شاعرًا ضربت (6) به ... بطون جبال الشعر حتى تيسرا (7) = انظر: المحرر لابن عطية 10/ 530، الكشاف للزمخشري 3/ 71، البحر المحيط لأبي حيان 6/ 464، الدر المصون للسمين الحلبي 8/ 420 - 421.

    (1) في (ظ): (والتقدير).

    (2) معاني القرآن للفراء 2/ 257.

    (3) (مال): ساقطة من (ع).

    (4) معاني القرآن للزجاج 4/ 49.

    (5) هكذا في جميع النسخ والإغفال.

    (6) في (ظ)، (ع): (عرضت).

    (7) الإغفال لأبي علي 2/ 1152.

    وقد ذكر الواحدي تقديرين اثنين في معنى وينزل من السماء من جبال فيها من برد، وفي الآية تقدير ثالث حكاه الماوردي 4/ 113: وهو أن السماء: السحاب، سمَّاه لعلوه، والجبال صفة للسحاب أيضًا سمي جبالًا لعظمه لأنَّها إذا عظمت أشبهت الجبال، فينزل منه بردًا.

    وانظر الرازي 24/ 14، البحر لأبي حيان 6/ 464. ابن كثير 3/ 297.

    وأما تقدير مفعول الإنزال فعلى ما ذكرنا في التقدير الأول.

    وأما البرد: فإن اللَّيث (1) زعم أنَّه مطرٌ جامد. قال: وسحاب بردٌ (2): ذو برد؛ وقد برد القوم، إذا أصابهم البرد (3).

    وقوله {فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ} قال مقاتل: يصيب بالبرد من يشاء فيضره في زرعه وثمرته، ويصرفه عمن يشاء فلا يضره في زرعه وثمرته (4).

    ونحو هذا قال ابن عباس والمفسرون (5).

    وقوله: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} السنَّا: الضوء. مثل سنا النار، وسنا البدر، وسنا البرق (6). (1) (الليث): ساقط من (ظ).

    (2) في (ظ): (سحاب بارد).

    (3) قول الليث في تهذيب اللغة 14/ 104 (برد) مصدرًا بقول الأزهري: فإنَّ اللَّيث زَعَم .. وهو في العين 8/ 27 (برد) بلفظ: مطر كالجمد.

    (4) تفسير مقاتل 2/ 39 ب.

    (5) انظر: الطبري 18/ 154، الثعلبي 3/ 87 ب.

    وعلى هذا القول فالضمير في قوله: به وقوله: ويصرفه يعود إلى البرد؛ لأنَّه هو الأقرب إلى الضمير، فالإصابة به نقمة وصرفه نعمة.

    وقيل: الضمير يعود إلى (الودق)، فالإصابة به نعمة وصرفه نقمة.

    وقد أشار الله تعالى إلى طمع الناس في الماء بقوله: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [الروم: 48]. انتهى من تفسير سورة النور للشنقيطي ص 64 مع اختصار وتصرّف.

    وانظر أيضًا البحر لأبي حيان 6/ 465، الدر المصون للسمين الحلبي 8/ 423 فقد جوّزا هذا الوجه. واستبعده الألوسي 18/ 191.

    (6) انظر: (سنا) في تهذيب اللغة للأزهري 13/ 77، الصحاح للجوهري 6/ 2383، لسان العرب 14/ 403.

    قال الليث: وقد أسنى البرقُ: إذا دخل سناه عليك بيتك، أو وقع إلي الأرض، أو طار في السَّحاب (1).

    وقال ابن السكيت: السَّنا: سنا البرق، وهو ضوؤه، يكتب بالألف ويثنَّى سنوان، ولم يعرف الأصمعي له فعلًا (2).

    وذكر الكسائي جمع السَّنا فقال: والجماع: سُنيّ وسني، بضم السين وكسرها، والنون مكسورة، والياء مشدَّدة (3).

    وقال المبرّد (4): السَّنى مقصور وهو اللَّمع، فإذا كان من الشرف والحسب فهو ممدود. والأصل واحد؛ لأن معناهما الإشراق، تقول: ما (5) رأيت سنى ناره، أي: التماعها كما قال الشاعر:

    يكاد سناها في السماء يطير (6)

    قال السدي: يكاد ضوء برقه يلتمع البصر فيذهب به (7). (1) قول الليث في تهذيب اللغة للأزهري 13/ 77 (سنا). وانظر: العين 7/ 303 سنو.

    (2) قول ابن السكيت في تهذيب اللغة 13/ 77 (سنا) بنصِّه، وهو في كتاب حروف الممدود والمقصور لابن السكيت ص 99 مع اختلاف يسير.

    (3) لم أجده.

    (4) في الكامل للمبرد 1/ 220: السنا: ضوء النار، وهو مقصور، قال الله -عز وجل-: (يكاد سنا برقه ..) والسنا من الشرف.

    ونحوه في الكامل 3/ 137، 4/ 74.

    وانظر أيضًا التعازي والمراثي للمبرد ص 75.

    وقد ذكر القرطبي 2/ 290 هذا القول عن المبرد مختصرًا.

    (5) (ما): ليست في (ظ)، (ع).

    (6) لم أقف عليه.

    (7) رواه ابن أبي حاتم 7/ 56 ب عنه بنحوه.

    44 - وقوله: {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} قال السدي (1)، والكلبي، ومقاتل (2): يأتي بالليل ويذهب بالنهار، ويأتي بالنهار ويذهب بالليل (3).

    {إِنَّ فِي ذَلِكَ} التقلب (4) {لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} لدلالة لأهل (5) العقول والبصائر على قدرة الله -سبحانه وتعالى - وتوحيده (6).

    {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} يعني كل [حيوان من] (7) مميز وغيره مما (1) رواه ابن أبي حاتم 7/ 56 ب - 57 أعنه به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 212 وعزاه لابن أبي حاتم.

    (2) تفسير مقاتل 2/ 39 ب، 40 أ.

    (3) هذا أحد الوجوه في معنى تقليب الليل والنهار، وفيه وجوه أخرى ذكرها الماوردي وغيره منها:

    أولاً: أن معنى ذلك ولوج أحدهما في الآخر، وأخذ أحدهما من الآخر.

    ثانيًا: أنه يغيِّر النهار بظلمة السحاب تارة وبضوء الشمس أخرى، ويغيّر الليل بظلمة السحاب مرة وبضوء القمر مرة. وتغير أحوالهما في البرد والحر وغيرهما.

    ثالثًا: أن تقلّبهما باختلاف ما يقدر فيهما من خير وشر ونفع وضر.

    قال الرازي: ولا يمتنع في مثل ذلك أن يريد تعالى معاني الكل، لأنَّه في الإنعام والاعتبار أولى وأقوى.

    انظر الماوردي 4/ 114، الرازي 24/ 15، القرطبي 12/ 290 البحر لأبي حيان 6/ 465، ابن كثير 3/ 297.

    (4) هذا قول مقاتل في تفسيره 2/ 40 أ.

    وقيل: إن في ذلك المذكور من تسبيح من في السموات والأرض والطير له سبحانه، وإنشاء السحاب، وإنزال الودق منه، والبرد من السماء، وتقليبه الليل والنهار ..

    انظر: الطبري 187/ 155، الثعلبي 3/ 87 ب، تفسير سورة النور للشنقيطي ص 166.

    (5) في (أ): (أهل).

    (6) (توحيده): ساقطة من (ظ)، (ع).

    (7) ساقط من (أ).

    يشاهد في الدنيا (1). ولا يدخل الجن والملائكة في هذا؛ لأنَّا لا نشاهدهم ولم يثبت أنهم خلقوا من ماء (2)، يدل على صحة هذا أن المفسرين قالوا في هذه الآية: من نطفة (3).

    وقوله: {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ} قال ابن عباس: يريد الحيّات (4).

    وقال مقاتل: يعني الهوام (5).

    ويدخل في هذا الجنس الحيتان والديدان.

    {وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ} كالإنسان والطير (6) {وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ} كالبهائم والأنعام (7).

    قال أبو إسحاق: لما كان قوله: {كُلَّ دَابَّةٍ} لما يعقل ولما لا يعقل قيل: {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي}. ولما خلط الجماعة وقيل (8): (منهم)؛ جعلت (1) هذا قول الزجاج في معانيه 4/ 50 مع اختلاف يسير.

    (2) ذكر البغوي 6/ 55، والقرطبي 12/ 291 هذا القول من غير نسبة لأحد.

    وقد روى مسلم في صحيحه كتاب: الزهد 4/ 2294 عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: خُلقت الملائكة من نور، وخلق الجانُّ من مَّارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم.

    (3) روى ابن أبي حاتم 7/ 57 أهذا القول عن ابن زيد، وحكاه الماوردي 4/ 114 عن السدي. وعلى هذا القول اقتصر الطبري 18/ 155.

    وحكى الماوردي 4/ 114، وابن الجوزي 6/ 53 في قوله: من ماء قولًا آخر: وهو أنه الماء المعروف، وهو أصل كل دابة.

    (4) ذكر الطبري 18/ 155 هذا القول ولم ينسبه لأحد.

    (5) تفسير مقاتل 2/ 40 أ.

    (6) الطبري 18/ 155، الثعلبي 3/ 88 أ.

    (7) الطبري 18/ 155، الثعلبي 3/ 88 أ.

    (8) في (ع): (قبل).

    العبارة بـ (من) (1) فقيل: {مَنْ يَمْشِي} (2).

    وهذا معنى ما ذكره الفراء (3).

    وقال المبرّد: قوله: {كُلَّ دَابَّةٍ} للناس وغيرهم، وإذا اختلط النوعان حُمل الكلام على الأغلب كما تقول: جاءني أخواك، وأنت تريد: أخاه وأخته وهذا الوجه المستقيم، وقد يخلط بينهما وهما في الحكم (4) سواء ليس أحدهما أغلب من الآخر كما قال:

    يا ليت زوجك قد غدا ... متقلدًا سيفًا ورمحًا (5)

    والرمح لا يتقلد، ولكنه لما كان محمولًا كالسيف سوى (6) بينهما. ومنه قول الآخر:

    شرَّاب ألبان وتمر (7) وأقط (8) (1) الباء زيادة من المعاني يستقيم بها المعنى.

    (2) معاني القرآن للزجَّاج 4/ 50 مع تقديم وتأخير واختلاف يسير.

    (3) انظر: معاني القرآن للفراء 2/ 257.

    (4) في (أ): (الحلم)، وهو خطأ.

    (5) البيت في الكامل 1/ 196 منسوبًا لعبد الله بن الزِّبعرى. وهو من غير نسبة في: مجاز القرآن لأبي عبيدة 2/ 68، معاني القرآن للأخفش 2/ 466، معاني القرآن للزجاج 1/ 84 وفيه: بعلك، أمالي المرتضى 1/ 54، أمالي ابن الشجري 3/ 721، الخصائص لابن جني 2/ 431، اللسان 3/ 367 (لد).

    (6) في (ع): (وسمَّى)، وهو خطأ.

    (7) في (أ): (وثمر)، وهو خطأ.

    (8) أنشد المبرّد هذا البيت من الرَّجز في الكامل 1/ 334، 371، 2/ 275، والمقتضب 2/ 50 من غير نسبة لأحد.

    وهو في الإنصاف في مسائل الخلاف لأبي البركات ابن الأنباري 2/ 613، ولسان العرب 2/ 287 (زجج).

    لأن الكل في باب الدخول في الحلق واحد (1).

    وقال أبو عبيدة في قوله {يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ}: لا يكون المشي إلاَّ لما له قوائم، فإذا خُلط ما لا قوائم له مع ماله قوائم جاز أن تقول: يمشي، كما تقول: أكلت خبزًا ولبنًا (2).

    وهذا ضد ما قال الزجاج في هذه الآية: كل سائر كان (3) له رجلان أو أربع أو لم يكن له قوائم يقال له (4): ماشٍ وقد مشى. ويقال لكل مستمر (5): ماشٍ، وإن لم يكن من الحيوان، حتى يقال: قد مشى هذا الأمر (6).

    والصحيح هذا لا ما قاله أبو عبيدة.

    وباقي الآية والذي بعدها ظاهر.

    قال ابن عباس (7): ثم ذكر أهل النفاق وشكّهم في الله تعالى فقال:

    47 - {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ} قال مقاتل: صدقنا بتوحيد الله وبالرسول محمد أنَّه من الله {وَأَطَعْنَا} قولهما، يعني المنافقين يقولون هذا بألسنتهم {ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ} ثم يعرض عن طاعتهما طائفة منهم {مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} من بعد قولهم أمنا (8). (1) انظر نحو هذا الكلام للمبرد في المقتضب 2/ 49 - 50، الكامل 1/ 334، 371، 2/ 275.

    (2) مجاز القرآن لأبي عبيدة 2/ 68 مع اختلاف يسير.

    (3) (كان): ساقطة من (ع).

    (4) (له): ساقطة من (ظ)، (ع).

    (5) في (ظ): (مشمر) ومهملة في (ع).

    (6) معاني القرآن للزجاج 4/ 50.

    (7) لم أجد من ذكره عن ابن عباس. وقد روى ابن أبي حاتم 7/ 57 ب، 58 أعنه أبي العالية وقتادة أنها في المنافقين.

    (8) تفسير مقاتل 2/ 40 أ.

    قال مقاتل وغيره (1): نزلت في بشر المنافق كان يخاصم يهوديًّا في أرض، فجعل اليهودي يجره إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وجعل المنافق يجره إلى كعب بن الأشرف، ويقول: إن محمدًا يحيف علينا. فقال الله {وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} يعني الذي يعرضون عن حكم الله ورسوله.

    48 - {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ} إلى كتاب الله {وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} الرسول فيما اختصموا فيه {إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ} (2) عما يُدعون إليه من حكم الله ورسوله.

    وقال الفراء: إنَّما قال: {لِيَحْكُمَ}، ولم يقل: ليحكما؛ لأن المعنى: للرَّسول، وإنَّما بُدئ (3) بذكر الله إعظامًا لله (4).

    وذكرنا مثل هذا فيما تقدم (5).

    49 - {وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ} قال ابن عباس (6)، (1) قول مقاتل في تفسيره 2/ 40 أ.

    وذكره الثعلبي 3/ 88 أمن غير سند.

    وذكر الواحدي في أسباب النزول ص 133 من رواية الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس نحو هذا في سبب نزول قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ} [النساء: 60]. ومقاتل والكلبي وأمثالهما لا يعتمد عليهم في الرواية.

    (2) في (أ)، (ظ): (فإذا)، وهو خطأ.

    (3) في (أ): (بدأ).

    (4) معاني القرآن للفراء 2/ 258 مع تقديم وتأخير.

    (5) انظر: البسيط عند قوله تعالى {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ} [التوبة: 62].

    (6) روى الطبري 18/ 156 مثل هذا القول عن مجاهد، ورواه ابن أبي حاتم 7/ 58 أ، ب عن ابن زيد، وذكره النحاس في معاني القرآن 4/ 547 عن عطاء. وحكاه الماوردي 4/ 115 والقرطبي 12/ 293 عن مجاهد.

    ومقاتل (1): مسرعين.

    وقال الكلبي: طائعين (2).

    وقال الزَّجَّاج: الإذعان في اللغة: الإسراع مع الطَّاعة. تقول: قد أذعن لي بحقي، أي: طاوعني لما كنت التمسه منه، وصار يسرع إليه (3).

    وقال ابن الأعرابي: مذعنين: مقِّرين خاضعين (4).

    وقال المبرد: طائعين غير ممتنعين كما تقول: أذعن فلان بحقي، إذا أقرَّ به ولم يمتنع (5).

    أخبر الله تعالى أنَّ المنافقين يعرضون عن حكم الرسول لعلمهم بأنه (6) يحكم بالحق ولا يداهن، فإذا كان الحق لهم على غيرهم أسرعوا إلى حكمه لثقتهم بأنَّه كما يحكم عليهم بالحق يحكم لهم أيضًا بالحق وينتصف لهم ممَّن لهم الحق عليه.

    قال ابن عباس: ثم أخبر بما في قلوبهم من المرض والشك فقال: {أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}.

    قال مقاتل: يعني الكفر (7). (1) تفسير مقاتل 2/ 40 أ.

    (2) روى ابن أبي حاتم 7/ 58 ب مثل هذا القول عن الحسن، وذكره الماوردي 4/ 115 وقال: حكاه ابن عيسى.

    (3) معاني القرآن للزجاج 4/ 50.

    (4) قول ابن الأعرابي في تهذيب اللغة للأزهري 2/ 320 (ذعن).

    (5) انظر نحو هذا عند الطبري 18/ 156، وانظر: لسان العرب 13/ 172 (ذعن).

    (6) في (ظ)، (ع): (أنَّه).

    (7) تفسير مقاتل 2/ 40 أ.

    {أَمِ ارْتَابُوا} أم شكوا في القرآن.

    وإنَّما جاء بلفظ الاستفهام؛ لأنَّه أشد في الذم والتوبيخ، أي أنَّ هذا أمرٌ قد ظهر حتى لا يحتاج فيه إلى البيّنة (1)، كما جاء في نقيضه على طريق الاستفهام لأنَّه أشد مبالغة وهو قول جرير:

    ألستم خير من ركب المطايا (2)

    أي أنتم كذلك (3).

    وبنحو (4) هذا فسر ابن عباس فقال: أخبر الله تعالى بما في قلوبهم من المرض والشك.

    فجعل معنى هذا الاستفهام: الإخبار.

    قوله تعالى: {أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} قال ابن عباس والمفسرون (5): أن يجور الله عليهم. (1) في (ع): حتى لا يحتاج فيه إلَّا إلى التنبيه.

    (2) هذا صدر بيت من قصيدة يمدح بها عبد الملك بن مروان، وعجزه:

    وأندى العالمين بطون راح

    وهو في ديوانه 1/ 89، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 36، 184، وأمالي ابن الشَّجري 1/ 265، ولسان العرب 7/ 10 (نقص)، مغني اللبيب لابن هشام 1/ 24.

    قال السيوطي في شرح شواهد المغني 1/ 44: المطايا: جمع مطية، وهي الدابة تمطو في مشيها أي: تسرع، وأندى: أسخى، والراح: جمع راحة وهو الكف. اهـ.

    (3) من قوله: وإنما جاء بلفظ الاستفهام .. إلى هنا. هذا قول الثعلبي في تفسيره 3/ 88 أمع اختلاف يسير في العبارة. وقد ذكره ابن الجوزي 6/ 55، والقرطبي 12/ 294، وأبو حيان 6/ 467 من غير نسبة.

    (4) في (أ): (ونحو).

    (5) انظر: الطبري 18/ 156.

    والحيف: الميلُ في الحكم. وحيفُ النَّاحل أن يعطي بعض أولاده دون بعض (1).

    وقال المبرد: يقال: حاف علي فلانٌ في القضية، أي جار علي وألزمني ما لا يلزم (2).

    {بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} أي: لا يظلم الله ورسوله في الحكم، بل هم الذين يظلمون أنفسهم بالكفر والإعراض عن حكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - (3).

    قال مقاتل: ثم نعت الصادقين في إيمانهم فقال:

    51 - {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ} الآية (4).

    قال الفراء: ليس هذا بخبر (5) ماض يخبر (6) عنه (7)، كما تقول: إنما كنت صبيًّا، ولكن معناه: إنما كان ينبغي أن يكون قول المؤمنين إذا دعوا أن يقولوا سمعنا وأطعنا، وهو أدب من الله تعالى. قال: وكذا جاء في التفسير (8).

    وقال مقاتل: يقولوا سمعنا قول النبي وأطعنا أمره (9). (1) تهذيب اللغة للأزهري 5/ 264 (حاف)، وانظر: لسان العرب 9/ 60 (حيف).

    (2) لم أجد من ذكره عنه، وانظر: لسان العرب 9/ 60 (حيف).

    (3) انظر: الطبري 18/ 157.

    (4) تفسير مقاتل 2/ 40 أ.

    (5) في (أ): (الحبر) في الموضعين.

    (6) في (أ): (الحبر) في الموضعين.

    (7) (عنه): ساقطة من (ع).

    (8) معاني القرآن للفراء 2/ 258.

    (9) تفسير مقاتل 2/ 40 أ.

    وقال ابن عباس: وإن كان ذلك فيما يكرهون (1) ويضرّ بهم (2).

    قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} قال ابن عباس: فيما ساءه وسرّه (3).

    وقال مقاتل: في أمر الحكم {وَيَخْشَ اللَّهَ} في ذنوبه التي عملها {وَيَتَّقْهِ} فيما تعبد (4) فلم يعص الله (5).

    والمعنى: يتقي عذاب الله بطاعته (6).

    وفي (يتقه) وجوه من القراءات:

    أحدها: (يتَّقهي) موصولة بياء (7)، وهو الوجه؛ لأن ما قبل الهاء متحرك، وحكمها إذا تحرك ما قبلها أن تتبعها الياء في الوصل.

    وروى قالون (8)، عن نافع: بكسر الهاء ولا يبلغ بها الياء (9). ووجهه (1) في (ظ)، (ع): (يكرهونه).

    (2) ذكره عنه القرطبي 12/ 294.

    (3) ذكره عنه البغوي 6/ 56. وذكره الرازي 24/ 22 من غير نسبة.

    (4) في (أ): (يعبد)، والمثبت من باقي النسخ وتفسير مقاتل.

    (5) تفسير مقاتل 2/ 40 أ.

    (6) هذا قول الطبري 14/ 157 بنصِّه.

    (7) وهذه قراءة جمهور القراء.

    السبعة ص 457، التَّبصرة ص 274، التيسير ص 163.

    (8) هو: عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى، الزرقي مولى بني زهرة، أبو موسى، الملقب بقالون. قارئ المدينة في زمانه ونحويّهم. يقال إنَّه ربيب نافع، وقد اختص به كثيرًا، وهو الذي سمَّاه قالون لجودة قراءته، وهي لفظة رومية معناه: جيّد. وانقطع لإقراء القرآن والعربية، وطال عمره وبعد صيته. توفي سنة 120 هـ.

    معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 155، غاية النهاية 1/ 615، شذرات الذهب 2/ 48.

    (9) انظر: السبعة ص 457، التبصرة ص 274، التيسير ص 163.

    أن الحركة قبل الهاء ليست تلزم، ألا ترى أنَّ الفعل إذا رفع دخلته الياء، وإذا دخل (1) الياء اختير حذف الياء بعد الهاء في الوصل مثل: (عليه) فلما كان الحرف المحذوف لا يلزم حذفه صار كأنَّه في اللفظ.

    وقرأ أبو عمرو: (ويتَّقه) جزمًا (2). ووجهه أن ما يتبع هذه الهاء من الواو والياء زائد (3) فردَّ إلى الأصل، وحذف ما يلحقه من الزيادة.

    وقد حكى سيبويه (4) أنه سمع: (هذه أمة (5) الله)، في الوصل والوقف، وهذه الهاء التي في هذه قد أجروها مجرى هاء الضمير، فلما (6) استجازوا الحذف في هذه فكذلك يجوز في الهاء التي للضمير.

    وروى حفص عن عاصم (ويتقه) ساكنة القاف مكسورة الهاء مختلسه (7).

    ووجهه أن (تقه) من (يتقه) بمنزلة: كتف، فكما (8) يسكن (9) كتف، كذلك سكَّن القاف من (تقه) (10) (11). وقد تقدَّم لهذا نظائر واستشهادات. (1) هكذا في جميع النسخ، وفي الحجّة: دخلت.

    (2) انظر: السبعة ص 457، التبصرة ص 274، التيسير ص 162.

    (3) في الحجة: زائدة.

    (4) الكتاب: 4/ 198.

    (5) في (ظ)، (ع): (آية).

    (6) في الحجة: فكما.

    (7) انظر: السبعة ص 458، التبصرة ص 274، التيسير ص 163.

    (8) في (ظ)، (ع): (فلما)، والمثبت من (أ) والحجة.

    (9) في (ع): (سكن).

    (10) في (أ): (يقه).

    (11) من قوله: (يتقهي) موصولة .. إلى هنا. نقلاً عن الحجة لأبي علي الفارسي 5/ 327 - 329 مع تقديم وتأخير واختلاف يسير. = وقال ابن الأنباري (1): هذا على لغة من يسقط الياء ويسكن الحرف الذي قبلها في باب الجزم فيقول: لم أر زيدًا، ولم أشتر طعامًا، ولم يتَّق زيد. وهو من التوهم (2)، والتقدير لما ذهبت الياء (3) استوثقوا من الجزم بتسكين ما قبل الياء. أنشد الفراء (4):

    ومن يتَّق فإنَّ الله معه ... ورزق الله منتاب (5) وغاد

    وقال مقاتل بن سليمان وغيره (6): لما بيَّن الله تعالى كراهية المنافقين لحكم النبي -صلى الله عليه وسلم - أتوه فقالوا: والله لو أمرتنا أن نخرج من ديارنا وأموالنا ونسائنا لخرجنا، وإن أمرتنا بالجهاد جاهدنا، فأنزل الله فيما حلفوا قوله = وانظر أيضًا في توجيه القراءات: علل القراءات السبع لابن خالويه 2/ 111 - 113، حجة القراءات لابن زنجلة ص 503 - 504، الكشف لمكي 2/ 140 - 142.

    (1) ذكر ابن خالويه في علل القراءات 2/ 113 هذا القول باختصار مع البيت، ولم ينسبه لأحد. وابن خالويه يروي عن ابن الأنباري.

    (2) أي توهّم أنَّها لام الفعل فتُسكن للجزم.

    (3) (الياء): ساقطة من (ع).

    (4) لم أجده في كتابه معاني القرآن. ويظهر أنه من تمام كلام ابن الأنباري.

    والبيت بلا نسبة في الخصائص لابن جني 1/ 306، والصاحبي في فقه اللغة لابن فارس ص 48، وشرح شواهد الشافية ص 228، ولسان العرب 1/ 218 (أوب) 15/ 402 (وقي) والرواية عندهم: (مؤتاب) في موضع (منتاب).

    وصدر البيت في همع الهوامع 1/ 79 بلا نسبة.

    (5) هكذا في جميع النسخ، وفي بقية المصادر التي ذكرت البيت: مؤتاب.

    (6) تفسير مقاتل 2/ 40 ب.

    وذكر الثعلبي 3/ 88 أنحوه بغير سند.

    وروى ابن مردويه كما في الدر المنثور 6/ 214 عن ابن عباس نحو هذا.

    تعالى:

    53 - {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} قال مقاتل: من حلف بالله فقد اجتهد في اليمين (1). وقد مرّ (2).

    {لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ} يا محمد {لَيَخْرُجُنَّ} إلى الجهاد ومن أموالهم وديارهم (3).

    {قُلْ لَا تُقْسِمُوا} قال ابن عباس: قل: لا تحلفوا فإنَّ الله لو بلغ منكم (4) الجهد. لم تبلغوه. يعني: لو كلَّفكم (5) ما تُقسمون عليه ما وفَّيتم بيمينكم (6) (7).

    وتمّ الكلام. ثم قال:

    {طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ} قال مقاتل بن حيان: أمرهم أن لا يحلفوا على شيء، ولكن أمرهم أن تكون منهم طاعة معروفة للنبي -عليه السلام - من غير أن يقسموا (8). (1) تفسير مقاتل 2/ 40 ب.

    (2) انظر: البسيط عند قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [المائدة: 53]، والبسيط عند قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [الأنعام: 109].

    (3) انظر: تفسير مقاتل 2/ 40 ب.

    (4) (منكم): ساقطة من (ع).

    (5) في (أ): (لم تبلغوا نعمتي لو كفلكم)، وهي عبارة لا معنى لها.

    (6) في (ع): (بتمنيكم)، وهو خطأ.

    (7) لم أجده.

    (8) رواه ابن أبي حاتم 7/ 59 أ، ب وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 214 ونسبه لابن أبي حاتم.

    وقال مقاتل بن سليمان: {قُلْ} لهم {لَا تُقْسِمُوا} ولكن لتكن (1) منكم {طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ} يعني حسنة [النبي -صلى الله عليه وسلم - (2).

    وهذا معنى قول الكلبي، يقول: أطيعوه وقوله المعروف من الكلام.

    وفسَّر ابن عباس الطاعة المعروفة] (3) -هاهنا - بأن يُضمروا في القلب طاعته بنيَّة خالصة (4).

    وقال أبو إسحاق: تأويله: طاعة معروفة أمثل من قسمكم بما لا تصدقون فيه. فالخبر مُضمر وهو: أمثل، وحذف لأن في الكلام دليلًا (5) عليه (6).

    وقال مجاهد: أي هذه طاعة معروفة منكم بالقول دون الاعتقاد. أي أنَّكم تكذبون فيما تقولون: لو أمرتنا أن نخرج من ديارنا وأموالنا خرجنا (7).

    وذكر أبو عبيدة هذا الوجه فقال: أي هذه طاعة معروفة (8).

    وعلى هذا معنى المعروفة أنها عرفت منهم، فهم يقولون ولا يفون بما يقولون. (1) في تفسير مقاتل: ولكن هذه منكم.

    (2) تفسير مقاتل 2/ 40 ب.

    (3) ساقط من (أ).

    (4) ذكر البغوي 6/ 57، والقرطبي 12/ 296 نحو هذا المعنى ولم ينسباه لأحد.

    (5) في (أ): (دلالة).

    (6) معاني القرآن للزجاج 4/ 51.

    (7) ذكر الثعلبي 3/ 88 أهذا القول وقال: وهذا معنى قول مجاهد. اهـ.

    وقد رواه بنحوه مختصر الطبري 18/ 157. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 214 بمثل رواية الطبري ونسبه لابن المنذر.

    (8) هذا معنى ما قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن 2/ 69، ونصُّه: (طاعة معروفة) مرفوعتان ..، فرفعتا على ضمير يُرفع به، أو ابتداءً.

    وقيل: طاعة معروفة منكم بالكذب (1) (2).

    وقد حصل في ارتفاع الطاعة ثلاثة أقوال (3).

    وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} أي من طاعتكم بالقول ومخالفتكم بالفعل (4).

    وقال عطاء، عن ابن عباس: يريد بأعمالكم وسرائركم.

    قال مقاتل: ثم أمرهم الله بطاعته وطاعة رسوله فقال: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} (5).

    {فَإِنْ تَوَلَّوْا} قال الفراء: واجه القوم، ومعناه: فإن تتولَّوا، فهي في موضع جزم، ولو كانت لقوم غير مخاطبين كان فعلاً ماضيًا بمنزلة قولك: فإن قاموا، كما قال {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} [التوبة: 129] هؤلاء غير مخاطبين، والجزاء يصلح فيه فَعَل ويفعل كهذه (6) الآية والتي في هذه السورة، وأنت تعرفهما بالقراءة بعدهما؛ ألا ترى قوله: {عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ (1) (بالكذب): ساقطة من (ع).

    (2) هذا قول الطبري 18/ 157، والثعلبي 3/ 88 ب.

    (3) هذه الأقوال هي حسب ذكر الواحدي لها:

    الأول: أن تكون فاعلةً بفعل محذوف، أي: ولتكن طاعةٌ.

    الثاني: أنها مبتدأ والخبر محذوف، أي: أمثل أو أولى.

    الثالث: أنها خبر مبتدأ مضمر تقديره: هذه طاعة، أو المطلوب طاعة.

    وانظر: إعراب القرآن للنحاس 3/ 144، مشكل إعراب القرآن لمكي 2/ 514 - 515، البيان في غريب إعراب القرآن للأنباري 2/ 198، الإملاء للعكبري 2/ 158 - 159، الدر المصون للسمين الحلبي 8/ 432.

    (4) انظر: الطبري 18/ 157، الثعلبي 3/ 88 أ.

    (5) تفسير مقاتل 2/ 40 ب.

    (6) في (ظ): (هذه)، وفي (ع): (بهذه).

    وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ} ولم يقل: عليهم، وقوله {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ} [البقرة: 137] فهذا يدل على فعلوا. انتهى كلامه (1).

    وقد بان بما ذكر أن قوله {فَإِنْ تَوَلَّوْا} (2) مخاطبة من الله تعالى لهم بعد أن أمر رسوله أن يخاطبهم بقوله: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}، ولو كان قوله: {فَإِنْ تَوَلَّوْا} من خطاب الرسول معهم لقال: فإنما علي ما حمل.

    قال ابن عباس: الذي حمِّل النبي -صلى الله عليه وسلم - أن يبلغهم، وحملوا أن يطيعوه (3).

    وقال مقاتل (4)، والسدي (5): يقول فإنما على محمد ما أمر من تبلغ الرسالة، وعليكم ما أمرتم من طاعتهما.

    {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} تصيبوا الحق (6).

    {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} ليس عليه إلاَّ أن يبلغ ويبين لكم.

    55 - {وَعَدَ اللَّهُ} الآية، قال أبي بن كعب: لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وأصحابه المدينة، وآوتهم الأنصار، رمتهم العرب عن قوس واحدة، وكانوا لا يبيتون إلا مع السلاح ولا يصبحون إلاَّ فيه، فقالوا: ترون أنَّا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله، فنزلت هذه الآية (7). (1) معاني القرآن للفراء 2/ 258 مع تقديم وتأخير وتصرف في بعض العبارات.

    (2) (تولوا) ساقط من (ظ).

    (3) ذكره القرطبي 12/ 296 عن ابن عباس وغيره.

    (4) انظر: تفسير مقاتل 2/ 40 ب.

    (5) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره 7/ 59 ب عن السدي. وذكره السيوطيِ في الدر المنثور 6/ 214 ونسبه لابن أبي حاتم.

    (6) الطبرى 18/ 158.

    (7) رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين في زوائد المعجمين = وقوله {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} قال الفراء، والزَّجَّاج (1): إنما جاءت اللام؛ لأنَّ العدة قولٌ يصلح فيها أن، ويصلح فيها جواب اليمين، تقول: وعدتك أن آتيك، ووعدتك لآتينك، ومثله: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ} [يوسف: 35] وتقول: وعدته لأكرمنه، بمنزلة قلت؛ لأن الوعد لا ينعقد إلا بقول (2). وقد فسرنا هذا في غير هذا الموضع.

    ومعنى {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} ليجعلنهم يخلفون من قبلهم.

    قال المفسرون: أي لنورثنهم أرض الكفّار من العرب والعجم فنجعلهم ملوكها وساستها وسكانها (3).

    وعلى هذا الآية عامة في المؤمنين.

    وخصص بعضهم الآية بالخلفاء والولاة من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.

    وهو قول ابن عباس في رواية عطاء، ومعنى قول مقاتل بن حيان.

    قال ابن عباس -في هذه الآية-: يريد أبا بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم - ومن = للهيثمي 6/ 58، والحاكم في مستدركه 2/ 401، والبيهقي في دلائل النبوة 3/ 6 - 7، والحافظ الضياء المقدسي في المختارة 3/ 352 - 353، والواحدي في أسباب النزول ص 272 - 273.

    وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 216 وعزاه أيضًا لابن المنذر وابن مردويه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 83: ورجاله ثقات.

    (1) انظر: معاني القرآن للفراء 2/ 258، معاني القرآن للزجاج 4/ 51.

    (2) وفي مجيء اللام في (ليستخلفنهم) وجه آخر، وهو أن اللَّام جواب قسم مضمر أي: أقسم ليستخلفنهم، ويكون مفعول الوعد محذوفًا تقديره: وعدهم الاستخلاف لدلالة (ليستخلفنهم) عليه. أو التمكين لدينكم. انظر: البحر المحيط لأبي حيان 6/ 469، الدر المصون للسمين الحلبي 8/ 434.

    (3) الثعلبي 3/ 88 ب، والطبري 18/ 158.

    ولي من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم - (1).

    وقال مقاتل: {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} يعني أرض المدينة (2).

    وهذا يدل على أنه أراد استخلاف الخلفاء الثلاثة الذين ذكرهم ابن عباس؛ لأنَّهم كانوا في المدينة، ولم يرد تخصيص الأرض بالمدينة؛ لأن الله تعالى فتح عليهم الكثير من أرض الدنيا، وليس في أن يعدهم فتح أرض المدينة كبير (3) نصرة ولا تمكين في الدين. كيف والآية نازلة بعد أن كانوا في المدينة، ولكن أراد: ليجعلهم خلفاء في المدينة يسكنونها.

    والآية على هذا التفسير دلالة على خلافة هؤلاء، وأنَّ الوعد من الله قد سبق (4) باستخلافهم. [خلفاء في المدينة] (5). والظاهر القول الأول (6). (1) ذكر عنه القرطبي 12/ 298 نحو هذا القول.

    (2) رواه عنه ابن أبي حاتم 7/ 61 أ.

    وروى عنه ابن أبي حاتم 7/ 60 ب أيضًا أنه قال في قوله {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} قال: يعني أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.

    (3) في (أ): (كثير).

    (4) في (ع): (قد سبق من الله).

    (5) ساقط من (ظ)، (ع).

    (6) ويدخل في ذلك أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم - دخولًا أوَّليًّا لأنَّه لم يتقدمهم أحدٌ في الفضيلة إلى يومنا هذا؛ فأولئك مقطوع بإمامتهم، متفق عليهم - وصدق وعد الله فيهم، وكانوا على الدين الذي ارتضى لهم، واستقر الأمر لهم، وقاموا بسياسة المسلمين، وذبُّوا عن حوزة؛ فنفذ الوعد فيهم، وصدق الكلام فيهم. وإذا لم يكن هذا الوعد بهم يُنجز، وفيهم نَفَذ، وعليهم ورد، ففيمن يكون إذن؟ وليس بعدهم مثلهم إلى يومنا هذا، ولا يكون فيما بعده انتهى من كلام ابن العربي في أحكام القرآن 3/ 1392.

    وانظر ما قاله أبو حيان 6/ 469، وابن كثير 3/ 300 - 302 في إنجازه وعده للصحابة ومن بعدهم حين قاموا بالشروط في الآية.

    قوله تعالي {كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} قال مقاتل: يعني بني إسرائيل (1). إذ أهلك (2) الجبابرة بمصر وأورثهم أرضهم وديارهم.

    روى أبو بكر، عن عاصم: (استُخلف) بضم التاء وكسر اللام (3).

    والوجه (استخلف) ألا ترى أنَّ (4) اسم الله قد تقدم ذكره، والضمير في {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} يعود إلى اسم الله؛ فكذلك في قوله {كَمَا اسْتَخْلَفَ} والمعنى: يستخلفنهم استخلافًا كاستخلافه (5) الذين من قبلهم. ووجه (استخلف) أنه مراد به ما أريد باستخلف (6).

    قوله تعالى: {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى} قال ابن عباس: يريد يوسع لهم في البلاد حتى يملكوها، ويظهر دينهم على جميع الأديان، ويملِّكهم على جميع الملوك (7).

    قوله تعالى: {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} قرئ بالتخفيف والتشديد (1) تفسير مقاتل 2/ 40 ب. وقوله: إذ أهلك. وديارهم. ليس من كلام مقاتل، وإنما هذا كلام الثعلبي في تفسيره 3/ 88 ب بنصِّه، ساقه الواحدي مبينًا به كلام مقاتل.

    (2) في (أ): (هلك).

    (3) وقرأ الباقون بفتح التاء واللام. السبعة ص 458، التبصرة ص 274، التيسير ص 163.

    (4) في (أ): (أنَّه).

    (5) في (أ): (كاستخلاف)، والمثبت من باقي النسخ والحجة.

    (6) من قوله: (وروى أبو بكر، عن عاصم) .. إلى هنا، نقلاً عن الحجة لأبي علي الفارسي 5/ 331 - 332 مع اختلاف يسير.

    وانظر: علل القراءات للأزهري 2/ 458، حجة القراءات لابن زنجلة ص 504.

    (7) ذكره عنه البغوي 6/ 58 إلى قوله: الأديان.

    في {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ} (1).

    قال الفراء: وهما متقاربان. فإذا قلت للرجل: قد بُدَّلت. فمعناه. غيِّرت وغيرت حالك ولم يأت مكانك آخر، وكلُّ ما غيِّر عن حاله فهو مبدَّل بالتشديد.

    وقد يجوز مبدل -بالتخفيف - وليس بالوجه. وإذا جعلت الشيء مكان الشيء قلت: قد أبدلته (2)، كقولك: أبدل هذا الدرهم، أي: أعطني مكانه (3). وبدَّل جائز. فمن شدد فكأنه جعل سبيل الخوف أمنا، ومن خفف قال: الأمنُ خلاف الخوف، فكأنَّه قال: جعل مكان الخوف أمنا، أي: ذهب بالخوف وجاء بالأمن.

    وهذا من سعة العربية. وقال أبو النَّجم (4): (1) قرأ ابن كثير، وأبو بكر عن عاصم بتخفيف الدال، وقرأ الباقون بالتشديد.

    التبصرة ص 458، الإقناع لابن الباذش 2/ 713، التيسير للداني ص 163.

    (2) في (أ): (بدلته)، وهو خطأ.

    (3) في تهذيب اللغة للأزهري 14/ 132 (بدل) نقل عن الفراء يزيد كلامه الذي نقله عنه الواحدي من كتابه معاني القرآن وضوحًا قال الأزهري: وقال

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1