Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

التفسير البسيط
التفسير البسيط
التفسير البسيط
Ebook665 pages5 hours

التفسير البسيط

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعتبر كتاب التفسير البسيط – الواحدي من المؤلفات القيمة لدى الباحثين في مجال علوم القرآن والتفسير على نحو خاص، وعلوم الدعوة والعلوم الإسلامية بوجه عام حيث يدخل كتاب التفسير البسيط – الواحدي في نطاق تخصص العلوم القرآنية وعلوم التفسير ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل أصول الفقه، والدعوة، والعقيدة
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateApr 12, 1901
ISBN9786431244954
التفسير البسيط

Read more from الواحدي

Related to التفسير البسيط

Related ebooks

Related categories

Reviews for التفسير البسيط

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    التفسير البسيط - الواحدي

    الغلاف

    التفسير البسيط

    الجزء 20

    الواحدي

    468

    يعتبر كتاب التفسير البسيط – الواحدي من المؤلفات القيمة لدى الباحثين في مجال علوم القرآن والتفسير على نحو خاص، وعلوم الدعوة والعلوم الإسلامية بوجه عام حيث يدخل كتاب التفسير البسيط – الواحدي في نطاق تخصص العلوم القرآنية وعلوم التفسير ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل أصول الفقه، والدعوة، والعقيدة

    56، 57

    - قوله تعالى في ذكر إدريس: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} قال ابن عباس في رواية عطاء: (يعني الجنة) (5). والقصة في كيفية ذلك معروفة. وروى أنس بن مالك أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم - قال: (لما عرج بي رأيت إدريس في السماء الرابعة) (6). (1) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: معالم التنزيل 5/ 237، لباب التأويل 4/ 249، التفسير الكبير 11/ 232، روح البيان 5/ 341.

    (2) معاني القرآن للزجاج 3/ 334.

    (3) في (س): (فجعلها).

    (4) معاني القرآن للفراء 2/ 170.

    (5) ذكرته كتب التفاسير من غير نسبة. انظر: بحر العلوم 2/ 326، معالم التنزيل 5/ 238، تفسير القرآن العظيم 3/ 140، زاد المسير 5/ 241.

    (6) أخرج البخاري في كتاب: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة 4/ 77، ومسلم في صحيحه كتاب: الإيمان، باب: الإسراء 1/ 149، والترمذي كتاب: التفسير، سورة مريم 12/ 14، وأحمد في مسنده 3/ 270، وابن أبي شيبة في مصنفه 11/ 533 والحاكم في المستدرك 2/ 373 وصححه ووافقه الذهبي، وابن جرير الطبري في تفسيره 16/ 96، وابن كثير تفسيره 3/ 140، والسيوطي في الدر المنثور 4/ 494 وزاد نسبته لابن المنذر، وابن مردويه، وعبد بن حميد.

    ونحو ذلك روى أبو سعيد الخدري (1). وهو قول كعب، ومجاهد قال: (رفع إلى السماء الرابعة ولم يمت كما رفع عيسى) (2). وروي عن ابن عباس أيضًا: (أنه رفع إلى السماء السادسة) (3). وهو قول الضحاك (4) وقال أبو إسحاق: (وجائز أن قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} في النبوة والعلم) (5).

    58 - قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ} يعني الذين ذكرهم من الأنبياء في هذه السورة، ثم بين مراتبهم في شرف النسب فقال: {مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ} قال ابن عباس، والسدي: (يعني إدريس، ونوحا) (6). {وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} إبراهيم؛ لأنه من ولد سام بن نوح، ويريد بالحمل مع نوح العمل في سفينته. {وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ} يريد إسحاق، وإسماعيل، ويعقوب.

    وقوله تعالى: {وَإِسْرَائِيلَ} يعني: ومن ذريته وهم: موسى، وهارون، (1) جامع البيان 16/ 72، النكت والعيون 3/ 377، زاد المسير 5/ 241، فتح القدير 3/ 483، الدر المنثور 4/ 494.

    (2) جامع البيان 16/ 96، بحر العلوم 2/ 326، النكت والعيون 3/ 377، المحرر الوجيز 9/ 490، تفسير القرآن العظيم 3/ 140.

    (3) جامع البيان 16/ 96، النكت والعيون 3/ 377، المحرر الوجيز 9/ 490، الكشاف 2/ 414، تفسير القرآن العظيم 3/ 140، زاد المسير 5/ 241.

    (4) جامع البيان 16/ 96، النكت والعيون 3/ 377، تفسير القرآن العظيم 3/ 140، الجامع لأحكام القرآن 11/ 117.

    وقال ابن حجر -رحمه الله - في فتح الباري 6/ 375: وكون إدريس رفع وهو حي لم يثبت من طرف مرفوعة قوية.

    (5) معاني القرآن للزجاج 3/ 335.

    (6) جامع البيان 1/ 976، تفسير القرآن العظيم 3/ 141، أضواء البيان 4/ 305.

    وزكريا، ويحيى، وعيسى (1)، وكان لإدريس، ونوح شرف القرب من آدم، ولإبراهيم شرف القرب من نوح. وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب لما تباعدوا من آدم حصل لهم الشرف بإبراهيم (2).

    وقوله تعالى: {وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا} أي: هؤلاء كانوا ممن أرشدنا واصطفينا {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} قال ابن عباس: (سجدًا متضرعين إليه) (3). قال أبو إسحاق: (قد بين الله أن الأنبياء كانوا إذا سمعوا آيات الله سجدوا وبكوا) (4). وذكر الكلام في انتصاب سجدا عند قوله: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} [الإسراء: 107] {وَبُكِيًّا}: جمع باك مثل ساجد وسجود، وقاعد وقعود أصله: بكوي ففعل كما فعل بمرمى ومقضى، وقد ذكرنا ذلك في هذه السور (5)

    59 - قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} ذكرنا الكلام في هذا في سورة الأعراف [169]. قال السدي: (هم اليهود والنصارى) (6). وقال مجاهد وقتادة: (هم من هذه الأمة عند قيام الساعة، وذهاب صالحي أمة (1) جامع البيان 16/ 97، المحرر الوجيز 9/ 190، معالم التنزيل 5/ 240، الكشاف 2/ 415، تفسير القرآن العظيم 3/ 141.

    (2) الجامع لأحكام القرآن 16/ 120.

    (3) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة انظر: جامع البيان 97/ 16، المحرر الوجيز 9/ 491، تفسير القرآن العظيم 3/ 141، التفسير الكبير 21/ 234.

    (4) معاني القرآن للزجاج 3/ 335.

    (5) عند قوله سبحانه في الآية رقم: (8): {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا}.

    (6) معالم التنزيل 5/ 240، زاد المسير 5/ 245، أضواء البيان 4/ 308، الدر المنثور 4/ 499.

    محمد -صلى الله عليه وسلم - قوما يتبارون ينزوا بعضهم على بعض في الأزقة (1) زناة) (2).

    وقوله تعالى: {أَضَاعُوا الصَّلَاةَ} قال محمد بن كعب: (تركوها) (3) وقال القاسم بن مخيمرة (4): (أخروها عن وقتها) (5). وهو قول إبراهيم، وسعيد بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز (6). قال إبراهيم: (أضاعوا الوقت) (7).

    وقال عمر: (شربوا الخمر فأضاعوها) (8). (1) الزقاق: الطريق الضيق دون السكة والجمع أزقة، وزقاق.

    انظر: تهذيب اللغة (زقق) 2/ 1401، الصحاح (زقق) 4/ 1491، لسان العرب (زقق) 3/ 1845.

    (2) جامع البيان 16/ 99، المحرر الوجيز 9/ 493، معالم التنزيل 5/ 141، تفسير القرآن العظيم 3/ 142، زاد المسير 5/ 245.

    (3) جامع البيان 16/ 99، النكت والعيون 3/ 379، المحرر الوجيز 9/ 493، تفسير القرآن العظيم 3/ 142، الدر المنثور 4/ 499.

    (4) القاسم بن مخيمرة الهمداني، أبو عروة الكوفي نزيل الشام، تابعي، إمام عابد، محدث فقيه، توفي -رحمه الله - سنة 100 هـ.

    انظر: الجرح والتعديل 7/ 120، سير أعلام النبلاء 5/ 201، تهذيب التهذيب 8/ 337.

    (5) جامع البيان 16/ 99، المحرر الوجيز 9/ 493،تفسير القرآن العظيم 3/ 142، زاد المسير 5/ 245، الجامع لأحكام القرآن 11/ 122.

    (6) ذكر ابن جرير الطبري في تفسيره 16/ 99 رأيًا نقله عن العلماء يقول فيه: أضاعوا المواقيت ولو كان تركًا كان كفرًا. وقال القرطبي في تفسيره 11/ 123: وجملة القول في هذا الباب أن من لم يحافظ على كمال وضوئها وركوعها وسجودها فليس بمحافظ عليها، ومن لم يحافظ عليها فقد ضيعها فهو لما سواها أضيع، كما أن من حافظ عليها حفظ الله عليه دينه ولا دين لمن لا صلاة له.

    (7) معالم التنزيل 5/ 241، الكشاف 2/ 415، زاد المسير 5/ 245، الدر المنثور 4/ 499.

    (8) ذكر نحوه جامع البيان 16/ 99، النكت والعيون 3/ 379، المحرر الوجيز 9/ 494،تفسير القرآن العظيم 3/ 142، الدر المنثور 4/ 499.

    وقال سعيد: (هو أن لا يصلي الظهر حتى يأتي العصر، ولا العصر حتى تغرب الشمس) (1). وقال السدي: (لم يتركوها ولكنهم أضاعوا وقتها) (2).

    وقال الحسن: (عطلوا المساجد ولزموا الضيعات) (3) (4).

    قال الزجاج: (والأشبه في تفسير: {أَضَاعُوا الصَّلَاةَ} تركوها البته؛ لأنه يدل على أنه يعني به الكفار، ودليل ذلك قوله: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ}) (5).

    وقوله تعالى: {وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} قال ابن عباس: (اتبعوا المعاصي) (6). قال الكلبي: (يعني اللذات شرب الخمر وغيره) (7). المعنى: آثروا شهوات (1) معالم التنزيل 5/ 241.

    (2) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: جامع البيان 16/ 99، الكشف والبيان 3/ 9، بحر العلوم 2/ 328، معالم التنزيل 5/ 241، زاد المسير 5/ 245، تفسير القرآن العظيم 3/ 142.

    (3) الضيعة: الحرفة والتجارة، وضيعة الرجل: حرفته وصناعته، ومعاشه وكسبه. وقيل: الضياع المنازل، وسميت ضياعًا؛ لأنها تضيع إذا ترك تعهدها وعمارتها. انظر: تهذيب اللغة (ضيع) 3/ 2579، الصحاح (ضيع) 3/ 1252، لسان العرب (ضيع) 5/ 2624، مختار الصحاح (ضيع) ص 162.

    (4) تفسير القرآن العظيم 3/ 142، الجامع لأحكام القرآن 11/ 123.

    (5) معاني القرآن للزجاج 3/ 335.

    والراجح -والله أعلم - أن من أخر الصلاة عن وقتها، وترك فرضا من فروضها، أو شرطا من شروطها، أو ركنا من أركانها فقد أضاعها، وإن كانت أنواع الإضاعات تتفاوت، ويدخل تحت الإضاعة تركها أو جحدها دخولًا أوليًّا.

    انظر: جامع البيان 16/ 99، الجامع لأحكام القرآن 11/ 123، فتح القدير 3/ 485، أضواء البيان 4/ 308.

    (6) ذكرته كتب المفسير بدون نسبة. انظر: معالم التنزيل 5/ 241، زاد المسير 5/ 245، لباب التأويل 4/ 252، روح المعاني 16/ 109.

    (7) ذكره بدون نسبة البغوي تفسيره 5/ 241، والزمخشري في كشافه 2/ 415.

    أنفسهم على طاعة الله، ويمكن الجمع بين القولن في الآية بأن يقال: أضاعوا الصلاة يعني: المقصرين فيها في هذه الأمة، {وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} يعني: اليهود والنصارى والمجوس. فقد قال مقاتل في تفسيره: (استحلوا نكاح الأخت. ثم قال: {إِلَّا مَنْ تَابَ} يعني تاب من التقصير في الصلاة وآمن يعني: اليهود والنصارى) (1).

    وقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} قال ابن عباس في رواية عطاءة (الغي: واد في جنهم) (2)، وهو قول ابن مسعود (3)، وأبي أمامة (4)، وشفي بن ماتع (5) (6)، ومجاهد (7)، ووهب (8)، وكعب (9). وعلى (1) الكشف والبيان 3/ 9 أ، تفسير كتاب الله العزيز 3/ 18، بحر العلوم 2/ 328، الكشاف 2/ 405، روح المعاني 16/ 109.

    (2) معالم التنزيل 5/ 241، زاد المسير 5/ 245، الجامع لأحكام القرآن 11/ 125، فتح القدير 3/ 485، الدر المنثور 4/ 500.

    (3) جامع البيان 16/ 100، النكت والعيون 3/ 380، المحرر الوجيز 9/ 495، تفسير القرآن العظيم 3/ 132.

    (4) جامع البيان 6/ 100، المحرر الوجيز 11/ 41، معالم التنزيل 5/ 241، تفسير القرآن العظيم 3/ 143، الدر المنثور 4/ 500.

    (5) شفي بن ماتع، ويقال: ابن عبد الله الأصبحي، أبو عثمان المصري، تابعي ثقة، روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي هريرة وغيرهما، وروى عنه عقبة بن مسلم، وأيوب بن بشير، وأبو هاني وغيرهم، وثقة العلماء وذكروه في كتب الثقات، وكان عالمًا حكيمًا، توفي -رحمه الله - سنة 105 هـ.

    انظر: تهذيب التهذيب 4/ 315، الجرح والتعديل 4/ 389، الثقات لابن حبان 4/ 371، الكاشف 2/ 14.

    (6) أضواء البيان 4/ 359، الدر المنثور 4/ 500.

    (7) زاد المسير 5/ 245، البحر المحيط 6/ 201.

    (8) معالم التنزيل 5/ 241، الكشف والبيان 3/ 9/ أ، البحر المحيط 6/ 201.

    (9) معالم التنزيل 5/ 241، زاد المسير 5/ 245، الجامع لأحكام القرآن 11/ 125.

    هذا قال أبو إسحاق: (جائز أن يكون نهرًا وواديًا أعد للغاوين فسمي غيا) (1).

    وروي عن ابن عباس في قوله: (غَيًّا) قال: (شرا وخيبة) (2). وهو قول ابن زيد (3). وقال الضحاك: (خسرانا وعذابا) (4). وعلى هذا القول معنى الغي في اللغة: الفساد (5). روى ذلك ثعلب عن ابن الأعرابي قال: (وقول الله تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 121] أي: فسد عليه عيشه) (6).

    وذكر الزجاج وجها آخر في معنى الغي وهو أنه قال: (فسوف يلقون مجازاة الغي، كما قال: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 68] أي: مجازاة الأثام) (7). (1) معاني القرآن للزجاج 3/ 336.

    (2) ذكر نحوه: جامع البيان 16/ 100، النكت والعيون 3/ 380، تفسير القرآن العظيم 3/ 143، زاد المسير 5/ 245، أضواء البيان 4/ 309.

    (3) جامع البيان 16/ 100، النكت والعيون 3/ 380، المحرر الوجيز 9/ 494، زاد المسير 5/ 245، الجامع لأحكام القرآن 11/ 125.

    (4) معالم التنزيل 5/ 241، المحرر الوجيز 9/ 494.

    (5) انظر: تهذيب اللغة (غوى) 3/ 2706، مقاييس اللغة (غوى) 4/ 399، المفردات في غريب القرآن (غوى) 369، لسان العرب (غوى) 6/ 3320.

    (6) تهذيب اللغة (غوى) 83/ 2706، لسان العرب (غوى) 6/ 3320.

    (7) معاني القرآن للزجاج 3/ 336.

    والظاهر -والله أعلم - أن هذه الأقوال متقاربة المعاني وذلك أن من فعل هذه الأفعال فسوف يلقى عذابا عظيما ومن لقيه فقد لقي خسرانا وشرا حسبه به شرا. انظر: جامع البيان 16/ 101، أضواء البيان 4/ 310.

    ومعنى {يُلْقُونَ} هاهنا ليس بمعنى يرون فقط؛ لأن اللقاء معناه الاجتماع والملابسة مع الرؤية (1).

    60 - قوله تعالى: {إَلا مَن تَابَ} قال الزجاج: ({مَنْ} في موضع النصب، أي: فسوف يلقون العذاب إلا التائبين. قال: وجائز أن يكون نصبا استثناء من غير الأول ويكون المعنى لكن من تاب) (2).

    وقوله تعالى: {وَلَا يُظلَمُونَ شَيْئًا} قال ابن عباس: (يريد ولا ينقصون ثوابا) (3).

    61 - قوله تعالى: {جَنَّاتِ عَدْن} بدل من قوله: {يَدخُلُونَ اَلجَنَّةَ} (4). ومضى الكلام في معنى عدن (5).

    وقوله تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ} قال ابن عباس: (يريد أنهم غابوا عما فيها مما لا عين رأت) (6). والمعنى أنهم لم يروها فهي غيب لهم {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} قال الكسائي: (لابد من أن يؤتى (1) معالم التنزيل 5/ 241، زاد المسير 5/ 245.

    (2) معاني القرآن للزجاج 3/ 336.

    (3) ذكره بدون نسبة الطبري في تفسيره 16/ 1001.

    (4) إعراب القرآن للنحاس 2/ 320، إملاء ما من به الرحمن 1/ 115، الدر المصون 7/ 610.

    (5) في سورة التوبة الآية رقم: (72) عند قوله سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

    (6) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: جامع البيان 16/ 101، الكشف والبيان 3/ 9 أ، المحرر الوجيز 9/ 496، زاد المسير 5/ 246، تفسير القرآن العظيم 3/ 143، جامع البيان 5/ 804.

    عليه ومن أن يبلغ ويصار إليه. ولو كان آتيا لكان صوابا كما قال: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ} [الأنعام: 134] ولكن مأتيا لرؤس الآيات) (1). وقال الفراء: (مأتيا ولم يقل آتيا؛ لأن كل ما أتاك فقد أتيته ألا ترى أنك تقول: أتيت على خمسين سنة وأتت علي خمسون سنة) (2). ونحو هذا في الزجاج سواء، ومثله بقولك: وصلت إلى خبر فلان، ووصل إلى خبر فلان (3). وذكر ابن جرير وجهًا آخر قال: (وعده في هذه الآية موعوده وهو الجنة، ومأتيا ما يأتيه أولياؤه وأهل طاعته) (4).

    62 - قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} اللغو: الهدر من الكلام، واللغو ما يلغى من الكلام ويؤثم فيه (5). وقد تقدم القول في هذا (6). قال ابن عباس في رواية الوالبي: (لغوا: باطلاً) (7).

    وقال في رواية عطاء: (اللغو: كل ما لم يكن فيه ذكر الله) (8).

    وقوله تعالى: {إِلَّا سَلَامًا} استثناء من غير الجنس، معناه: لكن (1) تهذيب اللغة (أتى) 1/ 118، لسان العرب (أتى) 1/ 22.

    (2) معاني القرآن للفراء 2/ 170.

    (3) معاني القرآن للزجاج 3/ 336.

    (4) جامع البيان 16/ 101.

    (5) انظر: تهذيب اللغة (لغا) 4/ 3275، مقاييس اللغة (لغو) 5/ 255، المفردات في غريب القرآن (لغا) 451، لسان العرب (لغا) 7/ 4049.

    (6) في سورة البقرة الآية رقم: (255) قال سبحانه: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ}

    (7) الدر المنثور 4/ 500، فتح القدير 3/ 485، وذكره بدون نسبة: جامع البيان 16/ 102، معالم التنزيل 5/ 243، الجامع لأحكام القرآن 11/ 126.

    (8) الجامع لأحكام القرآن 11/ 126، فتح القدير 3/ 485.

    يسمعون سلاما (1). قال ابن عباس: (يريد ذكر الله وما يثابون عليه) (2) (3). وقال المفسرون: (يُحىِّ بعضُهم بعضًا بالسلام، ويرسل إليهم الرب الملائكة بالسلم) (4). قال الزجاج: (السلام (5): اسم جامع للخير؛ لأنه يتضمن السلامة. والمعنى: أن أهل الجنة لا يسمعون ما يؤثمهم وإنما يسمعون ما يسلمهم) (6).

    وقوله تعالى: {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} قال ابن عباس: (ليس في الجنة بكرة ولا عشية ولكن على قدر ما يعرفون في الدنيا من الغداء والعشاء) (7). [وقال الضحاك عنه: (يؤتون به على مقادير الليل والنهار) (8). وقال قتادة: (كانت العرب إذا أصاب أحدهم الغداء والعشاء] (9) أعجب به، فأخبر الله أن لهم في الجنة رزقهم بكرة وعشيا على قدر ذلك (1) جامع البيان 16/ 102، محرر الوجيز 9/ 496، الكشاف 2/ 416، البحر المحيط 6/ 202 الدر المصون 7/ 613، أضواء البيان 4/ 335.

    (2) في (س): (يثابون عليه)، بدون واو.

    (3) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: بحر العلوم 2/ 328، التفسير الكبير 21/ 237، لباب التأويل 4/ 252.

    (4) جامع البيان 16/ 102، النكت والعيون 3/ 381، المحرر الوجيز 9/ 496، معالم التنزيل 5/ 243، روح المعاني 16/ 112.

    (5) في (س): (السلم).

    (6) معاني القرآن للزجاج 3/ 337.

    (7) الدر المنثور 4/ 501، فتح القدير 3/ 485، وذكره بدون نسبة: جامع البيان 16/ 102، النكت والعيون 3/ 381.

    (8) تفسير القرآن العظيم 3/ 143، وذكره بدون نسبة الطبري في جامع البيان 16/ 102.

    (9) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة (س).

    الوقت) (1). وقال الحسن: (كانت العرب لا تعرف شيئا من العيش أفضل من الغداء والعشاء، فذكر الله جنته فقال: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}) (2). وقال الزجاج: (ليس ثم بكرة ولا عشي، ولكنهم خوطبوا بما يعقلون في الدنيا، فالمعنى: لهم رزقهم في مقدار الغداة والعشي) (3). وهذا قول جميع أهل التأويل (4).

    وقال أهل المعاني: (لهم رزقهم على مقادير أرِفَّة عيش في الدنيا؛ لأن أَرِفَّة عيشها (5) أن يكون الإنسان آكلا بكرة وعشيًّا كيف شاء، فضرب الله ذلك مثلًا لرغد العيش في الجنة، [وزمان الجنة] (6) كله نهار) (7). (1) تفسير القرآن للصنعاني 2/ 10، جامع البيان 16/ 102، بحر العلوم 2/ 329، المحرر الوجيز 9/ 496، تفسير القرآن العظيم 3/ 134.

    (2) المحرر الوجيز 9/ 496، معالم التنزيل 5/ 243، تفسير القرآن العظيم 3/ 143، زاد المسير 5/ 246، الدر المنثور 4/ 500.

    (3) معاني القرآن للزجاج 3/ 337.

    (4) تفسير القرآن للصنعاني 2/ 10، جامع البيان 16/ 102، المحرر الوجيز 9/ 496، معالم التنزيل 5/ 243، زاد المسير 5/ 246.

    (5) في نسخة (س): (عيش).

    (6) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة (س).

    (7) ويشهد لهذا ما رواه القرطبي في الجامع لأحكام القرآن 11/ 127 قال: وخرج الترمذي في نوادر الأصول من حديث أبان عن الحسن وأبي قلابة قالا: (قال رجل: يا رسول الله هل في الجنة من ليل؟ قال: وما هيجك على هذا؟ قال: سمعت الله تعالى يذكر في كتابه {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} فقلت: الليل بين البكرة والعشي. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ليس هناك ليل إنما هو ضوء ونور يرد الغدو على الرواح والرواح على الغدو، وتأتيهم طرف الهدايا من الله تعالى لمواقيت الصلاة التي كانو يصلون فيها في الدنيا وتسلم عليهم الملائكة وهذا في غاية البيان.

    وقال العلماء. ليس في الجنة ليل ولا نهار وإنما هم في نور أبدا إنما يعرفون = 63 - قوله تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا} في معنى إيراث الجنة قولان للمفسرين:

    أحدهما: أن معناه ننزل. وهو قول الكلبي (1). وجعل ذلك كالميراث من جهة أنه يملك بحال استؤنفت عن حال قد انقضت من أمر الدنيا كما ينقضي حال الميت من أمر الدنيا.

    القول الثاني: أن الله تعالى يورث عباده المؤمنين من الجنة المساكن التي كانت لأهل النار لو آمنوا (2). وقوله: {مَنْ كَانَ تَقِيًّا} أي: اتقى معصية الله وعقابه بالطاعة والإيمان. = مقدار الليل من النهار بإرخاء الحجب واغلاق الأبواب ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب.

    وانظر: جامع البيان 16/ 102، تفسير القرآن العظيم 3/ 144، الدر المنثور 4/ 105، الفتاوى لابن تيمية 4/ 312، أضواء البيان 4/ 340.

    (1) ذكرته كتب التفسير بدون نسبة. انظر: معالم التنزيل 5/ 243، البحر المحيط 6/ 201، التفسير الكبير 11/ 237، روح المعاني 16/ 113، فتح القدير 3/ 485.

    (2) جامع البيان 6/ 103، معالم التنزيل 5/ 143، زاد المسير 5/ 246، الدر المنثور 4/ 105، روح المعاني 16/ 113.

    قال الشنقيطي في أضواء البيان 4/ 342: قد جاء حديث يدل لما ذكر من أن لكل أحد منزلا في الجنة ومنزلا في النار، إلا أن حمل الآية عليه غير صواب؛ لأن أهل الجنة يرثون من الجنة منازلهم المعدة لهم بأعمالهم وتقواهم، كما قال تعالى: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ونحوها من الآيات. ولو فرضنا أنهم يرثون منازل أهل النار فحمل الآية على ذلك يوهم أنهم ليس لهم في الجنة إلا ما أورثوا من منازل أهل النار، والواقع بخلاف ذلك كما ترى.

    وانظر: روح المعاني للآلوسي 16/ 113.

    64 - قوله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} الآيه. روي بطرق كثيره عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل: "ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ فنزلت هذه الآية جوابا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-) (1). وقال في رواية عطاء: (سأل المشركون رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عن ذي القرنين، وعن أصحاب الكهف، وعن الروح فقال: غدًا أخبركم، ولم يستثن وأبطأ عليه الوحي أربعين يوما، ثم نزل جبريل فقال: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الكهف: 23، 24]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ألا (2) زرتنا حين أبطأ عن الوحي، فأنزل الله: {وَمَا نَتَنَزَّلُ} الآية) (3).

    والمفسرون كلهم [في سبب نزول] (4) هذه الآية على هذا، قالوا: (1) أخرجه البخاري في كتاب: التفسير سورة مريم 6/ 118، والترمذي في جامعة كتاب. التفسير سورة مريم 12/ 15، والحاكم في مستدركه 2/ 611، وصححه ووافقه الذهبي، والنسائي في تفسيره 2/ 34، والإمام أحمد في مسنده 1/ 231، والطبراني في الكبير 12/ 33، والطبري في جامع البيان 16/ 103، والبغوي في معالم التزيل 3/ 202، والسمرقندي في بحر العلوم 2/ 329، وابن كثير في تفسيره 3/ 144، والسيوطي في الدر المنثور 4/ 501، وزاد نسبته لمسلم، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي.

    (2) في (س): (لازرتنا).

    (3) أورده الطبري في جامع البيان 16/ 103، والسمرقندي في بحر العلوم 2/ 329، وابن عطية في المحرر الوجيز 9/ 498، والماوردي في النكت 3/ 381، والبغوي في معالم التنزيل 5/ 243، وابن كثير في تفسيره 3/ 145، والسيوطي في الدر المنثور 4/ 502 وابن إسحاق في السيرة 182، والواحدي في أسباب النزول 308، ولباب النقول في أسباب النزول للسيوطي 145، وجامع النقول في أسباب النزول 212.

    (4) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة (س).

    (استبطأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم - جبريل ثم جاءه فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا جبريل إن كنت لمشتاقا إليك. قال: وأنا والله يا محمد قد كنت إليك مشتاقا، ولكني عبد مأمور إذا بعثت نزلت، وإذا حبست احتبست. وأنزل الله: {وَمَا نَتَنَزَّل} الآية) (1).

    وقوله تعالى: {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا} قال سعيد بن جبير: ({لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا} من أمر الآخرة (وما خلفنا من أمر الدنيا) (2). وهذا قول سفيان، وقتادة، ومقاتل (3). وقال الآخرون: {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا} الدنيا {وَمَا خَلْفَنَا} الآخرة) (4). وهذا قول السدي، ومجاهد (5).

    وقوله تعالى: {وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} قال سعيد بن جبير: (ما بين الدنيا والآخرة) (6). وهو قول مجاهد في رواية ابن أبي نجيح (7). وقال في رواية (1) أورده بسنده ابن جرير الطبري في جامع البيان 16/ 103، وابن عطية في المحرر الوجيز 9/ 498، والبغوي في معالم التنزيل 5/ 243، وابن كثير في تفسيره 3/ 145 وقال: رواه ابن أبي حاتم -رحمه الله - وهو غريب. والسيوطي في الدر المنثور 4/ 502 وعزاه لعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وذكره الواحدي في أسباب النزول 308، وجامع النقول في أسباب النزول 212.

    (2) المحرر الوجيز 9/ 499، معالم التنزيل 5/ 243، تفسير القرآن العظيم 3/ 145، زاد المسير 5/ 346، الدر المنثور 4/ 502.

    (3) جامع البيان 16/ 104، النكت والعيون 3/ 382، المحرر الوجيز 9/ 500، معالم التنزيل 5/ 243، تفسير القرآن العظيم 3/ 145.

    (4) النكت والعيون 3/ 382، المحرر الوجيز 9/ 500، معالم التنزيل 5/ 243.

    (5) تفسير القرآن العظيم 3/ 145، زاد المسير 5/ 250

    (6) تفسير القرآن العظيم 3/ 145، زاد المسير 5/ 250، الدر المنثور 4/ 502.

    (7) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: الكشف والبيان 3/ 10 أ، معالم التنزيل 5/ 244، زاد المسير 5/ 250، تفسير القرآن العظيم 3/ 145، الجامع لآحكام القرآن 11/ 129، التفسير الكبير 21/ 239.

    الليث: (وما بين ذلك ما بين النفختين) (1). وهو قول السدي (2)، وقتادة (3)، وسفيان (4)، والربيع (5)، والضحاك (6)، وأبي العالية (7).

    وقال أبو إسحاق: ({مَا بَيْنَ أَيْدِينَا} من أمر الآخرة والثواب والعقاب، {وَمَا خَلْفَنَا} جميع ما مضى من أمر الدنيا، {وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} ما يكون منا في هذا الوقت إلى يوم القيامة) (8). وهذا هو الاختيار؛ لأنه لم يجز للنفختين ذكر حتى يشار إليه (9). (1) تفسير القرآن العظيم 3/ 145، زاد المسير 5/ 250.

    (2) تفسير القرآن العظيم 3/ 145.

    (3) الجامع البيان 6/ 104، النكت والعيون 3/ 382، تفسير القرآن العظيم 3/ 145، الجامع لأحكام القرآن 11/ 129، الدر المنثور 4/ 502.

    (4) ذكرته كتب التفسير بدون نسبة. انظر: الكشف والبيان 3/ 10 أ، بحر العلوم 2/ 329، النكت والعيون 3/ 382، المحرر الوجيز 9/ 50، معالم التنزيل 5/ 244، زاد المسير 5/ 250.

    (5) جامع البيان 16/ 104، تفسير القرآن العظيم 3/ 145.

    (6) جامع البيان 16/ 104.

    (7) جامع البيان 16/ 104، المحرر الوجيز 9/ 500، تفسير القرآن العظيم 3/ 145، زاد المسير 5/ 250، الدر المنثور 4/ 502.

    (8) معاني القرآن للزجاج 3/ 337.

    (9) وقال ابن جرير الطبري -رحمه الله - في تفسيره 6/ 105: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال معناه ما بين أيدينا من أمر الآخرة؛ لأن ذلك لم يجيء وهو جاء فهو بين أيديهم وما خلفنا من أمر الدنيا وذلك ما قد خلفوه فمضى فصار خلفهم بتخليفهم إياه، وما بين ذلك ما بين ما لم يمضي من أمر الدنيا إلى الآخرة؛ لأن ذلك هو الذي بين الوقتين، وإنما قلنا ذلك أولى؛ لأن ذلك هو الظاهر الأغلب وإنما يحمل تأويل القرآن على الأغلب من معانيه مالم يمنع من ذلك ما يجب التسليم له.

    وقال ابن عباس في رواية عطاء: ({لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا} يريد الدنيا يعني الأرض. {وَمَا خَلْفَنَا} يريد السموات {وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} يريد الهواء) (1) والمعنى: أن كل ما ذكر لله فلا نقدر على فعل إلا بأمره (2).

    وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} قال ابن عباس: (يريد تاركا لك منذ أبطاء عنك الوحي) (3). وعلى هذا النسي بمعنى الناسي، وهو التارك، وقال السدي: (ما نسيك ربك) (4). [وذلك أن المشركين قالوا لما أبطأ عنه الوحي: قد نسيه وودعه، فنزل: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}] (5) ونزل: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 3]. وقال أبو إسحاق: (أي قد علم الله ما كان وما يكون وما هو كائن وهو حافظ لذلك لا ينسى منه شيئًا) (6).

    65 - قوله تعالى: {قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي: مالكهما {وَمَا بَيْنَهُمَا} أي: ومالك ما بينهما من خلقه {فَاعْبُدْه} أي: وحده؛ لأن عبادته بالشرك كلا عبادة {وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} قال ابن عباس: (لطاعته) (7).

    وقال غيره: (اصبر على أمره ونهيه) (8). {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} قال في (1) الجامع لأحكام القرآن 11/ 29، وذكره بدون نسبة: معالم التنزيل 5/ 244، النكت والعيون 3/ 382.

    (2) في (س): (الأمر).

    (3) زاد المسير 5/ 250، وذكره الطبري في تفسيره 16/ 100 بدون نسبة.

    (4) تفسير القرآن العظيم 3/ 135، الدر المنثور 4/ 502، وذكره بدون نسبة: الجامع البيان 16/ 106، معالم التنزيل 5/ 244.

    (5) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة (س).

    (6) معاني القرآن للزجاج 3/ 337.

    (7) ذكره بدون نسبة: جامع البيان 16/ 106 بحر العلوم 2/ 329.

    (8) جامع البيان 16/ 106، بحر العلوم 2/ 329، معالم التنزيل 5/ 244، زاد المسير 5/ 250.

    رواية الوالبي: (هل تعلم للرب مثلًا أو شبها) (1). وهو قول مجاهد (2)، وسعيد بن جبير (3)، وابن جريج (4) وعلى هذا السَّمي: عبارة عن المثل والشبيه.

    وقال في رواية سماك: (هل تعلم أحدًا اسمه الرحمن غيره) (5). وهو قول السدي (6).

    ودليل هذا القول قراءة ابن مسعود: (الرحمن هل تعلم له سميا).

    وقال في رواية عطاء: (هل تعلم أحدا يسمى الله غيره) (7). وهذا قول الكلبي (8). (1) جامع البيان 16/ 106، النكت والعيون 3/ 382، المحرر الوجيز 9/ 503، معالم التنزيل 5/ 244، تفسير القرآن العظيم 3/ 135.

    (2) جامع البيان 16/ 106، النكت والعيون 3/ 382، تفسير القرآن العظيم 3/ 145، زاد المسير 5/ 251.

    (3) جامع البيان 16/ 106، معالم التنزيل 5/ 244، تفسير القرآن العظيم 3/ 145.

    (4) جامع البيان 16/ 106، تفسير القرآن العظيم 3/ 145، زاد المسير 5/ 251، روح المعاني 16/ 116.

    (5) الجامع لأحكام القرآن 11/ 130، تفسير القرآن العظيم 3/ 145، الدر المنثور 4/ 503، البحر المحيط 6/ 205.

    (6) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: بحر العلوم 2/ 329، المحرر الوجيز 9/ 503، النكت والعيون 3/ 382، تفسير القرآن العظيم 3/ 145، الجامع لأحكام القرآن 11/ 130.

    (7) تفسير القرآن العظيم 3/ 145، زاد المسير 5/ 251، الجامع لأحكام القرآن 11/ 130.

    (8) النكت والعيون 3/ 382، معالم التنزيل 5/ 244، الكشف والبيان 3/ 10 أ.

    وقال أبو إسحاق: (تأويله -والله أعلم - هل تعلم له سميا يستحق أن يقال له: خالق، وقادر، وعالم بما كان وبما يكون، فذلك ليس إلا من صفة الله) (1). وعلى هذا لا سمي لله في جميع أسمائه، لأن غيره وإن سمي [بشيء من أسمائه فإنه غير مستحق للوصف به، والله تعالى حقيقته ذلك الوصف. وقال مقاتل: (لا يسمى باسم الله غير الله، لما حاول المشركون التسمية باللهِ قالوا: اللات، وقالوا في العزيز: العزى) (2).

    66 - قوله تعالى: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ} يعني الكافر الذي لا يؤمن بالبعث إذا مات (3).

    {لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا} يقول ذلك استهزاء وتكذيبا منه بالبعث. قال ابن عباس في رواية عطاء: (نزلت في الوليد بن المغيرة) (4). وقال في رواية الكلبي عن أبي صالح: (نزلت في أبي بن خلف حين أخذ عظاما بالية يفتها بيده ويقول: زعم لكم محمد أن الله يبعثنا بعد أن نموت) (5).

    وقال صاحب النظم: (اللام في قوله: {لَسَوْفَ} لام تأكيد يؤكد بها ما بعدها من الخبر، وهذا الإنسان كافر لا يؤمن بالبعث، والكلام محكي عنه (1) معاني القرآن للزجاج 3/ 338.

    (2) ذكرت كتب التفسير نحوه بدون نسبة. انظر: الكشف والبيان 3/ 10 أ، بحر العلوم 2/ 329، النكت والعيون 3/ 382، الكشاف 2/ 517، زاد المسير 15/ 251.

    (3) في (س): (إذا مات).

    (4) زاد المسير 5/ 252، الجامع لأحكام القرآن 11/ 131، البحر المحيط 6/ 206، روح المعانى 16/ 116.

    (5) بحر العلوم 2/ 329، المحرر الوجيز 9/ 506، معالم التنزيل 5/ 245، زاد المسير 5/ 252، الجامع لأحكام القرآن 11/ 131.

    فلم حكي عنه بالتأكيد وهو منكر له ومن أنكر شيئا لم يؤكده؟ قال: والجواب أن هذا من باب الحكاية والمجازاه. كأن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال له: لسوف تخرج بعد الموت حيا، فقال حاكيا ومعارضا لكلامه: {أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا} ولا يذهب مذهب التأكيد، وإنما يذهب مذهب الحكاية والمعارضة والمجازاة لكلامه، كما تقول العرب: رأيت زيدًا، فيقول السامع: من زيدا؟ وإذا قال: مررت بزيد، قال: من زيد؟ بالخفض أتبعوا آخر الكلام أوله على الحكاية والمجازاة) (1).

    67 - فقال الله تعالى مجيبا لذلك الكافر {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ} أي: هذا الذي جحد البعث أو لا يتذكر أول خلقه فيستدل (2) بالإبتداء على أن الإعادة مثله، وهو قوله: {أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} أي: من قبل

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1