Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار
معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار
معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار
Ebook901 pages6 hours

معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

في طبقات القراء، ابتدأ فيها المؤلف تراجم القراء بدءا من الخليفة عثمان بن عفان إلى عصر الذهبي، وقد أبان بنفسه عن موضوع الكتاب فقال: «أما بعد، فهذا كتاب فيه معرفة المشهورين من القراء الأعيان، أولي الإسناد والإتقان، والتقدم في البلدان على الطبقات والأزمان، والله تعالى المستعان».وقد قسم الذهبي كتابه إلى 18 طبقة
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 17, 1902
ISBN9786375654680
معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار

Read more from الذهبي

Related to معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار

Related ebooks

Related categories

Reviews for معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار - الذهبي

    الغلاف

    معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار

    الذهبي

    748

    في طبقات القراء، ابتدأ فيها المؤلف تراجم القراء بدءا من الخليفة عثمان بن عفان إلى عصر الذهبي، وقد أبان بنفسه عن موضوع الكتاب فقال: «أما بعد، فهذا كتاب فيه معرفة المشهورين من القراء الأعيان، أولي الإسناد والإتقان، والتقدم في البلدان على الطبقات والأزمان، والله تعالى المستعان».وقد قسم الذهبي كتابه إلى 18 طبقة

    ال

    مقدمة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    التعريف بالذهبي:

    هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله الذهبي, ولد في شهر ربيع الآخر سنة 673هـ وكان من أسرة تركمانية الأصل, تنتهي بالولاء إلى بني تميم, وقد اهتم الذهبي بقراءة القرآن الكريم, والعناية بدراسة علم القراءات, فتوجه سنة 691هـ، هو ورفقة له إلى شيخ القراء جمال الدين أبي إسحاق إبراهيم بن داود العسقلاني ثم الدمشقي المعروف بالفاضلي, فشرع عليه بالجامع الكبير وكان الفاضلي وصحب الشيخ علم الدين السخاوي المتوفى سنة 643هـ وهو الذي انتمت إليه رياسة الإقراء في زمانه وجمع عليه القراءات السبع وتصدر للإقراء بتربة أم صالح, ولكنه أصيب بطرف من الفالج

    فكان يقرئ في بيته وينتهي الذهبي عليه في أواخر سورة القصص, ويزداد الفالج

    على الشيخ فيمنعه الطلبة من الدخول عليه ثم يموت سنة 962هـ وتظل قراءة الذهبي على الفاضلي ناقصة, وكان في هذه الأثناء قد شرع يقرأ بالجامع الكبير على الشيخ جمال الدين أبي إسحاق إبراهيم بن غالي المقرئ الدمشقي توفي سنة 708هـ وقرأ خاتمة لمذاهب القراء السبعة بما اشتمل عليه كتاب التيسير للداني وكتاب حرز الأماني للشاطبي على ابن جبريل المصمدي نزيل دمشق, وما لبث الذهبي أن أصبح على معرفة جيدة بالقراءات وأصولها ومسائلها. وهو لما يزل فتى لم يتعد العشرين من عمره, وقد استمد -رحمه الله - في تحصيل علم القراءات, فكتب المقدمة في التجويد عن مؤلفها المقرئ المجود أبي عبد الله محمد بن جوهر التلعرفي 696هـ، وتلا خاتمة للسبعة على مجد الدين أبي بكر بن محمد المرسي نزيل دمشق 718هـ.

    وجمع الختمة على شيخ القراء ببعلبك موفق الدين 695هـ وقرأ بالسبع أيضا على المقرئ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن منصور الحلبي 700هـ.

    وكان الحلبي هذا من المتصدرين بالعادلية وبالجامع الأموي، وقرأ كتاب المبهج في القراءات السبع لسبط الشيخ أبي منصور الخياط البغدادي، والسبعة لأبي مجاهد وغيرهما، على شيخه أبي حفص عمر بن القواس المتوفى سنة 698هـ. وسمع الشاطبية من غير واحد من القراء.

    وقد تنازل له عن حلقته بالجامع الأموي الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الدمياطي، ثم الدمشقي الشافعي.

    تصانيفه كثيرة تقارب المائة، منها:

    1 - المشتبه في الأسماء والأنساب والكنى والألقاب.

    2 - العباب في التاريخ.

    3 - تاريخ الإسلام الكبير.

    4 - دول الإسلام. ثلاثة أجزاء.

    5 - سير أعلام النبلاء.

    6 - تذكرة الحفاظ.

    7 - العبر في خبر من غبر. 4 أجزاء.

    8 - طبقات القراء الكبار.

    9 - المغني في رجال الحديث. جزآن.

    10 - معرفة القراء الكبار. كتابنا هذا.

    وفاته:

    أضر الذهبي في آخريات سني حياته قبل موته بأربع سنين أو أكثر بماء نزل في عينيه، فكان يتأذى ويعضب إذا قيل له: لو قدحت هذا لرجع البصر.

    ويقول: ليس هذا بماء, وأنا أعرف نفسي؛ لأنني ما زال بصري ينقص قليلا قليلا إلى أن تكامل عدمه.

    وتوفي رحمه الله بتربة أم صالح ليلة الاثنين, ثالث ذي القعدة قبل نصف الليل سنة 748هـ، ودفن بمقابر باب الصفير، وحضر الصلاة عليه جملة من العلماء, كان من بينهم تاج الدين السبكي.

    وقد رثاه غير واحد من تلامذته، منهم الصلاح الصدفي، والتاج السبكي.

    وصف المخطوط:

    قمنا في تحقيق هذا الكتاب الجليل بفضل الله الواحد الأحد الغني الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد بالاستعانة بمخطوطتين خطيتين وهما:

    أ - مصدرة بدلين ورمزنا لها بالرمز أ.

    ب - مصدرة دار الكتب المصرية ورمزنا لها بالرمز ب.

    وفي النهاية أسأل الله أن يوفقنا الله سبحانه وتعالى من تحقيق هذا الكتاب على إتمامه والشكر لمشايخي الذين تلقيت عليهم العلم وهم: الشيخ الحسيني الشيخ, والشيخ جاد الدين رمضان, والشيخ محمد أنيس عبادة, والدكتور كمال عبد العظيم العقاني. جزاهم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء.

    طالب العلم،

    أبو عبد الله محمد حسن محمد حسن إسماعيل الشافعي

    أ، محمد فارس بسم الله الرحمن الرحيم

    وهو حسبي, الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ما لمع نور واختفى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، سيد الشرفا, وحسبي الله وكفى.

    أما بعد، فهذا كتاب فيه معرفة المشهورين من القراء1 الأعيان، أولي الإسناد والإتقان، والتقدم في البلدان على الطبقات والأزمان، والله تعالى المستعان.

    الطبقة الأولى: الذين عرضوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنهم

    باب الطبقة الأولى الذين عرضوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنهم.

    1 - عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أمير المؤمنين أبو عمرو 2, وأبو عبد الله القرشي الأموي ذو النورين 3 -رضي الله عنه.

    أحد السابقين الأولين وأحد من جمع4 القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم. 1 القراء بضم القاف وتشديد الراء مفتوحة جمع قارئ وهو: من نطق بألفاظ الآية عن نظر أو عن حفظ، أما القراء بفتح القاف وتشديد الراء مفتوحة فهو: من يجيد قراءة القرآن. انظر المعجم الوجيز ص494-495.

    2 كان عثمان يكنى في الجاهلية أبا عمرو، فلما ولدت له في الإسلام رقية غلاما سماه عبد الله واكتنى به. انظر صفة الصفوة ص154 ج1.

    3 سمي ذو النورين لجمعه بين بنتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم - رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما. انظر صفة الصفوة ص154 جـ1.

    4 لا بد أن نفرق بين جمع القرآن في عهد أبي بكر وجمعه في عهد عثمان على النحو الآتي: فجمع القرآن في عهد أبي بكر معناه: ترتيب آيات كل سورة على حدة، وإن ظلت السورة بعد ذلك مفرقة, لم يرتب بعضها إثر بعض. أما جمعه في عهد عثمان فمعناه ترتيب سوره ونسخه من الصحف من مصحف واحد جامع لكل آياته وسوره على الترتيب الذي نقرأه به ونشاهد اليوم. فالفرق إذا بين الصحف والمصاحف: أن الصحف هي ما جمع فيها أبو بكر سور القرآن بعد ترتيب آياتها من غير رعاية ترتيب السور. والمصحف: هو ما جمعت فيه تلك الصحف بعد ترتيب سورها. فإذا علمت هذا فاعلم أن القرآن كان في عهد الرسول -صلوات الله وسلامه عليه - محفوظا في الصدور، مكتوبا في الرقاع جمع رقعة بالضم وهي القطعة من الجلد والعسب "جمع عسيب وهي جريدة من النخل= قرأ عليه المغيرة بن أبي شهاب المخزومي1.

    ويقال: قرأ عليه ابن عامر2 وليس بشيء، وإنما قرأ على المغيرة وحدث عنه بنوه أبان وعمرو وسعيد وحمران بن أبان وابن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب وأنس بن مالك -رضي الله عنهم - أجمعين، والسائب بن يزيد وأبو أمامة بن سهل وأبو عبد الرحمن السلمي والأحنف بن قيس3 وطارق بن شهاب وخلق كثير.

    تزوج بابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - رقية -رضي الله عنها، فولدت له عبد الله وبه كان يكنى ثم كني، بابنه عمرو، فلما توفيت رقية ليالي بدر زوجه النبي -صلى الله عليه وسلم - بأختها أم كلثوم -رضي الله عنها، وكان معتدل الطول حسن الوجه كبير اللحية أسمر بعيد ما بين المنكبين مخضبا بالصفرة.

    قال السائب: رأيته فما رأيت شيخا أجمل منه, قلت: سقت أخباره في تاريخ الإسلام، قتل شهيدا في داره مظلوما، قاتل الله قاتله في ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين, وله اثنتان وثمانون سنة على الصحيح -رضي الله عنه4. = مستقيمة مزال خوصها واللخاف ككتاب جمع لخفة بالكسر وهي حجارة بيض رقاق" غير مجموع ولا مرتب السور، وقد نظم بعضهم ذلك فقال:

    لم يجمع القرآن في مجلد به ... على الصحيح في حياة أحمد

    للأمن فيه من خلاف ينشأ ... وخيفة النسخ بوحي يطرأ

    وكان يكتب على الأكتاف ... وقطع الأدم واللخاف

    وبعد إغماض النبي فالأحق ... أن أبا بكر بجمعه سبق

    جمعه غير مرتب السور ... بعد إشارة إليه من عمر

    ثم تولى الجمع ذو النورين ... فضمه ما بين دفتين

    مرتب السور والآيات ... مخرجا بأفصح اللغات

    انظر لطائف البيان في رسم القرآن شرح مورد الظمآن ص6, 7.

    1 انظر ترجمته ضمن الطبقة الثانية.

    2 هو عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة بن عامر اليحصبي بتثليث الصاد. وكنيته أبو عمران ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة, وقيل سنة ثمان منها. وتوفي بدمشق يوم عاشوراء سنة ثماني عشرة ومائة. انظر تاريخ القراء العشرة ورواتهم وتأثر قراءاتهم ص21.

    3 هو أبو بحر المعروف بالأحنف بن قيس التميمي السعدي، كان من سادات التابعين يضرب بحلمه المثل، فعن الحسن قال: ما رأيت شريف قوم أفضل من الأحنف، أدرك عهد النبي -صلى الله عليه وسلم - وأسلم قومه بإشارته, ولم يغد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وله رواية عن عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، توفي سنة اثنتين وسبعين للهجرة. انظر شذرات الذهب في أخبار من ذهب ص78 جـ1.

    4 انظر أسد الغابة 3/ 584, الإصابة 2/ 455. تاريخ الخلفاء ص/ 147, تذكرة الحفاظ 1/ 8. خلاصة تذهيب الكمال 221, شذرات الذهب 1/ 40. طبقات ابن سعد 3/ 36, طبقات الشيرازي 40. طبقات القراء لابن الجزري 1/ 507, العبر 1/ 36. مروج الذهب 2/ 340, النجوم الذاهدة 1/ 92. حلية الأولياء 1/ 55, الرياض الناضرة 2/ 82. مرآة الجنان 1/ 90, العقد الثمين 2/ 32 2 - علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أمير المؤمنين أبو الحسن الهاشمي -رضي الله عنه.

    أحد السابقين الأولين, لم يسبقه الى الإسلام إلا خديجة -رضي الله عنها.

    واختلف فيه وفي أبي بكر -رضي الله عنهما - أيهما أسلم أول, ولكن إسلام الصديق كان أنفع للإسلام وأكمل، لأن عليا -رضي الله عنهما - أسلم وله ثماني سنين.

    وقيل: تسع سنين.

    وقيل: ابن عشر سنين, وقيل ابن اثنتي عشرة سنة, وقيل ابن ثلاث عشرة, وقيل ابن خمس عشرة.

    قال ابن عيينة1 عن جعفر الصادق2 عن أبيه أن عليا قتل وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

    قال المؤلف: هذا يطابق أنه أسلم وله ثماني سنين، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم - بعث فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا, وعلى قول من يقول أقام بمكة ثلاث عشرة سنة كما قال الشاعر: ثوى في قريش بضع عشرة حجة فيكون علي أسلم وله خمس سنين أو نحوها.

    وروى عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن الحنفية3 قال: قتل أبي وله ثلاث وستون سنة.

    وكذا قال أبو إسحاق السبيعي وأبو بكر بن عياش وجماعة، ورواه فرات بن السائب 1 هو شيخ الحجاز وأحد الأعلام أبو محمد بن سفيان بن عيينة الهلالي مولاهم الكوفي الحافظ نزيل مكة، قال الشافعي: لولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز وقال ابن وهب: لا أعلم أحدا أعلم بالتفسير من ابن عيينة, وقال أحمد العجلي: كان حديثه نحوا من سبعة آلاف حديث. توفي في الأول من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة وله إحدى وتسعون سنة: انظر شذرات الذهب ص354 جـ1.

    2 هو أبو عبد الله جعفر الصادق بن أبي جعفر محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب، كان سيد بني هاشم في زمانه وقد توفي في آخر سنة48 عن ثمان وستين سنة العبر: 20811.

    3 ابن الحنفية: هو أبو القاسم -ويقال: أبو عبد الله - محمد بن علي بن أبي طالب، وأمه خولة بنت جعفر بن قيس بن سلمة، من بني حنيفة بن لجيم، وقد كان عالما فاضلا شجاعا، وتوفي في سنة81 تهذيب التهذيب 9/ 354, والعبد: 1/ 93, ومشاهير علماء الأمصار رقم419.

    عن ميمون بن مهران عن ابن عمر وهو رواية أخرى عن أبي جعفر الباقر1.

    وقال الهيثم بن عدي وأبو بكر بن البرقي: عاش سبعا وخمسين سنة، ومناقب علي -رضي الله عنه - يضيق المكان عنها، وقد أفردت سيرته في كتاب سميته فتح المطالب في أخبار علي بن أبي طالب.

    أجمع المسلمون على أنه قتل شهيدا يوم قتل، وما على وجه الأرض بدري أفضل منه، ضربه ابن ملجم المرادي2 صبيحة سابع عشرة من رمضان سنة أربعين من الهجرة بالكوفة، وكان قد جمع القرآن بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم.

    وقال الشعبي3: لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء الأربعة إلا عثمان.

    وقال أبو بكر بن عياش عن عاصم قال: ما أقرأني أحد حرفا إلا أبو عبد الرحمن السلمي.

    وكان قد قرأ على علي -رضي الله عنه - فكنت أرجع من عنده فأعرض على زر4, وكان زر قد قرأ على ابن مسعود، فقلت لعاصم: لقد استوثقت قلت هذا يرد على الشعبي قوله.

    وقال علي بن رباح: جمع القرآن في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أربعة، علي -عثمان - وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود.

    وقال حماد بن زيد: أنا أيوب عن ابن سيرين5. قال مات أبو بكر -رضي الله عنه - ولم يختم القرآن.

    وقال ابن علية عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي: قبض أبو بكر وعمر وعلي -رضي الله عنهم - ولم يجمعوا القرآن. 1 هو أبو جعفر، محمد الباقر بن علي بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب، ولد في سنة56 من الهجرة, وروى عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله، ثم كان من فقهاء المدينة. وتوفي في سنة 114 العبر: 1/ 142, ومشاهير علماء الأمصار رقم420.

    2 عبد الرحمن بن ملجم، المرادي، الحميري، هو الفاتك الثائر الذي اغتال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه، قتل في سنة40 من الهجرة عقيب جريمته.

    3 الشعبي: هو عامر بن شراحبيل، ثقة مشهور، فقيه انظر التهذيب 5/ 45، التقريب 1/ 387.

    4 هو أبو مريم زر بن حبيش الأسدي القارئ بالكوفة، توفي سنة اثنتين وثمانين وله من العمر مائة وعشرون سنة انظر شذرات الذهب ص91 جـ1.

    5 محمد بن سيرين: هو شيخ البصرة إمام المعبرين كاتب أنس بن مالك بفارس، توفي يوم الجمعة من شهر شوال بالبصرة سنة عشر ومائة انظر شذرات الأصب ص138 جـ1.

    وقال يحيى بن آدم: قلت لأبي بكر بن عياش: تقولون إن عليا -رضي الله عنه - لم يقرأ القرآن قال: أبطل من قال هذا.

    وروى عاصم بن أبي النجود عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: ما رأيت أحدا كان أقرأ من علي.

    وقال ابن سيرين: يزعمون أن عليا كتب القرآن على تنزيله, فلو أصبت ذلك الكتاب لكان فيه علم1.

    3 - أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار أبو المنذر الأنصاري -رضي الله عنه.

    أقرأ الأمة, عرض2 القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم، أخذ عنه القراءة ابن عباس وأبو هريرة وعبد الله بن السائب وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وأبو عبد الرحمن السلمي، وحدث عنه سويد بن غفلة، وعبد الرحمن بن أبزي وأبو المهلب، وآخرون.

    شهد بدرا والمشاهد كلها ومناقبه كثيرة، وكان ربعة3 من الرجال شيخا أبيض الرأس واللحية.

    روى سلام عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري4 -رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: أرحم هذه الأمة بها أبو بكر وذكر الحديث وفيه: وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب سلام ضعيف، وزيد حسن الحديث5.

    وقال حماد بن سلمة6 عن عاصم الأحول عن أبي قلابة، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: 1 انظر، أسد الغابة 4/ 91, الإصابة 2/ 501. تاريخ بغداد 9/ 133, تاريخ الخلفاء 166. تذكرة الحفاظ 1/ 10, الخلاصة 320. شذرات الذهب 1/ 194, طبقات ابن سعد 3/ 211. طبقات الشيرازي 41, طبقات القراء لابن الجزري 1/ 546. العبر 1/ 46. مروج الذهب 2/ 358, النجوم الزاهدة 1/ 119.

    2 يقال عرض القرآن أو الكتاب أي: قرأه عن ظهر قلب. انظر المعجم الوجيز ص413.

    3 الربعة: الوسيط القامة. انظر المعجم الوجيز ص253.

    4 هو سعد بن مالك، الأنصاري، أحد فقهاء الصحابة وأعيانهم، شهد الخندق وغيرها، وشهد بيعة الرضوان، وتوفي من سنة 74 العبر: 1/ 74.

    5 بل زيد هذا ضعيف الحديث, فقد نقل المصنف تضعيفه عن ابن معين وأبي صاتم والنسائي.

    انظر/ الميزان 2/ 102. والحديث صحيح: أخرجه الترمذي 3793. وابن ماجه 154. والإمام أحمد 3/ 184, والحاكم 3/ 422.

    6 حماد بن سلمة يكن أبا سلمة مولى لبني تميم، وهو ابن أخت حميد الطويل. عن عبد الرحمن بن مهدي قال: لو قيل لحماد بن سلمة: إنك تموت غدا ما قدر أن يزيد من العمل شيئا. وأسند عن خلف لا يحصون من التابعين. وتوفي في سنة ثمان وستين ومائة بينما كان يصلي في المسجد انظر صفة الصفوة ص 243، 244 ج3.

    أقرؤهم أبي بن كعب 1 هذا مرسل جيد، وقال ابن أبي مليكة سمعت ابن عباس يقول: قال عمر -رضي الله عنه - أقضانا علي، وأقرؤنا أبي2.

    وقال قتادة عن أنس -رضي الله عنه، إن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال لأبي إني أمرت أن أقرأ عليك، وفي لفظ أن أقرئك القرآن, قال: الله سماني لك. قال: نعم فبكى أبي"3.

    وقال أيوب: سمعت أبا قلابة عن أبي المهلب, قال: كان أبي يختم القرآن في ثمان، إسناده صحيح، وقال له النبي -صلى الله عليه وسلم: ليهنك العلم أبا المنذر 4.

    وقال عمر -رضي الله عنه - يوم موت أبي: اليوم مات سيد المسلمين5 توفي بالمدينة.

    قال ابن معين: سنة عشرين أو تسع عشرة.

    وقال الواقدي ومحمد بن عبد الله بن نمير ومحمد بن يحيى والترمذي سنة اثنتين وعشرين6، قلت: أبي بن كعب أقرأ من أبي بكر ومن عمر، وبعد هذا فما استخلف النبي -صلى الله عليه وسلم - أبيا بل استخلف أبا بكر على الصلاة.

    وقد قال -صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله الحديث، وهذا مشكل.

    قال أبو وائل عن مسروق عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - كان يقول: استقرئوا القرآن من أربعة: عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب 7 رضي الله عنهم8.

    4 - عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم ابن 1 أخرجه الترمذي في المناقب 3793, وابن ماجه 154.

    2 أخرجه البخاري في التفسير 4481, والإمام أحمد في مسنده 5/ 113.

    3 أخرجه البخاري في المناقب 4959, والترمذي في المناقب 3895, والإمام أحمد في مسنده 3/ 130.

    4 أخرجه مسلم في صلاة المسافرين 810. وأبو داود في الوتر 1460. والإمام أحمد في مسنده 5/ 142.

    5 انظر، طبقات ابن سعد 3/ 61. صفة الصفوة 1/ 246.

    6 وفي رواية مات في سنة ثلاثين. انظر صفة الصوفة 1/ 246. تهذيب الكمال 2/ 271-272.

    7 أخرجه البخاري في الفضائل 3758.

    8 انظر أسد الغابة 1/ 61, الإصابة 1/ 31. تذكرة الحفاظ 1/ 16, خلاصة تذهيب الكمال 21.

    شذرات الذهب 1/ 31, طبقات ابن سعد 3/ 59. طبقات الشيرازي 244, طبقات القراء لابن الجذري 1/ 31, العبر 1/ 23.

    صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار أبو عبد الرحمن الهذلي المكي حليف بني زهرة -رضي الله عنه.

    كان من السابقين الأولين ومن مهاجرة الحبشة.

    شهد بدرا واحتز رأس أبي جهل, فأتى به النبي -صلى الله عليه وسلم، وكان أحد من جمع القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وأقرأه وكان يقول: حفظت من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم - سبعين سورة، قرأ عليه علقمة ومسروق والأسود، وزر بن حبيش وأبو عبد الرحمن السلمي وطائفة.

    وتفقه به خلق كثير, وكانوا لا يفضلون عليه أحدا في العلم، وأمه أم عبد هذلية أيضا من المهاجرات الأول، وكان ابن أم عبد يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم - ويلزمه ويحمل نعل النبي -صلى الله عليه وسلم - إذا خلعها، وكان آدم1 خفيف اللحم لطيف القد2 أحمش الساقين حسن البزة3 طيب الرائحة، موصوفا بالذكاء والفطنة.

    أسلم قبل عمر -رضي الله عنه - وقال: قال له النبي -صلى الله عليه وسلم: إنك لغليم 4 معلم 5.

    وقال حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس -رضي الله عنه: إن النبي -صلى الله عليه وسلم - آخى بين الزبير وابن مسعود6.

    وقال أبو موسى: ما كنت أحسب ابن مسعود وأمه إلا من أهل البيت؛ لكثرة دخولهم وخروجهم7. 1 الآدم في اللغة: الشديد السمرة. انظر المعجم الوجيز ص10.

    2 دقيق الساقين. انظر المعجم الوجيز.

    3 البزة بفتح الباء الموحدة وتشديد الزاي المعجمة مفتوحة يعني: الهيئة أو السلاح، والمعنى الأول هو المقصود. انظر المعجم الوجيز ص49.

    4 أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/ 379.

    5 عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، قال: كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وقد نقرا من المشركين فقالا: يا غلام هل عندك من لبن تستقينا؟ فقلت: إني مؤتمن ولست ساقيكما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل؟ قلت: نعم, فأتيتهما بها فاعتقلها النبي -صلى الله عليه وسلم - ومسح الضرع ودعا فحفل الضرع أي: امتلأ وسال ثم أتاه أبو بكر بصخرة منقعرة فاحتلب فيها فشرب أبو بكر ثم شربت: ثم قال للضرع: اقلص، فقلص أي: تدانى وانقبض قال: فأتيته بعد ذلك فقلت: علمن من هذا القول. قال: إنك غلام معلم. فأخذت من فيه سبعين سورة لا ينازعن فيها أحد. انظر صفة الصفوة ص208 جـ1.

    6 أخرجه الحاكم 3/ 314.

    7 متفق عليه: أخرجه البخاري في الفضائل 3763. ومسلم في الفضائل 2460. والترمذي 3808.

    وكان النبي -صلى الله عليه وسلم - يطلع ابن مسعود على أسراره ونجواه1. وكان يتولى فراش النبي -صلى الله عليه وسلم - ووساده وسواكه ونعله وطهوره2.

    وروى عبيدة السلماني عن ابن مسعود أن النبي -صلى الله عليه وسلم - بشره بالجنة، وعده في العشرة وأسقط أبا عبيدة بن الحجاج وجعل عبد الله بدله، وقال -صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد 3.

    وسمعه يدعو فقال: سل تعطه 4.

    وقال: لرجل عبد الله في الميزان أثقل من أحد 5.

    وقال: تمسكوا بعهد ابن أم عبد 6.

    وقال حذيفة: ما أعلم أحدا أقرب سمتا ولا هديا ودلا برسول الله -صلى الله عليه وسلم - حتى يواريه بيته من ابن أم عبد7. وقال أبو وائل عن عبد الله قال: لقد علم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أني أقرؤهم لكتاب الله عز وجل.

    وقال أبو مسعود: والله لا أعلم أحدا تركه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أعلم بكتاب الله تعالى من هذا، وأشار إلى ابن مسعود، رواه مسلم8.

    وقال زيد بن وهب: جاء ابن مسعود الى مجلس عمر -رضي الله عنهما - فجعل يكلم عمر ويضاحكه، فكاد الجلوس يوازونه من قصره، فلما ولى قال عمر: كنيف ملئ علما9.

    وقال أبو موسى10: مجلس كنت أجالسه ابن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة. 1 أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/ 385.

    2 أخرجه ابن سعد 3/ 108.

    3 أخرجه ابن ماجه 138, والإمام أحمد في مسنده 1/ 7. والبيمقى 1/ 452, والحاكم 3/ 368.

    4 أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/ 25, 26.

    5 أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/ 114.

    6 أخرجه الترمذي في المناقب 3810, وابن ماجه في المقدمة 97, والإمام أحمد في مسنده 5/ 385.

    7 أخرجه البخاري في الأدب 6097, والترمذي في المناقب 3809, والإمام أحمد في مسنده 5/ 401, 402.

    8 الحديث 3/ 1/ 2461.

    9 أخرجه ابن سعد 3/ 110.

    10 أبو موسى: عبد الله بن قيس، الأشعري، الأمير، المقرئ، صحابي جليل، استعمله النبي -صلى الله عليه وسلم على عدن، واستعمله عمر على الكوفة والبصرة، وفتحت على يديه عدة أمصار، وتوفي في شهر ذي الحجة من سنة 44 العبر: 1/ 52, مشاهير علماء الأمصار رقم216.

    وقال الأعمش1 عن عمارة بن عمير عن حريث بن ظهير قال: جاء نعي عبد الله إلى أبي الدرداء2 فقال: ما ترك بعده مثله، اتفق أن عبد الله وفد من الكوفة فمات بالمدينة في آخر سنة اثنتين وثلاثين -رضي الله عنه3.

    5 - زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف ابن غنم بن مالك بن النجار أبو سعيد وأبو خارجة الأنصاري الخزرجي النجاري المقري الفرضي.

    كاتب النبي -صلى الله عليه وسلم - وأمينه على الوحي -رضي الله عنه، كان أسن من أنس بسنة، وكان شابا ذكيا ثقفا، جمع القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وجمعه في صحف لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه، ثم تولى كتابة مصحف عثمان -رضي الله عنه، الذي بعث به عثمان نسخا إلى الأمصار، قرأ عليه أبو هريرة وابن عباس في قول.

    وروى عنه ابنه خارجة وابن عمر وأنس وعبيد بن السباق، وعطاء بن يسار4 وحجر المدري وعروة5 وطاوس6 وآخرون، وشهد الخندق وبيعة الرضوان، وكان عمر -رضي الله عنه - يستخلفه على المدينة إذا حج. 1 هو أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي مولاهم الأعمش، روى عن ابن أبي أوفى وأبي وائل والكبار، وكان محدث الكوفة وعالمها، قال ابن المدني: للأعمش نحو ألف وثلاثمائة حديث وقال ابن عيينة: كان أقرأهم لكتاب الله وأعلمهم بالفرائض وأحفظهم للحديث, وقال يحيى القطان: هو علامة الإسلام, قال وكيع: بقي الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى. توفي في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة للهجرة انظر شذرات الذهب في أنبار من ذهب ص220.

    2 أبو الدرداء: هو عويمر بن زيد -ويقال: ابن عبد الله - الأنصاري، الخزرجي، أسلم بعد غزوة بدر، وكان حكم هذه الأمة، ولي قضاء دمشق، وبها توفي في سنة 32 العبر: 1/ 33.

    3 انظر أسد الغابة 3/ 384, الإصابة 2/ 360. تاريخ بغداد 1/ 147, تذكرة الحفاظ 1/ 31. خلاصة تذهيب الكمال 181, شذرات الذهب 1/ 38. طبقات ابن سعد 3/ 106, طبقات الشيرازي 43. طبقات القراء لابن الجزري 1/ 458, العبر 1/ 33. النجوم الزاهرة 1/ 89.

    4 هو عطاء بن يسار المدني الفقيه مولى ميمونة أم المؤمنين، ثقة إمام، كان يقضي بالمدينة, وروى عن كبار الصحابة: قاله الذهبي، وقال ابن قتيبة: كان عطاء قاضيا ويرى القدر ويكنى أبا محمد توفي سنة ثلاث ومائة وهو ابن أربع وثمانين. انظر شذرات الذهب ص125 جـ1.

    5 هو أبو محمد عروة بن الزبير بن العوام الأسدي المدني الفقيه الحافظ، أحد فقهاء المدينة السبعة جمع العلم والسيادة والعبادة، حفظ عن والدة وكان يصوم الدهر ومات صائما, واشتهر أنه قطعت رحيله وهو في الصلاة لأكلة وقعت فيها ولم يتحرك، وكان عبد الملك بن مروان يقول: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى عروة بن الزبير, ولد سنة تسع وعشرين للهجرة وتوفي سنة أربع وتسعين انظر شذرات الذهب ص103 جـ1.

    6 هو طاوس بن كيان يكنى أبا عبد الرحمن, قال الواقدي: كان طاوس مولى بعير بن ريسان الحميدي وكان ينزل الجند، وقال الفضل ابن دكين: هو مولى لهمدان وقال عبد المنعم بن إدريس: هو مولى لابن هوذة الهمداني. أدرك طاوس خلقا كثيرا من الصحابة وأكثر روايته عن ابن عباس، وروى عنه من التابعين: مجاهد، وعطاء، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير ومحمد بن المنكدر والزهري ووهب بن منبه انظر صفة الصفوة ص188، 19 جـ3.

    قال أنس: جمع القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم - زيد وأبي ومعاذ وأبو زيد الأنصاريون1.

    قال محمد بن سعد: حدثنا محمد بن عمر حدثني الضحاك بن عثمان عن الزهري قال، قال ثعلبة بن أبي مالك: سمعت عثمان يقول: من يعذرني من ابن مسعود غضب إذ لم أوله نسخ القرآن، فهلا غضب على أبي بكر وعمر وهما عزلاه عن ذلك، ووليا زيدا، فاتبعت أمرهما.

    وقال وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس -رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: أفرض أمتي زيد بن ثابت 2.

    وقال الشعبي: غلب زيد الناس على القرآن والفرائض.

    وعن داود بن أبي هند عن الشعبي قال: لم يجمع القرآن في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - غير ستة كلهم من الأنصار.

    زيد بن ثابت، وأبو زيد ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وأبو الدرداء، ونسي السادس، رواه إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي فسمى السادس سعد بن عبيد، وزاد آخر وهو مجمع بن جارية, فقال: قرأ أيضا القرآن إلا سورة أو سورتين أو ثلاثا.

    قال حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن قال: لم أخالف عليا في شيء من قراءته إلا في التابوت، كان زيد يقرؤها بالهاء وعلي بالتاء، قلت له مناقب جمة، وتوفي سنة خمس وأربعين3 على الأصح4.

    6 - أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار الأشعري اليماني -رضي الله عنه. 1 أخرجه البخاري 4619.

    2 تقدم تخريجه.

    3 قال غير الواقدي مات سنة إحدى أو اثنتين وخمسين. وقال آخر: مات سنة خمس وخمسين. انظر صفة الصفوة ص359.

    4 انظر أسد الغابة 2/ 278, الإصابة 1/ 43. تذكرة الحفاظ 31, خلاصة تذهيب الكمال 108. شذرات الذهب 1/ 54, طبقات الشيرازي 46. طبقات القراء لابن الجزري 1/ 296, العبر 1/ 53. النجوم الذاهدة 1/ 31.

    هاجر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم - فقدم عليه عند فتح خيبر وحفظ القرآن والعلم، ولئن قصرت مدة صحبته فلقد كان من نجباء الصحابة، وكان من أطيب الناس صوتا، سمع النبي -صلى الله عليه وسلم - قراءته فقال: لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود 1، وقد استغفر له النبي -صلى الله عليه وسلم - واستعمله على زبيد وعدن.

    ثم ولي إمرة الكوفة والبصرة لعمر -رضي الله عنه، وحكمه علي -رضي الله عنه - على نفسه في شأن الخلافة لجلالته وفضله، فمكر به عمرو وخدعه، وقرأ عليه أبو رجاء العطاردي2 وحطان الرقاشي.

    روى عنه بنوه أبو بكر وأبو بردة وموسى وإبراهيم وربعي بن حراش وزهدم الجري وسعيد بن المسيب وخلق سواهم.

    وافتتح أصبهان زمن عمر ومحاسنه كثيرة, توفي في ذي الحجة سنة أربع وأربعين على الصحيح -رضي الله3 عنه4.

    7 - أبو الدرداء 5 عويمر بن زيد، ويقال ابن عبد الله ويقال ابن ثعلبة الأنصاري الخزرجي -رضي الله عنه.

    حكيم هذه الأمة، قرأ القرآن في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم، وقد تأخر إسلامه عن بدر وأبلى يوم أحد بلاء حسنا.

    وآخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بينه وبين سلمان، وكان عند مقدمه المدينة آخى بين المهاجرين 1 أخرجه البخاري 5048 ومسلم 2498 وعن أبي سلمة قال: كان عمر بن الخطاب يقول لأبي موسى: ذكرنا ربنا تعالى فيقرأ. وعن أبي عثمان النهدي قال: صلى بنا أبو موسى الأشعري صلاة الصبح فما سمعت صوت صنح ولا بربط هو المزهر الذي يضرب عليه كان أحبن صوتا منه. وهذا يدل على حسن صوته انظر صفة الصفوة ص285 جـ1.

    2 أبو رجاء: هو عمران بن ملحان العطاردي البصري، أدرك زمن النبي ولم يره وهو ثقة. انظر: التهذيب 2140 التقريب 2/ 85.

    3 قال: أصحاب السير: توفى أبو موسى سنة اثنتين وخمسين، وقيل: اثنتين وأربعين وقيل: أربع وأربعين. ودفن بمكة. وقيل: دفن بالتوبة على ميلين من الكوفة. انظر صفة الصفوة ص287 جـ1.

    4 انظر أسد الغابة 306016, تذكرة الحفاظ 1/ 3, خلاصة تذهيب الكمال 178. طبقات الشيرازي 404, طبقات القراء لابن الجزري 1/ 442, العدد 1/ 521, النجوم الذاهدة 1/ 1406.

    5 الأدرد أو الدرداء: الذي سقطت أسنانه أو أسنانها. ويقال أدرده: إذا أسقط أسنانه كلها. وفي الحديث: لزمت السواك حتى خشيت أنه يدردني انظر المعجم الوجيز ص225.

    والأنصار، وهذان أسلما بعد ذلك بمدة، فآخى بينهما، وقد ولي أبو الدرداء قضاء دمشق، وكان من العلماء الحلماء الألباء1 يقال إن عبد الله بن عامر قرأ عليه.

    وروى عنه أنس وأبو أمامة وزوجته أم الدرداء، وابنه بلال وعلقمة وخبير بن نقير، وسعيد بن المسيب، وما أحسبه لقيه، وأبو إدريس الخولاني وخالد بن معدان وغيرهم، توفي سنة اثنتين وثلاثين.

    وما خلف بالشام كلها بعده مثله -رضي الله عنه.

    قال سويد بن عبد العزيز: كان أبو الدرداء إذا صلى الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه فكان يجعلهم عشرة عشرة وعلى كل عشرة عريفا، ويقف هو في المحراب يرمقهم ببصره، فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفه فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء يسأله عن ذلك.

    وكان ابن عامر عريفا على عشرة كذا قال سويد، فلما مات أبو الدرداء خلفه ابن عامر.

    وعن سام ابن مشكم قال: قال لي أبو الدرداء: اعدد من يقرأ عندي القرآن. فعددتهم ألفا وستمائة ونيفا2، وكان لكل عشرة منهم مقرىء.

    وكان أبو الدرداء يكون عليهم قائما وإذا أحكم الرجل منهم تحول إلى أبي الدرداء -رضي الله عنه، فهؤلاء الذين بلغنا أنهم حفظوا القرآن في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم، وأخذ عنهم عرضا، وعليهم دارت أسانيد قراءة الأئمة العشرة.

    وقد جمع القرآن غيرهم من الصحابة كمعاذ بن جبل وأبي زيد وسالم مولى أبي حذيفة، وعبد الله بن عمر وعتبة بن عامر، ولكن لم تتصل بنا قراءتهم فلهذا اقتصرت على هؤلاء السبعة -رضي الله عنهم، واختصرت أخبارهم، فلو سقتها كلها لبلغت خمسين كراسا3. 1 الألباء: جمع لبيب وهو: ذو اللب. انظر المعجم الوجيز ص549.

    2 النيف: الزائد على غيره. والزائد على العقد من واحد إلى ثلاثة، وما كان من أربعة إلى تسعة فهو بضع. يقال: عشرة ونيف، وألف ونيف. ولا يقال: خمسة عشر ونيف، ولا نيف وعشرة. ولا يستعمل إلا بعد العقد. انظر المعجم الوجيز ص640.

    3 له ترجمة من: أسد الغابة 6/ 97، تذكرة الحفاظ 1/ 24، خلاصة تذهيب الكمال 254، للشذرات الذهب 1/ 39، الطبقات للشيرازي 47، طبقات ابن الجزري 1/ 306، العبر 1/ 33، النجوم الزاهرة 1/ 89.

    الطبقة الثانية: وهم الذين عرضوا على بعض المذكورين قبلهم

    1 - أبو هريرة:

    في اسمه عدة أقوال أقواها وأشهرها عبد الله بن صخر الدوسي الحافظ -رضي الله عنه، وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس, أسلم سنة سبع هو وأمه وروى ما لا يوصف عن النبي -صلى الله عليه وسلم.

    وقرأ القرآن على أبي بن كعب، قرأ عليه غير واحد، وروى عنه نحو من ثمانمائة نفس، وحديثه في مسند بقي بن مخلد أكثر من خمسة آلاف حديث، وكان إماما مفتيا فقيها صالحا حسن الأخلاق متواضعا محببا إلى الأمة.

    روى عنه سعيد بن المسيب1 وأبو سلمة بن عبد الرحمن2 وعبيد الله بن عبد الله3، وأبو صالح السمان4 وأبو حازم الأشجعي5 وعروة6 وابن سيرين7 وهمام 1 هو الإمام السيد الجليل أبو محمد سعيد بن المسيب المخزومي المدني أحد أعلام الدنيا سيد التابعين، قال ابن عمر: لو رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - هذا لسره، وقال مكحول وقتادة والزهري وغيرهم: ما رأينا أعلم من ابن المسيب، قال علي بن المدني: لا أعلم في التابعين أوسع علما منه وجل روايته عن أبي هريرة وكان تزوج ابنته، وهو من فقهاء المدينة جمع بين الحديث والتفسير والفقه والورع والعبادة. ولو لسنتين مضتا من خلافة عمر, وتوفي بالمدينة سنة أربع وتسعين للهجرة. انظر شذرات الذهب من أخبار من ذهب ص102 جـ1.

    2 هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الفقيه واسمه عبد الله، ولي شرطة سعيد بن العاص أمه تماضر بنت الأصبع الكلبية انظر جمهرة أنساب العرب ص131.

    3 هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي الضرير أحد الفقهاء مؤدب عمر بن عبد العزيز توفي سنة ثمان وتسعين للهجرة انظر شذرات الذهب في أخبار من ذهب ص114 جـ1.

    4 واسمه عبد الرحمن بن قيس أخو طليعة كذا ذكره ابن سعد وقال البخاري: يكن أبا سالم إبراهيم مؤذن بني حنيفة. أسند عن علي وابن مسعود وحذيفة وآخرين. انظر صفة الصفوة ص47 جـ3.

    5 هو أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج مولى لقوم من بني ليث بن بكر أسند أبو حازم عن ابن عمر وسهل بن مسعد وأنس بن مالك وقيل إنه رأى أبا هريرة، وسمع من كبار التابعين كسعيد بن المسيب وأبي سلمة وعروة وغيرهم وتوفي في بغداد سنة أربعين ومائة من خلافة المنصور انظر صفة الصفوة ص111، 113 جـ2.

    6 مرت ترجمته.

    7 مرت ترجمته.

    ابن منبه1 وسعيد المقبري، وكان آدم بعيد ما بين المنكبين ذا ضفيرتين أفرق الثنيتين يخضب بالحمرة وقد ذاق جوعا وفاقة، ثم استعمله عمر -رضي الله عنه، فأثرى وكثر ماله وولي إمرة المدينة زمن معاوية.

    وكان كثير العبادة والذكر؛ وقد مر في ولايته وهو يحمل حزمة حطب ويقول أوسع الطريق للأمير.

    روى محمد بن عمر الأسلمي حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن زياد بن مينا قال: كان ابن عباس وابن عمر وأبو هريرة وأبو سعيد وجابر وغيرهم من الصحابة يفتون في المدينة ويحدثون من لدن توفي عثمان -رضي الله عنه - وعنهم إلى أن توفوا.

    وإلى هؤلاء الخمسة صارت الفتوى، توفي أبو هريرة سنة سبع وقيل سنة ثمان وخمسين والقولان مشهوران، وقال الواقدي سنة تسع وخمسين ولعله

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1