Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

منحة الباري بشرح صحيح البخاري
منحة الباري بشرح صحيح البخاري
منحة الباري بشرح صحيح البخاري
Ebook803 pages5 hours

منحة الباري بشرح صحيح البخاري

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

تحفة الباري أو منحة الباري بشرح صحيح البخاري لشيخ الإسلام أبي يحيى زكريا الأنصاري الشافعي، هو شرح لصحيح البخاري كثير الفوائد، تفرد بأشياء لم يأت بها سابقوه مع أنه عبارة عن ملخص لعشرة شروح على الصحيح كما قال الغزي، يكشف عن معاني الصحيح، ويبرز عن مباني إعرابه
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJul 14, 1902
ISBN9786879488682
منحة الباري بشرح صحيح البخاري

Read more from زكريا الأنصاري

Related to منحة الباري بشرح صحيح البخاري

Related ebooks

Related categories

Reviews for منحة الباري بشرح صحيح البخاري

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    منحة الباري بشرح صحيح البخاري - زكريا الأنصاري

    الغلاف

    منحة الباري بشرح صحيح البخاري

    الجزء 1

    زكريا الأنصاري

    926

    تحفة الباري أو منحة الباري بشرح صحيح البخاري لشيخ الإسلام أبي يحيى زكريا الأنصاري الشافعي، هو شرح لصحيح البخاري كثير الفوائد، تفرد بأشياء لم يأت بها سابقوه مع أنه عبارة عن ملخص لعشرة شروح على الصحيح كما قال الغزي، يكشف عن معاني الصحيح، ويبرز عن مباني إعرابه

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    «لَا يشْكر الله مَنْ لَا يشْكر النَّاسَ»

    الحمْدُ لله الذِي بِنِعْمَتِه تتمُ الصالحاتُ

    فإنَّ إِخْرَاج هَذَا الْكتاب بِهَذِهِ الصُّورَة فِي فَتْرَة وجيزة كَانَ ثمرةَ تعاونٍ مَعَ:

    مَرْكَز الْفَلاح للبحوث العلمية

    لصَاحبه الشَّيْخ خَالِد الرِّبَاط

    وَالَّذِي عاون فِي الإشراف على هَذَا الْكتاب، بمشاركة الْأُخوة:

    خَالِد بُكير، وعصام حمدي

    (فِي الْمُقَابلَة وَالتَّعْلِيق والمراجعات)

    نَادِي فكري، وَمُحَمّد رَمَضَان

    (فِي التَّخْرِيج وَالتَّعْلِيق)

    كَمَا قَامَ بمراجعة متن البُخَارِيّ وَضَبطه:

    الدكتور جُمُعَة فتحي، وَالْأَخ أَحْمد روبي

    فجزاهم الله خيرًا وكل من شَارك مَعَهم على مَا بذلوه من جهد وَعون، أسأَل الله أَن يَجْعله فِي ميزَان حسناتهم، إنَّهُ سميع مُجيب.

    سُلَيْمَان بن دريع العازمي

    الكويت

    هَاتِف: 009659532016 منْحَةُ البَارِي بِشَرْح صَحِيح البُخَارِي جَمِيع الحقُوق مَحفُوظَة

    الطَّبعَة الأولى

    1426 هـ - 2005 م

    مكتبة الرشد ناشرون

    المملكة الْعَرَبيَّة السعودية - الرياض - شَارِع الْأَمِير عبد الله بن عبد الرَّحْمَن (طَرِيق الْحجاز)

    ص. ب: 17522 - الرياض: 11494 - هَاتِف: 4593451 - فاكس: 4573381

    Email: alrushd@alrushdryh.com

    Website: www.rushd.com

    * فرع طَرِيق الْملك فَهد: الرياض - هَاتِف: 2051500 - فاكس: 2052301

    * فرع مَكَّة المكرمة: هَاتِف: 5585401 - فاكس: 5583506

    * فرع الْمَدِينَة المنورة: شَارِع أبي ذَر الْغِفَارِيّ - هَاتِف: 8340600 - فاكس: 8383427

    * فرع جدة: ميدان الطائرة - هَاتِف: 6776331 - فاكس: 6776354

    * فرع القصيم: بُرَيْدَة - طَرِيق الْمَدِينَة - هَاتِف: 3242214 - فاكس: 3241358

    * فرع أَبِهَا: شَارِع الْملك فيصل - تلفاكس: 2317307

    * فرع الدمام: شَارِع الْخزَّان - هَاتِف: 8150566 - فاكس: 8418473

    وكلاؤنا فِي الْخَارِج

    * الْقَاهِرَة: مكتبة الرشد - هَاتِف: 2744605

    * بيروت: دَار ابْن حزم هَاتِف: 701974

    * الْمغرب: الدَّار الْبَيْضَاء - وراقة التَّوْفِيق - هَاتِف: 303162 - فاكس: 303167

    * الْيمن: صنعاء - دَار الْآثَار - هَاتِف: 603756

    * الْأُرْدُن: عمان - الدَّار الأثرية: 6584092 - جوال: 796841221

    * الْبَحْرين: مكتبة الغرباء - هَاتِف: 957833 - 945733

    * الإمارات: مكتبة دبي للتوزيع - هَاتِف: 43339998 - فاكس: 43337800

    * سوريا: دَار البشائر: 231668

    * قطر: مكتبة ابْن الْقيم - هَاتِف: 4863533

    مقدمة التحقيق

    إنَّ الحمدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ به مِن شرور أنفسِنا، وَمِن سيئاتِ أعمالنا، مَنْ يَهْدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِل، فلا هَادِيَ له، وأشْهَدُ أن لا إله إلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله.

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [آل عمران: 102].

    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} [النساء: 1]

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70 - 71].

    أما بعد

    فإنَّ الاشتغالَ بخدمةِ السُّنَّةِ المُطهرة مِنْ أفضلِ الأعمال وأعظم القربات التي يقومُ بها المسلم، فصُحبة الحديث صحبةٌ لكلام النَّبي صلَّى الله عليه وسلم، وأنعم بها من صُحبة، وقد عملتُ منذ سنوات على تحقيق كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد لمؤلفه محمد بن سليمان المغربي، وقد لاقى القبولَ بحمد الله تعالى وأُعد الآن لطبعة جديدة له في حلةٍ قشيبة، ثم اختصرتُ صحيح الترغيب والترهيب للشيخ الألباني رحمه الله، ثم أتتني رغبة في العمل على أحد شروح السنة، فوقعتُ على هذا الشرح لصحيح البخاري، وعلى الرغم من شهرة مؤلفه ومكانة الصحيح، إلا أنَّه لم يلق العناية من المحققين، فقد طُبع منذ نحو مئة عام بالمطبعة الميمنية بمصر (عام 1325 هـ) على هامش إرشاد الساري للقسطلاني،، وبهامش هذا الكتاب شرح مسلم للنووي، وكانت طباعة حجرية بحرفٍ دقيقٍ، كما أنَّ النسخةَ غير متوفرة أصلا، ولم نجدْها بأي قيمة، ولكن حصلنا على صورةٍ منها من مكتبةٍ خاصة بعد أن فرغنا من ثُلثي الكتاب فأعدنا المقابلة مرةً أخرى عليها، أما مصورات مخطوطات الكتاب فقد حصلنا عليها من دار الكتب المصرية، ومكتبتي جامعة الإمام محمد بن سعود، وجامعة الملك سعود بالرياض، وسيأتي بيان وصفها.

    ووجدنا في فهارس جامعة القرويين بالمغرب نسحة للكتاب، وقد حاولتُ جاهدًا الحصول عليها فلم يتيسر لي ذلك، فعملنا على ما في أيدينا، ونحن على ثقة أننا قد خدمنا نص الكتاب ليكونَ أقرب لما كتبه المؤلف.

    ولمَّا كان مثل هذا العمل كبيرًا ويحتاج إلى وقتٍ وجهدٍ مع الحاجة لإخراج غيره، فقد تعاونتُ مع مركز الفلاح للبحوث العلمية بالفيوم بمصرَ لصاحبه الشيخ خالد الرباط في إخراج هذا الكتاب، وذكرتُ أسماءَ مَنْ شاركوا في هذا العمل وذلك للأمانة التي ينبغي أن يتحلى بها طلبة العلم والمحققون.

    والله تعالى أسأل أنْ يوفقني لخدمة دينه والمساهمة في إظهار كنوز التراث الإسلامي التي لا زالت حبيسة الخزائنِ والمكتبات.

    وآخر دعوانا أن الحمدُ للهِ رَبِّ العَالمِين.

    سليمان بن دريع العازمي

    ترجمة المؤلف

    اسمه ولقبه وولادته وأسرته

    القاضي زكريا محمد بن زكريا الأنصاري، قاضي القضاة زين الدين أبو يحيى السُّنيكي المصري الشافعي ولد بسُنيكة (1) في سنة ست وعشرين وثمانمئة، وقيل في سنة ثلاثِ، وقيل أربع وعشرين وثمانمئة، والأول الأرجح. (2)

    وحكى محمد بن أحمد العلائي الفيومي الأصل القاهري الحنفي عن الشيخ السُّلَمي أنه كان يومًا بسُنيكة وإذا بامرأةِ تستجيرُ به وتستغيث أن ولدها مات أبوه، وعامل البلد النصراني قبض عليه يرومُ أن يكتبه موضع أبيه في صيد الصقور، فخلصه الشيخ منه، وقال لها: إن أردتَ خلاصه، فافرغي عنه يشتغلُ ويقرأ بجامع الأزهر، وعليَّ كلفته. فسلمت إليه زكريا، فلا زال يشتغل حتى صارَ إلى ما صارَ إليه. (3)

    وحكى الشيخ زكريا عن فترةِ شبابه التي قضاها بالشغل والدرس دون أن يتعلق قلبه بأحد من الخلق حتى أنه كان يُصاب بالجوع الشديد، فيخرج ليلًا إلى الميضأة، فيغسل ما يجده من قشيراتِ (1) سُنَيْكَة: من قرى مصر بين بلبيس والعبَّاسية، وهي تابعة للشرقية بمصر. معجم البلدان 3/ 307، الذيل على رفع الإصر ص 140.

    (2) وهو قول السخاوي صديقه وصاحبه.

    (3) الضوء اللامع للسخاوي 3/ 334، الذيل على رفع الإصر ص 140 - 150 الكواكب السائرة للغزي 1/ 196 - 207، وكشف الظنون 5/ 374، وشذرات الذهب 10/ 186 - 187، والأعلام 3/ 46.

    البطيخ، ثم يأكلها، إلى أن قيض الله له شيخًا صالحًا، فكان يأتيه بكل ما يحتاجُ إليه من طعام وشراب وكساء، وظل على هذا عدة سنوات.

    نشأته

    نشأ الأنصاري بسُنيكة يتيمًا، فحفظ القرآن -عند الفقيهين محمد بن ربيع والبرهان الفاقوسي البلبيسي - وعمدة الأحكام وبعض مختصر التبريزي، ثم رحل إلى القاهرة سنة إحدي وأربعين وثمانمئة. فقطن في الجامع الأزهر، وأتم حفظ المختصر، ثم حفظ المنهاج والألفية النحوية والشاطبية والرائية ونحو النصف من ألفية العراقي في الحديث، ثم رجع إلى بلده.

    ورحل رحلته الثانية إلى القاهرة وقرأ على مشايخ مصر في مختلف العلوم إلى أن صار عالمًا مبرزًا في النحو واللغة والتفسير والحديث والأصول والقراءات والأدب إلى غير ذلك من العلوم. الأمر الذي أهله لتولي منصب التدريس في عدة مدارس، وتصدى للتدريس في حياة غير واحد من

    شيوخه

    ، إلى أن رقي منصب قاضي القضاة بعد إلحاح شديد سنة ست وثمانين وثمانمئة في ولاية قايتباي وظل فيه حتى كُف بصره، فعزل بسبب العمى، لكنه ظل متابعًا الاتصال بالعلماء وملازمًا التدريس والإفتاء والتصنيف. (1)

    وحضر الشيخ مبايعة خمسة من السلاطين، وهم الناصر محمد بن قايتباي، وخاله الظاهر قانصوة، والأشرف جان بلاط، والعادل طومان باي، والأشرف الغوري (2). (1) انظر: الكواكب السائرة 1/ 196 - 197، وشذرات الذهب 10/ 186.

    (2) بدائع الزهور لابن إياس الحنفي 2/ 1210.

    شيوخه

    اشتغل الشيخ زكريا الأنصاري في مختلف العلوم المتداولة وبرع فيها، فقرأ القرآن الكريم على جماعة، منهم:

    - الشيخ رضوان بن محمد بن يوسف بن سلامة بن البهاء، أبو النعيم العقبي الشافعي. ولد سنة تسع وستين وسبعمئة، كان خيرًا ديّنًا، قرأ العلوم على عدد من شيوخها: العربية والفقه والفرائض والحساب والكلام والتصريف والمعاني والمنطق والبيان. وأقرأ القرآن وتخرج به جمع من الفضلاء، وطار اسمه بمعرفة الأسانيد والشيوخ والمرويات. مات سنة اثنتين وخمسين وثمانمئة. الكواكب السائرة 1/ 197، والضوء اللامع 4/ 226، وشذرات الذهب" 9/ 401.

    - الشيخ صالح بن عمرو بن رسلان ابن القاضي أبو البقاء سِراج الدين البُلْقيني ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمئة بالقاهرة، حفظ القرآن والعمدة والألفية ومنهاج الأصول، أخذ الفقه عن البرماوي، والأصول عن ابن جماعة، والنحو عن الشنطوفي، والحديث عن ابن العراقي، فكان إمامًا فقيهًا عالمًا، صنف تفسيرًا وشرحًا على البخاري لم يُكمله، وله: القولُ المفيدُ في اشتراط الترتيب بين كلمتي التوحيد، والخطب، والتذكرة وغيرها. مات سنة 868. الكواكب السائرة 1/ 197، والضوء اللامع 3/ 312 - 314، وشذرات الذهب 9/ 454.

    - الشيخ طاهر بن محمد بن علي بن محمد بن مكين الدين، أبو الحسن النويري المالكي: وُلد بعد التسعين وسبعمة، حفظ القرآن على الشرايبي وأخذ العربية عن الصنهاجي وكثيرًا من الفنون عن القاياتي. مات سنة ست وخمسين وثمانمئة. الكواكب السائرة 1/ 197، والضوء اللامع 4/ 5 - 6.

    - الشيخ نور الدين علي بن محمد بن الإمام فخر الدين البلبيسي الشافعي: ولد سنة سبع عشرة ببلبيس ونشأت فيها، حفظ القرآن عند البرهان الفانوسي، وعرض على جماعة، واشتغل بالخط على الشمس البيشي، واستقل بقضاء الإسكندرية، مات سنة ثمانِ وثمانين وثمانمئة. الكواكب السائرة 1/ 197، والضوء اللامع 5/ 300 - 301.

    وأخذ الشيخ زكريا الفقه عن جماعةٍ منهم:

    - الشيخ أحمد بن عبد الله بن مفرج بن بدر الدين الغزي الشافعي: توفي بمكة سنة اثنتين وعشرين وثمانمئة. صنف: البحر المبتغي لمعان ينبغي، تراجم رجال البخاري، وشرح الألفية لابن مالك، وشرح جمع الجوامع للسبكي في الفروع، شرح عمدة الأحكام في الحديث، وغير ذلك. الكواكب السائرة 1/ 197، وشذرات الذهب 9/ 224 - 225، وهدية العارفين 5/ 122 - 123.

    - الشيخ أحمد بن علي بن محمد الشهاب أبو الفضل الكناني العسقلاني، المعروف بابن حجر: ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمئة بمصر، ونشأ بها يتيمًا، فحفظ القرآن والعمدة وألفية ابن العراقي والحاوي الصغير وهو ابن تسع، وحين بلغ لازم القطان في الفقه والعربية والحساب، ثم اجتمع مع عدد كبير من العلماء، وزادت مصنفاته على مائة وخمسين مات سنة اثنتين وخمسين وثمانمئة. الكواكب السائرة 1/ 197، والضوء اللامع 2/ 36 - 40، وشذرات الذهب 9/ 395.

    - الشيخ محمد بن إسمعيل بن أحمد بن يوسف الشمس الونائي الشافعي: ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمئة، حفظ القرآن والعمدة التنبيه والشاطبية وجمع الجوامع وألفية ابن مالك والتلخيص. وأخذ النحو عن الدماميني وأخذ على البخاري المختصر حتى تقدم في الفنون وصار أحد من يشار إليه بالعلم والعمل وولي قضاء مصر ثم دمشق ثم مصر. واستمر حتى مات سنة ثمان وأربعين وثمانمئة وكان إمامًا علامة فقيهًا أصوليًّا نحويًّا قوي الحافظة أمينًا. الكواكب السائرة 1/ 197، والضوء اللامع 7/ 140 - 141، وشذرات الذهب 9/ 385.

    - الشيخ موسى بن أحمد بن موسى بن عبد الله بن سليمان السُبكي القاهري الشافعي: ولد سنة اثنتين وستين وسبعمئة، قرأ القرآن وحفظ العمدة والحاوي والمنهاج والألفية تصدي للإقراء في الفقه وأصوله والعربية وغيرها، وكان إمامًا ثبتًا حجة فيها، مات بالسل سنة أربعين وثمانمئة. الكواكب السائرة 1/ 197، والضوء اللامع 10/ 176 - 178، وشذرات الذهب 9/ 345.

    وغيرهم.

    وأخذ الشيخُ زكريا الأنصاري الحديث عن جماعة منهم:

    - الشيخ إبراهيم بن صَدَقَة بن إبراهيم بن إسماعيل برهان الدين أبو إسحق بن فتح الدين المقدسي الحنبلي: ولد سنة اثنتين وسبعين وسبعمئة بالقاهرة، نشأ فحفظ القرآن، والعمدة في الحديث وعرض على ابن الملقن والأبناس وأجازوا له، وأجاز له خلق كثير. كان خيرًا ثقة صبورًا على التحدث. مات سنة اثنتين وخمسين وثمائمئة. الكواكب السائرة 1/ 198، و الضوء اللامع 1/ 55 - 56، وشذرات الذهب 9/ 413.

    - الشيخ أبو العباس أحمد بن رجب بن طيبغا الشافعي، ويُعرف بابن المجدي: ولد سنة سبع وستين وسبعمئة بالقاهرة، حفظ القرآن وبعض المنهاج ثم الحاوي والألفية، وأخذ الفرائض والحساب والعربية وتقدم بذكائه المفرط وصار رأس الناس في أنواع الحساب والهندسة والهيئة والفرائض، والكافي، والرسالة الكبرى، وزاد المسافر، والقول المفيد في جامع الأصول وغير ذلك كثير. مات سنة خمسين وثمانمئة عن أربع وثمانين سنة. الكواكب السائرة 1/ 198، والضوء اللامع 1/ 300 - 302 وشذرات الذهب 9/ 390.

    - الشيخ محمد بن علي القاياتي الشافعي: ولد سنة خمس وثمانين وسبعمئة، حفظ القرآن والمنهاج والألفية والتسهيل، ولم يزل يدأب في العلوم حتى تقدم في الفنون كلها، فكان إمامًا عالمًا تزاحم الناسُ عليه من سائر أرباب الفنون والطوائف والمذاهب. مات سنة خمسين وثمانمئة. الكواكب السائرة 1/ 198، الذيل على رفع الإصر ص 141، وشذرات الذهب 9/ 390.

    قرأ عليهم وعلى غيرهم السيرة النبوية، والسنن لابن ماجة، ومسندُ الإمام الشافعي، وصحيح مسلم، والسنن الصغري للنسائي، وصحيح البخاري، فأجازه خلق يزيدون على مائة وخمسين ذكرهم في ثبته.

    وأخذ الشيخ زكريا الأنصاري العربية والأدب والأصول والمعقولات عن شيخ الإسلام: ابن حجر، وعن المحيوي الكافيجي والتقي الحصكفي.

    - الشيخ أحمد بن علي بن محمد بن علي بن أحمد شهاب الدين أبو الفضل الكناني العسقلاني الشافعي المعروف بابن حجر (1).

    - الشيخ محمد بن سليمان بن مسعود محيي الدين أبو عبد الله الكافيجي، ولد سنة ثمان وثمانين وسبعمئة. لقي العلماء وأخذ عنهم، (1) سبقت ترجمته.

    وكان إمامًا في المعقولات كلها: الكلام وأصول اللغة والنحو والتصريف والإعراب. من تصانيفه: شرح قواعد الإعراب، ومختصر في علوم الحديث، ومختصر في علوم التفسير يسمى التيسير. توفي سنة تسع وسبعين وثمانمئة. بغية الوعاة 1/ 117 - 118، والضوء اللامع 7/ 259، وشذرات الذهب 9/ 488.

    - الشيخ حسين بن علي بن يوسف بدر الدين الأربلي الحصكفي الشافعي. ولد بحلب سنة خمسين وثمانمئة، حفظ القرآن، والمنهاج للنووي، والإرشاد لابن المقري، ومنهاج البيضاوي، والشاطبية، والكافية، والألفية، وتصريف العزي. من مؤلفاته: وحاشية على شرح المنهاج للمحلي، حاشية على شرح الكافية المتوسط لركن الدين. توفي بحلب سنة خمس وعشرين وتسعمئة. الكواكب السائرة 1/ 198، والضوء اللامع 1/ 178 - 180، وشذرات الذهب 10/ 189.

    ولبس الشيخ زكريا الأنصارى الخرقة الصوفية من:

    الشيخ أبي العباس أحمد بن علي الأتكاوي، مات سنة خمسٍ وأربعين وثمانمئة. الضوء اللامع2/ 44.

    والشيخ أبي حفص عمر بن علي النبتيتي، مات سنة سبعٍ وستين وثمانمئة. الضوء اللامع 6/ 108.

    والشيخ أحمد بن علي الدمياطي الشهير بابن الزلباني. الضوء اللامع 6/ 108.

    وأخذ الطريق عن الشيخ محمد بن عمر الواسطي العمري الشافعي. توفي سنة تسع وأربعين وثمانمئة. الكواكب السائرة 1/ 198، والضوء اللامع 8/ 238 - 239، و شذرات الذهب 9/ 386.

    تلاميذه

    كان لاشتهار الشيخ زكريا الأنصاري بالبراعة في سائر العلوم -من حديثٍ وفقهٍ وأصول - الأثر في جعل الطلاب يقبلون عليه من كل حدب وصوب، فقصدوه بالرحلة من الحجاز والشام، وعمَّر حتى رأى تلاميذه وتلاميذ تلاميذه شيوخ الإسلام.

    ومن تلاميذه:

    - الشيخ أبو بكر بن محمد بن يوسف القاري: أخذ عن البرهان بن أبي شريف والقاضي زكريا، وتفقه على الشيخ ابن قاضي عجلون، وكان ممن أخذ عنه شيخ الإسلام شهاب الدين الطيبي، كان محققًا مدققًا عالمًا بالنحو والقراءات والفقه والأصول. توفي سنة خمسٍ وأربعين وتسعمئة. الكواكب السائرة 2/ 89 - 90.

    - الشيخ أحمد بن أحمد بن أحمد بن محمد شيخ الإسلام شهاب الدين ابن حجر الهيتمي المصري المكي الشافعي: ولد سنة إحدي عشرة وتسعمئة. أجازه القاضي زكريا والشيخ عبد الحق، وأخذ الفقه عن الرملي. من مؤلفاته: شرح المنهاج، وشرح الإرشاد، وشرح العباب. وشرح الهمزية للبوصيري، والصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع، وشرح الأربعين النووية، وغيرها. توفي سنة 973. الكواكب السائرة 3/ 111 - 112، وشذرات الذهب 10/ 541 - 542.

    - الشيخ أحمد بن أحمد بن حمزة الرملي الأنصاري الشافعي: تلميذ القاضي زكريا، أخذ الفقه عنه وعن طبقة. من مؤلفاته: شرح الزبد لابن أرسلان، وشرح منظومة البيضاوي في النكاح، ورسالة في شروط الإمامة وغيرها. توفي في بضع وسبعين وتسعمئة. الكواكب السائرة 3/ 111، وشذرات الذهب 9/ 482.

    - الشيخ أحمد شهاب الدين الرملي المصري الشافعي: هو أحد الأجلاء من تلاميذ القاضي زكريا الأنصاري، وكان مقدمًا عنده حتى أذن له أن يصلح في مؤلفاته في حياته وبعد مماته، ولم يأذن لأحد سواه. كتب شرحًا عظيمًا على صفوة الزبد في الفقه. أخذ عن الشربيني والغزي، وانتهت إليه الرئاسة في العلوم الشرعية بمصر. توفي سنة 957 هـ. الكواكب السائرة 2/ 119 - 120، وشذرات الذهب 10/ 454.

    - الشيخ أحمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر شهاب الدين الحمصي الدمشقي الشافعي: ولد سنة إحدى وخمسين، أو ثلاث وخمسين وثمانمئة، أخذ العلم عن جماعة من الشاميين والمصريين، فوض القضاء إليه ابن الفرفور، وفوض إليه الشيخ زكريا، وكان يخطب مكانه بقلعة الجبل، وكان الغوري يميل إليه لفصاحته. توفي سنة 934 ص الكواكب السائرة 2/ 97، وشذرات الذهب 10/ 280.

    - الشيخ شهاب الدين البرلسي المصري الشافعي الملقب بعميرة: كان عالمًا زاهدًا ورعًا، انتهت إليه الرئاسة في تحقيق المذهب يدرس ويفتي حتى أصيب بالفالج ومات به. الكواكب السائرة 2/ 119.

    - الشيخ الصالح عبد الوهاب بن ذوقا بن موسى الشعرواي المصري الشافعي: قرأ على مشايخ عصره شرح المحلي على جمع الجوامع، وشرح العقائد للتفتازاني، وشرح المقاصد وشرح الفصول، وشرح شذور الذهب والألفية وشرح الشيخ زكريا على الروض، وشرحه للرسالة، وغير ذلك. توفي في حدود السبعين وتسعمئة. الكواكب السائرة 3/ 176، وشذرات الذهب 10/ 544.

    - الشيخ علي بن أحمد بن علي بن عبد المهيمن بن حسن بن علي الشيخ نور الدين الشافعي المعروف بالقرافي: أخذ عن الديلمي والقاضي زكريا والبرهان ابن أبي شريف. مات قبل الثمانين وتسعمئة. الكواكب السائرة 3/ 182.

    - الشيخ محمد بن أحمد بن محمود بن الفرفور الدمشقي الشافعي: ولد سنة خمس وتسعين وثمانمئة. حفظ القرآن والمنهج في الفقه لشيخه زكريا، وجمع الجوامع والألفية. ولي قضاء الشافعية. توفي مسجونًا بقلعة دمشق سنة سبع وثلاثين وتسعمئة. الكواكب السائرة 2/ 22 - 23، وشذرات الذهب 10/ 314 - 315.

    - الشيخ محمد بن سلام بن علي الطبلاوي: تلقى العلم عن أجل المشايخ منهم: القاضي زكريا والديملي والسيوطي. انتهت إليه الرئاسة في سائر العلوم بعد موت أقرانه، كان متبحرًا في التفسير والقراءات والفقه والحديث والأصول والمعاني والبيان والطب والمنطق والكلام. توفي سنة ست وستين وتسعمئة. الكواكب السائرة 2/ 33 - 34، وشذرات الذهب 10/ 506.

    - الشيخ محمد بن عبد الله بهاء الدين المصري: ولد سنة ثمان وثمانين وثمانمئة، أخذ عن السخاوي والسيوطي والقاضي زكريا والذهبي ودروس بالجامع الأزهر. له مؤلفات في الفرائض. توفي سنة تسعين وتسعمئة. الكواكب السائرة 3/ 61.

    - الشيخ يوسف بن زكريا الشيخ جمال الدين ابن شيخ الإسلام القاضي زكريا الأنصاري: كان ممن أخذ عنه الشيخ شمس الدين محمد بن الجوخي الشافعي. ربي في نزاهة وطاعة وعدم الخروج من دار والده، وكان ممن جبله الله على الأخلاق الحميدة درس في المدرسة الصالحية بجوار الإمام الشافعي، وحضر على والده شرح رسالة القشيري وشرح آداب القضاء وآداب البحث وشرح التحرير. توفي سنة سبع وثمانين وتسعمئة. الكواكب السائرة 3/ 221.

    عبادته وزهده

    ذكر الغزي في الكواكب السائرة (1) شيئًا من ذلك فذكر أنه مع ما كان عليه من الاجتهاد في العلم اشتغالًا واستعمالًا وإفتاءً وتصنيفًا، ومع ما كان عليه من مباشرة القضاء ومهمات الأمور، وكثرة إقبال الدنيا؛ لا يكاد يفتر عن الطاعة ليلًا ونهارًا. ولا يشتغل بما لا يعنيه، وقورًا وهيبًا يصلي النوافل من قيام مع كِبر سنه، ويقول: (لا أعوّد نفسي الكسل)، حتى في حال مرضه كان يصلي النوافل قائمًا، وهو يميل يمينًا وشمالًا، لا يتمالك أن يقف بغير ميل للكبر والمرض فقيل له في ذلك، فقال: يا ولدي، النفس من شأنها الكسل، وأخاف أن تغلبني، وأختم عمري بذلك!!.

    كان إذا أطال عليه أحد في الكلام يقول له: عجل قد ضيعت علينا الزمان!.

    كان قليل الأكل، لا يزيد على ثلث رغيف، وكان كثير الصدقة مع إخفائها، وكان له جماعة يرتب لهم من صدقته ما يكفيهم إلى يوم، وإلى جمعة، وإلى شهر!!.

    كان يبالغ في إخفاء ذلك، حتى كان غالب الناس يعتقدون في الشيخ: قلة الصدقة! وكان إذا جاءه سائل -بعد أن كف بصره - يقول لمن عنده من جماعته هل هنا من أحد؟ فإن قال: لا، أعطاه، وإن قال (1) 1/ 202.

    له نعم، قال: قال له: يأتينا في غد هذا الوقت.

    عقيدته

    كان الشيخ زكريا الأنصاري مثل كثير من علماء زمانه ومكانه متأثرًا بالمذهب الأشعري في تأويل الأسماء الصفات ظنًّا منه أن هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة، وهذا يظهر في شرحه لبعض الأحاديث التي تتناول بعض الصفات مثل حديث نزول الرب في آخر الليل، وصفة النور، وغير ذلك، وقد علقنا علي هذه المواضع تعليقًا موجزًا وأحلنا القاريء إلى موضع بسط هلذا الموضوع في كتب العقائد. وعلى ما بدا لنا فإن مخالفته لعقيدة السلف لم تتعد هذا الباب، ولم يكن من المنكرين لها، فيذكر مثلًا أن مذهب التفويض أسلم، ومذهب التأويل أحكم، وهذا على بطلانه يدل على عدم تعصبه للمذهب.

    تصوفه

    وكما هو الحال في مسألة الصفات فقد كان الشيخ متأثرًا بمتصوفة زمانه كما أن له شرحًا على الرسالة القشيرية في علم التصوف وهو أشهر شروح الكتاب. وتقدم في ذكر شيوخه أنه لبس خرقة الصوفية عن بعضهم.

    قال السخاوي: وكان أحد من كتب في كائنة ابن الفارض، بل هو أحد من عظم ابن عربي واعتقده وسماه وليًّا، وعزلتُه عن ذلك فما كفَّ، وله تهجدٌ وتوجُّدٌ، وصبر واحتمال (1).

    آثاره العلمية

    لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري -رحمه الله - كتب ورسائل كثيرة (1) الذيل على رفع الأصر ص 146.

    لم يستقص أحدٌ ممن ترجموا له أسماءها، ولم يحص عدَّها، وأنت واجد عند كل منهم كتابًا، أو أكثر مما أنفرد بذكره، ولست واجدًا عند أحدٍ منهم ثبتًا مستوعبًا لها، ولكن من الصعب العسير الآن أن نجزم بعدد كتبه وأسمائها -لكنها تزيد عن المئة - لأنَّ كثيرين من المؤلفين كانوا يشيرون إلى بعض كتبه دون ذكر أسمائها التي وضعها لها ممَّا جعل للكتاب الواحد اسمين، أو أكثر من اسم، وخلاف ذلك أن الشيخ نفسه كان يضع على الكتاب الواحد شرحين أو شرحًا وحاشية، كما سنرى -إن شاء الله - عند عرض آثاره فالتبست الإشارات إلى تلك الكتب واختلطت على أقلام المترجمين، ومن هنا يظهر لنا أسباب كثرة مؤلفاته، ولعلَّ ذلك يرجع إلى أمرين:

    الأول: كما أشرنا سابقًا في ترجمته أن الشيخ قرأ وسمع كثيرًا من الكتب على كثير من المشايخ والعلماء، كابن حجرٍ العسقلاني وغيره ممن سبقت الإشارة إليهم؛ إذًا فلا غرابة أن يؤلف الكتب الكثيرة من الفنون المختلفة.

    الثاني: من الممكن أن يرجع كما قلنا: إن للكتاب الواحد اسمين أو أكثر من اسم، أو وضع لكل كتاب أكثر من شرح وحاشية، وأخيرًا سنورد فيما يلي قائمة بما وقفنا عليه من أسماء آثاره إلي أننا في شكٍّ من أن بعضها مكرر، ولعلَّ مما يساعد على الترجيح أنَّ الرجل كان يضع لكتبه عناوين مسجعةً. (1)

    وكثرة مؤلفاته وتنوعها تدل على سعة إطلاعه، وإنه لم يكن متخصصًا في علم من العلوم بل كان رئيسًا في كل فن أخذًا بزمام سائر (1) انظر: شذرات الذهب 10/ 186 - 187، والكواكب السائرة 1/ 201، والأعلام 3/ 46.

    العلوم التي ألقت إليه قيادها وكان بحرًا زاخرًا متدفقة أمواج علومه تفسيرًا وحديثًا وفقهًا وأصولًا ولغة ومعاني وبيانًا وبديعًا ومنطقًا وقراءة، وهندسة وهيئة وحكمًا، وطبًّا، وميقاتًا وفرائض، وحسابًا وجبرًا ومقابلة وعروضًا وصرفًا وتصوفًا، بل كان له الباع الطويل والقدم الراسخة في شتى ميادين فروع العلم وأصوله. فجزى الله شيخ الإسلام خير الجزاء وجعل هذه الأعمال في ميزان حسناته ورفعه الله درجة المتقين الأبرار.

    ما وقفنا عليه من أسماء مؤلفاته

    أولًا: المطبوع:

    1 - أحكام الدلالة على تحرير الرسالة (1):

    وهو عبارةٌ عن شرح للرسالة القشيريَّة، وهي في علم التصوف، ذكر الشعراني أنَّه قرأها على المؤلف (2)، وقال الحنفيُّ: إنَّ الأنصاريَّ شرح رسالة الإمام عبد الكريم بن هوزان القشيريَّ في جزأين، أمَّا اسم الكتاب فلم يذكره سوى البغداديِّ في هدية العارفين، وطبعت الرسالة في القاهرة سنة 1304 هـ. وتقع في أربع وأربعين ومئتي صفحة وبهامشها تقريرات من شرح زكريا الأنصاري.

    2 - أسنى المطالب في شرح روض الطالب (3):

    وهو كتابٌ شَرحَ فيه الأنصاري كتاب الروض لإسماعيل بن أبي بكر عبد الله المقري: اليمانيَّ الشافعيَّ المشهور بابن المقري. المتوفى (1) انظر: كشف الظنون 5/ 374.

    (2) طبقات الشعراني 2/ 122.

    (3) انظر: الكواكب السائرة للغزي 1/ 201، الضوء اللامع للسخاوي 3/ 236، هدية العارفين 5/ 374، معجم المؤلفين لكحالة 4/ 182. معجم المطبوعات العربية والمعربة ليوسف إليان سركيس 1/ 384.

    سنة (837 هـ) وقد اختصر ابن المقري. في كتابه الروض كتاب روضة الطالبين وعمدة المتقين لإمام المحققين المدققين محيي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة (676 هـ) مختصرًا بـ (الروض) اسم (الروضة) ومجردًا نصّه من الخلاف اختصر الإمام النووي فيه كتاب فتح العزيز في شرح الوجيز لعبد الكريم الرافعي وكتاب الرافعي هذا شرحٌ لكتاب الوجيز في فروع مذهب الشافعية للإمام أبي حامد الغزالي.

    قال الشيخ زكريا -رحمه الله تعالى - في مقدمة كتابه أسنى المطالب: هذا ما دعت إليه حاجة المتفهمين للروض في الفقه تأليف الإمام العلامة شرف الدين إسماعيل بن المقري اليمني من شرح يحل ألفاظه ويبين مراده ويذلل صعابه ويكشف لطلابه نقابه مع فوائد لا بدَّ منها، ودقائق لال يستغني الفقيه عنها، على وجه لطيف ومنهج منيف خالٍ من الحشو والتطويل حاوٍ على الدليل والتعليل، وسميته: أسنى المطالب في شرح روض الطالب وطبع هذا الكتاب بمصر بالمطبعة الميمنية عام 1313 هـ وبهامشه حاشية الشيخ أحمد الرملي الكبير (فقه الشافعي) ثم طبع بعد ذلك طبعات مختلفة وقد أثنى على هذا الكتاب السخاوي فقال: شَرَحَ الروضَ شرحًا بليغًا قاضي الشافعية في وقتنا ومحقق الوقت الشيخ زكريا الأنصاري.

    3 - الأضواء البهجة في إبراز دقائق المنفرجة (1):

    وهو شرح على المنفرجة، والمنفرجة قصيدة مشهورة مطلعها:

    اشتدّي أزمة تنفرجي ... قد آذن ليلُك بالفرج (1) انظر: معجم المطبوعات 1/ 483.

    وفي نسبتها خلاف، والأرجح أنها لأبي الفضل يوسف بن محمد بن يوسف التوزري التلمساني المعروف بابن النحوي المتوفى سنة 513 هـ قال صاحب كشف الظنون: المنفرجة لأبي الفضل يوسف بن محمد، وقيل: لأبي الحسن يحيى بن العطار، والأول أرجح. شرحها شيخ الأعلام زكريا الأنصاري وفرغ منها في ذي الحجة سنة 881 هـ وقال: هي قصيدة الإمام التوزري على ما قاله أبو العباس أحمد البجائي شارحها، أو أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الأندلسي القرشي على ما قاله العلامة تاج الدين السبكي. وللإنصاري على المنفرجة شرحان، الأضواء البهجة وهو أكبرهما. قال السخاوي: وشرح المنفرجة في مطول ومختصر. وقال الغزي: له شرحا المنفرجة كبير وصغير وسماه بالخلاصة.

    وطبع في مصر عام 1323 هـ، مطبعة التقدم، ويقع في أربع وأربعين صفحة. وطبع معه كتاب المنفرجة على المنفرجة للشيخ عبد الله بن عبد العزيز الصولي مطبعة مصر 1914 - 1332، وتقع في ست وخمسين صفحة.

    4 - الإعلام بأحاديث الأحكام (حديث) (1).

    5 - أقصى الأماني (2) (بلاغة) مع شرح فتح منزل المباني. طبع بالقاهرة من دون تاريخ.

    6 - بلوغ الأرب شرح شذور الذهب: قام بتحقيقه الباحث: يوسف الحاج أحمد في رسالة دكتوراه بدمشق سنة (1990). (1) انظر: تاريخ الأدب لبروكلمان 6/ 397.

    (2) انظر: تاريخ الأدب 6/ 399.

    7 - بهجة الحاوي، شرح حاوي الصغير للقزويني، في الفروع.

    8 - البهجة الوردية في فروع الفقه.

    9 - تحرير تنقيح اللباب (1):

    أوله: الحمد لله المتفضل الوهاب.. قال: هذا مختصر تنقيح اللباب ضممت إليه فوائد، وبدلت غير المعتمد عليه، وحذفت منه الخلاف..

    مع شرح: تحفة الطلاب، وحاشية تهذيب الطلاب لعبد الله بن حجازي الشرقاوي 1227 - مطبعة القاهرة 1306 - 1316.

    10 - تحفة الباري (أو منحة الباري) على صحيح البخاري: وهو كتابنا هذا وسيأتي الكلام عليه.

    11 - تحفة الطلاب بشرح تحرير تنقيح اللباب (2) (فقه شافعي).

    أوله: الحمد لله الذي فقه في دينه من اصطفاه من الأنام..

    مطبعة بولاق 1292 والمطبعة اليمنية 1331، وتقع في أربع وأربعين ومئة ورقة.

    12 - تعريف الألفاظ الاصطلاحية في العلوم (3):

    طبع بذيل اللؤلؤ المنظوم في روم التعليم الآتي ذكره برقم (57)، مطبعة مصر 1319.

    13 - تلخيص الأزهية في أحكام الأدعية لزركشي.

    14 - حاشية على تفسير البيضاوي.

    15 - حاشية على شرح جمع الجوامع. (1) انظر: معجم المطبوعات 1/ 483.

    (2) انظر: معجم المطبوعات 1/ 485.

    (3) انظر: معجم المطبوعات 1/ 485.

    16 - حاشية على التلويح.

    17 - الحواشي المفهمة في شرح المقدمة للجزري.

    18 - خلاصة الفوائد المحمدية في شرح البهجة الوردية (1):

    وضع الشيخ الأنصاري كتابين حول البهجة الوردية، أحدهما: خلاصة الفوائد المحمدية، والثاني: الغرب البهية، والبهجة الوردية: عبارة عن منظومة وضعها الشيخ زين الدين عمر بن مظفر الوردي الشافعي المتوفى سنة 749 هـ نظم بها كتاب الحاوي الصغير في فروع فقه السادة الشافعية ومطلعها:

    قال الفقير عمر بن الوردي ... الحمد لله أتم الحمد

    وشرحا الأنصاري كبير وهو الغرر البهية، وآخر صغير وهو الخلاصة.

    وقال الغزي أن لها شرحين كبير وصغير، وذكر البغدادي الشرحين في هدية العارفين وقد طبعا بالمطبعة الميمنية عام 1318 هـ بالقاهرة.

    19 - الدرر السنية في شرح الألفية:

    وهو شرح الألفية العلامة ابن مالك الأندلسي، ذكره البغدادي في هدية العارفين، وله نسخة خطية في مكتبة الأزهر الشريف وأخرى مخطوطة بجامعة الملك سعود تحت رقم (3338) ومن الجدير بالذكر أن الغزي قال في حديثه عن آثار الأنصاري وما يتعلق بالنحو والتصريف حاشية على ابن المصنف، وشرح الشافية لابن الحاجب كما ذكرناها سابقًا، وشرح شذور الذهب لابن هشام الأنصاري. (1) انظر: إيضاح المكنون 3/ 436.

    20 - الدقائق المحكمة في شرح المقدمة (1)

    وهو عبارة عن شرح للمقدمة الجزرية وهي منظومة في تجويد القرآن للشيخ الإمام والحبر الهمام شيخ الإسلام حافظ عصره أبي الخير محمد بن محمد الجزري طيب الله ثراه وجعل الجنة مأواه، فوضع الشيخ زكريا لهذه المقدمة شرحًا وسمى شرحه: بالدقائق المحكمة في شرح المقدمة، قال الشيخ زكريا الأنصاري في مقدمة شرحه: لما أعتنى بها -أي: بالمقدمة - ذوو الجد والاجتهاد وكانت محتاجة إلي بيان المراد وحوت مع صغر الحجم وحسن الاختصار ما لم يحوه في الفن كثير من الكتب الكبار رأيتُ أن أضع عليها شرحًا يحل ألفاظها ويبين مرادها، ويبرر دقائقها ويقيد مطلقها ويفتح مغلقها وسميته: بالدقائق المحكمة في شرح المقدمة وقد طبع هذا الشرح المطبعة اليمنية 1308، تقع في اثنتين وثلاثين ورقة، وبهامشه المُنَح الفكرية بشرح المقدمة الجزرية، لمُلا علي القاري. كما أنه طبع طبعة حديثة منقحة.

    21 - ديوان شعره.

    22 - ربُّ البرية بشرح القصيدة الخزرجية.

    23 - الزبدة

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1