Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران
عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران
عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران
Ebook1,474 pages10 hours

عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والاقرانهو كتاب في الطبقات والتراجم، ألفه الحافظ برهان الدين البقاعي ،ذكر المؤلف في كتابه تراجم وخطب ومرويات شيوخه الذين أخذ عنهم علمه ودرس ونشأ على يديهم، وقد قسم كتابه إلى قسمين : الأول للرواة والثاني للمرويات.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJun 3, 1902
ISBN9786798398062
عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران

Related to عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران

Related ebooks

Related categories

Reviews for عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران - البقاعي

    الغلاف

    عنوان الزمان بتراجم الشيوخ والأقران

    البقاعي

    885

    عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والاقرانهو كتاب في الطبقات والتراجم، ألفه الحافظ برهان الدين البقاعي ،ذكر المؤلف في كتابه تراجم وخطب ومرويات شيوخه الذين أخذ عنهم علمه ودرس ونشأ على يديهم، وقد قسم كتابه إلى قسمين : الأول للرواة والثاني للمرويات.

    أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خليل

    الإمام الفاضل الأديب أبو ذر، ابن شيخنا الإمام العادل العالم الحافظ برهان الدين المحدث، الطرابلسي الأصل، الحلبي .ولد سنة ثماني عشرة وثمانمائة، وحفظ القرآن وألفية العراقي، وبحثها على والده، وتعاني الشهادة ببيت قاضي القضاة علاء الدين بن الخطيب فتقدم فيها .رحل إلى حمص سنة. .. .. . لملاقاة أخيه من الحجاز، ثم حج هو وأخوه أنس - الآتي - سنة سبع وثلاثين وثمانمائة، وسمع والده وقاضي القضاة ابن حجر وابن ناصر الدين وخلقا، وكتب بخطه، وجمع مجاميع، وعلق عمن لقيه .اجتمعت به بحلب في رحلتي إليها سنة ست وثلاثين، ونزلت عليه فرأيت له حافظةً عظيمة، وملكةً في تنميق الكلام، وبديهةً على الوجه المستظرف قوية، مع جودة الذهن وسرعة الجواب والقدرة على استحضار ما في ضميره، يذاكر بكثير من المبهمات وغريب الحديث، وبيننا مودةٌ وصداقة، وقد تولع بنظم الفنون حتى برع في المواليا .أنشدني من نظمه كثيراً، منه :

    عارضك والخال ذا مسكى وذا ندى .

    واللحظ والقد ذا خطى وذا هندى .

    والشعر والفرق ، ذا وصلى وذا صدى .

    والخط والثغر ، ذا حرى وذا بردى .

    ومنه:

    عني تسليت ، وأسياف الجفا سليت .

    عني تخليت ، وفي قلبي غصص خليت .

    قتلى استحليت ، وقيد الهجر ما خليت .

    في القلب حليت ، مرى بالوصول حليت .

    مات في ذي القعدة سنة 84 و (ثمانمائة).

    أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عمر

    ابن عبد العزيز بن محمد بن أحمد هبة الله ، الشهير بابن العديم ، قاضي القضاة جمال الدين بن قاضي القضاة كمال الدين العقيلي - بالتصغير - الحلبي ، بن أبي جرادة الحنفي .ولد سنة 764 ، قال شيخنا الحافظ برهان الدين : 'هو من بيتٍ كبير مشهورين بالرياسة ، وهو محافظ على الصلوات والأذكار ، وله أنظار ببعض المدارس بحلب وتولى قضاءها ، وكان والده من قضاة السلف' . انتهى .مات سنة 849 .وأجاز شهاب الدين في استدعائي ، وقرأت جميع 'عشرة الحداد' ، وهي في جزء ضخم جداً من أولها إلى آخر ترجمة أبي الفضائل الكاغدي ، ومن أول ترجمة صالح بن . . . . إلى آخر الجزء على والده ، وإجازته منه لباقيه . أنا : وسمع على والده 'أربعين ابن المجير' ، وسمع ثلاثيات البخاري ، وجزء الجابري والمنتقى من مسند الحارث بن أبي أسامة وجزء أبي الجهم ومشيخة ابن النجار بن الأصم بسماع والده لأربعين ابن المجير . وسمع والده على البدر محمد بن علي بن أبي سالم بن إسماعيل الحلبي مسلسلات الشيمي ، أنا . وسمع على الكمال محمد بن حبيب الرابع عشر من مسند الحرث ، ومن 'فعلت باختلاف المعنيين' ، ومن كتاب الفصيح لثعلب إلى آخره ، وجميع الجزء الأول من الأمثال السائرة : حدثنا إسماعيل ابن موسى ، أنا شريك عن أبي اسحق عن سعيد بن أبي عن علي رضي الله عنه قال : بسم الله ، 'الحرب خدعة' ، على نبيه أو قال : 'على لسان محمد صلى الله عليه وسلم' وجميع أربعين الحافظ أبي طاهر السلفي البلدانية ، والميعاد الأول من الصمت لابن أبي الدنيا ، والموطأ رواية العتبي ، سوى من أوله إلى آخر الميعاد الثاني ، وأول المسموع باب : 'ما جاء في خروج النساء للمسجد' ، وسوى المجلس العاشر وأوله : 'باب نفقة الأمة إذا طلقت وهي حامل' ، وأول الحادي عشر : باب اللفظة ، وسوى من أول الثاني عشر وأوله : 'باب الشروط في الرقيق' إلى آخر الكتاب .وسمع على الشرف أبي بكر بن محمد بن يوسف الحراني كتاب العلم لأبي خثيمة ، والمنتقى من مسند الحارث بن أبي أسامة ، ومسلسلات الشيمي السبعة بشرطها ، أنا بكتاب العلم ، وسمع على البرهان إبراهيم بن صديق ، الرسام أبوه ، الدمشقي . 'باب وقت العصر' وآخره 'باب : يبدي ضبعيه' من صحيح البخاري المجلس وأوله 'ويجافي في السجود' ، والثالث والثلاثين وأوله 'باب كلام الرب مع جبريل' ، وآخره 'آخر الصحيح بسماعه لجميع الصحيح على أبي العباس أحمد بن أبي طالب بن أبي النعم ، الحجار' .

    أحمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد

    ابن محمد بن عمر، شهاب الدين بن برهان بن فلاح (بفاء ومهملة مخففاً) النابلسي الحنبلي ثم الشافعي. ولد في عاشر رجب سنة إحدى عشرة وثمانمائة بنابلس، وقرأ بها القرآن حنبلياً على مذهب أبيه، وحفظ كتباً في مذهب أحمد، ثم اتصل بالقاضي بهاء الدين بن حجي قاضي القضاة وناظر الجيش بدمشق، والقاضي كمال الدين البارزي كاتب السر بالقاهرة ودمشق، واختص بهما، فأمره بالتحول شافعياً ففعل، وتفقه بالشيخ عبد الوهاب الحريري، وسمع الحديث من الشمس ابن ناصر الدين والشيخ عبد الرحمن أبي شعر، واشتغل بالنحو على الشيخ علاء الدين القابوني بدمشق والشيخ يحيى السيرامي لما قدم عليهم نابلس، ونظم الشعر كثيراً، غير أنه لا يرضى ما يقع له منه، وتردد إلى دمشق وسكنها ثم إلى القاهرة وسكنها مع هؤلاء الأكابر .وهو حلو الكلام، سريع الجواب، حلو النادرة، نزه المحاضرة .أنشدني يوم الأربعاء عاشر شعبان سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة قال: 'اقترح القاضي بهاء الدين بن حجي عليّ وعلى الجمال يوسف الباعوني أن نضمن قول الشاعر 'فو الله ما أدري' .البيت الآتي فقلت، وهو أول ما نظمت :

    أراك إذا ما مست يوماً على الربى ........ تحن لك الورقا ، ويبدو نحيبها

    فو الله ما أدري أأنت كما أرى ؟ ........ أم العين مزهو إليها حبيبها ؟

    وقال الجمال الباعوني:

    أراك حبيب القلب تزهو لناظري ........ وأن مرضت نفسي فأنت طبيبها

    فو الله ما أدري. .. البيت .وحدثني الشهاب أحمد بن إبراهيم بن محمد بن فلاح صاحب الترجمة قال: حدثني والدي برهان الدين، قال حدثني الشيخ القدوة عبد الملك بن القدوة أبي بكر، الموصلي الأصل، نزيل بيت المقدس، قال: قال رأيت في ترجمة وزير لصاحب الموصل سماه (ولكن نسيه الشهاب) أنه تعاهد هو وصاحب الموصل أنه من مات منهما حمل إلى مكة المشرفة وطيف به أسبوعاً حول البيت الشريف ثم يرد إلى المدينة الشريفة فيدفن في رباط جمال الدين .قلت: هو جمال الدين محمد بن علي بن منصور الأصفهاني المعروف بالجواد، وهو الوزير المذكور، ورباط جمال الدين الذي أنشأه وهو أقرب رباط هناك إلى القبر الشريف، وهو الذي ركن المسجد القبلي، وطلب أن يكتب على باب الرباط 'ثلاثة ورابعهم كلبهم' فمات الوزير وفعل ذلك .قال الشيخ عبد الملك بن أبي بكر 'فلما قرأت هذه الترجمة تاقت نفسي إلى أن أحج وأرى هذا المكتوب، فبينا أنا نائم ليلةً إذ رأيت أني حججت ودخلت المدينة الشريفة وزرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لم تكن لي همة إلا الرباط لأرى تلك الكتابة، فلما رأيتها إذا هي أربعة أشطر، فجئت تأملتها فإذا هي:

    لي سادة قربهم ربهم

    رجوت أن يحصل لي قربهم

    قلت إذ قربني حبهم

    'ثلاثة ، رابعهم كلبهم'

    فانتبهت من نومي فبادرت إلى كتابتها في الظلام على هامش كتابٍ خوفاً من نسيانها .وحدثني الشهاب بن فلاح أنه كان بدمشق في بعض الحمامات فلاّن كسيح يخدم الناس بالحلق والتغسيل وهو جالس، فرأى في منامه الشيخ رسلان - رحمه الله - فقال له: 'يا سيدي، انظر حالتي' فقال له: 'أنا لست في هذا المقام، ولكن سيدخل عليك اثنان فسلهما حاجتك' ثم خرج من عنده ودخل عليه اثنان فإذا هما النبي محمد وأبوه إبراهيم الخليل عليهما السلام، فشكى حاله إليهما فقالا له: 'قم'، فقام وأصبح صحيحاً'. قال الشهاب (صاحب الترجمة) 'أنا رأيته كسيحاً ثم رأيته صحيحاً - وسمعت - أن سبب عافيته هذا المنام من جمع لا يحصى'.

    أحمد بن إبراهيم بن نصر بن أحمد بن أبي الفتح

    ابن هشام بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد ، الإمام العلامة القاضي عز الدين ، بن قاضي القضاة برهان الدين ، بن قاضي القضاة ناصر الدين الكناني ، العسقلاني الأصل ، المصري الحنبلي ، من بيت العلم والرياسة والدين والقضاء .ولد بالقاهرة في ذي القعدة سنة ثمانمائة ، وتوفي أبوه قاضي القضاة برهان الدين ، وعمر ولده أحمد دون السنتين ، فقرأ القرآن بعد وفاته ، وحفظ كتباً ، وتلا على الشيخ شمس الدين الزراتيتي تجويداً ، وكتب على الشيخ عبد الرحمن بن الصايغ الخط الجيد ، وأقبل على التفهم ، فبحث على الشيخ عبد السلام البغدادي ملحة الأعراب ، ثم الألفية ، وطوالع الأنوار للأصفهاني في الكلام ، وتلخيص المفتاح ، وإيساغوجي ، والشمسي ، 'وجمل الخومجي' ولازمه كثيراً ، ولم ينتفع بأحد ما انتفع به ، وأخذ علم الوقت عن الشهاب أحمد البرديني ، وبحث على شمس الدين الأبوصيري 'شذور الذهب' و 'شرحه' و 'الألفية' ، وبحث فقه الحنابلة على قاضي القضاة مجد الدين سالم وقاضي القضاة محب الدين أحمد بن نصر الله البغدادي ، وبحث عليه أصول الفقه ، ولازم الجد والسهر . وكان له على مر الزمان وعثرة الإخوان صبر حتى صار إماماً عالماً بارعاً مشاراً إليه في زمن الشبيبة .ولى نيابة القضاء عن شيخه المجد سالم في حدود سنة ست عشرة وثمانمائة ، ثم ناب لمن بعده ، وهو في غايةٍ من عزة النفس .ووقع من ابن نصر الله كلمة لا يليق إيرادها بحضرته فلم يل عنه ، وهجره سنين عديدة حتى تردد إليه مراراً وأكثر السؤال له في ذلك ، وطال هذا الأمر إلى أن لام الناس القاضي عز الدين وقامت عليه أمة حتى قبل أن يلي عنه في سنة أربعين وثمانمائة .وهو عفيف النفس جداً ، مؤثر للانجماع في بيته وعدم التردد للناس ، لم ينقل عنه أنه وصل إليه شيء من جهة القضاء ، وحج خمس عشرة ، وزار القدس مراراً ، ودخل دمشق ، وصنف التصانيف الحسنة نظماً ونثراً ، وله الشعر الحسن .مات ليلة السبت حادي عشر جمادى الأولى سنة ست وسبعين ثمانمائة .

    أحمد بن إبراهيم بن يوسف

    الحنبلي ثم الصالحي ، القطان بصالحية دمشق ، وسكن بها بقرب المدرسة العنابية ، وأخوه يوسف الآتي .ولد . . . . . .سمع على أحمد بن إبراهيم يونس الجزء الأول من 'فوائد أبي عمرو' ، أنا عبد الوهاب بن محمد بن اسحق بن محمد بن يحيى بن مندة ، أنبأنا القاضي سليمان بن حمزة ، أنبأنا محمود بن مندة ، وأنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد بن القاضي ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة .

    أحمد بن أبي بكر بن علي بن إسماعيل

    شهاب الدين ، الشيخ الصالح الشهير بابن شيخ السوق الحنبلي ، بن الرسام الحموي ، قاضي حلب .ولد تقريباً سنة ثلاث وستين وسبعمائة ، وسمع جماعة ، واشتغل بالعلم حتى أذن له بالإفتاء وصنف ، وولى قضاء حلب واستمر بها مدة ، وكان يعمل الميعاد . وطبقته في العلم متوسطة في أدناها .أجاز باستدعائي بحلب ، وقرأت عليه 'معجم الذهبي' اللطيف . أنبأنا قاضي حماة : الشهاب أحمد بن عبد الرحمن المرداوي ، أنبأنا الحافظ شمس الدين بن محمد بن عثمان الذهبي ، فذكره .

    أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل بن قايماز

    ابن عمر الكتاني ، شهاب الدين البوصيري الشافعي الإمام المحدث ، نزيل مدرسة السلطان حسن بالقرب من قلعة الجبل بالقاهرة ، وسليم في أجداده ، مفتوح الأول مكسور اللام .ولد في محرم سنة اثنتين وستين وسبعمائة بأبو صير من الغريبة ، فقرأ بها القرآن ، ونشأ على محبة شديدة للعلم ، وكان يمنعه من الرحلة فيه برّه بأبيه ، فاستفتى الشيخ عمر بن عيسى بقريتهم فأفتاه بالجواز فتلطف بأبيه إلى أن رضي فرحل ، ولازم النور الأدمي فتفقه به ، وحصلت له بركاته ، وسمع دروس العز بن جماعة في المنقول والمعقول ، ولازم الشيخ يوسف بن إسماعيل الإنبابي في الفقه ، وسمع البرهان الشامي ، والتقى ابن حاتم وغيرهم فأكثر ، ولازم الشيخ زين الدين العراقي فبرع في علم الحديث وصنف فيه وخرج .ومن مصنفاته : 'زوائد ابن ماجة على الكتب الستة' ، مع الكلام على أسانيد العشرة للطيالسي ، وعبد الحميد ، وابن أبي عمر واسحق وابن منيع وأبي بكر بن شيبة وعبد والحارث بن أبي أسامة وأبي يعلي الموصلي على الستة فجاء في سبع مجلدات ، تكلم فيه على الأسانيد ، ثم اختصره في ثلاث مجلدات ، واستدرك على 'ترغيب المنذري' وسماه ، 'تحفة الحبيب للحبيب بما زيد على الترغيب والترهيب' فجاء في حجم 'الترغيب' ، وليس فيه حديث عند المنذري إلا إن كان فيه زيادة ، وصنف 'كتاب المدلسين' وكتاب المخلطين وغير ذلك .لقيته سنة 834 بمنزل شيخنا ابن حجر ، وأجاز لي مروياته ومصنفاتهأخبرني بالمسلسل بالأولية وهو أول . قال أنبأنا الزين العراقي وهو أول ، وقال أنبأنا الميدومي كذلك بسنده .وكان كثير التواضع شديد الانقطاع عن الناس .توفي يوم الأحد ثامن عشري محرم سنة أربعين وثمانمائة بمدرسة السلطان حسن بعد أن نزل به الحال وخفت ذات يده جداً وطالت علته ، ووافق يوم وفاته وفاء النيل ، رحمه الله آمين .سمع جميع المجالس الخمسة وهي الثالث والرابع والسادس والسابع والحادي عشر من 'أمالي أبي محمد الجوهري' على الحافظين شيخ الإسلام الزين العراقي والنور الهيثمي كما في أحمد بن محمد العقبي ، وسمع من البخاري من باب الصوم من آخر الشهر إلى آخر باب القرعة في المشكلات ، والميعاد الأخير وأوله : 'باب كلام الرب عز وجل مع الأنبياء يوم القيامة' على البرهان إبراهيم بن أحمد عبد الواحد الشامي ، والميعاد الأخير بمشاركة البرهان الأنباسي والشمس محمد بن محمد بن علي الغماري والزين عبد الرحمن بن أحمد بن مبارك الغزي بن الشيخة ، ومن باب قول الله عز وجل ( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) إلى آخر الكتاب بمشاركة الحافظ زين الدين أبي الفضل العراقي بسماع الأول لجميع الصحيح على أبي العباس الحجار ، أنبأنا ابن الزبيدي سماعاً والقطيعي والقلانسي وابن اللتي إجازةً ، قالوا أنبأنا أبو الوقت سماعاً عليه لجميع الكتاب إلا ابن اللتي 'من باب غيرة النساء إلى آخر الكتاب فقط' . قال الأنباسي 'قرأت جميع الصحيح على الضياء محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن الحسن القسطلاني إمام مقام المالكية بمكة المشرفة ، عرف بالفقيه خليل المالكي ، أنا الشيخ العلامة الفخر عثمان بن محمد بن عثمان الإفريقي والرضى إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر الطبري والجمال محمد بن أحمد بن خلف العبادي المدني ، عرف بالمطري ، قال التوزري : 'أخبرني به جماعة منهم الحافظ رشيد الدين أبو الحسن يحيى بن عبد الله بن علي بن عبد الله العطار ، أخبرنا البوصيري' ، وقال الطبري أخبرنا جماعة منهم أبو عبد الله الهمداني ، أنبأنا أبو الوقت إجازة عامة ، وقال العبادي أخبرنا الحافظ شرف الدين الدمياطي أخبرنا الشيخان أبو محمد عبد الله بن حسن بن محمد العمادي بحلب وأبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر القطيعي ، قالا أخبرنا أبو الوقت ، وقال الغماري 'أخبرني بجميع الصحيح قطب العارفين جمال الدين عبد الله بن أسعد اليافعي الشافعي بقراءتي عليه لبعضه وسماعاً لبقيته ، قال أنبأنا به الشيخ رضى الدين إبراهيم بن محمد الطبري المكي إمام مقام إبراهيم عليه السلام ، أخبرنا أبو عبد الله بن محمد أبي البركات الهمداني ، أخبرنا أبو الوقت إجازة عامة وبسماع الغماري أيضاً لجميع الصحيح على الشيخ ضياء الدين المكي ، خلا الميعادين الأخيرين ، فأجازه له منه بسنده المقدم . وقال ابن الشيخة أخبرني به الشيخان الحافظ فتح الدين محمد بن الحافظ أبي عمرو محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري وشقيقه زين الدين أبو القاسم سماعاً عليهما خلا الميعاد الرابع من المجلد الرابع من تجزئة ستة أجزاء ، قالا : أنبأنا عبد العزيز بن عبد المنعم بن الصقيل الحراني ، أنبأنا أبو المعالي هبة الله بن محمد بن يحيى ، أنبأنا أبو الوقت ، وقال العراقي أنبأنا ابن شاهد الجيش والإمام الحافظ قاضي القضاة علاء الدين أبو الحسن علي بن عمار بن مصطفى - عرف بابن التركماني - الحنفي قراءةً عليهما وأنا أسمع ، قال الأول أخبرنا المعين وابن رستق وابن عمون سماعاً عليهما ، قالا 'من باب المسافر إذا جد به السير تعجل إلى أهله في أواخر كتاب الحج إلى أول كتاب الصيام ، خلا من باب ما يجوز من الشروط في المكاتب' إلى قوله 'باب الشروط في الجهاد' وخلا من باب 'غزو المرأة في البحر' إلى باب :'دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام' ، فأجازه بينهم . قالوا أنبأنا التدمري والأرتاحي بسندهما ، وقال ابن التركماني أنبأنا به جماعة منهم أبو الحسن علي بن محمد بن هرون التازي ، أنبأنا ابن الزبيدي صح بقراءة الشهاب الكلوتاتي في مجالس آخرها يوم الأحد ثامن عشر شعبان المكرم سنة خمس وتسعين وسبعمائة بجامع الأقمر بالقاهرة ، وأجاز لكل من المستمعين رواية ما له وعنه ، وتلفظ بذلك ، ومن خط ضابط الأسماء يوسف بن محمد القحافي الحنفي 'نقلت' ، وصحح العراقي والأنباسي .

    أحمد بن أبي بكر بن رسلان

    ابن نصير - بالتكبير - بن صالح بن شهاب بن عبد الخالق بن محمد بن مسافر، الشيخ الإمام العالم قاضي القضاة شهاب الدين البلقيني ثم المحلي الشافعي الشهير بالعجيمي - مصغراً - .ولد سنة سبع وستين وسبعمائة في بلقينة، وتوفي أبوه صغيراً فانتقلت به أمه إلى المحلة، وحفظ بها القرآن وصلى به، ثم انتقل إلى القاهرة إلى عمه شيخ الإسلام سراج الدين عمر، وحفظ 'العمدة' و 'المحرر' و 'ألفية ابن مالك' وبعض 'منهاج الأصول'، ومن أول التدريب إلى الفرائض، وكان يوصف بالدهاء والحيل وسوء السيرة في القضاء وغيره، لكن أخبرني الإمام أنه ما أخذ عمالةً في مال يتيم قط، والله أعلم. وبحث على شيخ الإسلام في الفقه والأصول. وكذا على أخيه البهاء أبي الفتح رسلان، والنحو على سرحان المالكي والعلامة محب الدين محمد بن الجمال عبد الله بن هشام، وحضر دروس البرهان الأنباسي وناصر الدين محمد بن الميلق والبدر الطنبدي، وقرأ على الشهاب الأذرعي درساً واحداً، وقدم عليهم القاهرة واستمر بالقاهرة إلى سنة أربع وثمانين فقدم المحلة واشتغل بها في الفقه على قاضيها العماد الباريني، وناب في الحكم العزيز بها عن قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز بن سليم - بالتصغير - جد شيخنا المحب لله الإمام لأمه .وناب بالقاهرة عن الجلال البلقيني والولي العراقي والشهاب ابن حجر بالصالحية وغيرها، وولي قضاء بلاد كثيرة من نواحي القاهرة واستمر إلى سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة، سوى تخللات يسيرة .وصنف في الفرائض كتاباً سماه 'الروضة الأريضة في قسمة الفريضة' قرظه له الجلال ابن عمه والجلال ابن خطيب داريا .قال لي أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم مرتين، إحداهما أنه رأى إلى جانبه اثنين فوقع في قلبه أن أحدهما أبو بكر الصديق والآخر الإمام الشافعي، قال ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاني سيفاً وأشار إلى شخصين هناك أعرفهما (ولم يسميهما)، لكن قال إنهما من الفقهاء، وقال: 'قاتل هذين' فأخذت السيف وحملت به عليهما وقلت لهما: قولا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله، وكررت ذلك لم يقولا، ثم انتبهت. فاتفق بعد يومين أو ثلاثة أني سمعت أن شخصاً أسلم، وأنه يخاف أن يظهر الإسلام، فأرسلت إليه فأسلم على يدي، ثم تتابع على يدي فبلغوا نيفاً وثلاثين .وقال لي أنه سمع على عمه السراج البلقيني والسراج ابن الملقن والمعين عبد الله قيم الكاملية والمعز أبي اليمن بن الكويك، وأنهم أجازرا له مروياتهم، وقال إنه سمع 'سيرة ابن سيد الناس' على الفرسيسي و 'صحيح البخاري' على عمه السراج .اجتمعت به يوم الثلاثاء العشرين من شعبان سنة ثمانٍ وثلاثين وثمانمائة بالمحلة بمنزله، فرأيته سيخاً وقوراً عنده عقل وتؤدة ودهاء وتودد، وهو متبع في كلامه وحكمه .حكي لي أن شيخ الإسلام سراج الدين أبا حفص البلقيني حكي له قال: 'كان عم الشيخ عيسى بن عمر البستاني - يعني جد شيخنا الشيخ عيسى - أراد أن ينتقل من سمنود إلى محلة خلف، فنزل تلك الليلة يتوضأ من البحر فرأى الجن وهم يقولون :

    ليت الغنى لو دام ........ وشملنا ملتام .

    قرأت عليه الجزء السادس من فوائد أبي طاهر المخلص بإجازته من السراجين البلقيني وابن الملقن بأخباره، بإجازتهما من أحمد بن كشتغدي بن عبد الله الصيرفي، بإجازة البلقيني من الشمس محمد بن غالي بن نجم الدمياطي (ابن الشماع) بسماعهما من النجيب عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، بسماعه من حماد بن هبة الله بن حماد الحراني، بسماعه من أبي القاسم سعيد بن البنا، بسماعه من الشريف ابن نصر الدبيثي، أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن المخلص، وهو جزء ضخم جداً أوله حديث ابن عمر في تفسير 'يوم يقوم الناس لرب العالمين'، وآخره 'ولكنما في ذلك يرغبون' .ثم توفي بالمحلة عصر يوم الاثنين ثالث عشر جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وثماني مائة، ودفن صبيحة الثلاثاء، وصلى عليه ولده القاضي عمر. وكان بجنازته خلق كثير وأثنوا عليه خيراً.

    أحمد بن أبي السعود إسماعيل بن إبراهيم

    ابن موسى بن سعيد بن علي السعودي (نسبةً إلى الشيخ أبي السعود صاحب المزار بالقرافة)، المنوفي الشافعي، أبو العباس شهاب الدين بن أبي السعود، الفاضل الأديب البارع .ولد في شوال سنة أربع عشرة وثمانمائة بمنوف، فقرأ بها القرآن وصلى به، وحفظ المنهاج للنووي، وبحث بعضه على الشيخ برهان الدين الكركي، وبعض 'الألفية' لابن مالك، ثم انتقل إلى القاهرة سنة تسع وعشرين وثمانمائة فحفظ بها الألفية ومنهاج البيضاوي، وبحث على الشيخ زين الدين القمني في الفقه وسمع منه، وأخذ عن الشيخ زين الدين عبد الرحمن الأبوتيجي الفرائض والحساب فتقدم فيها، وكان ينتقل تارة بمنوف وتارة بالقاهرة، وتولع بالشعر حتى طارح الأدباء وعرف بينهم، وحل الأقفال ونظم الكثير، وشعره في درجة المقبول وأحسنه المقاطيع، ونثره أحسن من نظمه. وصف شيخنا أستاذ العصر أبو الفضل قاضي القضاة ابن حجر بعض قصائده 'بعدم تمكن القوافي' فسمع بذلك فرده بكلام من لم يفهم ما معنى تمكن القافية .ومطولاته كلها - أو جلها - كثيرة الحشو لا سيما في القوافي، وهو لا يعلم من أدوات الأدب إلا بعض غريبة، ولا عبرة بعلم العروض، فربما وقع له من قافية إلى أخرى، وذهنه متوسط، وعنده إعجاب مفرط، وزهو مانع .وفهمه قصير بالنسبة إلى دعواه العريضة وبه طيش، وهو على طريقة النواجي في ثلب الأغراض، والولع بالأحداث، والتشنيع بما لم يعط وبغض الناس له على ذلك، قل أن صحب أحداً إلا آذاه بكلامه أو هجائه .أنشدني من نظمه يوم الأربعاء ثالث عشرين ربيع الآخرة سنة ثمان وثلاثين في مليح منجم (اسمه وفا) .

    لمحبوبي المنجم قلت يوماً ........ فدتك النفس يا بدر الكمال

    براني الهجر فاكشف عن ضميري ........ فهل يوماً أرى بدري وفى لي ؟

    وأيضاً في صدر رسالة:

    ولما بكيت الدمع بعدك والدما ........ ولم يبق في عيني الجريحة ما يجري

    أهلت من التقريح أسودها وقد ........ كتبت به لما افتقرت إلى الحبر

    وأيضاً:

    لله بستان حللت بفتية ........ مع صاحب من بينهم ممقوت

    فتبسمت أزهاره ، وتهللت ........ من زهره ، وأسود وجه التوت

    وأنشدني في مليح اسمه 'علي':

    قل لي متى ظعنهم ، جد السرى بعلي ........ وأي دمع عليه غير منهمل

    قد سارع الحزن بعد فرقتهم ........ فلا تسل عن مصابي يوم سار 'علي' .

    وقال لي إن الشهاب أبا الطيب الحجازي قال له 'اصنع قافية نتناظم' (قال) فقلت: 'قافية غرامه، وسلامه'، ثم سكت قليلاً فقلت بيتين على البديهية:

    قطع الوصل والسلام 'سلامة' ........ وجفاني وما سلوت غرامه

    وألفت الجوى وكيف حياتي ........ بعد أن يقطع الحبيب 'سلامة'

    قال: فحلف الشهاب بأن لا يناظمني بعد هذا في شيء .هكذا أخبرني .وقد جربت عليه الكذب فالله أعلم .ثم سألت الشهاب الحجازي عن ذلك فكذبه .وفي سنة خمس وأربعين قال قصيدة مطلعها:

    أجفانه من شهدها تتوجع ........ صب يموت وعينه تتطلع

    فعارضه بعض الظرفاء .فستأذن أبو البر المتوكل في معارضته وقال بديها:

    في أي سلح ترتطم ........ وبأي كف تلتطم

    ذقن الوليد البحتري ........ أبى عبادة في الرحم

    ووصله بما يشابهه من السخف فخرج البحتري مسرعاً فقال:

    وعلمت أنك منهزم ........ وعلمت إنك منهزم

    فضحك المتوكل حتى استلقى على قفاه، وأمر لأبي البر بعشرة آلاف درهم.

    أحمد بن إسماعيل أبي بكر بن عمر بن خالد

    الشيخ شهاب الدين الإبشيطي الشافعي ثم الحنبلي .ولد سنة اثنتين وثمان مائة في قرية إبشيط من غريبة مصر وقرأ بها القرآن، وحفظ بها العمدة والتبريزي، وتلا برواية ابن عمرو على الشيخ أحمد الهرمسي (بالراء المهملة)، ثم انتقل إلى القاهرة للاشتغال، وأخذ الفقه عن الشهاب السيرجي عم البرهان البيجورى والشمس البرماوي وغيرهما .وأخذ النحو عن الشيخ أحمد الصنهاجي والشيخ ناصر الدين البارنباي والقاضي محب الدين بن نصر الله البغدادي الحنبلي، وعنه أيضاً أخذ فقه الحنابلة، والمنطق عن القاياتي وابن مصطفى القرماني والشيخ عبد السلام البغدادي، وأصول الدين والمعاني والبيان عن الشمس البدرشي والمحب بن نصر الله والشرف المكي شيخنا، وغيرهم .قال: وكان السبكي علامة في حل منهاج البيضاوي، لا يلحق .وزار القدس والخليل، وسافر إلى حماة، وسمع الحديث على جماعة من مشايخنا كالتلواني والسعد ابن الديري وغيرهم .قال: وكان السبكي علامة في حل منهاج البيضاوي، لا يلحق .وزار القدس والخليل، وسافر إلى حماة، وسمع الحديث على جماعة من مشايخنا كالتلواني والسعد ابن الديري وغيرهم .وهو رجل فقير جداً، انتقل إلى مذهب الحنابلة لأجل وظيفة تصوف، وطلب في درس الحنابلة بالمؤيدية .وهو شديد الزهد، يتصدق مع هذا الفقر من خبزه المرتب في المؤيدية، وهو أربعة أرغفة في كل يوم، وليس في بيته شيء يفرشه فيه: لا حصير ولا غيره، وينام على باب هناك. وهو فاضل مشهور بالفضيلة والدين، يقرأ عليه بعض الطلبة .وكان قد حصل له اختلال ثم تراجع إليه عقله .أملي عليّ من نظمه في كتابٍ له في الألغاز سماه 'كتاب ألغاز الرائض في فن الفرائض' .وهو اللغز الأول، ويعرف بالبغدادي :

    ألا أيها القاضي الهمام العالم ........ كفيت من يخشى ومن يسالم

    ونلت من رب العباد حفظاًً ........ ومن عباده الكرام لحظا

    ما قولكم في امرأة تشكو العنا ........ تقول : بعلي مات حقاً معلنا

    وإن حملي منه باعترافه ........ قد قارب الوضع مع انصرافه

    فإن تكن أنثى فنصف المال لي ........ أو ذكراً فنصفه لي منجلي

    فالمال لي علامة الحكام ........ فتلك قصتي وإذا كلامي

    جئنا بها بعد إذ نرجو حلها ........ إذا ببطش الدهر حل أهلها

    فمن رآه صاح في أمرا ........ مع العدا ، ومع أمور أخرى

    فافتنا كيف يكون المخلص ........ فما وجدنا غيركم يفحص

    الجواب :'هذه امرأة شرت عبداً، فأعتقته وتزوجته، ثم توفي عنها حاملة منه ولا وارث له غيرها وغير حملها'.

    أحمد بن إسماعيل بن عثمان

    الإمام العلامة شهاب الدين الكوراني الشافعي .ولد سنة ثلاث عشرة وثمانمائة كما أخبرني في قرية جلولاء من معاملة كوران، وحفظ القرآن، واشتغل في فنون العلم، ثم انتقل إلى بلاد الجزيرة، وتلا بالسبع على الشيخ عبد الرحمن الجلالي، واشتغل عليه وعلى غيره، ففاق في المعقولات والأصلين والمنطق وغير ذلك، ومهر في النحو والمعاني والبيان، وبرع في الفقه .ثم انتقل إلى حصن كيفا فدرس على الشيخ جلال الدين الحلواني في العربية، ثم قدم دمشق في حدود سنة ثلاثين وثمانمائة فلازم الشيخ علاء الدين (عليّا) البخاري وانتفع به. ثم قدم القاهرة في سنة خمس وثلاثين فاشتهر بالفضيلة، وصحب الأكابر من الأمراء والمباشرين فحظي عندهم، وبعد صيته، ورتبت له المرتبات، وصار يعد من الأعيان بالقاهرة، ولازم الشيخ شمس الدين الشرواني كثيراً، واكب على الاشتغال، وحضر المجالس الكبار: مجلس قراءة البخاري بحضرة السلطان وغيره .وناظر فذكر بالطلاقة والبلاغة والجرأة الزائدة والبراعة، فلما وَلِيَ الظاهر جَقْمق - كان يصحبه - تردد إليه وصار أحد ندمائه وخواصِّه فأقبلت إليه الدنيا .وكانت له رغبة في النساء، وكان مطلاقاً فتزوج النساء المذكورات بالجمال والمال والرياسة، ثم إنه وقع بينه وبين حميد الدين البغدادي. الذي يقال إنه من ذرية الإمام أبي حنيفة كلام وصلا فيه إلى المشاتمة في سنة أربع وأربعين، وكان الشيخ شمس الدين الكاتب الرومي الأنكردي عائباً عليه في بعض الأمر فذكر للسلطان أنه شتم أجداد حميد الدين، فدخل فيهم الإمام أبو حنيفة، وأن له عادةً بانتقاص العلماء، وشهد بذلك القاضي بدر الدين بن عبيد الله فقبض على الكوراني وسجن في البرج، وأدعى عليه عند قاضي القضاة: سعد الدين بن الديري الحنفي، وأثبتوا أن حميد الدين من ذرية أبي حنيفة، وممن شهد بذلك شيخنا الشيخ عبد السلام البغدادي وتكلم فيه بسبب هذه الشهادة، فإن قاضي القضاة محب الدين البغدادي الحنبلي وغيره من ذرية الإمام، فلما ثبت ذلك عزر الكوراني بأن ضرب نحواً من ثمانين عصا بحضرة السلطان بل وأمر بنفيه وأخرج عنه تدريس الفقه بالبرقوقية، وكان قد استقر فيه بعد ابن يحيى، وخرج الشهاب منفياً - بعد أن باع أثاثه وأخرجت وظائفه ومرتباته - إلى دمشق وهي من مملكة السلطان فاجتهد في الرجوع وهرب من المترسمين عليه غير مرة، وتوسل بكل وسيلة فلم يجب السلطان إلى ذلك، وهرب في إحدى هرباته إلى 'الطور' ليحج من البحر فقبض عليه وكوتب السلطان فيه فلم يمكنه من ذلك، ورده مرسماً عليه، مضيقاً عليه فوصل إلى 'اللجون'، ثم هرب من الموكلين به وأوهم أنه ذاهب إلى الناصر، ثم عطف إلى 'عيون التجار' ثم عطف إلى 'سيدي شعيب' فدعا في مقامه، ثم ذهب إلى صفد فأقام بها أياماً، ثم ذهب إلى طرابلس، ثم ذهب إلى حلب، وله في ذلك عجائب .ثم دخل إلى بلاد الروم فاجتمع بعلمائها وناظرهم فراج عليهم، وكان قاضي العسكر بها ولي الدين الأنكردي وكان صاحب الكاتب وبلديّه فأرسل الكاتب إليه أن يفسد سور الكوارني وكاد يفعل .وكان ولي الدين شريفاً من جهة الأم فمدحه بقصيدة أولها :

    حديثُ شجوني في الغرام مسلسلُ ........ وصبريَ موقوف ودمعِيَ مرسلُ

    وحقِّ عُلُوٍّ قد وطأت سنامه ........ وجنح ظلام قمت فيه تَبَتَّلُ

    ففي الكون لم يظفرُ سواك بمدحتي ........ ولا ترضى نفسي الأبيةُ تقبلُ

    ولكنني أعطيتُ ذا الحقِّ حقَّه ........ فإنك في الدهر الأغرُّ المحجلُ

    لأنك من جِنْس النبوَّة بضعة ........ وفي مدحكم نظم القوافي مُرَتَّلُ

    ومدحك في عقدي زيادةُ مِنَّة ........ وزاريك غاوٍ ، بل كفور مُضَلَّلُ

    بحقِّك لا تعبأ بغِيري فإنني ........ أنا الجوهرُ الأعلى وغيري السَّجَذْجَل

    لجدّك حُكْم قد رواه ثقاتُنا ........ لكلِّ امرئ قَدْرٌ عليه ينزَّلُ

    وتقديم غيري لم يكن وفقَ حُكْمه ........ إذ العقْلُ يأبى أن يُعَلَّى المُسَفَّلُ

    حنانيك لا تجنح إلى فعل مثله ........ فرأيك أعلى ، والسَّجيةُ أعدلُ

    فلما أعطاه هذه القصيدة وأشار بالسفل فيها إلى بعض الجهال الذين يرفع منهم الولي المذكور قال لبعض أصحاب الكوراني: 'نحن كنا غالطين فيه. .. هذا لا يطاق، وكنت عازماً أن أبعده عنا، ولكن تحرر لي أنه من كبار الفضلاء فلا يحل أن يبعد' .ثم رفع من مقداره. ثم لم يلبث أن مات .وكان قدم إلى بلاد الشام سنة تسع وخمسين وثمانمائة، فأتاه كتاب السلطان محمد بن السلطان مراد أن يقدم عليه إلى الروم .وحج سنة إحدى وستين .ومدح الشهاب الكوراني (السلطان) محمد بن السلطان مراد بقصيدة طويلة مطلعها:

    لَميَا إذا أسْفرَتْ عن ثغرها الشَّنب ........ سَارت بلبى ، وأسْرَى بعده أَرَبى

    ومنها

    فهذه حالتي بالعين تنظرها : ........ القلبُ في صَفَدٍ ، والعين في حلبِ

    فسرتُ مختفياً ، والدهر يتبعني ........ عساه يُنصفني من جورها 'جَلبِي'

    سلطانُنا الباهر الباهي له شرف ........ يسمو على البدر والجوزاء والشهبِ

    ومنها:

    رد الحشاشةَ في الإسلام بعد شفا ........ بسيفه العاضِب اللَّماع ذي الشّطبِ

    يجرَّهم كوحوش البِيد إذْ قَدِمَتْ ........ تَرجو قِراك ، وذا مِنْ أقربِ القربِ

    ومنها:

    محمد : أنت فخرُ القوم قاطبة ........ سميّ بَدْرٍٍ سما من أَنْجُمِ العربِ

    ومنها:

    رياض مدحك أزهارٌ مفتحة ........ وصوت شِعري لها كالبُلبل الطَّربِ

    وآخرها:

    لك البقاء مدى الأيام فوق عُلاً ........ وضدُّك الأبتر المخذول في نصبِ

    وأنشدني من لفظه ما ألغزه في لقب القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل ناظر الجيوش:

    أتيتُ بلغزي باسْم من فاق رتبةً ........ على كوكب الجوزاءِ والشمسِ والبدرِ

    تَفطَّنْ له من غيرِ فكرٍ فإنه ........ هو الغُرَّةُ الغراء في جبهةِ الدهرِ

    ولا تحْصُرنْ يوماً جميلَ صفاته ........ فحاصِرُها ما عاش لم ينج من حَصْرِ

    فشطر اسمه إن فات شخصاً فلم تَجِد ........ سبيلاً إلى نيل المفاخرِ في العُمْرِ

    وفي شطره الثاني اجْتَهِد ، ذا تأمل ........ فمن فاته يوماً تواصل بالكُفْرِ

    وفي آخر الشطرين حرف مكرر ........ وذلك حَيْوانٌ توطَّنَ في البحرِ

    وجُمْلَته وصفٌ لنفسه كريمة ........ بها قام أصلُ المجدِ والعزِّ والفخرِ

    أتتك عَوِيصاتُ المعاني فكُنْ لها ........ فهيماً بلُطْفٍ في التدبُّر والفِكْرِ

    فإن كان عيبٌ فَلْيكن ذا مروءة ........ وعُجْمَتيَ العَجْما مُوَضَّحة العُذرِ

    وأرسل إلى بلاد الروم قصيدةً رائية نظم فيها علم العروض، أجاد فيها في العلم وإن كان نظمها وسطاً. نظمها للسلطان محمد بن مراد بن عثمان سماها 'الشافية، في علم العروض والقافية' وهي في ستمائة بيت، أولها:

    بحمد إله الخلق ذي الطول والبِرِّ ........ بدأت بنظمٍ طيبُهُ عبقُ النشرِ

    وثنيتُ حمدِي بالصلاة لأحمد ........ أبي القاسم المحمود في كُرْبَةِ الحَشرِ

    صلاة تعمَّ الآلَ والشّيَع التي ........ حَموا وجْهه يومَ الكريهة بالنَّصرِ

    وأنشدني أيضاً ما أنشأه وكتبه للقاضي كمال الدين كاتب السر ابن البارزي بقلم اخترعه، فحلّه:

    سموْتَ مقاماً لا يضاهيك مفرَدٌ ........ تحل رموزاً مالهُنَّ مثالُ

    أتنْك رموزِي طائعاتٍ تواضعاً ........ وقد كَلَّ عن تصويرِهِنَّ خيالُ

    عرائس أشكالٍ حُجبْنَ عن الورى ........ وكشْفُك إيَّاها لهنَّ 'كمالُ'

    وأنشدني أيضاً من قصيدةٍ مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم:

    لقد جادَ شعري في علاك فصاحةً ........ وكيف وقد جادت به ألسنُ الصخْرِ

    لئن كان كعبٌ قد أصاب بمدحه ........ يما نِيَّة تزهو على التِّبر في القدْرِ

    فلي أملٌ يا أجْوَدَ الناس بالعطا ........ ويا عصمة العاصمين في رَبْقة الحشرِ

    شفاعتك العظمى تَعم جرائمي ........ إذا جئتُ صْفر الكف محتمل الوِزرِ

    أحمد بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر

    عمِّى ، الفقيه شهاب الدين أبو يوسف وأبو احمد الرُّباط ( بضم الراء ) ، وهو بالكسر لكنهم لحنوا فيه فضموه .ولد الفقيه أحمد بن حسن الرباط بعد سنة سبعين وسبعمائة فيما أحسب بقرية خربة روحاً ( بالراء المهملة المفتوحة ، بعدها واو ساكنة ، ثم حاء مهملة بعدها ألف ، من البقاع العزيز ، ونشأ بها فحفظ القرآن ، وكتب الخط الحسن ، وتعاني الكتابة إلى أن مهر في صنعة الترسل وكان يرتزق منها عند التركمان . )وكان شكلاً منعّماً ، ذا بزّةٍ حسنة ورفاهيةٍ ظاهرة .سمعته يقول : 'من أراد أن يغتسل بالماء البارد في زمن البرد ولا يضُرُّه فليقل : يا ماء لا تؤذين ، أشكيك غداً لرب العالمين' .فكنت إذا اغتسلت قلته فوجدته صحيحاً مع أني لا أغتسل بالماء إلا بارداً ، وربما اغتسلت والثلج ينزل على جسمي .علمني الكتابة برهة ، واستفدت منه إلى أن نزلت بساحته المنون قبل سنة عشرين وثمانمائة ، رحمه الله .وخلف ثلاثة أولادٍ : يوسف وأحمد حملا ، ورضيعا ، وست العمايم .قدم يوسف بن أحمد بن حسن الرباط إلى القاهرة في حدود سنة أربعين فعلمته الكتابة في دون شهر فأجاد ، ولو كتب على كاتب ولازم لفاق فيها أهل الزمان ، ثم تعلم صنعة تجليد الكتب فصار يعد من رؤوسهم في دون ثلاث سنين .وهو دين عفيف شجاع في سجيته ، نظم الشعر ، وهو الآن في دمشق ، جبره الله تعالى وإيانا ، آمين .

    أحمد بن حسين بن حسن بن علي بن رسلان

    الشيخ شهاب الدين الرملي، الشهير بابن رسلان، الشافعي، الإمام العالم العلامة الورع الزاهد الرباني العارف بالله تعالى، المنقطع إليه، بركة البلاد المقدسة .ولد سنة ثلاث أو خمس وسبعين وسبعمائة بالرملة ونشأ بها، وحفظ القرآن، وكان أبوه تاجراً، وبلغني أنه أجلسه في حانوت لبيع البز فكان يقبل على المطالعة ويهمل أمره، فظهرت فيه الخسارة، فلامه والده على ذلك فقال: 'أنا لا أصلح إلا للمطالعة'، فأستلم إليه قياده فلازم الاشتغال، وحفظ، وقدم إلى الرملة على شيخ مغربي نحويّ كان يقرر من الألفية كل بيت بربع درهم ولزمه، وكان يقرأ عليه كلً يوم ثمانية أبيات يبحثها بحث شحيحٍ ضاع في الترب خاتمه، ويتلقى معانيها تلقى جواد أمامه ضيف ينادمه، فلما فرغ من بحثها إلا وهي كثرة التنقيب قد رسخت، وما نزع من حلها إلا وعقود جمانها كالبحار كلما أراد سخت، ثم ركب مطايا الهمم في العبادة والاشتغال، فما وضع رحله ولا أراح رجله حتى فاز من كعبة الأماني بالوصال، طالما طوى في بيداء الأفكار الأيام والليالي، وكنش قفار التأميل بمياه بحر الدليل والتعليل السلسال، ونثر في طلب الكمال، إذ حاد عن طرق أهل الزيغ والضلال وبذل كل جمانٍ ومال، وخاض شدائد الطلب حتى هال أصحابها إذ هال كل نفيس وغال، وكان بعد ذلك يجيد حلها للناس حتى اشتهر بحسن إقرائها .وتفقه على القرقشندي، وشارك في جميع الفنون إلى أن صار إماماً عالماً في كلً منها لكثرة مذاكرته بما يعرفه، وقصده الخير، وهو مع ذلك شديد الملازمة للخيرات والعبادة، لا تعرف له صبوة .ثم انقطع وهو مقيم تارةً في القدس وتارة في الرملة، لا يخلّى سنةً من السنين عن المرابطة على جانب البحر بالأسلحة الجيدة، ويحث أصحابه على الشجاعة ومعالي الأخلاق، ويدعو إلى الله سراً وجهراً، ويأخذ على أيدي الظلمة، مع محبة الخمول، والشغف بعدم الظهور، لا يقبل لأحدٍ شيئاً .عرضت عليه أشياء من زينة الدنيا فلم يقبل شيئاً منها، من جملتها أن الأمير حسام الدين حسن ناظر القدس والخليل ونائبهما كان بنى في القدس مدرسةً وقرره شيخاً بها وجعل له عشر دراهم فضة كل يوم فأبى، ولم يصل إليه شيء من المال مما يقصد به ليفرقه على الفقراء بل يأمر صاحبه أن يتعاطى تفرقته إن شاء .وله في الرملة زاوية يقيم بها من أراد أن ينقطع إليه فيواسيهم بما لديه على خفة ذات اليد، ويقرئ بها، وأرسل له المال مراراً ليفرقه على مستحقيه فيأبى أن يدخل في شيء من تعلقه .وحكى لي أن طوغان - نائب القدس وكاشف الرملة - طلب منه على لسان الشيخ كفّ شيء من الظلم فأبى وقال :'طولتم علينا بابن رسلان، إن كان له سرّ فليرم هذه النخلة'، وأشار إلى نخلة قريبةٍ منه، فهبت عليها ريح فكسرتها، فتوجهّ من ساعته إلى الشيخ واستغفر، فقال له الشيخ: 'ما الخبر ؟' 'فحكيت له الحكاية فقال' لا قوة إلا بالله، من اعتقد أن رمى هذه النخلة كان بسببي أو لي فيه تعلق ما فقد كفر، فتوبوا إلى الله من هذه الواقعة وجددوا إسلامكم فإن الشيطان أراد أن يستزلكم' ففعلوا ما أمرهم به، وتوجهوا .وكان وهو بالرملة يقرئ بها القرآن الأطفال وغيرهم لله تعالى، ويشغلهم في 'النفحة الوردية' في النحو و 'بهجة ابن الوردي' وغيرهما على حسب ما يراه من نجابة الشخص، وانتفع به خلق كثير منهم :الشيخ الإمام العلامة أبو الأسباط شهاب الدين أحمد المذكور في هذا المعجم، وهو كثير العبادة لم أر ولم أسمع في زمانه بمثله في الزهد والورع والدين والعلم سوى الشيخ تقي الدين الحصني، الشيخ عبد الرحمن أبي شعرة وعلى بن كنون الحنبليين المذكورين مع إجماع الناس على هذا، وخلاف بعض من لا معرفة له في أولئك .لا نراه ساعةً من الساعات إلا في عبادة .أخبرني صهره شيخنا العلامة الحافظ تاج الدين بن الغرابيلي أنه كان قليلاً ما يهجع من الليل، وأنه في وقت انتباهه ينهض قائماً كالأسد لعل قيامه يسبق كمال استيقاظه، يقوم كأنه مذعور فيتوضأ ويقف بين يدي ربه يناجيه بكلامه مع التأمل والتدبر، فإذا أشكل عليه معنى آيةٍ أسرع في تينك الركعتين ونظر في التفسير حتى يعرف ذلك، ثم يرجع إلى الصلاة .ولما سافر السلطان إلى بلاد ابن قرا يلك هرب من الرملة إلى القدس في ذهابهم وإيابهم لئلا يجتمع به أحد من الظلمة، وبالجملة فهو في زماننا كسفيان الثوري في زمانه في كل معانيه، فالله تعالى يطيل بقاءه رحمةً للعباد، ويرزقنا وإياه الثبات على طريق الرشاد .له تصانيف كثيرة نافعة من أجلها 'شرح سنن أبي داود' في أحد عشر مجلداً، واختصره بضبط ألفاظه، وشرح 'جمع الجوامع' المسمى 'لمع اللوامع' في مجلد، وهو مدمج في شرحه على طريقة السعد التفتازاني في شرح المختصر، وله منهاج البيضاوي كذلك في مجلدين، وله 'تصحيح الحاوي' و 'ألفية نظم في الفقه' عظيمة الجدوى اعتمد فيها غالباً فيها على زبدة البارزي 'وسماها صفوة الزبدة وإيضاحها' في مجلد، وشرح السيرة النبوية نظم العراقي، واختصر 'شرح البخاري' ووصل فيه إلى الحج، وشرح أحاديث ابن أبي حمزة، وقطعةً من 'ضبط ألفاظ الشفا' لعياض، وقطعة من 'شرح البهجة' لابن الوردي، وشرح 'الحاوي'لم يكمل، وقطعةً من 'شرح الملحة' من حروف الجر إلى آخر الكتاب، وقطعةً من تفسير القرآن العظيم واستشكالات على التنقيح للزركشي والكرماني، كمل منها مجلد، و 'مختصر حياة الحيوانات' للدميري مع زيادات فيه، وقطعة من 'النباتات' وسمع البخاري أجمع على أبي الخير أحمد بن الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي، أنبأنا الحجار، أنبأنا ابن الزبيدي، أنبأنا أبو الوقت، أنبأنا الداودي، أنبأنا الحموي أنبأنا العزيزي، أنبأنا البخاري .وسمع الموطأ رواية يحيى بن بكير علي السراج ابن جعفر عمر بن محمد ابن علي الصالحي ثم البصروي المعروف بابن الزركشي بالرملة سنة ثلاثٍ وثمانين وسبعمائة بسماعه من مكرم بن محمد بن حمزة بن أحمد بن فارس الكردي سماعاً سوى من كتاب الرهون إلى آخر الكتاب فأجازه، أنا الحسن بن الفرج الأزدي الغزى، أنبأنا يحيى بن بكير فذكره .ومن نظمه :

    لفاتحة أسماء عشر وواحدً ........ فأم كتاب والقرى ووافيه

    صلاة مع الحمد الأساس ورقية ........ شفا ، كذا السبع المثاني وكافِيَهْ

    أنشدني لنفسه بقراءتي عليه بالقدس الشريف بالجنينة جوار المسجد الأقصى في عشر محرم سنة سبع وثلاثين وثمانمائة في الأمور التي يكتسبها الاسم بالإضافة.

    فأنثْ لتنْبيه ، وعَرِّفْ بلفظه ........ وذكِّر بتصدير ، وخصص مخففا

    شفا مثل ما ابن كل حين أناره ........ ومثل حمى صدق لطالب الاكتفا

    أي أن الاسم إذا أضيف إلى مؤنث اكتسب التأنيث مثل 'شفا' في قوله 'شفا حفرة من النار' لما أضيف إلى حفرة أنث ضميره فقيل (فأنقذكم منها ). وإذا أضيف إلى مبني أكسبه البناء كقوله 'مثل' لما أضيفت إلى ما في قوله تعالى (مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ)، بنى مثل ما على الفتح ولولا ذلك لكان مرفوعاً .وإذا أضيف إلى معرف اكتسبه التعريف 'كإبن' لمَّا أضيفت إلى الياء في قوله تعالى (إن ابني من أهلي)، أو إلى ظرف النسبة الظرفية مثل 'كان' لما أضيفت إلى 'حين' التي هي ظرف زمان في قوله تعالى (تؤتى أكلها كل حين)، أو إلى مذكر اكتسب التذكير مثل 'إنارة' لما أضيف إلى 'العقل'في قوله الشاعر:

    إنارة العقل مكسوف بطوع هوى ........ وعقلُ عاصي الهوى يزدادُ تنويرا

    وصفها بقوله 'مكسوف'. أو أضيف إلى ما لا يستحق التصدير إلى ماله الصدر يصدر، مثل 'فتى' في نحو قوله 'فتى من أنت' ؟وإذا أضيف إلى النكرة اكتسب التخصيص مثل 'حمى صدق'، فإذا كانت الإضافة غير مخصصة أفادت التخصيص بسقوط التنوين فقط، مثل 'طالب الاكتفا' .وأنشدني كذلك لنفسه في الأمور المحتاجة للروابط:

    ألا إن محتاج الروابط عشرة ........ مفسرة ، موصولة ، وصفت ، بدل

    جوابُ اسمِ شرطٍ ، لفظُ تأكيدِ مخبر ........ وما شبهت معْ ما تنازع في العمل

    وقال لي: 'في الصحيحين خمس فواسق تقبل في الحل والحرم انتهت روايتها لتسع يجمع علة التسع الأذى، فجمعتها في بيتين، وأنشدنيهما في التاريخ والمكان كذلك وهما:

    تسع فواسقُ للحلال ومحرم ........ يقتلن مع شبه الأذية

    كلب ، غراب ، ذيب ، نمر ، عقرب ........ حدأة ، فار ، عقور ، حية

    هكذا قال 'أذيه' وهي 'فعول' ولا يجوز ذلك في الكامل، فلو قال يقتلني مع شبه له 'أذيه' ورفع تاء التأنيث في البيتين لكان حسناً .وأنشدني كذلك لنفسه وقال:

    تواضَعْ وكن في الناس سَهْلاً مُيَسرا ........ لتلُقى لهم من فيك دراً وجوهرا

    وإياك يُبْس الطبع فيهم ترفعاً ........ عليهم فتوصف بالقبيح وتُزْدَرَى

    أما ترى الزرع في سهل البقاع نما ........ وفي الصخور فلا زرعا ولا ثمرا

    ورافعُ الرأسِ نحو السَّقْف يلطمه ........ ومن يطأطيه في ظله استترا

    هكذا أنشدني هذه الأبيات، والأولان من بحر الطويل، والأخيران من البسيط، فلو قال عوضهما:

    أما تنظرَنْ سهلَ الرُّبى فزُرُوعها ........ زَكَتْ ، وبصخر لست من مثمر ترى

    ومن يبتغي سقفاً برأس يؤمه ........ يُلَطَّمْ ، ومن طأطأهُ في ظلِّه جرى

    لكانت جميعها من بحر الطويل وهما كما ترى موفيان بالمعنى .مات ابن رسلان بالقدس في 22 شعبان سنة أربع وأربعين وثماني مائة، رحمه الله.

    أحمد بن خليل بن أحمد بن علي بن أحمد

    ابن غانم بن أبي بكر بن محمد بن موسى بن غانم بن عبد الرحمن بن أبي الحسن بن عبد الله بن غانم بن إبراهيم بن غانم بن علي بن الحسين بن إبراهيم بن سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي العبادي ، شهاب الدين بن غانم المقدسي الشافعي المعروف بالجنيد ، خادم الربعة بالمدرسة المؤيدية .ولد في شعبان سنة اثنتين وسبعين وسبع مائة ، ومات في حدود سنة ستين وثمانمائة أو قبلها .ذكر أنه سمع على أبي الخير بن العلائي بالقدس كثيراً بقراءة الشمس القرقشندي ،وأن الإثبات عند أبي الرملي ، فيطلب .

    أحمد بن رجب بن طيبغا بن عبد الله المجدي

    الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين بن زين الدين الشافعي .ولد في العشر الأول من ذي الحجة سنة سبع وستين وسبعمائة ، وقرأ بها القرآن وحفظه ، واشتغل بالعلوم فبرع في كثير منها ، وهو الآن رأس الناس في الحساب بأنواعه والهندسة وما يتعلق بذلك ، وفي الفرائض وعلم الوقت بلا منازعة ، وله في ذلك مصنفات فائقة .أقرأ أقليدس ، وهو ملازم الاشتغال في الفقه والنحو وغيرهما ببيته وبجامع الأزهر .حضرت مجلسه كثيراً ، وأجاز باستدعائي ، وسمعت عليه جانباً كبيراً من أواخر 'الحاوي' بحثاً ، وأخبرني أنه سمع الموطأ رواية يحيى بن يحيى علي القرافي .وهو رجل خير منقطع عن الناس ، بيده إقطاع هو به مستغنٍ عنهم وله مشيخة مدرسة جانبك .

    أحمد بن شهاب بن أحمد بن الشهاب

    ابن أحمد بن عباس الشرباصي ثم الفارسكوري الحمامي، عرف بالأدب .ولد سنة ثمانمائة تقريباً في 'شرباص' من عمل دمياط. ونظم الشعر وارتزق من الحياكة وسافر إلى القاهرة والقدس .اجتمعت به ليلة الجمعة سابع عشر شعبان سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة فرأيته عامياً مطبوعاً، وهو لا يحسن الكتابة، وكان أبوه أديباً مشهوراً .أنشدني من لفظه لنفسه، وسمع ابن فهد وابن الإمام :

    من ذا الذي من مقلَتيْه يقيني ........ هذا الذي أخلصتُ فيه يقيني

    ريمٌ له فِعلُ الرماة وإنما ........ يَرمِي بقوسَيْ حاجبٍ وجفونِ

    أَلِفٌ ابن مقلة في الكتابة قَدُّه ........ والصَّدْغُ مثلُ النون في التحسينِ

    والعين مثل العين لكن هذه ........ شكلت بحسن وقاحةٍ ومجونِ

    وعلى الجبين بشَعره سينٌ بدتْ ........ حارَ ابنُ مقلة عندَ تلك السينِ

    في خدِّه وَرْدٌ ، وتحتَ شِفاهه ........ خمرٌ جرَتْ من لؤلؤٍ مكنونِ

    يا للرجل ويا لها من فتنة ........ في وضع ذاك النقط فوق النون

    الله أكبرُ من قساوةِ قلبه ........ مع ما يُرى من عِطْفه من لينِ

    أنا لا أريد تنزُّهي في روْضةٍ ........ نَظَري إلى وجْناتهِ يكفيني

    كم قال إنْ شئتَ الدجى فغداً يرى ........ أو قلتَ : نورُ الصبح فهْو جَبِيني

    وإذا أردتَ الروض فهو بوجنتي ........ كم فيه من وَرْدٍ على نسرينِ

    عارضتُه يوماً . فقال : أما ترى ........ ما قد جرى منهمْ ؟ لقد ظلموني

    طمع الغزالُ بأن يعارضَ مقلتي ........ والبدرُ أيضاً طامعٌ يحكيني

    فأجبته : إنْ يفعلا فِعْلاً ، فلا ........ يؤذيك فعلهما ولا يؤذيني

    فافترَّ مبتسماً ، ووافى بالمُنى ........ نَوْماً ، ولا ثقة بوَعْدِ ظنينِ

    وكذلك زجل:

    فرضت هجر ، والبعاد سنَّت ........ من يعني الشرف لابتسام غربها

    ولأسياف لحظها سنت ........ حتى ليمضى في مهجتي غربها

    خطرت تنثنى في ند عودي ........ عجباً لأهل الهوى قتلا

    قلت يا ظبية الحي عودي ........ وهبني من ذا الثغر قبلا

    وكذا الأمر فعل من قبلا ........ كم لخيل التجنى قد عنت

    وأوقفها بين شرقها وغربها ........ ولقلبي قتالها عنت

    بِدَم ادمعي جرى غربها ........ جلست يوم لسقى خمر مالي

    كم لأسياف هذا المعل تبرى ........ أدهشت وبلبلت بالي

    وأصبحت سقمى بالوصال تبرى

    قلت أنتي طبيب لي كنت ........ تفسها للطبيب من عجبها

    ثار لي أشواق للآن ما كنت

    قلت للقلب إن سرت عج بها ........ لها وجنة فوق خد أحمر خال

    كلما رق ماء الحياة راق ........ وعلى الوجنة من سواد عنبر خال

    بالملاحة والحسن قدر راق ........ ولها منسل إلى الكعب خال

    ما طلب وعندي في الهوى من راق ........ كم ليلة طويلة قد جنت

    للخلاخيل أرى حديث حبها ........ أي مليحة منا العقول جنت

    بالله عين القلب كل من حبها ........ أيش لها أرياح تفوح إذا قلت

    لا تقل لي عبير ولا غالية ........ كم عقود صبر مني قد حلت

    وأرخصت في الهوى في نفوس غالية ........ ولا ترياق كم من عيش حلت

    وأنا أتعجب من منيتي غالية ........ تلبس الشرب كلما منت

    ليلى منا بالوصل شربها ........ وهي قوت القلوب لو منت

    قلي لي من أجل منها في شربها ثياب شرب ........ صبها صب دمعي ما ماسي

    وأصبح فيها يهيم الفؤاد ........ ولا أرى أحد لودها ناسي

    بعض الإحسان بالصبر أو الفؤاد ........ هدى لولا في عجبها ثنت

    ولا كانت قد غيرت صبها ........ ولا حنت طهر ولا ثنت

    قط ما كان مدامعو صبها ........ ذا الذي غصن قدها ما ماس

    حتى رخص لكل من لوسام ........ معها لولو ثغر ماسو ماس

    وعلى القلب حزن يحكى سام ........ صبت بالحنا كفها حنت

    اشتهي قلبي في الهوى قلبها ........ قلت حتى قست ولا حنت

    ما أحلى لو كان الحب في قلبها ........ وأنا أحمد حالي من البين حال

    دوبا والهوى لهيبي وقد ........ وصحيح صبري في الهوى قد حال

    وغرامي قطع فؤادي وقد ........ وعلى الهجران فرضي ما حال

    سنة البعد وأيش لي حيله وقد ........ فرضت يجري والبعاد سنت

    من معنى الشرق لا يتسام غربها ........ ولأسياف لحظها سنت

    حتى يمضي في مهجتي غربها

    أنشدت هذا الشعر جماعةً من أهل بلده، منهم يوسف البلان فقال: 'أشهد بالله ما هذا نظمه'وكأنه حسده، فأرسلت إليه وامتحنته فقال لي: قل لي عن معنى أنظمه فقلت :'انظم قصيدة في آخرها بيت قل فيه: ما لمخضوب البنان يمين'فاعتذر لي بأن ذلك لا يقال إلا للإناث ويسمج مجيئه في الذكور، والقصيدة مذكرة، فأعجبني ذلك منه فقلت: انظم بعد قولك 'ولا يؤذيني' بيتاً معناه أن العلة في عدم الأذى أنهم لا يصلون إلى مرتبته لأن البدر عليه كلف والأيل الغزال فيه قرون وقصدت بذلك صعوبة القافية عليه لأنه إن حصلت له أدنى غفلة كانت القافية راجعة إليه بالعيب .ففهم ذلك وفكر زماناً وقال:

    فالبدر ذو غش وفيه تَكَلُّفٌ ........ والرِّيم حاشا أن تُرى بقرون

    فتحققت أنه نظمه، وأنهما نفس واحد، وعلمت أنهم حسدوه .وقال إنه كان يعرض نظمه على شخصٍ يعرف النحو فيوفقه على ما فيه اللحن .قلت: وابن الأديب هذا عنده حذق زائد وذكاء ذهنٍ سيَّال، وهو كثير التحرز والحذر ولا سيما في اللحن لما يعرف من نفسه من جهل العربية، وله معرفة تامة بالزجل، يعرف ما يدخله من العيوب. وهو شخص مطبوع مع كونه عاميّ أميّ لا يحسن الكتابة.

    أحمد بن عبد الخالق بن عبد المجير بن عبد الخالق

    الشيخ الصالح شهاب الدين بن الشيخ سراج الدين الأسيوطي الشافعي ، أخو إسماعيل الآتي .مولده سنة خمس وسبعين وسبعمائة تقريباً .شافهني بالإجازة وقرأت عليه ، وكان ذا هيئة حسنة وشكالة مقبولة وشيبة منورة ، عليه سمت الصالحين وسكينتهم ووقارهم وهيبتهم ، وكان رضي الأخلاق جداً .حدثت أن الخطيب دربه ، قال : 'رافقته في الشهادة منذ أربعين سنة ما سمعت منه ما أنكر' وأن الشيخ يحيى العجيسي قال : 'جاورته نيفاً وثلاثين سنة ما عبت منه فيها خصلة' .( وحدَّثْتُ ) أن أخاه مجد الدين إسماعيل الآتي قال : مات أبونا وخلف دنيا واسعة فحزتها إلي وكنت أعطيه شيئاً يسيراً في كل يوم ، فلما بلغ اشتغل بنفسه ولم يقل لي يوماً من الأيام : 'ما فعلت بتركة أبي ؟ لا تصريحاً ولا تلويحاً' .أجمع الناس على الثناء الحسن عنه يوم موته .وكان كثير التجهد والتلاوة ، ومات يوم السبت ثاني عشر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة بمنزله من الناصرية بين القصرين ، ودفن من يومه ، وصلى عليه قاضي القضاة علم الدين صالح البلقيني .وولده ولي الدين من وجوه نواب الشافعية وأعيان موقعي الإنشاء بالقاهرة .سمع الشيخ أحمد بن عبد الخالق على جويرية بنت الهكاري من مسند الدرامي من 'باب اغتسال الحائض إذا وجب الغسل عليها قبل أن تحيض' إلى آخر الكتاب ، وسمع على عمه العلامة العز عبد العزيز بن عبد المجير جزء أيوب السختياني وجزء الحنبلي علي ابن محمد بن عبد الله بن قيم الكاملية بن محمد ابن مؤذن الجامع الأقمر علي بن أبي الحسن ، وعلي البرهان الشامي المجلسين الأولين من مسند عبيد بن حميد وهو من أوله إلى . . . .

    أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الموفق إسماعيل

    ابن أحمد بن محمد الشيخ ، المسند المعمر شهاب الدين بن زين أبي الفرج الدمشقي الصالحي الحنبلي الشهير بابن ناظر الصاحبية ، والشهير أبوه بابن الذهبي .ذكر أنه من ذرية أبي الفرج الشيرازي .ولد سنة ست وستين وسبعمائة ، وكان أبوه من طلبة الحديث ، ذكر شيخنا حافظ العصر في معجمه وسمعه فأخضره جميع المسند على البدر بن الجوخي ، وسمع والده وأحمد بن محمد بن إبراهيم بن غانم بن المهندس وأحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الهادي ومن محمد بن الرشيد عبد الرحمن المقدسي وعبد الله بن الحسين بن أبي التائب وغيرهم . ووقع عن قضاة الحنابلة ، وشهد في قسم البلاد ، وأجاز باستدعائي .وقرأت عليه بدمشق سنة سبع وثلاثين : مائة حديث انتقاها ابن الظاهري من مسند الإمام أحمد بحضوره لجميع المسند بأخبار والده على البدر أحمد بن محمد بن محمود بن الجوخي بسماعه لجميعه على زينب بنت مكي بن علي بن كامل الحرانية ، ثم استدعى هذا الشيخ هو وزين الدين عبد الرحمن بن يوسف بن أحمد بن سليمان الشهير بابن الطحان وبابن قريج ، وعلاء الدين بن إسماعيل بن محمد البعلي الشهير بابن بردس إلى القاهرة سنة خمسين وأربعين وثمانمائة ، ونزلوا في بيت الأمير تغري برمش الفقيه نائب القلعة ، وهو كان السبب في استدعائهم ، وسمعوا بعامة الناس ، فقرأت عليه مسند أنس بن مالك ومسند أبي سعيد الخدري ، ومن أول مسند جابر إلى قوله 'عن جابر قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع فضل الماء' ، حدثني ابن ناصر وموسى بد داود ، وذكر حديث جابر في النهي عن بيع الأرض السقيا مرتين أو ثلاثاً .ثم مات ابن الطحان فقرأت على هذا الشيخ وعلي ابن بردس بقية مسند جابر وهو أول مسند العشرة إلى حديث عليّ في النهي عن خاتم الذهب وعن لبس المنيرة الحمراء ، وعن القراءة في الركوع والسجود وهو آخر المسموع ، حدثني ابن هيثم ، أنا يونس عن الحسن عن علي حديث رفع القلم عن ثلاثة .ثم حسن لهما بعض الحسدة الانقطاع وكان زمن حر . وكلمة الشيخ مطاعة ، ففعلا ثم سفروهما بعد فراغهم في قلب الشتاء حرصاً على الانفراد بالرواية ، والله تعالى يجازي كلاً منا على حسب نيته وحسن طويته ، وما ربك بغافل عما يعملون .ومن أغرب ما حملهم عليه الحرص والتهافت أنهم جعلوا هذا الشيخ سامعاً للمسند ، وأغرب من ذلك أنهم أرخوا سماعه بالسنة الرابعة من عمره تقريراً للدعوى ، وكتبوا ذلك في بعض الطباق ، والحال أن روايته للمسند لم تعلم إلا من جهة أبيه ، ولا علم قول أبيه إلا من شيخنا الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي ، ولا علم المصريون ذلك إلا منى ومن النجم عمر بن فهد المكي والقطب محمد بن الخيضري الدمشقي ، والذي رأيناه بخط ابن ناصر الدين وأبصر به بعضنا ما نصه : 'أخبرني والده شيخنا أبو الفرج أنه أحضره جميع مسند أحمد علي البدر ابن الجوخي ، وأخبرني الخيضري بعد موت ابن ناصر الدين أنه سمعه يقول : 'إن إحضاره إياه كان في الثانية من عمره' .ولقد سألت كاتب الطبقة عن مسنده فيما كتب فلم أجد عنده ثبتاً فيه .إنما كان جوابه : 'الظاهر أني رأيت ذلك بخط ابن فهد' . وحدثت عن شمس الدين محمد بن علي بن جعفر بن مختار في أنه لما رآهم بعد إنكاري لسماعه صغيراً عن إدعاء ذلك قال : 'اكتبوه ، فإنه يغلب على ظني أني رأيت سماعه في دمشق' .ولقد كذب والله وافترى ، وما هي - لعمري - بأول أكذوباته التي جربناها عليه وذلك بسماع ابن الطحان وأخباره وابن بردس بإفادة الخيضري علي الصلاح محمد بن أحمد بن أبي عمر ، قال ابن طحان 'لجميعه' ، وابن بردس 'لمسند ابن عباس خاصة والباقي إجازة بسماعه' كما يأتي تحريره في ترجمة ابن طحان ، وأجازه ابن الجوخي بن الفخر علي بن أحمد بن عبد الواحد البخاري ، قال هو وزينب ، أنبأنا حنبل بن عبد الله بن الفرج المكبر الرصافي ، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني ، أنبأنا أبو الحسن بن علي بن محمد التميمي ، أنبأنا أبو بكر بن أحمد بن جعفر بن فهد أن العطيفي أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد بن محمد ابن حنبل الشيباني المروذي . حدثني أبي الإمام أحمد في كتابه ، فذكره .

    أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر

    الإمام العلامة المحقق المفنن الشيخ شهاب الدين أمير الأسباط الرملي ، تلميذ الشيخ شهاب الدين بن رسلان ، وليس في تلامذته مثله علماً وعدلاً ، بارع مفّنن رحال .ولد في حدود سنة عشر وثمانمائة على ما أظن في الرملة ، وسمع شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر والولي العراقي وغيرهما ، واشتغل بالفنون على الشيخ شهاب الدين بن رسلان والشمس البرماوي وغيرهما حتى برع في الفقه والنحو والأصول وغير ذلك ، وكنب الكثير بخطه الحسن السريع ، وعنده عقل وافر وتواضع كثيرٌ وصلاحٌ وسكينةٌ وبسر للأصحاب وتودد مع تؤده ، وشكله مقبول ، وسمته حسن ، وليس في الرملة الآن من يدانيه علماً وديناً وعقلاً ، ولاه الشيخ شمس الدين الونائي قاضي دمشق قضاء الرملة في آخر سنة أربع وأربعين فحسنت سيرته جداً ، وكثر ثناء الناس عليه ، وله نظم ، وبيننا صداقة أكيدة .كان الله له .

    أحمد بن عبد الرحمن بن حمدان بن حميد

    ( بالتكبير ) شهاب الدين العبتاوي ( بفتح المهملة وسكون الموحدة ثم مثناه فوق ) نسبةً إلى قرية عبتا من جبل نابلس ، الصالحي ، العدل بها بقرب الجامع المظفري ، أخو إبراهيم الآتي .ولد سنة ست وسبعين وسبعمائة ظناً ، وسمع الحافظ أبا بكر بن عبد الله بن المحب الصامت وموسى بن عبد الله بن موسى المرداوي وأبا الهول . أجازني باستدعاء ابن فهد .

    أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الرحمن

    ابن محمد بن سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن شيخ الإسلام ابن عمر بن محمد بن أحمد بن قدامة بن مقدام بن نصر ، شهاب الدين بن زين الدين بن أبي عمر القرشي العمري المقدسي الصالحي .ولد سنة خمسٍ وسبعين وسبعمائة بصالحية دمشق .

    أحمد بن عبد القادر بن محمد

    ابن طريف ( بالمهلة مكبر ) شهاب الدين ، بن الفاضل محيى الدين الحنفي الشاوي ( بالمعجمة ) الأدمي بالركن ، أحد الصوفية بالجمالية .ولد سنة ست وتسعين وسبعمائة ، وقرأ القرآن ، وتعلم صنعة السراميج ، وكان معلماً بالركن المخلق بالقاهرة في ظهر سعيد السعداء ، وهو معتبر بين أهل صنعته .وكانت أصولهم كلها شافعية إلا أن أراه خالط الشيخ أكمل الدين وحصلت له عنده حكاية فجعله حنيفاً وأمره أن يحنف أخاه عبد الوهاب الآتي ففعل .سمع مشيخة ابن شاذان الصغرى سوى الكلام على الشيخة سارة بنت العلامة قاضي القضاة تقي الدين علي بن عبد الكافي وعلي بن أبي المجد بن البخاري وعليه معجم الإسماعيلي .

    أحمد بن عبد العال بن عبد المحسن

    ابن يحيى الحريري السَّندفائي

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1