Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

المطالب العالية
المطالب العالية
المطالب العالية
Ebook733 pages5 hours

المطالب العالية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية هو كتاب من كتب الحديث ألفه الحافظ ابن حجر العسقلاني، قسم فيه المؤلف مؤلفه على أربعة وأربعين كتابا، ثم فرع مضمون كل كتاب على أبواب تناسب ما تحتويه من أحاديث، وعدد هذه الأبواب يزيد أو ينقص حسب المادة العلمية المجموعة، وهو في كل باب يقدم المرفوع من الحديث ثم الموقوف ثم المقطوع
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateMay 1, 1902
ISBN9786434524275
المطالب العالية

Read more from ابن حجر العسقلاني

Related to المطالب العالية

Related ebooks

Related categories

Reviews for المطالب العالية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    المطالب العالية - ابن حجر العسقلاني

    الغلاف

    المطالب العالية

    الجزء 14

    ابن حجر

    852

    المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية هو كتاب من كتب الحديث ألفه الحافظ ابن حجر العسقلاني، قسم فيه المؤلف مؤلفه على أربعة وأربعين كتابا، ثم فرع مضمون كل كتاب على أبواب تناسب ما تحتويه من أحاديث، وعدد هذه الأبواب يزيد أو ينقص حسب المادة العلمية المجموعة، وهو في كل باب يقدم المرفوع من الحديث ثم الموقوف ثم المقطوع

    كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ وَالْأَشْرِبَةِ

    1 -

    بَابُ فَضْلِ إِطْعَامِ الطَّعَامِ

    2383 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ (1) عَنْ (2) محمَّد بْنِ يَزِيدَ، عَنْ بَكْرِ (3) بْنِ خُنيس (4)، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-: مَنِ اهْتَمَّ بِجَوْعَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَأَطْعَمَهُ حَتَّى يَشْبَعَ وَسَقَاهُ حَتَّى يُروى غَفَرَ [اللَّهُ] (5) لَهُ. (1) في الأصل وجميع النسخ: شريح بالشين المعجمة، والصواب: سريج، كما في مسند أبي يعلى: سريج بن يونس، ولا يوجد في شيوخ أبي يعلى من اسمه شريح.

    (2) في الأصل وجميع النسخ: حدّثنا.

    (3) كلمة بكر مكررة في (سد).

    (4) في مسند أبي يعلى: عن بكر بن خنيس، عن صدقة، عن ثابت.

    (5) ما بين المعكوفتين ساقط من (سد).

    2383 - تخريجه:

    ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 40/1]، وقال: رواه أبو يعلى بسند فيه بكر بن خنيس، وهو ضعيف.

    قلت: أخرجه أبو يعلى في مسنده (6/ 143، 144: 3420)، قال: حدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا محمَّد بْنِ يَزِيدَ عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عن صدقة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:مَنِ اهْتَمَّ بِجَوْعَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَأَطْعَمَهُ حَتَّى يَشْبَعَ وَسَقَاهُ حتى يروى غفر الله له. = = وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 62)، قال: ثنا أحمد بن الحسين الصوفي، ثنا سريج بن يونس به نحوه إلَّا أنه قال: عن بكر بن خنيس عن ثابت كما ذكره المصنف هنا، فأسقط صدقة، وقال في آخره: وجبت له الجنة.

    وأخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ص 102: 163)، قال: ثنا محمَّد بن عبد الله، ثنا شريح [هكذا والصواب سريج] بن يونس، به مثل سند أبي يعلى ومتنه.

    وأخرجه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (1/ 297)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبيد الله المَرْزُبان الواعظ، ثنا أحمد بن محمود بن صبيح، ثنا حاتم بن يونس الجرجاني، ثنا محمَّد بن يزيد الواسطي، به مثله.

    الحكم عليه:

    الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ من أجل حال بكر بن خنيس، فإنه ضعيف كما في ترجمته. ولذا قال الهيثمي في المجمع (3/ 130): رواه أبو يعلى، وفيه بكر بن خنيس، وهو ضعيف، وفي بعض طرق الحديث زيادة: صدقة بن موسى الدقيقي كما هي في مسند أبي يعلى ومكارم الأخلاق للطبراني وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم، وأسقطه المصنف هنا في المطالب كما في الكامل لابن عدي، ويحتمل أن بكر بن خنيس سمعه من الوجهين، كما يحتمل أن يكون ذلك من أوهامه.

    وعلى كل حال، فيشهد للحديث عموم الأحاديث الواردة في فصل إطعام الطعام، وهي كثيرة جدًّا أقتصر منها على حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وحديث أبي مالك الأشعري.

    1 - أما حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه إن رجلا سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي الإِسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف.

    فأخرجه البخاري في صحيحه الفتح (11/ 23: 6236)، ومسلم في صحيحه (1/ 65: 39)، وأبو داود في سننه (5/ 379: 5194)، والنسائي في سننه = = (8/ 107: 5000)، وابن ماجه في سننه (2/ 1083: 3253)، وابن ماجه في صحيحه الإحسان (2/ 258: 505)، وأحمد في المسند (2/ 169)، والبخاري في الأدب المفرد فضل الله الصمد (2/ 469: 1013)، والبغوي في شرح السنة (12/ 260: 3302).

    2 - وأما حديث أبي مالك الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: إن في الجنة غرفًا يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدَّها الله تعالى لمن أطعم الطعام وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام.

    فأخرجه أحمد في المسند (5/ 343)، وابن حبّان في صحيحه الإحسان (2/ 262: 509)، والحاكم في المستدرك (1/ 80)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والبيهقي في سننه (4/ 300، 301)، وعبد الرزاق في مصنفه (11/ 418: 20883)، والطبراني في معجمه الكبير (3/ 342: 3466، 3467)، والخطيب البغدادي في تاريخه (8/ 203)، وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب (3/ 63: 2078)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 163: 140)، و (1/ 326: 313)، والبغوي في شرح السنة (4/ 40: 927)، وقد حسن المنذري إسناد الطبراني كما في الترغيب والرهيب (2/ 63).

    وقال الهيثمي في المجمع (2/ 254): رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات.

    2384 - حَدَّثَنَا (1) إِسْحَاقُ، ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ لَيْلَى قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَتَيْتُهُ بِطَعَامٍ، فَاعْتَزَلَ بَعْضٌ مِنْ ثُمِّهِ (2)، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا بَالُهُمْ؟ قَالَ (3): صِيَامٌ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُؤْكَلُ عِنْدَهُ إلَّا صلَّت عَلَيْهِ الملائكة". (1) القائل: هو أبو يعلى.

    (2) ثمة: ثمّ بمعنى هناك ... وثَمَّة أيضًا بمعنى ثمّ. لسان العرب (12/ 81).

    (3) في (سد) و (عم): قالوا.

    2384 - تخريجه:

    ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 40/2]، وقال: رواه أبو يعلى مرسلًا. وفي الحاشية: ليلى ذكرها ابن حبّان في الثقات وعدّها الذهبي في التابعين.

    قلت: صورة الإرسال الذي إسناد أبي يعلى لا تتحقق، فإن ليلى تخبر أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عليها وأنها هي التي أتته بطعام، ولعل هذا الوهم منشؤه من شريك حيث لم يتابعه أحد على روايته هكذا. ولم أجد الحديث من هذا الوجه في المطبوع من مسند أبي يعلى، فلعله في الرواية المطولة التي لم تطبع.

    والحديث أخرجه النسائي في السنن الكبرى (2/ 242) كتاب الصيام، باب (199) الصائم إذا أكل عنده (رقم 3268)، قال: أنبأ علي بن حجر قال: أنبأ شَرِيكٌ عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ لَيْلَى أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال:الصائم إذا أُكل عنده صلت عليه الملائكة. هكذا رواه مرسلًا بدون ذكر القصة.

    وأخرجه كذلك (برقم 3267)، قال: أنبأ محمَّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا خالد. قال: حدّثنا شعبة عن حبيب، عن ليلى جدة حبيب، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَخَلَ عليها فأتته بطعام. فقال لها: كلي. فقالت: إني صائمة، فقاد: إن الصائم إذا أُكل عنده صلَّت عليه الملائكة حتى يفرغوا. = = قلت: هكذا في المطبوع عن ليلى جدة حبيب، وهو خطأ مطبعي، والصواب كما في تحفة الأشراف (13/ 92) عن ليلى عن جدة حبيب، به، وعليه فتكون هذه الرواية موافقة لما سيأتي من الطرق عن شعبة.

    وقد رُوي الحديث موصولًا من طريق حبيب بن زيد الأنصاري عن ليلى، عن أم عمارة نسيبة بنت كعب الأنصارية، وله عن حبيب طريقان:

    1 - من طريق شريك بن عبد الله عن حبيب بن زيد، به نحوه.

    أخرجه أحمد في مسنده (6/ 365)، قال: ثنا أسود بن عامر.

    والترمذي في سننه (3/ 153) كتاب (6) الصوم، باب (67) ما جاء في فضل الصائم إذا أُكل عنده (رقم 784).

    وابن خزيمة في صحيحه (3/ 307) كتاب الصيام، باب (188) ذكر صلاة الملائكة على الصائم عند أكل المفطرين عنده (رقم 2140).

    كلاهما [الترمذي، وابن خزيمة]، قالا: حدّثنا علي بن حجر.

    وأخرجه الطبراني في الكبير (25/ 30، 31: 50)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله الحضرمي، ثنا يحيي الحماني، وعلي بن حكيم الأودي (ح)، وحدثنا محمود بن محمَّد الواسطي، ثنا زكري ابن زحمويه.

    خمستهم [أسود بن عامر، وعلي بن حجر، ويحيى الحماني، وعلي الأودي، زكريا]، قالوا: حدّثنا شريك، به نحوه. إلَّا أن رواية الترمذي، وابن خزيمة مختصرة وليس فيها ذكر القصة.

    2 - من طريق شعبة عن حبيب، به نحوه.

    أخرجه أحمد في مسنده (6/ 439).

    وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 86) كتاب الصوم، باب ما ذكر في الصائم إذا أُكل عنده.

    ومن طريقه أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 556) كتاب (7) الصيام، باب (46) = = في الصائم إذا أُكل عنده (رقم 1748)، قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمَّد، وسهل.

    وابن سعد في الطبقات (8/ 415، 416).

    خمستهم [أحمد، وابن أبي شيبة، وعلي بن محمَّد، وسهل، وابن سعد]، قالوا: ثنا وكيع.

    وأخرجه أحمد في مسنده (6/ 365)، والدارمي في سننه (2/ 17) كتاب الصوم، باب في الصائم إذا أكل عنده.

    كلاهما [أحمد، والدارمي]، قالا: ثنا هشام بن القاسم.

    وأخرجه أحمد في المسند كذلك (6/ 365)، قال: ثنا يحيي بن سعيد.

    وأخرجه أيضًا في (6/ 439)، والترمذي في سننه (3/ 154) الموطن السابق (رقم 786)، قال: حدّثنا محمَّد بن بشار.

    وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (3/ 307: 2138)، قال: حدّثنا محمَّد بن بشار.

    كلاهما [أحمد، ومحمد بن بشار]، قالا: ثنا محمَّد بن جعفر.

    وأخرجه علي بن الجعد في مسنده (1/ 477: 899).

    ومن طريق أبو يعلى في مسنده (13/ 69: 7148)، قال: حدّثنا علي بن الجعد.

    ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبّان في صحيحه الإحسان (8/ 216) كتاب (12) الصوم، باب (1) فضل الصوم. قال: أخبرنا أبو يعلى قال: حدّثنا علي بن الجعد.

    ومن طريق ابن الجعد أخرجه البغوي في شرح السنة (6/ 376) باب ثواب الصائم إذا أُكل عنده. قال: أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أبو محمَّد عبد الرحمن بن أبي شريح، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز البغوي. = = وأبو نعيم في حلية الأولياء (2/ 65)، قال: حدّثنا أحمد بن جعفر، ثنا محمَّد بن يوسف التركي.

    كلاهما [أبو القاسم البغوي، ومحمد بن يوسف التركي]، قالا: ثنا علي بن الجعد.

    وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (3/ 307: 2139)، قال: حدّثنا علي بن خشرم، أخبرنا عيسى -يعني ابن يونس-.

    وأخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (ص 232: 1666).

    ومن طريقه الترمذي في سننه (3/ 153: 785)، قال: حدّثنا محمود بن غيلان، ثنا أبو داود.

    ومن طريق الطيالسي أيضًا أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 416)، قال: أخبرنا سليمان بن داود الطيالسي.

    وأخرجه عبد بن حميد في مسنده المنتخب (3/ 260: 1566)، قال: حدّثنا يزيد بن هارون.

    وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 355) كتاب الصيام، باب في فضل شهر رمضان وفضل الصيام على سبيل الاختصار قال: حدّثنا أبو محمَّد عبد الله بن يوسف إملاءً، وأبو الطاهر الإِمام قراءة عليه قالا: أنبأ أبو بكر محمَّد بن الحسين القطان، أنبأ إبراهيم بن الحارث البغدادي، ثنا يحيي بن أبي بكير.

    وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (25/ 30: 49)، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، ثنا إبراهيم بن حميد الطويل.

    وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4/ 312، 313) كتاب الصيام، باب الأكل عند الصائم (رقم 7911)، قال: عن سفيان.

    وأخرجه ابن المبارك في الزهد، (ص 500: 1424).

    كلهم [وكيع، وهشام بن القاسم، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، = = وعلي بن الجعد، وعيسى بن يونس، وأبو داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، ويحيى بن أبي بكير، وإبراهيم بن حميد الطويل، وسفيان، وابن المبارك]، قالوا: حدّثنا شعبة به نحوه، وقال الترمذي: حسن صحيح، وتصحف حبيب إلى خبيب في طبقات ابن سعد، وعند عبد الرزاق حبيب بن أبي ثابت، وهو خطأ، والصواب حبيب بن زيد كما أثبته المحقق في بعض نسخ المصنف. وتصحف زيد إلى يزيد في مسند الطيالسي، وفي مسند أحمد عن أم ليلى ولعله سبق قلم، والصواب ليلى، والله أعلم.

    الحكم عليه:

    مدار الحديث على ليلي، وهي مجهولة -والله أعلم - وعليه فالحديث ضعيف، ويُضاف إلى ذلك أنه مرسل، إذ أن الصواب أن ليلي من التابعين، وأما ما ذكر في الحديث من أن ليلى هي أتت بالطعام فلعله من أوهام شريك.

    هذا بالنسبة للرواية المرسلة، أما الرواية الموصولة عن أم عمارة، فقد قال الترمذي بعد رواية الحديث: حسن صحيح، ورمز السيوطي لحسنه في الجامع الصغير فيض القدير (2/ 359: 2038).

    قلت: وهذا التحسين تساهل واضح، فإن ليلى كما سبق مجهولة عين، تفرَّد بالرواية عنها حبيب بن زيد ولم يوثقها أحد؛ ولذلك ضعف الألباني الحديث كما في السلسلة الضعيفة (3/ 502: 1332)، وهو الراجح، والله أعلم.

    2 -

    بَابِ فَضْلِ قِلَّةِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ

    (102) سَيَأْتِي إن شاء الله تعالى فِي الْأَشْرِبَةِ.

    3 -

    بَابُ وَصِيَّةِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ

    2385 - [1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ -وَهُوَ ابْنُ خَالِدٍ-، ثنا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، [عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ] (1)، قَالَ: إِنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ أَوْصَى بَنِيهِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى وَسَوِّدُوا (2) أَكْبَرَكُمْ، فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا أَكْبَرَهُمْ خَلَفُوا (3) آبَاءَهُمْ (4)، وَإِذَا سَوَّدُوا أَصْغَرَهُمُ أزْرِيَ (5) بِهِمْ فِي أَكْفَائِهِمْ، وَعَلَيْكُمْ بِاصْطِنَاعِ الْمَالِ، فَإِنَّهُ (1) ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل وجميع النسخ، واستدركة من جميع الكتب التي أخرجته بهذا الإسناد كسنن النسائي، ومسند أحمد، والبزار، ومعجم الطبراني الكبير، والأدب المفرد، وطبقات ابن سعد.

    (2) سودوا: قال في لسان العرب (3/ 228): السيّد: يطلق على الرب، والمالك، والشريف، والفاضل، والحليمن، ومحتمل أذى قومه، والزوج، والرئيس، والمقدم. والمراد: قدموهم وشرفوهم.

    (3) خلفوا: من الخلَف -بالتحريك والسكون-: كل من يجيء بعد من مضى، إلا أنه بالتحريك

    في الخير وبالتسكين في الشر. يقال: خَلَفُ صِدْق، وخَلفُ سوء. النهاية (2/ 66).

    (4) في الأصل: آباؤهم، وهو خطأ.

    (5) أزرى: هو الاحتقار، والتهاون، والانتقاص. النهاية (2/ 302).

    مَنْبَهَةٌ (6) لِلْكَرِيمِ، ويُستغنى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

    [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، ثنا هُشَيْمٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: فَذَكَرَ حديثًا [قال] (7): فلما حضرته الوفاة دعى بَنِيهِ فَقَالَ: يَا بَنِيَّ خُذُوا عَنِّي فَلَا أَحَدَ (8) أَنْصَحُ لَكُمْ مِنِّي، إِذَا أَنَا مُتُّ فَسَوِّدُوا أَكَابِرَكُمْ وَلَا تُسَوِّدُوا أَصَاغِرَكُمْ فَيَسْتَسِفَّهُ (9) النَّاسُ كِبَارَكُمْ وَتُهُونُوا عَلَيْهِمْ، وَعَلَيْكُمْ بِاسْتِصْلَاحِ الْمَالِ، فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ ويُسْتغنى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ ... الْحَدِيثَ.

    [3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ عَنِ [الْحَسَنِ] (10)، عَنْ قَيْسِ بْنِ عاصم ... فذكر الحديث. (6) منبهة: أي مَشْرَفة، ومَعْلاة، من النباهة. يقال: نَبَه يَنْبُه إذا صار نبهًا شريفًا. النهاية (5/ 11).

    (7) ما بين المعكوفتين ساقط من (حس).

    (8) في (سد): أجد.

    (9) فيستسفه: السفه في الأصل: الخفْة والطيش، وسَفِه فلان رأيه إذا كان مضطربًا لا استقامة له.

    والسفيه: الجاهل. النهاية (3/ 376).

    (10) ما بين المعكوفتين ساقط من (سد) و (عم).

    2385 - تخريجه:

    ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف [2/ 2/2], وقال: رواه الحارث عن داود بن المحبر وهو ضعيف، وروى النسائي منه النهي عن النياحة فقط، لكن رواه مسدّد، وأبو يعلى بسند رجاله ثقات ... .

    قلت: له عن قيس بن عاصم خمس طرق.

    الأولى: من طريق شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ حَكِيمِ بن قيس بن عاصم، أن أباه أوصى عند موته بنيه فقال: اتقوا الله وَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ، فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا = = أكبرهم خلفوا أباهم، وَإِذَا سَوَّدُوا أَصْغَرَهُمُ أزْرِيَ بِهِمْ فِي أَكْفَائِهِمْ، وعليكم بالمال واصطناعه، فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ. وإياكم ومسألة الناس، فإنها من آخر كسب الرجل، وإذا مت فلا تنوحوا، فإنه لم ينح على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وإذا مت فادفنوني بأرض، لا تشعر بدفني بكر بن وائل، فإني كنت أغافلهم في الجاهلية.

    أخرجه النسائي في سننه (4/ 16) كتاب (1) الجنائز، باب (15) النياحة على الميت (رقم 1851)، قال: أخبرنا محمَّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا خالد قال: حدّثنا شعبة به مختصرًا بلفظ: لا تنوحوا علي، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم ينح عليه.

    قال الألباني في صحيح سنن النسائي (2/ 399: 1747): صحيح الإسناد.

    قلت: فيه حكيم بن قيس، وهو مجهول -كما تقدم-.

    وأخرجه أحمد في مسنده (5/ 61).

    والبزار في مسنده كشف الأستار (2/ 137: 1378)، قال: حدّثنا محمَّد بن المثنى.

    كلاهما [أحمد، ومحمد بن المثنى]، قالا: حدّثنا محمَّد بن جعفر، ثنا شعبة، به نحوه، الّا أن الإِمام أحمد قال: عن مطرف بن الشخير وحجاج ... ، ثم ذكر بعض الوصية وأشار إلى باقيها، وقال البزّار: لا نعلمه بهذا اللفظ عن قيس إلَّا بهذا الإسناد.

    قلت: قد ورد بأسانيد أخرى كما ترى في تخريجه.

    وأخرجه البخاري في الأدب المفرد فضل الله الصمد (1/ 453) باب (167) تسويد الأكابر (رقم 361).

    والطبراني في الكبير (18/ 339: 869)، قال: حدّثنا أحمد بن إسماعيل العدوي البصري.

    كلاهما [البخاري، وأحمد بن إسماعيل العدوي]، قالا: ثنا عمرو بن مرزوق قال: حدّثنا شعبة، به نحوه. = = وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند عمر السفر الأول (1/ 56: 93)، قال: حدّثنا ابن المثنى، ومحمد بن عبد الله بن صفوان الثقفي قالا: حدّثنا عبد الرحمن بن مهدي.

    وأخرجه كذلك (برقم 94)، قال: حدّثنا ابن بشار، حدّثنا ابن أبي عدي.

    كلاهما [عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي عدي]، قالا: حدّثنا شعبة، به مختصرًا ولفظه: يا بني إياكم والمسألة، فإنها من آخر كسب المرء.

    وأخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 36)، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي قال: أخبرنا شعبة، به نحوه.

    الثانية: من طريق الحسن البصري عن قيس بن عاصم، فذكر أولًا قصة قدومه عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ ذكر وصيّته لأبنائه عند موته. وله عن الحسن ثلاث طرق:

    (أ) من طريق زياد بن أبي زياد الجصاص عن الحسن، به.

    ورواه عن زياد كل من:

    1 - محمَّد بن يزيد الواسطي.

    2 - وهشيم بن بشير.

    3 - وعرعرة بن البرند.

    4 - وحماد بن شعيب.

    1 - أما حديث محمَّد بن يزيد الواسطي.

    فأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 612) كتاب معرفة الصحابة، باب وصية قيس بن عاصم. قال: حدّثنا علي بن حمشاذ العدل.

    والطبراني في الكبير (18/ 339: 870).

    كلاهما [علي بن حمشاذ، والطبراني]، قالا: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي.

    وأخرجه كذلك الطبراني في الموطن السابق قال: وحدثنا محمَّد بن عبدوس بن = = كامل السراج، ومحمد بن محمَّد الجذوعي القاضي قالا: ثنا علي بن الجعد.

    كلاهما [أحمد بن حنبل، وعلي بن الجعد]، قالا: ثنا محمَّد بن يزيد، ثنا زياد بن أبي زياد الجصاص به مطولًا.

    2 - أما حديث هشيم بن بشير، فأخرجه أبو يعلى في مسنده كما ذكر المصنف، ولم أجده في المطبوع منه.

    وأخرجه في المفاريد (ص 106: 108)، قال: ثنا عبد الله بن مطيع.

    ومن طريقه أخرجه ابن حبّان في الثقات (6/ 320)، قال: حدّثنا أبو يعلى، به.

    وأخرجه بحشل في تاريخ واسط (ص 119)، قال: ثنا سعيد بن إدريس.

    كلاهما [عبد الله بن مطيع، وسعيد بن إدريس]، قالا: ثنا هشيم، به نحوه مطولًا؛ إلا أن بحشل ذكر النهي عن النياحة وأشار إلى باقيه.

    3 - وأما حديث عرعرة بن البرند، فأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 187)، قال: ثنا الساجي، ثنا ابن المثنى، ثنا عرعرة بن البرند، به مختصرًا، حيث ذكر النهي عن النياحة وأشار إلى باقيه، وقد تحرَّف في المطبوع عاصم إلى عصام.

    4 - وأما حديث حماد بن شعيب، فأخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند عمر (1/ 57: 59)، قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي البختري الطائي، حدّثنا محمَّد بن عبد الرحمن المحاربي، عن حماد بن شعيب، به مختصرًا حيث ذكر النهي عن المسألة فقط، وقد تحرف في المطبوع زياد بن أبي زياد إلى يزيد بن إبي زياد.

    (ب) من طريق أبي الأشهب جعفر بن حيان عن الحسن، به.

    أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده بغية الباحث (1/ 528) كتاب (13) الوصايا، باب (3) وصية قيس بن عاصم (رقم 471)، قال: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ، به نحوه مطولًا.

    (ج) من طريق القاسم بن مطيب عن الحسن، به. = = أخرجه البخاري في الأدب المفرد فضل الله الصمد (2/ 408) باب (431) هل يفلي أحد رأس غيره؟ (رقم 953)، قال: حدّثنا علي بن عبد الله قال: حدّثنا المغيرة بن سلمة أبو هشام المخزومي -وكان ثقة - قال: حدّثنا الصَّعق بن حَزْن قال: حدثني القاسم بن مطيب، به نحوه مطولًا.

    الثالثة: من طريق عبد الملك بن أبي سوية عن قيس بن عاصم، به، لكنه لم يذكر قصة قدومه على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنما ذكر وصية قيس لأبنائه، وزاد فيها ألفاظًا أخرج وجعل في آخرها شعرًا.

    أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 611) الموطن السابق، قال: حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد بن إبراهيم الأسدي الحافظ بهمذان.

    وأخرجه الطبراني في الكبير (18/ 341: 871).

    وفي الأوسط مجمع البحرين (4/ 129) كتاب (16) الوصية، باب (5) وصية قيس بن عاصم (رقم 2207).

    كلاهما [أبو جعفر الأسدي، والطبراني]، قالا: حدّثنا محمَّد بن زكريا الفلابي، ثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك، عن أبيه، عن عبد الملك بن أبي سويه المنقري قال: شهدت قيس بن عاصم، فذكره.

    الرابعة: من طريق مخلد بن عقبة عن أبيه، عن جده، عن قيس بن عاصم.

    أخرجه بحشل في تاريخ واسط (ص 165)، قال: حدّثنا مقدم بن محمَّد قال: ثنا سعيد بن خالد قال: ثنا الحكم بن عوانة عن أبيه قال: ثنا مخلد بن عقبة، عن أبيه، عن جده ... فذكر مقتصرًا على النهي عن النياحة.

    الخامسة: من طريق معمر عن قتادة موقوفًا عليه.

    أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11/ 95) باب في مسألة الناس (رقم 20024)، قال: عن معمر عن قتادة قال: أوصي قيس بن عاصم بنيه فقال: ثم ذكر نحو لفظ حكيم بن قيس، عن أبيه. = = الحكم عليه:

    ذكر المصنف له ثلاث طرق:

    1 - طريق مسدّد -وهي أحسنها حالًا - مع أنها ضعيفة من أجل حال حكيم بن قيس، فإنه مجهول كما مضى في ترجمته.

    2 - طريق أبي يعلى، وهي ضعيفة أيضًا، وفيها علتان:

    (أ) في إسنادها زياد بن أبي زياد، وهو ضعيف -كما تقدَّم-.

    (ب) عنعنة هشيم بن بشير، وهو مدلس من الطبقة الثالثة لا يقبل من حديثه إلَّا ما صرّح فيه بالسماع.

    وهاتان الطريقان تحمل إحداهما الأخرى وتعضدها.

    3 - أما طريق الحارث بن أبي أسامة، فهي ضعيفة جدًا، من أجل حال داود بن المحبر، فإنه متروك، وما ذكر من الطرق الأخرى في تخريجه لا تخلو من مقال، وبعضها شديدة الضعف. لكنها تدل على أن للحديث أصلًا، ويغني عنها جميعًا الطريقان الأولان، فإن ضعفها منجبر وتعضد إحداهما الأخرى، والله أعلم.

    4 -

    بَابُ قِرَى الضَّيْفِ وَمَا جَاءَ فِي كُلِّ (1) كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ

    2386 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، ثنا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ عَنِ أَبِي (2) يُونُسَ، عَنِ الْمِقْدَادِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: إِذَا بَاتَ الضَّيْفُ مَحْرُومًا فَحَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ نُصْرَتُهُ حَتَّى يَأْخُذُوا قِرَاهُ (3) مِنْ زَرْعِهِ (4) أَوْ ضَرْعِهِ (5) .

    هَكَذَا أَخْرَجَهُ فِي مُسْنَدِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَأَصْلُهُ مَعْرُوفٌ مِنْ حَدِيثِ الْمِقْدَادِ بْنِ مَعْدِي كرب. (1) في (حس) و (عم) و (سد) زيادة: ذات.

    (2) في (حس) و (عم) و (سد): ابن يونس، ولعله سبق قلم، والصواب: أبو يونس، كما في ترجمته في التاريخ الكبير، والجرح والتعديل.

    (3) قراه: أي ضيافته، قال في لسان العرب (15/ 179): وقَرى الضيف قِرىً وقَراء: أضافة.

    (4) زرعه: المقصود مزرعته أو بستانه وما يزرع فيه.

    (5) ضرعه: قال في لسان العرب (8/ 223): ... يعني بالضرع الشاة والناقة.

    2386 - تخريجه:

    ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 140/ 2)، وقال: رواه إسحاق بن = = راهويه من مُسْنَدِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَأَصْلُهُ مَعْرُوفٌ مِنْ حديث المقدام بن معدى كرب.

    قلت: ولم أجده في المطبوع من مسند إسحاق بن راهويه.

    وذكره البخاري بهذا الإسناد في التاريخ الكبير (الكنى) (ص 82)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 456، 457).

    وذكره المتقي الهندي في كنز العمال (9/ 252: 25902)، ونسبه إلى ابن عساكر عن المقداد بن الأسود.

    الحكم عليه:

    الحديث بهذا الإسناد ضعيف وفيه علتان:

    1 - في إسناده يزيد بن سنان وهو ضعيف كما في ترجمته.

    2 - وفي إسناده أبو يونس وهو مجهول.

    والحديث ثابت ومعروف -كما قال المصنف - من حديث المقدام بن معدي كرب، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: أيما رجل أضاف قومًا فلم يقروه كان له أن يُعقِبَهم بمثل قِراه.

    وفي رواية أيما رجل أضاف قومًا، فأصبح الضيف محرومًا، فإن نصره حق على كل مسلم حتى يأخذ بقرى ليلة من زرعه وماله.

    أخرجه أبو داود في سننه (4/ 129: 3751)، وأحمد في مسنده (4/ 130، 131)، والحاكم في المستدرك (4/ 132)، والدارمي في سننه (2/ 98)، والدارقطني في سننه (4/ 287: 59)، والبيهقي في السنن الكبرى (8/ 331، 332)، والطبراني في الكبير (20/ 282، 283: 667، 668، 670)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (7/ 248: 2815)، وفي شرح معاني الآثار (4/ 242)، والبغوي في شرح السنة (11/ 341: 3004)، وبحشل في تاريخ واسط (ص 111). قال الحافظ في التلخيص الحبير (4/ 159): إسناده صحيح.

    2387 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، ثنا محمَّد بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَسْمُولِيُّ (1)، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُخَوَّلٍ الْبَهْزِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: نَلْقَى الْإِبِلَ وَبِهَا لَبَنٌ وَهِيَ مُصَرَّاةٌ (2)، وَنَحْنُ مُحْتَاجُونَ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نَادِ يَا صَاحِبَ الْإِبِلِ ثَلَاثًا، فَإِنْ جَاءَ وإلاَّ فَاحْلُلْ صِرَارَهَا ثُمَّ اشْرَبْ، ثُمَّ صِرَّ وَأَبْقِ لِلَّبَنِ دَاعِيَهُ (3) (4) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَوْصِنِي. قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: أَقِمِ الصَّلَاةَ، وآتِ الزَّكَاةَ، وُصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ الْبَيْتَ، وَاعْتَمِرْ، وَبِرَّ وَالِدَيْكَ، وَصِلْ رَحِمَكَ، وَأَقْرِ الضَّيْفَ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَزُلْ مَعَ الْحَقِّ حَيْثُ زَالَ. قال: فقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: الضَّوَالُّ (5) تَرِدُ عَلَيْنَا هَلْ لَنَا أَجْرٌ أَنْ نَسْقِيَهَا؟ قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نَعَمْ فِي كُلِّ ذَاتِ كبد حرا (6) أجر. (1) في (سد) و (عم): المشمولي، وهو خطأ.

    (2) مصراة: المصراة: هي الناقة أو البقرة أو الشاة يُصَرَّى اللبن في ضَرعها أي يجمع ويحبس.

    النهاية (3/ 27).

    (3) في (حس) و (سد) (عم): دواعيه.

    (4) ابق للبن داعية: قال في النهاية (2/ 120): أي أبْق في الضرع قليلًا من اللبن ولا تستوعبه كله، فإن الذي تبقيه فيه يدعو ما وراءه من اللبن فينزله، وإذا استقصي كل ما في الضرع أبطأ دَرُّة على حباله.

    (5) الضوال: الضالة: ما ضل من البهائم، والمراد بها في الحديث الضالة من الإبل، والبقر مما يحمى نفسه ويقدر على الابعاد في طلب المرعى، والماء بخلاف الغنم. لسان العرب (11/ 392).

    (6) حرى: قال في النهاية (1/ 364): الحرى: فعلى من الحَرِّ، وهي تأنيث حَرَّان وهما للمبالغة، يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش، والمعنى: أن في سقي كل ذي كبد حرَّى أجر. وقيل: أراد بالكبد الحرّى حياة صاحبها, لأنه إنما تكون كبده حرى إذا كان فيه حياة، يعنى في سقي كل ذي روح من الحيوان.

    2387 - تخريجه:

    هذا الحديث جزء من الحديث المتقدم (برقم 2364)، وقد تقدم هناك تخريجه = = ودراسة إسناده والحكم عليه بأنه ضعيف. ومحل الشاهد منه هنا في موضوعين:

    1 - قوله واقر الضيف ويشهد له حديث المقدام بن معدي كرب، وتقدم الكلام عليه في الحديث السابق (برقم 2386).

    2 - قوله: قال: فقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: الضَّوَالُّ تَرِدُ علينا ... .

    ويشهد له حديث أبي هريرة في قصة الرجل الذي سقى الكلب، فشكر الله له، وغفر له. فقالوا: يا رسول الله إن لنا في البهائم لأجرًا؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: في كل ذات كبد رطبة أجر.

    أخرجه البخاري في صحيحه الفتح (5/ 50: 2363) و (5/ 135: 2466) و (10/ 452: 6009)، ومسلم في صحيحه (4/ 1761: 2244)، وأبو داود في سننه (3/ 50: 2550)، ومالك في الموطأ (2/ 929)، وابن حبّان في الإحسان (2/ 301: 544)، وأحمد في المسند (2/ 375، 517)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 185)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 99: 113)، والبخاري في الأدب المفرد فضل الله الصمد (1/ 468: 378).

    5 -

    بَابُ الضِّيَافَةِ

    2388 - [1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى عَنِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ (1)، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ - يَقُولُ: الضِّيَافَةُ (2) ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا فَوْقَ ذلك فهو صدقة ألا فليرتحل الضيف الضَّيْفُ وَلَا يَشُقَّ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ".

    [2] وَقَالَ مسدّد: حدّثنا حفص عن ليث نحوه.

    [و] (3)، حدّثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ لَيْثٍ نَحْوَهُ.

    [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَوْ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ (4)، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، [نحوه] (5) ولفظه: (1) في مسند الطيالسي: حدّثنا صدقة بن موسي أبو المغيرة من بني سليم عن زياد، ولعله تصحّف قوله: ليث بن أبي سليم، إلى من بني سليم".

    (2) الضيافة: قال في النهاية (3/ 109): ضِفتُ الرجل إذا نَزَلت به في ضيافة، وأضفته إذا أنزلته. وتضيَّفته إذا نَزَلت به، وتضيفنى إذا أنزلني.

    (3) ما بين المعكوفتين ساقط من (سد) و (عم).

    (4) في (سد) و (عم): عن المغيرة بن زياد أو زياد بن المغيرة ولعله سبق قلم، وفي مسند أبي يعلى: زياد بن أبي المغيرة أو زياد بن المغيرة.

    (5) ما بين المعكوفتين ساقط من (سد).

    لِلضَّيْفِ عَلَى مَنْ نَزَلَ بِهِ مِنَ الْحَقِّ ثَلَاثٌ فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ، وَعَلَى الضَّيْفِ أن يرتحل لا يؤلم (6) أهل (7) منزله. (6) في مسند أبي يعلى: لا يؤثم.

    (7) لا يؤلم أهل منزله: بإحراجهم والإثقال عليهم، وفي رواية: لا يؤثم أهل منزله، وفي صحيح مسلم (3/ 1353): قالوا يا رسول الله كيف يؤثمه؟ قال: يقيم عنده ولا شيء له يقربه به.

    2388 - تخريجه:

    ذكره البوصيري في مختصر الإتحاف (2/ 140/ 2)، وقال: رواه أبو داود الطيالسي واللفظ له، ومسدد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى، وأحمد بن حنبل، والبزار، وابن حبّان في صحيحه, ورواه ابن ماجه مختصرًا.

    قلت: لم أجده في سنن ابن ماجه، وإنما هو في سنن أبي داود مختصرًا كما سيأتي.

    والحديث له ست طرق عن أبي هريرة.

    1 - من طريق زِيَادِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

    أخرجه الطيالسي في مسنده (ص 333: 5260)، قال: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى عَنِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ أَلَا فَلْيَرْتَحِلِ الضَّيْفُ وَلَا يَشُقَّ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ. وقد وقع تحريف في المطبوع كما سبق بيانه.

    وأخرجه مسدّد في مسنده -كما ذكر المصنف - قال: حدّثنا حفص، وحدثنا حماد بن زيد كلاهما عن ليث به نحوه.

    وأخرجه البزّار في بسند (كشف الأستار) (2/ 392) باب الضيافة (رقم 1930)، قال: حدّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا جَرِيرٌ عَنْ لَيْثٍ به نحوه.

    وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 367)، قال: وقال ابن طهمان عن ليث به نحوه.

    وأخرجه الدولابي في الكنى والأسماء (2/ 126) من طريق عبيد الله بن موسى قال: أنبأ شيبان عن ليث به نحوه. = = وأخرجه أبو يعلى في مسنده (10/ 516: 6134)، قال: حدّثنا هشام بن الحارث، حدّثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ عَنْ لَيْثِ بن أبي سليم به نحوه وذكر معه حديثين بنفس الإسناد.

    وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 341) باب جماع أبواب الضيافة (رقم 331)، قال: حدّثنا نصر بن داود الخُلَيْخي، نا يحيي بن يوسف الزِّمِّي، نا عبيد الله بن عمرو الرقي به نحوه.

    2 - من طريق أبي صالح عن أبي هريرة.

    أخرجه أبو داود في سننه (4/ 128) كتاب (21) الأطعمة، باب (5) ما جاء في الضيافة (رقم 3749)، قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، ومحمد بن محبوب قالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: الضيافة ثلاثة أيام فما سوى ذلك فهو صدقة، هكذا أخرجه مختصرًا.

    وأخرجه أحمد في مسنده (2/ 354)، قال: حدّثنا حسن بن

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1