Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

المطالب العالية
المطالب العالية
المطالب العالية
Ebook739 pages5 hours

المطالب العالية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية هو كتاب من كتب الحديث ألفه الحافظ ابن حجر العسقلاني، قسم فيه المؤلف مؤلفه على أربعة وأربعين كتابا، ثم فرع مضمون كل كتاب على أبواب تناسب ما تحتويه من أحاديث، وعدد هذه الأبواب يزيد أو ينقص حسب المادة العلمية المجموعة، وهو في كل باب يقدم المرفوع من الحديث ثم الموقوف ثم المقطوع
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateMay 1, 2002
ISBN9786439075383
المطالب العالية

Read more from ابن حجر العسقلاني

Related to المطالب العالية

Related ebooks

Related categories

Reviews for المطالب العالية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    المطالب العالية - ابن حجر العسقلاني

    الغلاف

    المطالب العالية

    الجزء 18

    ابن حجر

    852

    المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية هو كتاب من كتب الحديث ألفه الحافظ ابن حجر العسقلاني، قسم فيه المؤلف مؤلفه على أربعة وأربعين كتابا، ثم فرع مضمون كل كتاب على أبواب تناسب ما تحتويه من أحاديث، وعدد هذه الأبواب يزيد أو ينقص حسب المادة العلمية المجموعة، وهو في كل باب يقدم المرفوع من الحديث ثم الموقوف ثم المقطوع

    باب الوصايا النافعة

    3122 - وقال أبو بكر: حدّثنا أبو الأحوص عَنْ [مَنْصُورٍ] (1)، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى (2) رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - أو غيره مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، رضي الله عنهم، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ليتخذ أحدُكم لسانًا ذاكرًا، [أو قلبًا] (3) شاكرًا، أو زوجة مُؤْمِنَةً تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ، أَوْ تُعِينُ أحدُكم على إيمانه.

    * [أوردته] (4) للشك فيه، وَقَدْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ الله عنه وحده، وسياقهما أتم. (1) ما بين المعقوفتين غير واضح في الأصل، والنقل من باقي النسخ.

    (2) في نسخة (و): توفي، وهو تحريف.

    (3) في الأصل: وقلبًا، والتصويب من باقي النسخ.

    (4) في الأصل: أوردت، وفي نسخة (س): أورد، ثم بعدها بياض بقدر نصف كلمة، والمثبت من نسخة (و). والقائل هو: الحافظ رحمه الله.

    3122 - الحكم عليه:

    هذا الحديث بهذا الإسناد رجاله ثقات، إلّا أنه منقطع، سالم لم يسمع من ثوبان رضي الله عنه. = = تخريجه:

    أخرجه أحمد (5/ 278)، وفي الزهد (ص 48)، والترمذي (5/ 259)، والطبري في التفسير (10/ 119)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 182)، وعمر النسفي في القند (ص 354) من طريق إسرائيل عن منصور، به. بلفظ قريب، وفي أوله قصة، عن ثوبان رضي الله عنه من غير شك، وكذلك في جميع الطرق التالية.

    ولفظ أحمد: قال ثوبان: لما أنزلت: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: الآية 34] قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - في بعض أسفاره، فقال بعض أصحابه: قد نزل في الذهب والفضة ما نزل فلو أنا علمنا أي المال خير، اتخذناه، فقال: أفضله لِسَانًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا شَاكِرًا، وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً تُعِينُهُ على إيمانه.

    قال الترمذي: هذا حديث حسن.

    وأخرجه الطبري أيضًا في التفسير (10/ 119)، والمحاملي في الأمالي (ص 404)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 182) من طريق جَرير عن منصور، به بلفظ قريب، وفي أوله قصة.

    وأخرجه أحمد (5/ 282)، ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (1/ 182)، وأخرجه ابن ماجه (1/ 596) والحافظ في الإمتاع (ص 46) من طريق عبد الله بن عَمرو بن مُرّة، وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس (1/ 277) من طريق الأعمش، كلاهما: عن عَمرو بن مُرَّة، عن سالم، به بلفظ قريب، وفي أوله قصة.

    وأخرجه الأصبهاني في الترغيب (2/ 570) من طريق الأعمش عن سالم، به.

    بنحوه، وفي أوله قصة.

    وأخرجه الشجري في الأمالي (2/ 169)، من طريق عَمرو بن مُرَّة، عن ثوبان، فذكره بنحوه، وفي أوله قصة.

    ورُوي عن سالم بن أبي الجعد مرسلًا، أخرجه الطبري في التفسير (10/ 119) من طريقين كما يلي: = = الطريق الأولى: قال: حدّثنا محمَّد بن بشار قال: ثنا مُؤَمَّل قال: ثنا سفيان عن منصور عن الأعمش وعَمرو بْنِ مُرَّة، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد قال: لما نزلت: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [سورة التوبة: الآية 34]. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: تبا للذهب، تبا للفضة،-يقولها ثلاثًا - قال: فشق ذلك على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قالوا: فأي مال نتخذه؟ فقال عمر: أنا أعلم لكم ذلك. فقال: يا رسول الله، إن أصحابك قد شق عليهم، وقالوا: فأي المال نتخذ؟ فقال: لسانًا ذاكرًا، وقلبًا شاكرًا، وزوجة تعين أحدُكم على دينه.

    وسنده ضعيف، فيه مُؤَمَّل هو ابن إسماعيل، قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ (التقريب ص 555)، وهو منقطع؛ لأنه من مرسل سالم بن أبي الجَعد.

    الطريق الثانية: أخرجها عبد الرزاق في التفسير (1/ 273)، ومن طريقه الطبري عن الثوري، به. بنحو لفظ الطريق الأولى، وليس في إسناده: الأعمش، وضعف هذه الطريق منحصر في الإرسال فقط.

    ولحديث الباب شواهد: عن صحابي لم يسمّ، وعن أبي أمامة، وابن عباس، كما يلي:

    1 - حديثٌ عن صحابي لم يسمّ: أخرجه أحمد في الزهد (ص 38) من طريق شعبة عن سليمان، يعني ابن عبد الرحمن النَّخَعي عن عبد الله بن أبي الهُذَيْل، حدّثنا صاحب لي، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: تبا للذهب والفضة قال عمر: يا رسول الله، قولك تبًا للذهب والفضة، فما تأمرنا، أو ما نصنع؟ قال: لسانا ذاكرًا، وقلبًا شاكرًا، وزوجة تعين على الآخرة.

    وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.

    وأخرجه أحمد (5/ 366) واللفظ له، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (11/ 231)، وأخرجه النسائيُّ في الكبرى: كما في تحفة الأشراف (11/ 176)، والبيهقيُّ في الشعب (1/ 419) من طريق شعبة، حدثني سَلْم قال: سمعت عبد الله بن = = أبي الهُذَيْل قال: حدثني صاحب لي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: تبا للذهب والفضة قال: فحدثني صاحبي أنه انطلق مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فقال: يا رسول الله، قولك: تبا للذهب والفضة، ماذا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لسانا ذاكرًا، وقلبا شاكرًا، وزوجة تعين على الآخرة.

    وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف سَلْم، وهو ابن عطية، قال الحافظ: لين الحديث (التقريب ص 246) لكن الحديث قد صح من طريق سليمان بن عبد الرحمن كما مر، والله الموفق.

    2 - حديث أبي أمامة: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 242) واللفظ له، والبيهقيُّ في الشعب (4/ 104) من طريق عُبيد اللَّهِ بْنِ زَحْر عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: يا معاذ، قلبًا شاكرًا، ولسانا ذاكرًا، وزوجة صالحة، تعينك على أمر دنياك ودينك، خير ما اكتسبه الناس.

    وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 273)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه علي بن يزيد، وهو ضعيف، وقد وثق.

    قلت: وفيه عُبيد الله بن زحْر، وهو ضعيف مثله، قال الحافظ: صدوق يخطئ. (التقريب ص 371).

    3 - حديث ابن عباس: أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 134) واللفظ له، ومن طريقه الشجري في الأمالي (1/ 256)، وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (3/ 65)، والبيهقيُّ في الشعب (4/ 104) من طريق مُؤَمَّل بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، ثنا حميد الطويل عن طَلْق بن حبيب، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - قال: أربع من أعطيهن أعطي خير الدنيا والآخرة: قلبا شاكرًا، ولسانا ذاكرًا، وبدنًا على البلاء صابرًا، وزوجة لا تبغيه خِوَنًا في نفسها ولا ماله.

    قال أبو نُعيم: غريب من حديث طَلْق، لم يروه متصلًا مرفوعًا، إلّا مُؤَمَّل عن حماد. = = قلت: سنده ضعيف؛ لضعف مُؤَمَّل، قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ (التقريب ص 555)، وفيه عنعنة حميد، وهو مدلس لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 38). وبالجملة، فحديث الباب يرتقي بهذه الشواهد إلى مرتبة الحسن لغيره، والله الموفق.

    3123 - وقال أحمد في الزهد: حدّثنا علي بن إسحاق، أنا عبد الله، أخبرنا يحيى بن أيوب ح قال: وحدثنا إبراهيم بن إسحاق، ثنا [ابْنُ الْمُبَارَكِ] (1) عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبيد اللَّهِ بْنِ زَحْر، عَنْ حِبَّانَ بن أبي جَبَلة، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: تَلِدُون لِلْمَوْتِ وتعَمُرون لِلْخَرَابِ، وتحرُصون عَلَى مَا يَفْنَى، وَتَذَرُونَ مَا يَبْقَى، أَلَا حَبَّذَا إليكم من هذه الثلاث: الموتِ، والمرضِ، والفقرِ. (1) في الأصل، ونسخة (س): ابن مبارك، والمثبت من نسخة (و).

    3123 - الحكم عليه:

    هذا الأثر مداره على يحيى بن أيوب، بإسناده ضعيف؛ لوجود عُبيد الله بن زَحْر، وهو ضعيف.

    تخريجه:

    أشار إلى رواية أحمد هذه الحافظ في موافقة الخُبْر (2/ 299) من طريق ابن المبارك.

    وأخرجه ابن المبارك (ص 88) قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، به. بلفظ قريب، وفي سنده: أن أبا ذر، أو أبا الدرداء قال.

    وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 163)، ومن طريقه الحافظ في موافقة الخُبر (2/ 299) من طريق أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، به. بلفظ قريب، ولم يذكر حبّان بن أبي جَبَلة، في الإسناد.

    قال الحافظ: هذا موقوف منقطع، وعُبيد الله بن زَحْر مختلف فيه.

    قلت: وقد ذكر الحافظ هذه الطريق هنا في المطالب كما سيأتي بعد سطور.

    ويشهد للشطر الأوّل منه ما يلي:

    1 - أخرج البيهقي في الشعب (7/ 396) من طريق موسى بن عُبيدة، نا محمَّد بن ثابت عن أبي حَكيم مولى الزبير، عن الزبير، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ما من = = صباح يصبحه العباد، إلّا وصارخ يصرخ: يا أيها الناس، لِدُوا للتراب، واجمعوا للفناء، وابنوا للخراب.

    وسنده ضعيف، قال الحافظ في موافقة الخُبْر (2/ 300): هذا حديث غريب، وموسى وشيخه ضعيفان، وأبو حَكيم مجهول.

    وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورمز لضعفه (فيض القدير 5/ 485) وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (ص 749)، وقال: ضعيف.

    2 - وأخرج البيهقي أيضًا من طريق مُؤَمَّل، نا حماد بن سلمة، نا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن أبي رافع -أو ابن رَافِعٍ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: مَلَك بباب من أبواب السماء يقول: من يقرض اليوم يجد غدًا، ومَلَك بباب آخر يقول: اللهم أعط منفقًا خلفًا، وأعط ممسكا تلفًا، ومَلَك بباب آخر يقول: يا أيها الناس، هلموا إلى ربكم، فإن مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، ومَلَك بباب آخر يقول: يا بني آدم، لِدُوا للتراب، وابنوا للخراب.

    وسنده ضعيف، فيه مُؤَمَّل، هو ابن إسماعيل، قال الحافظ: صدوق سيء الحفظ. وفيه عبد الرحمن بن أبي رافع، قال الحافظ: مقبول (التقريب ص 555، 340).

    3 - وأخرج الطبري في تهذيب الآثار -مسند ابن عباس - (1/ 305) من طريق أبي السليل قال: كان أبو هريرة يقول: ما صدقتم أنفسكم، تؤملون ما لا تبلغون، وتجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكُنون، وللخراب تبنون، وللموت تَلِدُون.

    وإسناده ضعيف لانقطاعه، أبو السليل هو ضُريب بن نُقير، روايته عن أبي هريرة مرسلة (انظر التهذيب (4/ 401).

    4 - وأخرج أحمد في الزهد بسنده، قال عيسى عليه السلام: يَا بَنِي آدَمَ، لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ، تفنى أرواحكم، وتبقى دياركم. = = وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الآتي برقم (3124).

    ويشهد للشطر الثاني منه ما يلي:

    1 - أخرج أحمد في الزهد (ص 200) واللفظ له، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 217) من طريق أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ثلاث يكرههن الناس، وأُحِبُّهُنَّ: الفقرُ، والمرضُ، والموتُ.

    وسنده صحيح.

    2 - وأخرج ابن المبارك (ص 199) واللفظ له، ووكيع (1/ 358)، وعنه أحمد في الزهد (ص 288)، وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار -مسند ابن عباس - (1/ 299) من طريق يحيى بن واضح، والطبراني في الكبير (9/ 93)، وأبو نُعيم في الحلية (1/ 132)، كلاهما: من طريق عاصم بن علي، أربعتهم: عن المسعودي، عن علي بن بَذيمة، عن قيس بن. حَبْتَر الأسدي قال: قال عبد الله بن مسعود: حبذا المكروهان: الموت والفقر، وأيم الله ما هو إلّا الغنى والفقر، وما أبالي بأيتهما ابتُليت؛ لأنّ حق الله في كل واحد منهما واجب: إن كان الغنى، إن فيه للعطف، وإن كان الفقر، ان فيه للصبر.

    وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 257)، ثم قال: رواه الطبراني، وفيه المسعودي، وقد اختلط.

    قلت: إسناده حسن، وقد ارتفع إيهام اختلاط المسعودي برواية وكيع عنه، لأنه سمع منه قبل الاختلاط.

    قال أحمد: سماع وكيع من المسعودي بالكوفة قديمًا (العلل 1/ 95) وقال الحافظ: المسعودي صدوق اختلط قبل موته، وضابطه: أن من سمع منه ببغداد، فبعد الاختلاط (التقريب ص 344).

    قلت: وبهذه الشواهد يرتقي الباب إلى مرتبة الحسن لغيره.

    * قلت (1): وأخرجه (2) أبو نُعيم في ترجمة أبي ذر رضي الله عنه في (3) الحلية، من طريق عبد الله بن هب، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ [عُبيد اللَّهِ] (4) بن زَحْر، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال (5): فذكره، ولكنه (6) قال في آخره: ألا حبذا المكروهان (7): الموت والفقر، ولم يذكر بين [عُبيد الله] (8) وأبي ذر رضي الله عنه [أحدًا] (9). (1) القائل هو: الحافظ رحمه الله.

    (2) في نسخة (و): أخرجه، بدون واو العطف.

    (3) في نسخة (و) و (س): من.

    (4) في الأصل: عبد الله، والمثبت من باقي النسخ.

    (5) لفظة قال: ساقطة من نسخة (س).

    (6) في نسخة (و) و (س): ولكن.

    (7) في نسخة (س): المكروهات.

    (8) في الأصل: عبد الله، والمثبت من باقي النسخ.

    (9) في الأصل: أحد أحد، وفي نسخة (س): أحد، والمثبت من نسخة (و)، وجميع هذا النص جاء ذكره في نسخة (و) و (س) بعد الحديث الآتي برقم (3124).

    [2] الحكم عليه:

    الحديث ضعيف؛ لضعف عُبيد الله بن زَحْر، ولانقطاعه، عُبيد الله لم يدرك أبا ذر رضي الله عنه.

    تخريجه:

    هو في الحلية لأبي نُعيم (1/ 163) ولفظه: يولَدون للموت، ويعُمرون للخراب، ويحرِصون على ما يفنى، ويترُكون ما يبقى، إلَّا حبذا المكروهان: الموت والفقر.

    وانظر تخريج الحديث الماضي وبه يرتقي إلى الحسن لغيره.

    3124 - ثنا (1) حُسَيْنُ بْنُ محمَّد، ثنا دُوَيْدٌ عَنْ عبد الواحد قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: يَا بَنِي آدَمَ، لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ، تفنى أرواحكم، وتبقى دياركم. (1) القائل هو: الإمام أحمد رحمه الله في الزهد.

    3124 - الحكم عليه:

    هذا إسناد أتوقف في الحكم عليه؛ لوجود دويد. ولم أميزه.

    ونقل القارئ عن الإمام أحمد أنه قال: هو مما يدور في الأسواق، ولا أصل له (الأسرار المرفوعة ص 276).

    تخريجه:

    ذكره الحافظ في موافقة الخُبْر (2/ 299) فقال: وأخرج أحمد في الزهد الكبير من طريق عبد الواحد بن زياد قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: يَا بَنِي آدَمَ، لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ، تفنى نفوسكم، وتبلى دياركم.

    وقال الحافظ أيضًا (2/ 300): وأنشدكم لنفسي في المعنى:

    بني الدنيا أَقِلُّوا الهَمَّ فيها ... فما فيها يؤول إلى الفوات

    بناء للخراب، وجمع مال ... ليفنى، والتوالد للممات

    قلت: ولفظ الباب مطلع قصيدة لأبي العتاهية، وهي في ديوانه (ص 46)، ومنها:

    لِدُوا للموت وابنوا للخراب ... فكلكم يصير إلى تباب

    لمن نبني، ونحن إلى تراب ... نصير، كما خلقنا من تراب

    ألا يا موت! لم أر منك بدا ... أتيت، وما تحيف، وما تحابي = = وقال العجلوني في كشف الخفاء (2/ 183): أخرج الثعلبي في تفسيره بإسناد واه جدًا عن كعب الأحبار قال: صاح ورشان عند سليمان بن داود، فقال: أتدرون ما يقول هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: يقول: لِدُوا للموت وابنوا للخراب.

    ويشهد له الحديث الماضي برقم (3123)، وما ذكر في تخريجه.

    3125 - [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَرِي، ثنا الثوري عن عبد الرحمن بن عابس (1) حدثني [أبو إياس] (2) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلَامُ (3) اللَّهِ، وَأَوْثَقُ العُرى كَلِمَةُ التَّقْوَى، وخير الملل ملة إبراهيم عليه السلام، وَأَحْسَنُ الْقَصَصِ هَذَا الْقُرْآنُ، وَأَحْسَنُ السُّنَنِ سُنَّةُ محمَّد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَأَشْرَفُ الْحَدِيثِ ذكر الله تعالى، وَخَيْرُ الْأُمُورِ عَزَائِمُهَا (4)، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَأَحْسَنُ الهَدي هَدي الأنبياء عليهم الصلاة (5) والسلام، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأغير (6) الضَّلَالَةِ الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْهُدَى، وَخَيْرُ الْعَمَلِ أَوِ (7) الْعِلْمِ -شَكَّ بِشْرٌ-، مَا نَفَعَ، وَخَيْرُ الهُدى مَا اتُّبِعَ، وَشَرُّ الْعَمَى عَمَى الْقَلْبِ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَمَا قَلَّ وكفى خير مما أكثر وألهى. ونفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها، وشر الغِيْلة الغِيْلة عِنْدَ حَضْرَةِ الْمَوْتِ، وَشَرُّ النَّدَامَةِ ندامةٌ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَأْتِي الْجُمُعَةَ أَوِ الصَّلَاةَ (8) إلَّا دُبُرا، وَلَا يَذْكُرُ (9) اللَّهَ تعالى إِلَّا هُجْرًا، وَأَعْظَمُ الْخَطَايَا (10) اللِّسَانُ الْكَذُوبُ (11) وَخَيْرُ الغنى غنى النفس، وخير الزاد (1) في نسخة (و): عائش".

    (2) في الأصل ونسخة (س): أبا إياس، والمثبت من نسخة (و)، وأبو إياس هو عامر بن عَبْدة.

    (3) في نسخة (و): كتاب.

    (4) قوله وخير الأمور عزائمها: كتب في هامش نسخة (و).

    (5) في نسخة (س): الصلام.

    (6) في نسخة (و) و (س): واعير.

    (7) في نسخة (س): والعلم.

    (8) في نسخة (و): والصلاة.

    (9) في نسخة (س): ولا يذكرون.

    (10) في نسخة (س): خطايا.

    (11) في نسخة (س): الكذب.

    التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله تعالى، وَخَيْرُ مَا أُلقي فِي الْقَلْبِ الْيَقِينُ، والرَّيب مِنَ الْكُفْرِ، والنَّوْح مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ، والغَلول مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ، وَالْكَنْزُ كَيٌّ (12) مِنَ النَّارِ، والشِعر مَزَامِيرِ إِبْلِيسَ، وَالْخَمْرُ جِمَاعُ الْإِثْمِ، وَالنِّسَاءُ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ، وَالشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ، وَشَرُّ الْمَكَاسِبِ مكاسب الربا، وشر المآكل مأكل مَالِ الْيَتَامَى، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِنَّمَا يَكْفِي أحدَكم مَا قَنَعَتْ بِهِ نَفْسُهُ، وَإِنَّمَا يَصِيرُ إلى موضع أربعة أذرع، وخير الأمر (13) ناجزه، وَأَمْلَكُ الْعَمَلِ خَوَاتِمُهُ، وَشَرُّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، وَسِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَأَكْلُ لَحْمِهِ مِنْ مَعَاصِي الله تعالى، ولحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يتألَّ على الله تعالى يُكَذِّبْهُ، وَمَنْ يَغْفِرْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ، وَمَنْ يَعْفُ يَعْفُ (14) اللَّهُ عَنْهُ، وَمِنْ يَكْظِمِ الْغَيْظَ يأجره الله تعالى، ومن يصبر على الرزايا يعنه الله عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ يَعْرِفِ [الْبَلَاءَ] (15) يَصْبِرْ عَلَيْهِ، وَمَنْ لَا يعرفه ينكره ومن ينكره يضيعه (16) الله تبارك وتعالى، وَمَنْ يَتْبَع السُّمْعَةَ (17) يُسَّمعُ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ ينو الدنيا تعجزه، ومن يطع الشيطان يعص الله عَزَّ وَجَلَّ (18)، ومن يعص الله تعالى يعذبه. (12) في نسخة (و) و (س): حى".

    (13) في نسخة (س): الأمور.

    (14) في نسخة (و) و (س): يعفو.

    (15) في الأصل: البلايا، والمثبت من باقي النسخ.

    (16) في نسخة (و): يعص.

    (17) في نسخة (س): السمع.

    (18) من قوله ومن يَتْبَع السمعة ... إلى قوله يعص الله عزّ وجلّ: ساقط من نسخة (و).

    3125 - [1] الحكم عليه:

    هذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.

    وذكره البوصيري في الإتحاف -خ - (3/ 92 أ) مختصر، ثم قال: رواه محمَّد بن يحيى بن أبي عمر، وأحمد بن مَنيع بسند ضعيف.

    قلت: حديث أحمد بن مَنيع ذكره الحافظ هنا في المطالب بسند ضعيف جدًا، وهو الطريق القادم.

    تخريجه:

    أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 295)، وهنَّاد (1/ 286)، والبيهقيُّ في المدخل (ص 426)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (مطبوع) (29/ 126) من طريق الحسن بن علي بن عفان، ثلاثتهم: عن عبد الله بن نُمير قال: حدّثنا سفيان، به بألفاظ متقاربة.

    وفي سند ابن أبي شيبة: عبد الله بن عائش، حدثني إياس. بدل: عبد الرحمن بن عابس، حدثني أبو إياس.

    وفي سند هنَّاد والبيهقيُّ: حدثني ناس. بدل: حدثني أبو إياس.

    وأخرجه أبو الليث السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص 100) من طريق أبي حذيفة، حدّثنا سفيان، به ببعضه، وفي سنده: حدثني ناس.

    وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 283) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والخطابي في غريب الحديث (2/ 267) من طريق عبد الله بن نُمير، كلاهما: عن سفيان، به. مختصرًا.

    وفي سند ابن أبي الدنيا: حدثني ناس، وفي سند الخطابي: حدّثنا إياس.

    وأخرجه أبو نُعيم في الحلية (1/ 138) من طريق بكر بن بكار، ثنا عَمرو بن ثابت، ثنا عبد الرحمن بن عابس قال: قال عبد الله بن مسعود: فذكره بلفظ قريب، ولم يذكر بين عبد الرحمن بن عابس وابن مسعود أحدًا.

    وهذا إسناد ضعيف، فيه بكر بن بكار هو القيسي، قال الذهبي: قال النسائيُّ: = = ليس بثقة (المغني 1/ 112)، وفيه عَمرو بن ثابت هو ابن أبي المقدام، قال الحافظ: ضعيف، رُمي بالرفض (التقريب ص 419).

    وهذه الطريق ذكرها ابن الجوزي في صفة الصفوة (1/ 216) عن عبد الرحمن بن عابس، به بلفظ قريب.

    وقد رُوي هذا اللفظ تامًا عن ابن مسعود مرفوعًا، أخرجه الحِنائي في الفوائد -خ - (ج 7/ ح 22) من طريق الحسن بن عمارة عن عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة، عن أبيه عابس بن ربيعة قال: كان عبد الله يخطُبنا هذه الخُطبة في كل عشية خميس لا يدعها، وذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان يخطُب بها، فذكره بلفظ قريب.

    قال الحِنَّائي: هذا حديث حسن من حديث عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة النَّخَعي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ... لانعرفه مرفوعًا إلّا من حديث الحسن بن عمارة أبي محمَّد مولى بَجيلة الكوفي، وكان يضعفه ابن عيينة، وقد رواه غيره موقوفًا من قول عبد الله، وهو الصواب.

    قلت: الحسن بن عمارة ضعيف الحديث جدًا، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 162)، فقول الحِنّائي رحمه الله: هذا حديث حسن، غير مستحسن.

    وأخرج من الخُطبة عدة فقرات كل من:

    البخاريُّ (فتح 10/ 509)، والبيهقيُّ في المدخل (ص 185) واللفظ له من طريق شعبة عن مُخارق عن طارق، عن عبد الله أنه قال: إن أحسن الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الهَدي هَدي محمَّد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وإن السعيد من وعظ بغيره، فاتبعوا ولا تبتدعوا.

    وأخرج نحو هذا اللفظ: معمر في الجامع (11/ 159)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 100) عن جعفر بن بُرقان، وأخرجه معمر أيضًا عن غير جعفر، وأخرجه معمر أيضًا (11/ 116)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9/ 98) من طريق أبي الأحوص، وأخرجه الدارمي (1/ 80) من طريق بِلاز بن عِصْمة، والطبراني في = = الكبير (9/ 100) من طريق أبي عُبيدة، جميعهم: عن ابن مسعود موقوفًا.

    وأسانيدهم لا تخلو من ضعف، أما طريق أبي الأحوص، فلأنه من رواية أبي إسحاق السَبيعي عنه، والسَبيعي مدلس، لا يقبل حديثه إلّا إذا صرح بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 42)، وقد عنعنه هنا.

    وأما طريق جعفر بن بُرْقان، فلأنه منقطع، جعفر لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وكذلك طريق أبي عُبيدة، وهو عامر بن عبد الله بن مسعود، قال العلائي في جامع التحصيل (ص 204): قال أبو حاتم والجماعة: لم يسمع من أبيه شيئًا.

    وقال الهيثمي في المجمع (10/ 235) بعد أن ذكر هذا الحديث: رواه الطبراني بإسناد منقطع، ورجال إسناده ثقات.

    وأما بِلاز بن عِصْمة، فقال الحافظ: مقبول (التقريب ص 129).

    ولحديث الباب شواهد مرفوعة من حديث أبي الدرداء، وزيد بن خالد، وعقبة بن عامر رضي الله عنهم كما يلي:

    1 - حديث أبي الدرداء: أخرجه أبو الشيخ في الأمثال (ص 294) متن طريق عُبيد بن إسحاق، حدّثنا عَمرو بن ثابت، حدثني أبي قال: أعطى ابن أبي الدرداء عبد الملك كتابًا، ذكر أنه عن أبيه أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - قال: فذكر الحديث بلفظ قريب.

    قلت: إسناده ضعيف، عُبيد بن إسحاق هو العطار، قال الذهبي: ضعفوه (المغني 2/ 418)، وعَمرو بن ثابت هو ابن أبي المقدام، قال الحافظ: ضعيف رُمي بالرفض (التقريب ص 419).

    2 - حديث زيد بن خالد: أخرجه الأصبهاني في الترغيب (1/ 507) من طريق عبد الله بن مصعب عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: تلقفت هذه الخُطبة مِنْ فِيْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - بتبوك، سمعته يقول ... فذكره بلفظ قريب، دون آخر المتن.

    وأخرج القُضاعي في مسند الشهاب (1/ 67) عدة فقرات منه. = = وأخرجه الدارقطني في السنن (4/ 247)، وابن عَدي (1/ 41) مختصرًا.

    والإسناد ضعيف، قال الإمام الذهبي في الميزان (2/ 506): عبد الله بن مصعب بن خالد الجهني عن أبيه، عن جده، فرفع خُطبة منكرة، وفيهم جهالة.

    3 - حديث عقبة بن عامر: أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (5/ 241) من طريق يعقوب بن محمَّد الزهري قال: حدّثنا عبد العزيز بن عمران قال: حدّثنا عبد الله بن مصعب بن منظور بن جَميل بن سنان قال: أخبرني أبي قال: سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - في غزوة تبوك، فذكر الحديث بلفظ قريب.

    وأخرجه ابن عَدي (1/ 41) مختصرًا.

    قلت: سنده ضعيف جدًا، يعقوب بن محمَّد ضعيف (انظر المغني 2/ 759)، وعبد العزيز بن عمران هو الزهري، قال الحافظ: متروك (التقريب ص 358).

    وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (5/ 13)، ثم قال: هذا حديث غريب، وفيه نكارة، وفي إسناده ضعف، والله أعلم بالصواب.

    وقد جاءت عدة فقرات من الخُطبة في شواهد، كما يلي: قوله: اليد العليا خير من اليد السفلى: أخرجه البخاريُّ (فتح 6/ 249) من حديث حَكيم بن حزام -رضي الله عنه - مرفوعًا في أثناء حديث طويل. وأخرجه مسلم (2/ 717) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما - مرفوعًا، ولفظه: اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا: المُنْفِقَة، والسفلى: السائلة.

    قوله: مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى:

    أخرجه أبو يعلى (2/ 319) من حديث أبي سعيد الخدري قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَلَى الْأَعْوَادِ، وَهُوَ يَقُولُ: مَا قَلَّ وكفى خير مما أكثر وألهى.

    وسنده ضعيف، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الآتي برقم (3186). = = وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق -خ - (13/ 762) من طريق مُسَدَّد عن فُضيل بْنُ عِياض، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّة، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: فذكره موقوفًا، وفيه: وَاعْلَمْ أَنَّ قَلِيلًا يُغْنِيكَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يلهيك.

    وإسناده صحيح، وقد ذكره الحافظ هنا في المطالب، وهو الحديث الآتي برقم (3130 [2]).

    قوله: نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها:

    أخرج أحمد (2/ 75) من حديث عبد الله بن عَمرو قال: جَاءَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْنِي عَلَى شَيْءٍ أَعِيشُ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يا حمزة، نفسك تُحْيِيهَا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ نَفْسٌ تُمِيتُهَا؟ ، قَالَ: بل نفسي أحييها، قال: عليك بنفسك.

    وسنده ضعيف، وسيأتي في هذا البحث، وهو الحديث رقم (3219).

    قوله: شر الندامة ندامةٌ يوم القيامة وقوله: أعظم الخطايا اللسان الكذوب: أخرج ابن أبي الدنيا في الصمت (ص 282) من طريق أبي عَقيل عن محمَّد بن نُعيم مولى عمر بن الخطّاب، عن محمَّد بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب، عن جده علي رضي الله عنه قال: أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب وشر الندامة ندامة يوم القيامة.

    وسنده ضعيف، أبو عَقيل هو يحيى بن المتوكل، قال الحافظ: ضعيف (التقريب ص 596)، ومحمد بن نُعيم: مجهول (انظر المغني 2/ 640)، ومحمد بن عمر روايته عن جده علي رضي الله عنه مرسلة (انظر مراسيل العلائي ص 267).

    قوله: رأس الحكمة مخافة الله تعالى:

    أخرج أحمد في الزهد (ص 117) قال: حدّثنا روح، ومحمد بن جعفر، حدّثنا عوف عن خالد - قال محمَّد: خالد بن ثابت الربعي قال: وجدت فاتحة الزبور الذي يقال له زبور داود عليه السلام: أَنَّ رأس الحكمة خشية الرب عَزَّ وَجَلَّ. = = قلت: خالد بن ثابت لم أعثر له على ترجمة، وباقي رجال الإسناد ثقات.

    قوله: الرَّيب من الكفر، والنَّوح من عمل الجاهلية ... إلى قوله: والشقي من شقي في بطن أمه:

    أخرج أحمد في الزهد (ص 204) قال: حدّثنا هاشم، حدّثنا جَرير عن عبد الرحمن بن أبي عوف قال: قال أبو الدرداء: الرَّيب من الكفر، والنَّوْح عمل الجاهلية، والشِعر مزامير إبليس، والغَلول جمر من جهنم، والخمر جماع كل إثم، والشباب شعبة من الجنون، والنساء حِبالة الشيطان، والكِبْر شر من الشر، وشر المآكل مال اليتيم، وشر المكاسب الربا، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ في بطن أمه.

    وإسناده رجاله ثقات سوى جَرير، وهو ابن عثمان الرحبي، لم أعثر له على ترجمة.

    قوله: النَّوْح من عمل الجاهلية:

    أخرج الإمام مسلم (2/ 644) بسنده عن أبي مالك الأشعري أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة.

    قوله: الغلول من جمر جهنم:

    أخرج البخاريُّ (فتح 7/ 487)، ومسلم (1/ 108) واللفظ له، بسنديهما عن أبي هريرة في قصة الغَالّ حين جاء بِشِراك أو شِراكين فقال: يا رسول الله، أصبتُ يوم خيبر. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: شِراك من نار، أو شِراكان من نار.

    قوله: الخمر جماع الإثم:

    أخرج ابن ماجه (2/ 1339) من طريق راشد أبي محمَّد الحِمّاني عن شَهر بن حَوْشَب، عَنْ أُمِّ الدَرْداء، عَنْ أَبِي الدَرْدَاء، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وفي آخره: ولا نشرب الخمر، فإنها مفتاح كل شر.

    وفي سنده: راشد الحِمَّاني، وهو ضعيف (انظر المغني 1/ 226).

    [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنيع: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عطية، ثنا أبو حمزة، هو الأعور اسمه مَيْمُونٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ (1) عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنه كان يخطُب كل عشية خَمِيسٍ بِهَذِهِ الخُطبة، قَالَ: وَكُنَّا نَرَى أَنَّهَا خُطْبَةُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَيُّهَا الناس، إن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهَدي هَدي محمَّد -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، ألاَّ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مَوْقُوفُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يَنْفُذُكُمُ الْبَصَرُ، ويُسْمِعُكم الْمُنَادِي، وَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وإن السعيد (2) من وُعظ بغيره. (1) في نسخة (س): بن.

    (2) في نسخة (و): والسعيد.

    3125 - [2] الحكم عليه:

    هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًا، فيه يوسف بن عطية وهو متروك.

    وأبو حمزة الأعور وهو ضعيف، وفيه انقطاع، إبراهيم بن يزيد لم يسمع من علقمة.

    تخريجه:

    أخرجه الأصبهاني في الترغيب (1/ 218) من طريق المصنف، وذكر أول الحديث، ولفظه: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الهَدي هَدي محمَّد، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    وأخرجه ابن ماجه (1/ 18)، وابن أبو عاصم في السنة (1/ 16)، والقُضاعي في مسند الشهاب (1/ 79)، من طريق أبو إسحاق عن أبو الأحوص، عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا، وذكر ابن ماجه عدة فقرات منه، وذكر ابن أبو عاصم أول المتن، وذكر القُضاعي آخره.

    وإسناده ضعيف؛ لعنعنة أبو إسحاق وهو مدلس، لا يقبل حديثه إلّا مُصَرَّحًا فيه بالسماع (انظر طبقات المدلسين ص 42). = = وبعضه جاء في حديث لجابر رضي الله عنه أخرجه الإمام مسلم (2/ 592)، وَلَفْظِهِ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا خطب، احمرَّت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش، يقول: صبَّحكم ومسَّاكم، ويقول: بُعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى، ويقول: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهَدي هَدي محمَّد، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بدعة ضلالة، ثم يقول: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالًا، فلأهله، ومن ترك دَينًا أو ضياعًا، فإليّ وعلىّ.

    3126 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْر بْنُ السَّرِي، ثنا ابن لَهيعة، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبيب عَنْ عِراك بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن أبي البَخْتَرِي، عن الباهلي قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، مَدْخَلَهُمُ الشَّامَ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ تُعرفوا بِهِ، وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا من أهله، وإنه لن (1) يَبْلُغْ مَنْزِلَةَ ذِي حَقٍّ أَنْ يُطَاعَ فِي معصية الله تعالى، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يُقرب مِنْ أَجَلٍ، وَلَا يُبعد مِنْ رِزْقٍ قَوْلٌ بِحَقٍّ وَتَذْكِيرُ عَظِيمٍ، واعلموا أن بين (2) العبد وبين رزقه حجاب، قال: فيترأى له رِزْقُهُ وَإِنِ اقْتَحَمَ هَتَكَ الْحِجَابَ، وَلَمْ (3) يُدرِك فَوْقَ رِزْقِهِ، وأدِّبوا الْخَيْلَ، وَانْتَضِلُوا، وَانْتَعِلُوا [وتسوَّكوا] (4)، وَتَمَعْدَدُوا، وَإِيَّاكُمْ وَأَخْلَاقَ الْعَجَمِ، وَمُجَاوِرَةَ الْجَبَّارِينَ، وَأَنْ يُرى بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ صَلِيبٌ، وَأَنْ تَجْلِسُوا عَلَى مائدة يُشرب عليها الخمر، وتدخلوا (5) الحمّام بغير إزار، وتدعوا نِسَاءَكُمْ يَدْخُلْنَ الْحَمَّامَاتِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ، وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَكْسِبُوا مِنْ عِنْدِ الْأَعَاجِمِ بَعْدَ نُزُولِكُمْ فِي [بِلَادِهِمْ] (6) مَا يَحْبِسُكُمْ فِي أَرْضِهِمْ، فإنكم يوشك أن ترجعوا إلى بلادكم، وإياكم والصفار (7) أَنْ تَجْعَلُوهُ فِي رِقَابِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِأَمْوَالِ الْعَرَبِ الماشية [تزولون] (8) بها حيث زلتم، واعلموا أن الأشربة (1) في نسخة (و) و (س): لم".

    (2) زاد في نسخة (و): يدي.

    (3) في نسخة (و): لم، بدون حرف العطف.

    (4) في الأصل: وتمسكوا، والمثبت من باقي النسخ.

    (5) قوله وتدخلوا: في نسخة (س): ولا تدخلوا.

    (6) في جميع النسخ: بلادكم، والمثبت من الاتحاف.

    (7) في نسخة (و): الصغار.

    (8) في الأصل: يزولون، والمثبت من باقي النسخ والإتحاف.

    تصنع من الزَّبِيبِ وَالْعَسَلِ وَالتَّمْرِ، فَمَا عَتُقَ مِنْهُ، فَهُوَ خمر لا يحل، واعلموا أن الله تعالى لَا

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1