Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

العجاب في بيان الأسباب
العجاب في بيان الأسباب
العجاب في بيان الأسباب
Ebook674 pages5 hours

العجاب في بيان الأسباب

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب العجاب في بيان الأسباب، هو كتاب في أسباب نزول آيات القرآن الكريم من تأليف أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، ويتحدث الكتاب عن موضوع مهم من الموضوعات التي تتعلق بالقرآن الكريم، وهو علم أسباب النزول، وهذا العلم يبين لنا الظرف الزمانيى والمكاني لنزول الآية.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateMay 1, 1902
ISBN9786446880420
العجاب في بيان الأسباب

Read more from ابن حجر العسقلاني

Related to العجاب في بيان الأسباب

Related ebooks

Related categories

Reviews for العجاب في بيان الأسباب

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    العجاب في بيان الأسباب - ابن حجر العسقلاني

    الغلاف

    العجاب في بيان الأسباب

    الجزء 2

    ابن حجر العسقلانيي

    852

    كتاب العجاب في بيان الأسباب، هو كتاب في أسباب نزول آيات القرآن الكريم من تأليف أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني، ويتحدث الكتاب عن موضوع مهم من الموضوعات التي تتعلق بالقرآن الكريم، وهو علم أسباب النزول، وهذا العلم يبين لنا الظرف الزمانيى والمكاني لنزول الآية.

    قلت: كلامه يوهم أن قصة عدي كانت قبل نزول قوله تعالى: {مِنَ الْفَجْر} وليس كذلك4 بل صنيع الأنصار وصنيع عدي وإن اتحد في الخيطين لكن مأخذ الغرضين مختلف ونزول {مِنَ الْفَجْر} كان بسبب الأنصار لأنهم حملوا الخيطين 1 في المحرر 2/ 126.

    2 هذا مقطع من حديث يرويه البخاري الفتح 8/ 182 ومسلم 766-767 ولفظ البخاري: عن الشعبي عن عدي قال: أخذ عدي عقالًا أبيض وعقالًا أسود، حتى كان بعض الليل نظر فلم يستبينا. فلما أصبح قال: يا رسول الله جعلت تحت وسادي. قال: إن وسادك إذًا لعريض إن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك والجملة الأخيرة عند مسلم: إن وسادتك لعريض، إنما هو سواد الليل وبياض النهار.

    2 المحرر 2/ 126 وتتمة كلامه: من رمضان إلى رمضان، تأخر البيان إلى وقت الحاجة.

    ونقل ابن حجر في الفتح 1/ 134 عن القرطبي المحدث أحمد بن عمر الأنصاري ت656هـ صاحب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم قوله: قد قيل إنه كان بين نزولهما عام كامل ولم يبين مستندًا، وكذلك ابن عطية من قبله.

    4 أن منشأ هذا ما جاء عن عدي قال: لما نزلت {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَد} عمدت إلى عقال ... رواه البخاري، ونحوه عند مسلم.

    وقال الحافظ في شرحه 4/ 132-133: ظاهره أن عديًا كان حاضرًا لما نزلت هذه الآية، وهو يقتضي تقدم إسلامه، وليس كذلك لأن نزول فرض الصوم كان متقدمًا في أوائل الهجرة، وإسلام عدي كان في التاسعة أو العاشرة، كما ذكره ابن إسحاق وغيره من أهل المغازي. فإما أن يقال: إن الآية التي في حديث الباب تأخر نزولها عن نزول فرض الصوم وهو بعيد جدًّا. وإما أن يؤول قول عدي هذا على أن المراد بقوله: لما نزلت أي: لما تليت عليَّ عند إسلامي، أو لما بلغني نزول الآية، أو في السياق حذف تقديره: لما نزلت الآية ثم قدمتُ فأسلمتُ وتعلمتُ الشرائع عمدتُ، وقد روى أحمد حديثه من طريق مجالد بلفظ علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة والصيام فقال: صل كذا وصم كذا، فإن غابت الشمس فكل حتي يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود قال: فأخذت خيطين الحديث. قلت: فحديث عدي معارض بحديث الأنصار، وقد نص فيه على نزول {مِنَ الْفَجْر} آنذاك.

    على حقيقتهما. وفعل عدي استمر بعد نزول قوله تعالى: {مِنَ الْفَجْر} حملا للخيطين على الحقيقة أيضا1، وأن المراد أن يوضح الفجر الأبيض منهما من الأسود فقيل له: إن المراد بالخيط نفس الفجر ونفس الليل2.

    99 - قوله ز تعالى: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد} .

    قال مقاتل بن سليمان3: نزلت في علي وعمار [بن ياسر] وأبي عبيدة [بن الجراح] كان أحدهم يعتكف فإذا أراد الغائط من السحر رجع إلى أهله فيباشر ويجامع ويغتسل4 ويرجع فنزلت.

    وعبر عنه ابن ظفر مقتصرا عليه بقوله: قيل كان علي وأبو عبيدة إذا خرجا في حال اعتكافهما لحاجة الإنسان قد يكون منها الوطء فنزلت.

    وأخرج الطبري5 من طريق سفيان -وهو الثوري - عن علقمة بن مرثد عن الضحاك بن مزاحم قال: كانوا يجامعون وهم معتكفون حتى نزلت {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد} 6. 1 ويؤيد هذا أيضا ما قاله الحافظ 4/ 134: وقد روى ابن أبي حاتم من طريق أبي أسامة عن مجالد في حديث عدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما أخبره بما صنع: يابن حاتم ألم أقل لك: {مِنَ الْفَجْرِ} وللطبراني وجه آخر عن مجالد وغيره: فقال عدي: يا رسول الله كل شيء أوصيتني قد حفظته غير الخيط الأبيض من الخيط الأسود، إني بت البارحة معي خيطان أنظر إلى هذا وإلى هذا، قال: إنما هو الذي في السماء".

    2 وانظر مزيد بيان في الفتح 4/ 132-136.

    3 1/ 91 وما بين المعقوفين زيادة منه.

    4 في الأصل: يقبل وهو تحريف.

    5 3/ 541 3039.

    6 مرسل رجاله المذكورون ثقات وعلقمة هو الحضرمي، أبو الحارث الكوفي، ثقة من السادسة، أخرج عند الستة التقريب 391 ولكن الشيخ الطبري سفيان بن وكيع عن أبيه، وسفيان كما في التقريب 245: كان صدوقًا إلا أنه ابتلي بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه.

    1 3/ 541 3040.

    وفي رواية له1 من هذا الوجه: كان الرجل إذا اعتكف فخرج من المسجد2 جامع إن شاء فنزلت، يقول: لا تقربوهن ما دمتم عاكفين في مسجد ولا غيره.

    ومن طريق سعيد2 عن قتادة: كان الرجل إذا خرج من المسجد وهو معتكف فلقي امرأته باشرها فنهاهم الله عن ذلك، وأخبرهم أن ذلك لا يصلح حتى يقضي اعتكافه.

    ومن طريق معمر عن قتادة نحوه4.

    ومن طريق ابن جريج قال5: قال ابن عباس: كانوا إذا اعتكفوا فخرج الرجل إلى الغائط جامع امرأته ثم اغتسل، ثم رجع إلى اعتكافه فنهوا عن ذلك.

    ومن طريق أبي جعفر الرازي6 عن الربيع بن أنس: كان أناس يصيبون نساءهم وهم عكوف فنهاهم الله عن ذلك.

    ومن7 طريق ابن أبي نجيح8 عن مجاهد: كان ابن عباس يقول: من خرج من بيته إلى بيت الله فلا يقرب النساء ومن طريق ابن جريج قال9: قال مجاهد: نهوا عن 1 3/ 541 3040.

    2 في الأصل: المساجد.

    3 3/ 541 3043.

    4 3/ 543 3047 وهو في تفسير عبد الرزاق.

    5 3/ 542 3048 وفي النقل اختصار.

    6 3/ 541 3042.

    7 على من رمز الصحة.

    8 3/ 542 3046.

    9 3/ 542 3048.

    جماع النساء في المساجد حيث كانت الأنصار تجامع.

    100 - قوله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِل} الآية 188.

    قال الواحدي1: قال مقاتل بن حيان: نزلت هذه الآية في امرئ القيس بن عابس الكندي وفي عيدان2 بن أشوع الحضرمي وذلك أنهما3 احتكما إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أرض فكان امرؤ القيس المطلوب وعيدان الطالب فأنزل الله تعالى هذه الآية فحكم عيدان في أرضه ولم يخاصمه4.

    قلت: كذا رأيت فيه: ابن حيان وقد وجدته في "تفسير مقاتل بن سليمان5 وقال في آخره ولم يكن لعيدان6 بينه وأراد امرؤ القيس أن يحلف فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} فلما سمعها امرؤ القيس كره أن يحلف فلم يخاصمه في أرضه وحكمه فيها فنزلت7.

    وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن دينار8 عن سعيد بن جبير بنحوه. 1 ص47.

    2 في الواحدي: عبدان في مواضع ذكره الثلاثة.

    3 في الأصل: لأنهما وما أثبته أولى وهو ما في الواحدي.

    4 لا يمكن أن يكون هذا سبب نزول لعدم انطباق موضوعه على الآية، فهي تشير إلى تحريم الرشوة وليس في الرواية أن أحدًا لجأ إليها.

    ملاحظة: انظر ما سيأتي في الكلام على الآية 77 من سورة آل عمران.

    5 انظر 1/ 91-92.

    6 في تفسير مقاتل: عبدان -بالباء الموحدة.

    7 أن سياق هذه الرواية يقتضي أن ينزل مدح لامرئ القيس لاستجابته لتذكير النبي صلى الله عليه وسلم، أما أن ينزل تعريض به -بذكر الرشوة - فلا يبدو مقبولًا، والله أعلم.

    8 قال في التقريب 391: صدوق إلا أن روايته عن سعد بن جبير من صحيفة مات سنة 126 وانظر الفصل الجامع"، فقد ذكر هناك.

    وعَيدان بفتح المهملة بعدها تحتانية مثناة1 ذكره أصحاب المشتبه2.

    101 - قوله ز تعالى: {وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّام} .

    قال الماوردي3: معنى تدلوا تصيروا بها إلى الحكام4 مأخوذ من إدلاء الدلو5، ويحتمل أن يكون المعنى تقيموا بها الحجة عندهم تقول: أدلى بحجته إذا قام بها قال القرطبي6: المعنى لا تدلوا إلى الحكام بالحجج الباطلة، وقيل المعنى: لا 1 وذكره الحافظ في الإصابة 3/ 51 بهذا الاسم اعتمادًا على مقاتل وجاء اسم أبيه أسوع وهو تحريف وقال: وقع في تفسير الماوردي 1/ 208: عيدان بن ربيعة: قلت: وجاء في المطبوع: "عبدان وهو تحريف.

    2 الذي رأيته في الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب: لابن ماكولا ت475 6/ 89: وأما عيدان -بفتح العين وبالياء المعجمة باثنتين من تحتها - فهو ربيعة بن عيدان بن ربيعة ذي العرف بن وائل ذي طواف الحضرمي، قال ابن يونس: من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، شهد فتح مصر. وقال عبد الغني: ويقال: عيدان -بكسر العين وبالباء المعجمة بواحدة- وفي هامشه تعليق للشيخ اليماني مهم فانظره إذن: ربيعة بن عيدان، وبهذا الاسم ذكره الحافظ في الإصابة 1/ 501 وقال في ضبط اسم أبيه: "بفتح المهملة وسكون التحتانية على المشهور الحضرمي، ويقال: الكندي.

    روى الطبراني من طريق عبد الملك بن عمير عن علقمة بن وائل عن أبيه قال:

    كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه خصمان فقال أحدهما: يا رسول الله إن هذا انتزع على أرضي في الحاهلية -وهو امرؤ القيس بن عابس، وخصمه ربيعة بن عيدان - الحديث.

    وأصله في مسلم من حديث علقمة دون تسميتها، وله طرق ثم نقل كلام ابن يونس الذي نقله ابن موكالا.

    3 1/ 207 وفي النقل تصرف.

    4 هذه العبارة ساقطة من تفسير الماوردي.

    5 في الماوردي زيادة: إذا أرسلته.

    6 انظر الجامع 2/ 226-227. وفيه تصرف.

    تصانعوا بأموالكم الحكام فترشوهم ليقضوا لكم".

    قال ابن عطية1: ويترجح هذا القول بأن الحكام مظنة الرشوة [إلا من عصم وهو] الأقل قال: "واللفظتان متناسبان2 لأن تدلوا من إرسال الدلو والرشوة من الرشا كأنها يمد3 بها [لتقضي الحاجة] .

    وقال الرازي4: قيل المراد ما لا بينة عليه كالودائع، وقيل شهادة الزور وقيل: في دفع الأوصياء بعض مال الأيتام إلى الحاكم، وقيل: أن يحلف ليذهب حق غريمه، وقيل: نزلت في الرشوة، وهو الظاهر، وإن كان الكل منهيا عنه5.

    قلت: بل السبب لا يعدل عن كونه مرادا وإن كان اللفظ يتناول غيره6.

    102 - قوله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجّ} .

    قال الواحدي7: "قال معاذ بن جبل: يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة فأنزل الله تعالى هذه الآية.

    وقال قتادة: وذكر لنا أنهم سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم لم خلقت8 هذه الأهلة؟ فأنزل 1 المحرر الوجيز 2/ 132 وما بين المعقوفين زدته منه.

    2 في المحرر: وأيضًا فإن اللفظتين.

    3 في الأصل: تمد ووضع الناسخ عليها. ط وأثبتُ ما في المحرر.

    4 انظر تفسيره 5/ 128 وفي النقل تصرف كثير وحذف.

    5 لفظ الرازي في العبارة الأخيرة: ولا يبعد أيضًا اللفظ على الكل؛ لأنها بأسرها أكل بالباطل.

    6 أين السبب هنا فالمذكور كله من باب التفسير.

    7 ص47.

    8 في الأصل: اختلفت. وهو تحريف وأثبت ما في الواحدي.

    الله تعالى: {قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} .

    وقال الكلبي: نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة1 -بفتح المهملة والنون - وهما رجلان من الأنصار، قالا يا رسول الله: ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود2 كما كان على حال واحد؟ فنزلت هذه الآية.

    قلت: أما الأول فلم أر له سندا إلى معاذ ويحتمل أن يكون اختصره أولًا3 ثم أورده مبسوطا.

    وأما أثر قتادة فأخرجه يحيى بن سلام عن شعبة عنه بهذا اللفظ، وأخرجه الطبري4 من طريق سعيد5 بلفظ: سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لِمَ جعلت هذه الأهلة، فأنزل الله.

    ومن طريق أبي جعفر الرازي6 عن الربيع بن أنس ذكر لنا أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لِمَ خلقت الأهلة فنزلت.

    ومن طريق ابن جريج7 قال: قال ناس. فذكر مثله. 1 تحرف في تفسير الزمخشري 1/ 340 والرازي 5/ 129 إلى غنم وفي الفتح السماوي للمناوي 1/ 231 إلى غنمة.

    2 فيه: يكون.

    3 أي: اختصره من قول الكلبي.

    4 3/ 553 3067 وفي النقل اختصار.

    5 وضع الناسخ فوقه: كذا وكأنه ظنه خطأ، وليس الأمر كذلك، ويقصد الطبري: من طريق سعيد -وهو ابن أبي عروبة - عن قتادة، وقد مر كثيرًا وانظر المقدمة.

    6 3/ 553 3068 باختصار.

    7 3/ 554 3070.

    وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي العالية قال: بلغنا أنهم قالوا فذكر مثله.

    وأما أثر الكلبي فلعله في تفسيره الذي يرويه عن أبي صالح عن ابن عباس1. وقد وجدت مثله في تفسير مقاتل بن سليمان2 بلفظه فلعله تلقاه عنه وقد توارد من لا يد لهم في صناعة الحديث على الجزم بأن هذا كان سبب النزول مع وهاء السند فيه ولا شعور عندهم بذلك بل كاد يكون مقطوعا به لكثرة من ينقله من المفسرين وغيرهم.

    قال الفخر الرازي:3 ليس في الآية عن أي شيء سألوا لكن الجواب بقوله: {هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاس} يدل على أنهم سألوا عن الحكمة في تغيرها والله أعلم.

    103 - قوله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} [الآية: 189] .

    1 - أسند الواحدي4 من طريق شعبة عن أبي إسحاق سمعت البراء يقول: كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها، فجاء رجل فدخل من قبل بابه فكأنه عير بذلك، فنزلت هذه الآية. متفق عليه5. 1 وقد نقل الحافظ أثره في كتابه الإصابة في ترجمة ثعلبة 1/ 201 وسماه ابن الكلبي وقال المناوي في الفتح السماوي 1/ 232 : قال الولي العراقي: لم أقف له إسناد، واستدرك عليه فإن ابن عساكر أخرجه في تاريخه ج1/ ق6/ ب من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، لكنه إسناده واه. أفدت تعيين الموضع من المحقق، وقد عزاه السيوطي في اللباب ص35 إلى أبي نعيم وابن عساكر.

    2 انظر 1/ 92 وجاء فيه: ثعلبة بن غنمة -بالغين - وهو تحريف.

    3 في تفسيره 5/ 129-130 والنقل بالمعنى

    4 ص48.

    5 رواه البخاري عن أبي الوليد في كتاب العمرة باب قول الله {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} الفتح 3/ 621 ومسلم، في كتاب التفسير 4/ 2319، ولم يعزه إليه الحافظ في شرح حديث البخاري المذكور ولا ابن كثير في تفسيره وكذلك السيوطي في الدر وفي اللباب والشيخ أحمد شاكر في تخريج الطبري.

    ورواه كذلك النسائي في الحج والتفسير كما في التحفة 2/ 53.

    ومن طريق الأعمش1 عن أبي سفيان عن جابر: كانت قريش تدعى الحمس، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان إذ خرج من بابه، وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري فقالوا: يا رسول الله: إن قطبة بن عامر رجل2 فاجر وإنه خرج معك من الباب فقال: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت. فقال: إني أحمس3 قال: إن ديني دينك. فأنزل الله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} .

    قلت: حديث جابر أخرجه ابن خزيمة4 والحاكم5، وهو على شرط مسلم ولكن اختلف في إرساله ووصله6. وحديث البراء له شاهد قوي، وله عدة متابعات 1 أي: أسند الواحدي من طريقه.

    2 في الأصل: تاجر ووضع الناسخ عليها: ط وكذلك في تفسير ابن كثير 1/ 225، وهو تحريف لا معنى لـتاجر هنا.

    3 في الواحدي والحاكم والفتح: أحمسي، وهو تحريف فالحمس جمع مفرده أحمس وفي ابن كثير كما هنا.

    4 ليس هذا الحديث في القسم المطبوع من صحيحه.

    وابن حزيمة علم معروف توفي سنة 311 انظر ترجمته في السير للذهبي 14/ 365-382 وصحيحه من مرويات الحافظ انظر المعجم المهفرس ص20.

    5 المستدرك، كتاب المناسك 1/ 483 وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه الزيادة ووافقه الذهبي، قال الوادي في الصحيح المسند من أسباب النزول ص27: وليس كما قالا، فإن أبا الجواب وهو الأحوص بن جواب وعمار بن رزيق لم يخرج لهما البخاري شيئًا في تهذيب التهذيب فهو على شرط مسلم فقط.

    6 وكذلك قال في الفتح 3/ 621 وبين من أرسله بقوله: فرواه عبد بن حميد عنه أي: عن الأعمش فلم يذكر جابرًا، أخرجه بقي وأبو الشيخ في تفسيرهما من طريقه وانظر لزامًا الإصابة ترجمة قطبة بن عامر 3/ 37.

    ملاحظة: جاء في الفتح تقي وهذا تصحيف والمراد بقي بن مخلد وله تفسير قال عنه ابن حزم: أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره، لا تفسير، ولا تفسير ابن جرير، ولا غيره. وانظر طبقات المفسرين للداودي 1/ 119.

    مرسلة1.

    ثم قال الواحدي2: قال المفسرون: كان الناس في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا أحرم الرجل منهم بالحج أو العمرة، لم يدخل حائطا ولا دارا ولا بيتا من بابه، فإن كان من أهل المدر3 نقب نقبا في ظهر بيته منه، يدخل ويخرج، أو يتخذ سلما فيصعد فيه، وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخيمة والفسطاط ولا يدخل من الباب ولا يخرج منه4 حتى يحل من إحرامه ويرون ذلك برا5 إلا أن يكون من الحمس وهم قريش، وكنانة، وخزاعة، وثقيف، وجشم، وبنو عامر بن صعصعة، وبنو النضر بن معاوية سموا حمسا لشدتهم في دينهم قالوا6: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بيتا لبعض الأنصار فدخل رجل من الأنصار على أثره من الباب وهو محرم7 فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم دخلت من الباب وأنت محرم؟ فقال: رأيتك دخلت فدخلت على أثرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أحمس 8 فقال الرجل: 1 كما سيأتي.

    2 ص49.

    3 تحرفت في الواحدي إلى: المدن.

    4 قوله: ولا يخرج منه لم يذكر في الواحدي.

    5 في الواحدي: دينًا.

    6 في الأصل: قال ولكن الضمير يعود إلى المفسرين.

    7 في الواحدي: فأنكروا عليه.

    8 في الواحدي: أحمسي.

    إن كنت أحمس فإني أحمس1 ديننا واحد، رضيت بهديك وسمتك ودينك. فأنزل الله عز وجل هذه الآية.

    قلت: وهذا جمعه من آثار مفرقة ولم أجده عن واحد معين.

    وأخرج عبد الرزاق في تفسيره2 عن معمر عن الزهري قال: كان ناس من الأنصار إذا أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شيء، يتحرجون من ذلك، وكان الرجل يخرج مهلا بالعمرة فتبدوا له الحاجة بعدما يخرج من بيته، فيرجع فلا يدخل من باب الحجرة من أجل سقف الباب3 أن يحول بينه وبين السماء، فيفتح الجدار من قدامه4 ثم يقوم في حجرته فيأمر بحاجته. فتخرج إليه من بيته، حتى بلغنا أن رسول الله5 صلى الله عليه وسلم أهل زمن الحديبية بالعمرة، فدخل حجرة، فدخل رجل على أثره، من الأنصار من بني سلمة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إني أحمس، قال الزهري: وكان الحمس لا يبالون ذلك، فقال الأنصاري: فأنا أحمس! يقول: أنا على دينك، فأنزل الله تعالى هذه الآية. هذا مرسل رجاله ثقات أخرجه الطبري6 من طريق عبد الرزاق.

    وأخرج7 من طريق أسباط عن السدي في هذه الآية قال: إن ناسا من العرب كانوا إذا حجوا لم يدخلوا بيوتهم من أبوابها، كانوا ينقبون في أدبارها فلما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع أقبل يمشي ومعه رجل من أولئك وهو مسلم فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم باب البيت، احتبس الرجل خلفه وأبى أن يدخل، وقال: يا رسول الله، 1 فيه كذلك: إن كنت أحمسيًّا فإني أحمسي.

    2 ص19-20.

    3 في عبد الرزاق: البيت، ولكنه في الطبري كما هنا.

    4 في عبد الرزاق والطبري: ورائه.

    5 في عبد الرزاق: النبي والحافظ أورد لفظ الطبري.

    6 3/ 558 3082.

    7 أي: الطبري 3/ 559 3085.

    إني أحمس -يقول: إني محرم - وكان أولئك الذين يفعلون ذلك يسمون الحمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا أيضا أحمس: فادخل، فدخل الرجل فأنزل الله تعالى: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} .

    قلت: شذ السدي بهذه الرواية فخالف في زمان نزول الآية وخالف في من كان يفعل ذلك، فزعم أنهم الحمس والمحفوظ أنهم غير الحمس، وخالف في أن الصحابي امتنع حتى أذن له النبي صلى الله عليه وسلم والمحفوظ أنه صنع فأنكر عليه فإن أمكن الجمع بالحمل على التعدد مع بعده وإلا فالصحيح الأول1.

    وقد أخرجه الطبري وغيره من طرق أخرى:

    منها2: من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس في هذه الآية قال: كان أهل المدينة وغيرهم إذا أحرموا لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها وذلك أن يتسوروها وكان أحدهم إذا أحرم لم يدخل البيت إلا أن يتسور من ظهره، وأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل ذات يوم بيتا لبعض الأنصار ودخل رجل على أثره ممن قد أحرم فأنكروا عليه ذلك وقالوا هذا رجل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لم دخلت من الباب وقد أحرمت؟ ، قال: رأيتك يا رسول الله! دخلت على أثرك، فقال: إني أحمس -وقريش يومئذ تدعى الحمس - فقال الأنصاري: إن ديني دينك فأنزل الله هذه الآية.

    ومن طريق العوفي3 عن ابن عباس: إن رجالا من أهل المدينة كانوا إذا خاف 1 وقال الحافظ في الفتح 3/ 622: وفي مرسل الزهري أن ذلك وقع في عمرة الحديبية وفي مرسل السدي عند الطبري أيضًا أن ذلك وقع في حجة الوداع، وكأنه أخذ من قوله كانوا إذا حجوا، لكن وقع في رواية الطبري كانوا إذا أحرموا" فهذا يتناول الحج والعمرة، والأقرب ما قال الزهري. ولاحظ ما سيأتي.

    2 3/ 559-560 3087 وفيه تصرف قليل.

    3 3/ 559 3086 وفي النقل اختصار.

    أحدهم من عدوه شيئا أحرم فأمن وإذا أحرم لم يلج من بابه واتخذ ثقبا من ظهر بيته فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان بها رجل محرم فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بستانا فدخل معه ذلك المحرم، فذكر نحو ما تقدم.

    وأخرج الطبري1 وعبد بن حميد من طريق داود بن أبي هند عن قيس بن حبتر بمهملة ثم موحدة ثم مثناة كوزن جعفر2 النهشلي قال كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه ولكن من قبل ظهره وكانت الحمس تفعله فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا من حيطان المدينة ثم خرج من بابه فاتبعه رجل يقال له رفاعة بن تابوت3 ولم يكن من الحمس، فقالوا: يا رسول الله نافق رفاعة، فقال: ما حملك على ما صنعت يا رفاعة؟ قال: رأيتك خرجت فخرجت، فقال: إني من الحمس ولست أنت من الحمس فقال: يا رسول الله ديننا واحد فأنزلت {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} إلى قوله: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} .

    قلت: الرواية المتقدمة4 في تسميته قطبة بن عامر أصح5، وكذا سماه مقاتل 1 3/ 556 3077 وبين اختلاف كثير، وهذا لفظ عبد إلا قليلًا وقد نقله عنه في الإصابة في ترجمة رفاعة بن تابوت في القسم الأول 1/ 517 وفي الفتح 3/ 621.

    2 تحريف في فتح الباري 3/ 621-622 وفي الإصابة في الموضع المشار إليه، وفي الدر المنثور 1/ 492 وتفسير الماوردي 1/ 208" إلى جبير.

    3 تحرف في تفسير الماوردي 1/ 209 إلى أيوب!

    4 يقصد رواية ابن خزيمة والحاكم عن جابر.

    5 هكذا قال هنا وقال في الفتح 3/ 622 بعد أن أورد حديث جابر ثم حديث قيس: وهذا مرسل، والذي قبله أقوى إسنادًا فيجوز أن يحمل على التعدد في القصة، إلا أن في هذ المرسل نظرًا من وجه آخر؛ لأن رفاعة بن تابوت معدود في المافقين، وهو الذي هبت الريح العظيمة لموته كما وقع مبهمًا في صحيح مسلم، ومفسرًا في غيره من حديث جابر، فإن لم يحمل على أنهما رجلان توافق اسمهما واسم أبويهما وإلا فكونه قطبة بن عامر أولى، ويؤيده أن في مرسل الزهري عند الطبري فدخل رجل من الأنصار من بني سلمة" وقطبة من بني سلمة بخلاف رفاعة.

    ويدل على التعدد اختلاف القول في الإنكار على الداخل، فإن في حديث جابر، فقالوا: إن قطبة = بن سليمان في تفسيره1 وفي هذا المرسل من النكارة قوله: إن ذلك في حائط من حيطان المدينة، وما كان النبي صلى الله عليه وسلم قط وهو بالمدينة محرما.

    وأخرج عبد بن حميد من طريق مغيرة2 عن إبراهيم -هو النخعي - قال: كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا بيتا من بابه فنزلت3.

    ومن طريق شيبان عن قتادة نحوه4.

    ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد: كان أهل الجاهلية جعلوا في بيوتهم كوى في ظهورها، وأبوابا في جنوبها فنزلت5. = رجل فاجر وفي مرسل قيس بن حبتر في الأصل جبير محرف: فقالوا: يا رسول الله نافق رفاعة لكن ليس بممتنع أن يتعدد القائلون في القصة الواحدة.

    وهو كما ترى لم يجزم وإن ختم القول بذكر التعدد، وكأنه مال إلى التعدد في الإصابة فقد أورد رفاعة بن تابوت في القسم الأول 1/ 517 وذكر مرسل قيس ثم قال: وسيأتي نحو هذه القصة لقطبة في الأصل: لعطية وهو تحريف بن عامر، فلعلها وقعت لهما، وأما الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث جابر أن ريحًا عظيمة هبت فقال النبي صلى الله عليه وسم: إنما هبت لموت منافق عظيم النفاق وهو رفاعة بن تابوت، فهو آخر غير هذا، فقد جاء من وجه آخر رافع بن التابوت".

    1 وقال في الفتح 3/ 621: وكذا سماه الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن ابن عباس ... وجزم البغوي وغيره من المفسرين بأن هذا الرجل يقال له رفاعة واعتمدوا في ذلك على ما أخرجه ... وذكر مرسل قيس.

    2 هو مغيرة بن مِقْسَم الضبي مولاهم أبو هشام الكوفي الأعمى، قال في التقريب ص543: ثقة متقن إلا أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم.

    وأما شيخه إبراهيم بن يزيد فهو كذلك ثقة إلا أنه مرسل كثيرًا التقريب ص95.

    3 وأخرجه الطبري عن ابن حميد عن جرير عن مغيرة 3/ 557 3080.

    4 وأخرجه الطبري عن سعيد عنه 3/ 558 3084.

    5 وبمعناه أخرجه الطبري عنه 3/ 557 3078.

    وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج قلت لعطاء1: فقال كان أهل الجاهلية يأتون البيوت من أبوابها ويرونه برا فنزلت.

    2 - قول ز آخر: قال عبد بن حميد: حدثنا هاشم بن القاسم ثنا سليمان بن المغيرة سألت الحسن يعني البصري عن هذه الآية {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} قال: كان الرجل من أهل الجاهلية يهم بالشيء يصنعه فيحبس عن ذلك فكان لا يأتي بيتا من قبل بابه حتى يأتي الذي كان هم به وأراده2.

    وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عباد بن منصور عن الحسن أوضح منه قال: كان قوم من أهل الجاهلية إذا أراد أحدهم سفرا أو خرج من بيته يريد سفرا ثم بدا له أن يقيم ويدع سفره الذي خرج له لم يدخل البيت من بابه ولكن يتسوره فقال الله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} وذكره الزجاج3 بلفظ أن قوما من قريش وجماعة من العرب كانوا إذا خرج الرجل منهم في حاجة فلم يتيسر له رجع فلم يدخل من باب بيته سنة4. 1 أي: سأله عن هذه الآية.

    2 قال في الفتح 3/ 622: اتفقت الروايات على نزول الآية في سبب الإحرام إلا ما أخرجه عبد بن حميد بإسناد صحيح عن الحسن وذكره ثم قال: فجعل ذلك من باب الطيرة، وغيره جعل ذلك بسبب الإحرام، وخالفهم محمد بن كعب القرظي فقال: كان الرجل إذا اعتكف لم يدخل منزله من باب البيت فنزلت أخرجه ابن أبي حاتم بإسناد ضعيف، وأغرب الزجاج في معانيه فجرم بأن سبب نزولها ما روي عن الحسن، لكن ما في الصحيح أصح والله أعلم".

    ملاحظة: علق على قول الحافظ هنا: بإسناد ضعيف ما يأتي: في نسخة: صحيح من غير تعليق وهذا قصور، والسند ضعيف لأن فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف كما في كلام الحافظ في الآية: 119 وكما سيأتي قريبًا.

    3 انظر كتابه معاني القرآن وإعرابه 1/ 262.

    4 لفظ الزجاج: قيل: إنه كان قوم من قريش وجماعة من العرب إذا خرج الرجل منهم في حاجة فلم يقضها ولم تتيسر له رجع فلم يدخل من باب بيته سنة، يفعل ذلك تطيرًا. فأعلمهم الله عز وجل أن ذلك غير بر، أي: الإقامة على الوفاء بهذه السنة ليس ببر، وقال الأكثر من أهل التفسير: إنهم الحمس وهم قوم من قريش، وبنو عامر بن صعصعة وثقيف وخزاعة كانوا إذا أحرموا لا يأقطون الأقط ... وهذا قول ثان.

    وذكر الماوردي1 بنحوه وزاد في آخره تطيرا من الخيبة، فقيل2 لهم ليس في التطير بر ولكن البر أن يتقوا الله.

    3 - قول ز آخر: أخرج ابن أبي حاتم من طريق موسى بن عبيدة -أحد الضعفاء3 - عن محمد بن كعب القرظي قال: كان الرجل إذا اعتكف لم يدخل منزله من باب البيت فأنزل الله عز وجل هذه الآية.

    4 - قول ز آخر: أخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي شيبة4 عن عطاء قال: كان أهل يثرب إذا رجعوا من عيدهم دخلوا البيوت من ظهورها ويرون أن ذلك أحرى للبر فنزلت.

    5 - قول ز آخر: قال الماوردي6 ما حاصله: إنه قيل إنها نزلت في من كان يأتي النساء من غير قبلهن وكنى عن النساء بالبيوت للإيواء إليهن وعن الوطء في غير القبل بالإتيان من جهة الظهر، ونسبه لابن زيد. وحكاه مكي والمهدوي عن ابن الأنباري أيضا ورده ابن عطية7 مستبعدا له. وجل أن ذلك غير بر، أي: الإقامة على الوفاء بهذه السنة ليس ببر، وقال الأكثر من أهل التفسير: إنهم الحمس وهم قوم من قريش، وبنو عامر بن صعصعة وثقيف وخزاعة كانوا إذا أحرموا لا يأقطون الأقط ... " وهذا قول ثان.

    1 1/ 209.

    2 نصه مكان ما جاء هنا: فأمرهما الله أن يأتوا البيوت من أبوابها.

    2 انظر ميزان الاعتدال 4/ 213-214 8895.

    4 وذكر في باب الكنى من التهذيب "ثمانية رجال يكنون بأبي شيبة لم يذكر عن واحد منهم أنه يروي عن عطاء فالله أعلم!

    5 وضع الناسخ فوقها: ط.

    6 1/ 209 والنقل بالمعنى.

    7 المحرر الوجيز 2/ 183 ونصه: بعيد مغير نمط الكلام.

    6 - قول ز آخر ذكره الماوردي1 عن ابن بحر2 قال: نزلت في النسيء كانوا يؤخرون الحج فيجعلون الشهر الحرام حلالا والحلال حراما فعبر البيوت وإتيانها من ظهورها عن المخالفة في أشهر الحج، والمخالفة إتيان الأمر من خلفه، والخلف والظهر في اللغة واحد.

    وجوز الزمخشري3 وتبعه المرسي4 أن إتيان البيوت من أبوابها كناية عن 1 1/ 209 والنقل بالمعنى كذلك.

    2 في الأصل: إسحاق بدل بحر ووضع الناسخ عليه ط، وفي الهامش كلمة ذهبت في التصوير، بقي منها: ر: وفي تفسيبر الماوردي: بحر ولذلك أثبته وهو الصواب.

    ومن العلماء بالتفسير: العالم المعتزلي الأديب محمد بن بحر الأصفهاني المكنى بأبي مسلم له كتاب جامع التأويل لمحكم التنزيل على مذهب المعتزلة، أربعة عشر مجلدًا".

    انظر الفهرست لابن النديم ص136 ومعجم الأدباء لياقوت الحموي 18/ 35-38 وبغية الوعاة للسيوطي 1/ 95 وتاريخ التراث العربي لسزكين 1/ 99-100.

    ثم بعد كتابة ما تقدم وقفت على هذا القول في تفسير الرازي 5/ 163 ونسبه إلى أبي مسلم فتأكد صواب ما ذهبت إليه.

    ملاحظة: فات الأخ عمر محمد يحيى الماوردي ومنهجه في التفسير أن يذكر تفسير أبي مسلم الأصفهاني في مصادره.

    3 في الكشاف 1/ 341.

    4 ترجمه الذهبي فقال: الإمام العلامة البارع القدوة المفسر المحدث النحوي: ذو الفنون شرف الدين أبو عبد الله محمد بن السلمي الأندلسي. ولد بمرسية في أول سنة 570 أو قبل بأيام وتوفي سنة 655 بالعريش وهو متوجه إلى دمشق وصنف تفسيرًا كبيرًا لم يتمه. انظر السير 23/ 312-318.

    وتفسيره من مرويات الحافظ المعجم المفهرس ص345-346.

    وفي المكتبة الوطنية في تونس قطعة منه انظر الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط 1/ 254.

    وقد أفاد منه السيوطي في كتابه إتمام النعمة في اختصاص الإسلام بهذه الأمة المدرج في الحاوي 2/ 302.

    التمسك بالطريق المستقيم، وإتيانها من ظهورها كناية عن التمسك بالطريق الباطل1.

    وحكاه الفخر الرازي2 وقال: هذا تأويل المتكلمين وهو أولى لاتساق النظم3 كذا قال4.

    104 - قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُم} الآية 190.

    1 - قال الواحدي5 قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: نزلت في صلح الحديبية، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صد عن البيت هو وأصحابه نحر الهدي بالحديبية، ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه {ثُمَ يَأْتِيْ} 6 القابل، ويخلوا له مكة ثلاثة أيام فيطوف بالبيت ويفعل ما شاء وصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، 1 ونص الزمخشري: ويحتمل أن يكون هذا تمثيلًا لتعكيسهم في سؤالهم، وأن مثلهم فيه كمثل من يترك البيت ويدخله من ظهره. والمعنى: ليس البر وما ينبغي أن تكونوا عليه بأن تعكسوا في مسائلكم، ولكن البر من اتقى ذلك وتجنبه، ولم يجسر على مثله، ثم قال: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1