Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية
Ebook1,020 pages4 hours

المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية هو كتاب من كتب الحديث ألفه الحافظ ابن حجر العسقلاني، قسم فيه المؤلف مؤلفه على أربعة وأربعين كتابا، ثم فرع مضمون كل كتاب على أبواب تناسب ما تحتويه من أحاديث، وعدد هذه الأبواب يزيد أو ينقص حسب المادة العلمية المجموعة، وهو في كل باب يقدم المرفوع من الحديث ثم الموقوف ثم المقطوع
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateMay 1, 1902
ISBN9786395518993
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

Read more from ابن حجر العسقلاني

Related to المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

Related ebooks

Related categories

Reviews for المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية - ابن حجر العسقلاني

    الغلاف

    المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

    الجزء 4

    ابن حجر العسقلانيي

    852

    المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية هو كتاب من كتب الحديث ألفه الحافظ ابن حجر العسقلاني، قسم فيه المؤلف مؤلفه على أربعة وأربعين كتابا، ثم فرع مضمون كل كتاب على أبواب تناسب ما تحتويه من أحاديث، وعدد هذه الأبواب يزيد أو ينقص حسب المادة العلمية المجموعة، وهو في كل باب يقدم المرفوع من الحديث ثم الموقوف ثم المقطوع

    بَابُ الْوَصَايَا النَّافِعَةِ

    3122 - وقال أَبُو بكر: حدثنا أبو الأحوص عَنْ [مَنْصُورٍ]، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ غَيْرِهِ من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْهم، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ لِسَانًا ذاكراً، [أو قلباً] شاكراً، أو زوجة مُؤْمِنَةً تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ، أَوْ تيعن أَحَدَكُمْ عَلَى إِيمَانِهِ .

    [أَوْرَدْتُهُ] لِلشَّكِّ فِيهِ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ الله عَنْه وَحْدَهُ، وَسِيَاقُهُمَا أَتَمُّ.

    3123 - وقال أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عبد الله، أخبرنا يَحْيَى بِنُ أَيُّوبَ ح قال: وحدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا [ابْنُ المبارك] عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلة، قال: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: تَلِدُونَ لِلْمَوْتِ وَتُعَمِّرُونَ لِلْخَرَابِ، وَتَحْرِصُونَ عَلَى مَا يَفْنَى، وَتَذَرُونَ مَا يَبْقَى، ألا حبذا إليكم من هذه الثَّلَاثُ: الْمَوْتُ، وَالْمَرَضُ، وَالْفَقْرُ .

    قلت: وأخرجه أبو نُعيم في ترجمة أبي ذر رَضِيَ الله عَنْه في الحلية، من طريق عبد الله بن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن [عُبيد الله] بن زَحْر، قال: إن أبا ذر رَضِيَ الله عَنْه قال: فذكره، ولكنه قال في آخره: ألا حبذا المكروهان: الموت والفقر ، ولم يذكر بين [عُبيد الله] وأبي ذر رَضِيَ الله عَنْه [أحداً].

    3124 - ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا دُوَيْدٌ عَنْ عَبْدِ الواحد قال: قَالَ عِيسَى بن مريم عليه السلام: يَا بَنِي آدَمَ، لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ، تَفْنَى أَرْوَاحُكُمْ، وَتَبْقَى دِيَارُكُمْ .

    3125 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بشر بن السَرِي، ثنا الثوري عن عبد الرحمن بن عابس حدثني [أبو إياس] عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: " إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلَامُ اللَّهِ، وَأَوْثَقُ الْعُرَى كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَخَيْرُ الْمِلَلِ ملة إبراهيم عليه السلام، وَأَحْسَنُ الْقَصَصِ هَذَا الْقُرْآنُ، وَأَحْسَنُ السُّنَنِ سُنَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْرَفُ الْحَدِيثِ ذكر الله تعالى، وَخَيْرُ الْأُمُورِ عَزَائِمُهَا، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ / هَدي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وَأَشْرَفُ الْمَوْتِ قتل الشهداء، وأغير الضَّلَالَةِ الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْهُدَى، وَخَيْرُ الْعَمَلِ أَوِ الْعِلْمِ - شَكَّ بِشْرٌ -، مَا نَفَعَ، وَخَيْرُ الْهُدَى مَا اتُّبِعَ، وَشَرُّ الْعَمَى عَمَى الْقَلْبِ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَمَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى. وَنَفْسٌ تنجيها خَيْرٌ مِنْ إِمَارَةٍ لَا تحصيها، وشر الغِيْلة الغِيْلة عِنْدَ حَضْرَةِ الْمَوْتِ، وَشَرُّ النَّدَامَةِ نَدَامَةُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَأْتِي الْجُمُعَةَ أَوِ الصَّلَاةَ إِلَّا دُبُرًا، وَلَا يذكر الله تعالى إِلَّا هَجْرًا، وَأَعْظَمُ الْخَطَايَا اللِّسَانُ الْكَذُوبُ وَخَيْرُ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ، وَخَيْرُ الزَّادِ

    التَّقْوَى، وَرَأْسُ الْحِكْمَةِ مخافة الله تعالى، وَخَيْرُ مَا أُلْقِيَ فِي الْقَلْبِ الْيَقِينُ، وَالرَّيْبُ مِنَ الْكُفْرِ، وَالنَّوْحُ مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَالْغُلُولُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ، وَالْكَنْزُ كَيٌّ مِنَ النَّارِ، وَالشِّعْرُ مَزَامِيرِ إِبْلِيسَ، وَالْخَمْرُ جِمَاعُ الْإِثْمِ، وَالنِّسَاءُ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ، وَالشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ، وَشَرُّ الْمَكَاسِبِ مَكَاسِبُ الرِّبَا، وشر المآكل مأكل مَالِ الْيَتَامَى، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِنَّمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ مَا قَنَعَتْ بِهِ نَفْسُهُ، وَإِنَّمَا يَصِيرُ إِلَى مَوْضِعِ أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ، وخير الأمر ناجزه، وَأَمْلَكُ الْعَمَلِ خَوَاتِمُهُ، وَشَرُّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، وَسِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَأَكْلُ لَحْمِهِ مِنْ معاصي الله تعالى، ولحرمة مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ، ومن يَتَأَلَّ على الله تعالى يُكَذِّبْهُ، وَمَنْ يَغْفِرْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ، وَمَنْ يَعْفُ يَعْفُ اللَّهُ عَنْهُ، وَمِنْ يَكْظِمِ الْغَيْظَ يأجره الله تعالى، وَمَنْ يَصْبِرْ على الرزايا يعنه الله عزَّ وجلّ، وَمَنْ يَعْرِفِ [الْبَلَاءَ] يَصْبِرْ عَلَيْهِ، وَمَنْ لَا يَعْرِفْهُ ينكره ومن يُنْكِرْهُ يضيعه الله تبارك وتعالى، وَمَنْ يَتْبَعِ السُّمْعَةَ يُسَمِّعِ اللَّهُ به، ومن ينو الدُّنْيَا تعجزه، ومن يطلع الشَّيْطَانَ يعص الله عزَّ وجلّ، وَمَنْ يعص الله تعالى يُعَذِّبْهُ ".

    [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، ثنا أَبُو حَمْزَةَ، هُوَ الْأَعْوَرُ اسمه مَيْمُونٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كَانَ يخطُب كل عشية خَمِيسٍ بِهَذِهِ الْخُطْبَةِ، قَالَ: وَكُنَّا نَرَى أَنَّهَا خُطْبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كتاب الله تعالى، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مَوْقُوفُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يَنْفُذُكُمُ الْبَصَرُ، وَيَسْمَعُكُمُ الْمُنَادِي، وَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِنَّ السَّعِيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ .

    3126 - وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا ابن لَهِيعَةُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عن الباهلي قال: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، مَدْخَلَهُمُ الشَّامَ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: " تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ تُعْرَفُوا بِهِ، وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أهله، وإنه لن يَبْلُغْ مَنْزِلَةَ ذِي حَقٍّ أَنْ يُطَاعَ فِي معصية الله تعالى، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ، وَلَا يُبَعِّدُ مِنْ رِزْقٍ قَوْلٌ بِحَقٍّ وَتَذْكِيرُ عَظِيمٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ بَيْنَ الْعَبْدِ وبين رزقه حجاب، قال: فيترأى له رِزْقِهِ وَإِنِ اقْتَحَمَ هَتَكَ الْحِجَابَ، وَلَمْ يُدْرِكْ فَوْقَ رِزْقِهِ، وَأَدِّبُوا الْخَيْلَ، وَانْتَضِلُوا، وَانْتَعِلُوا [وَتَسَوَّكُوا]، وَتَمَعْدَدُوا، وَإِيَّاكُمْ وَأَخْلَاقَ الْعَجَمِ، وَمُجَاوِرَةَ الْجَبَّارِينَ، وَأَنْ يُرَى بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ صَلِيبٌ، وَأَنْ تَجْلِسُوا عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ، وتدخلوا الْحَمَّامَ بِغَيْرِ إِزَارٍ، وتدعوا نِسَاءَكُمْ يَدْخُلْنَ الْحَمَّامَاتِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ، وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَكْسِبُوا مِنْ عِنْدِ الْأَعَاجِمِ بَعْدَ نُزُولِكُمْ فِي [بِلَادِهِمْ] مَا يَحْبِسُكُمْ فِي أرضهم، فإنكم يوشك أَنْ تَرْجِعُوا إِلَى بِلَادِكُمْ، وَإِيَّاكُمْ والصفار أَنْ تَجْعَلُوهُ فِي رِقَابِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِأَمْوَالِ الْعَرَبِ الْمَاشِيَةِ [تزولون] بها حيث زلتم، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْأَشْرِبَةَ

    تُصْنَعُ

    مِنْ

    الزَّبِيبِ وَالْعَسَلِ وَالتَّمْرِ، فَمَا عُتِّقَ مِنْهُ، فَهُوَ خَمْرٌ لَا يَحِلُّ، وَاعْلَمُوا أن الله تعالى لَا يُزَكِّي [ثَلَاثَةَ] نَفَرٍ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُقَرِّبُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى إِمَامَهُ صَفْقَةً يُرِيدُ بِهَا الدُّنْيَا، فَإِنْ أَصَابَهَا وَفَى لَهُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا [لَمْ يَفِ] لَهُ، وَرَجُلٌ خَرَجَ بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَحَلَفَ لَقَدْ أُعْطِيَ بِهَا كَذَا وَكَذَا فَاشْتُرِيَتْ لقوله، وَسِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَلَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَهْجُرَ أَخَاكَ فَوْقَ ثَلَاثٍ، وَمَنْ أَتَى سَاحِرًا أَوْ كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

    2127 -[1] وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْعَلَاءُ أَبُو محمد الثَّقفي قال: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ مَا عَلَّمَنِي أَنْ قَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، أَحْكِمْ وُضُوءَكَ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِي آخره: " ولا تَبِيْتَنَّ ولا تُصْبِحَنَّ يَوْمًا وَفِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَإِنَّ هَذَا مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَخَذَ بِسُنَّتِي، فقد أحبني، ومن أَحَبَّنِي، فَهُوَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ، يَا بُنَيَّ، فَإِذَا علمت بِهَذَا وَحَفِظْتَ وَصِيَّتِي، / فَلَا يَكُونَنَّ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ، فَإِنَّ فِيهِ رَاحَتَكَ

    ".

    3127 -[2] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا مُحَمَّدُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، ثنا عَبَّادٌ الْمِنْقَرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، فذكر مثله، وأتمَّ منه

    .

    3127 -[3] حدثنا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ حفص بن عُبيد اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِيهِ: وَسَلِّمْ في بيتك [يَزِدُ] الله تعالى فِي بَرَكَاتِكَ، وَوَقِّرْ كَبِيرَ الْمُسْلِمِينِ، وارحم صغيرهم، أجيء أَنَا وَأَنْتَ كَهَاتَيْنِ . وَجَمَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ

    .

    3127 -[4] حدثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ أَبِي خليفة عن ضرار بْنِ مسلم، قال: سمعته يَذْكُرُهُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: أوصاني رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِي آخره: [إن نمت وَأَنْتَ طَاهِرٌ فَمُتَّ، مُتَّ] شَهِيدًا، يَا أَنَسُ، وَقِّرِ الْكَبِيرَ، وَارْحَمِ الصَّغِيرَ .

    3128 -[1] وقال عَبْدُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أنا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، هو أَبُو الْمِقْدَامِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: عَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ الله عَنْه، وَهُوَ عَلَيْنَا عَامِلٌ بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ شَابٌّ غَلِيظُ الْبَضْعَةِ، ممتلىء الْجِسْمِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ وَقَاسَى مِنَ الْعَمَلِ وَالْهَمِّ مَا قَاسَى، تَغَيَّرَتْ حَالُهُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ لَا أَكَادُ أصرف بصري [عنه]، فَقَالَ: يَا ابْنَ كَعْبٍ، إِنَّكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ نَظَرًا ما كنت تنظره إِلَيَّ مِنْ قَبْلَ، قَالَ: قُلْتُ: تُعْجِبُنِي. قَالَ: وما عَجَبُكَ؟ قَالَ: لِمَا حَالَ مِنْ لَوْنِكَ، وَنُفِيَ مِنْ شَعْرِكَ، وَنَحَلَ مِنْ جسمك، قال: وكيف لَوْ رَأَيْتَنِي بَعْدَ ثَلَاثٍ، حِينَ تَسِيلُ حدقتاي عَلَى وَجْهِي، [وَيَسِيلُ] مَنْخَرَايَ وَفَمِي صديداً ودوداً، أكنت لِي أَشَدَّ نُكْرَةً؟ أَعِدْ عَلَيَّ حَدِيثًا كُنْتَ حَدَّثْتَنِيهِ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، وَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شَرَفًا، وَإِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةَ، وَإِنَّمَا يُجَالَسُ بِالْأَمَانَةِ، وَاقْتُلُوا الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي صَلَاتِكُمْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ، فليتق الله تعالى، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ، فَلْيَتَوَكَّلْ على الله عز وجل، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ، فَلْيَكُنْ [بِمَا فِي] يد الله تبارك وتعالى أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ. أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَزَلَ وَحْدَهُ وَمَنَعَ رِفْدَهُ، وجلد عبده. ألا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ مِنْ هَذَا؟ قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يُبْغِضِ النَّاسَ وَيُبْغِضُونَهُ. أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟ ، قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يُقِلْ عَثْرَةً، وَلَمْ يَقْبَلْ مَعْذِرَةً، وَلَمْ يَغْفِرْ ذَنْبًا. أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟ ، قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يُرْجَ خَيْرُهُ،

    وَلَمْ يُؤْمَنْ شَرُّهُ، إِنَّ عِيسَى بن مريم عليه السلام قَامَ فِي قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَا تَكَلَّمُوا [بِالْحِكْمَةِ] عِنْدَ الْجَاهِلِ فَتَظْلِمُوهَا، وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ، وَلَا تَظْلِمُوا، وَلَا تُكَافِئُوا ظالماً [بظلم] [فَيَبْطُلَ] فضلكم عن رَبِّكُمْ، يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، الْأَمْرُ ثَلَاثَةٌ: أَمْرٌ بَيِّنٌ رُشْدُهُ فَاتَّبِعُوهُ، وَأَمْرٌ بَيِّنٌ غِيُّهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَأَمْرٌ اخْتُلِفَ فِيهِ فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ ".

    [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا [سُرَيْجُ] بْنُ يُونُسَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا أَبُو الْمِقْدَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: عَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عبد العزيز رضي الله، وهو علينا عَامِلٌ بالمدينة زَمَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهُوَ شَابٌّ، فَذَكَرَهُ.

    قُلْتُ: فِي السُّنَنِ شَيْءٌ مِنْ أَوَائِلِهِ.

    3129 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا هُشَيْمٌ عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ أَضْحَكَهُمْ حَدِيثُهُمْ، فَوَقَفَ فَسَلَّمَ فَقَالَ: اذْكُرُوا هَاذِمَ اللَّذَّاتِ، الْمَوْتَ . وَخَرَجَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ خَرْجَةً أُخْرَى، فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ فَقَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا . قال: وخرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا إِنَّ الْإِسْلَامَ بدأ غريباً، وسيعود غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قِيلَ لَهُ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الَّذِينَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ صَلَحُوا .

    3130 -[1] وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أبو الأحوص، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ رَجُلٍ مِنَ النَخَع قال: شَهِدْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، حِينَ حضره الموت فقال: إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اعبد الله تعالى كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي الموتى، واتق دعوات المظلوم فإنها تستجاب، وَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَشْهَدَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَصَلَاةَ الْغَدَاةِ فِي جَمَاعَةٍ، فَلْيَفْعَلْ وَلَوْ حَبْوًا .

    صَحِيحٌ لَوْلَا الْمُبْهَمُ

    .

    3130 -[2] حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: اعبد الله تعالى كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا إِلَى قَوْلِهِ: الْمَظْلُومِ ، وَزَادَ: " وَاعْلَمْ أَنَّ قَلِيلًا يُغْنِيكَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يلهيك، وإن الدِّين لَا يَبْلَى، وَأَنَّ الْبِرَّ لَا يُنْسَى.

    3131 - وقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْكُوفِيِّ، عَنْ رجل حدثه قال: أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / نهى رجلاً عَنْ ثَلَاثٍ، وَأَوْصَاهُ بثلاث، فأما [التي] نَهَاهُ عَنْهَا، فَقَالَ: لَا تَنْقُضْ عَهْدًا وَلَا تُعِنْ عَلَى نَقْضِهِ، وَلَا تَبْغِ، فَإِنَّ مَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لينصرنَّه الله تعالى، وَإِيَّاكَ وَمَكْرَ السيء، فَإِنَّهُ لَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السيء إِلَّا بِأَهْلِهِ، وَلَهُنَّ من الله تعالى طَالِبٌ ، وَأَمَّا الَّتِي أَوْصَاهُ بها: أن تكثر ذِكْرَ الْمَوْتِ، فَإِنَّهُ يُسْلِيكَ عَمَّا سِوَاهُ، وَعَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى يُسْتَجَابُ لَكَ، وَعَلَيْكَ بِالشُّكْرِ، فَإِنَّهُ زِيَادَةٌ ، ثُمَّ قرأ سفيان: [لإِن] شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ .

    3132 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا [مُعْتَمِر] قال: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: عند الله تبارك وتعالى خَزَائِنُ لِلْخَيْرِ وَالشَّرِّ، مَفَاتِيحُهَا الرِّجَالُ .

    4 -

    بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ

    3133 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: خِيَارُكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا .

    5 -

    بَابُ

    الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّينِ، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دُونَهُ 3134 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: شَيَّعْنَا [جُنْدُبًا] إِلَى حِصْنِ الْمُكَاتَبِ، فَقُلْنَا لَهُ: أَوْصِنَا. فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ نُورُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، وَهُدَى النَّهَارِ، فاعلموا بِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ، فَإِنْ عَرَضَ بَلَاءٌ، فَقَدِّمْ مَالَكَ دُونَ نفسك، فإن تَجَاوَزَ الْبَلَاءُ، فَقَدِّمْ مَالَكَ [وَنَفْسَكَ] دُونَ دِينِكَ، فَإِنَّ المحروم من حرم دِينَهُ، وَإِنَّ الْمَسْلُوبَ مَنْ سُلِبَ دِينَهُ، وَإِنَّهُ لَا غِنًى يغني بَعْدَهُ النَّارُ، ولا فقر يفقر بَعْدَهُ الْجَنَّةُ، إِنَّ النَّارَ لَا يُفَكُّ أسرهاولا يَسْتَغْنِي فَقِيرُهَا .

    صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.

    3135 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حدثنا عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ ذَكْوَانَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إن من أسوء [النَّاسِ] مَنْزِلَةً مَنْ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ .

    6 -

    باب

    ٌ

    3136 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حدثنا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ عن يوسف بن الصَّبَّاغِ، عَنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ الله عَنْه لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ شَهِدَ أَمْرًا فَكَرِهَهُ، كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهُ، وَمَنْ غَابَ عَنْ أَمْرٍ فَرَضِيَ بِهِ، كَانَ كَمَنْ شَهِدَهُ .

    7 -

    بَابُ

    الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا 3137 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرٍ، قَالَا: ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، ثنا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وهب، عن عطية بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: سمعت سلمان رَضِيَ الله عَنْه يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَا سَلْمَانُ، إِنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ .

    8 -

    بَابٌ

    3138 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أبي إسرائيل، ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي عيسى بن سَبْرة، يحدث عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسَ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه يرفعه قال: إن الله عزّ وجل يُعْطَى الدُّنْيَا عَلَى نِيَّةِ الْآخِرَةِ، وَلَا يُعْطِي الْآخِرَةَ عَلَى نِيَّةِ الدُّنْيَا .

    9 -

    بَابُ فَضْلِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فِي الزمن السوء

    3139 - قال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ، ثنا حَيْوة، أنا [شُرَحْبِيلُ] بْنُ شَرِيكٍ، أَنَّهُ سمع عبد الرحمن الحبلي يحدث، أنه سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: لَخَيْرٌ أَعْمَلُهُ الْيَوْمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِثْلَيْهِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنَّا كنا مع رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تهمنا الْآخِرَةُ وَلَا تهمنا الدُّنْيَا، وَإِنَّا الْيَوْمَ قَدْ مَالَتْ بِنَا الدُّنْيَا .

    10 -

    بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً

    3140 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بن السائب قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أبي ليلى يقول: حَدَّثَنَا فُلَانٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ: وقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تجتمع مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ، وتبقى فِيكُمْ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَتَبْقَى فِيكُمْ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، وَيَقُولُونَ: أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَا فِيهِمْ رَجُلًا لَمْ يُصِبْهُ خَيْرٌ قَطُّ، وَلَا بَلَاءٌ قَطُّ، إِلَّا عَلِمَ أَنَّهُ مِنْكَ، فَيَقُولُ: ابتلوا عبدي، أو زيدوا عَبْدِي ، قَالَ سفيان: لا أدري بأيتهما بدأ، قال: فَيَبْتَلُونَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: ابْتَلُوهُ فَيُبْتَلَى، ثُمَّ يَقُولُ: ابْتَلُوهُ وَهُوَ أَعْلَمُ فَيَقُولُونَ: انْتَهَى الْبَلَاءُ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ: زِيدُوهُ، فَيُزَادُ، ثُمَّ يَقُولُ: زِيدُوهُ، فَيُزَادُ، ثُمَّ يقول: زيدوه، فيزاد، ثم يَقُولُ: زِيدُوهُ، وَهُوَ أَعْلَمُ فَيَقُولُونَ: انْتَهَى الْمَزِيدُ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عَبْدِي فِي الْبَلَاءِ، وَكَيْفَ رأيتموه فِي الرَّخَاءِ؟ فَيَقُولُونَ: أَيْ رَبِّ، أَصْبَرَ عَبْدٍ وأشكره، فَيَقُولُ: اكْتُبُوا عَبْدِي مِمَّنْ لَا يُبَدَّلُ وَلَا يُغَيَّرُ حَتَّى يَلْقَانِي .

    11 -

    بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ

    3141 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ .

    إِسْنَادُهُ حسن.

    أخرجه من حديث طويل، قد أَخْرَجُوهُ مُفَرَّقًا إِلَّا هَذِهِ الْجُمْلَةَ.

    3142 - قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا عَبْدَةُ، هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مُحْرِزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا صَبَرَ أَهْلُ بَيْتٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ عَلَى جَهْدٍ، إِلَّا أتاهم الله عزَّ وجلّ بِرِزْقٍ .

    3143 - حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن النَّاسُ [الْيَوْمَ] كشجرة ذات جناء، وَيُوشِكُ أَنْ [يَعُودَ] النَّاسُ كشجرة ذات شوك، إن نافرتهم نافروك، وإن تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، وَإِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ طلبوك . قال: قلت: وَكَيْفَ بِالْمَخْرَجِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: / تُقْرِضُهُمْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ .

    12 -

    بَابُ ذَمِّ الْغَضَبِ

    3144 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُليم، حدثني أبو عَمْرٍو مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ، ستر الله تعالى عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ، كف الله عزّ وجل عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إلى الله تعالى، قَبِلَ مِنْهُ عُذْرَهُ .

    [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا

    .

    3144 -[3] وحدثنا أَبُو مُوسَى، أنا عِيسَى بْنُ [شُعَيْبٍ] الضَّرِيرُ أبو الْفَضْلِ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمٍ النُّمَيري عَنِ [أبي عُمير] بن أَنَسٍ، [عن أبيه]، نَحْوَهُ

    .

    3144 -[4] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ [بْنُ هَاشِمٍ] الْبَزَّارُ، حدثني خَالِدُ بْنُ [بُرْدٍ] الْعِجْلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه بِهِ.

    13 -

    بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خوف الله تعالى

    3145 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ أَبُو أَيُّوبَ الرَّقِّيُّ، ثنا عِيسَى - يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ -، عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَدَرَ عَلَى طَمَعِ الدُّنْيَا، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ لَا يُؤَدِّيَهُ، زوَّجه الله تعالى من الحور الْعِينِ حَيْثُ يَشَاءُ، ومن دعته بغية إِلَى نَفْسِهَا، فَتَرَكَهَا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تبارك وتعالى، زوَّجه الله تعالى من الحور العين حيث شاء .

    14 -

    بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ

    3146 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يحيى، ثنا سفيان، حدثني أبي، ثنا أبو وَائِلٍ، عَنْ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ تَلَاطُخِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، أنه قال: قال الله تبارك وتعالى: يَا ابْنَ آدَمَ، قُمْ إِلَيَّ امش إِلَيْكَ، [وَامْشِ] إِلَيَّ، أُهَرْوِلُ إِلَيْكَ .

    صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.

    15 -

    بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ

    3147 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدٍ، هُوَ ابْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه قال: إن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه: اجْمَعْ لِي [قومك] ، فَجَمَعَهُمْ، فكانوا بِالْبَابِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ، َإِيَّاكُمْ أَنْ يَجِيءَ النَّاسُ بِالْأَعْمَالِ، وتجيؤون بِالْأَثْقَالِ تَحْمِلُونَهَا عَلَى ظُهُورِكُمْ .

    3148 - وقال الطيالسي: حدثنا عِمران الْقَطَّانُ، ثنا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِكُلِّ إِنْسَانٍ ثَلَاثَةُ أَخِلَّاءَ: فَأَمَّا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: مَا أَنْفَقْتَ فَلَكَ، وَمَا أَمْسَكْتَ فَلَيْسَ لَكَ، فَذَلِكَ مَالُهُ؛ وَأَمَا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: أنا معك، فإذا أَتَيْتَ بَابَ الْمَلِكِ، تركتك ورجعت، فذاك أَهْلُهُ وَحَشَمُهُ، وَأَمَا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ حَيْثُ دَخَلْتَ وَحَيْثُ خَرَجْتَ، فَذَلِكَ عَمَلُهُ، فَيَقُولُ: إِنْ كُنْتَ لَأَهْوَنَ الثَّلَاثَةِ عَلَيَّ .

    3149 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا فرات بن [سلمان] عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ أبي ذرّ رَضِيَ الله عَنْه قال: سَمِعْتُ خَلِيلِيَ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كَمَا لَا يُجْتَنَى مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبُ، لَا يَنْزِلُ الْفُجَّارُ مَنَازِلَ الْأَبْرَارِ، وَهُمَا طَرِيقَانِ، فَأَيَّهُمَا أَخَذْتُمْ، وَرَدَ بِكُمْ عَلَى أَهْلِهِ .

    3150 - وقال أَبُو يعلى: حدثنا مُؤَمّل، ثنا [مُكَبَّر] بْنُ عُثْمَانَ، ثنا الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ يزيد بن [مَرْثَد] الْمَذْحِجِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إن الله تبارك وتعالى بَنَى دِينَهُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَرْكَانٍ، فَمَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَلَيْهِنَّ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِنَّ، لقي الله تعالى مِنَ الفاسقين، قال: وَمَا هُنَّ [يَا أَبَا ذر]، قال رَضِيَ الله عَنْه: يُسلِّم حَلَالَ اللَّهِ لِلَّهِ، [وَحَرَامَ اللَّهِ لِلَّهِ]، وَأَمْرَ اللَّهِ لِلَّهِ، وَنَهْيَ اللَّهِ لِلَّهِ، لا يُؤْتَمَنُ عَلَيْهِنَّ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: قال أبو القاسم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كما لَا يُجْتَنَى مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبُ، كَذَلِكَ لَا يَنَالُ الْفُجَّارُ مَنَازِلَ الْأَبْرَارِ .

    16 -

    بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

    3151 -[1] قَالَ أَبُو يعلى: حدثنا أبو مَعْمَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ، قَالَ: اخْتَصَمَ إِلَى مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ رَجُلَانِ، فَشَهِدَ عَلَى أَحَدِهِمَا رَجُلٌ، فَقَالَ الْمَشْهُودُ عَلَيْهِ: وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ لِرَجُلُ صِدْقٍ، وَلَئِنْ سَأَلْتَ عَنْهُ، لَيُحْمَدَنَّ أَوْ [لَيُزَكِّيَنَّ]، وَلَقَدْ شَهِدَ عَلَيَّ بِبَاطِلٍ، وَلَا أدري ما اجترأه إِلَى ذَلِكَ. فَقَالَ مُحَارِبٌ: يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ [عَبْدَ اللَّهِ بن عمر] رَضِيَ الله عَنْهما، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَعِظُ رَجُلًا ذَلِكَ الْيَوْمَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: " وإن الطير يوم القيامة لَتَضْرِبُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَتَرْمِي بِمَا فِي أجوافها مَا لَهَا طَلِبَةٌ

    ".

    3151 -[2] وقال الْحَارِثُ: حدثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ بِهِ مُخْتَصَرًا، وَفِي آخِرِهِ: وَلَيْسَ عِنْدَهَا طَلِبَةٌ .

    17 -

    بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ

    3152 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا الْمُقْرِئُ، ثنا نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: أَلَا إِنَّ عَمَلَ الْآخِرَةِ حَزَنٌ بربرة ثَلَاثًا وَإِنَّ عَمَلَ النَّارَ سَهْلٌ بِشَهْوَةٍ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُقِيَ الْفِتَنَ .

    18 -

    بَابُ عَيْشِ السَّلَفِ

    3153 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، ثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، قال: أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ؟ ، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَخْرَجَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَعَدَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُهُمَا، ثُمَّ قَالَ: هَلْ [بِكُمَا] قُوَّةٌ تنطلقان إِلَى هَذَا النَّخْلِ، فَتُصِيبَانِ طَعَامًا وَشَرَابًا وَظِلًّا؟ ، قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: مُرُّوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ الْأَنْصَارِيِّ ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وأم الهيثم رَضِيَ الله عَنْها وَرَاءَ الْبَابِ، تَسْمَعُ الْكَلَامَ وَتُرِيدُ أَنْ يَزِيدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَرَادَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْصَرِفَ خَرَجَتْ أم الهيثم رَضِيَ الله عَنْها خَلْفَهُمْ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ سَمِعْتُ وَاللَّهِ تَسْلِيمَكَ /، وَلَكِنْ أردت أن تزيدنا مِنْ سَلَامِكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا، وَقَالَ: أَيْنَ أَبُو الْهَيْثَمِ؟ مَا أُرَاهُ "، قَالَتْ: هُوَ قَرِيبٌ، ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ

    لَنَا الْمَاءَ، ادْخُلُوا، فَإِنَّهُ يَأْتِي السَّاعَةَ إِنْ شاء الله تعالى، فبسطت لهم بِسَاطًا تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَجَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ وَفَرِحَ بِهِمْ، وَقَرَّتْ عَيْنُهُ بِهِمْ، وَصَعِدَ عَلَى نَخْلَةٍ فصرم عِذْقا، فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَسْبُكَ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَأْكُلُونَ مِنْ رُطَبِه ومن بُسْرِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بِمَاءٍ فَشَرِبُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ ،

    [[وَقَامَ أَبُو الْهَيْثَمِ لَيَذْبَحُ شَاةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِيَّاكَ وَاللَّبُونَ ]] (*)

    وَقَامَتْ أم الهيثم رَضِيَ الله عَنْها تَعْجِنُ لَهُمُ وَتَخْبِزُ، وَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رؤوسهم لِلْقَائِلَةِ، فَانْتَبَهُوا وَقَدْ أَدْرَكَ طعامهم، فوُضع الطعام بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا وحمدوا الله تعالى وَرَدَّتْ عَلَيْهِمْ أم الهيثم رَضِيَ الله عَنْها بَقِيَّةَ الْعِذْقِ، فَأَكَلُوا مِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا لَهُمْ

    .

    3153 -[2] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: حَتَّى أَتَيْنَا مَنْزِلَ مَالِكِ بْنِ التَّيْهَانِ أَبِي الْهَيْثَمِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنْه. وَزَادَ فِي آخره: ثم دعا لَهُمْ بِخَيْرٍ ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِأَبِي الْهَيْثَمِ: إِذَا بَلَغَكَ أَنْ قَدْ أَتَانَا رَقِيقٌ فَأْتِنَا . قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ رَضِيَ الله عَنْه: فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ أَتَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقيق، أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَعْطَانِي رَأْسًا فَكَاتَبْتُهُ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَمَا رَأَيْتُ رَأْسًا كَانَ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ.

    قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى: فَحَدَّثْتُ بِهِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُسْلِمٍ الْمَكِّيَّ، فَحَدَّثَنِي بِنَحْوِهِ، وَزَادَ فيه: قالت لهم أُمُّ الْهَيْثَمِ: لَوْ دَعَوْتَ لَنَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ . (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ 3154 - قَالَ أَبُو يَعْلَى:

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1