الأجنحة المتكسرة: جبران خليل جبران
()
About this ebook
Read more from جبران خليل جبران
البدائع والطرائف: جبران خليل جبران Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمناجاة أرواح: جبران خليل جبران Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسابق: جبران خليل جبران Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsآلهة الأرض: جبران خليل جبران Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to الأجنحة المتكسرة
Related ebooks
الأرواح المتمردة: جبران خليل جبران Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسوف أنساك قليلا: قصص قصيرة Rating: 3 out of 5 stars3/5ماجدولين: مصطفى لطفي المنفلوطي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزوج التنتين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحينما كُنّا سعداء Rating: 1 out of 5 stars1/5ما آلت إليه الأمور: سلسلة الليبيدو, #1 Rating: 5 out of 5 stars5/5الحرملك 3 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسقوط التاج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحب ابدي Rating: 4 out of 5 stars4/5العصير الأحمر: مجموعة قصصية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمقتل امرأة عادية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاحزان ملونة Rating: 5 out of 5 stars5/5من الثراء إلى المجهول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمــسارات وســفر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبروليتاريا ملحمة الحرية والنار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحرملك 2 Rating: 5 out of 5 stars5/5شمس غاربة Rating: 4 out of 5 stars4/5سارة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأمل الحسدة حقيقة نيك: سلسلة أمل الحسدة, #2 Rating: 1 out of 5 stars1/5الحقيبة Rating: 5 out of 5 stars5/5Broken Wings أجنحة متكسرة: Short Stories Collections, #1 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرغم الاعتقال: جاسوسيه ومقاومه, #5 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعندما يُعشق الزيتون Rating: 5 out of 5 stars5/5The Avenue Rating: 3 out of 5 stars3/5من غير المألوف غريس أنقذ لغرض Rating: 3 out of 5 stars3/5سر السعادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsثلاثية الأوقيانوس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبريق في عينيك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحريرُ العِنكبوت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنصت إليّ Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for الأجنحة المتكسرة
0 ratings0 reviews
Book preview
الأجنحة المتكسرة - جبران خليل جبران
جبران خليل جبران
الأجنحة المتكسرة
تاريخ الإصدار : القاهرة 2022 م
غلاف : مارينا بولس
تدقيق لغوي وتنسيق داخلي : فريق ايجي بوك
جميع حقوق النشر محفوظة، ولا يحق لأي شخص أو مؤسسة أو جهة إعادة إصدار هذا الكتاب، أو جزء منه، أو نقله بأي شكل من الأشكال، أو وسيلة من وسائل نقل المعلومات، ولا يجوز تداوله إلكترونيًا نسخًا أو تسجيلًا أو تخزينًا، دون إذن خطي من الدار
دار ايجي بوك للنشر والتوزيع
العنوان : ايجيبوك، 30 عمارات العبور- صلاح سالم- القاهرة
http://www.richardelhaj.media /
جميع الآراء الواردة في هذا الكتاب تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي دار النشر
UUID: b022b23e-9fb2-4de9-9c86-254ecb3bb282
This ebook was created with StreetLib Write
https://writeapp.io
Table of contents
إهداء
توطئة
الكآبة الخرساء
يد القضاء
في باب الهيكل
الشعلة البيضاء
العاصفة
بحيرة النار
أمام عرش الموت
بين عشتروت والمسيح
التضحية
المنقذ
الأجنحة المتكسرة
تأليف
جبران خليل جبران
إهداء
إلى التي تحدق إلى الشمس بأجفان جامدة، وتقبض على النار بأصابع غيرمرتعشة، وتسمع نغمة الروح » الكلي « من وراء ضجيج العميان وصراخهم . إلى M. E. H أرفع هذا الكتاب .
جبران
توطئة
كنت في الثامنة عشرة عندما فتح الحبّ عيني بأشعته السحرية، ولمس نفسي لأول مرة بأصابعه النارية . وكانت سلمى كرامة المرأة الأولى التي أيقظت روحي بمحاسنها، ومشت أمامي إلى جنة العواطف العلوية، حيث تمر الأيام كالأحلام وتنقضي الليالي كالأعراس .
سلمى كرامة هي علمتني عبادة الجمال بجمالها، وأرََتنْي خفايا الحب بانعطافها،وهي التي أنشدت على مسمعي أول بيت من قصيدة الحياة المعنوية.
أيّ فتى لا يذكر الصبيَّة الأولى التي أبدلت غفلة شبيبته بيقظة هائلة بلطفها، جارحة بعذوبتها، فتَّاكة بحلاوتها ؟ من منَّا لا يذوب حنيناً إلى تلك الساعة الغريبة التي إذا انتبه فيها فجأة رأى كُليَّتهَ قد انقلبت وتحولت، وأعماقه قد اتسّعت وانبسطت وتبطنت بانفعالات لذيذة بكل ما فيها من مرارة الكِتمْان، مستحبة بكل ما يكتنفها من الدموعُّ والشوق والسهاد؟
لكل فتى سلمى تظهر على حين غفلة في ربيع حياته، وتجعل لانفراده معنىً شعريٍّا،وتبُدّل وحشة أيامه بالأنس، وسكينةَ لياليه بالأنغام.
كنت حائرً ا بين تأثيرات الطبيعة وموحيات الكتب والأسفار عندما سمعت الحب يهمس بشفتي سلمى في آذان نفسي، وكانت حياتي خالية مُقْفِرة باردة شبيهة بسبات آدم في الفردوس عندما رأيت سلمى منتصبة أمامي كعمود النور . فسلمى كرامة هي حواء هذا القلب المملوء بالأسرار والعجائب، وهي التي أفهمته كُنهَْ هذا الوجود، وأوقفته كالمرآة أمام هذه الأشباح . حوّاء الأولى أخرجت آدم من الفردوس بإرادتها وانقياده، أما سلمى كرامة فأدخلتنْي إلى جنة الحب والطهر بحلاوتها واستعدادي، ولكن ما أصاب الإنسان الأوّل قد أصابني، والسيف الناريّ الذي طرده من الفردوس هو كالسيف الذي أخافنيِّ بلمعان حده، وأبعدني كرهًا عن جنة المحبة قبل أن أخالف وصيةً، وقبل أن أذوق طعم ثمار الخير والشر .
واليوم، وقد مرت الأعوام المظلمة طامسة بأقدامها رسوم تلك الأياّم، لم يبقَ لي من ذلك الحلم الجميل سوى تذكارات موجعة ترفرف كالأجنحة غير المنظورة حول رأسي،مثيرة تنهدات الأسى في أعماق صدري، مستقطرة دموع اليأس والأسف من أجفاني …وسلمى؛ سلمى الجميلة العذبة، قد ذهبت إلى ما وراء الشفق الأزرق، ولم يبقَ من آثارها في هذا العالم سوى غصّات أليمة في قلبي، وقبر رخامي منتصب في ظلال أشجار السرو.
فذلك القبر وهذا القلب هما كل ما بقي ليحدث الوجود عن سلمى كرامة، غير أن السكينة التي تخفر القبور لا تفشي ذلك السر المَصُون الذي أخفته الآلهة في ظلمات التابوت،والأغصان التي امتصّت عناصر الجسد لا تبيح بحفيفها مكنونات الحفرة . أما غصّات هذا القلب وأوجاعه فهي التي تتكلم وهي التي تنسكب الآن مع قطرات الحبر السوداء معلنة للنور أشباح تلك المأساة التي مثَّلها الحب والجمال والموت .
فيا أصدقاء شبيبتي المنتشرين في بيروت، إذا مررتم بتلك المقبرة القريبة من غابة الصنوبر فادخلوها صامتين، وسيروا ببطء كيلا تزعج أقدامُكم رفات الراقدين تحت أطباق الثرى، وقفوا متهيِّبين بجانب قبر سلمى وحيُّوا عني التراب الذي ضم جثمانها . ثم اذكروني بتنهدة قائلين في نفوسكم : ههنا دُفنت آمال ذلك الفتى الذي نفتهْ صروف الدهر إلى ما وراء البحار، وههنا توارت أمانيه، وانزوت أفراحه، وغارت دموعه، واضْمحلت ابتساماته، وبين هذه المدافن الخرساء تنمو كآبته مع أشجار السرْو والصّفصاف، وفوق هذا القبر ترفرف روحه كل ليلة مستأنسة بالذكرى،مرددة مع أشباح الوحشة ندبات الحزن والأسى، نائحة مع الغصون على صبيةّ كانت بالأمس نغمة شجية بين شفتي الحياة،ٍّفأصبحت اليوم سرا صامتاً في صدر الأرض .
أستحلفكم يا رفاق الصبا بالنساء اللواتي أحبَّتهْن قلوبكم أن تضعوا أكاليل الأزهارعلى قبر المرأة التي أحَبَّها قلبي؛ فرب زهرة تلُقونها على ضريح منسي تكون كقطرة الندى التي تسكبها أجفان الصباح بين أوراق الوردة الذابلة .
الكآبة الخرساء
أنتم أيها الناس تذكرون فجر الشبيبة فرحين باسترجاع رسومه، متأسفين على انقضائه،أما أنا فأذكره مثلما يذكر الحر المُعْتقَ جدرانَ سجنه وثقل قيوده . أنتم تدْعون تلك السنين التي تجيء بين الطفولة والشباب عهدًا ذهبيٍّا يهزأ بمتاعب الدهر وهواجسه، ويطيرمرفرفًا فوق رؤوس المشاعل والهموم مثلما تجتاز النحلة فوق المستنقعات الخبيثة سائرة نحو البساتين المزهرة، أما أنا فلا أستطيع أن أدعو سِنِي الصبا سوى عهد آلام خفية خرساء كانت تقطن قلبي وتثور كالعواصف في جوانبه، وتتكاثر نامية بنموه، ولم تجد منفذًا تنصرف منه إلى عالم المعرفة حتى دخل إليه الحب وفتح أبوابه وأنار زواياه، فالحب قد أعتق لساني فتكلمتُ،ومزق أجفاني فبكيتُ، وفتح حنجرتي فتنهدتُ وشكوتُ.
أنتم أيها الناس تذكرون الحقول والبساتين والساحات