Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

رغم الاعتقال: جاسوسيه ومقاومه, #5
رغم الاعتقال: جاسوسيه ومقاومه, #5
رغم الاعتقال: جاسوسيه ومقاومه, #5
Ebook210 pages1 hour

رغم الاعتقال: جاسوسيه ومقاومه, #5

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

رواية تظهر جانب معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال بأبشع صورها والنضال والمقاومة للعيش الكريم بأبسط صوره وتدخل الشرفاء من الأخوة العرب والداعمين للقضية الفلسطينية حتى من اليهود أنفسهم للمساعدة في كشف الحقائق بقالب جاسوسية مميز

Languageالعربية
Release dateFeb 26, 2020
ISBN9781393159278
رغم الاعتقال: جاسوسيه ومقاومه, #5
Author

Riyad Halayqa

Jordanian novelist He has four novels that were printed in Jordan, Egypt and Algeria Some of his works have been translated into French and English He has three works that will be published soon Writes fiction and drama

Related to رغم الاعتقال

Titles in the series (1)

View More

Related ebooks

Reviews for رغم الاعتقال

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    رغم الاعتقال - Riyad Halayqa

    رواية

    رياض حلايقه

    تنويه

    رغم أن هذه الرواية تفضح كثيرًا من الممارسات الإسرائيلية اليومية في كل أرجاء الوطن ضد شعبنا الفلسطيني، إلا أنها محض خيال, وإذا تشابهت الأسماء والأماكن فهذا أيضا محض صدفة.

    ––––––––

    الكاتب

    تقديم رواية رغم الاعتقال للروائي رياض حلايقية أزمة الهوية وصور الاعتقال في رواية رغم الاعتقال للروائي الفلسطيني رياض حلايقية د/ سامية غشير (الجزائر) لكل روائي رؤيته الخاصة التي يصيغ بها عالمه الروائي، والكتابة ما هي إلا انعكاس ورصد للواقع الإنساني وصوره وتجلياته المختلفة، فالواقع كان ولا يزال الملهم الأكبر للإبداع، والكاتب الحق من ينقل ذلك الواقع في قوالب فنية متميزة. الروائي الفلسطيني رياض حلايقية يمثل أحد الروائيين الحداثيين في وطننا العربي، فقد أثرى المكتبة العربية بأعمال إبداعية هامة جدا، وفي روايته الجديدة رغم الاعتقال يعالج موضوعات هامة جدا وهي القضية الفلسطينية، وإشكالية الهوية، وعلاقة الأنا الفلسطيني بالآخر الصهيوني، وهذه الموضوعات تعد من أبرز القضايا التي احتفى بها الكتاب المعاصرون في أعمالهم الروائية. انبنت الرواية على تيمات متناقضة: الحب/ الكراهية، الحوار/ الصراع، الوطن/ الغربة، فعنوان الرواية منفتح على مرجعيات شتى، فالاعتقال هنا لا يقصد به الاعتقال السياسي فحسب، بل تمتد دلالاته إلى الاعتقال الاجتماعي، والعاطفي والفكري، وغيرها، عنوان يحمل دلالات التحدي والصمود والرغبة الشديدة في الانعتاق من أسر الآخر الصهيوني الغاشم. يشتغل الروائي على الهم الوطني الفلسطيني، ويرصد يوميات الفلسطينيين الذين يعانون من الاستعباد والقمع والموت وطمس معالم الهوية، فالرواية تنفتح على سياقات سياسية، واجتماعية، وإنسانية، يحاكي من خلالها الروائي حياة الشعب الفلسطيني المؤلمة والملوثة بروائح العنصرية والكراهية والرفض من قبل الآخر الصهيوني. فهو لا يتوقف عند تصوير ممارسات السلطة الإسرائيلية الإجرامية؛ بل يتعداها إلى ما هو أفضع من خلال تشخيصه للأصوات المقموعة وبحثه في أزمة الهوية، وضياع الوطن، واغتراب الإنسان الفلسطيني في وطنه المسلوب منه. تجسد الرواية مأساة الفلسطينيين عبر عدة شخصيات عانت الألم والقهر والعذاب الجسدي والنفسي، منها بطل الرواية فؤاد المراقب من قبل المخابرات الإسرائيلية، وقد أدخل السجن ظلما وتعسفا، وزوجته دلال التي تمظهرت في صورة المرأة الأنموذج التي تناضل في سبيل تحرير زوجها، والعثور على ابنها المخطوف من قبل الجواسيس الإسرائيليين، وهي إشارة رمزية من قبل الروائي إلى اغتصاب أرض فلسطين من قبل اليهود.عام 68 وقد هيمن في الرواية صوت الأنا الفلسطيني على الأخر الإسرائيلي، كمحاولة من الكاتب الانتصار للفلسطينيين الذين يعانون من اعتقال مادي ومعنوي امتد واتسع مداه، غير أن الاستسلام وتغييب مقاومة الآخر تجلى في نهاية الرواية، وكأن الروائي مؤمن إيمانا عميقا أن المثقف غير قادر على تغيير الأوضاع، ومقاومة المحتل، وأن نور النصر مازال بعيدا. إن رواية رغم الاعتقال تجسد بصدق وعمق وجع الإنسان الفلسطيني ومأساته وانتكاسته، وهي صورة عن ضياع أوطاننا العربية التي أغتصبت وأستعبدت، فأنتزعت هويتها، وعبث بمصير شعوبها، وقد أفلح الكاتب في تشريح العوالم الفكرية والنفسية للشخصيات، عبر لغة متعددة الأنساق والمرجعيات، وأظهر براعته الكبيرة في هندسة الأمكنة دلاليا وجماليا، ودقته في وصف العوالم الخارجية والمكنونات الداخلية. إن الامتزاج الحميمي للرواية بالواقع الفلسطيني، وإغراقها في تصوير وحشية الآخر الصهيوني، وتشريح مواطن الحزن والوجع واغتراب الذات، يجعل منها رواية هامة تستوقف القارىء العربي، وتدفعه للتفاعل الإنساني مع أبرز قضايا أمته..

    لمحة

    عندما تحلم بالجنة، ويكون دخولها قاب قوسين أو أدنى. عندما تنعم بدفئها وفاكهتها وحتى حورها، وتُفاجأ في لمح البصر أنك في سقر لا يطاق، وتصحو من حلم جميل إلى حقيقة مؤلمة؛ يكون المصاب عظيما والحياة جحيما, هذا ما عاشه فؤاد ودلال لحظة بلحظة خلال سبع سنوات عجافٍ، وخمسٍ وعشرين عامًا من الفقد والبُعد والحرمان.

    ––––––––

    كانت عقاربُ الساعة تُشير إلى الخامسة صباحًا من يوم الجمعة الأخيرة من شهر أيلول عندما وجد نفسه في زنزانة حقيرة في سجن عوفر غرب مدينة رام الله, الجو خانق, الرائحة قاتلة, المساحة ضيقة جدا, ما زال الألم يجزّ كل ذرة في جسمه من أثر الضرب المبرح عندما هوجم من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي, بالرغم من هذا الألم الذي يُنسي المرء كل شيء في الوجود، ورغم أنه مسجون في زنزانة لا يستطيع النوم فيها لصغرها ورائحتها الكريهة, مع ذلك كله لم ينسَ عروسه التي بقيت في غرفتها تنتحب, تراءى له خيالها متكورة في زاوية الغرفة والدم ينزف من وجهها الذي تغيّرت ملامحه, بكى بألم, ضرب رأسه بالحائط، صاح بأعلى صوته, صوته الذي بقي محبوسًا معه لم يتعدَّ جدران زنزانته, رفع يديه لربِّ السماء وتمتم وابتهل لربه يناجيه, ويناجي عروسه في بكاء صامتٍ: لا أملك لكِ من الله شيئا في ظلمة السجن والقهر والذل الذي أصابني إلا الدعاء وأنا أسجد بين يدي ربي – سبحانه- أن يُعيد لكِ ابتسامتكِ التي سحرتني من أول سهم رميتني به من عينيك, ألا تذكرين يا دلال تلك اللحظة التي هزّت كل ذرة من كياني, كنتُ ملاكك الحارس دون أن أشعر، وكنتِ ملكة قلبي دون أن تشعرين. صدقيني يا حبيبتي، أنا الآن أعيش في جحيم، وأعلم بما تعانين، وكأني أراكِ أمامي حزينة تنتحبين, يا لحظّي العاثر! ويا لقسوة الحياة التي نعيش! لماذا يُقطف الورد عن أمه؛ ليتمتع به للحظات مَن يملك القوة أو المال ثم يُرمى به في القمامة؟ أليس ذلك كوأد البنات في الجاهلية؟ أليس ذلك كقتل الحلم في قلوبٍ هائمة تعشق الحياة؟

    لو كنتُ أعلم أن هذا مصيركِ يا حياتي ما اقتربتُ منكِ, حتى لو سُجنتُ! لو كنتُ أعلم أن القدر يتربّص بي؛ ليبعدني عنكِ في أول ليلة لنا تحت سقف واحد لاخترت أن أراكِ سعيدة مهما تعذبتُ على أن تعيشي رهبة هذه الليلة حين قبضوا علي وأنا بين أحضانكِ في نعيم, حسبي الله ونعم الوكيل.

    *********

    هذا حال فؤاد في منتصف ليلة النعيم بعد أن فرّق العدو الصهيوني بينه وبين عروسه؛ فأصبح فؤاد في غياهب السجن اللعين، ودلال في حالة هستيرية لا تُطاق.

    ******

    كان ينتظره مستقبلا مشرقا, فهو متفوق في جامعته، مؤهّل لإكمال الدكتوراه في باريس على نفقة المصنع الذي يعمل فيه، والتخرج قاب قوسين أو أدنى, فتح له مدير المصنع الذي يعمل فيه بعد الجامعة الآفاق واسعة؛ ليحتل مركزا مرموقا فيه، وربما في البلدة كلها.

    لم يكن يعلم فؤاد أن دراسته في جامعة بيرزت  التي تخرّج فيها بمرتبة الشرف من كلية العلوم -تخصص كيمياء- ستكون جحيمًا لا يُطاق.

    هذا الشاب ذو البشرة الحنطية  بوجهه الوضّاء، وشعره الكستنائي، وعينين عسليتين حزينتين على الدوام، وجسم رياضي رشيق، جميل الخلق، حسن العشرة، حاد الذكاء, جبهته عريضة تنمُّ عن ذكاء حاد، إلا أنك من نظرتك الأولى له تعرف أنه شاب محطم, نفسيته متعبة, مع ذلك لا يعرف هذا إلا مَن كان ذا نظرة ثاقبة؛ لأنه كان يسيطر على نفسه برباطة جأشه وقدرته على التكيف مع الآخرين. 

    منذ اللحظة الأولى لدخوله الجامعة وهو يعي تمامًا وضعه الاجتماعي والمادي، كان صوب عينيه هدفٌ واحدٌ، هو التخرج بمرتبة الشرف؛ عله يحصل على بعثة للخارج، فكان طموحه كبيرا جدا لا حدود له, كيف لا وقد كان من الخمسة الأوائل على فلسطين في الثانوية العامة، أغلق قلبه عن الحب وشرعه للعلم والدراسة, مع ذلك كله كان له قلب يتعذّب بصمت وهو يشاهد الفتيات من حوله على الدوام والشباب والصبايا في سعادة غامرة, يراقبهم مجتمعين في الحدائق والساحات, كان يعيش المتناقضات في كل حياته ما بين العمل والجامعة، وما بين الحب والدراسة، وكان في بيته مثالا للابن البارّ, لقد نجح في ذلك نجاحا باهرا، ثم سقط مرة واحدة دون سابق إنذار.

    لأول مرة تجمعه الحياة مع فتاة في مكان واحد وحيدين, التقى بها في مكان ذي حرمة, ربما لم يسبق لأحد أن قابل فتاة فيه أبدا, كان ذلك قبل عامين في مدينة بيرزيت بطريقة لم تخطر على بال أحد, في لحظة خروج الطلاب من الجامعة كانت سيارات جند الاحتلال تستعرض عضلاتها كالعادة في شوارع المدينة بشكل يُوحي بالتحدي, أثار ذلك حب الانتقام لدى الشباب, اشتبكوا معها بالحجارة والزجاجات، وبدأ إطلاق العيارات المطاطية والحية وقنابل الغاز, بدأت المطاردات في أحياء المدينة بشكل جنوني, كانت سيارات الإسعاف متأهبة لنقل المصابين إلى المشافي القريبة, كان فؤاد من بين الطلاب, انهالوا عليها بقوة، وطاردوا الجند المترجلة، وكانت ثمة إصابات بين الجانبين؛ مما دعا الجند لملاحقتهم, فرّ فؤاد إلى شارع خلفي، وتبعه عدد من الجند حتى وصل إلى طريق مسدود, كان فؤاد في تلك اللحظة قد اختفى من أمامهم في لمح البصر, وجد نفسه أمام منزل فقرع الباب بعنف, خرج صاحبه أخبره أن الجند يطاردونه؛ فأدخله المنزل على عجل, فقد الجند رؤيته، أخذوا يقرعون باب كل بيت في الحي, يقتحمونه ويعيثون فيه فسادا, لمّا اقتربوا من بيت الرجل خاف على الشاب فأدخله حمام المنزل سمع صوت الباب يُطرق بعنف, فتح الرجل باب البيت فاندفعوا كالثيران الهائجة، دفعوا الرجل حتى كاد يقع أرضًا، اقتحموا المنزل يبحثون عنه  في كلِّ غرفة حتى لم يبقَ إلا الحمام, وقف الرجل على الباب يمنعهم من الدخول, أخبرهم أن ابنته في الداخل تستحمّ, لم يمنعهم ذلك من فتح الباب ولو عنوة, طلب الرجل من ابنته أن تضع شيئا عليها, عندما أطلّت برأسها تتدثّر بالمنشفة وشعرها مبلل يقطر ماءً نديا، نظر الجنود بعضهم إلى بعض وانصرفوا, وحال الرجل يقول: صرف الله قلوبكم يا أعداء

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1