Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

دليل الطالب الناجح و أسس نهج التحصيل العلمي المثمر
دليل الطالب الناجح و أسس نهج التحصيل العلمي المثمر
دليل الطالب الناجح و أسس نهج التحصيل العلمي المثمر
Ebook1,230 pages9 hours

دليل الطالب الناجح و أسس نهج التحصيل العلمي المثمر

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

دليل الطالب الناجح و أسس نهج التحصيل العلمي المثمر كتاب موسوعي شامل الذي تفضلت الأستاذة الفاضلة شيراز محمد خضر بإعداده باللغة الإنجليزية وجمع وتنقيح مصادره العلمية واختيار الأنسب منها كخلاصة مكثفة لتساعد الطالب في رحلته العلمية وتنير دربه وتحاول تخفيف و تلطيف آلام التعثر في جلجلة التجربة والتعلم من النتائج الخاطئة لتلك التجارب في مقاربة العملية الدراسية من هذه الزاوية أو تلك، و ذلك عبر رسم خارطة طريق منهجية لكيفية جعل العملية التعليمية عملية ممنهجة واضحة الأهداف وقادرة على التكيف مع كل المتغيرات التي قد تطرأ عليها.


 


وهو كتاب استثنائي في أهميته لكل الأجيال العربية الشغوفة علمياً ومعرفياً قام بالتقديم له باللغة العربية الأستاذ الدكتور مصعب قاسم عزاوي، وتفضلت الأستاذة الفاضلة شيراز محمد خضر مشكورة بتقديم الكتاب بكليته هدية لإدارة دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن من أجل ترجمته إلى اللغة العربية، وتقديمه بشكل ميسر للقارئ العربي الكريم.

Languageالعربية
PublisherPublishdrive
Release dateDec 13, 2022
دليل الطالب الناجح و أسس نهج التحصيل العلمي المثمر

Read more from مصعب قاسم عزاوي

Related to دليل الطالب الناجح و أسس نهج التحصيل العلمي المثمر

Related ebooks

Reviews for دليل الطالب الناجح و أسس نهج التحصيل العلمي المثمر

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    دليل الطالب الناجح و أسس نهج التحصيل العلمي المثمر - مصعب قاسم عزاوي

    نهج التحصيل العلمي المثمر

    كثير من الطلاب الأعزاء في مختلف المراحل التعليمية يخفقون في تحقيق الأهداف المنشودة من جهودهم وانخراطهم في العملية الدراسية ليس لخلل أو نقص في رغبتهم في الجهد والاجتهاد وتحقيق ما يصبون إليه بحق، وإنما لافتقداهم لمهارات وأسلوب ومنهج التحصيل العلمي الحاذق والمبأر والمكثف بشكل يستند ويتكئ مستبصراً على مختلف المهارات والإمكانيات العقلية التي لا يتساوى كل البشر فيها، وهو ما يستدعي من كل طالب تَكَشُّفَ قدراته العقلية الكامنة في كينونته بشكل حاذق وفاعل، واستثمارها بالشكل الأمثل، وفي الموقع الأكثر صواباً.

    ومن الناحية المنهجية فإن جميع الدراسات العلمية تشير بوضوح إلى أن تفاوت الأداء الدراسي بين الطلاب في مختلف مراحلهم العمرية لا يعود لاختلاف في قدراتهم العقلية وإنما لاختلاف في مستوى إتقانهم لفن الدراسة والتحصيل العلمي الناجح، واستكشاف قدراتهم الذاتية التي يتميزون بها والاتكاء عليها بشكل أكثر منهجية يمكنها من الإثمار لاحقاً بشكل يتفق مع طموحات الطالب في تعزيز نتائج تحصيله العلمي.

    ومن الناحية العملية فهناك طلاب أكثر ميلاً للاتكاء في سياق تحصيلهم العلمي على الذاكرة البصرية، وقليل يميلون للاعتماد على الذاكرة السمعية، وهناك من يتميزون بذاكرة تحليلية منطقية سببية تُعَوِّض عن تواضع قدرات ذاكرتهم السمعية أوالبصرية أو كليهما معاً، وهو ما سوف يفصح عن نفسه بشكل عياني ملموس باختلاف بين كل طالب وآخر في كفاءة هضمه الاستيعابي للمعلومات والمعارف وتحويلها إلى مادة صالحة للاستيعاب العقلي والاستدماج في منظومته الدراسية.

    وخلاصة القول هنا بأن الدراسة والتحصيل العلمي فن يحتاج الكثير من التدريب لأجل إدراكه، وخير طريق للوصول إليه هو عدم الانخراط في تجريب كل الخيارات المتاحة والتعلم من أخطاء الفرد نفسه بشكل حصري، وإنما أيضاً الاتكاء على تجارب الآخرين الخبراء في مجال مساعدة ودعم الطلاب على إتقان فن الدراسة والتحصيل العلمي الحاذق والهادف للمعرفة المستدامة، بالتوازي مع تجاوز الامتحانات الدراسية المطلوب من الطالب اجتيازها على امتداد المراحل العمرية من رحلته التعليمية.

    وكتاب دليل الطالب الناجح و أسس نهج التحصيل العلمي المثمر الذي تفضلت الأستاذة الفاضلة شيراز محمد خضر بإعداده باللغة الإنجليزية وجمع وتنقيح مصادره العلمية واختيار الأنسب منها كخلاصة مكثفة لتساعد الطالب في رحلته العلمية وتنير دربه وتحاول تخفيف و تلطيف  آلام التعثر في جلجلة التجربة والتعلم من النتائج الخاطئة لتلك التجارب في مقاربة العملية الدراسية من هذه الزاوية أو تلك، و ذلك عبر رسم خارطة طريق منهجية لكيفية جعل العملية التعليمية عملية ممنهجة واضحة الأهداف وقادرة على التكيف مع كل المتغيرات التي قد تطرأ عليها.

    ومشروع دليل الطالب الناجح و أسس نهج التحصيل العلمي المثمر يمثل خارطة طريق لا بد لكل طالب في أي من مراحل التعليم العالي ما بعد الثانوي الاطلاع عليه، على الرغم من صلاحية المبادئ المنهجية فيه أيضاً لطلاب المدارس الثانوية الراغبين بتعزيز قدراتهم في التحصيل العلمي المنهجي للوصول إلى النتائج المراد الوصول إليها بأكثر الطرق كفاءة وبأقل درجة من المعاناة التي لا يجب أن تكون جزءاً من أي عملية تعليمية تهدف إلى تأصيل المعرفة والاستنارة في عقل ووجدان الطالب كرافعتين لا يمكن الاستغناء عنهما في حياة أي إنسان متعلم.

    وأعتقد أن حجر الزاوية في هذا المشروع يكمن في رسالة مبسطة مفادها أن النجاح في التحصيل العلمي هدف يمكن لكل مجتهد الوصول إليه ما دام راغباً وقادراً على التعلم من تجارب الآخرين الذين سبقوه، دون الاضطرار لإعادة تجاربهم كلها للتعلم من أخطائه بنفسه إذ أن العمر قصير وقد لا يتيح تلك الفرصة لأي كائن حي مهما كان عمره مديداً. ومن ناحية أخرى فإن تجارب خبراء التعليم تشير إلى أن التعليم واستنباط العبر من تجارب الآخرين لا يقل في كفاءته عن التعلم من التجارب الذاتية لاختيار الطريق الأفضل لمقاربة العملية التعليمية.

    و قد يستقيم القول بأن هناك جوهراً ناظماً لكل مشروع دليل الطالب الناجح و أسس نهج التحصيل العلمي المثمر يقوم على ضرورة تعليم الطالب مبادئ فن التعلم و اجتراح المعرفة  بيده بشكل عملي إذ أن فهم و استيعاب طريقة حل مسألة رياضية مثلاً لا يعني القدرة على حل مثيلها في المستقبل، و أن قدرات التحليل والتفكيك والمنطقة في العقل تحتاج إلى تدريب عملي ومراس وممارسة على الورق وتجريداً في العقل ليتم ترسيخها فيه، دون أن يعوض الإنصات والاستحفاظ والاستذكار عن الانخراط العملي في جهود تطبيق ما تم تعلمه بشكل فعلي على الورق لتحفيز العقل على الانتقال من مرحلة الفهم التي يتوقف عندها الكثير من الطلاب المجدون، إلى مرحلة القدرة على تطبيق ما تم فهمه، واستدماجه في قدرة فعلية عملية على استنباط وإعادة إنتاج الحلول المعرفية و المنطقية و التطبيق العياني المشخص لها بالاستناد إلى ما تم فهمه في بادئ الأمر في صيرورة ممنهجة تنقل العقل من حيز الانفعال والاستقبال والاستشراب كالإسفنجة إلى حيز الإبداع وإعادة إنتاج المعرفة بشكل فريد يتسق مع قدرات وطاقات ورغبات وميول كل طالب بعينه؛ وهو ما قد يكون ضالة كل عملية تعليمية ناجحة اجتهد وسوف يجتهد في مساربها و تلافيفها أي من أبناء الجنس البشري.

    والشكر موصول لإدارة فريق دار الأكاديمية للطباعة و النشر و التوزيع في لندن التي تكرمت مشكورة بالقيام بتعريب مشروع دليل الطالب الناجح و أسس نهج التحصيل العلمي المثمر من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية، وهو الجهد الثمين الذي لا بد أن يضيف كتاباً مهماً لكل أبنائنا الطلبة في العالم العربي الذين سوف يناط بهم حمل مشعل التنوير وتأصيل المعارف والنهج العلمي المتعقل الرصين في مجتمعاتهم في المستقبل الوشيك، و هو ما يستدعي من كل  الكهول والشيوخ في تلك المجتمعات بذل كل ما في جعبتهم راهناً لتسهيل تلك المهمة التي لا مناص من مواجهتها، بقدرات و طاقات الأجيال العربية الشابة التي لا بد من اجتهادها و صبرها و مصابرتها في سعيها الدائب لحلحلة و تفكيك الصعوبات والملمات والعثرات التي تأخر و تقاعس عن حلها أسلافهم لأسباب ذاتية وموضوعية متعددة، والتي قد يكون المنهج العلمي المستنير والعقل الرشيد أهم مفتاحين في مقاربة كل تلك المهمات التراكمية والتاريخية الكأداء.

    نص الكتاب المعرب

    الجــــــــــــزء الأول: كيف تدرس بذكاء

    الفصل رقم (1) كيف يكون استثمارك في ذاتك

    مرحبا بكم في دليل الدراسة المفيدة؛ يتضمن هذا الدليل نصائحاً وإرشاداتٍ وتماريناً عمليةً من أجل مساعدتك على تطوير مهاراتك الدراسية، وكذلك لتمكينك في نفس الوقت من الحصول على أقصى استفادة من البرامج الدراسية التي تتعلمها؛ بمعنى الوصول لنتائج أفضل، وتحقيق شعور أعمق بالإنجاز الشخصي مع الاستمتاع أثناء الدراسة بشكل أكبر.

    1.1 من المستهدفون من هذا الدليل

    إذا كنت في مرحلة البدء في دراساتٍ على مستوى أعلى، أو بصدد الحصول على درجة علمية وتتطلع إلى تحسين أدائك، ستجد أن هذا الدليل مناسباً تماماً لك؛ كما ستجده مفيداً على نفس القدر بالنسبة لك سواء كنت:

    · طالباً متفرغاً للدراسة، أو طالباً غير متفرغ

    · تدرس داخل الحرم الجامعي، أو تدرس عن طريق التعلم عن بعدٍ

    · تركت المدرسة حديثاً، أو بعد التوقف عن الدراسة لفترة زمنية طويلة.

    كما سيكون هذا الدليل مفيداً لك بشكل خاص، إذا كنت تدرس نوع المواد الدراسية التي تشتمل على قدرٍ كبيرٍ من القراءة وتتطلب كتابة المقالات.

    ولكن هل تحتاج حقاً إلى الاطلاع على هذا الدليل الذي يتناول مهارات الدراسة؟

    النشاط رقم (1.1) لماذا يجب أن تقرأ هذا الدليل؟

    هل تبادر إلى ذهنك أيٌ من الأفكار التالية؟

    1 - مع وجود كمٍ ضخمٍ من المواد الدراسية التي يتوجب عليّ الانتهاء منها، أشكُ في أنه يمكنني توفير الوقت اللازم لقراءة مثل هذا الدليل التفصيلي.

    2 - لست واثقاً من حاجتي للاهتمام بتحسين المهارات المتعلقة بالدراسة؛ لقد اجتزت سنواتٍ عديدة من الدراسة بالفعل. فلماذا عليّ أن أبدأ الآن؟

    3 – أتبع بالفعل طرقاً خاصة بي أثناء التعلم ولا يروق لي توجيهي لأتبع أسلوباً بعينه في الدراسة.

    4 - أعتقد أنني بحاجة إلى بعض الإرشادات والنصائح فحسب، ولا أحتاج إلى دليل تفصيلي كامل.

    5 - أجد أنه من الأسهل أن أتلقى النصيحة والإرشادات مباشرة من الأشخاص عن قراءة الموضوعات المتخصصة.

    1 - أشك في أنني يمكنني توفير الوقت اللازم لقراءة مثل هذا الدليل...

    وجهة نظر صحيحة؛ فهذا الدليل ضخم ومُفصل ويبدو أنه يحتاج لدراسته وقتاً أطول مما قد يتوافر لديك. ولكن، من ناحية أخرى فإنك إذا لم تدرس بفاعلية وذكاء، فسيضيع منك الكثير من الوقت. لذا، فقراءة هذا الدليل سيوفر فعلياً احتمالية إهدار الوقت أثناء الدراسة، لأنه من خلال ما ستكتسبه من معرفة من خلاله ستستطيع الاستفادة من الوقت بشكل أفضل. كما أنك لست في حاجة إلى ترك كل ما لديك من مهام وقراءة هذا الدليل بشكل كامل مرة واحدة؛ حيث أن تنمية مهاراتك الذاتية أمرٌ يحتاج إلى وقت طويل لإنجازه. لذلك، كل ما عليك هو تحديد جزء لتنتهي من قراءته كل ثلاثة أو أربعة أسابيع، جنباً إلى جنب مع دراساتك الأخرى.

    2 - لست واثقاً من حاجتي للاهتمام بتحسين مهارات الدراسة...

    قد يظن البعض أن الاهتمام بتعلم مهارات الدراسة أمراً مُخصصاً للمبتدئين. ولكن، أثناء مواصلة التعلم ستدرك أن الدراسة لا تصبح أمراً هيناً أو سهلاً أبداً؛ فهناك دائماً تحديات جديدة سيكون عليك مواجهتها كما أن من الممكن تحسين مهاراتك طوال الوقت. لذا، يُدرك الطلاب الناجحون أهمية مواصلة تطوير مهاراتهم وصقلها بشكل مستمر.

    3 – أتبع بالفعل طرقاً خاصة بي للدراسة ولا يروق لي...

    هذا تفكيرٌ جيد حقاً؛ فمن الصواب أن تشعر بأن لك طرقاً خاصة لإنجاز الأشياء، كما أن التقنيات التي تنتهجها في الدراسة تُعبر عن ماهيتك وشخصيتك. لذا، عليك أن تكون فخوراً باتباع أسلوبك الخاص. وكن واثقاً من ذاتك. ولكن، من ناحية أخرى لا تُلزم نفسك بالاستمرار في اتباع نفس الطرق إلى الأبد لإنجاز ما عليك من مهام؛ حيث أنه من الهام أن تُجرب أساليب ومنهجيات جديدة وأن تشعر بعد حين أنها منهجياتك الخاصة. كما أن هذا الدليل لن يحدد لك ما يجب عليك القيام به حرفياً؛ بل سوف يساعدك على تقييم ما تتبعه من أساليب فحسب، ومقارنتها بالاستراتيجيات البديلة المتاحة أمامك. فهكذا، ستظل متحكماً في زمام الأمور.

    4 - أعتقد أنني بحاجة إلى بعض الإرشادات والنصائح فحسب، ولا أحتاج إلى دليل تفصيلي كامل.

    بالفعل تُعتبر الإرشادات والنصائح مفيدة للغاية للدارس، ويوجد العديد منها بالفعل داخل هذا الدليل. لكن، وعلى الرغم من أهميتها، فهي غير كافية وحدها. لذا، إذا كنت تريد حقاً المضي قدماً في دراستك، فأنت بحاجة إلى نظرةٍ ثاقبةٍ فيما يخص الطريقة التي يعمل بها عقلك لتحصيل المعرفة، إلى جانب معرفة استراتيجيات مرنة تمكنك من الحصول على أقصى استفادة من جميع أنواع فرص التعلم. ومن أجل تحقيق ذلك، تحتاج إلى استثمار بعضٍ من الأوقات التي تخصصها لتحقيق «الجودة» على مدار فترات زمنية طويلة إلى حد ما؛ فأنت لن تستطيع فهم عملية التعلم الخاص بك بالكامل بين عشية وضحاها. وهنا تحديداً تتضح أهمية الاطلاع على هذا الدليل وكيف سيساعدك كثيراً بهذا الصدد؛ فهو محتوى غني يوفر تمارين ومناقشات وافية في إطار منهجية شاملة ومتماسكة تمكنك من التفكير بشأن كيفية الدراسة. كما تساعدك هذه التمارين على إيجاد طرق لمواجهة التحديات الطارئة التي قد تواجها أثناء عملية التعلم، بينما، من ناحية أخرى، سيمكنك ما ستصل إليه من فهمٍ وتطويرٍ من القدرة على التحكم في عملية التعلم على مدار حياتك بالكامل.

    5 - أجد أنه من الأسهل أن أتلقى النصيحة والإرشادات مباشرة من الأشخاص عن قراءة الموضوعات المتخصصة...

    تعتبر النصائح التي تتلاقاها من الأساتذة والطلاب الآخرين طريقة ممتازة لبناء ثقتك بنفسك ومنحك أفكاراً جديدة يمكن أن تُجربها وتستفيد منها. في حين أن الدراسة على مستوى تخصصي أعلى، غالباً ما تكون عن طريق النشاط الفردي للدارس. كما أنك إذا عملت على الانتهاء بمفردك من استيعاب هذا الدليل الخاص بمهارات الدراسة، سيساعدك القيام بذلك على بناء قدرتك الذاتية على التعلم بشكل مستقل بمفردك.

    النقاط الرئيسية

    لماذا تقرأ هذا الدليل؟

    · سيساعدك هذا الدليل على الاستفادة بشكل أفضل من وقت الدراسة الخاص بك.

    · يقدم هذا الدليل ما هو أكثر بكثير من مجرد النصائح والإرشادات المفيدة؛ حيث سيساعدك على

    فهم الكثير عن طبيعة عملية التعلم التي تمر بها والطريق إلى بناء قدراتك الذاتية المتعلقة بالدراسة

    بشكل مستقل.

    · ستُعَظّم استفادتك من هذا الدليل سواء كنت طالباً مخضرماً أو طالباً مبتدئاً وحديث العهد بعملية

    البحث والتعلم، سيعمل هذا الدليل على تنمية المهارات والأفكار الموجودة لديك وتحسينها

    والارتقاء بها.

    2.1 محتويات هذا الدليل

    يشتمل هذا الدليل على جزأيّن؛ الجزء الأول، يتناول مسألة الدراسة ككل وكيفية التفكير بشأن طريقتك الخاصة أثناء القيام بعملية الدراسة. الجزء الثاني، يأتي هذا الجزء ليُركز على كيفية تطوير مهاراتك عن طريق بعض المهام الدراسية المحددة.

    الجزء الأول: كيفية الدراسة بذكاء

    لكي تصبح طالباً ناجحاً، يجب عليك استخدام ذكائك أثناء الدراسة؛ حيث يتعيّن عليك أن تتبع منهجية للدراسة تتميز بأسلوب استراتيجي منظم. يدور الفصل رقم (1) حول توضيح قيمة استثمار الوقت والجهد بشكل كبير من أجل تطوير مهاراتك الدراسية. ويتناول الفصل رقم (2) «كيفية التحكم في دراستك»، ثم يلي ذلك، مناقشة كيف تُصبح منظماً بحيث يُمكنك إدارة دراستك بشكلٍ فعالٍ. بينما يُحدد الفصل رقم (3) بعنوان «كيفية استخدام جهاز الكمبيوتر للدراسة» الطرق المختلفة لتعزيز قدرتك على الدراسة من خلال استخدام جهاز الكمبيوتر. ثم يأتي أخيراً الفصل الرابع بعنوان «نحو فهمٍ أفضل لكيفية تعلمك» والذي يستعرض طبيعة التعلم على المستوى الجامعي، من أجل مساعدتك على فهم أفضل لما تحاول تحقيقه أثناء دراستك الجامعية.

    الجزء الثاني: المهارات الأساسية

    ويتضمن هذا الجزء تدريبات على العديد من المواد الدراسية التي تتطلب الكثير من القراءة وكتابة المقالات. حيث يهدف الجزء الثاني إلى توضيح المهارات الأساسية اللازمة للدراسة بنجاح في مثل هذه المواد الدراسية المختلفة. وتشمل هذه المهارات:

    · قراءة المقالات والكتب (الفصل رقم 5)

    · تدوين الملاحظات من أجل مساعدتك على الفهم والتذكر بشكل أفضل (الفصل رقم 6)

    · الاستماع إلى المحادثات والمحاضرات (الفصل رقم 7)

    · التحدث في الندوات وورش العمل (الفصل رقم 7)

    · التعامل مع الأرقام والرسوم البيانية (الفصل رقم 8)

    · الوصول للمعلومات عن طريق البحث على الإنترنت (الفصل رقم 9)

    · كيفية كتابة المقالات (الفصلان رقم 10 ورقم 11)

    · الاستعداد للامتحانات (الفصل رقم 12)

    1.2.1 كيفية استخدام هذا الدليل

    هذا ليس دليلاً يمكن قراءته بالكامل في مرة واحدة أو بين عشية وضحاها؛ حيث يجب عليك التعمق في موضوعاته حتى تستطيع تحديد ما تحتاج إليه من بينها. لذا، يمكنك أن تبدأ الآن في استخدام هذا الدليل. لكن، عليك مواصلة الرجوع له بين حين وآخر أثناء استمرارك في دراستك. ويُجدر الإشارة أن هذا الدليل صُمم حتى يُمكن استخدامه وفقاً للعديد من الطرق التي تناسب الدارس؛ مثل ما يلي:

    · إذا كنت دارساً تسعى إلى العمل بجدية من أجل تطوير المهارات الخاصة بدراسة مجال بعينه؛ في هذه الحالة، كَرّس من وقتك ساعة أو ساعتين لتتناول الفصل ذي الصلة بالدراسة المتأنية، على أن تقوم بالتدريب على جميع الأنشطة التي يتضمنها هذا الفصل بالكامل.

    · إذا كنت ترغب في مراجعة خاصة بمهارة خاصة بمجال معين، على سبيل المثال: (تدوين الملاحظات أو إعداد مقال متخصص) عليك تصفح الفصل ذي الصلة بهذه المهارة من أجل الحصول على لمحة عامة عن العناوين وبعد ذلك تستطيع اختيار بعض الأفكار المفيدة من النقاط الرئيسية والأطر المذكورة بالفصل.

    . إذا كنت بحاجة إلى بعض النصائح بشأن نقطة محددة؛ على سبيل المثال، كيف يمكنك تجنب السرقة العلمية، أو طريقة إعداد الشرائح لعرض تقديمي. في هذه الحالة، يمكنك البحث عن هذه النقطة في الفهرس والقيام بقراءة فقرة أو فقرتين عن الموضوع فحسب.

    يهدف هذا الدليل إلى أن يكون سهل الاستخدام مهما كانت الطريقة التي تختارها للاستفادة منه؛ حيث يوفر للدارس قائمة محتويات مفصلة في بداية الدليل، وفهرس شامل في نهايته، وكما توجد خانات وأطر خاصة بالموضوعات المختلفة وقوائم تُشير إلى النقاط الرئيسية في جميع أجزاء الدليل.

    1.2.2 استثمر في إمكاناتك الذاتية

    إذا كان هدفك من وراء هذا الدليل هو «التعمق» للحصول على بعض النصائح فحسب، فهذا يعني أنك ستفقد أفضل ما في هذا الكتاب؛ حيث أنه في الغالب ستعطيك النصائح ما هو أكثر بعض الشيء من القدرة على التمييز السليم. في حين أن الجزء الأصعب هو وضع المبادئ موضع التطبيق العملي؛ حيث تتمثل الطريقة الأفضل من ذلك بكثير لتعلم مهارات الدراسة في البدء من الممارسة، ثم التفكير في المبادئ ذات الصلة. لهذا السبب، تعتمد الفصول في الجزء الثاني من هذا الدليل على تقديم مهام دراسية فعلية وأنشطة عملية بالتفصيل. وهكذا، فأنت بصفتك دارساً مدعواً إلى التعمق في هذه المهام والأنشطة العملية، وبناءً على ذلك، سيمكنك التفكير بشأن الاستنتاجات الأوسع نطاقاً التي تستطيع استنباطها والنظر فيها. وهذا النهج قد يحتاج المزيد من الوقت إلى حد ما. ولكن، من ناحية أخرى، ستحصل على فوائد عظيمة. لذلك، فكر في الأمر كاستثمار في إمكاناتك الذاتية من جانب وفي بناء مستقبلك كمتعلم مستقل من جانبٍ آخر.

    ومن ثم، يشمل الجزء الثاني على أنشطة في ثلاثة فصول تعتمد على مقال قصير بعنوان «أسرار السعادة» لريتشارد لايارد (2013)؛ حيث أنه في الفصل الخامس ستكون مدعواً لدراسة هذه المقالة، بينما في الفصل السادس سيطلب منك تقديم الملاحظات بشأنها، كما ستقرأ بعض المقالات القصيرة حول هذا الموضوع في الفصل العاشر. لذلك، للحصول على الاستفادة القصوى من هذه الفصول الرئيسية، ستحتاج إلى استثمار ساعة أو نحو ذلك في قراءة المقال والقيام بالأنشطة المصاحبة له تحديداً.

    وهكذا، فإنه بمجرد أن تستثمر الوقت في التعرف على هذا الدليل بشكل جيد، سيصبح بإمكانك الاستمرار في الرجوع إليه على مر السنين؛ تماماً مثل كتاب الطبخ المفضل للعائلة. حيث من ناحية، ستجد أن بعض الأفكار ستبدو منطقية فور الاطلاع عليها، وذلك بسبب ما تقوم بتعلمه والمشاركة فيه من مهام دراسية في ذلك الوقت. بينما، من ناحية أخرى ستكتسب بعض أفكار هذا الدليل قوة أكبر كلما أصبحت طالباً متمرساً أكثر. كما ستجد أن بعضها حقائق أساسية تتعلق بعملية التعلم، وهذه الحقائق هي ما قد تحتاج إلى الرجوع إليها بشكل دوري على مدار دراستك، ذلك حتى يتسنى لك فهمها مرة أخرى على مستوى جديد ومن منظور أكثر تعمقاً.

    النقـــــــــاط الرئيسيــــــــة

    · عندما تواجه تحدياً طارئاً أثناء الدراسة، يمكنك قراءة النصائح ذات الصلة التي تحتاجها.

    . عليك أن تستثمر ساعة أو نحو ذلك في تنمية إمكاناتك من وقتٍ لآخر، على أن تقوم بذلك من خلال العمل بجدية على دراسة موضوع واحد من بين موضوعات هذا الدليل.

    . من المتوقع أنه قد يستــــــــــــغرق الأمر منـــــــــك عدة أشهــــــــر للوصول إلى طريقــــــــة خاصة بك لفــــــــهم الدليــــــــل

    بأكمله.

    . سيكون عليك من وقتٍ لآخر الرجوع إلى الفصول التي قرأتهــــا من قبـــــل، لتذكير نفســــك بما تعلــــمت منها، وكذلك لتعيد التفكير في الاستراتيجيات الخاصة بك أثناء مواصلة الدراسة.

    1.3 استثمر في تطوير نفسك وقدراتك

    في الماضي، كان يُنظر إلى عملية التعليم على إنها مرتبطة بمرحلة الطفولة فحسب؛ وكانت الغالبية تتوقع أنهم سيتركون الدراسة تماماً عندما يصبحون أشخاصاً بالغين. وعلى النقيض من ذلك، في الوقت الحاضر ومع طبيعة العالم الذي نعيش فيه سريع التغيّر، لا يستطيع أيٌ منّا تحمل تبعات فرضية أننا بإمكاننا التوقف عن التعلم. كما أنه يجب على أصحاب الأعمال كذلك المحافظة على تعليم وتدريب القوى العاملة لديهم؛ حيث أصبح أمراً متوقعاً أن نسعى جميعاً للتزود بالعلم مدى الحياة؛ فعلينا أن نتكيف باستمرار مع التغيير من حولنا عن طريق اكتساب مهارات جديدة وطرق تفكير غير تقليدية. قد يبدو ذلك أمراً شاقاً، ولكنه مثيرٌ في نفس الوقت.

    من هذا المنظور، فإن دراساتك الحالية ليست سوى مرحلة واحدة ضمن مشروعٍ للتعلم سيستمر مدى الحياة للحفاظ على كفاءتك كشخص مثقف في القرن الحادي والعشرين. مما يعني، أنك عندما تشترك في أحد الدورات التدريبية أو البرامج الدراسية، فأنت بذلك تستثمر الوقت والمال لبناء مستقبلك وتطوير قدراتك. وعلى الرغم من ذلك، من المهم الحصول على عائد جيد لهذا الاستثمار؛ بمعنى أنه لا يمكنك تحمل التعثر في دراساتك على أمل تحقيق الأفضل من ناحية أخرى. بل، يجب عليك أن تمتلك رؤية واضحة بشأن ما تحاول تحقيقه وكيف السبيل إلى ذلك. باختصار، أنت تحتاج إلى مهارات تعلم متطورة بشكل مستمر.

    الإطار رقم (1-1) المهارات الأساسية

    حددت حكومة المملكة المتحدة البريطانية، بالتعاون مع أصحاب الأعمال، ست مجموعات من «المهارات الأساسية» وهي المهارات التي نحتاجها جميعاً، وبيانها كالتالي:

    1 . الاتصالات

    2 . التطبيقات ذات الصلة بالأرقام

    3 . تكنولوجيا المعلومات

    4 . العمل مع الآخرين

    5 . القدرة على حل المشكلات

    6 . تحسين القدرة على التعلم وتطوير الأداء

    «يُقصد بـالمهارات الأساسية مجموعة المهارات التي تمثل الأساس للنجاح في التعليم والتوظيف والتعلم مدى الحياة وكذلك في تطوير الذات. (وزارة التعليم والمهارات (DFES) ، 2014 )»

    «في عالم يتطلب من الجميع توقع التغيير والاستجابة له، تُعد هذه المهارات ضرورية ليظل الفرد مؤهلاً للعمل. (هيئة المؤهلات والمناهج الدراسية(QCA) ، 2015 )»

    يوفر هذا الدليل الكثير من الدعم فيما يتعلق بتنمية مهارات الاتصال؛ فعلى سيبل المثال، في الفصل رقم (5)، يتناول المهارات الخاصة بالقراءة، كما يستعرض الفصل رقم (6) مهارات تدوين الملاحظات، بينما في الفصل رقم (7) هناك الكثير حول طرق المناقشة والاستماع، وأخيراً، في الفصليّن رقم 10 و 11، يوضح هذا الدليل الأمور المتعلقة بالكتابة.

    ثم يأتي الفصل رقم (8) ليتناول التطبيقات ذات الصلة بالأرقام، كما يُبرز هذا الدليل أهمية تكنولوجيا المعلومات في الفصل رقم (3)، وكيفية تطوير طرق التعلم الخاصة بكلٍ منا في الفصل رقم (9)، وتُعد هذه الموضوعات في الوقت نفسه هي محور ما يدور حوله هذا الدليل بأكمله.

    ومن ثم، فإن اتخاذ قرار بقراءة مثل هذا الدليل التفصيلي لا يمكن أن يُعتبر بلا جدوى؛ لأنك إذا استثمرت وقت لتدرس هذا الدليل وتصل إلى طريقك الخاص في الدراسة من خلاله، ستكون بذلك قد اكتسبت المهارات الأساسية اللازمة لـ «التعليم والتوظيف والتعلم مدى الحياة وتطوير الذات (وزارة التعليم والمهارات (DFES) ، 2014 )»

    النقاط الرئيسية

    الاستثمار في المهارات الدراسية الخاصة بك

    في عالم تحتاج فيه إلى مواصلة التعلم طوال حياتك، تُشكل عملية تطوير مهاراتك الدراسية واحدة من أهم الاستثمارات التي يمكنك الفوز بها وأكثرها قيمةً؛ حيث سيكون الوقت الذي تُكرسه لاستيعاب مثل هذا الدليل لا يقل أهميةً أو قيمةً من الوقت الذي تخصصه للانتهاء من الأعمال الخاصة بالبرامج والمواد الدراسية الخاصة بك.

    1.4 الصعوبات التي قد تواجها أثناء الدراسة

    لماذا كل هذه الجلبة بشأن الحاجة إلى تطوير مهارات الدراسة؟ فمن المؤكد أن الدراسة أمرٌ بسيط إلى حد كبير؛ فما عليك إلا أن تقرأ الكتب وتَحضُر في الفصول الدراسية ثم تكتب المقالات ذات الصلة بكل بساطة. وهكذا، أين تكمن المشكلة إذن؟ حسناً، ربما ليس الأمر بهذه البساطة دائماً ...

    »نظرت زهرة مرة أخرى إلى ساعة يدها ووجدت أن الساعة 7:20 مساءً – لقد مضى ما يقرب من ساعة منذ أن بدأت المذاكرة، وكانت لا تزال تدرس في الصفحة الثانية. وكان عليها بعد ساعة من ذلك الوقت أن تصطحب مارك من فصله الدراسي – ثم يتعيّن عليها أن تواصل المذاكرة من جديد بعد ذلك؟

    أخذت تحدث نفسها:

    سأبدأ يومي مبكراً صباح الغد؛ لذلك، لا يمكنني العمل إلى وقتٍ متأخر الليلة. كما أن اليوم في الساعة التاسعة الحلقة الأخيرة من المسلسل المفضل لديّ «المُحقق» ولا يمكن أن يفوتني ذلك؛ فأنا أريد أن أعرف إذا كان المحاسب هو من يدير حلقة المخدرات - ولكن إذا كان هذا صحيحاً، فما هي علاقته برئيس الشرطة؟ ... لا! يجب أن أعود لمواصلة المذاكرة في هذا الكتاب - وربما يساعدني فنجان من القهوة على التركيز بعض الشيء - على الرغم أن الفنجان الماضي لم يُجد نفعاً - وقد احتسيته قبل عشرين دقيقة فحسب.

    ثم، نظرت زهرة إلى لوح ملاحظاتها، فوجدت أنها قد كتبت عنوان الكتاب وعنوان الفصل في أعلى الصفحة، في حين أتضح لها أن باقي الصفحة أدنى العنوانيّن كانت فارغة.

    ولكن، لماذا أشعر بالملل؟ اعتقدتُ أن الدراسة ستكون أمراً مثيراً للاهتمــــــــام. كما أن عنوان هــــــــذا

    الكتاب بدا لي في بادئ الأمر مدهش حقاً. في حين أجد نفسي الآن لا أستطيع أن أُنجز سوى من بضع صفحات قليلة؛ فهناك الكثير من الكلمــــــات في كل جملة، وعندما أبدأ في أول الجمـــــــلة أقول

    لنفسي: «حسناً، أنا أفهم ذلك»، لكن عندما أصل لنهاية نفس الجملة، أجد أنني لا أفهمها! بل وفقدت ما توصلت إليه في البداية. لماذا لا يذكر الكتاب الأمور ببساطة فحسب. هذا أمر خادعٌ ومحيرٌ للغاية، هل يُقصد بكل هذا التعقيد أن يُضللنا عن فهم المقصود؟!... تذكرتُ للتو شيئاً، كان علي ترتيب مكتبي ...

    ثم رن الهاتف، إن (هولي) هو المتصل ...

    أحضرت زهرة فنجان قهوة آخر وجلست من جديد لتواصل المذاكرة.

    وفي الوقت نفسه، في غرفة أخرى على بعد شوارع قليلة ...

    بدا وجه ناثان خالياً تماماً من التعابير وهو يُحدق في شاشة الكمبيوتر. ماذا عليه القيام به الآن؟ لقد كرر المحاولة مراتٍ عديدةٍ وفي كل مرة وقبل أن يصل إلى منتصف الصفحة، يمحو كل الكلمات ويقرر البدء من جديد. ويحدث نفسه مندهشاً:

    «كيف يمكن أن أكون متعثراً هكذا ولا أستطيع المواصلة وأنا بدأت للتو؟ كم من الوقت سيستغرق الانتهاء من هذا الشيء؟ وهل سيمكنني استكماله يوماً؟!... هل يمكن أن تكون السعادة هدفاً للسياسات الاجتماعية؟ كيف أبدأ في موضوع كهذا؟ وكيف من المفترض أن أعرف ما هي السعادة؟ حتى الكتاب لا يبدو أنه قادر على الإجابة عن هذا السؤال. من ناحية أخرى، ما المقصود بالسياسات الاجتماعية؟ ماذا لو كتبت: «يمكن الإجابة بـ نعم أو لا، حسب وجهة نظرك»؟ ... أو ربما يمكنني الاستعانة باختيار بضع جمل من الكتاب المدرسي وتغيير ها قليلاً فحسب؛ فعلى الأقل إذا قمتُ بذلك، فلن يمكن القول أن ما كتبته خاطئاً. كل ما هنالك سيخبرني أستاذي أنه على الكتابة بأسلوبي الخاص وكفى ....

    وبعدما عاد بتفكيره مرة أخرى إلى ما حدث داخل الفصل الدراسي؛ تساءل، لماذا لم يصمت آنذاك؟ لقد كان يعلم أنه لم يفهم حقاً ما الذي كان يدور حوله حديث الآخرين – لكن أثناء المناقشة، أصرَّ الأستاذ على أن يتحدث جميع الحاضرين. وهكذا، كان عليه في نهاية المطاف أن يجمع شتات نفسه ويشارك بالقول، ولكن كان ذلك بعد مضي فترة طويلة من النقاش، وكان موضوع النقاش قد تغير. وعندما نظر إليه أستاذه مباشرةً، سارع بالحديث من دون تفكير بحيث لم يفهم أحد ما تفوه به. وهكذا، وبالطبع، تظاهر باقي الحضور بالموافقة على ما قيل. في حين أنه كان متأكداً أنه جعل من نفسه أضحوكة. فكيف سيتسنى له مواجهتهم والعودة مرة أخرى للنقاش معهم؟

    هل الدراسة حقاً أمراً بالغ السوء بهذا الشكل؟ حسناً، الإجابة أن ذلك ليس في كل الأوقات. على الرغم من أنه في بعض الأحيان قد تبدو فيها الأمور قاتمةً للغاية؛ ففي حين أن زهرة وناثان شخصيتان خياليتان، إلا أن مشاكلهما شائعة الحدوث فعلياً. بل إنها ليست شائعة بين الطلاب الجدد أو الطلاب «الأقل في المستوى»، ولكنها مشكلات عامة يواجهها جميع الطلاب؛ فجميع الدارسين يعانون من أجل فهم مثل هذه الأمور، ويعانون من أجل الكتابة بشكل جيد، وإدارة الوقت، وإكمال المهام، والمحافظة مع كل ذلك على معنوياتهم مرتفعة.

    · فبالنسبة للمشكلات التي تواجها زهرة، فهي تتمثل في حاجتها إلى تخصيص وقت للدراسة في ظل العديد من المسؤوليات الاجتماعية، والتزامات العمل، واهتماماتها الخاصة بأوقات الفراغ.

    · كل من زهرة وناثان لديه مشاكل تتعلق بعدم القدرة على إدارة الوقت بفاعلية.

    · كلاهما يشعر بالارتباك ولا يستطيع أن يقرر بشأن ما ينبغي عليها/ عليه القيام به بالضبط، ومتى ينبغي ذلك.

    · كلاهما متعثر في أداء مهامه الدراسية ولا يمكنه الوصول إلى الطريق للمضي قدماً.

    · تعاني زهرة من تشتت الانتباه بشكل متكرر؛ إما عن طريق تلقي مكالمة هاتفية، أو بسبب توارد أفكارها الخاصة بين الحين والآخر، أو عندما تشعر بحاجتها إلى إعداد فنجان من القهوة لاحتسائه، أو رغبتها في ترتيب مكتبها، أو نتيجة للسبب الرئيسي الأهم قبل كل ذلك؛ ألا وهو شعورها بالملل من تجاربها السابقة لقراءة النص المطلوب دراسته.

    · تتمثل العقبة التي يواجهها ناثان في شعوره بعدم الرضا والرفض عندما يقرأ الكلمات التي كتبها بنفسه من أجل المقال المطلوب، كما أنه يشعر عامةً بعدم كفاءته كطالب؛ فهو ينظر إلى نفسه على أنه طالب ضعيف وتتملكه مشاعر الخوف والقلق تجاه أستاذه وزملائه الطلبة الآخرين. فنجد ناثان يتناول المقال الذي يريد كتابته بخوف شديد وتعوزه الثقة في ذاته، ولذلك فهو غير قادر على فهم الموضوع والتعبير عنه بطريقته الخاصة. بل أنه بدلاً من محاولة إنجاز المقال، يجلس مشدوهاً وعاجزاً أمام صعوبة العنوان، ويبحث من دون جدوى عن طريقة لمساعدته في فهمه والكتابة بشأنه.

    · ونجد أن كلاهما فقد حماسته الزائدة التي كانا يشعران بها مع بداية عملية الدراسة. بل إن كلاهما يواجه خطراً محدقاً يتمثل في التوقف عن الدراسة وإهدار كل ما بُذل من أجلها والتخلي عن نواياهم الطيبة بشأن استكمال دراستهما.

    لذلك، فإنه مما لا شك فيه أن كلاهما يحتاج إلى المساعدة؛ وعلى الرغم من ذلك، قد يكون لديهما أداء أفضل بكثير مما هما عليه في هذه اللحظات وهما لا يدركانه. ففي غالب الأمر، تُعتبر عملية التعلم تحدياً كبيراً، ذلك مهما كنت جيداً بصفتك دارساً، كما أنه في أثناء مواجهة هذه التحديات تبدأ فعلياً عملية التعلم الهامة في الحدوث. ففي هذيّن المثاليّن، شاهدنا زهرة وناثان عندما مرا بلحظات عصيبة وانخفضت معنوياتهما انخفاضاً شديداً، لكننا يمكن أن نعود إليهما بسهولة مرة أخرى عندما تبدأ الأمور في التحسن...

    »شق ناثان طريقه بين الكراسي البلاستيكية المزدحمة بالقهوة، ثم وضع فنجانه على واحدة من الطاولات. قائلاً: كان يتعين عليّ الاتصال هاتفياً لأطمئن أن الأطفال على ما يرام. ما الذي تتحدثون عنه جميعاً؟

    على جانب آخر، نرى زهرة تبتسم ابتسامة عريضة، بينما علا صوت ضحكة ميغان المجلجلة؛ يبدو أنها قد اكتشفت سر السعادة.

    وقال آدم: «لماذا لا تتبادلين الأماكن معي يا ميغان؟ يمكنك أن تكوني سعيدةً وأنت تعيشين على إعانة البطالة الحكومية، بينما سأكون أنا سعيداً إذا حصلت على نصف إيرادات أخيكِ.»

    رد ناثان: يبدو أن ميغان لا تريد أن تُفسدنا ببعض ثروتها فتجعلنا غير سعداء - أليس كذلك؟ 

    استطرد ناثان: ولكن بعد ذلك، سوف يعتادون على مثل هذا الأمر في غضون بضع سنوات، فما هي الفائدة إذن؟

    قاطعه فيكرام قائلا: ماذا؟ يعتادون... استمعوا لما يقوله! هلا تذكرت معاناتك مع القاموس الخاص بك مرة أخرى يا ناثان؟

    تُشارك إيما في الحديث قائلةً: لقد وجدتُ نفسي استخدم كلماتٍ مثل: المعايير والمبادئ - الأسرة النووية – وهكذا أصبحتُ مسار اً للسخرية من أصدقائي.

    ردت زهرة: نعم، يجب أن أكون شديدة الحذر في أثناء العمل، وإلا سأبدو كالبلهاء.

    استطرد فيكرام قائلاً: ولكن، ألا ترون أنه من المذهل حقاً كيف أصبحنا نفهم أكثر ما يقال في التلفزيون؛ فبينما أشاهد أحد البرامج أجدني أفكر بالأمر «نعم، أعرف ذلك. ولكن، ماذا عن عرض وجهة النظر الأخرى - كما تعلمون، يجب أن توافونا ببعض الأدلة، ولا تكتفوا بإخبارنا رأيكم فحسب.»

    ردت ميغان مؤكدةً: حقاً، بالفعل (جو) حبيبي بدأ يشعر هو الآخر بذلك؛ فقد أخبرني أنه يتعيّن عليه أن يدرس. كما أنني لا يمكنني منعه من التعثر أثناء مروره بمراحل الدراسة.

    عندما أشاهد تلك التفاهات على شاشة التلفزيون، يثير ذلك اهتمامي بشدة؛ وأشعر أنني أريد أن أتحدث إليهم لأخبرهم بالأخطاء التي وقعوا فيها...

    في وقتٍ لاحقٍ، بينما كانوا يقفون جميعاً عند محطة الحافلات، علّقت زهرة قائلة: انظروا، يا لهم من أشخاصٍ لطفاء!

    أجاب ناثان: مجموعة مدهشة حقاً، خطر علي بالي أنهم كانوا جميعهم معلمي ومديري المدارس في الأسبوع الأول. أتعلمون، لقد كنت لا أرغب في التفوه بكلمة أمامهم حتى لا أبدو أحمقاً.

    ويتوارون عن أنظارنا مع غروب شمس ذاك اليوم، وهكذا يتضح لنا أن الدراسة يمكن أن تصبح رائعةً بعد كل الصعوبات التي واجهوها؛ حيث أن المقصود من استعراض هذا المشهد الإيجابي لهؤلاء الطلبة، أن أثبتُ فحسب، أن الدراسة على الرغم من أنها قد تكون في بعض الأحيان محبطة وصعبة، إلا أنها مجزية للغاية وتستحق هذا العناء. تماماً مثل عندما تتسلق الجبل، فمن الطبيعي أنك ستواجه الكثير من الصعوبات لتشق طريقك صعوداً، وقد تتشكك أحياناً في جدوى ذلك. في حين أنه عندما تصل إلى القمة تشعر بمدى ما حققته من إنجاز ولا تنسى أبداً تلك اللحظة. بل أن هناك العديد من الطلاب الذين يقولون أن الدراسة لا تعطيهم المزيد من المعرفة وتجعلهم قادرين على فهم الموضوعات التي يدرسونها فحسب، بل تمنحهم أيضاً المزيد من الثقة بأنفسهم وقدراتهم. كما إنها توسع مجالات اهتماماتهم، وتجعلهم قادرين على تحديد أهدافهم من الحياة؛ أي أن عملية التعلم تساعدهم على تحقيق الكثير فيما يتعلق بمجالات حياتهم غير المرتبطة مباشرة بالدراسة. وبذلك، يتضح سبباً آخراً هاماً لدراسة هذا الدليل؛ ألا وهو، أثناء مراحل تطورك كطالب، سيؤدي ذلك إلى تعزيز قدراتك وتطويرها في مجالات عدة بخلاف التطور الدراسي.

    1.5 ما الذي يتطلبه الأمر لتصبح طالباً ماهراً؟

    يجب أن تعرف أنه لا توجد حيلاً سحريةً أو حلولاً سريعة، تجعل منك طالباً ماهراً بين عشية وضحاها؛ فمهارات الدراسة والتعلم تتحسن بشكل تدريجي من خلال اكتساب المعرفة العملية وتبادل الأفكار مع الطلاب الآخرين والإبداع والخلق أثناء تجربة الأساليب الجديدة وكذلك من خلال تكريس بعض الوقت للتفكير في الطريقة التي تسير بها عملية الدراسة الخاصة بك والتأكد من أنها جيدة.

    1 . اكتساب المعارف والخبرات العملية

    يمكنك اكتساب المعارف والخبرات العملية من خلال ما تمر به من تجارب يومية أثناء عملية الدراسة. فعلى سبيل المثال، إذا كان لدى ناثان المزيد من الخبرة، لكان قد أدرك أهمية حفظ البيانات ووضع الأوراق في ملفاتٍ، وكان قد احتفظ بالمستندات الهامة ذات الصلة؛ مثل الملاحظات المهمة الخاصة بالتكليف الذي عليه القيام به وغيرها في مجلدٍ واحدٍ سوياً. حيث أن تطوير نظام فعال لحفظ الملفات لا يُعد مهارة صعبة، كما أنه لا يتطلب التحلي كدارس برؤية عظيمة، أو ممارسة ذلك الأمر لساعات طويلة؛ كل ما عليك القيام به هو مجرد التفكير في الأمر قليلاً والبدء في تطبيق نظاماً للحفظ. ومن ناحية أخرى توجد طرق أخرى لاكتساب المعارف العملية والخبرات مثل ما يلي:

    · يجب عليك أن تعرف من أين يمكنك الحصول على معلومات حول المطلوب منك بخصوص ما تتناوله من مواد دراسية؛ ومثال على ذلك الإلمام بـ: (الجداول الزمنية وقوائم الكتب المطلوبة وأوراق الامتحانات السابقة).

    · تحديد الوقت المناسب لكل مهمة عليك إنجازها والالتزام به؛ ومثال على ذلك: (تحديد الوقت المطلوب لإجراء البحث حول موضوع التكليف الخاص بك، والتخطيط له، ثم إعداد مسودة أولية لهذا الموضوع...)

    . تحديد من تستطيع اللجوء إليهم من أجل الحصول على المساعدة أو الدعم؛ حيث تتراكم هذه المعارف العملية لديك عن طريق الاطلاع على صحائف المعلومات وطرح الأسئلة والتوصل إلى حلولٍ خاصة بك أنت.

    2 . إتقان مهام الدراسة الأساسية

    بالإضافة إلى الإلمام الجيد بالمعارف العملية، تحتاج أيضاً إلى تطوير رؤى وتقنيات تتعلق بطريقة إنجاز المهام الدراسية الأساسية المطلوبة منك والتي تستغرق معظم وقت دراستك. لذلك، تقدم الفصول الخاصة بالجزء الثاني من هذا الدليل أمثلةً وإرشاداتٍ عمليةً لمساعدتك من أجل تطوير مجموعة واسعة من الاستراتيجيات والمهارات التي تستطيع تطبيقها أثناء أدائك للعديد من مهام الدراسة المتنوعة.

    3 . معرفة السبيل للإبقاء على حالتك المعنوية مرتفعة

    لا يوجد شيء أكثر ضرراً لأدائك أثناء الدراسة من انخفاض روحك المعنوية؛ وقد ظهر ذلك جلياً عندما رأينا عدم مقدرة كلٍ من زهرة وناثان على إحراز أي تقدم بالمهام الدراسية المطلوبة منهما عندما أصيبا بالتشكك في قدراتهما وتملكهما اليأس؛ حيث بدءا بشيء ما، ثم تشتتا عن طريق شيء آخر وهكذا حتى انقضى الوقت ولم يحققا إلا القليل. لذلك، تُعتبر القدرة على المحافظة على حالتك المعنوية مرتفعة أثناء الدراسة أمر هام للغاية وهي إحدى الموضوعات الرئيسية التي يتناولها الفصل رقم (2).

    4 . القدرة على التحكم في أمور دراساتك بشكل جيد

    حتى تصبح طالباً ناجحاً، يجب أن تتمتع بالإصرار على التحكم الجيد في الأمور المتعلقة بدراستك؛ حيث أنه من السهل ترك البرنامج الدراسي يمر بك «مرور الكرام» فحسب؛ فينقضي اليوم تلو الآخر من دون وجود خطة شاملة. ولكن، بدلاً من ترك ذلك يحدث، يجب أن تسعى لتحقيق أقصى استفادة من الوقت والمال الذي تستثمره في هذا البرنامج الدراسي؛ فلا يمكنك السماح بأن تفقد حماستك تجاه ما تدرسه. ولن يُقبل منك إذا حاولت إلقاء اللوم على ما تدرسه أو ما تمر به من ظروفٍ. لذلك، عليك أن تتحمل مسؤولية التعلم الخاص بك كاملةً. وهذا أيضاً يُعد أحد الموضوعات الرئيسية التي يتناولها الفصل رقم (2).

    5 . كيف تصبح دارساً مستقلاً

    كما سيتعين عليك أيضاً تحمل مسؤولية الإجابة على الأسئلة الرئيسية التالية:

    · ما هو هدفك وماذا تريد تحقيقه من دراستك؟

    · إلى أي مدى أنت مستعد للاستثمار في ذاتك وقدراتك ووقتك من أجل تحقيق ذلك؟

    · ما هو ترتيب دراستك فيما يتعلق بالأولويات الأخرى في حياتك؟

    وجدير بالذكر، أنه كلما ارتفعت المستويات التعليمية التي تتدرج فيها، زادت مسؤوليتك الشخصية عن إحراز التقدم في برامجك الدراسية؛ فعلى سبيل المثال، أثناء مرحلة الدراسة بالمدرسة، نجد أن المعلمين هم من يتحملون الكثير من المسؤولية فيما يتعلق بما يجب أن تتعلمه وكيفية تحقيق ذلك. في حين أن المستويات العليا من الدراسة، سيكون عليك أنت أن تحدد أولوياتك، وأن تضع أهدافك الخاصة وتقرر بشأن الاستراتيجيات الخاصة بك لتحقيق ذلك؛ فعليك أن تقرر ما هي الموضوعات التي تهتم بدراستها، وما هي وجهات النظر التي توافق عليها وتتبناها، وكذلك ما هي الأدلة التي تقبلها وتستعين بها وما هي الآراء التي عليك أن تعبر عنها بنفسك.

    وقد يتطلب منك الأمر بعض الوقت للتكيف مع هذا النظام الجديد حيث تتحكم أنت بالأمور المتعلقة بدراستك، وبخاصةٍ في حالة إذا كنت ستستأنف الدراسة بعد انقضاء فــــــــترة طويلة من الانقـــــــــطاع. ومــــــع كل

    ذلك، يجب أن يظل هدفك واضحاً نُصب عينيك وهو أن تصبح متعلماً مستقلاً. ففي نهاية الأمر، يجب أن تصبح قادراً على إيجاد طريقتك الخاصة أثناء الدراسة من دون مساعدة أساتذتك بشأن أي موضوع تهتم بتناوله بالدراسة. وهكذا، تتمتع بكامل الحرية للوصول إلى كل ما تريد معرفته. لذلك، فإن الغرض الرئيسي من هذا الدليل هو تعزيز قدرتك على تحقيق ذلك الاستقلال كدارس.

    1.6 كيف تصبح دارساً مُفكراً

    لكي تصل إلى أن تكون دارساً مستقلاً، يجب عليك أيضاً أن تصبح دارساً مفكراً؛ حيث أنه من خلال التفكير فيما تمر به من خبرات أثناء دراستك، ستستطيع تطوير رؤية مستنيرة للطرق فيما يتعلق بالأساليب التي تتعلم من خلالها. ثم تدريجياً، وكلما تعمقت رؤيتك، ستصبح أكثر مقدرةً على التحكم في أمور دراستك. ويوضح الشكل رقم (1.1) عملية التعلم من خلال التفكير في التجارب والخبرات (النسخة المعدلة للرسم التخطيطي الخاص بـ(ديفيد كولب) والذي يوضح دورة التعلم من خلال التجارب).

    الشكل رقم (1.1) دورة التعلم من خلال إعمال التفكير الخاصة بــــــ(ديفيد كولب)، نسخة معدلة لتتلاءم مع دليل مهارات الدراسة؛ (المصدر: كولب، 1984)

    التخطيط

    القيام بالتخطيط اللازم بحيث تنظر نظرة مستقبلية إلى أعمال البرنامج الدراسي الذي حددته، وكذلك تراجع المواعيد النهائية الخاصة باستكماله؛ كما أنك عليك التفكير في أمور حياتك الأخرى، والوقت المتاح أمامك للدراسة وأي صعوبات قد تواجها أثناء عملية التعلم يجب أخذها في الاعتبار. وبعد ذلك يجب أن تفكر استراتيجياً في كيفية إدارة الأعمال المتعلقة بدراستك؛ فعلى سبيل المثال، عليك تحديد أي أجزاء من هذا العمل تمثل أصعب التحديات؟ ما الأجزاء الأكثر أهمية لإكمالها؟ ما هو التسلسل الذي سترتب من خلاله المهام المختلفة التي ستنجزها؟ ما هي الأهداف التي يجب أن تضعها لنفسك؟ كيف ستستمر في التعلم بشكل جيد؟ كيف ستحافظ على معنوياتك مرتفعة؟ هل سيتوجب عليك تجربة أي طرق جديدة لأداء المهام الخاصة بك؟

    بعد التفكير في مثل هذه الأسئلة ومحاولة الإجابة عليها، يجب أن تقوم بعد ذلك بوضع خطة في شكل قائمة مهام.

    2 . مرحلة تنفيذ ما تم التخطيط له

    بعد الانتهاء من التخطيط، عليك أن تبدأ في تنفيذ ذلك أثناء دراستك، مع الالتزام بخطتك قدر الإمكان.

    3 . مرحلة التفكير

    عليك أن تختار وقتاً مناسباً من أجل التوقف بشكل مؤقت للتفكير بشأن الفترات الدراسية التي قضيتها؛ (ويمكن أن يكون هذا الوقت مع نهاية اليوم الدراسي، أو نهاية الأسبوع، أو عند الانتهاء من إحدى مراحل الدراسة حينما تصل إلى أوقات توقف مؤقتة). ثم، عليك التوقف وتبادر بسؤال نفسك: ماذا حققت؟ وتحدد ماذا أنجزته ويمكن أن تضع أمامه العلامات من بين قائمة المهام التي عليك القيام بها. ماذا لم يكتمل بعد؟ وما الأحداث التي عطلت مسيرتك؟ هل شعرت أنك تتعلم بطريقة جيدة؟ أي المراحل كانت أكثر صعوبة؟ وما هي المراحل التي استمتعت بها؟ هل جرت أمور بطريقة مختلفة عما حدث في الدورات الدراسية السابقة؟ وربما يُجدر بك تدوين بعض الملاحظات فيما يتعلق بإجاباتك على هذه الأسئلة.

    4 . وضع التصورات

    يأتي بعد مرحلة التفكير المتعمق، مرحلة وضع التصورات؛ بحيث تحاول الوصول إلى فهم لكل ما لاحظته؛ وتحاول معرفة: ماذا يمكن أن يساعدك على التعلم؟ ماذا يبدو أنه يتعارض مع عملية التعلم؟ في أي المراحل نجحت استراتيجيتك بشكل أفضل؟ ومتى لم تنجح؟ هل أخطأت في تقدير بعض المهام، أو في تقدير الوقت المطلوب لإنجازها؟ وكيف يتناسب كل هذا مع ما لديك من أفكارٍ خاصةٍ تتعلق بالطريقة التي تدرس بها؟ ما هي التغييرات التي يجب أن تقوم بها بالنسبة لمنهجيتك في الدراسة والتي قد تساعدك على التعلم بشكل أفضل؟

    انظر الفصل رقم (4) القسم 4.1، الخاص بتطوير الأفكار حول عملية التعلم

    5 . الاستمرار في هذه الدورة من المراحل المتصلة

    وهكذا تصل مرة أخرى إلى مرحلة التخطيط؛ عندما تبدأ في التطلع إلى مجموعة المهام التالية أثناء دراستك. ولكن هذه المرة وكنتيجة لعملية التفكير المتعمق، أصبح لديك رؤية أفضل من التجربة السابقة. وهكذا اصبح بإمكانك وضع خطط مستقبلية أفضل، والتي يمكنك اختبار مدى فاعليتها من جديد بعد ذلك عن طريق «التنفيذ» و«التفكير» و«وضع التصورات». ووفقاً لهذه المنهجية، وبينما تستمر في دراستك، وتنتقل بين المراحل المختلفة لدورة التعلم من خلال التجارب، يتعمق فهمك بشكل كبير وتُثقل إمكاناتك فتصبح أكثر مهارة أثناء عملية التعلم.

    ولكن بطبيعة الحال، نجد أن عملية «التعلم التأملي» لا تتبع حرفياً ما يوحي به الرسم التخطيطي الخاص بـ(ديفيد كولب)؛ حيث قد يشوبها بعضٍ من عدم النظام أو الفوضى. فعلى سبيل المثال، قد لا يتم فصل المراحل الأربعة بدقة عن بعضها البعض؛ فقد «تفكر» بتعمق أثناء عملية التعلم، أو تراجع «خطتك» في منتصف مرحلة «التنفيذ» الخاصة بما تدرسه، كما أنك قد تضع «التصورات» بطريقة جديدة ومبتكرة أثناء مرحلة التخطيط. لذلك، فإنك في غالب الأمر لا تستطيع إدراك المراحل الأربعة كلٍ على حدة، لأنها جميعاً تبدو وكأنها عملية واحدة متماسكة.

    وعلى الرغم من ذلك، فإن الغرض من هذا الرسم التخطيطي ليس اقتراح تسلسل صارم من الخطوات ليتم تنفيذه حرفياً؛ بل تكمن قيمته في مساعدتك بصفتك دارساً على التفكير فيما يتعلق بطبيعة التعلم التأملي، وما ينطوي عليه هذا المنهج وما يمكنه تقديمه للدارسين. وتتمثل النقطة الأساسية التي يجب أن تحرص عليها في الحفاظ على مراجعة أسلوبك ونهجك أثناء عملية الدراسة بشكل مستمر. كما يجب عليك أن تفكر فيما تريد تحقيقه من ناحية، وكذلك تقوم بتحديد ما حققته فعلياً من ناحية أخرى. وهكذا، عندما تفكر في نجاحاتك وإخفاقاتك أثناء عملية التعلم، سيمكنك ذلك من تكوين رؤية ثاقبة وأكثر دقة بشأن دراستك.

    الإطار رقم (1.2) من المهارات الأساسية: تحسين القدرة على التعلم وتطوير الأداء

    يُعد «تحسين القدرة على التعلم وتطوير الأداء» أحد المهارات الأساسية الست التي حددتها حكومة المملكة المتحدة البريطانية وأصحاب العمل؛ كما يُعتبر التعلم التأملي هو الموضوع الرئيسي محل الاهتمام. لذلك، من المتوقع منك كدارس أن تُظهر أنه بإمكانك تطوير استراتيجية لتحسين التعلم الخاص بك. ويمكنك القيام بذلك عن طريق:

    · استعراض ما تتمتع به من قدرات حالية كدارس

    · تحديد ما تأمل في تحقيقه من أجل أن تصبح أفضل كدارس

    · وضع أهداف واقعية

    · التخطيط من أجل الوصول إلى تلك الأهداف

    ومن أجل متابعة تقدمك كدارس عليك القيام بما يلي:

    · السعي للحصول على تعقيبات والاستفادة منها

    · لاحظ بعناية ما تتعلمه وكيفية تعلمك له

    · فكر بتعمق بشأن ما تتعلمه والطريقة التي تتعلم بها

    · ضرورة مراجعة استراتيجيتك وملائمتها بما يتوافق مع تحسين أدائك

    ولتقييم استراتيجيتك والنتائج الحالية، قم بما يلي:

    · قيّم مدى فاعلية استراتيجيتك

    · حدد الطرق التي من شأنها العمل على تحسين عملية التعلم الخاص بك

    · نظم جيداً الأدلة المؤيدة لما حققته من إنجازات

    (المصدر: هيئة المؤهلات والمناهج الدراسية (QCA)، 2014)»

    6 . الاحتفاظ بمذكرات خاصة بالدراسة

    يُعد الاحتفاظ بمذكرات خاصة بأمور دراستك إحدى الطرق المفيدة لاتباع نهج التعلم التأملي؛ حيث أنه عندما تسجل صفحة كل أسبوع حول ما حققته وكيف تشعر حيال ذلك، فسيمكنك ذلك تدريجياً من طرح بعض الأفكار حول سبب اتباعك لنهجٍ بعينه أثناء دراستك. فعلى سبيل المثال، يمكنك استخدام عناوين كالتالي: «الإنجازات الرئيسية»، «الإخفاقات الأساسية»، «ما أشعر به حيال أموري الدراسية»، «الدروس المُستفادة»، «المهام الرئيسية المستقبلية»، «أفكار عن طريقة تناول المهام التالية». وهكذا يمكنك اعتبار هذه المذكرات نوع من اليوميات غير الرسمية تكتبها على أوراق منفصلة فحسب، على أن تقوم بحفظ هذه الأوراق في مجلد لهذا الغرض.

    وبهذه الطريقة عندما ترجع مرة أخرى لملاحظاتك التي سجلتها بتلك المذكرات، ستستطيع تحديد أنماطاً من الخبرات والتجارب التي مرت بك أثناء دراستك. ومن ثم سيساعدك ذلك على التفكير بشكل استراتيجي بشأن إذا كنت قد حققت فعلياً كل ما كان باستطاعتك أم لا. وجدير بالذكر، أن اتباع هذا النهج في الاحتفاظ بمذكرات خاصة بأمورك الدراسية ولو حتى لفترة زمنية قصيرة، سوف يحفز التفكير الاستراتيجي والتفكير التأملي لديك بشكل كبير ومفيد للغاية. كما أن هناك بعض البرامج الدراسية التي تطلب منك في واقع الأمر الاحتفاظ بمذكراتٍ، لكن لا يتعين عليك الانتظار حتى يُطلب منك القيام بذلك.

    1.7 التفكير في الطريقة التي نتعلم بها

    من أجل تحديد منهجيات الدراسة الخاصة بك بذكاء، عليك الإلمام بفكرة عامة عن الطريقة التي يستوعب بها عقلك وتتعلم بها. كما أنه ليس من الضروري أن يحدث ذلك من خلال النظريات المعقدة، عليك الإلمام بفهم عملي ممكن تطبيقه. بحيث يُمكنك هذا الفهم من اتخاذ القرارات الصائبة بشأن اختيار استراتيجيات الدراسة المختلفة، ثم تكون قادراً على تقييم نتائج هذه الاختيارات.

    1.7.1 اكتساب الرؤى من الآخرين

    وكما اتضح لنا من دورة (كولب) الخاصة بالتعلم من خلال التجارب، يمكنك تطوير فهم يتعلق بعملية التعلم الخاصة بك من خلال التفكير في تجاربك وخبراتك. ولكن، هذا ليس سوى جزء من القصة؛ حيث بإمكانك تطوير فهم أفضل للتعلم من خلال التحدث مع الآخرين حول خبراتهم وتجاربهم في عملية التعلم. لأن التحدث مع الطلاب الآخرين حول هذا الأمر يُعد طريقة فعالة «للتفكير بصوت عالٍ». حيث سيكون من الممكن أنت تفهم بشكل مجمل الطريقة التي تسير عملية التعلم وفقاً لها. كما يستطيع المعلمون تقديم رؤى جيدة أيضاً، سواء كان ذلك أثناء الدرس في الفصل أو من خلال تعليقاتهم على المهام التي تنجزها. وبالطبع، يمكنك قراءة ما يقوله الآخرون حول عملية التعلم من خلال الاطلاع على الكتب المختلفة بهذا الشأن والذي يُعد هذا الدليل واحداً منها؛ حيث يمكنك اكتساب رؤى عديدة وأفكار متنوعة تتعلق بالطريقة التي تتعلم بها في أثناء دراستك للفصول المختلفة في هذا الدليل.

    انظر الفصل رقم (4)، «نحو فهمٍ أفضل لكيفية تعلمك»

    1.7.2 أي نوع من الدارسين أنت؟

    على الرغم من وجود حقائق عامة عن التعلم تنطبق على الجميع، إلا أنه من الواضح كذلك أن الأشخاص يختلفون من حيث الطرق التي يتعلمون بها؛ ولما كان هذا الدليل يميل إلى التركيز على الحقائق العامة، فقد ترغب في البحث عن مصادر أخرى تتيح لك بشكل أكبر استكشاف خصائصك الشخصية كدارس.

    ومن ناحية أخرى، طور الباحثون التربويون مخططات مختلفة في محاولة منهم للتمييز بين الأنواع المختلفة للدارسين. ومنها على سبيل المثال:

    الدارس الذي يتبع النهج المتسلسل في مقابل الذي يتبع النهج الكلي

    وهو عبارة عن مخطط واحد يقسم الدارسين إلى:

    · من يتبعون النهج المتسلسل: أي الذين يميلون إلى العمل بطريقة متسلسلة من خلال المهام الدراسية المختلفة؛ من البداية المهمة ثم المتابعة خطوة بخطوة حتى يصلوا إلى إتمام المهمة.

    · من يتبعون النهج الكلي: أي الذين يميلون إلى التعامل مع المهمة بشكل مُجمل ككل؛ بحيث ينتقلون بين أجزائها المختلفة، في محاولة منهم للمحافظة على الصورة الكلية للمهمة نُصب أعينهم طوال الوقت.

    فعلى سبيل المثال، إذا فرضنا أن واحداً من كلا الفريقين سيقرأ كتاباً، نجد أن الدارس من النوع الأول (ذا النهج المتسلسل) سيبدأ القراءة من الصفحة الأولى ويُكمل حتى نهاية الكتاب بطريقة متسلسلة تفصيلية. بينما إذا تناول نفس الكتاب دارس من النوع الثاني (ذو النهج الكلي) فسيقرأ قائمة المحتويات وخاتمة الكتاب، ويطلع على بعض الرسومات التوضيحية، ثم ينتقل إلى أقسامٍ محددةٍ من أجل تكوين تصور عن تلك الأقسام. وجدير بالذكر، أن كلا الاستراتيجيتين في تناول الكتاب تُعتبر ناجحة، ولكن يرجع الأمر إلى تفضيلات كل دارس التي قد تجعله يميل إلى استخدام أيٍ منهما دون الآخر.

    الدارس ذو النهج النظامي مقابل الدارس ذو النهج المكثف السريع

    بعض الدارسين يفضلون التعلم بطريقة ثابتة ومنتظمة، بينما من ناحية أخرى يفضل آخرون التعلم عن طريق تناول برامج دراسية مكثفة، ويرغبون في تعلم الكثير في وقت قصير ثم الانتقال إلى موضوع آخر لتعلمه. وهكذا، يُمكن القول مرة أخرى، أن كلا النهجين ينجح حسب أفضليات الدارس.

    التعلم بطريقة متعمقة مقابل التعلم بطريقة سطحية

    يميل بعض الطلاب إلى البحث عن المعاني الضمنية للنص أثناء قراءتهم (الدارس بطريقة متعمقة)، بينما يكتفي البعض الآخر بالتعامل مع النص على أنه معلومات يجب تذكرها (الدارس بطريقة سطحية). ومن هنا يتضح أن طريقة التعلم المتعمقة تعتبر الاستراتيجية الأكثر ملاءمةً لغالبية الدارسين في مستويات التعليم الجامعي.

    النهج اللفظي مقابل النهج العددي والمكاني

    يجد بعض الأشخاص أنهم يستطيعون قراءة النصوص بسرعة نسبياً، بينما يواجهون صعوبات كبيرة في فهم واستيعاب المخططات والجداول. ومن ناحية أخرى، يرى آخرون أنه من السهل عليهم التعامل مع جداول الأرقام وأنهم يستمتعون بالعمل من خلال المعلومات المنظمة بشكل تخطيطي وما إلى ذلك، ولكنهم لا يفضلون التعامل مع مقاطع طويلة من النصوص مطلقاً. في الحقيقة، توصلت الدراسات أن هناك ما يقرب من سبعة أو ثمانية أنواع مختلفة من أنواع «الذكاء» لدى البشر، وأن هذا يؤثر بدوره على طريقة التعلم المناسبة من شخص لآخر.

    وعلى الرغم من ذلك، توجد بعض الخلافات بشأن مدى فائدة التمييز بين أساليب التعلم المختلفة وأي من هذه الطرق في التمييز تُعد هي الأكثر نفعاً والأكثر قابلية على التطبيق. كما أنه يظهر الجديد كل يوم من مخططات التصنيف والإصدارات المحدثة من النماذج القديمة بشكل مستمر. لذلك، إذا كنت ترغب في معرفة المزيد حول موضوع «أنماط التعلم / Learning Styles»، فيمكنك الوصول إلى النتائج بنفسك من خلال البحث عبر شبكة الإنترنت؛ حيث يمكنك ببساطة كتابة «أنماط التعلم» في مربع البحث وستحصل على الكثير من المعلومات. كما قد تجد بعض الاستبيانات التي من الممكن أن تستوفيها من أجل تحديد النمط الأقرب لطبيعتك كدارس. كما أن بعض هذه التصنيفات قد تبدو أكثر «ملاءمة» من غيرها، ولكن هذا ليس أمراً مهماً بالضرورة لتقف أمامه؛ عليك ببساطة الاستفادة منها لتحفيز تفكيرك لتصل إلى التفضيلات الخاصة بك في العملية التعليمية. يمكنك فحسب تجربة هذه التصنيفات على أن تختار منها الأفكار التي تبدو مفيدة بالنسبة لك.

    1.7.3 كن أخصائي نفسي لذاتك

    في نهاية الأمر، أنت تحتاج إلى استكمال تكوين أجزاء «صورتك» الذاتية الخاصة بك كدارس؛ ولا يمكنك الاعتماد على نتائج تلك الاستبيانات فحسب. لهذا، يجب أن تصبح مراقباً متمرساً لنفسك. بل في واقع الأمر، عليك أن تكون أخصائي نفسي لذاتك؛ بحيث يمكنك متابعة الكيفية التي يتعلم بها عقلك وطريقة تطوره، كما أن عليك مقارنة تجاربك بتجارب الطلاب الآخرين وبما قرأت عن مراحل عملية التعلم. ومن خلال القيام بذلك، سيمكنك معرفة أي نوع من الدارسين أنت، كما سيمكنك تطوير الاستراتيجيات المتعلقة بدراستك وفقاً لذلك.

    1.7.4 فهم كيفية التعلم عملية مستمرة مدى الحياة

    يُعتبر فهم كيفية التعلم الخاصة بك عملية مستمرة مدى الحياة؛ حيث أنه في كل مرحلة تمر بها يمكنك اكتشاف المزيد حول هذا الأمر. كما أنه ليس بالضرورة أن يتطلب ذلك تعلم ما هو «جديد» فحسب. بل، يمكنك الرجوع مرات ومرات إلى بعض الحقائق الأساسية المتعلقة بعملية التعلم وإعادة فهمها مرة أخرى بطريقة مختلفة في كل مستوى دراسي جديد ترتقي إليه. وعلى سبيل المثال، من خلال الرجوع إلى فصول هذا الدليل بين الحين والآخر على مدار مراحل دراستك في السنوات المقبلة، ستجد أنه بإمكانك اكتشاف المزيد من المعلومات بنفس القدر في كل مرة بينما أصبحت لديك خبرة أكبر تتعلق بعملية الدراسة.

    النقاط الرئيسية

    مهارات الدراسة ليست مجموعة من «الحيل» التي تتعلمها مرة واحدة وتطبقها بنفس الشكل إلى الأبد؛ بل، لكي تصبح طالباً ماهراً يتطلب الأمر منك ما يلي:

    · اكتساب الخبرات والمعارف العملية فيما يتعلق بالأشياء التي يجب عليك القيام بها كطالب والإلمام

    بكيفية القيام بذلك

    · إتقان المهارات الأساسية اللازمة في مجال دراستك

    · معرفة كيفية المحافظة على حالتك المعنوية مرتفعة

    · أن تتحلى بالتصميم الكافي لتتحكم في أمور دراستك بطريقة عملية وواقعية

    · أن تصبح متعلماً مستقلاً عن طريق تحمل مسؤوليات واسعة تتعلق بالبرامج الدراسية الخاصة بك، على أن يكون لديك القدرة على الحكم الصائب بشأن أولوياتك والطريقة التي تتقدم بها في دراستك

    · اتباع نهج التعلم التأملي في دراستك، بحيث تتعلم مما تمر به من تجارب وتطور مهاراتك باستمرار

    · تطوير فهم جيد لطبيعة عملية التعلم وكيفية حدوثها؛ بحيث يتسنى لك تخطيط أدائك كدارس وملاحظة مراحل التعلم الخاص بك.

    وهكذا من خلال هذا النهج، سوف تستمر مهاراتك الدراسية في التطور طوال حياتك.

    وجدير بالذكر، أن الدراسة بتركيز كامل والتفكير العميق يوسع عقلك ومداركك؛ حيث تمكنك من المشاركة في مجالات جديدة للأفكار. كما أنها تزيد من قدراتك على التعبير بشكل جيد وتساعدك على التعامل مع العالم من حولك بكل ثقة وبشكل مستمر. ولكن، لا يمكن أن يكون ذلك مضموناً؛ حيث أنه إذا لم تتمكن من أن ترتبط ارتباطاً وثيقاً وبشكل فعال مع ما تدرسه، وإذا كان وقتك يضيع منك بفعل التشتت، أو عندما لا تركز بشكل كامل فيما تقوم به من أنشطة؛ فإن الدراسة في هذه الحالة تؤدي إلى الإحباط وخيبة الأمل مما يجعلك تفقد ثقتك بنفسك. ومن هنا يتضح لنا أن تطوير مهاراتك في الدراسة يُعتبر من أفضل الاستثمارات التي يمكنك القيام بها، حيث تستثمر في ذاتك؛ وهذا الاستثمار سيؤتي ثماره على مدار حياتك

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1