Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الأجوبة المسكتة
الأجوبة المسكتة
الأجوبة المسكتة
Ebook164 pages3 hours

الأجوبة المسكتة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يتكون كتاب الأجوبة المسكتة من تسعة أبواب تجمع بين هذه الأنماط من الأجوبة، وتتبعها في بيئات مختلفة حتى النصف الأول من القرن الثالث الهجري. ويبدو أن الغاية من التأليف تجمع بين التعليم والتسلية، فالكتاب يحرص على انتقاء مادة تدل على اطلاع واسع ومعرفة بالمصادر، وقدرة على استثمار الطرفة ووضعها في إطارها المعرفي الذي ينبغي أن تكون فيه.
Languageالعربية
Release dateMar 19, 2020
ISBN9781912643400
الأجوبة المسكتة

Related to الأجوبة المسكتة

Related ebooks

Related categories

Reviews for الأجوبة المسكتة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الأجوبة المسكتة - إبراهيم بن محمد ابن أبي عون

    www.tcaabudhabi.ae

    المقدمة

    مُؤَلِف كتاب ((الأجوبة المسكتة)) هو إبراهيم بن أبي عون الذي قتل في بداية حكم الخليفة العباسي الراضي بالله (322-هـ)، وهو سليل عائلةٍ لها نصيبٌ وافرٌ من الأدب والشعر. وكان والده محمد بن عون على صلة بالمتوكّل، وولي رياسة الشرطة في بغداد في أثناء خلافة المعتمد، مثلما كان على صلة بشعراء العصر من أمثال البحتري وابن الرومي.

    اكتسب إبراهيم ثقافةً أدبيةً واسعةً، يعود بعضها إلى أسرته التي تبحّر أفرادها في فنون الشعر والكتابة، كما اكتسبها من علماء عصره وشعرائه، فقد كان إبراهيم يختلف إلى مجلس ابن المعتز، مثلما جدد الصلات التي كانت بين أبيه والبحتري وابن الرومي ، مثلما كان على اتصال بالمبرد وثعلب وروى عنهما أخبارًا وشعرًا في كتبه، ولا سيّما في كتاب التّشبيهات الذي قدّم فيه نماذج شعرية تمتاز بالتشبيه الجميل والصور النادرة.يتكوّن كتاب ((الأجوبة المُسْكِتة)) من تسعة أبوابٍ تجمع بين هذه الأنماط من الأجوبة، وتتبعها في بيئات مختلفة حتى النّصف الأول من القرن الثالث الهجري. ويبدو أنّ الغاية من التأليف تجمع بين التّعليم والتسلية، فالكتاب يحرص على انتقاء مادّة تدلّ على اطّلاعٍ واسعٍ ومعرفةٍ بالمصادر، وقدرةٍ على استثمار الطّرفة ووضعها في إطارها المعرفي الذي ينبغي أنْ تكون فيه. وثمة ميزة أخرى أشارت لها مي يوسف، التي تولّت تحقيق الكتاب، تبيّن البُعد التّعليميّ للكِتاب، وهي ميزة الحياد الفكري والمذهبي. فقد قدّم ابن أبي عون أجوبته ضمن ترتيب منهجيّ، وظلّ يحرص على أنْ تكون الأجوبة خلوًا من التّعليق أو الإشارات الدّالة على أيّ انتماء مذهبي.

    لهذا فإنّ هذه الأجوبة بما تنطوي عليه من نوادرَ ومُلَح وطرائفَ تصلح كي تكون موضوعًا للدّرس من زوايا لغوية وثقافية وتاريخية واجتماعية. فهي دالّة من حيث اللغة على المستوى الذي وصلت إليه وما كانت تنطوي عليه من حمولات ثقافية، وهي من جهة أخرى قادرة على أنْ تَكشف لنا روح العصر من حيث الحركة والسّكون، والتّسامح والتّزمّت، مثلما هي قادرة على أنْ تبيّن أنّ روح الفكاهة والميل إلى الضّحك لا يقتصر على فئة دون أخرى، فهذا اللون من الطرائف كان يشمل في كتب أخرى الخلفاء والسلاطين والولاة والقضاة والمحدّثين والمعلمين والنّحاة وأصحاب المهن المختلفة.

    لكنّ ثمة أهمية أخرى لهذا الكتاب، تتمثّل في كونه يحتوي على أجوبةٍ تعود إلى الكتب المترجمة عن اليونانية والهندية والفارسية، فصار الكتاب لذلك مصدرًا تنقل عنه كتب النوادر والأخبار كما ورد عند القالي وأبي الفرج الأصفهاني.

    من هنا كان من الطبيعي أنْ يظهر هذا اللون من التّأليف في القرن الرابع الهجري، وهو عصر الجَدل وعلم الكلام والفلسفة، وهو عصر احتفال الثقافة العربية بقدراتها البلاغية وفصاحتها، واعتزاز العرب بسرعة البديهة والقدرة على الارتجال وتتبعها حيثما وجدت.

    يعود ابن أبي عون إلى الفلسفة اليونانية ويقتطف منها عددًا من الإجابات المُسْكتة، والمعروف أنّ سقراط كان يسأل تلاميذه أسئلة ساذجة تتماشى مع ما استقرّ في عقولهم من بدهيّات، ثمّ يقوم بنقضها من خلال أجوبةٍ منطقيةٍ تربويةِ الغاياتِ تقوم على المفارقة، كما أنّ أفلاطون لم يكن يمانع من التّعرض للآلهة، ومن السّخرية من المقدّس في مدينته الفاضلة. والمتتبّع لأبواب كتاب ابن أبي عون يرى أنّ الإجابات البليغة، سواء أكانت هزليّة أم جدية، تشمل كلّ مجالات الثقافة العربية. وصار للنوادر والمُلَح والطّرائف كتبٌ خاصةٌ بها. ولعلَّ قارئ كتب الجاحظ والتوحيدي، وهما من عمالقة النثر العربي القديم، لا يكتشف مقدار حضور هذا اللون من الكتابة فحسب، بقَدْر ما يرى دفاع هذين المثقفين الكبيرين عن الضحك وسرعة البديهة ، كما في ((البيان والتبيين)) و((الحيوان)) و((البخلاء)). وإذا كان الجاحظ يعدّ الضّحك حاجةً من حاجات الحياة، فإنّ السّخرية تمثّل بالنسبة للتوحيدي أحد دوافع الإبداع، مثلما كان الضحكُ أداةً لمواجهة حياته التي كانت تمتاز بالقسوة والحرمان، وهذا الميل للسخرية والمفارقة يبدو واضحًا في ((الإمتاع والمؤانسة))، وفي ((البصائر والذخائر)).

    تشمل الأجوبة المسكتة عند ابن أبي عون أنماطًا شتّى من البشر، فهو يروي عن الخلفاء والولاة والقضاة والفقهاء والمتكلّمين وأهل الحديث، وتجمع أجوبته بين المواقف الجديّة والمضحكة. لكنّ الجاد والمضحك في هذا اللون من الأجوبة يعتمد على المفارقة التي تصدر عن وعي يرى أنّ العالم في جوهره ينطوي على تناقض، وأنّ الوعي الضدّيّ هو الذي يستطيع الإمساك بكلّيّته القائمة على التنافر. والمفارقة تعنى كذلك الصراع بين المُطْلق والنّسبيّ والقدرة على الإمساك بالخطأ والتناقض واللحظة المملوءة بالضّحك أو بالتأمل. لهذا فإنّ مقدرة ابن أبي عون تتبدّى في تكثيفه للحكايات واختصارها على نحوٍ يُبرز المفارقة فيها، ويستخرج الفارق بين المقدّمة والنتيجة التي يغفل عنها مَن يتحدّث أو يتساءل في البدايات.

    وهو ما يمتاز به هذا الكتاب، الذي جاء مركَّزًا ومختصرًا وشاملًا لشتّى البيئات الثقافية والمجتمعية. لذلك يتعذَّر وَضْع فهرسة لهذه الإجابات؛ لأنها تمثّل تلك البيئات المُتعددة التي أشرنا إليها، ولأنَّها تمثّل أيضًا مواقف وحالات إنسانية متنوعة يصعب حصرها وتصنيفها.

    الأجوبة

    ● سأل معاويةُ الأحنفَ عن الزّمان، فقال: أنتَ الزَّمان، فإنْ صَلُحتَ صَلُح، وإنْ فسدتَ فَسَد.

    ● وروي أنّه استشاره في عَقْد البيعة ليزيد، فقال: أنتَ أعلم بليله ونهاره.

    ● استأذن رجلٌ على ابن الزيّات، فقال له: أنا أمتُّ إليك بجواري إيّاك، وأرغب في عطفك، فقال: أمّا الجوار، فنسب بين الحيطان، وأمّا العطف والرّقّة فهما للنّساء، والصّبيان.

    ● وشُكي بعضُ عمّال جعفر بن يحيى إليه، فوقّع إلى العامل: قد كثر شاكوك، فإمّا اعتدلت، وإمّا اعتزلت.

    ● ورفع إليه آخر قصّة فلم يجبه عنها، فأعاد أخرى، فوقَّع عليها: ترك الجواب جواب.

    ● وقال رجلٌ للحسن البَصري: أنا أزهد منك وأفصح. قال: أمّا أفصح فلا. قال: فخذ عليّ كلمة واحدة. قال: هذه.

    ● قال عبد الملك بن مروان لرجل: ما مالك؟ قال: ما أكفُ به وجهي، ولا أعود منه على صديقي. قال: قد لطفت في المسألة، وأمر له بمال.

    ● قال رجلٌ من أهل الحجاز لابن شبرمة: من عندنا خرج العلم. قال: نعم، ثمّ لم يعد إليكم.

    ● قال المنصور: من بركتنا على المسلمين أنّ الطّاعون رُفع عنهم في أيّامنا، فقال ابن عيّاش: لم يكن الله ليجمعكم علينا والطّاعون.

    ● سمع رجلٌ رجلًا يقول: أين الزّاهدون في الدنيا والراغبون في الآخرة؟ قال: اقلب كلامك، وضع يدك على مَن شئت.

    ● قال أحمد بن يوسف للخرّمي: مدحُك لمحمّد بن منصور أجودُ من مراثيك فيه. فقال: كنّا نعمل للرّجاء، واليوم للوفاء، وبينهما بَوْن¹.

    ● دخل مطيع بن إياس على الهادي في حياة المهدي، فدهش، فقال: السّلام عليك يا أمير المؤمنين. فقيل له: مَهْ. فقال: بعد أمير المؤمنين.

    ● مرّ رجلٌ من ولد أبي موسى يخطر في مشيته برقيّة²؟ فقالت: هذا مشيُ رجل خدع أباه عمرو.

    ● قال بلال بن أبي بردة للهيثم بن الأسود في مجلس خالد بن عبد الله: أنا ابن أحد الحكمين. فقال: أمّا أحدهما ففاسق، وأمّا الآخر فمايق³، فابن أيّهما أنت؟

    ● قال يزيد المهلّبي للمتوكّل: أنس بي أمير المؤمنين في سبعة أيّام، مثل ما أنس بي محمّد في سبع سنين. فقال: إنَّما

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1