Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

حصاة الصبر: 15 حكاية من الإمارات
حصاة الصبر: 15 حكاية من الإمارات
حصاة الصبر: 15 حكاية من الإمارات
Ebook584 pages5 hours

حصاة الصبر: 15 حكاية من الإمارات

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

حصاة الصبر: ‬حكايات جمعتها، من راوية واحدة هي: ‬كلثم أحمد المطوع. 60 ‬سنة. ‬ربة بيت. ‬من مواليد أبوظبي. ‬تسكن في ‬خورفكان بمنطقة المديفي. ‬عاشت قرابة 20 ‬سنة في ‬أبوظبي ‬وانتقلت إلى خورفكان وعاشت فيها 40 ‬سنة حتى زمن روي ‬هذه الحكايات. ‬وإضافة إلى هذا الانتقال سافرت الراوية إلى كل من شيراز ومصر، ‬وأقطار الخليج الأخرى.
مشروع إصدارات
حصاة الصبر: 15 حكاية من الإمارات

Read more from أحمد راشد ثاني

Related to حصاة الصبر

Related ebooks

Reviews for حصاة الصبر

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    حصاة الصبر - أحمد راشد ثاني

    حصاة الصبر

    (15 حكاية من الإمارات)

    حصاة الصبر

    (15 حكاية من الإمارات)

    السرد الشفاهي

    في الإمارات

          - 1 -

    إعداد

    أحمد راشد ثاني

    مراجعة

    جمعة عبد الله القبيسي

    © دائرة الثقافة والسياحة، دار الكتب.

    بيانات الفهرسة أثناء النشر.

    GR295.U5 T43 2018

    أحمد راشد ثاني (1962      - ²⁰¹²)

              حصاة الصبر: 15 حكاية من الإمارات / إعداد أحمد راشد ثاني ؛ مراجعة جمعة عبد الله القبيسي. ـ ط. 2. ـ أبوظبي : دائرة الثقافة والسياحة، دار الكتب، 2018.

              452  ص. ؛ 14 * 21 سم. ـ (سلسلة السرد الشفاهي في الإمارات؛ 1).

    تدمك: 2-536-39-9948-978

              1      - القصص الشعبية      - الإمارات العربية المتحدة.

              2      - الحكايات العربية      - الإمارات العربية المتحدة.

                  أ      - قبيسي، جمعة عبد الله.    ب      - العنوان.    ج      - السلسلة.

    الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي، ص.ب: 94000

    publishing@dctabudhabi.ae

    www.dctabudhabi.ae

    هاتف: 579 5995 2 +971

    © حقوق الطبع محفوظة

    دائرة الثقافة والسياحة

    «المجمع الثقافي»

    دار الكتب

    الآراء الواردة في هذا الكتاب لا تعبّر بالضرورة عن رأي دائرة الثقافة والسياحة «المجمع الثقافي»

    تصميم الغلاف: الفنان علي الجاك سعيد

    مُنْجَز أحمد راشد ثاني...

    كلمة مستحقّة

    هذا الوطن هو أرض عطاء، ودولة حكيمة، وناس طيّبون بالفطرة، وثقافة أصيلة بالطبيعة، وحياة تسعى دوماً إلى الأخذ بأسباب الحداثة؛ لكنها الحداثة غير منبتّة الصلة بالماضي الذي صنعه وعاشه الأجدادُ، ثم اندرج في رحابه الآباءُ بكل معاناتهم؛ وجُلِّ تشوُّقاتهم وآمالهم لينسجوا حكاياتهم الرحبة التي كانوا بها ينظرون إلى الواقع؛ ويجسّدون علاقاتهم به، وجاء الأبناء ليجعلوا من دولة الإمارات العربية المتحدة «أيقونة» البراعة في كل شيء؛ فيُشار إليها بالبنان؛ دولة معاصرة باقتدار.

    وفي إطار التأكيد على هذا الثابت الثقافي الموضوعي الراسخ، لا بد وأن يقفز إلى المراتب المتقدمة اسم الكاتب الراحل أحمد راشد ثاني؛ الذي غادرنا إلى الحياة الأرحب؛ وهو لمَّا يزل يرصف بجهد معرفي مميز تاريخ الحكايات والأقوال من أهل وطنه؛ منقّباً وراصداً، وراصفاً ما اختزنته الذاكرة الجمعية لإنسان هذا الوطن وما احتفظت به.

    ويأتي جهد الراحل أحمد راشد ثاني الدؤوب ذلك متجلياً في تلك الملاحقة الثقافية للموروث، ليضع بين أيدينا بعضاً من كنوز السرد الشفاهي العميق؛ والذي كان يصوغ الوجدان الجمعي لأهل هذا الوطن في زمانهم القديم؛ من أجل أن يعود إليه الأبناء والأحفاد بثقة؛ ليعرفوا كيف كان الأجداد يعيشون على هذه الأرض، وكيف كانت معاناتهم وتفكيرهم الذي تجسده حكاياتهم ومرويّاتهم.

    جهد الراحل أحمد راشد ثاني كان متنوعاً في البحث عن الموروث القولي الشفاهي؛ وجمعه وتحقيقه وتوثيقه؛ بجانب أعماله الإبداعية الأخرى في الشعر والمسرح والرواية والدراسات؛ لتتربع أعماله المتنوعة في مساحة مميزة من كنوز دار الكتب؛ وكنا نتمنى أن يمتد به العمر ليزيد هذه المساحة ثراءً أكثر مما تركه.

    لذلك... وتكريماً لمُنْجَز هذا الكاتب والشاعر والمسرحي والباحث الراحل يأتي حرص دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي على إعادة إصدار ما تركه الراحل؛ سواء المنشور منه ونفدت طبعاته؛ أو ما لم يكن قد دفعه للنشر من أعماله الجديدة قبل رحيله المباغت وهو في قمة نضوجه الفكري؛ وكذلك ما لم يُكْمله وكان مشغولاً بإنجازه وبقي مخطوطاً.

    ولعل هذه المبادرة تكون مساهمة وطنية مستحقّة؛ لتكريم ابن الإمارات الراحل الذي بذل ما بذل من جهد التوثيق لبعض ما اكتنزته الذاكرة الشعبية لمجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة.

    «دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي»

    إلى

    وهج ونؤاس أحمد ‬‬‬‬

    «في ‬زمن الإنسان الأوّل كان ‬يُروى. ‬قبل أن ‬يتعلم الإنسان الكتابة ويخترع الأبجدية كان ‬يُروى من شخصٍ ‬إلى آخر، ‬وكل إنسان كان ‬يستمع إلى الإنسان. ‬وقتذاك لم ‬يكن ‬يوجد بينهم كتابٌ ‬يتقنون فن الكتابة والكذب بطريقة صادقة، ‬وهناك من كانوا ‬يروون بطريقة فنية ونجحوا في ‬إدخال النغم على الصوت. ‬والرواة الأوائل الذين لم ‬يكونوا مقيدين بالنور والقنديل كانوا ‬يتقنون فن الهمس حتى في ‬الظلام. ‬هم فهموا كيف å التغلب على العتمة وأعطوا ظل الضوء القليل من التوتر. ‬لم ‬يخجلوا من جفاف الصحراء أو من صوت الشلالات ووضعوا استراحة بسيطة في ‬قمة الرواية لأنّ ‬الجميع بدأوا ‬يشعرون بالتعب وتركوا وعداً ‬أن: ‬البقية تتبع».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    غونتر ‬غراس ‬‬‬‬‬‬‬

    ‬ من خطاب تسلّمه جائزة‬‬‬ نوبل للآداب 1999

    هذه الحكايات

    1 ‬‬‬

    في ‬المرحلة الشفاهية من حياة المجتمعات الشفاهية، ‬كان للسرد دوره الأساس ‬والمهم، ‬سواء كانت هذه الحكايات خرافية أو تدور حول أبطال شعبيين، ‬مثل سيرة عنترة أو السيرة الهلالية، ‬أو الحكاية الشعبية كما حدّدها الفولكلوريون ليميزوا بينها وبين الحكاية الخرافية، ‬أو تلك الحكايات التي ‬يمكن إدراجها فيما ‬يسمى بـ «‬التاريخ الشفاهي». ‬كل هذه المظاهر أو الأشكال من السرد الشفاهي ‬تؤدي ‬أدواراً ‬مهمة وعضوية في ‬المجتمعات التي ‬لم تترسخ فيها الكتابة ولم تَسُدْ، ‬حيث ‬ينظم السرد في ‬هذه المجتمعات الخبرة والمعرفة، ‬لهذا ما أن ‬يترك الفرد في ‬مثل هذه المجتمعات عمله حتى ‬يسكن إلى الهدأة، ‬وهنا، ‬في ‬هذه اللحظة بالذات، ‬عليه أن ‬يعيد صياغة ذكرياته وانطباعاته وخبراته في ‬خط سردي ‬يجوهر تلك الخبرات والانطباعات، ‬بل والأحلام وكائنات المخيلة، ‬ليس هذا فحسب بل إن تواصله مع الآخر ‬ينتظم هنا ويتموقع واضعاً ‬نفسه في ‬العمق من المجموع. ‬إنه ‬يلهج ويحكي ‬ويروي ‬الجماعة.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    هكذا حملت الحكايات بمختلف أنواعها وأشكالها، خبرات الإنسان وأحلامه، ‬قبل الانتقال إلى طور الرواية والقصة القصيرة، ‬كشكلين حديثين من نتاج عالم ما بعد المطبعة، ‬إذ كانت الحكايات شغل مخيلته وشاغلها. ‬إنها تعبر عن مخاوفه الشعورية واللاشعورية. ‬كما أنها وبقدر ما تحمل من سمات خاصة بكل تجمع بشري ‬فإنها كذلك تتصل بالعمق الحكائي ‬إذا صح التعبير ‬مع الكائن البشري. ‬وإنه لمن المؤسف حقاً ‬أن لا تلقي ‬أشكال السرد الشفاهية هذه ‬الاهتمام المناسب ‬من المشتغلين في ‬هذا الخضم «‬المائع» ‬المسمى بـ «‬الثقافة العربية المعاصرة». ‬فعالم الحكايات عالم فاتن وغني، ‬ومحمّل وربما أكثر من ‬غيره بأكثر الدلالات ميثولوجية ولغوية وسوسيولوجية. ‬ورغم ذلك فهو مهمل ومُقصى ومسكوت عنه خاصة في ‬مجتمعات الخليج العربي التي كانت ‬تعيش إلى وقت قريب شفاهية مسيطرة.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    وعلينا أن نؤكد هُنا وفي ‬ظل ‬غياب خطط جمع منظم وشامل لأشكال السرد الشفاهي ‬بأن هذه المجتمعات تخسر خسارة إبداعية كبيرة، ‬خاصة وأن روايات ورواة الحكاية المتمرسين في ‬سبيلهم إلى الانقراض. ‬ولعلّ ‬ذلك من أكثر المظاهر المؤسفة لهدر الإمكانية السائد في ‬هذا المجتمع. ‬فالهدر هنا هدر لثراء وغنى وخصوبة روح إنسان هذه المنطقة. ‬أي ‬أنه هدر لما لا ‬يُسترد أبداً؛ إذا تبدد ولم يتم رصده وجمعه ودراسته‬.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    2 ‬‬‬‬

    في ‬أواخر ثمانينات القرن العشرين كان الشيخ الصديق/ ‬أحمد بن سلطان القاسمي ‬رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في ‬تلك السنوات ‬يُعدُّ لفتح مكتبتين عامتين في ‬كلٍ من كلبا وخورفكان، ‬بينما كان معد هذا الكتاب عائداً ‬من فترة عيش قصيرة في ‬المغرب ويبحث عن عمل. ‬وبنبله المعهود كلّفني ‬الشيخ أحمد مع فريق من الزملاء بتأسيس المكتبتين، بدءاً ‬من مكتبة كلبا وحتى استقر بي ‬أمر الوظيفة في ‬مكتبة خورفكان.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    في ‬كل صباح كنت أذهب إلى المكتبة القريبة من بيت الأسرة، ‬نُصنِّف ونفهرس كتباً ‬ونصففها على الأرفف (‬لربما عثرت ذات ‬يوم واكتشفت بين المجلدات روح بورخيس)‬، ‬أو ننتظر قارئاً، ‬نادراً ‬ما كان ‬يأتي. ‬كان هنالك الكثير من الوقت، ‬وكان ضجر ما... ‬تُرى ما علاقة الحكاية، ‬كل حكاية، ‬أية ‬حكاية، ‬بالضجر؟ ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    ومع الوقت وفي ‬تلك «‬المكتبة» ‬التي ‬تزورها الأفاعي ‬والظلال أكثر من القراء وجدت نفسي ‬أبحث عن شيء آخر ‬غير الانتظار، وكان من بين وسائلي ‬لمداعبة الضجر تكوين فريق من الفتيان والفتيات لجمع ولو جزء من التراث «‬الأدبي» ‬الشعبي ‬المغمور لهذه المنطقة.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    كانت المؤسسات الثقافية، ‬وعدد ‬غير قليل من الأفراد، ‬في ‬تلك الفترة ولا يزالون «‬يرطنون» ‬بضرورة المحافظة على «‬التراث الشعبي». ‬وفي ‬حين تغيب خطة مدروسة وعلمية تتبناها إحدى تلك المؤسسات، ‬فإن الأفراد، ‬خاصة حين ‬ينتابهم الإحساس بضرورة القيام بكل الأدوار، ‬تكون النتيجة التي ‬يصلون إليها في ‬الأخير، ‬هي: ‬لا شيء، ‬أو نتائج هزيلة، ‬على أفضل تقدير.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    لِمَ ‬إذن لا أبدأ من البسيط. ‬فتاة أو فتى ‬يحملان شريط تسجيل إلى راوية أو راوٍ، ‬وبشروط بسيطة للجمع، ‬وتسجيل حكاية أو قصيدة «‬شعبية».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    جمعت الفريق، ‬وبدأ العمل. ‬لكن أوّل من هرب الفتيان، ‬فمشاغلهم كثيرة وألذ، ‬فهم الشريحة الأكثر تعرضاً ‬لاستلابات الاستهلاك، ‬أما الفتيات فبعد أسابيع قليلة ستحملهن الباصات إلى الجامعة، ‬وسينشغلن منذ تلك اللحظة بأوهام الاستقرار والوظيفة المناسبة للمجتمع.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    المهم لم ‬ينتج عن هذه التجربة إلا «‬دفترين» ‬من الحكايات الشعبية، ‬وما هذا الكتاب: «‬حصاة الصبر» ‬إلا أحد هذين الدفترين.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    وقبل ذلك بسنوات، ‬أي ‬في ‬حدود العام ٣٨٩١‬، ‬كنت طالباً ‬في ‬الجامعة، ‬وكنا مدعوين إلى سهرة وداعية لأحد أساتذتنا في ‬كلية الآداب.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    أثناء السهرة كانت هنالك علبة (‬كرتون) ‬أعدّها الأستاذ المُغادر لوضعها في القمامة. ‬سألته عن تلك‬ العلبة: ‬ماذا بها؟ قال: ‬مجموعة من المقالات عن التراث الشعبي ‬وحكايات شعبية كنت أطلب من تلميذاتي ‬تدوينها ضمن الواجبات الدراسية الحرّة، ‬وأوراق أخرى ليست بذات أهمية. ‬هل تريده؟ ‬أخذت علبة «‬الكرتون»‬، ‬وبقيت معي ‬مجموعة لا بأس بها من الحكايات «‬الشعبية»‬، ‬أحملها و«‬دَفْتَري» ‬خورفكان من مكان إلى مكان.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    في ‬أواخر التسعينات من القرن العشرين، ‬فكّرت وبتشجيع من الأستاذ/ ‬جمعة القبيسي ‬الوكيل المساعد لدار الكتب الوطنية، ‬المجمع الثقافي، ‬في ‬إصدار هذه الحكايات في ‬أربعة أجزاء. ‬كل دفتر من «‬دفاتر» ‬خورفكان في ‬جزء، ‬ومجموعة «‬الاستاذ المُغادر» ‬في ‬جزء ثالث، ‬أما الجزء الرابع، ‬فقراءة نقدية لهذه الحكايات، ‬وللحكاية الشعبية عموماً.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    لكن ماذا لو كبر المشروع؟ لو عثرنا على «‬دفاتر» أو علب «‬كرتون» ‬أخرى؟ ماذا لو عثرنا على «‬راوٍ» ‬ذاكرته ثرية بـ «‬الحكايات»‬، ‬أو جامع متحمس؟ ‬على هذا المشروع أن ‬يكون مفتوحاً ‬وقابلاً ‬لكل احتمال، ‬وما علينا سوى البدء به. ‬الانطلاق من نقطة بداية: ‬ونقطة البداية هذه، ‬كتاب: «‬حصاة الصبر».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    و«‬حصاة الصبر»: ‬حكايات جمعتها أ. ‬م. ‬غالب من راوية واحدة هي: ‬كلثم أحمد المطوع. ٠٦ ‬سنة. ‬ربّة بيت. ‬من مواليد أبوظبي. ‬تسكن في ‬خورفكان بمنطقة المديفي. ‬عاشت قرابة ٠٢ ‬سنة في ‬أبوظبي ‬وانتقلت إلى خورفكان وعاشت فيها ٠٤ ‬سنة حتى زمن رَوْي ‬هذه الحكايات. ‬وإضافة إلى هذا «‬الانتقال» ‬سافرت الراوية إلى كل من شيراز ومصر، ‬وأقطار الخليج الأخرى.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    3 ‬‬‬‬

    إضافة إلى الخمس عشرة حكاية كما روتها السيدة المطوع أُضيف ملحق ‬يُؤكد على عدة أمور جوهرية منها:‬‬‬‬

    ‬      - أنّ ‬لروي ‬أية حكاية شفاهية أهمية خاصة لا تقل عن المتن المتداول للحكاية عموماً. ‬وما اختلاف الروايات للحكاية إلا التعبير عن حمولات في ‬طرائق السرد والحياة التي ‬تتنوع وتتشاكل بتنوع الرواة والمجتمعات والقبائل والتجمعات الصغيرة وفردية الراوي. ‬مع التأكيد على أنّ ‬الحكاية أو البُنى الأساسية فيها تتشارك مع مجتمعات متباعدة في ‬الزمان والمكان.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    من هُنا فالملحق ‬يضم روايتين مختلفتين لروايتين دوّنتهما أ. ‬م. ‬غالب. ‬كما ضم الملحق أيضاً ‬نصاً ‬أدبياً ‬للمُعِد ‬يعبّر عن الممكنات اللانهائية لتحويل أساس هذه الحكاية أو الرواية المثبتة هنا إلى نتاجات عديدة وإعادة إنتاج لا نهائي: ‬من نص أدبي ‬وحتى المسرح والسينما والتليفزيون والتشكيل.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    كما ويضم الملحق نصاً ‬حاول فيه أحدهم «‬ترجمة» ‬الحكاية إلى «‬حكاية فصيحة». ‬وبظننا فإن الكاتب هنا لم ‬يكن ‬يُدرك أنه ‬يكتب نصه الخاص (‬كما هو الحال مع نص المعد: «‬أطفال في ‬بطن الساحر») ‬وليست الحكاية كما تروى. ‬ولعلّ ‬هذا ‬يوضح اختيارنا لتدوين الحكاية كما نطقتها الراوية على وجه التقريب.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    نقول على وجه التقريب؛ ‬لأن روي ‬الحكاية الشفاهية ‬يحدث في ‬لحظة حياتية ‬وجودية ‬شفاهية. ‬وبالطبع تفقد هذه اللحظة الكثير من سماتها عندما تتحول إلى نص على الورق. ‬ولعل الجهد الوحيد المبذول في ‬هذا الكتاب ‬يكمن في ‬هذا «‬التحويل». ‬فإذا كان نقل القول الشفاهي ‬من نطاقه الحيوي ‬يجعلنا نخسر حيويته، ‬فإن علينا عند تحويله إلى نص مكتوب ابتداع «‬حيوية» ‬أخرى مستنبطة من سمات الصفحة وفراغها.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    هكذا حرصنا على اتباع تنميط خاص للصفحة التي ‬على اليسار حيث تدون الحكاية الشفاهية كما رويت وكما بالإمكان تدوينها مع انشغال خاص بتنوين المفردات لتقارب نطق الرواية والتشديد بالبنط الأسود على بعض التراكيب التي ‬تشكل بؤراً وثيمات في ‬الحكاية.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    أما الصفحات التي ‬على اليمين فلقد اخترنا أن نشرح كل المفردات والتراكيب التي ‬من الممكن أن تُشكل عائقاً لأي ‬قارئ عربي ‬جاد. ‬كما وعملنا على أن نحقق ذلك لكل حكاية على حدة مع إيراد كيفيات نطق المفردات في ‬اللهجة متى لزم ذلك، ‬واتبعنا ذلك بفهرس للمفردات «‬العامية» ‬في ‬آخر الكتاب. ‬ذاكرين الصفحة الأولى التي ‬ترد فيها هذه المفردة بحيث ‬يستطيع القارئ العودة إلى «‬شروحات» ‬هذه المفردة حتى ولو كان ‬يقرأ «‬الحكاية الأخيرة».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    ورغم أننا أكدنا بالتبنيط الأسود على كثير من المفردات والتراكيب العامية إلا أن الفهرس اكتفى بذكر أكثر المفردات ‬غرابة والتباسا وقدماً ‬وأعجمية. ‬وهنا علينا الإشادة بذلك الجهد الذي ‬بذله الأستاذ/ ‬جمعة القبيسي ‬في «‬شروحات» ‬مفردات هذه الحكايات. ‬ولعلّ ‬هذا الجهد هو ما جعل صفحات «‬اليمين» ‬ذات ثراء وغنى لا ‬يقل عن صفحات الرواية العامية على اليسار. ‬بل وأن هذا الجهد ‬يثبت بأن الحكايات «‬الشفاهية» ‬وتعدد رواياتها منجم حقيقي ‬للغة ولهجاتها وتطور دلالاتها.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    4 ‬‬‬‬

    ‬      - كما وأن التقدير موصول للشاعر محمد أحمد السويدي ‬الأمين العام للمجمع الثقافي ‬والذي ‬لولا اهتمامه لما أمكن التفكير بهكذا نية.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    وبمستوى هذه التحيات: ‬أشكر طابع هذا الكتاب ومنضده الزميل / ‬محمد عيسى. ‬والفنان علي ‬الجاك لمجرد وجوده على الأرض.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    ولقد كلفت عائلتي ‬وأصدقائي ‬عناء سماع حماساتي ‬لهكذا مشروع، ‬وكان لجهد مصححيه والمعنيين به أكبر الأثر. ‬وإذا ما كان خطأ أو تقصير فلا ‬يتحمله إلا المعد، ‬أما هذا الكتاب فهو جهد للراوية وجامعة الحكايات.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    وفي ‬الأخير فإن الأمنية أن ‬يتواصل هذا المشروع أولاً، ‬وأن ‬يلفت الانتباه إلى ذلك الكنز المخبوء المسمى بالحكاية الشفاهية في ‬ثقافتنا ولو متأخراً ‬ثانياً. ‬كما وأن ‬يترك قارئ هذا الكتاب نفسه للإنصات والقراءة الهادئة لتلك اللذة الخفية للروي ‬ثالثاً. ‬أما نحن فلا نطمح إلا أن نعثر على ثلاثة جنيهات:

    «‬واحد فرّ‬‬‬

    وواحد زرّ

    وواحد دفنته

    تحت الخرس

    ليخضر».‬‬‬‬

    كما حاولت أن أفعل في ‬هذا الكتاب. ¹

    أحمد راشد ثاني

    سبتمبر ٢٠٠١‬‬‬‬

    الحكاية الأولى

    حصاة الصبر

    صَلُّوا على النِّبِيْ، ‬اللّهمَّ ‬صَلِّ ‬وِسَلَّمْ ‬عِليهْ، ‬كانْ ‬يا ما كانْ، ‬فيْ ‬قِديمْ ‬الزَّمانْ، ‬حُرْمَهْ ‬ما تْجيبْ ‬عْيالْ ‬نَذْرَتْ، ‬قالتْ:

          - ‬ياربْ. ‬اللَّه ‬يَعطينِيْ ‬بْنَيّهْ ‬وِلاّ ‬وَلَدْ، ‬أَحطْهُمْ ‬في ‬المدرسهْ. ‬يومْ ‬عُمُرْهُم بِيِسْتِوِيْ ‬سَبْعْ ‬سْنَواتْ، ‬وْخَميسيَّتْهُمْ ‬وِالدَخّالَهْ، ‬وِبْيِخْتمونْ، ‬فْلُوسْهُمْ ‬عَلَيْ²‬.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    اللّهْ ‬استجابْ ‬دَعْوَتْها، ‬وْأعطاها بْنَيَّهْ. ‬إِلينْ ‬كْبَرَتْ ‬وِاسْتَوى عُمْرْها ‬سبعْ ‬سْنَواْت، ‬وَدَّتّها عِنْدْ ‬الِمْطَوّعْ³‬.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    (‬البنتْ) ‬يومْ ‬تْسيرْ ‬(‬المطوعْ)‬ ‬تْسَلِّمْ. ‬تْقولْ:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

          - ‬صباحْ ‬الخيرْ ‬يا مْطَوَّعِيْ‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    يْرِدْ ‬عليها مْطَوَّعْها:‬‬‬‬‬‬‬

          - ‬لاصَبّحْجْ ‬وَلا رَبَّجْجْ‬‬‬‬‬‬

    سبعْ ‬سْنينْ ‬تِخْدمينْ ‬الْميتْ‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    ولا لِجْ ‬بَخْتْ‬‬‬

    دُومْ ‬يْقولْ ‬لْها جِيهْ، ‬وِرْباعَتْها ‬يومْ ‬يْجونْ ‬يْسَلْمونْ. ‬يْقولونْ:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

          - ‬سلامْ ‬عليكُمْ ‬يا مْطَوَّعْنا⁴‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    يْجاوبْهُمْ ‬عَدِلْ:‬‬‬‬‬‬‬

    ‬      - صَبَّحْكُمْ ‬اللّهْ ‬بِالْخيرْ.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    إِلينْ ‬شْوَيَّهْ ‬كَبْرَتْ ‬وِإفْتَهْمَتْ ‬الْبْنَيَّهْ. ‬تْسيرْ ‬تْقولْ ‬لامْها:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    ‬      - أُمّاهْ... ‬أُمّاهْ... ‬أنا ‬يومْ ‬أسيرْ ‬عندْ ‬الِمْطَوَّعْ ‬أسلِّمَ ‬عْليهْ.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    أقولْ ‬لَهْ ‬مْطَّوَعِيْ ‬صَباحْ ‬الخيرْ، ‬يْقولْ ‬ليْ:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    لا صَبّحجْ ‬ولا ربَّحْجْ‬‬‬

    سَبْعْ ‬سْنينْ ‬تِخدمينْ ‬الميِّتْ‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    وَلا لِجْ ‬بَخْتْ⁵.

    قالتْ ‬لْها:‬‬‬‬‬‬‬

    ‬      - وِالْبنَاتْ ‬إِللِّيْ ‬وِيّاجْ؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    قالتْ:‬‬‬‬

    ‬      - لا، ‬الْبَناتْ ‬يومْ ‬يْقولونْ ‬لَهْ ‬صَباحْ ‬الخيرْ ‬يْقولْ ‬لْهُمْ ‬صباحْ ‬النورْ. ‬يْرِدْ ‬(‬الُمطَوَّعْ)‬ ‬عَليهُمْ ‬عَدِلْ.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    قالتْ: ‬‬‬‬

    ‬      - عَيَلْ ‬أنا باكِرْ ‬بَسيرْ ‬وِيّاجْ

    يومْ ‬إِسْتوى بِاْلباكِرْ ‬الصِّبْحْ ‬قَدَّمَتْ ‬الْبِنْتْ. ‬قالتْ ‬لْها:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    ‬      - سيريْ‬‬‬

    وِالأمْ ‬قَفاها تَبِيْ ‬تِسْمَعْ. ‬قالتْ ‬لَهْ:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    ‬      - صباحْ ‬الْخيرْ ‬يا مْطَوَّعِيْ

    قالْ ‬لها:‬‬‬‬‬‬‬

    ‬      - لا صَبَّحجْ ‬ولا ربَّحْجْ‬‬‬‬‬‬

    سَبعْ ‬سْنينْ ‬تِخْدمينْ ‬الميتْ‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    وَلا لِجْ ‬بَخْتْ‬‬‬

    دَشَّتْ ‬الأمْ. ‬قالتْ:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    ‬      - ليشْ ‬يا ‬مْطَوَّعْ؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    قالْ:‬‬‬‬

    ‬      - بَسْ!‬‬‬‬‬‬‬

    قالتْ ‬لَهْ:‬‬‬‬‬‬‬

    ‬      - مَالْها بَخْتْ. ‬وينْ ‬بَخَتْها؟‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    قالْ:‬‬‬‬

    ‬      - وَاللّهْ ‬بَخَتْها فيْ ‬سِيحْ. ‬سِيروا بِتْشوفونْ ‬هْناكْ ‬بَخَتْها⁸.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    هذيْ ‬الأمْ ‬كانْ ‬تاخِذْ ‬الْبْنَيَّهْ ‬وِتْسيرْ. ‬هاذاكْ ‬السِّيحْ. (‬وِمِنْ ‬بْعيد) ‬شافوا بِيتْ، ‬قَصِرْ ‬وْما فيهْ ‬بابْ. ‬يْحوطونْ. ‬يْحوطونْ ‬على هذا القَصِرْ ‬وْهذا القَصِرْ ‬مَالَهْ ‬بابْ. ‬يْقولوْن ‬يِمْكِنْ ‬يِغْلِطوْن. ‬حَطّوا عَلامَهْ. ‬شافوا: ‬لا. ‬يْطوفونْ ‬الْعَلامَهْ. ‬وِالْبابْ ‬ماشَيْ. ‬عُقُبْ ‬إِسْتوى الْمَغْرِبْ⁹‬. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    (‬إسْتَنْدَتْ) ‬الْبِنْتْ ‬على الِجْدارْ ‬وِالأمْ ‬مْشاهْدَتْها.‬ ‬كانْ ‬يِنْفِلِقْ ‬الِجْدارْ ‬وتَِنْخَشْ ‬الْبِنْتْ ‬وْدَشَّتْ ‬داِخلْ ‬الْقَصِر وِإِلْتَحَمْ ‬الِجْدارْ ‬وْتَمَّتْ ‬الأُمْ ‬بَرّعْ ¹⁰‬وْتَمَّتْ ‬الأُمْ ‬تْصيحْ، ‬فسارتْ ‬الْبنتْ ‬مِنْ ‬فوقْ ‬تْوايِقْ ‬عليها:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    ‬      - أُمِّيهْ.. ‬أُمِّيهْ. ‬الحينْ ‬إنْتِ ‬تْصِيحينْ، ‬أنا وِينْ ‬أجيج، ‬وما في ‬مَكانْ.. ‬الْحينْ ‬أُمِّيهْ ‬إسْتوى اللِّيلْ ‬سِيريْ ‬الْبيتْ ‬عَنْ ‬الذّيابْ ‬تِجِيْ ‬تاكلِجْ... ‬انتِ ‬سِيرِيْ ‬الْبيتْ.‬ ‬أنا هذا بَخْتِيْ ‬شِكِلْ ‬ما قالْ ‬الْمطَوَّعْ¹¹‬....‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    وْسارتْ ‬مِسْكينَهْ ‬بِصْياحْها، ‬الأُّم، ‬وْسارتْ ‬البيتْ ‬وْتَمَّتْ ‬الْبِنْتْ ‬فيْ ‬هذا القَصِرْ. ‬تْدَوِّرْ ‬فيهْ ‬وِتْشوفْ ‬البَخاخيرْ ‬وِتشوفْ ‬أكلْ ‬مِنْ ‬كِلْ ‬شَيْ ‬فيهْ. ‬جَوانِيْ ‬الْحَبْ ‬وِالْعيشْ ‬وِالطِّحينْ ‬وِالشَّكَرْ ‬وِالْمْعَلبَّاتْ. ‬وْكِلْ ‬شَيْ ‬فيهْ¹²‬.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    سارتْ ‬فيْ ‬حِجْرَهْ ‬وَحْدَهْ ‬تِنْبِرْ ‬وْتِنْبِرْ. ‬كانْ ‬تْوايِقْ ‬تَحْتْ ‬الشِّبْرِيَّهْ ‬تْشوفْ ‬جِثِّةْ ‬آدَمِيْ. ‬جِثِّةْ ‬رَجّالْ ‬وْبَدالْ ‬شَعَرْ ‬جِسْمَهْ. ‬كِلَّهْ ‬إبَرْ. ‬قالتْ ‬أنا هذا الاّ ‬أطَلْعَهْ ‬مِنْ ‬تحتْ ‬الشِّبْرِيهْ ‬وباَقلِّعْ ‬اللِّي ‬فِيْه. ‬حَطِّتَهْ ‬فوقْ ‬الزُّوليَّهْ ‬وْدَرْبَحِتَهْ ‬وْحَطِّتَهْ ‬داخلْ ‬الْحِجْرَهْ ‬وْجَلْسَتْ ‬وْشَافَتْ ‬فيهْ ‬صِيخْ ‬عُودْ ‬بَعَدْ ‬مَضْروبْ ‬مِنْ ‬قِمِّةْ ‬راسَهْ ‬إلى بَطْنَهْ، ‬فيْ ‬كِبدهْ ‬وْتَمَّتْ ‬تْقَلِّعْ ‬الإِبَرْ... ‬وْ ‬كلما تْقَّلَع إبْرَهْ ‬قالْ:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    ‬      - آه‬‬‬

    وْكلما تْقِّلَعْ ‬إبرهْ ‬قالْ:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    ‬      - آه¹³‬.

    وْتمّتْ ‬سَبْعْ ‬سْنينْ ‬تِخْدِمْ ‬هذا. ‬وِهذا بِيتْهُمْ ‬على الطريقْ. ‬يومْ ‬يْسيرونْ ‬مَكَّهْ ‬تْشوفْ ‬الْقوافلْ ‬يْطوفونْ. ‬هاذولْ ‬أَهِلْ ‬الرِّكابْ ‬يْسيرونْ ‬الحِّجْ. ‬تِزْقِرْ ‬عليهمْ ‬وِتْقولْ:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

    ‬      - انتوا

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1