تأملات في السعادة والإيجابية
2/5
()
About this ebook
Related to تأملات في السعادة والإيجابية
Related ebooks
كراكيب الحياة Rating: 3 out of 5 stars3/5رحلة هدف: خطوة نحو الإنجاز Rating: 5 out of 5 stars5/5انضم إلى النخبة: بوابتك نحو الارتقاء والشهرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحل المفقود: نظف لا وعيك من جميع القناعات السلبية التي فيه وانطلق بحياتك بدون قيود Rating: 4 out of 5 stars4/5ألوان السعادة - رحلة للعقل والقلب والروح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإيجابية وحدها لا تكفي: منهجك الكامل للحصول على الحرية النفسية الكاملة بين يديك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقيادة التحولية وضغوط العمل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدفتر أبو ٤٠: ارسم خريطة أهدافك Rating: 5 out of 5 stars5/5التوازن الاجتماعي Rating: 5 out of 5 stars5/5أولويّات الحياة السبع Rating: 4 out of 5 stars4/5تنافس بلا صراع: أتريد أن تعرف ما الذي يخيف الناس؟ النجاح Rating: 0 out of 5 stars0 ratings!لستَ وحدك: دليلي للتواصل مع طفلي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكُنّا بخير لولا الآخرون Rating: 4 out of 5 stars4/5تطوير الذات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحرب الأعصاب من التلاعب بالعقول الى غسل الادمغة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsارتقاء الأعمال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنقطة: حيث الهدوء وأشياء أخرى Rating: 2 out of 5 stars2/5تحسين مهارات الأشخاص: ما يريد الآخرون سماعه - كيفية التحدث إلى أي شخص لديه ثقة وكاريزما من خلال الاتصالات الفعالة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسر لجعل أي شيء Rating: 3 out of 5 stars3/5كله خير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأساسيات في تربية الأطفال: دليل للآباء والأمهات لفهم دوافع سلوكيات الأطفال من عمر 4-12 سنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتفكير بالسيناريو:كيف تخطط لمستقبلك؟! Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقانون الجذب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتربية الأطفال على الأخلاق ال 10 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsDirection, Alignment, Commitment: Achieving Better Results Through Leadership, First Edition (Arabic) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحوكمة الوقف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصتي Rating: 3 out of 5 stars3/5The Art of War (Arabic) Rating: 2 out of 5 stars2/5السعادة هي المشكلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفكر الاقتصاد السياسي- نقد وتحليل Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for تأملات في السعادة والإيجابية
1 rating0 reviews
Book preview
تأملات في السعادة والإيجابية - Explorer Publishing
لمـاذا؟
1. لماذا السعادة؟
سؤال يتردد كثيراً، وخاصة خلال السنوات الأخيرة في عمر الحكومة، لماذا التركيز على السعادة؟ لماذا أصبحت السعادة جزءاً مهماً من خطاب الحكومة ومن خطاب محمد بن راشد وضمن أجندة الحكومة ومبادراتها وأعمالها؟
سؤال يتكرر باستمرار.. سأحاول من خلال هذا الكتاب بإذن الله الإجابة عنه، وسيجد القارئ بأنني قرنت السعادة بالإيجابية وتوسعت كثيراً في تناول الإيجابية، مفهوماً وتطبيقاً، بطريقة سيلاحظها القارئ خلال الفصول التالية.
وللإجابة عن سؤال السعادة أولاً، أود أن أصارح القارئ بأنني، ومنذ زمن ليس بالقصير، كنت دائماً أطرح على نفسي سؤالاً بسيطاً، لكن فيه من العمق ما كان يجعل الإجابة عنه مسألة غير سهلة.
سؤال أحاول فيه تلخيص الهدف من جزء كبير من حياتي، الجزء المتعلق بدوري كقائد في دولة الإمارات وكحاكم لإمارة دبي، عملي الرسمي، أو ما أسميه حياتي.
ما هو دوري الحقيقي كقائد؟ ما هي وظيفتي الأساسية؟ أن أدير حكومة؟ ما هو دور الحكومة الحقيقي؟ هل دور الحكومة سن القوانين والسياسات وإنفاذها فقط؟ هل دورها هو حماية المكتسبات وحفظ الحقوق فقط؟ هل دورها هو توفير مقومات الحياة للمجتمع من صحةوتعليم وسكن وطرق وبنية تحتية فقط؟ ألا يمكن أن يكون لنا دور أكبر وأعمق وأكثر إلهاماً؟
نعم، يمكن أن يكون دورنا آعمق وأكثر تأثيراً وإلهاماً عندما نسعى لإسعاد الناس. دور الحكومات هو خلق البيئة التي يستطيع الناس من خلالها تحقيق أحلامهم وطموحاتهم وذواتهم، خلق البيئة وليس التحكم فيها.. نعم، وظيفة الحكومات تمكين الناس وليس التمكن منهم.. نعم، وظيفة الحكومات تحقيق السعادة.
هل يمكن أن نتخيل تأثير هذه الإجابة في مئات الآلاف ممن يعملون في الحكومات؟ أن يكون لوظيفتهم هذا المعنى العظيم، أن يكون لعملهم هذا الهدف الحضاري والإنساني العميق، أن يستيقظوا كل يوم وفي مخيلتهم وأمامهم هدف قريب من قلوبهم كبشر: كيف يمكن أن يساهموا في سعادة الناس؟
بعض البشر يقضون جل حياتهم وهم يعملون ضمن المنظومة الحكومية، عندما ينظرون وراءهم بعد 30 أو 40 سنة من العمل الحكومي، من حقهم أن يفخروا بأنهم قضوا جل حياتهم في سعي دائم لإسعاد البشر.
السعي لإسعاد الناس سعادة بحق ذاتها.. حتى في ديننا، فإن إدخال السرور على البشر من أعظم الأعمال، وخير الناس أنفعهم للناس.
هل يمكن أن نتخيل أيضاً تأثير هذه الإجابة في الشعوب عندما يؤمنون بأن الحكومة تسعى لخيرهم وسعادتهم، تسعى لتوفير الفرص لهم ولأبنائهم ليكونوا سعداء، تسعى لتمكينهم بالأدوات والمهارات لتحقيق أحلامهم.. هل يمكن أن نتخيّل وجود أي نوع من العداوات بين الحكومات وشعوبها إذا كانت العلاقة التي تحكمهم أساسها تحقيق السعادة؟
لسنا حالمين ولا مثاليين، ولسنا جدداً في الحديث عن السعادة. منذ فجر التاريخ والكل يطلب السعادة. أرسطو ذكر قبل 2400 سنة بأن غاية السياسة هي تحقيق السعادة، وذكر أن الدولة كائن حي يتطور ويسعى لتحقيق الكمال المعنوي والسعادة للأفراد، وابن خلدون كذلك. والدستور الأمريكي ينص، في مقدمته، على حق الجميع في السعي لتحقيق السعادة. بل إن هناك مطالبات من الأمم المتحدة بتغيير المعايير المعتمدة لقياس نجاح الحكومات، من معايير اقتصادية إلى معايير تتعلق بسعادة الإنسان. وخصصت الأمم المتحدة يوماً عالمياً للتأكيد على أهمية السعادة.
السعداء ينتجون أكثر.. ويعيشون أطول.. ويقودون تنمية اقتصادية بشكل أفضل وفق دراسات عدة.. أستغرب من استغراب البعض من حديث الحكومة عن السعادة. السعادة لها مؤشرات وبرامج ودراسات. السعادة يمكن قياسها، وتنميتها وربطها بمجموعة من القيم والبرامج؛ سعادة الأفراد، وسعادة الأسر، وسعادة الموظفين في عملهم، وسعادة الناس بحياتهم، وتفاؤلهم بمستقبلهم، ورضاهم النفسي والمهني والمجتمعي، كل ذلك يحتاج لبرامج ومبادرات في قطاعات الحكومة كافة، ولا بد من متابعة ذلك مع مختلف القطاعات والمؤسسات الحكومية. عندما نقول بأن هدف الحكومة هو تحقيق السعادة فنحن نعني ذلك حرفياً وسنطبقه حرفياً وسنسعى لتحقيقه بما يتناسب مع طموحات شعبنا وتطلعاته وعاداتنا وثقافتنا.
نعم، نحن نسعى لإسعاد الناس، وسيظل إسعاد الناس غاية وهدفاً وبرامج عمل حتى يترسخ واقعاً دائماً ومستمراً. لا توجد حكومة كاملة، ولا يوجد عمل دون أخطاء، ولكن الخطأ الحقيقي هو التخلي عن دورنا الحقيقي في إسعاد البشر، وما هذا الكتاب اليوم إلا محاولة للمساهمة في هذه الغاية، والله الموفق أولاً وآخراً.
2. السعادة والإيجابية.. هل نغرد خارج السرب؟
منذ أن بدأ خطابنا الحكومي بالتغير بشكل كبير للحديث حول مفهوم السعادة، تردني بين فترة وأخرى بعض الملاحظات، وبعض التعليقات والآراء. وكان أوضحها ما قاله له أخ إعلامي من دولة عربية شقيقة بعد إجرائنا تغييرات هيكلية في الحكومة، نتج عنها تعيين وزيرة للسعادة، إذ قال: ألا تعتقد بأنكم تغردون خارج السرب؟
قلت له: نحن جزء من السرب، ونحاول أن نبني أملاً لهذا السرب.
استرسلت في الحديث معه، وقلت له: لا توجد منطقة في العالم بحاجة للسعادة والإيجابية أكثر من منطقتنا. ثمة قدر هائل من التشاؤم في المنطقة وبالمنطقة.
يمكن الإحساس بذلك في إعلامنا، وفي نشرات أخبارنا، وفي مقالات كتابنا، وفي آراء المثقفين عندنا، وتراه أوضح ما يكون في وسائل التواصل الاجتماعي. هذا التشاؤم أكده تقرير مررت عليه قبل فترة وطلبت تحليله.. إنه تقرير السعادة العالمي 2015، الذي أورد دراسة حول التشاؤم والاكتئاب بين الشباب والمراهقين عالمياً، حيث قسم التقرير الشباب جغرافياً. برأيكم ما هي المنطقة الأعلى عالمياً في معدّل اكتئاب الشباب وتشاؤمهم؟ نعم، إنها منطقتنا. لا ألوم أحداً، فالمنطقة فيها من الأخبار السلبية والتوترات ما يفوق عدداً كبيراً من مناطق العالم، ولكن ما يؤلم حقاً هو أنه إذا سيطر التشاؤم على المراهقين والشباب فما هو المستقبل الذي ينتظر هذه المنطقة؟
لذلك لدي إيمان كبير بأهمية بناء التفاؤل والإيجابية ونشر مفاهيم السعادة. وركزت في هذا الكتاب بشكل كبير على مفهوم الإيجابية وأثره في تغيير نظرتنا للحياة والإنجاز والعمل وحتى نظرتنا للعمل الحكومي، نظرتنا للفرص من حولنا ونظرتنا للمستقبل الذي ينتظرنا.
علاقة الإيجابية بالسعادة هي علاقة المقدمة بالنتيجة، ولذلك أركز عليها كثيراً في هذا الكتاب. الإيجابية هي طريقة تفكير، والسعادة هي أسلوب حياة. بمعنى آخر، ليس ما تملكه أو ما تفعله هو ما يجعلك سعيداً بل كيفية تفكيرك بكل ذلك.
أعود للإعلامي الذي ذكرته قبل قليل وحواري معه، والذي أَحبَّ أن يأخذ سبقاً صحفياً، فسألني: كم تنوون أن ترصدوا مخصصات مالية لبرامج السعادة في دولة الإمارات؟ قلت له: السعادة ليست برامج منفصلة عن عمل الحكومة اليومي.. السعادة هي برنامج الحكومة الرئيسي، وميزانية الحكومة كلها من أجل تحقيق سعادة الناس.
السعادة نوعان: شخصية -