Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

رحلة الحروف العربية
رحلة الحروف العربية
رحلة الحروف العربية
Ebook172 pages41 minutes

رحلة الحروف العربية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

الكتاب تعليمى يأخذنا الى عالم تطور الخط العربى من بداية ظهوره ما قبل الإسلام وحتى تطوره، وتطور الحرف وأشكاله ومدارسه المختلفة من الكوفة والبصرة والنبطى وغيرة بلغة سردية بين مدرس وتلاميذه فى الفصل .
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2021
ISBN9789771459941
رحلة الحروف العربية

Read more from عفاف طبالة

Related to رحلة الحروف العربية

Related ebooks

Reviews for رحلة الحروف العربية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    رحلة الحروف العربية - عفاف طبالة

    الفصل الأول

    قرر الأستاذ إمام أن يُخَصِّصَ جزءًا من حصة العربي اليومَ ليُناقشَ مع الطلبةِ موضوعًا شغَلَهُ منذ ضمَّهُ سعيد لمجموعة فصل 3/2 على الواتس آب.

    بدأ الأستاذ إمام الحصةَ بشكرِ سعيد، ثم أضاف: «لاحظتُ أنكم تكتبونَ رسائلَكم بمزيجٍ من الحروف اللاتينية والأرقام». رَفَعَتْ طالبةٌ يدها معترضةً على التعميم. ردَّ إمام معتذرًا: «أنتِ على حقٍّ يا شيماءُ، القول الأصحُّ أنَّ أغلبَكم يكتبونَ بهذه الطريقةِ». سارع أحدُهم يوضحُ له: «هذه لغة الفرانكو يا أستاذ، وفي روايةٍ أخرى العرابيز». ردَّ الأستاذ بثقةٍ: «نعم يا حسن، وهما اختصار لفرانكو أراب وتعريب لـ ARAB EASY، لكنها ليست لُغةً، بل طريقةً في كتابة اللغة العربية. فهل يعرف أحدُكم متى ظهرتْ ولماذا نشأتْ؟»

    ساد صمتٌ تامٌّ في الفصل. لمح الأستاذ من يرفعَ يدهُ على استحياءٍ في آخر الصفوفِ، فأعطاه الكلمةَ.

    قال ناجي بصوتٍ خفيضٍ كاد الأولادُ أن يكتموا أنفاسَهم ليسمعوه: «أول ما ظهـرَ الحاســوب تأخــرتْ برمجـةُ إدخـالِ الحـروفِ العربيـةِ عن لوحةِ المفاتيح. فاستُخدِمَتِ الحروفُ اللاتينيةُ لكتابة اللغةِ العربيةِ، وأضافوا إليها بعض الأرقام ليُعَوِّضُوا بها غياب بعض الحروف العربية عنها». عقَّبَ الأستاذ إمام على كلام ناجي: «إذن الفرانكو حيلةٌ ابتكرها المتحدثون بالعربية لحلِّ مشكلةِ غيابِ الحروفِ العربيةِ عن لوحة المفاتيح. أَذكرُ أن جيلي كان يستخدمُها في غرف الدردشة؛ خاصةً مع أصدقائِهم العربِ المقيمينَ في الدول الأجنبية. لكن، كما تعلمون، هذا الوضع لم يستمر؛ فلوحةُ مفاتيحِ أيِّ حاسوبٍ الآنَ- بل أيِّ هاتفٍ ذكيٍّ- مزودةٌ بالحروف العربية.

    لوحةِ مفاتيحَ بحروفٍ عربيةٍ

    ويبقى هنا السؤالُ الذي تحيرُني إجابتُهُ: لماذا إذن تستمرونَ في استخدام الحروف اللاتينية في الكتابة وتهجرونَ الحروفَ العربيةَ؟».

    تناثرتْ ردودٌ سريعةٌ من كلِّ ركنٍ في الفصل: «تعوُّدٌ.. موضة.. تقليدٌ.. استسهالٌ».

    صمَتَ الأستاذ قليلًا يفكر ثم قال: «مارأيُكم في مسابقةٍ عن تاريخ الكتابةِ بالحروف العربية ورحلتِها عبْرَ الزمن: منذ نشأتِها ثم تطورِها حتى وصلتْ لما هي عليه اليوم؟». تبادل الأولاد النظراتِ مترددينَ في التعبير عن رأيهم. قال إمام يشجعهم: «صدقوني، الأمر ليس صعبًا، لو بحثْتُم لوجدتم رواياتٍ ومعلوماتٍ كثيرةً عن الحروف العربية، وستعرفون منها ما بذله الأولون من جهدٍ لتكوينها وتطويرها لتأتيَ في الصورة التي هي عليها الآنَ- مطابقةً للّفظ المنطوق بدون لَبْسٍ». ثم أكمل بصوتٍ خفيضٍ وكأنه يحدِّثُ نفسه: «أملي أن يشجعَكم هذا على الحفاظ عليها والتمسك بالكتابة بها».

    قال شريف: «وكيف سيتمُّ تحديدُ الفائزِ في هذه المسابقةِ؟» ردَّ إمام: «كلُّ من شارك فيها بروايةٍ أو معلومةٍ يُعْتَبَرُ فائزًا» ثم أضاف مُشَدِّدًا: «على أن تكونَ معلوماتُه من مصادرَ موثوقٍ بها».

    سأل بيشوي بفضولٍ: «وما الجائزةُ؟» ابتسم الأستاذ إمام وقال بمكرٍ: «أُفَضِّلُ أن تكونَ مفاجأةً لكم».

    الفصل الثانى

    معروفٌ عن الأستاذ إمام التزامُه الشديدُ بحضور الحصص في مواعيدها. قبل حصة العربي بخمس دقائقَ، أرسل له طلبة 3\2 مندوبًا عنهم يرجوه تأجيلَ الحصةِ خمسَ دقائقَ عن موعدها لإتمام التجهيزات اللازمة لمسابقة الحروف العربية.

    عندما فتحَ الأستاذ إمام باب الفصل، كان كلُّ طالبٍ جالسًا مكانَهُ، إلا هدى التي وقفت في ركنٍ أماميٍّ من الفصل، وناجي الذي وقف بجوار السبورة. أشار لهما الأستاذ إمام بالجلوس في أماكنهما، لكن شريف وضَّحَ له أن هدى مكلَّفةٌ بتصوير ما يدور في الحصة لتوثيقه، وأن ناجي مسئولٌ عن عرض الصور التوضيحية على السبورة البيضاء في الوقت المناسب.

    جلس إمام على كرسيِّهِ وقد بدا على وجهه الرضا عن بداياتٍ واعدةٍ.

    وقف شريف في مواجهة زملائه، واستهلَّ كلامَه قائلاً: «رأت مجموعتي أنه من الضروريِّ أولًا- قبل الحديثِ عن نشأة وتطور الكتابة بالحروف العربية- الحديثُ عن الكتابة بشكلٍ عام. فللكتابة أهميةٌ في تطور الإنسان جعلت العلماء يقسمون التاريخ البشري إلى مرحلتين: مرحلةِ ما قبل الكتابة ومرحلةِ ما بعد الكتابة».

    أشار شريف لناجي فظهرت على السبورة جملة:

    يُرْوى أن سليمان سأل عِفْريتًا عن الكلام فقال: «ريحٌ لا يبقى»، فقال: «ما قيدُهُ(1)؟»،قال: «الكتابة».

    استهلَّ شريف كلامَهُ قائلًا:

    مضت قرونٌ طويلةٌ كان البشرُ يتواصلون ويتفاهمون فيها إمَّا بالإشارة وإمَّا بالأصوات الغامضة،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1