رحلة الحروف العربية
By عفاف طبالة
()
About this ebook
Read more from عفاف طبالة
تراب السكة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسمكة الفضية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعود السنابل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحلم جديد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسيكا وموكا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفك شفرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأوراق قديمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبيت والنخلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهروب صغير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنشودة العودة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to رحلة الحروف العربية
Related ebooks
مطالعات في اللغة والأدب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالترقيم وعلاماته في اللغة العربية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالصاحبي في فقه الغة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ الأدب وحياة اللغة العربية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاللغة الشاعرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsباحثة البادية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأدبيات اللغة العربية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالكافي في اللغة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمزهر في علوم اللغة وأنواعها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإعراب القرآن للنحاس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمختار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالنثر الفني في القرن الرابع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحكمة الإشراق إلى كتاب الآفاق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالدر المنثور في طبقات ربات الخدور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأملات فى جماليات النص القرأني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمحمد إقبال: سيرته وفلسفته وشعره Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعبرة التاريخ: أحمد زكي أبو شادي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسر الفصاحة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح ديوان المتنبي للواحدي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsباحثة البادية: مي زيادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبلاغة العصرية واللغة العربية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبيام مشرق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأصول الإنشاء والخطابة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي النحو العربي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsضرب الكليم: إعلان الحرب على العصر الحاضر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأشتات مجتمعات في اللغة والأدب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاللغة والدين والتقاليد في حياة الاستقلال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأمراء البيان Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for رحلة الحروف العربية
0 ratings0 reviews
Book preview
رحلة الحروف العربية - عفاف طبالة
الفصل الأول
قرر الأستاذ إمام أن يُخَصِّصَ جزءًا من حصة العربي اليومَ ليُناقشَ مع الطلبةِ موضوعًا شغَلَهُ منذ ضمَّهُ سعيد لمجموعة فصل 3/2 على الواتس آب.
بدأ الأستاذ إمام الحصةَ بشكرِ سعيد، ثم أضاف: «لاحظتُ أنكم تكتبونَ رسائلَكم بمزيجٍ من الحروف اللاتينية والأرقام». رَفَعَتْ طالبةٌ يدها معترضةً على التعميم. ردَّ إمام معتذرًا: «أنتِ على حقٍّ يا شيماءُ، القول الأصحُّ أنَّ أغلبَكم يكتبونَ بهذه الطريقةِ». سارع أحدُهم يوضحُ له: «هذه لغة الفرانكو يا أستاذ، وفي روايةٍ أخرى العرابيز». ردَّ الأستاذ بثقةٍ: «نعم يا حسن، وهما اختصار لفرانكو أراب وتعريب لـ ARAB EASY، لكنها ليست لُغةً، بل طريقةً في كتابة اللغة العربية. فهل يعرف أحدُكم متى ظهرتْ ولماذا نشأتْ؟»
ساد صمتٌ تامٌّ في الفصل. لمح الأستاذ من يرفعَ يدهُ على استحياءٍ في آخر الصفوفِ، فأعطاه الكلمةَ.
قال ناجي بصوتٍ خفيضٍ كاد الأولادُ أن يكتموا أنفاسَهم ليسمعوه: «أول ما ظهـرَ الحاســوب تأخــرتْ برمجـةُ إدخـالِ الحـروفِ العربيـةِ عن لوحةِ المفاتيح. فاستُخدِمَتِ الحروفُ اللاتينيةُ لكتابة اللغةِ العربيةِ، وأضافوا إليها بعض الأرقام ليُعَوِّضُوا بها غياب بعض الحروف العربية عنها». عقَّبَ الأستاذ إمام على كلام ناجي: «إذن الفرانكو حيلةٌ ابتكرها المتحدثون بالعربية لحلِّ مشكلةِ غيابِ الحروفِ العربيةِ عن لوحة المفاتيح. أَذكرُ أن جيلي كان يستخدمُها في غرف الدردشة؛ خاصةً مع أصدقائِهم العربِ المقيمينَ في الدول الأجنبية. لكن، كما تعلمون، هذا الوضع لم يستمر؛ فلوحةُ مفاتيحِ أيِّ حاسوبٍ الآنَ- بل أيِّ هاتفٍ ذكيٍّ- مزودةٌ بالحروف العربية.
لوحةِ مفاتيحَ بحروفٍ عربيةٍ
ويبقى هنا السؤالُ الذي تحيرُني إجابتُهُ: لماذا إذن تستمرونَ في استخدام الحروف اللاتينية في الكتابة وتهجرونَ الحروفَ العربيةَ؟».
تناثرتْ ردودٌ سريعةٌ من كلِّ ركنٍ في الفصل: «تعوُّدٌ.. موضة.. تقليدٌ.. استسهالٌ».
صمَتَ الأستاذ قليلًا يفكر ثم قال: «مارأيُكم في مسابقةٍ عن تاريخ الكتابةِ بالحروف العربية ورحلتِها عبْرَ الزمن: منذ نشأتِها ثم تطورِها حتى وصلتْ لما هي عليه اليوم؟». تبادل الأولاد النظراتِ مترددينَ في التعبير عن رأيهم. قال إمام يشجعهم: «صدقوني، الأمر ليس صعبًا، لو بحثْتُم لوجدتم رواياتٍ ومعلوماتٍ كثيرةً عن الحروف العربية، وستعرفون منها ما بذله الأولون من جهدٍ لتكوينها وتطويرها لتأتيَ في الصورة التي هي عليها الآنَ- مطابقةً للّفظ المنطوق بدون لَبْسٍ». ثم أكمل بصوتٍ خفيضٍ وكأنه يحدِّثُ نفسه: «أملي أن يشجعَكم هذا على الحفاظ عليها والتمسك بالكتابة بها».
قال شريف: «وكيف سيتمُّ تحديدُ الفائزِ في هذه المسابقةِ؟» ردَّ إمام: «كلُّ من شارك فيها بروايةٍ أو معلومةٍ يُعْتَبَرُ فائزًا» ثم أضاف مُشَدِّدًا: «على أن تكونَ معلوماتُه من مصادرَ موثوقٍ بها».
سأل بيشوي بفضولٍ: «وما الجائزةُ؟» ابتسم الأستاذ إمام وقال بمكرٍ: «أُفَضِّلُ أن تكونَ مفاجأةً لكم».
الفصل الثانى
معروفٌ عن الأستاذ إمام التزامُه الشديدُ بحضور الحصص في مواعيدها. قبل حصة العربي بخمس دقائقَ، أرسل له طلبة 3\2 مندوبًا عنهم يرجوه تأجيلَ الحصةِ خمسَ دقائقَ عن موعدها لإتمام التجهيزات اللازمة لمسابقة الحروف العربية.
عندما فتحَ الأستاذ إمام باب الفصل، كان كلُّ طالبٍ جالسًا مكانَهُ، إلا هدى التي وقفت في ركنٍ أماميٍّ من الفصل، وناجي الذي وقف بجوار السبورة. أشار لهما الأستاذ إمام بالجلوس في أماكنهما، لكن شريف وضَّحَ له أن هدى مكلَّفةٌ بتصوير ما يدور في الحصة لتوثيقه، وأن ناجي مسئولٌ عن عرض الصور التوضيحية على السبورة البيضاء في الوقت المناسب.
جلس إمام على كرسيِّهِ وقد بدا على وجهه الرضا عن بداياتٍ واعدةٍ.
وقف شريف في مواجهة زملائه، واستهلَّ كلامَه قائلاً: «رأت مجموعتي أنه من الضروريِّ أولًا- قبل الحديثِ عن نشأة وتطور الكتابة بالحروف العربية- الحديثُ عن الكتابة بشكلٍ عام. فللكتابة أهميةٌ في تطور الإنسان جعلت العلماء يقسمون التاريخ البشري إلى مرحلتين: مرحلةِ ما قبل الكتابة ومرحلةِ ما بعد الكتابة».
أشار شريف لناجي فظهرت على السبورة جملة:
يُرْوى أن سليمان سأل عِفْريتًا عن الكلام فقال: «ريحٌ لا يبقى»، فقال: «ما قيدُهُ(1)؟»،قال: «الكتابة».
استهلَّ شريف كلامَهُ قائلًا:
مضت قرونٌ طويلةٌ كان البشرُ يتواصلون ويتفاهمون فيها إمَّا بالإشارة وإمَّا بالأصوات الغامضة،