Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

خارج نطاق الخدمة
خارج نطاق الخدمة
خارج نطاق الخدمة
Ebook257 pages1 hour

خارج نطاق الخدمة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

إنها حكاية البحث عن الذات وعن أحلام الآخرين الضائعة، ومحاولة فصل الواقع عن الحلم. مغامرة شيقة ومهمة صعبة يخوضها البطل رغمًا عنه أملًا في استعادة سلامه الضائع والانتصار على ماضيه المجهول.
Languageالعربية
Release dateJan 3, 2024
ISBN9789778063370

Read more from عمرو حسين

Related to خارج نطاق الخدمة

Related ebooks

Reviews for خارج نطاق الخدمة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    خارج نطاق الخدمة - عمرو حسين

    خارج نطاق الخدمة

    عمرو حسين: خارج نطاق الخدمة - رواية

    الطبعة العربية الأولى: يناير ٢٠٢٣

    رقم الإيداع: ٢٦٤٧٢ /٢٠٢٢ - الترقيم الدولي: 0 - 337 - 806 - 977 - 978

    جَميــعُ حُـقـــوقِ الطَبْــعِ والنَّشرِ محـْــــفُوظةٌ للناشِرْ

    لا يجوز استخدام أو إعادة طباعة أي جزء من هذا الكتاب بأي طريقة

    بدون الحصول على الموافقة الخطية من الناشر.

    إن الآراء الــــواردة فــــي هـــذا الكتــــاب

    لا تُعبـــر عــن رؤيـــة الناشـــر بالضـــرورة

    وإنمــا تعبــر عــن رؤيــة الكــــاتب.

    © دار دَوِّنْ

    عضو اتحاد الناشرين المصريين.

    عضو اتحاد الناشرين العرب.

    القاهرة - مصر

    Mob +2 - 01020220053

    info@dardawen.com

    www.Dardawen.com

    عمرو حسين

    خارج نطاق الخدمة

    رواية

    إهداء

    إلى كل أحلامي التي لا نهاية لها

    كلما تحقق أحدها، حلمت بآخر

    ١

    «هل كان كلُ ذلك حُلمًا حقًّا؟»

    هناك خطٌ رفيعٌ يفصل بين الواقع والخيال، بين اليقظة والحلم. أشعر أنني أقف تمامًا فوق هذا الخط. أخطو عليه مثل لاعب السيرك. لا أدَّعي أنني أسير بهذا التوازن. على العكس تمامًا، فأنا أترنَّح يمينًا ويسارًا فيختلط الواقع بالخيال في نظري ولا أعرف يقينًا في أي الجانبين أقع.

    أسترخي على مقعدي الوثير في المكتب الفخم. أرشف رشفة من فنجان القهوة وأنظر إلى صديقي الممتلئ الجالس أمامي، والذي لا توحي نظراته بأي رد فعل منطقي لما أقول.

    أراه يُنصت لي ملقيًا بصره بعيدًا على هذا المشهد البديع من خلفي لنهر النيل ساعة العصر. يبدو المشهد جميلًا هادئًا من مكتبي في البرج شاهق الارتفاع في حين سيبدو نفس المشهد صاخبًا حارًّا مزعجًا ومزدحمًا في الأسفل، في الشوارع نفسها. ليتني أستطيع أن أنسى ما حلَّ بي من آلام داخلية وأنظر إلى حياتي من الخارج. ستبدو جميلة حتمًا لمن يراني من بعيد. رجل أعمال شاب، وارث لمجموعة شركات ناجحة في مجال المقاولات. أعيش في فيلا فخمة بمجمع سكني راقٍ، وأمتلك سيارات فارهة ومكتبًا كهذا وابنًا جميلًا أرى المستقبل في عينيه. بيد أنني أحترق وأتألم دون أن يشعر بآلامي إلا هذا الشخص الجالس أمامي الآن. هو الوحيد الذي أبوح له بما أكننت في نفسي لعله يساعدني لألتمس طريقي في هذه الدنيا القاسية.

    تمر لحظات من الصمت المربك فلا أسمع إلا الصوت الهادئ لمكيف الهواء، مع صوت عقرب الثواني الذي يمضي في طريقه الرتيب بلا توقف، تاركًا خلفه لحظاتٍ لن تعود أبدًا. تشير الساعة المعلقة على أحد حوائط مكتبي لبضع دقائق مضت بعد الرابعة عصرًا. تنعكس بعض أشعة الشمس المضيئة على وجه صديقي فتنير وجهه كوجه الأنبياء والصالحين في الأيقونات. يمعن النظر في وجهي كأنه ينتظر مني التوضيح، ولكني لا أتكلم. فقط أستمع لعقرب الثواني وهو يُحصي ما يضيع من عمري ببطء.

    ٢

    أفكر قليلًا ثم أعاود الحديث:

    - منذ أن جلسنا هنا في هذا المكتب قبل يومين أو ثلاثة، وأشياء عجيبة تحدث لي. لا أدري هل كنت نائمًا، أم أن هذا ما حدث بالفعل؟!

    ينظر نحوي منتظرًا أن أكمل الحكاية، أما أنا فأنظر إليه منتظرًا إجابة. فلا نسمع معًا إلا صوت عقرب الثواني. يعتدل طارق فجأة هامسًا بهدوء:

    - منذ أسبوع كامل! جلسنا هنا الأحد الماضي. لم أرك مطلقًا ولم نتكلم منذ أسبوع.

    - وهل يُعقَل أن أكون في حلم كل هذه المدة؟ ولو كنت مستيقظًا فكيف مر أسبوع وأظنه يومين أو ثلاثة أيام على الأكثر؟

    - لعلك بالفعل نمت، عندما تقابلنا كنت تعاني من الأرق والاكتئاب وعدم النوم. لا أستبعد أن تكون قد تناولت بعض الأقراص المُهدِّئة ثم نمت طويلًا. أو لعلك نمت بعض الوقت وتخيلت بعض الأحداث عندما استيقظت..

    يبدو لي تفسيره منطقيًّا، فبالفعل لقد تناولت قرصين أو ربما ثلاثة من المهدئ الذي أعطاني إياه يومها. ربما بالفعل وصلت إلى الفيلا منهكًا فنمت يومين أو ثلاثة. فلا أنا قتلت شخصًا ولا سافرت إلى هذه القرية ولم يحدث شيء من تلك الأحداث العجيبة التي أتذكرها الآن!

    أطلب من طارق أن أقص عليه هذا الحلم العجيب ليساعدني في فهم ما حدث. أتطلع بشدة للفضفضة معه من القلب. لا أدري هل لأنه صديق الطفولة؟ أم لأنه الآن معالجي النفسي؟ أم لأنه طبيب الشركة؟ أم لأنني فقط أريد أن أبوح بما حدث لأرتاح وأتطهر مما فعلت؟ أو مما أظن أنني فعلت؟ أو لم أفعل؟ لا أدري!

    أعتقد في الوقت ذاته أن طارق بصفته معالجًا نفسيًّا -وهو التخصص الذي اختاره بعد دراسة الطب- لم يسبق له أن عالج مريضًا واحدًا. أحيانًا أشك في كونه مريضًا نفسيًّا. لا أعرف كيف تخرج في كلية الطب، بل لا أفهم كيف التحق بها أصلًا!

    لذلك أفضِّل أن أعتبر نفسي في لقاء مع طارق صديق الطفولة وزميل المدرسة الابتدائية الذي أحبه كثيرًا. ليس دكتور طارق الطبيب النفسي الذي يبحث عن أسماء المهدئات على «جوجل» وينصح أي مريض -بأي مرض- بتناول أقراص «بانادول» من أي نوع.

    يرمقني بحذر ويهمس بثقة:

    - في هذه الفترة من حياتك، أنت تعاني من فراغ كبير، تفتقد هدفًا كبيرًا في حياتك. هدف لا علاقة له بالشركة ولا بالأموال ولا بالحب الذي أدخلك ذلك النفق المظلم.

    لا أدري أَدَرَسَ الطب النفسي في كلية الطب أم شَاهَدَ بعض الأفلام القديمة؟

    أعتقد أنني سمعت عبارته السابقة في أحد المسلسلات. أو لعله قرأها في أحد كتب التنمية البشرية التي اهتم بها بعد تخرجه في كلية الطب.

    يحول بصره ناحية ساعة يده ويطلب الإذن مني ليذهب إلى اجتماع مهم على وعد بالعودة بعده لأقص عليه القصة العجيبة. صحيح أنه الآن يعمل طبيبًا للشركة، لكني لا أعرف أي اجتماع يقصد. لعل عنده حالة طارئة لأحد الزملاء يعاني من انهيارٍ عصبيٍّ وكسورٍ نتيجة سقوطه من أعلى أدوار الشركة منتحرًا. ولن تخرج نصيحته عن تناول «بانادول إكسترا» مرتين قبل الدفن وبعده.

    أشير إليه بالإذن ليذهب. ينهض تاركًا علبة دواء على طرف مكتبي. يشرح لي أن هذه العلبة أحضرها من الخارج خصوصًا لي وأنها تحتوي على أحد أفضل المهدئات، ويطلب مني تناول قرص واحد فقط قبل النوم. لا أريد مهدئًا آخر، كفاني ما حدث المرة الماضية. أمسكت العلبة للحظة متأملًا اسم ذلك المنوم العجيب المكتوب بالإنجليزية ومعناه «النوم العميق». يا صديقي، أنا الآن لا أحتاج إلى منوم، أقول لك إنني نمت طوال الأسبوع الماضي بلا أية مشكلة! أصوب نظراتي نحوه قبل أن أعيد العلبة حيث وضعها طارق على طرف المكتب.

    يكاد يمضي، لكنه يتوقف فجأة ليلتفت إليَّ مجددًا هامسًا ببطء وبثقة كبيرة. يخبرني أنني سأكون بخير، وأن الحياة ستستمر، وأن كل ذلك سيمضي وسأذكره يومًا وعلى وجهي ابتسامة كبيرة. ثم يغلق الباب بهدوء ويرحل.

    تغمرني جملته الأخيرة بالكثير من السكينة والراحة وتُذكِّرني بوالدي الراحل. على الرغم من قدرات طارق الطبية المتواضعة، فإنه لا يزال قادرًا على بعث الاطمئنان والراحة النفسية بعد الحديث معه بصفته أخًا وصديقًا. يرتفع صوت عقرب الثواني. أشاهد أشعة الشمس المضيئة تسقط على مقعد طارق الخالي.

    أنطلق سريعًا لأخبر سكرتيرتي بأنني سأكون مشغولًا مدة طويلة فلا تسمح لأحد بالدخول عليَّ. أعود إلى مكتبي لأتأمل هاتفي المحمول. أضعه على الوضع الصامت. أريد أن أكون في قمة تركيزي لأقص ما حدث على طارق حين يعود.

    ألتفت إلى جهاز الحاسب الآلي أمامي، أقرر أن أكتب بعض الملاحظات الخاصة بما مر بي من أحداث إلى أن يعود طارق. أستمع إلى صوت عقرب الثواني بكل رتابة. يمضي بلا ملل ولا فتور. لا يسرع ولا يبطئ فقط يمضي في طريقه الدائري بثقة شديدة. تنسحب أشعة الشمس المتسللة من الزجاج الكبير تدريجيًّا فيخفت الضوء كما يحدث في قاعات العرض السينمائي قبل عرض الفيلم. أتذكر ما دار من أحداث طوال الأسبوع متسائلًا هل حقًّا مرت بي تلك الأحداث العجيبة، أم أنني كنت نائمًا غارقًا في بحار من الأحلام؟

    ٣

    أجلس مع نفسي لأتذكر ما حدث. أكتب بعض الكلمات والعبارات لعلني لا أنسى التفاصيل حين أقص هذا الحلم على مسامع طارق. الأفكار مشوشة في عقلي. لا أتذكر الوجوه والأحداث بشكل دقيق.

    أفتح «فيس بوك» لأختلس النظر إلى حساب «رانيا» قبل أن يعود طارق فيلعنني. أعرف أنه نهاني عن تتبع صورها وأخبارها، لكنني أعرف أيضًا أنني لا أستطيع.

    ليس الآن على الأقل. سأحتاج إلى المزيد من الوقت لأطوي هذه الصفحة إلى الأبد. كالعادة، لا جديد على «فيس بوك». لا أعرف سر بحثي عن أخبارها وصورها على مواقع التواصل الاجتماعي في حين لا أظنها تنشر شيئًا فيها. أغلق المتصفح سريعًا.

    يمضي الوقت سريعًا فيعود طارق ليستلقي فوق مقعده مجددًا لأبدأ معه الحكاية العجيبة. أفكر قليلًا، من أين أبدأ الحكاية؟ سأبدأ من حيث جلسنا معًا في نفس هذا المكتب منذ أسبوع. يومها لم أكن قد نمت منذ عدة أيام. فقدت القدرة على النوم وعلى الأكل أيضًا. أخبرتني أنت بكل صراحة أنني أعاني من الاكتئاب. يومئ برأسه موافقًا.

    أعطيتني بعض الأقراص التي تعالج الاكتئاب مع بعض المهدئات. «أتذْكُر ذلك؟» يومئ برأسه بالإيجاب فأطمئن قليلًا، على الأقل هناك أشياء حقيقية حدثت وأذكرها. طلبتَ مني ألا أتناول المهدئ إلا وقت النوم. يومها اشتد بي الإرهاق وأردت النوم بشدة، وكما هي الحياة تعطيك من كل شيء إلا ما تريد.

    بعد لقائنا جمعت أشيائي استعدادًا للعودة إلى البيت سريعًا لتناول المهدئ ومحاولة النوم. مع شعوري بالصداع الحاد والإرهاق وفقدان التركيز، قررت أن أتناول قرصًا واحدًا من المهدئ.

    «هل تناولت القرص قبل النوم؟» يقاطعني طارق، أنظر إليه بابتسامة ماكرة كطفل اكتشفت أمه أنه يلعب وقت استذكار الدروس. أجيب: «لا، بل قبل أن أترك المكتب. راودني إحساس بالارتباك وارتجف جسدي، فأردت أن أجرب المهدئ لعل أعصابي تهدأ قليلًا قبل قيادة السيارة». أبتسم وأكتفي بما قلت له. لا أريد أن أعترف له أنني تناولت قرصين من المهدئ مع فنجانين من الإسبرسو المركَّز. وبالفعل أصبحت في عالم آخر بفعل مزيج عجيب من الإرهاق وعدم النوم والارتجاف والألم، ثم أضيف لكل ذلك الكثير من الكافايين وقرصين مهدئين من أقراص طارق.

    وللأسف لم أستطع العودة إلى البيت مبكرًا للنوم في ذلك اليوم. يسألني طارق عن السبب فأجيبه بأن السبب هو «رشدي التلمساني»!

    «رشدي» اسمٌ معروفٌ في الشركة فهو مدير الشؤون القانونية لمجموعة الشركات التي ورثتها عن أبي -رحمه الله-. أستطيع أن أقول إنه ذاته جزء مهم من الإرث أو من مجموعة الشركات. يرأس رشدي الشؤون القانونية منذ مدة طويلة، ومن ثمَّ فهو يعرف عن الشركات أضعاف ما أعرف. لذلك فقد تعودت أن أتبع نصائحه وتعليماته بحرصٍ شديد.

    نعود للأسبوع الماضي وبعد أن تناولت الأقراص المهدئة، زارني «رشدي» في مكتبي لمناقشة أمر شديد الأهمية من وجهة نظره. كانت شركتي قد أتمت

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1