ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة - سلسلة وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة
()
About this ebook
Read more from عبد العزيز بن ناصر الجليل
الميزان في الحكم على الأعيان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقال أسلمت لرب العالمين: دراسة علمية لحقيقة التسليم لرب العالمين وآثاره التربوية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsولو شاء ربك مافعلوه: سلسلة وقفات تربوية فى ضوء القرآن الكريم Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة - سلسلة وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم
Related ebooks
الكسب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقصاص والمذكرين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح صحيح البخاري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعميت عين ترى الحق باطلا و الباطل حقا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرياض الصالحين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنهاية الأرب في فنون الأدب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعيون الأخبار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأربعون النووية وتتمتها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالاتباع لابن أبي العز Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفاضل في صفة الأدب الكامل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتذكرة الحمدونية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسبق الخيرات للذاكرين والذاكرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعندما غضب الرسول صلى الله عليه وسلم: عندما غضب الرسول صلى الله عليه وسلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلباب الآداب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتفسير القرطبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبداية والنهاية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصحيح وضعيف تاريخ الطبري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإتحاف النبلاء بأخبار وأشعار الكرماء والبخلاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحكام القرآن للطحاوي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرياض الصالحين ت الفحل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأدب المجالسة وحمد اللسان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالرجوع إلى الأصل فضيلة و هل العزة إلا فضيلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعقد الفريد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأربعون الودعانية الموضوعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمحلى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالجامع الكبير Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة - سلسلة وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم
0 ratings0 reviews
Book preview
ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة - سلسلة وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم - عبد العزيز بن ناصر الجليل
شركة العبيكان للتعليم، 144١هـ
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر
عبد العزيز بن ناصر، سعد
ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة./ عبد العزيز بن ناصر سعد.
- الرياض، ١٤٤١هـ
ردمك: 2-256-٥٠٩-٦٠٣-٩٧٨
١- الوعظ والارشاد ب. العنوان
ديوي ٢١٣ ٤٨٥٨/ ١٤٤١
حقوق الطباعة محفوظة للناشر
الطـبعة الأولى
1441هـ / ٢٠٢٠م
المملكة العربية السعودية – الرياض طريق الملك فهد - مقابل برج المملكة
هاتف: 4808654 11 966+، فاكس: 4808095 11 966+
ص.ب: 67622 الرياض 11517
جميع الحقوق محفوظة. ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو نقله في أي شكل أو واسطة، سواء أكانت إلكترونية أو ميكانيكيـــة، بما في ذلك التصوير بالنسخ (فوتوكوبي)، أو التسجيل، أو التخزين والاسترجاع، دون إذن خطي من الناشر.
مقدمة وتمهيد
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فمن رحمة الله بعباده أن أرسل إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب ليخرج من يشاء من عباده من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهدى، ومن الشقاء إلى السعادة في الدنيا والآخرة.
وقد ختم رسله المصطفين الأخيار بسيدهم وأفضلهم نبينا محمد ، الذي وصفه ربه بأنه رحمة للعالمين: ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ رَحْمَةً لِّلْعَٰلَمِينَ [الأنبياء:107]، حيث أنزل عليه أفضل كتبه وأحسنها وأكملها وأشرفها، وامتن الله على عباده المؤمنين بذلك، حيث قال سبحانه: ﴿لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَٰلٍ مُّبِينٍ [آل عمران: 164]، وقال سبحانه: ﴿فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ يَٰٓأُو۟لِى ٱلْأَلْبَٰبِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ قَدْ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَّسُولًا يَتْلُوا۟ عَلَيْكُمْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَٰتٍ لِّيُخْرِجَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ [الطلاق:10-11]، وقد حوى هذ ا الكتاب العزيز كل خير ورحمة وهدى للعباد؛ فما من خير ومصلحة من مصالح الدنيا والآخرة إلا دل عليها وأمر بها، وما من شر ولا مهلكة في الدنيا والآخرة إلا حذر منها ونهى عنها.
لقد اشتمل هذا الكتاب العزيز على ذكر كل المنجيات وحث عليها، وذكر كل المهلكات ومسالكها وحذر منها؛ وهذا من مقتضى رحمته سبحانه بالعباد، ومحض بره وإحسانه وفضله عليهم، فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها، فالحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين.
والمتأمل في مواعظ القرآن وأوامره ونواهيه يجد أن الموعظة الواردة في آية واحدة قد اشتملت على صور كثيرة ودلالات عديدة، كلها تندرج تحت مفهوم الآية الواحدة، وهذا من معجزات القرآن الكريم في ألفاظه ومعانيه.
ومن بين هذه الآيات المعجزات موعظته العظيمة في قوله سبحانه: ﴿وَأَنفِقُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوٓا۟ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ [البقرة: 195]، والتي اخترتها لتكون عنوانًا لهذا البحث.
سبب اختيار هذه الآية
قد اخترت هذه الآية الكريمة لبيان رحمته سبحانه بعباده، حيث أمرهم في آية واحدة بما يحقق لهم النجاة في الدنيا والآخرة، ويدفع عنهم أسباب التهلكة في الدنيا والآخرة، ولاسيما في زماننا اليوم، الذي كثرت فيه المهلكات، التي حذرنا منها ربنا سبحانه، وقلَّت فيه المنجيات، التي أمرنا الله أن نأخذ بها؛ بل أصبح الأخذ بها من الصعوبة كالقبض على الجمر؛ وتعد هذه الآية من الأصول العظيمة والمقاصد الشريفة، التي تندرج تحتها أحكام كثيرة.
كما أن من أسباب اختيار هذه الآية ذلك الفهم الخاطئ لها عند كثير من الناس، كما سنبين لاحقًا إن شاء الله تعالى؛ لذا فإن الحديث عن هذه الآية سيتركز على بيان الفهم الصحيح لها، وعلى ذكر بعض المهلكات المعاصرة، التي حذرنا الله من أن نلقي بأيدينا إليه، وعلى بعض المغالطات في فهمها.
وينبغي قبل الحديث عن هذه الصور والأمثلة المعاصرة للمهلكات: أن نقف على المعنى الصحيح لهذه الآية، وذلك من خلال تفسير السلف لها؛ ليتم الربط بينها وبين الأمثلة المعاصرة، أسأل الله أن ينفعنا بمواعظ القرآن الكريم، وأن يجعله نورًا وهدى لقلوبنا.
المبحث الأول
تفسير قول الله: ﴿وَأَنفِقُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوٓا۟ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ [البقرة:195]
أبدأ بما ذكر الإمام الطبري حول هذه الآية، وأجعله العمدة في تفسيرها وبيان الأقوال الصحيحة فيها، ثم أضيف بعد ذلك من أقوال المفسرين الآخرين ما أرى أن فيه إضافة زائدة على ما قاله الطبري تعالى.
قال أبو جعفر: (اختلف أهل التأويل في تأويل هذه الآية، ومن عَنى بقوله: ﴿وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ .
فقال بعضهم: عنى بذلك: ﴿وَأَنفِقُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ و ﴿سَبِيلِ ٱللَّهِ طريقه الذي أمر أن يُسلك فيه إلى عدوِّه من المشركين لجهادهم وحربهم، ﴿وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ ، يقول: ولا تتركوا النفقة في سبيل الله، فإن الله يعوضكم منها أجرًا¹، ويرزقكم عاجلًا.
• حدثني أبو السائب سلم بن جُنادة والحسن بن عرفة قالا حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سفيان، عن حذيفة: ﴿وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ قال: يعني في ترك النفقة.
• حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة، عن منصور، عن أبي صالح، عن عبدالله بن عباس أنه قال في هذه الآية: ﴿وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ قال: تنفق في سبيل الله، وإن لم يكن لك إلا مِشقَصٌ-أو: سهمٌ - شعبة الذي يشك في ذلك.
• حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن عمرو بن أبي قيس، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ﴿وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ ، قال: ليس التهلكة أن يُقتل الرجل في سبيل الله، ولكن الإمساك عن النفقة في سبيل الله.
• حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم، قال، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عكرمة، قال: نزلت في النفقات في سبيل الله، يعني قوله: ﴿وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ .
• حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، أخبرنا ابن همام الأهوازي، قال، أخبرنا يونس، عن الحسن في «التهلكة» قال: أمرهم الله بالنفقة في سبيل الله، وأخبرهم أن ترك النفقة في سبيل الله التهلكة.
• حدثنا القاسم، قال، حدثنا الحسين، قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: سألت عطاء عن قوله: ﴿وَأَنفِقُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ قال: يقول: أنفقوا في سبيل الله ما قل وكثر، قال: وقال لي عبدالله بن كثير: نزلت في النفقة في سبيل الله.
وقال آخرون: ممن وجَّهوا تأويل ذلك إلى أنه معنيَّة به النفقة: معنى ذلك: ﴿وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ فتخرجوا في سبيل الله بغير نفقة ولا قوة.
• حدثني يونس، قال، أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد في قوله: ﴿وَأَنفِقُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ قال: إذا لم يكن عندك ما تنفق، فلا تخرج بنفسك بغير نفقة ولا قوة: فتلقي بيديك إلى التهلكة.
وقال آخرون: بل معناه: أنفقوا في سبيل الله، ولا تلقوا بأيديكم فيما أصبتم من الآثام إلى التهلكة، فتيأسوا من رحمة الله، ولكن ارجوا رحمته واعملوا الخيرات.
• حدثني محمد بن عبيد المحاربي قال، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب في قوله: ﴿وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ قال: هو الرجل يُصيبُ الذنوبَ فيُلقي بيده إلى التهلكة، يقول: لا توبة لي.
• حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء وسأله رجل فقال: يا أبا عُمارة، أرأيت قول الله: ﴿وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ أهو الرجل يتقدم فيقاتل حتى يُقتل؟ قال: لا، ولكنه الرجل يعمل بالمعاصي، ثم يلقي بيده ولا يتوب.
• حدثنا ابن حميد قال، حدثنا يحيى بن واضح قال، حدثنا الحسين، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء، وسأله رجل فقال: الرجلُ يحمل على كتيبةٍ وحده فيقاتل، أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة؟ فقال: لا، ولكن التهلكة أن يُذنب الذنب فيلقي بيده، فيقول: لا تقبل لي توبة.
• حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن الجراح، عن أبي إسحاق، قال: قلت للبراء بن عازب: يا أبا عمارة، الرجل يَلقى ألفًا من العدو فيحمل عليهم، وإنما هو وحده، أيكون ممن قال: ﴿وَلَا تُلْقُوا۟ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ ؟فقال: لا، ليقاتل حتى يقتل، قال الله لنبيه : ﴿فَقَٰتِلْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ [النساء:84].
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وأنفقوا في سبيل الله، ولا تتركوا الجهاد في سبيله.
•