Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الكسب
الكسب
الكسب
Ebook162 pages1 hour

الكسب

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعد هذا الكتاب بمنزلة الفكر الاقتصادي لعالم من أوائل علماء الاقتصاد في الحضارة العربية الإسلامية، إنه الإمام الشيباني الذي يصنف كتابه على أنه أقدم كتاب في علم الاقتصاد الإسلامي. ويدخل موضوع الكتاب فيما يسمى في علم الاقتصاد المعاصر بالنظرية الاقتصادية، وهو دراسة تمهيدية عالج فيها المؤلف جملة من الفروض والمقولات الاقتصادية الأساسية. يهتم الكتاب بتعريف الكسب، ويتناول قضية العمل المنتج والعمل غير المنتج ومبدأ الرشد الاقتصادي، ثم يطرح قضية الغنى والفقر، ويتطرق فيها إلى حد الكفاية وتوزيع الدخل والرفاهة واقتصاديات الفقر، ويتحدث عن أنواع النشاط الاقتصادي وأهم مبادئه من منظور الاقتصاد الإسلامي، ثم يناقش الحاجات الاقتصادية وعلاقتها بإشباع الحاجات والندرة النسبية وكيفية ترشيد إشباع الحاجات، ويركز على التخصص وتقسيم العمل من منطلق العلاقة الاقتصادية بين الغني والفقير التي يفرضها الواقع الاجتماعي، وتقوم على أساس الغني بماله، والفقير بعمله.
Languageالعربية
Release dateMar 19, 2020
ISBN9781912643363
الكسب

Related to الكسب

Related ebooks

Reviews for الكسب

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الكسب - محمد بن الحسن الشيباني

    المقدمة

    يعدّ هذا الكتاب بمنزلة الفكر الاقتصادي لعالم من أوائل علماء الاقتصاد في الحضارة العربية الإسلامية، إنه الإمام الشيباني الذي يصنف كتابه على أنه أقدم كتاب في علم الاقتصاد الإسلامي.

    ويدخل موضوع الكتاب فيما يسمى في علم الاقتصاد المعاصر بالنظرية الاقتصادية، وهو دراسة تمهيدية عالج فيها المؤلف جملة من الفروض والمقولات الاقتصادية الأساسية.

    يهتم الكتاب بتعريف الكسب، ويتناول قضية العمل المنتج والعمل غير المنتج ومبدأ الرشد الاقتصادي، ثم يطرح قضية الغنى والفقر، ويتطرق فيها إلى حد الكفاية وتوزيع الدخل والرفاهة واقتصاديات الفقر، ويتحدث عن أنواع النشاط الاقتصادي وأهم مبادئه من منظور الاقتصاد الإسلامي، ثم يناقش الحاجات الاقتصادية وعلاقتها بإشباع الحاجات والندرة النسبية وكيفية ترشيد إشباع الحاجات، ويركز على التخصص وتقسيم العمل من منطلق العلاقة الاقتصادية بين الغني والفقير التي يفرضها الواقع الاجتماعي، وتقوم على أساس الغني بماله، والفقير بعمله.

    ومع وجود عدة مؤلفات في تراث العرب القديم حول هذا الموضوع وبعضها يحمل العنوان نفسه، ومنها: التكسب لأحمد بن حرب النيسابوري (²³⁴هـ)، والمكاسب للحارث المحاسبي (²⁴³هـ)، والكسب لعبد العزيز بن أحمد الحلواني (⁴⁴⁹هـ)، إلا أن القيمة العلمية لكتاب الكسب للشيباني (¹⁸⁹هـ) أنه يعد المرجع الاقتصادي الأقدم بالنظر إلى تاريخ الوفاة.

    ويجدر بنا قبل التعريف بمؤلف الكتاب الإشارة إلى رواية محمد بن سماعة التميمي (²³³هـ) وشارحه محمد بن أحمد السرخسي (⁴⁸³هـ)، اللذين يرجع إليهما الفضل في تعريفنا بهذا المرجع الاقتصادي المهم، فلم يحصل محققو الكتاب المعاصرون على نسخة من الكتاب منسوبة مباشرة للشيباني، بل حصلوا على نسخ منسوبة لعدة شراح.

    لذلك فإننا اعتمدنا هنا على نص كتاب الكسب لمؤلفه الشيباني الوارد ضمن كتاب المبسوط للسرخسي، الذي لم يكتف بنقل نص الكتاب حرفياً، وإنما قام بشرحه، لكن المأخذ الأساسي على السرخسي أنه لم يميز بين كلامه وكلام الشيباني، علاوة على أن نسخة الكتاب التي اعتمد عليها السرخسي هي نسخة راويه ابن سماعة.

    وخلاصة القول، لا توجد نسخة من الكتاب منسوبة بشكل مباشر للشيباني، وحتمت الضرورة استخلاصه من كتاب المبسوط للسرخسي ومما جاء على لسان راوي الكتاب محمد بن سماعة.

    والإمام الشيباني هو محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني، صاحب الإمامين أبي حنيفة النعمان وأبي يوسف، ولد في واسط، سنة ¹³²هـ وتوفي فيها سنة ¹⁸⁹هـ. انتهت إليه رئاسة الفقه بالعراق بعد أبي يوسف، ويرجع إليه الفضل في نشر مذهب أبي حنيفة. أشاد الشافعي بفصاحته، ونعته الخطيب البغدادي بإمام أهل الرأي، وتولى القضاء زمن هارون الرشيد. من مؤلفاته: الحجة على أهل المدينة، الجامع الكبير، الجامع الصغير، المبسوط، السير الكبير، والسير الصغير.

    معنى الاكتساب

    الاكتساب في عرف أهل اللسان: تحصيل المال بما يحل من الأسباب. والله تعالى فرض على العباد الاكتساب لطلب المعاش، ليستعينوا به على طاعته، فقال: {وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا} [الجمعة: ¹⁰]، فجعل الاكتساب سبباً للعبادة. وقال: {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} [البقرة: ²⁶⁷].

    وقال عز وجل: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: ³⁰]، أي بجنايتكم على أنفسكم، فقد سمى جناية المرء على نفسه كسباً.

    وقال جل وعلا في آية السرقة: {جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللهِ} [المائدة: ³⁸]، أي: باشرا بارتكاب المحظور.

    فعرفنا أن اللفظ مستعمل في كل باب، ولكن عند الإطلاق يفهم منه اكتساب المال.

    الكسب حكمه وفضله

    طلب الكسب فريضة على كل مسلم كما أن طلب العلم فريضة. قال صلى الله عليه وسلم: «طلب الكسب فريضة على كل مسلم». وفي رواية قال: «طلب الكسب بعد الصلاة المكتوبة فريضة بعد الفريضة»، وقال: «طلب الحلال كمقارعة الأبطال، ومن بات كالاً من طلب الحلال بات مغفوراً له».

    وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقدم درجة الكسب على درجة الجهاد فيقول: لأن أموت بين شعبتي رحلي أضرب في الأرض، أبتغي من فضل الله، أحب إلي من أن أقتل مجاهداً في سبيل الله، لأن الله تعالى قدم الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضله على المجاهدين، بقوله تعالى: {وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ} [المزمل: ²⁰].

    وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صافح سعد بن معاذ رضي الله عنه يوماً، فإذا يداه قد أمجلتا¹، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: أضرب بالمَرّ والمسحاة² في نخيلي لأنفق على عيالي، فقبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، وقال: كفان يحبهما الله تعالى.

    وفي هذا بيان أن المرء باكتساب ما لا بد له منه، ينال من الدرجات أعلاها، وإنما ينال ذلك بإقامة الفريضة، ولأنه لا يتوصل إلى إقامة الفرض إلا به، فيكون فرضاً بمنزلة الطهارة لأداء الصلاة.

    وجوه الكسب

    أحدها: أن تمكنه من أداء الفرائض بقوة بدنه، وإنما يحصل له ذلك بالقوت عادة، ولتحصيل القوت طرق: الاكتساب، أو التغالب، أو الانتهاب. والانتهاب يستوجب العقاب، وفي التغالب فساد، والله تعالى لا يحب الفساد. فتعين جهة الاكتساب لتحصيل القوت.

    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نفس المؤمن مطيته، فليحسن إليها». يعني بالإحسان أن لا يمنعها قدر الكفاية، وإنما يتوصل إلى ذلك بالكسب.

    ولأنه لا يتوصل إلى أداء الصلاة إلا بالطهارة، ولا بد لذلك من كوز يُستقى به الماء، أو دلو، أو رشاء³ ينزح به الماء من البئر. وكذلك لا يتوصل إلى أداء الصلاة إلا بستر العورة، وإنما يكون ذلك بثوب، ولا يحصل له ذلك إلا بالاكتساب عادة، وما لا يتأتى إقامة الفرض إلا به يكون فرضاً في نفسه.

    الكسب طريق المرسلين

    ثم الكسب طريق المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين، وقد أمرنا بالتمسك بهداهم والاقتداء بهديهم، قال الله تعالى: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [الأنعام: ⁹⁰].

    وبيانه أن أول من اكتسب أبونا آدم عليه السلام، قال الله تعالى: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه: ¹¹⁷]،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1