Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

التفسير البسيط
التفسير البسيط
التفسير البسيط
Ebook655 pages5 hours

التفسير البسيط

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعتبر كتاب التفسير البسيط – الواحدي من المؤلفات القيمة لدى الباحثين في مجال علوم القرآن والتفسير على نحو خاص، وعلوم الدعوة والعلوم الإسلامية بوجه عام حيث يدخل كتاب التفسير البسيط – الواحدي في نطاق تخصص العلوم القرآنية وعلوم التفسير ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل أصول الفقه، والدعوة، والعقيدة
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateApr 12, 1901
ISBN9786325336710
التفسير البسيط

Read more from الواحدي

Related to التفسير البسيط

Related ebooks

Related categories

Reviews for التفسير البسيط

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    التفسير البسيط - الواحدي

    الغلاف

    التفسير البسيط

    الجزء 2

    الواحدي

    468

    يعتبر كتاب التفسير البسيط – الواحدي من المؤلفات القيمة لدى الباحثين في مجال علوم القرآن والتفسير على نحو خاص، وعلوم الدعوة والعلوم الإسلامية بوجه عام حيث يدخل كتاب التفسير البسيط – الواحدي في نطاق تخصص العلوم القرآنية وعلوم التفسير ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل أصول الفقه، والدعوة، والعقيدة

    سورة الفاتحة

    فاتحة الكتاب

    قوله عز وجل (1): {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} اختلفت عبارة النحويين في تسمية هذِه الباء الجارة، فسموها مرة: حرف إلصاق، ومرة: حرف استعانة، ومرة: حرف إضافة، وكل هذا صحيح من قولهم (2).

    أما الإلصاق: فنحو قولك: تمسكت بزيد، وذلك أنك ألصقت محل قدرتك به، وبما اتصل به، فقد صح إذن معنى الإلصاق (3).

    وأما الاستعانة: فقولك: ضربت بالسيف، وكتبت بالقلم، وبريت بالمدية، أي: استعنت بهذِه الأدوات على هذِه الأفعال.

    وأما الإضافة: فقولك: مررت بزيد، أضفت مرورك إلى زيد بالباء (4).

    وأما قول النحويين (5): (الباء والكاف واللام الزوائد) فإنما قالوا فيهن: (1) قوله (عز وجل) ساقط من (ج).

    (2) نقل الواحدي الكلام عن (الباء) من كتاب سر صناعة الإعراب لأبي الفتح ابن جني 1/ 122 بالنص في الغالب، وقد يتصرف بالعبارة أحيانا. وللباء معان كثيرة أوصلها المزني إلى واحد وعشرين معنى. انظر: الحروف للمزني ص 54، حروف المعاني للزجاجي ص 47، 86، 87، مغني اللبيب 1/ 101، البحر المحيط 1/ 14.

    (3) سر صناعة الإعراب 1/ 123، وفيه (ألصقت محل قدرتك أو ما اتصل بمحل قدرتك به أو بما اتصل به ..). وسمى سيبويه هذا المعنى: إلزاقا واختلاطا الكتاب 4/ 217، قال ابن هشام: وهو معنى لا يفارقها، ولهذا لم يذكر سيبويه غيره. مغني اللبيب 1/ 101، ولكن نجد سيبويه ذكر معنى الإضافة في الكتاب 1/ 421.

    (4) سر صناعة الإعراب 1/ 123، انظر: الكتاب 1/ 121، المقتضب 1/ 177، مغني اللبيب 1/ 101، البحر المحيط 1/ 14.

    (5) سر صناعة الإعراب 1/ 120.

    إنهن زوائد، لأنهن لما كن على حرف واحد، وقللن غاية القلة، واختلطن بما بعدهن خشي عليهن لقلتهن وامتزاجهن بما يدخلن عليه أن يظن بهن أنهن بعضه وأحد أجزائه، فوسموهن بالزيادة، ليعلموا (1) من حالهن أنهن لسن من أنفس ما وصلن به.

    ألا ترى أن (اليوم تنساه) لا باء فيه، ولا كاف (2).

    وحذاق النحويين لا يسمونها زوائد، بل يقولون في الباء واللام: إنهما حرفا إضافة (3)، وفي الكاف يقولون: حرف جر (4).

    وهذِه حروف أدوات عاملة (5)، تجر ما تدخل عليه من الأسماء نحو: من وعن وفي (6). (1) في (ب): (لتعلموا).

    (2) (اليوم تنساه) جملة يستعملها النحويون تجمع الحروف الزوائد وهي عشرة حروف، والمراد أن (الباء) و (الكاف) ليستا من الحروف الزوائد. انظر: سر صناعة الإعراب 1/ 120، التبصرة والتذكرة للصيمري 2/ 788.

    (3) عند أبي الفتح: (فأما حذاق أصحابنا فلا يسمونها بذلك، يقولون في الباء واللام أنهما حرفا إضافة). سر صناعة الإعراب 1/ 121، وهذا قول سيبويه. انظر: الكتاب 1/ 421، وانظر: المقتضب 1/ 183، 4/ 136 - 143، ووسمها ابن هشام في مغني اللبيب بالزيادة 1/ 106.

    (4) انظر: الكتاب 4/ 217، المقتضب 4/ 140، مغني اللبيب 1/ 176 - 179.

    (5) في (ب): (عاملات).

    (6) قوله: (وهذِه حروف أدوات ..) ليس من كلام أبي الفتح والنص في سر صناعة الإعراب: (وهذا موضع لابد فيه من ذكر العلة التي لها صارت حروف الإضافة هذِه جارة .. إلى أن قال: إنما جرت الأسماء ..) 1/ 123. وعن عمل حروف الجر، وهل هي حروف أو أسماء؟. انظر: الكتاب 1/ 419 - 420، المقتضب 4/ 136، الأصول في النحو لابن السراج 1/ 408. قال الصيمري في التبصرة والتذكرة: الحروف تنقسم قسمين: أحدهما يستعمل حرفا وغير حرف، والآخر يكون حرفا لا غير. فأما= وإنما جرت (1) الأسماء من قبل أن الأفعال التي قبلها ضعفت عن وصولها وإفضائها إلى الأسماء التي بعدها نحو قولك: (عجبت، ومررت، وذهبت) لو قلت: عجبت زيدًا، ومررت جعفرًا، وذهبت محمدًا، لم يجز كما بجوز ضربت زيدًا؛ لضعف هذِه الأفعال في العرف (2) والعادة (3) والاستعمال، فلما قصرت هذِه الأفعال عن الوصول إلى الأسماء رفدت بحرف الإضافة، فجعلت موصلة (4) لها إليها، فقالوا: عجبت من زيد، ونظرت إلى محمد (5)، فلما احتاجت هذِه الأفعال إلى هذِه الحروف لتوصلها إلى بعض الأسماء جعلت تلك الحروف جارة، وأعملت هي في الأسماء (6). ولم يفض إلى الأسماء النصب الذي يأتي من الأفعال؛ لأنهم أرادوا أن يجعلوا بين الفعل الواصل بنفسه وبين الفعل الواصل بغيره فرقًا، ولما هجروا لفظ النصب لما ذكرنا، لم يبق إلى الرفع والجر. فأما الرفع فقد استولى عليه = ما يستعمل حرفا وغير حرف فنحو (على) و (عن) و (كاف التشبيه) و (منذ) و (مذ) فهذِه تكون حروفا في حال، وأسماء في أخرى .. وأما ما لا يستعمل إلا حرفا في هذا الباب: فالباء الزائدة .. واللام الزائدة .. و (من) و (إلى) و (في) و (رب) و (حتى) إذا كانت غاية. التبصرة والتذكرة 1/ 282 - 285.

    (1) في (ج): (وإنما تدخل جرت).

    (2) في (ج): (القرن).

    (3) في (أ)، (ج): (في الاستعمال) وفي سر صناعة الإعراب (لضعف هذِه الأفعال في العرف والعاة والاستعمال عن إفضائها إلى هذِه الأسماء ..) 1/ 124.

    (4) في (ج): (موصولة).

    (5) في سر صناعة الإعراب: (نظرت إلى عمرو) 1/ 124.

    (6) هذا مذهب البصريين في سبب تسميتها حروف جر، أما الكوفيون فيسمونها حروف خفض، قالوا: لانخفاض الحنك الأسفل عند النطق به، انظر: الإيضاح في علل النحو ص 93.

    الفاعل، فلم يبق إذا غير الجر، فعدلوا إليه ضرورة (1) [و] (2) الجار والمجرور جميعا في موضع نصب (3)، ألا ترى أنهم عطفوا عليه بالنصب (4) فقالوا: مررت بزيد ومحمدا، ونظرت إلى عمرو وخالدا، وعلى هذا (5) ما أنشده سيبويه:

    مُعَاويَ إِنَّناَ بَشَرٌ فَأَسْجِحْ ... فَلَسْنَا بِالجِبَالِ ولَا الحَدِيدَا (6) (1) من سر صناعة الإعراب 1/ 124، 125، مع اختصار بعض الجمل.

    (2) الواو ساقطة من (ب).

    (3) سر صناعة الإعراب 1/ 130، وانظر: المقتضب 4/ 33، قال النحاس عند قوله {بسم الله}: (موضع الباء وما بعدها عند الفراء نصب، وعند البصريين رفع، وقال الكسائي: الباء لا موضع لها من الإعراب). إعراب القرآن 1/ 116، وانظر: مشكل إعراب القرآن 1/ 6، إملاء ما من به الرحمن 1/ 4.

    (4) هذا أحد وجهين ذكرهما أبو الفتح للدلالة على صحة دعوى أن الفعل إذا أوصله حرف جر إلى الاسم، فإن الجار والمجرور في موضع نصب بالفعل الذي قبلهما. سر صناعة الإعراب 1/ 130.

    (5) (على هذا) مكرر في (ب).

    (6) البيت لـ (عقيبة الأسدي) ونسبه بعضهم لعبد الله بن الزبير، ومعنى (أسجح) سهل علينا حتى نصبر، فلسنا بجبال ولا حديد. والبيت من شواهد سيبويه، استشهد به في مواضع من كتابه 1/ 67، 2/ 291، 2/ 344، 3/ 91، وورد في المقتضب 2/ 337، 4/ 112، 4/ 371، جمل الزجاجي ص 54، شرح أبيات سيبويه للسيرافي 1/ 22، 300، مغني اللبيب 2/ 477، إعراب القرآن للنحاس 3/ 440، الإنصاف ص 284، شرح المفصل 2/ 109، 4/ 9. والشاهد فيه: نصب الحديد، وعطفه على موضع الباء، وقد أنكر بعضهم على سيبويه استشهاده بالبيت، ورووه مجرورًا، ورد ذلك السيرافي وقال: إن البيت جاء بروايتين.

    انظر: شرح أبيات سيبويه للسيرافي 1/ 22، 300، الخزانة 2/ 260 - 264.

    عطف الحديد على موضع بالجبال (1)، ولهذا قال سيبويه: (إنك إذا قلت: مررت بزيد [فكأنك قلت: مررت زيدا) (2)، تريد (3) بذلك أنه لولا الباء الجارة لانتصب زيد، وعلى ذلك أجازوا مررت بزيد] (4) الظريفَ، تنصبه على موضع (بزيد) (5).

    (وجميع (6) الحروف المفردة التي تقع في أوائل الكلم حكمها الفتح أبدًا. نحو (واو) العطف و (فائه) و (همزة) الاستفهام و (لام) الابتداء.

    فأما (الباء) في (بزيد) فإنما كسرت لمضارعتها (اللام) الجارة (7) في قولك: (المال لزيد) وسنذكر العلة في كسر اللام في قوله {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الفاتحة: 2] إن شاء الله (8) ووجه المضارعة بينهما اجتماعهما في الجر ولزوم كل واحد منهما الحرفية (9)، وليست كذلك (كاف التشبيه)؛ لأنها قد تكون (1) في (ب): (الجبال).

    (2) انظر: الكتاب 1/ 92، والنص من سر صناعة الإعراب 1/ 131.

    (3) في سر صناعة الإعراب (يريد) وهذا أقرب، فأبو الفتح يقول: يريد سيبويه.

    (4) ما بين المعقوفين ساقط من (ج).

    (5) بنصه من سر صناعة الإعراب 1/ 144.

    (6) بنصه عن أبي الفتح من سر صناعة الإعراب 1/ 144.

    (7) قال الثعلبي العلة في كسرها أن (الباء) حرف ناقص ممال، والإمالة من دلائل الكسرة. تفسير الثعلبي 1/ 15.

    (8) في سر صناعة الإعراب وسنذكر العلة في كسر (اللام) في موضعها ...، 1/ 144، وقد تكلم الواحدي عن العلة في كسر (اللام) عند الكلام عن اللام الجارة في لفظ الجلالة في قوله {الْحَمْدُ لِلَّهِ} ونقل في ذلك عن أبي الفتح ابن جني.

    (9) انظر: معاني القرآن للزجاج 1/ 3، إعراب القرآن للنحاس 1/ 116، تفسير الثعلبي 1/ 15/ ب، المشكل لمكي 1/ 5، الكشاف 1/ 23.

    اسما في بعض المواضع).

    فأما المتعلق به (الباء) في قوله {بِسْمِ اللَّهِ} فإنه محذوف، ويستغنى عن إظهارها لدلالة الحال عليه، وهو معنى الابتداء، كأنه قيل (بدأت بسم الله) (1) (وأبدأ بسم الله) والحال تبين أنك مبتدئ فاستغنيت عن ذكره (2).

    وحذفت الألف من بسم الله؛ لأنها وقعت (3) في موضع معروف، لا يجهل القارئ معناها، فاستخف طرحها؛ لأن من شأن العرب الإيجاز إذا عرف المعنى، وأثبتت في قوله {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة: 74، 96، الحاقة: 52] لأن هذا لا يكثر كثرة (بسم الله) ألا ترى أنك تقول: (بسم الله) عند ابتداء كل شيء (4).

    ولا تحذف الألف إذا أضيف (الاسم) إلى غير (5) الله، ولا مع غير الباء من الحروف، فتقول: لاسم الله حلاوة في القلوب، وليس اسم كاسم الله، فتثبت الألف مع اللام والكاف (6). هذا في سقوطها في الكتابة، وأما سقوطها (1) في (ب): (إعراب باسم بالله).

    (2) قال الطبري: أغنت دلالة ما ظهر من قول القائل: (بسم الله)، على ما بطن من مراده الذي هو محذوف. ومفهوم أنه مريد بذلك: (أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم). تفسير الطبري 1/ 50، وانظر: معاني القرآن للزجاج 1/ 1، الوسيط للواحدي 1/ 14، الكشاف 1/ 26، لباب التفسير للكرماني 1/ 26 (رسالة دكتوراه).

    (3) في (ب): (وقفت).

    (4) أخذه عن معاني القرآن للفراء، مع اختلاف يسير في اللفظ ص 36، وانظر: إعراب القرآن للنحاس 1/ 117، معاني القرآن للزجاج 1/ 3.

    (5) في (ص): (لغير).

    (6) معاني القرآن للفراء 1/ 2، وانظر: معاني القرآن للزجاج 1/ 3، المشكل لمكي 1/ 5، تفسير ابن عطية 1/ 84، الكشاف 1/ 35.

    في اللفظ، فلأنها (1) للوصل، وقد استغنى عنها بالباء (2).

    فأما معنى: (الاسم) واشتقاقه ومأخذه من اللغة، فقد كثر فيها الاختلاف، فقال (3) نحويو (4) الكوفة: (الاسم) مشتق من السمة، وهي العلامة، كالعدة والزنة من (الوزن) و (الوعد)، كذلك (السمة) من (الوسم) (5)، ومن هذا قال أبو العباس (ثعلب): الاسم وسم وسمة توضع على الشيء يعرف به (6).

    وقال مشيخة البصرة: (الاسم) مشتق من السمو، لأنه يعلو المسمى، فالاسم: ما علا وظهر (7)، فصار علما للدلالة على ما تحته من المعنى (8). وقال بعضهم: العلة في اشتقاقه من السمو أن الكلام ثلاثة: اسم (1) في (ب): (ولا منها).

    (2) معاني القرآن للزجاج 1/ 1، وانظر: معاني القرآن للأخفش 1/ 147، إعراب القرآن للنحاس 117.

    (3) في (ب): (فقالوا).

    (4) (نحويو) مكانها بياض في (ب).

    (5) حذفت فاؤه اعتلالا على غير قياس، والأصل في اسم (وسم) فحذفت الفاء التي هي (الواو) من (وسم). انظر: معاني القرآن للزجاج 1/ 2، تفسير ابن عطية 1/ 84، الإنصاف في مسائل الخلاف ص 4، البيان في غريب إعراب القرآن 1/ 32، مشكل إعراب القرآن 1/ 6.

    (6) انظر: تهذيب اللغة، وفيه (الاسم رسم وسمة ..)، (سما) 2/ 1748، اللسان (سما) 4/ 2109، الإنصاف ص 4.

    (7) انظر: معاني القرآن للزجاج 1/ 2، تهذيب اللغة للأزهري (سما) 2/ 1748، اشتقاق أسماء الله للزجاجي ص 255، الإنصاف ص 5، تفسير ابن عطية 1/ 84، الكشاف 1/ 34، 35، مشكل إعراب القرآن 1/ 6.

    (8) هذا قول الزجاج، وفيه إشارة إلى أن الاسم هو المسمى، انظر: معاني القرآن 1/ 2، الإنصاف ص 5.

    وفعل وحرف، فالاسم يصح أن يكون خبرا ويخبر عنه، والفعل يكون خبرا ولا يخبر عنه، والحرف لا يكون خبرا ولا يخبر عنه، فلما كان للاسم مزية على النوعين الآخرين وجب أن يشتق مما (1) ينبئ عن هذِه المزية، فاشتق من السمو ليدل على علوه وارتفاعه (2).

    وعند المتكلمين أنه اشتق من السمو؛ لأنه سما عن حد العدم إلى الوجود (3). وقالوا: أصله سِمْو (4)، وجمعه (أسماء) مثل قنو وأقناء (5) وحنو وأحناء فحذفت الواو استثقالًا (6) (7)، ولم تحذف من نظائره؛ لأنها لم تكثر (8) كثرته، ثم سكنوا السين استخفافًا لكثرة ما تجري على لسانهم، واجتلبت ألف الوصل ليمكن الابتداء به، وكان هذا أخف عليهم من ترك الحرف متحركا، لأن الألف تسقط في الإدراج، وكان إثبات الحرف الذي يسقط كثيرا أخف من حركة السين التي (9) تلزم أبدا (10). (1) في (ب): (عما).

    (2) انظر: الإيضاح في علل النحو ص 49، الإنصاف ص 6.

    (3) ذكره الثعلبي في تفسيره 1/ 16/ ب.

    (4) أو (سمو) بالضم. انظر: المقتضب 1/ 229، مشكل إعراب القرآن 1/ 6.

    (5) في (ب): (فتو أفتاء).

    (6) في (ب): (استقلالا).

    (7) انظر: معاني القرآن للزجاج 1/ 2، اشتقاق أسماء الله ص 255، المنصف 1/ 60.

    (8) في (ب): (تكن).

    (9) في (ب): (الذي).

    (10) انظر: اشتقاق أسماء الله ص 256، 257، إعراب القرآن للنحاس 1/ 117، الكشاف 1/ 34، قال الزمخشري: (ومنهم من لم يزدها، أي: الألف، واستغنى عنها بتحريك الساكن فقال: (سم) و (سم).

    قالوا: و (1) لا يصح مذهب الكوفيين في هذا الحرف، لأنه لا يعرف شيء حذفت منه فاء الفعل، فدخلت عليه ألف الوصل كالعدة والزنة.

    وأيضا فلو كان من الوسم لكان تصغيره (وسيما)، كما يقول: (وعيدة) و (وصيلة) في تصغير: صلة وعدة (2).

    وأما معنى (الاسم) ففيه مذهبان (3): (1) (الواو) ساقطة من (ج).

    (2) انظر: معاني القرآن للزجاج 1/ 2، اشتقاق أسماء الله ص 255 - 257، المخصص 17/ 134، تفسير ابن عطية 1/ 84، الإنصاف لابن الأنباري وقد ذكر خمسة وجوه في (بيان فساد مذهب الكوفيين) ص 4، تهذيب اللغة (سما) 2/ 1747.

    (3) ذكر الرازي وابن كثير فيه ثلاثة مذاهب وهي:

    1 - الاسم نفس المسمى وغير التسمية.

    2 - الاسم غير المسمى ونفس التسمية.

    3 - الاسم غير المسمى وغير التسمية. التفسير الكبير للرازي 1/ 108، تفسير ابن كثير 1/ 20، وقد كثر الخوض في هذِه المسألة، وجعل بعضهم كثرة الحديث فيها من باب العبث الذي لا طائل تحته. انظر: تفسير الرازي 1/ 109.

    قال الطبري: (وليس هذا هو الموضع من مواضع الإكثار في الإبانة عن الاسم: أهو المسمى أم غيره، أم هو صفة له؟ فنطيل الكتابة، وإنما هذا موضع من مواضع الإنابة عن الاسم المضاف إلى الله، أهو اسم أم مصدر بمعنى التسمية؟ ..) ثم أخذ ابن جرير يرد على أبي عبيدة قوله: إن الاسم هو المسمى بتقريع مرير. وقد علق الأستاذ (محمود شاكر) على كلام الطبري بكلام جيد. انظر: تفسير الطبري 1/ 188 - 122. (تحقيق محمود شاكر) كما تكلم عن هذا ابن عطية في تفسير المحرر الوجيز 1/ 85. وقد أوضح العلامة ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية المنهج الصحيح في هذا حيث قال: قولهم: الاسم عين المسمى أو غيره؟ وطالما غلط كثير من الناس في ذلك، وجهلوا الصواب فيه، فالاسم يراد به المسمى تارة، ويراد به اللفظ الدال عليه أخرى، فإذا قلت: قال الله كذا، أو سمع الله لمن حمده، ونحو ذلك. فهذا المراد به المسمى= أحدهما: أنه بمعنى التسمية (1)، وعلى هذا قول القائل: بسم الله: أي: بتسمية الله أفتتح تيمنا وتبركا.

    والثاني وهو الصحيح: أن الاسم هو المسمى (2) كقوله (3) تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59] فلو كان الاسم غير المسمى وجب أن يكون المأمور بطاعته غير الله وغير الرسول، وإذا قال القائل: رأيت زيدا، وجب أن يكون لم ير شخص زيد.

    وسئل أحمد بن يحيى (4) عن الاسم أهو المسمى أو غيره؟ فقال: قال أبو عبيدة: الاسم هو المسمى (5)، وقال سيبويه: الاسم غير المسمى. قيل = نفسه، وإذا قلت: الله اسم عربي، والرحمن اسم عربي، والرحيم من أسماء الله تعالى ونحو ذلك، فالاسم ها هنا هو المراد لا المسمى، ولا يقال غيره، لما في لفظ الغير من الإجمال ..)، شرح الطحاوية ص 82. وقد ذكر ابن عطية في تفسيره أن مالكا رحمه الله سئل عن الاسم أهو المسمى؟ فقال: ليس به ولا غيره، قال ابن عطية: يريد دائما في كل موضع 1/ 89.

    (1) قال الرازي: قالت المعتزلة: الاسم غير المسمى ونفس التسمية، 1/ 108، وانظر: تفسير ابن كثير 1/ 20.

    (2) وبه أخذ شيخه الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان 1/ 16/ أ، وقرره أبو عبيدة في مجاز القرآن 1/ 16، والزجاج في معاني القرآن 1/ 2. وقد رد الطبري هذا القول كما سبق، كما رد عليه ابن جني في كتابه الخصائص حيث أبان في (باب في إضافة الاسم إلى المسمى، والمسمى إلى الاسم) قال: (فيه دليل نحوي غير مدفوع يدل على فساد قول من ذهب إلى أن الاسم هو المسمى). الخصائص 3/ 24، والصحيح هنا أنه لا يقال: الاسم هو المسمى ولا غيره، بل قد يكون هو المسمى في موضع وغيره في موضع آخر، كما سبق في بيان كلام ابن أبي العز في شرح الطحاولة.

    (3) في (ب): (لقوله).

    (4) المعروف بـ (ثعلب).

    (5) انظر: مجاز القرآن 1/ 16.

    له: فما قولك؟ فقال: ليس لي فيه قول (1).

    وإذا كان الاسم هو المسمى فمعنى قول القائل: (بسم الله) أي بالله، ومعناه بالله أفعل، أي بتوفيقه، أو بالله تكونت الموجودات، أو ما أشبه هذا من الإضمار (2).

    وأدخل الاسم ليكون فرقا بين اليمين والتيمن (3).

    وأكثر ما يستعمل الاسم يستعمل بمعنى التسمية (4)، وإذا استعمل بمعنى التسمية فهو كلمة تدل على المعنى دلالة الإشارة دون دلالة الإفادة (5)، وذلك أنك إذا قلت: زيد (6)، فكأنك قلت: هذا، وإذا قلت: الرجل، فكأنك قلت: ذاك.

    ودلالة الإفادة هو ما أفاد السامع معنى، كقولك: قام وذهب (7)، ووزن (الاسم) يصلح أن يكون (فِعْل)، ويصلح فيه (فُعْل) (8) لأنهم أنشدوا: (1) ذكره الأزهري في تهذيب اللغة (سما) 2/ 1747، اللسان 4/ 2107.

    (2) ذكره الثعلبي في الكشف والبيان 1/ 16/ أ.

    (3) ذلك أن قولك (بالله) يمين، وقولك: (باسم الله) تيمن. انظر: تفسير الثعلبي 1/ 16/ أ.

    (4) سبق قريبًا اختيار الواحدي أن الاسم هو المسمى وليس بمعنى التسمية.

    (5) قال ابن سيده في المخصص: (والاسم كلمة تدل على المسمى دلالة الإشارة دون الإفادة .. الخ بنصه) 17/ 134. والإشارة عند الأصوليين: دلالة اللفظ على المعنى من غير سياق الكلام له مثل قوله تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 233] ففي قوله {له} إشارة إلى أن النسب للأب. انظر: التعريفات للجرجاني ص 27، كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي 1/ 750.

    (6) في (ب): (زيدًا).

    (7) في المخصص بعد هذا الكلام: (.. فأما الأول -يريد دلالة الإشارة - فإنما الغرض فيه أن تشير إليه ليتنبه عليه ..) 17/ 134.

    (8) انظر: المقتضب 1/ 229، المخصص 17/ 135.

    باسم الذي في كل سورة سمه (1)

    بالكسر والضم

    وقوله (2): أما أصل هذِه الكلمة (3)، فقد حكى أصحاب سيبويه عنه فيه (4) قولين:

    أحدهما: قال: كان أصل هذا الاسم إلاها (5)، ففاؤها (همزة)، وعينها (لام)، و (الألف) ألف فعال الزائدة، واللام (هاء)، ثم حذف (الفاء) حذفا (1) أنشده أبو زيد. قال: قال رجل زعموا أنه من كلب:

    أَرْسَلَ فِيَهِا بَازِلا يُقرِّمه ... وَهْو بِهَا يَنْحو طَرِيقًا يَعْلَمْه

    باسم الذي في كل سورة سِمُهْ

    نوادر أبي زيد ص 461، 462.

    ومعنى الرجز: يقول أرسل الراعي في الإبل للضراب بعيرا في التاسعة من عمره محجوزًا عن العمل ليقوى على الضِرَاب، أرسله باسم الله الذي يُذكر اسمه في كل سورة. ورد البيت في المقتضب 1/ 229، معاني القرآن للزجاج 1/ 1، تهذيب اللغة (سما) 2/ 1747، المنصف 1/ 16، المخصص 17/ 135، الإنصاف 1/ 12، اللسان (سما) 4/ 2107.

    (2) أي: قول الله عز وجل.

    (3) تكلم أبو علىِ الفارسي عن أصل لفظ الجلالة (الله) وأطال في كتابه الإغفال متعقبا الزجاج فيما ذكره في معاني القرآن ونقل عنه الواحدي ذلك مع تصرف يسير في العبارة، ولم يعزه له، ونقل كلام أبي علي ابن سيده في المخصص وعزاه له. الإغفال ص 4 - 49 (محقق رسالة ماجستير)، وانظر: معاني القرآن للزجاج 1/ 5، المخصص 17/ 136 - 151.

    (4) في الإغفال ص 11: فقد حمله سيبويه على ضربين، المخصص 17/ 138، وذكر الزجاج فيه أربعة أقوال، أحدها: أنه غير مشتق، وعن الخليل: أن أصله (ولاه) من الوله والتحير، وقولان مثل قولي سيبويه. اشتقاق أسماء الله ص 23.

    (5) الكتاب 2/ 195.

    لا على التخفيف القياسي في مثل قولك: (الخب) (1) في (الخبء)، و (ضو) في (ضَوْء)، لأنه لو كان كذلك (2) لما لزم أن يكون منها عوض؛ لأنها إذا حذفت على حد التخفيف كانت ملقاةً في اللفظ مبقاةً في النية، ومعاملةً معاملة المثبتة غير المحذوفة، يدلك على ذلك تركهم (الياء) مصححة في قولهم (جَيْأَل) (3) إذا خففوا قالوا: جَيَل، ولو كانت محذوفة في التقدير كما أنها محذوفة في اللفظ للزم قلب (الياء) (ألفا) ولما كانت (الياء) في نية السكون (4) لم تقلب.

    ويدل عليه (5) أيضًا تثبيتهم (6) (للواو) في (نُوْي) إذا خفف (نُؤي) (7)، ولولا نية الهمزة لقلبت (ياء) وأدغمت (8) كما فعل في (مَرْمِيٍّ) وبابه (9).

    وفي تعويضهم من همزة (إلاه) ما يدل على أن حذفها ليس على حد (1) في (ب)، (ج): (بالحاء) المهملة في الموضعين. و (الخبء) ما خبِّئ، سمي بالمصدر، انظر: اللسان (خبأ) 2/ 1085.

    (2) أي: على التخفيف القياسي، اختصر الواحدي كلام الفارسي، حيث افترض أن سائلا يسأل لماذا كان على هذا التقدير؟ ولم يكن على التخفيف، فأجاب عنه بما محصله ما ذكر. انظر: الإغفال ص 11.

    (3) (الجَيْأَل) الضبع. انظر: معجم مقاييس اللغة (جيل) 1/ 499.

    (4) أي على نية بقائها ساكنة كما كانت قبل التخفيف (جَيْأَل).

    (5) ترك بعض حجج الفارسي. انظر: الإغفال ص 12.

    (6) في المخصص (تبينهم) 17/ 138.

    (7) في (ج): (بدون همز).

    (8) في (ب): (أودعت).

    (9) في (ب): (ربابه) وباب مَرْمِي هو كل كلمة التقت فيها الواو والياء والأولى منهما ساكنة، تقلب فيها (الواو) (ياء) وتدغم في (الياء). انظر: أوضح المسالك ص 310.

    القياس (1)، وذلك العوض هو (الألف واللام)، والدلالة على أنها عوض استجازتهم قطع الهمزة الموصولة الداخلة على (لام التعريف) في (القسم (2) و (النداء) مثل: أَفَأَللهِ لَتَفْعَلَنَّ، ويا أَللهُ اغفر لي (3).

    فلو كانت غير عوض لم تثبت كما لم تثبت في غير هذا الاسم، ولما اختص هذا الاسم بقطع الهمزة فيه عَلِمنا أن ذلك لمعنى ليس في غيره، وهو كونها عوضا من المحذوف الذي هو (الفاء).

    ألا ترى أنك إذا أثبت الهمزة في (الإله) لم تكن (الألف واللام) فيه على حدهما في قولنا: (الله) لأن قطع همزة الوصل لا يجوز في (الإله)، كما جاز في قولنا: (الله) لأنهما ليسا بعوض من شيء (4).

    القول الثاني: في أصل هذِه الكلمة: أن أصله (لَاهٌ) ووزنه على هذا (فَعْلٌ) (5) (اللام) فاء الفعل، و (الألف) منقلبة عن الحرف الذي هو العين، و (الهاء) لام، والذي دلّه (6) على ذلك قول بعضهم: (لَهْيَ أبوك) بمعنى: لله أبوك، قال سيبويه: فقلب العين وجعل اللام ساكنة، وهو (الهاء) (7) إذا صارت (1) أورد كلام أبي علي مختصرا. انظر: الإغفال ص 12، 13.

    (2) في (ج): (القيم).

    (3) انظر: الكتاب 2/ 195.

    (4) قوله: (ألا ترى .. إلى شيء) ورد في الإغفال في موضع آخر بعيدا عما قبله. وانظر: الإغفال ص 35، المخصص 17/ 146.

    (5) الإغفال ص 26، المخصص 17/ 143، اشتقاق أسماء الله ص 27.

    (6) أي سيبويه فهذا قوله الثاني، قال في الإغفال: (فأما القول الآخر الذي قاله سيبويه في اسم الله تعالى فهو أن الاسم أصله (لاه) .. والذي دله على ذلك أن بعضهم يقول: (لَهْيَ أبوك)، ... الإغفال ص 26، وانظر: الكتاب 3/ 498.

    (7) في (ج): (الاها).

    مكان العين، كما كانت العين ساكنة في (لاه) (1)، وترك آخر الاسم مفتوحًا كما تركوا آخر (أين) مفتوحًا (2)، وإنما فعلوا ذلك به حيث غيروه لكثرته في كلامهم، فغيروا إعرابه كما غيروه (3).

    فالألف -على هذا القول - في الاسم منقلبة عن (الياء) لظهورها في موضع (اللام) المقلوبة إلى موضع (العين) وهي في (4) القول الأول زائدة لفعال غير منقلبة عن شيء. واللفظتان على هذا مختلفتان، وان كان في كل واحدة منهما بعض حروف الأخرى (5).

    وحكى أبو بكر محمد بن السري (6) أن أبا العباس محمد بن يزيد، اختار القول الثاني (7) من القولين اللذين ذكرهما سيبويه.

    وأما اشتقاق هذا الاسم من اللغة فذهبت طائفة منهم الخليل (8)، وابن (1) قوله (لاه) زيادة ليست في الإغفال ولا في الكتاب.

    (2) مبنية على الفتح، انظر: المسائل الحلبيات ص 103.

    (3) انتهى كلام سيبويه، الكتاب 3/ 498، الإغفال ص 26، المخصص 17/ 143، المسائل الحلبيات للفارسي ص101، المسائل البصريات للفارسي 2/ 909.

    (4) في (ب): (من).

    (5) انظر بقية كلام أبي علي الفارسي في الإغفال ص 26 وما بعدها.

    (6) في الإغفال (أبو بكر بن السراج) ص 34، وفي المخصص (أبو بكر) 17/ 145. وابن السراج: هو أبو بكر محمد بن السري بن السراج النحوي.

    (7) في (ب): (الأول) ولم يرد لفظ (الأول) أو (الثاني) في الإغفال وإنما فيه (اختار في هذا الاسم أن يكون أصله لاها ....) وهذا هو القول الثاني لسببويه. الإغفال ص 34، المخصص 17/ 145، وقد أورد المبرد في المقتضب القول الأول لسيبويه 4/ 240، وانظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي ص 25، الخزانة 2/ 266، 267.

    (8) هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي، البصري، صاحب العربية والعروض (100 - 175 هـ). انظر ترجمته في: معجم الأدباء 3/ 300، "طبقات النحويين = كيسان (1) وأبو بكر القفال (2)، والحسين (3) بن الفضل (4) إلى أنه ليس بمشتق، وأنه اسم تفرد به الباري سبحانه وتعالى، يجري في وصفه مجرى الأسماء الأعلام، لا يشركه فيه أحد، قال الله عز وجل: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65] (5) وأما الذين قالوا: إنه مشتق فاختلفوا، فذهب عُظْمُ أهل اللغة إلى أن معناه المستحق للعبادة، وذو العبادة الذي إليه تُوَجَّه، وبها يُقْصَد (6).

    ورُويَ عن ابن عباس أنه كان يقرأ (ويذرك وإِلاهَتَك) [الأعراف: 127] = واللغويين للزبيدي ص 47، إنباه الرواة 1/ 376، وفيات الأعيان 2/ 244، ومقدمة تهذيب اللغة 1/ 32، إشارة التعيين" ص 114.

    (1) هو أبو الحسين محمد بن أحمد بن كيسان، النحوي، كان يجمع بين المذهبين البصري والكوفي، وإلى مذهب البصريين أميل، توفي سنة تسع وتسعين ومائتين.

    انظر ترجمته في طبقات النحويين للزبيدي ص 139، تاريخ بغداد 1/ 335، إنباه الرواة 3/ 57.

    (2) هو محمد بن علي بن إسماعيل، أبو بكر الشاشي القفال، أحد أعلام المذهب الشافعي، يتكرر ذكره في التفسير والحديث والأصول والكلام، توفي سنة خمس وستين وثلاثمائة على الصحيح.

    انظر ترجمته في الأنساب 7/ 244، وفيات الأعيان 4/ 200، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/ 148.

    (3) في (ب): (الحسن).

    (4) الحسين بن الفضل، هو أبو علي الحسين بن الفضل بن عمير البجَلِي الكوفي ثم النيسابوري، المفسر، توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

    انظر ترجمته في: العبر 1/ 406، طبقات المفسرين للداودي 1/ 159.

    (5) انظر: تفسير أسماء الله للزجاجي، وانظر: اشتقاق اسماء الله للزجاجي: ص 28 تفسير الثعلبي 1/ 18 أ الزينة 2/ 12.

    (6) انظر: الإغفال ص 5، المخصص 17/ 136، تفسير الثعلبي 1/ 18/ أ، تفسير أسماء الله ص 26، اشتقاق أسماء الله ص 3023، تهذيب اللغة (الله) 1/ 189.

    قال معناه: عبادتك (1). وقال أبو زيد (2): تَأله الرجل إذا نسك (3)، وأنشد:

    سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ (4) مِنْ تَأَلُّهِي (5)

    وقد سَمَّت (6) العرب الشمس لما عبدت (إِلاهَةَ)، و (الإلاهة) قال عتيبة بن الحارث اليربوعي (7): (1) أخرجه الطبري عن ابن عباس ومجاهد، من طرق، 1/ 84، 9/ 25 - 26، وذكره ابن خالويه في الشواذ ص 50، وابن جني في المحتسب وعزاه كذلك إلى علي وابن مسعود وأنس بن مالك وعلقمة الجحدري والتيمي وأبي طالوت وأبي رجاء، 1/ 256، والفارسي في الإغفال ص 5، وانظر: المخصص 17/ 136، تفسير الماوردي 2/ 248، تهذيب اللغة (الله) 1/ 190، البحر 4/ 367.

    (2) هو سعيد بن أوس بن ثابت، أبو زيد الأنصاري، صاحب النحو واللغة، مات سنة خمس عشرة ومائتين.

    انظر ترجمته في مقدمة تهذيب اللغة 1/ 34 - 35، تاريخ بغداد 9/ 77، طبقات النحويين واللغويين ص 165، إنباه الرواة 2/ 30.

    (3) الإغفال ص 6، المخصص 17/ 136.

    (4) في (ج): (استرحبن).

    (5) البيت لرؤبة وقبله: لله دَرُّ الغَانِيَاتِ المُدَّهِ.

    (المُدَّه) جمع مَادِه، بمعنى المادح، يقول: إن هؤلاء سبحن: وقلن إنا لله وإنا إليه راجعون، يقلنها حسرة كيف تنسك وهجر الدنيا.

    ورد البيت في الطبري 1/ 54، الإغفال ص 6، المخصص 17/ 136، المحتسب 1/ 256، تفسير أسماء الله للزجاج ص 26، اشتقاق أسماء الله ص 24، التهذيب (الله) 1/ 189، شرح المفصل 1/ 3، زاد المسير 1/ 9، وابن عطية 1/ 57، تفسير الثعلبي 1/ 18/ أ، ديوان رؤبة ص 165.

    (6) في (ج): (سمعت).

    (7) نسبه الطبري لبنت عتيبة 9/ 26، ونسبه بعضهم لـ (مية) وهو اسمها وكذا (أم البنين) وقيل: لنائحة عتيبة، والأقرب أنه لبنت عتيبة ترثي أباها حين قتله (بنو أسد) يوم (خَوّ) مع أبيات أخرى ذكرها في معجم البلدان 5/ 18.

    تَرَوَّحْنَا مِنَ اللعْبَاءِ أَرْضًا ... وأَعْجَلْنَا الإلاَهَةَ أَنْ تَؤُوبَا (1)

    وإنما سموها الإلاَهَة على نحو تعظيمهم لها وعبادتهم إياها كفرا.

    وعلى ذلك نهاهم الله وأمرهم بالتوجه في العبادة إليه في قوله جل وعلا: {لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ} [فصلت: 37] [فصلت: 37] الآية (2)، وكذلك أيضًا كانوا يدعون معبوداتهم من الأصنام والأوثان (آلهة)، وهي جمع (إلاه) (3) كإزار وآزرة، وإناء وآنية.

    قال الله تعالى: {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} [الأعراف: 127] وهي أصنام كان يعبدها (4) قوم فرعون معه (5)، وعلى هذا قال قائلهم:

    كَحَلْفَةٍ مِنْ أَبِي رِيَاحٍ ... يَسْمَعُهَا لاَهُهُ (6) الكُبارُ (7) (1) (اللعباء) مكان بين الربذة وأرض بني سليم، وقيل: غير ذلك، وقوله: (أرضا) يروى (عصرا) ويروى (قصرا) أي: عشيا. ورد البيت في الطبري 9/ 26، الإغفال ص 8، 9، المخصص 17/ 137، تهذيب اللغة (الله) 1/ 190، معجم ما استعجم 4/ 1156، معجم البلدان 5/ 18، تفسير الثعلبي 1/ 18 ب، المحتسب 2/ 123، اللسان (لعب) 7/ 4041.

    (2) انظر: الإغفال ص 9.

    (3) في (ب): (الإله).

    (4) في (ب): (كانوا يعبدوها).

    (5) انظر: الإغفال ص 10، 11، تهذيب اللغة 1/ 190.

    (6) في (ب): (لأهه)

    (7) من قصيدة للأعشى، قالها فيما كان بينه وبين بني جحدر، و (أبو رياح) رجل من بني ضبيعة، قتل جارا لبني سعد بن ثعلبة، فسألوه الدية، فحلف لا يفعل، ثم قُتِل بعد حلفته، و (لاهه): الهه، (الكبار): العظيم، ويروى (بحلفة) ويروى (كدعوة).

    انظر: ديوان الأعشى ص 72، الجمهرة 1/ 327، اشتقاق أسماء الله ص 27، تفسير الثعلبي 1/ 17 ب، الزينة 2/ 18، معاني القرآن للفراء 1/ 207، والقرطبي 4/ 53، اللسان (أله) 1/ 116، و (لوه) 7/ 4107، شرح المفصل 1/ 3، الخزانة 7/ 176.

    يريد: الصنم، وهذا البيت حجة للقول الثاني (1) من قول سيبويه.

    قالوا: وهو (2) اسم حدث، ثم جرى صفة للقديم سبحانه، ونظير هذا قولنا: (السلام)، والسلام من سَلَّم كالكلامِ من كَلَّم، والمعنى ذو السلام، أي: يُسَلم من عذابه من يشاء من عباده، كما أن المعنى في الأول أن العبادة تجب له (3)، فهذا وجه، وهو طريقة أهل اللغة (4).

    وأخبرني أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله العروضي -رحمه الله - قال: أبنا (5) أبو منصور أحمد بن محمد الأزهري (6)، أبنا (7) أبو الفضل المنذري (8)، قال: سألت أبا الهيثم خالد بن يزيد الرازي، عن اشتقاق اسم (الله) في اللغة، فقال (الله) أصله (إلاه)، قال الله جل ذكره: {وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} [المؤمنون: 91] ولا يكون إلهًا حتى يكون معبودًا، وحتى يكون لعابده (9) خالقًا، ورازقًا، ومدبرًا، وعليه مقتدرًا، فمن لم يكن كذلك فليس

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1