Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
Ebook639 pages5 hours

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب «الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني» للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي، رتب فيه مسند الإمام أحمد ترتيبًا فقهيًا دقيقًا، فبدأ بقسم التوحيد ثم الفقه ثم التفسير ثم الترغيب ثم الترهيب ثم التاريخ ثم القيامة وأحوال الآخرة وقال في مقدمة الكتاب: لا أعلم أحدًا سبقني إليه. وقد رتبه من أوله إلى آخره مع حذف السند، وقد وضع التبويبات المناسبة لكل حديث، وفي مقدمة كتابة تكلم عن طريقته في ترتيب المسند. وهذا الترتيب أطلق عليه اسم <الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، وهو اختصار للمسند مع ترتيبه ترتيبًا فقهيًا على الكتب والأبواب وبعبارة أخرى: تهذيب المسند وترتيبه واختصاره. ثم قام البنا فشرح كتابه حتى وصل إلى باب ما جاء في جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، ثم وافته المنية.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateOct 9, 1903
ISBN9786464547589
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Related to الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Related ebooks

Related categories

Reviews for الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - الساعاتي

    الغلاف

    الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

    الجزء 23

    الساعاتي

    1378

    كتاب «الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني» للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي، رتب فيه مسند الإمام أحمد ترتيبًا فقهيًا دقيقًا، فبدأ بقسم التوحيد ثم الفقه ثم التفسير ثم الترغيب ثم الترهيب ثم التاريخ ثم القيامة وأحوال الآخرة وقال في مقدمة الكتاب: لا أعلم أحدًا سبقني إليه. وقد رتبه من أوله إلى آخره مع حذف السند، وقد وضع التبويبات المناسبة لكل حديث، وفي مقدمة كتابة تكلم عن طريقته في ترتيب المسند. وهذا الترتيب أطلق عليه اسم <الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، وهو اختصار للمسند مع ترتيبه ترتيبًا فقهيًا على الكتب والأبواب وبعبارة أخرى: تهذيب المسند وترتيبه واختصاره. ثم قام البنا فشرح كتابه حتى وصل إلى باب ما جاء في جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، ثم وافته المنية.

    -قوله تعالى {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة} الخ-

    فإذا دنا منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه، وإذا شربه قطع أمعاءه (1) حتى خرج من دبره يقول الله عز وجل {وسقوا ماء حميما (2) فقطع أمعاءهم} ويقول الله عز وجل {وأن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل (3) يشوي الوجوه بئس الشراب} (باب ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت الخ) (عن ابن عمر) (4) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في قوله (كشجرة طيبة) (5) قال هي التي لا تنفض ورقها فظننت أنها النخلة (6) وحرارته (وقد فسر في الحديث بأنه يقرب إليه فيتكرهه فإذا دنا منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه: فروة الرأس والوجه جلدته (1) أي مصارينه وهو جمع معى بالقصر (2) أي شديد الحرارة (3) أي كعكر الزيت يشوي الوجوه من حره إذا قرب إليها (ولا يكاد يسيغه) أي يزدرده لقبحه وكراهته (ويأتيه الموت) أي أسبابه المقتضية له من أنواع العذاب (من كل مكان) من أعضائه، قال إبراهيم التيمي حتى من تحت كل شعرة من جسده (وما هو بميت) فيستريح (ومن ورائه) أي بعد ذلك العذاب (عذاب غليظ) قوي شديد متصل، وقيل العذاب الغليظ الخلود في النار يعوذ بالله من ذلك (تخريجه) الحديث رجاله ثقات وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره وعزاه للإمام أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم (قلت) وأورده البغوي أيضا في تفسيره والله سبحانه وتعالى أعلم.

    (باب) (4) (سنده) حدثنا حجاج حدثنا شريك عن سلمة بن كهيل عن مجاهد عن ابن عمر الخ (5) أول الآية {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون} (6) (التفسير) {ألم تر كيف ضرب الله مثلا} أي لم تعلم، والمثل قول سائر لتشبيه شيء (كلمة طيبة) هي قول لا إله إلا الله (كشجرة طيبة) هي النخلة يريد كشجرة طيبة الثمرة (أصلها ثابت) في الأرض (وفرعها) أعلاها (في السماء) أي مرتفع إلى جهة السماء: كذلك أصل هذه الكلمة راسخ في قلب المؤمن بالمعرفة والتصديق فإذا تكلم بها عرجت فلا تحجب حتى تنتهي إلى الله عز وجل، قال تعالى: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه (تؤتي أكلها) أي تعطى ثمرها (كل حين بإذن ربها) والحين في اللغة هو الوقت وفيه أقوال كثيرة والظاهر أن المراد به هنا كل غدوة وعشي لأن ثمر النخل يؤكل أبدًا ليلا ونهارا أما تمرا أو رطبا أو عجوة كذلك عمل المؤمن يصعد أول النهار وآخره هو بركة إيمانه لا تنقطع أبدًا بل تصل إليه في كل وقت، قيل والحكمة في تشبيهها بالنخلة من سائر الأشجار أن النخلة أشبه الأشجار بالإنسان من حيث أنها إذا قطع رأسها يبست وسائر الأشجار تتشعب من جوانبها بعد قطع رءوسها، ولأنها تشبه الإنسان في أنها لا تحمل إلا بالتلقيح، ولأنها خلقت من فضل طينة آدم عليه السلام، ولذلك يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من فضيلة طينة أبيكم آدم الحديث رواه أبو يعلى وابن أبي حاتم والعقيلي وابن عدي وابن السني وأبو نعيم وابن مردويه عن علي وإن كان ضعيفا لكنه يعتضد بكثرة طرقه، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى النخلة في حديث الباب بقوله هي التي لا تنفض ورقها أي لا يسقط ورقها صيفا ولا شتاء بخلاف غيرها من الشجر فإنه يسقط ورقه في زمن الشتاء (6) ظن ابن عمر أنها النخلة ولكنه لم يقل ذلك لصغره وتأدبا واحتراما لأبي بكر وعمر

    -قوله تعالى {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}-

    (باب يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة)

    (عن البراء بن عازب) (1) عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال ذكر عذاب القبر يقال له (2) من ربك فيقول الله ربي ونبيي محمد (3) فذلك قوله تعالى {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت (4) في الحياة الدنيا} يعني بذلك المسلم (زاد في رواية) وفي الآخرة (باب يوم تبدل الأرض غير الأرض الآية) (عن مسروق) (5) قال قالت عائشة أنا أول الناس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} (6) قالت فقلت أين الناس يومئذ يا رسول الله؟ لأنهما كانا بالمجلس فقد روى الإمام أحمد والبخاري وغيرهما عن نافع عن ابن عمر قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أخبروني بشجرة شبه أو كالرجل المسلم لا يتحات ورقها صيفا ولا شتاء وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، قال ابن عمر فوقع في نفسي أنها النخلة ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان فكرهت أن أتكلم، فلما لم يقولوا شيئا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة: فلما قمنا قلت لعمر يا أبتاه والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة فقال ما منعك أن تتكلم؟ قلت لم أركم تتكلمون فكرهت أن أتكلم وأقول شيئا، قال عمر لأن تكون قلتها أحب إلي من كذا وكذا (تخريجه) حديث الباب أورده الهيثمي بدون قول ابن عمر (فظننت أنها النخلة) وقال رواه أحمد ورجاله ثقات وقال لابن عمر حديث في الصحيح غير هذا (قلت) هو الذي ذكرته آنفا، وحديث الباب أورده أيضا الحافظ السيوطي في الدر المنثور وعزاه للإمام أحمد وابن مردويه بسند جيد (باب) (1) (سنده) حدثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعيد بن عبيدة عن البراء بن عازب الخ (غريبه) (2) أي يقول الملكان لصاحب القبر بعد إعادة روحه إلى جسده يسألانه عن ربه ونبيه (3) هكذا يقول العبد الصالح المسلم، وأما الكافر والمنافق فيتلعثم ولا يدري ما يقول (4) (التفسير) (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت) أي كلمة التوحيد وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله التي ثبتت بالحجة عندهم (في الحياة الدنيا) قبل الموت كما ثبت في الذين فتنهم أصحاب الأخدود والذين نشروا بالمناشير (وفي الآخرة) في القبر بعد إعادة روحه في جسده وسؤال الملكين له، وإنما حصل لهم الثبات في القبر يسبب مواظبتهم في الدنيا على هذا القول، ولا يخفى أن كل شيء كانت المواظبة عليه أكثر كان رسوخه في القلب أتم، وهذا قول أكثر المفسرين (وقيل) في الحياة الدنيا في القبر عند السؤال، وفي الآخرة عند البعث إذا سئلوا عن معتقدهم في الموقف فلا يتلعثمون ولا تدهشهم أهول القيامة، قال البغوي والأول أصح، وجاء في عذاب القبر أحاديث كثيرة تقدمت بسندها وشرحها وكلام العلماء في ذلك في أبواب عذاب القبر في الجزء الثامن صحيفة 601 فارجع إليه والله الموافق: اللهم ثبتنا على دينك بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ونجنا من عذاب القبر وما بعده بمنك وكرمك وفضلك يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين (تخريه) (ق. والأربعة)

    (باب) (5) (سنده) حدثنا ابن أبي عدي عن داود عن الشعبي عن مسروق قال قالت عائشة الخ (6) (التفسير) قال صاحب فتح البيان في تفسيره هذه الآية (يوم) أي اذكر وارتقب يوم (تبدل

    -قوله عز وجل {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}-

    قال على الصراط (1) (سورة الحجر) (باب ولقد علمنا المستقدمين منكم الخ) (عن ابن عباس) (2) قال كانت امرأة حسناء تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فكان بعض القوم يستقدم في الصف الأول لئلا يراها، ويتأخر بعضهم حتى يكون في الصف الأرض) المشاهدة (غير الأرض والسماوات) والتبديل قد يكون في الذات كما في بدلت الدراهم بالدنانير، وقد يكون في الصفات كما في بدلت الحلقة خاتما والآية تحتمل الأمرين، وبالثاني قال الأكثر أي وتبدل السموات غير السموات لدلالة ما قبله عليه على الاختلاف الذي مر، وتقديم تبديل الأرض لقربانها ولكون تبديلها أعظم أثرا بالنسبة إلينا كما أخرج مسلم وغيره من حديث ثوبان قال جاء رجل من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظلمة دون الجسر، وأخرج مسلم وغيره من حديث عائشة فذكر. حديث الباب وفيه فقلت أين الناس يومئذ يا رسول الله؟ قال على الصراط، وللإمام أحمد عن عائشة أيضا أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل: يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات: قالت قلت فأين الناس يومئذ؟ قال لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أمتي، ذاك إذ الناس على جسرهم، قال في فتح البيان والصحيح على هذا إزالة عين هذه الأرض (وأخرج البزار) وابن المنذر والطبراني في الأوسط والبيهقي وابن عساكر وابن مردويه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله: يوم تبدل الأرض غير الأرض: قال أرض بيضاء، كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام، ولم يعمل بها خطيئة، قال البيهقي والموقوف أصح، وفي الباب رواايت وقد روى نحوها ذلك عن جماعة من الصحابة، وثبت في الصحيحين من حديث سهل بن سعد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي (قلت) قال النووي العفراء العين المهملة والمد بيضاء إلى حمرة والنقي بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء هو الدقيق الحوري وهو الدرمك وهو الأرض الجيدة قال القاضي كأن النار غيرض بياض وجه الأرض إلى الحمرة اهـ قال في فتح البيان وقد أطال القرطبي في بيان ذلك في تفسيره وفي تذكرته، وحاصله أن هذه الأحاديث نص في أن الأرض والسماوات تبدل وتزال ويخلق الله أرضا أخرى تكون عليها الناس بعد كونهم على الجسر وهو الصراط لا كما قال كثير من الناس أن تبديل الأرض عبارة عن تغيير صفاتها وتسوية آكامها ونسف جبالها ومد أرضها، ثم قال وذكر شبيب بن إبراهيم في كتاب الإفصاح إنه لا تعارض بين هذه الآثار وأنهما تبدلان كسرتين إحداهما هذه الأولى قيل نفخة الصعق، والثانية إذا وقفوا في المحشر وهي أرض عفراء من فضة لم يسفك عليها دم حرام ولا جرى عليها ظلم، ويقوم الناس على الصراط على متن جهنم، ثم ذكر في موضع آخر من التذكرة ما يقتضي أن الخلائق وقت تبديل الأرض تكون في أيدي الملائكة رافعين لهم عنها اهـ والله أعلم (وبرزوا) أي خرجوا من قبورهم (لله الواحد القهار) الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد (1) قال الحافظ وعند مسلم من حديث ثوبان مرفوعا يكونون في الظلمة دون الجسر وجمع بينهما البيهقي بأن المراد بالجسر الصراط وأن في قوله على الصراط مجاز لكونهم يجاوزونه لأن في حديث ثوبان زيادة يتعين المصير إليها لثبوتها وكأن ذاك عند الزجرة التي تقع عند نقلهم من أرض الدنيا إلى أرض الموقف، ويشير إلى ذلك قوله تعالى {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم} اهـ (تخريجه) (م مذ جه).

    (باب) (2) (سنده) حدثنا سريج حدثنا نوح بن قيس عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء

    -قوله تعالى {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} وقوله {إن الله يأمر بالعدل} الخ-

    المؤخرة، فإذا ركع نظر من تحت إبطيه، فأنزل الله في شأنها {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} (1) (باب) ولقد آتيناك سبعا من المثاني} (عن أبي هريرة) (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أم القرآن هي أم القرآن وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم (وعنه بلفظ آخر) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني (ز) (وعنه أيضا) عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنزل الله عز وجل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل (سورة النحل) (باب إن الهل يأمر بالعدل والإحسان الآية) (عن عبد الله بن عباس) (3) قال بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بفناء بيته بمكة جالس إذ مر به عثمان بن مظعون فتكشر (4) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تجلس؟ قال بلى، قال فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس الخ (1) (التفسير) قال الإمام البغوي في تفسيره قال ابن عباس أراد بالمستقدمين الأموات وبالمستأخرين الأحياء، وقال الشعبي الأولين والآخرين، وقال عكرمة المستقدمون من خلق الله والمستأخرون من لم يخلق الله، قال مجاهد المستقدمون القرون الأولى، والمستأخرون أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقال الحسن المستقدمون في الطاعة والخيرات والمستأخرون المبطئون فيها، وقيل المستقدمون في الصفوف في الصلاة، والمستأخرون فيها، وذلك أن النساء كن يخرجن إلى صلاة الجماعة فيقفن خلف الرجال فربما كان من الرجال من في قلبه ريبة فيتأخر إلى آخر صفوف الرجال ليقرب من النساء، ومن النساء من كانت في قلبها ريبة فتتقدم إلى أول صفوف النساء لتقرب من الرجال فأنزلت هذه الآية فقال النبي صلى الله عليه وسلم خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها: وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها: رواه (م حم والأربعة) وتقدم في باب الحث على تسوية الصفوف من أبواب صلاة الجماعة في الجزء الخامس صحيفة 307 رقم 1455، وقد صرح في حديث الباب أن سبب نزول هذه الآية قصة المرأة المذكورة ولذلك ذكره الحافظ السيوطي في كتابه لباب النقول في أسباب النزول ثم قال، وأخرج ابن مردويه عن داود بن صالح أنه سأل سهل بن حنيف الأنصاري: ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين: أنزلت في سبيل الله؟ قال لا ولكنها في صفوف الصلاة والله أعلم (تخريجه) (مذ نس جه طل ك جز حب هق) وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال عمرو بن علي (يعني الفلاس) لم يتكلم أحد في نوح ابن قيس الطاحي بحجة اهـ (قلت) وأقره الذهبي وقال هو صدوق خرج له مسلم (باب) (2) هذا الحديث والذي بعده تقدما بسنديهما وشرحهما وتخريجهما في باب سورة الفاتحة وما ورد في فضلها صحيفة 66 و 67 من هذا الجزء وإنما ذكرتهما هنا لمناسبة قوله تعالى {ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم} وتقدم الكلام في تفسير هذه الآية وما قاله العلماء في المراد بالسبع المثاني في الباب المشار إليه فارجع إليه.

    (باب) (3) (سنده) حدثنا أبو النضر قال حدثنا عبد الحميد حدثنا شهر حدثنا عبد الله بن عباس الخ (غريبه) (4) هكذا بالأصل المطبوع (فتكشر) وفي نسخة مخطوطة (فكشر) ومعناه تبسم وهو الموافق لسائر المصادر. قال في النهاية الكشر (بسكون المعجمة) ظهور الأسنان للضحك وكاشره إذا

    -تفسير {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} الخ وسبب إسلام عثمان بن مظعون-

    مستقبله فبينما هو يحدثه إذا شخص (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء فنظر ساعة إلى السماء فأخذ يضع بصره حتى وضعه على يمينه في الأرض فتحرف (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره وأخذ ينغض (3) رأسه كأنه يستفقه (4) ما يقال له وابن مظعون ينظر فلما قضى حاجته واستفقه ما يقال له شخص بصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما شخص أول مرة فأتبعه بصره حتى توارى في السماء فأقبل إلى عثمان بجلسته الأولى قال يا محمد فيم كنت أجالسك وآتيك ما رأيتك تفعل كفعلك الغداة، قال وما رأيتني فعلت؟ قال رأيتك تشخص ببصرك إلى السماء ثم وضعته حيث وضعته على يمينك فتحرفت إليه وتركتني فأخذت تنغض رأسك كأنك تستفقه شيئا يقال لك، قال وفطنت لذلك؟ قال عثمان نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني رسول الله (5) آنفا وأنت جالس قال رسول الله؟ قال نعم، قال فما قال لك؟ قال {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون} (6) قال عثمان (7) فذلك حين استقر الإيمان في قلبي وأحببت محمدا صلى الله عليه وسلم (عن عثمان بن العاص) (8) قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا إذا شخص ببصره ثم صوبه حتى كاد أن يلزقه بالأرض ضحك في وجهه وباسطه (1) أي نظر (2) أي انحرف بالفاء (3) بكسر الغين المعجمة أي يحركه ويميل إليه (4) أي يستفهم (5) يعني جبريل عليه السلام وقوله آنفا بمد الهمزة أي قريبا (6) (التفسير) (إن الله يأمر بالعدل) بالإنصاف في كل شيء (والإحسان) إلى الناس، وعن ابن عباس العدل التوحيد والإحسان أداء الفرائض، وعنه أيضا الإحسان الإخلاص في التوحيد وذلك معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه) وقال مقاتل العدل والتوحيد والإحسان العفو عن الناس (وإيتاء ذي القربى) صلة الرحم (وينهى عن الفحشاء) ما قبح من القول والفعل، وقال ابن عباس الزنا (والمنكر) ما لا يعرف في شريعة ولا سنة (والبغي) الكبر والظلم، وقال ابن عيينة العدل استواء السر والعلانية، والإحسان أن تكون سريرته أحسن من علانيته، والفحشاء والمنكر أن تكون علانيته أحسن من سريرته (يعظكم لعلكم تذكرون) لعلكم تتعظون، قال ابن مسعود أجمع آية في القرآن هذه الآية، وقال أيوب عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم على الوليد إن الله يأمر بالعدل إلى آخر الآية فقال له يا ابن أخي أعد فعاد عليه فقال إن له والله لحلاوة وإن عليه لطلاوة. وإن أعلاه لمثمر. وإن أسفله لمغدق. وما هو بقول البشر. (7) عثمان هو ابن مظعون بن حبيب الجمحي من المهاجرين الأولين السابقين إلى الإسلام أسلم بمكة بعد ثلاثة عشر رجلا وهاجر الهجرة الأولى إلى الحبشة وشهد بدرا ثم مات عقبة في سنة اثنين من الهجرة، وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين وأول من دفن بالبقيع منهم، أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لبنته زينب حين ماتت (الحقي بسلفنا الصالح الخير عثمان بن مظعون) (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني، وشهر وثقه أحمد وجماعة وفيه ضعف لا يضر وبقية رجاله ثقات اهـ وأورده أيضا الحافظ ابن كثير في تفسيره بسنده ومتنه وعزاه للإمام أحمد وقال إسناد جيد متصل حسن قيد بين فيه السماع المتصل، ورواه ابن أبي حاتم من حديث عبد الحميد بن بهرام مختصرا (8) (سنده) حدثنا أسود

    -قوله عز وجل {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} الآية-

    قال ثم شخص ببصره فقال أتاني جبريل عليه السلام فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من هذه السورة (1) {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} (باب وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) الآية (ز) (عن أبي بن كعب) (2) قال لما كان يوم أحد قتل من الأنصار أربعة وستون رجلا ومن المهاجرين ستة (وفي رواية وحمزة فمثلوا (3) بقتلاهم) فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن كان لنا يوم مثل هذا من المشركين لنربين عليهم (4) فلما كان يوم الفتح قال رجل لا يعرف لا قريش بعد اليوم، فنادى مناد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن الأسود والأبيض إلا فلانا وفلانا سماهم (5) فأنزل الله تبارك وتعالى {وإن عاقبتم (6) فعاقبوا بمثل ما قوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} فقال ابن عامر ثنا هريم عن ليث عن شهر بن حوشب عن عثمان بن أبي العاص الخ (1) فيه دلالة على أن وضع آيات القرآن وترتيبها في سورها كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أمر توقيفي لا مجال للرأي فيه، (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وإسناده حسن (باب) (ز) (2) (سنده) حدثنا أبو صالح هدية بن عبد الوهاب المروزي ثنا الفضل بن موسى عيسى بن عبيد عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب الخ (غريبه) (3) أي مثل الكفار بالذين أصيبوا من الأنصار والمهاجرين يقال مثلت بالحيوان أمثل به مثلا إذا قطعت أطرافه وشوهت به، ومثلت بالقتيل إذا جدعت أنفه وأذنه أو مذاكيره أو شيئا من أطرافه والاسم المثلة فأما مثل بالتشديد فهو للمبالغة (نه) (4) من الإرباء أي لنزيدن ولنضاعفن عليهم في التمثيل (5) جاء في حديث سعد عند النسائي قال لما كان يوم فتح مكة من الرسول صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وقال اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة، عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل. ومقيس بن صبابة. وعبد الله بن سعد بن أبي السرح الحديث (6) (التفسير) (وإن عاقبتم) أيها المؤمنون م ظلمكم واعتدى عليكم (فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) أي فعاقبوا الذي ظلمكم بمثل الذي نالكم به ظالمكم من العقوبة لا تزيدون شيئا، وهذه الآية لها أمثال في القرآن فإنها مشتملة على مشروعية العدل والندب إلى الفضل كما في قوله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها: ثم قال فمن عفا وأصلح فأجره على الله}: وقال في هذه الآية وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به: ثم قال {ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} أي ولئن عفوتم لهو خير للعافين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم نصبر ولا نعاقب، قال ابن عباس والضحاك كان هذا قبل نزول براءة حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال من قاتله ومنع من الابتداء بالقتال، فلما أعز الله الإسلام وأهله نزلت براءة وأمروا بالجهاد ونسخت هذه الآية، قال النخعي والثوري ومجاهد وابن سيرين الآية محكمة، نزلت فيمن ظلم بظلامة فلا يحل له أن ينال من ظالمه أكثر مما نال الظالم منه، أمر بالجزاء والعفو ومنع من الاعتدء ثم قال عز من قائل {واصبر وما صبرك إلا بالله} تأكيدا للأمر بالصبر وإخبارا بأن ذلك لا ينال إلا بمشيئة الله وإعانته وحوله وقوته ثم قال (ولا تحزن عليهم) أي على من خالفك فإن الله قدر ذلك (ولا تك في ضيق) أي غم (مما يمكرون) أي مما يجهدون أنفسهم في عداوتك وإيصال الشر إليك فإن الله كافيك وناصرك ومؤيدك ومظفرك بهم {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} أي معهم بتأييده ونصره ومعونته وهديه (تخريجه) (نس مذ حب طب ك هق)

    -قوله تعالى {وما منعنا أن نرسل بالآيات} وقوله {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك} الخ-

    رسول الله صلى الله عليه وسلم نصبر ولا نعاقب (سورة الإسراء) (باب وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون) (عن ابن عباس) (1) قال سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا (2) وأن ينحى الجبال عنهم فيزدرعوا، فقيل له إن شئت أن تستأنثى بهم (3) وإن شئت أن تؤتيهم الذين سألوا فإن كفروا هلكوا كما أهلكت من قبلهم (4) قال لا بل استأنى بهم (5) فأنزل الله عز وجل هذه الآية {وما منعنا أن نرسل بالآيات (6) إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة) (باب وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة الناس) (عن عكرمة) (7) عن ابن عباس في قوله عز وجل {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) (8) قال هي رؤيا وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب من حيث أبي بن كعب اهـ (قلت) وصححه الحكم وأقره الذهبي وهو من زوائد عبد الله بن الإمام أحمد على مسند أبيه رحمهما الله (باب) (1) (سنده) حدثنا عثمان بن محمد (قال عبد الله بن الإمام أحمد) وسمعته أنا من حدثنا جرير عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس الخ (غريبه) (2) أي طلبوا أن يحول لهم بل الصفا الموجود بمكة من حجر إلى ذهب (وأن ينحى الجبال عنهم) أي يزيلها من أماكنها (فيزدرعوا) أي فيزرعوا مكانها (3) أي تنتظر وتتربص، يقال أنيت وتأنيت واستأنيت (4) يعني مثل قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم (5) إنما اختار ذلك صلى الله عليه وسلم رحمة بهم ورجاء إسلام كثير منهم (6) (التفسير) {وما منعنا أن نرسل بالآيات} أي التي سألها كفار قولك (إلا أن كذب بها الأولون) أي فأهلكناهم فإن لم يؤمن قومك بعد إرسال الآيات أهلكناهم، لأن من سنتنا في الأمم إذا سألوا الآيات ثم لم يؤمنوا بعد إتيانها إن تهلكهم ولا نمهلهم، وقد حكمنا بإمهال هذه الأمة إلى يوم القيامة: ثم ذكر من تلك الآيات التي اقترحها الأولون ثم كذبوا بها فأهلكوا فقال تعالى {وآتينا ثمود الناقة مبصرة} أي آية بينة وذلك لأن آثار إهلاكهم في بلاد العرب قريبة من حدودهم يبصرها صادرهم وواردهم (فظلموا بها) أي جحدوا بها من عند الله وعقروا الناقة، وقيل فظلموا أنفسهم بتكذيبها فعاجلناهم بالعقوبة (وما نرسل بالآيات) المقترحة (إلا تخويفا) أي وما نرسل بالآيات يعني العبر والدلالات إلا تخريفا أي إنذارا بعذاب الآخرة إن لم يؤمنوا، فإن الله تعالى يخوف الناس بما شاء من آياته لعلهم يرجعون (تخريجه) (نس ك) وصححه الحاكم وأقره الذهبي وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح (باب) (7) حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس الخ (8) (التفسير) الأكثرون من المفسرين على أن المراد من الرؤيا ما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج من العجائب والآيات وقد فسرها ابن عباس في حديث الباب بأنها رؤيا عين رآها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به، وجاء كذلك في صحيح البخاري أيضا وكان يقال لابن عباس حبر الأمة والبحر لكثرة علمه. دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة، وثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم ضم ابن عباس إلى صدره وقال اللهم علمه الكتاب، وقال ابن مسعود نعم الترجمان القرآن ابن عباس، وجاء في الطريق الثانية من حديث ابن عباس أيضا قال شيء أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة رآه بعينه حين ذهب إلى بيت المقدس وهو قول سعيد بن جبير والحسن ومعروف وقتادة ومجاهد وعكرمة وابن جريج وغيرهم، والعرب

    -كلام العلماء في تفسير قوله تعالى {وما جعلنا الرؤيا} الخ والتحقيق أنها كانت بصرية-

    عين رآها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به (وعنه من طريق ثان) (1) قال كان ابن عباس يقول (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) شيء أريه (3) النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة رآه بعينه حين ذهب به إلى بيت المقدس (باب وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) (عن أبي هريرة (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا} (؛) قال تشهده تقول رأيت بعيني رؤية ورؤيا، فلما ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس أنكر بعضهم ذلك وكذبوا أفكانت فتنة للناس وازداد المخلصون إيمانا (1) (سنده) حدثنا روح حدثنا زكريا بن إسحاق حدثنا عمرو بن دينار أنه سمع عكرمة يقول كان ابن عباس الخ (2) بضم الهمزة وكسر الراء من الإراءة ولم يصرح بالمرثى، وفي قوله في اليقظة نفي لقول من قال إنها رؤيا منامية، بل جاء في سنن سعيد بن منصور عن سفيان في آخر الحديث قال وليست رؤيا منام، ومع هذه الحجج الواضحة فقد (ذهب قوم) إلى أن رؤيا الإسراء كانت منامية، وحجتهم في ذلك أنه يقال في البصرية رؤية وفي المنامية روؤيا، وقد جاء القرآن بلفظ رؤيا، واستدل القائلون بأنها بصرية بحديث ابن عباس أعني حديث الباب، وفيه رد صريح على من أنكر مجيء المصدر من رأى البصرية على رؤيا كالحريري وغيره، وبمن استعمل الرؤيا في اليقظة المتنبي في قوله (ورؤياك أحلى في العيون من الغمض) وأبلغ من ذلك في الرد عليهم قوله تعالى {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله} فالتسبيح إنما يكون عند الأمور العظام. فلو كان مناما لم يكن فيه كبير شيء ولم يكن مستعظما ولم تبادر كفار قريش إلى تكذيبه ولا ارتدت جماعة ممن كان قد أسلم، وأيضا فإن العبد عبارة عن مجموع الروح والجسد، وقد قال تعالى {أسرى بعبده ليلا} (وقام قوم) أسرى بروحه دون جسده وهو ضعيف لقوله تعالى {ما زاغ البصر وما طغى} والبصر من آلات الذات لا الروح، وأيضا فإنه حمل على البراق وهو دابة بيضاء كما جاء عند مسلم والإمام أحمد وغيرهما في حديث الإسراء عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه، فركبته فسار بي حتى أتيت بيت المقدس الحديث، والركوب لا يكون إلا للجسد لا للروح لأنها لا تحتاج في حركتها إلى مركب تركب عليه (وقال قوم) إنها الرؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم في النوم عام الحديبية أنه دخل مكة هو وأصحابه فجعل المسير إلى مكة قبل الأجل فصده المشركون فرجع إلى المدينة فكان رجوعه في ذلك العام بعدما أخبر أنه يدخلها فتنة لبعضهم ثم دخل مكة في العام المقبل وأنزل الله عز وجل {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق} ويدفع هذا قول ابن عباس في حديث الباب هي رؤيا العين رآها النبي صلى الله

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1