سر المنزل رقم ٣

By Ramzi Fakhoury

كنا صغارا وافدين جدد الى العالم ، مقبلون على الحياة بشغف ، ترسم لنا مخيلتنا احلام يقظة بريئة ومثالية رائعة ، نخلقها لانفسنا بخيال جامح يدفعنا الى الاسراع نحو الشباب والرجولة ، معتقدين بسذاجة الطفولة ونقائها باننا سنصير خارقين قادرين على فعل ما يحلو لنا في هذا العالم الذي كنا نراه فردوس سرمدي باهر ، حيث ترنو عيوننا الى افاق مشرقة لم نعتقد ولو لوهلة واحدة بأنها مخادعة وان ما نراه ما هو الا انعكاس لمخيلتنا البريئة تلك

فجميعنا امتلكنا هذا الشغف الطفولي نحو الحياة ، لكننا خسرناه عندما تقدم بنا العمر ، وعرضنا الواقع الى صدمة تلو الاخرى من مصاعب وعوائق وخيبات امل لم نتخيل وجودها مطلقا في سني طفولتنا ، وبرغم ذلك استمرت الاحلام والامنيات تتدفق الى مخيلتنا ، نجهل كنهها لكنها مشاعر جوهرية لدى الانسان وجزء من طبيعته ودافع للاستمرار برحلته الحياتية ، ربما يكون العائق الاكبر هو الفقر في حقبة زمنية خاضعة الى رأسمالية بغيضة بجوهرها الاقطاعي المتجدد ، لا تحمل في مضمونها اي معنى للانسانية بل هي متجردة منها بوضوح فاضح ولا تقيم اي وزن لها ، بالإضافة الى موروثات سادت على المجتمع تميل بمبادئها بتلقائية الى الرأسمالية وتعزز من وجودها وقوتها
لكن ما هو سر المنزل رقم ثلاثة الذي يكتنفه الغموض ، وماذا يخبىء خلف جدرانه ؟

 

• Language: العربية
• Publisher: Ramzi Fakhoury
• Release date: Mar 26, 2023
• ISBN: 9798215377093

Ramzi Fakhoury

Ramzi Fakhoury, born on 11/27/1969 in the Jordanian capital, Amman, to a Jordanian father and a Greek mother, who worked in the profession of his father as a carpenter and designer, wrote a book as an encyclopedia in which he described the state of the world subject to unjust laws in profound philosophical manner entitled encyclopedia of the laws of the world, in addition to other book entitled, the laws of love also a short story entitled The Emancipation It's an allegory piece of literature that is an extremely mysterious and suspenseful, Arabic and English Edition, Also a many of short stories and novels.

Book preview

تأليف

رمزي فاخوري

الطبعة الاولى

عمان - الاردن

––––––––

٤/٣/٢٠٢٣

تنويه

––––––––

رواية من الخيال الواقعي جميع الاشخاص وكل الاحداث الواردة في هذه الرواية بالكامل خيالية مستوحاة من خيال المؤلف ، واي اشخاص او اية احداث في الرواية صدف وان تشابهت مع اشخاص واحداث من داخل المجتمع الاردني ؛ يعتبر المؤلف غير مسؤول عنها ، وهو في منأى عن اي ملاحقة قانونية

––––––––

المؤلف : رمزي فاخوري

المقدمة

كنا صغارا وافدين جدد الى العالم ، مقبلون على الحياة بشغف ، ترسم لنا مخيلتنا احلام يقظة بريئة ومثالية رائعة ، نخلقها لانفسنا بخيال جامح يدفعنا الى الاسراع نحو الشباب والرجولة ، معتقدين بسذاجة الطفولة ونقائها باننا سنصير خارقين قادرين على فعل ما يحلو لنا في هذا العالم الذي كنا نراه فردوس سرمدي باهر ، حيث ترنو عيوننا الى افاق مشرقة لم نعتقد ولو لوهلة واحدة بأنها مخادعة وان ما نراه ما هو الا انعكاس لمخيلتنا البريئة تلك  

فجميعنا امتلكنا هذا الشغف الطفولي نحو الحياة ، لكننا خسرناه عندما تقدم بنا العمر ، وعرضنا الواقع الى صدمة تلو الاخرى من مصاعب وعوائق وخيبات امل لم نتخيل وجودها مطلقا في سني طفولتنا ، وبرغم ذلك استمرت الاحلام والامنيات تتدفق الى مخيلتنا ، نجهل كنهها لكنها مشاعر جوهرية لدى الانسان وجزء من طبيعته ودافع للاستمرار برحلته الحياتية ، ربما يكون العائق الاكبر هو الفقر في حقبة زمنية خاضعة الى رأسمالية بغيضة بجوهرها الاقطاعي المتجدد ، لا تحمل في مضمونها اي معنى للانسانية بل هي متجردة منها بوضوح فاضح ولا تقيم اي وزن لها ، بالإضافة الى موروثات سادت على المجتمع تميل  بمبادئها بتلقائية الى الرأسمالية وتعزز من وجودها وقوتها

لكن ما هو سر المنزل

رقم    ثلاثة  الذي  يكتنفه  الغموض ، وماذا يخبىء خلف جدرانه ؟

––––––––

رمزي فاخوري

الفصل الاول

عمان ، اللويبدة ، ٢٠١٥

فارس ؛ شاب عازب في الاربعين من عمره قامت عمته المعلمة نور بتربيته بعد نجاته من حادث سير ادى الى وفاة والديه وقد  كان برفقتهما ، وكان حينها طفلا يبلغ من العمر خمس سنوات ووحيدا لوالديه ، كان هذا الحادث الاليم واثره النفسي عليه ؛ جعله لا يفكر بالارتباط

عمته نور كانت تقيم مع ذويه بنفس المنزل ، كانت تعمل كمدرسة للغة العربية لطلاب المرحلة الابتدائية بمدرسة المطران في جبل عمان ، كانت عازبة ورفضت جميع عروض الزواج برغم محبتها الجمة للاطفال ومحبة طلابها الصغار لها وتعلقهم بها ، فقد كانت تولي كل اهتمامها لعملها وابحاثها الفلسفية الخاصة ، ولم تفكر بالزواج مطلقا

والده الدكتور جمال ؛ خريج جامعة القاهرة كلية الادآب ، وكان من مؤسسي الجامعة الاردنية ، ووالدته الطبيبة سمية ابنة خالة والده ؛ وهي خريجة الجامعة الامريكية في بيروت

*********

فقد آلمه كثيرا فقدان عمته قبل عدة اشهر وما زال يشعر بفراغ كبير بعد رحيلها بمرض عضال لم يمهلها طويلا ، لقد كانت تلك المرأة القوية الحضن الدافء الذي عوضه عن والديه ، ومعلمته الصارمة التي وقفت ندا قويا امام الصعاب ، حتى جعلت منه رجلا محترما واستاذا محاضرا في الجامعة الاردنية بكلية الآداب قسم اللغة العربية وآدابها

لكن من ملأ هذا الفراغ الذي تركته عمته خلفها بعد رحيلها ؛ لقد كانوا اقاربه ومجموعة من اصدقائه وزملائه الاساتذة في الجامعة الاردنية واجتماعاتهم الدورية في منزله ، الذي جعله والده صالون ثقافي يجتمعون به ليلتين في الاسبوع يومي الخميس والثلاثاء ، واستمر فارس سائرا على نهجه ونهج عمته الراحلة ايضا

هذا المنزل القديم الذي بناه والده على احدى جبال عمان جبل اللويبدة منزلا يأخذ النفس في رحلة تأمل الى زمن جميل يحمل عبق تراث معماري ميز مدينة عمان القديمة بسحر ٱخاذ يسلب الفؤاد

كانت تحيط به حديقة مسورة ، وفي مدخله الامامي يوجد بوابة حديدية كلاسيكية بوسط سوره الخارجي ، تؤدي الى ممر ممتد الى باب المنزل الرئيس المصنوع من خشب السنديان ، وكان الجدار الحجري

بجانب البوابة الحديدية يحمل

رقم المنزل ، الرقم ثلاثة

الفصل الثاني

في احدى ليالي شهر يناير ، بدأت الثلوج بالتساقط على جبال عمان ، وكان الدكتور فارس يجلس في غرفة المعيشة بجانب الموقد امام التلفاز ، يشاهد احوال الطقس في نشرة اخبار الثامنة  يبدو ان العاصفة الثلجية ستستمر عدة أيام

وتم الاعلان عن تعطيل المدارس والجامعات بسبب الظروف الجوية السائدة ، اغلق التلفاز وتناول كتاب من على المنضدة وبدأ بقراءته ، كان قد اشتراه من بائع كتب قديمة يعرضها بأسعار زهيدة  يفترش الرصيف في وسط البلد ، والتي تبدو للناظر للوهلة الاولى مهترئة لكن بعضها كان يحمل قيمة ادبية عظيمة ، وكان دائما يشتري من هذا البائع المسكين بهدف مساعدته ، واحيانا كان يشتري مجموعة من الكتب لم يكن بحاجتها للهدف عينه ، لكن في احدى المرات لفت انتباهه كتاب مميز من الادب الروسي ، وهو كتاب الفقراء رواية لفيودور دوستويفسكي ، لقد كان من عشاق الادب الروسي بالإضافة الى الادب العربي

وكانت هذه الليلة الثانية على قراءته للرواية ، استوقفته