صحة الطفل حول العالم: مغامرات طبيب أطفال وسيع صدر
By يوسف الناصر
()
About this ebook
يوسف الناصر
نبذة عن المؤلف يوسف النّاصر؛ هو طبيب أطفال شاب وقع حبّاً في الصحّة العالميّة، وأخذته الصحّة العالميّة حول العالم، حيث استطاع ممارسة الطبِّ والبحث العلميّ الطبيّ في أكثر من إثنى عشرةَ مدينةً، وسبع دولٍ، وأربع قارّات. هذه التّجارب جعلته يتعايش مع المجتمع العالمي، ويرى كيف نتناغم كسكان كوكب واحد من فصيلة واحدة تدعى "الإنسانية"، وبتفاؤل يردّد دائما: "لعلّ القادم أجمل".
Related to صحة الطفل حول العالم
Related ebooks
مناعتك بين يديك Rating: 0 out of 5 stars0 ratings١٥ مفتاحاً لتربية الأطفال في العالم الرقمي: دليل عملي للآباء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسموم - داء ودواء: السموم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب ملاحظات حول كوكب متوتر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب انفصال: في كشف الأسباب الحقيقية للاكتئاب وحلوله غير المتوقعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملاحظات وتعليقات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلم نفس الظروف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسعادة هي المشكلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتجارب فارسات الامل Rating: 5 out of 5 stars5/5مشاهد من على كرسى الطبيب النفسى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمرونة الحقيقية: حدث ذات جائحة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسعادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسيكولوجية الجنس: يوسف مراد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشفاء النفس: يوسف مراد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاختراق التوحد: الطريقة الرائدة التي ساعدت العائلات في جميع انحاء العالم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب أخلاقيات عالمنا الواقعي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفصام: من الجنون الى التعافي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمدينة المليار رأي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب علاقات خطرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالضجيج - دليلك الطبي حول الخرافات والادعاءات المبالغ فيها والنصائح السيئة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنصِت إلى نفسك: كيف نجد السلام في عالم مليء بالصخب؟ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsد. سبوك لرعاية الطفل: دليل الوالدين لتنشئة الأطفال من الميلاد حتى المراهقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكيف تقرأ الناس وتحلل شخصيتهم Rating: 5 out of 5 stars5/5آراء الدكتور شبلي شميل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاملات روحية: كتاب عن الصحوة والتنوير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمداواة جراحك العاطفية والنفسية: مداواة جراحك العاطفية والنفسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمقالات الجمعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمشاعل الطريق للشباب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالشخصية الناجعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsWhy Am I Sick?: Eliminate the Causes and Be Well Forever! Rating: 5 out of 5 stars5/5
Reviews for صحة الطفل حول العالم
0 ratings0 reviews
Book preview
صحة الطفل حول العالم - يوسف الناصر
صحة الطفل حول العالم:
مغامرات طبيب أطفال وسيع صدر
يوسف الناصر
Austin Macauley Publishers
صحة الطفل حول العالم: مغامرات طبيب أطفال وسيع صدر
نبذة عن المؤلف
الإهـداء
حقوق النشر©
مقدّمة
ماهي الصحّة؟
ما هو تعريف المرض؟
النّظام الصحيّ
الوصول للرّعاية الطبيّة
لماذا يمرض بعض النّاس؟
هل أمراضنا متساوية؟
أطفالهم مرضوا، ما علاقتنا نحن؟
إذا لم تنفع فلا تضرَّ!
الصحّة العالميّة بحيّ الفيصليّة!
لنتطوّع معاً
رحلةُ الأطفال المَنسيين
فيلمٌ ومقالةٌ وورشةُ عملٍ وبحث!
العنف ضدّ الطّفل وإهماله فيالصحّة العالميّة
الأمّ أمّ بالرّياض وبليما ونيروبيوفانكوفر وفي كلّ مكان!
الدّكتور الخال مره حليل!
لنتعايش بسلام وبحبّ
كن لطيفاً على نفسكَ
ولدتُ من جديد!
لنعطيهم باقات الورد الآن
نبذة عن المؤلف
يوسف النّاصر؛ هو طبيب أطفال شاب وقع حبّاً في الصحّة العالميّة، وأخذته الصحّة العالميّة حول العالم، حيث استطاع ممارسة الطبِّ والبحث العلميّ الطبيّ في أكثر من إثنى عشرةَ مدينةً، وسبع دولٍ، وأربع قارّات.
هذه التّجارب جعلته يتعايش مع المجتمع العالمي، ويرى كيف نتناغم كسكان كوكب واحد من فصيلة واحدة تدعى الإنسانية
، وبتفاؤل يردّد دائما: لعلّ القادم أجمل
.
الإهـداء
أهدي هذا الكتاب إلى عائشة حمد المقبل؛ عائشة هي ليست فقط والدتي العزيزة، بل هي من سمح لي أن أكبر بظلِّها وببركتها، وأن أخطّط لمستقبلي، ودعمتني بكلّ خطوات حياتي وقرارتي، حتّى الخاطئة منها.
حقوق النشر©
يوسف الناصر2023
يمتلك يوسف الناصر الحق كمؤلف لهذا العمل، وفقًا للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
جميع الحقوق محفوظة
لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأي وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.
أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.
الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948802457 (غلاف ورقي)
الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948802464 (كتاب إلكتروني)
رقم الطلب: MC-10-01-0390217
التصنيف العمري: E
تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية الّتي تلاؤم محتوى الكتب وفقًا لنظام التصنيف العمري الصادر عن وزارة الثقافة والشباب.
الطبعة الأولى 2023
أوستن ماكولي للنشر م. م. ح
مدينة الشارقة للنشر
صندوق بريد [519201]
الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
www.austinmacauley.ae
+971 655 95 202
مقدّمة
لا أرغب أن يكون هذا الكتاب مجرّد وسيلةٍ لتلميع شخصي واسمي بين مجتمعنا الطبيّ والمدنيّ. إنّما هو رسالة لنفهمَ كيف نتشابه كمواطني هذا الكوكب رغم اختلافات اللّغة والعادات والطوائف والأعراق والأديان.
سأحاول قدرَ المستطاع البعدَ عن التحدُّث بلغة الأنا
، لكن اعذرني إذا وجدت فيها مبالغة في بعض السّطور، فبالنهاية أنا لازلت أحاول أن شرح وجهة نظري للملأ.
بزوايا هذا الكُتيّب (إن لم نسميه كشكول أفكاري)، سأسرد قصصاً عايشتُها، وتفسيراتي الشخصيّة لها من منظور علميّ وإنسانيّ بحت. قد يختلف البعض مع طرحي، ولا بأس بالاختلاف. حين نختلف برأي ما، فهذا علامة أنّك بدأتَ تفكّر بنفس القضيّة لتشكّلَ رأياً يتماشى مع توجهاتك ومبادئك الشخصيّة.
ومن منظورنا العربيّ، نردّد دائما: الاختلاف لا يفسد للودّ قضيّة
.
لعلّنا نبحر سويّة لنعرف ما هو تعريف الصحّة؟ وبعدَه ننتقل لتعريف المرض. وسنفحص فروقات النّظام الصحيّ بين الرّياض ونيويورك وكينيا وليبريا وبليز والبيرو وكندا! هل الرّعاية الصحيّة حقٌّ من حقوق الإنسان، أم إنها ميزة يحصل عليها الفرد مقابل مشاركته المجتمعيّة ووضعه الاجتماعي؟َ
بعدها ستنقلنا الموجة لنتعرّف على الفرق بين المجتمعات المدعومة والمجتمعات مسلوبة الحقوق، وسنطرح تساؤلاتٍ عن فرق الرّعاية بين الاثنتين. بعدها سنتجوّل في عالم الطبّ في البلدان الفقيرة، وما هي وسائل دعم الصحّة العالميّة؟ بعدها سيكون لنا وقفة مع المحدّدات الاجتماعية والصحّة، بعد أن نربط الفقر والوضع الاجتماعي بصحّة الإنسان، سنسهب في شواطئ التغيير! كيف نصنع التغيير؟ وكيف نكون جزءاً من جعل العالم مكاناً أفضل؟
كيف يكون التّطوع وسيلة وغاية لجعلنا نتقدّم ككائنات حية؟
وقبل ذلك لعلّنا نسأل: لماذا نتطوّع؟ ما هي أهدافنا بالتطوّع؟ ولنجعل بالحديث فسحةً ونتطرق لتجربتي بين التهريج، وكن صديقي، والطبّ والعيادة المتنقّلة بحي الفيصليّة بــالرياض (أحد أفقر أحياء الرياض وأعلاها بمعدّل الجريمة)، والعيادة المجانيّة بـ بالتيمور بالولايات المتحدة الأمريكية، وكيف كان أغلب المرضى من اللاجئين السوريين بكندا يفرحون لوجودي ضمن الفريق الطبيّ للاعتناء بهم. ومنها سننتقل لموضوعٍ يصعب نقاشه بلا غصّة واحتجاج الكثيرين واعتراضهم؛ ستكون الخطوة جريئة بعض الشئ لمناقشة حقوق الطّفل، وأين نقع في خريطة حقوق الطفل العالميّة؟ وكيف تطورنا كثيراً لنحمي أطفالنا؟ ولازال الطموح أكبر وأكبر من حكايا ورشة عمل وفيلم وثائقيّ قصير عن طفلة مهملة. وبعد صعوبة هذا الطّرح سنتنقل لموضوع يماثله بالحساسية، إن لم يكن أشدّ ألا وهو العنصريّة وتأثيرها على جودة الرّعاية الصحيّة! وبالنهاية سنختم بطرح مفارقات الأمومة، وكيف أنّ حبَّ وحنان الأمّ يتشابه كثيراً بين كلّ تلك الدول الّتي تشرّفت وعملت بها، وكلّ تلك الثقافات الّتي سمحَت لي بخدمتها والاعتناء بأطفالهم.
لعلّنا ننطلق: اربط حزام أمان أفكارك...
يوسف الناصر
طبيبُ أطفالٍ وسيع صدر
ماهي الصحّة؟
دائماً ما يكون السؤال: ما هو تعريف الصحّة؟ هل هو تعريف ضيّقٌ ومحدود وأفقي، ويعني باختصار غياب المرض، أم أنَّ هناك تعريفاً أكثر شموليّة ويلامس حياة الإنسان من كلّ زواياه؟!
وقبل أن نسهب بالحديث لعلّني أكون واضحاً هنا أنَّ المقصود بالإنسان هو كلّ امرأةٍ ورجلٍ، ومراهقة ومراهق، وطفلة وطفل، لا تفرقة ولا درجات اجتماعيّة مختلفة. الإنسانُ مثلُ الإنسانةِ، وهما متساويان بالحقوق، ومتعادلان بالواجبات.
الصحّة ضمن تعريف منّظمة الصحّة العالميّة يعني: هي حالة من اكتمال السّلامة؛ بدنيّاً وعقليّاً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز
.
تفحّص هذا التعريف جيّداً! هو يركز أوّلاً على اكتمال السّلامة؛ وليست سلامة الجسد فقط، بل سلامة الصحّة النفسيّة والمجتمعيّة. كبشر خُلقْنا لنكون جزءاً من مجتمعٍ ولدينا علاقات يوميّة تغذي إحساسنا بالتّرابط والانتماء، ومن تكويننا الوجودي هي تلك الكتلة المهولة من المشاعر والعواطف المضافةِ على هياكلنا العظميّة، فيجب علينا الاهتمام بصحّتنا النفسيّة والمجتمعية بنفس اهتمامنا بصحّة أجسادنا.
لا نستطيع علاج التهاب ما إذا كان الإنسان يعاني من الضّغط النفسيّ ولم نحاول مساعدته. الضّغط النفسي عرف عنه أنّه يكبح جهاز المناعة، ويزيد من مُفاعلات الالتهاب بدرجة لا تستطيع كلّ أدوية الطبّ الحديث السيطرة عليها. فلذا قبل أن نهتمَّ بعلاج العَرض والمرض علينا أن نركّز على الإنسان. وهذا يوضَّح بتعاملنا اليوميّ مع المَرضى، فالكلمة الطيّبة والتّشجيع قد تتساوي بأهميّة العلاج كأقوى المضّادات الحيويّة ومن أغلى شركات الأدوية العالميّة. لازلتُ أذكر تلك الطفلة الّتي كانت تعاني من مرضٍ بجهازها الهضميّ، وكان فريقها الطبيُّ يحاول بأقوى وأحدث الأدوية، لكنّها لم تستجب للعلاج، قرّر طبيبها الخبير والمتمرّس تنويمها لمعرفةِ سبب عدم تحسّنها رغم صحّة التّشخيص واتّباع أحدث طرق العلاج العالميّة، وبعد يومين من تنويمها لاحظَ أحد أطبّاء الزمالة انطواءَها، وسأل إذا كان ممكناً لأحد أعضاء فريق كن صديقي
زيارتها وتخفيف وحدتها، (لا تستعجل على معرفة كُن صديقي فسأزعجُك بذكر هذه المبادرة بكلّ زاوية من صفحات هذا الكشكول، وسنتحدّث عنها بالتفصيل لاحقاً)، دَعونا سلطانة
(تمَّ تغيير الاسم للمحافظة على سريّة المرضى) لإحدى فعاليّاتنا، وبدأت باللّعب والضحك، وكوّنَت صداقةً جميلة مع إحدى طبيبات الامتياز. بدأتِ الطبيبة بزيارتها بانتظام واللعب والتلوين معها، بعد أسبوع تقريباً عادت البسمة لسلطانة
، وبدأت بالاستجابة للعلاج والتحسّن، وبدأ يزداد وزنها. لا نستطيع أن نقول أنّها تحسَّنت فقط بسبب اللّعب، وتحسّن وضعها النفسيّ، بل كان هذا عاملاً مهمّاً للاستجابة للعلاج، ومكملاً لجهود زميلنا الطبيب المتخصص.
وحين نذكر الجانب المجتمعيّ يجب أن نعرف أنّه جزءٌ لا يتجزّأ من هويّتنا، فالإنسان خُلِقَ ليكون جزءاً من عائلة وحارة وقرية أو مدينة، وهو أيضاً ذرّة من قبيلة أو عرق أو بلد. مهما حاول المجتمع المدنيّ الحديث تعزيز فكرة الخصوصيّة، ومهما حاولتِ التكنولوجيا الحديثة أخذنا من الاستمتاع بلحظاتنا سويّة، نظلّ بشراً لا نستطيع العيش بعزلة على جزيرة، ولو استطعنا ذلكَ لم يكن فيلم Cast
Away من بطولة الممتع توم هانكس وكرة الطائرة، من أنجح الأفلام بهوليوود.
لا يستطيع أحدنا التغلُّب على مرضٍ لوحده، بل هي جهود كلّ مجتمعه المحيط، فمريض السكريّ لا يستطيع اتّباع الحمية إذا كان كلّ أهله يأكلون الحلويات بشكل يوميّ مثل المغربية، والتّمر السكري، والمعمول، والكنافة
.
لا تستطيع الأمُّ الحديثة التغلُّب على اكتئاب ما بعد الولادة من دون دعم أمّها وأخواتها والتّرابط المجتمعيّ والزّيارات اليوميّة وهي لازالت بالنفاس. لعلّنا لمسنا ارتفاعاً بالاكتئاب ومعدّلات الانتحار عالميّاً لما دخلنا كلّنا في عزلة اجتماعيّة نتيجة جائحة كورونا! (وهذا لا يعني أنّني معترضٌ على العزل والتّباعد الاجتماعيّ ببداية الجائحة لضرورتها، حتّى بدأنا بالتّعرف على هذا الفيروس، ووجدنا تطعيمات له).
إذن لنتّفق أنَّ الصحّة ليست فقط غياب المرض، بل اكتمال سلامة صحّة الإنسان الجسديّة والنفسيّة والمجتمعيّة، ممّا يجعل أهمّ تخصّص بقطاعنا الصحيّ هو الرّعاية الأوليّة، وهو ركنها الأساسي.
ما هو تعريف المرض؟
بعد أن تعرّفنا على الصحّة وتشعّبات تعريفها لتشمل كلّ جوانب الإنسان الحياتيّة واليوميّة، وقد حان الوقت لنعرف: ماهو المرض؟
سؤالٌ قد يبدو بديهيّاً لكلّ شخص، لكن قد تتفاجأ أنَّ كلّ إنسان منّا له تعريف شخصيّ خاصّ به عن المرض بحسب شخصيّته وتعاطيه مع أمور الحياة اليومية، فالإنسان المتفائل قد يكون له نظرة مختلفة عمّا يعدّه مرضاً عن إنسان آخر يميل للتشاؤم وكلّ شخصية تتعاطى مع المرض بطريقة مختلفة.
فماهو المرض؟ هل هو فقط مصطلح مرادف لكلمة الصحّة
؟ هل هو اعتلال الجسد فقط؟ أم اعتلال النفس والرّوح والقدرات العقليّة والقدرات الاجتماعية؟
أعتقد أن الجواب يحتاج إلى إسهاب أكثر، وسيشمل تفسيرات بعض المجتمعات الّتي تعايشت معها عن تفسيرها للمرض وأسبابه.
لنتحدّث أوّلاً عن تعريف المرض: المرض هو خروج أيّ حالة صحيّة ونفسيّة ومجتمعيّة عن وضعها الطبيعيّ والمتعارف عليه بين أفراد مجتمع ما. فلذا لا يوجد تعريف موحّد يناسب كلّ مجتمعات العالم سواسية. نعم، قد يكون تعريف التهاب الأذن هو نفسه بالرّياض ونيويورك ومونروفيا ونيروبي وليما، لكن هناك أمراض أخرى قد لا تقبل بمجتمعات معينة أو لا يوجد مرادف لها بلغة هذا المجتمع، فيضطّر المجتمع ككلّ أن يرفضها. على سبيل المثال؛ لا يوجد مرادف لكلمة مراهق adolescent ببعض اللّغات الدّارجة في الهند، ممّا يجعل تقبّل تخصّص طبّ المراهقين Adolescent medicine صعباً على كثير من أطباء الهند وأفراد المجتمع الهندي.
ثانياً: ماهو تعريف الطبيعيّ؟ فلا يوجد شيءٌ طبيعيّ موحّد عالميّاً، بل كلّ مجتمع يختار ما يتناسب مع توجّهاته ومبادئه وعاداته وتوجهه الديني، فإن كان من الطبيعيّ عند بعض المجتمعات أن يختار الفرد توجّهه الجنسيّ ترى مجتمعات أخرى أن التّوجه الجنسيّ ليس له مجال للنّقاش، بل ومحدّد مسبقاً، وأيّ شذوذ عن هذا التّوجُّه يعتبر مرضاً ويجب علاجه.
نأتي بعدها إلى: ما هو أصل المرض؟ تختلف المجتمعات العالميّة بتفسيرها للمرض، وكيف ينشأ، وتميل المجتمعات المتديّنة لاعتبار أنّ المرض هو ابتلاء من الله واختبار للإنسان، ويعتبر هذا عامل تقبُّل جيّد وداعم نفسيّ كبير. أيضاً قد تؤمن بعض المجتمعات بوجود قُوى مسيرّة أو قسريّة تكون هي منشأ المرض وأساسه. من ديار أهلي بالقصيم لا أذكر أنّه أصيب قريب لنا إلّا وذكر أنّه أُصيبَ بالعين، ورغم أنّ المريض تمّ تشخيصه بمرض السكري من ستّ سنوات ولم يلتزم بالعلاج ولا الحمية ولم