مدينة المليار رأي
()
About this ebook
Related to مدينة المليار رأي
Related ebooks
وهم الإنجاز: كيف يتحرك العامة وماذا يحفزهم؟ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب ملاحظات حول كوكب متوتر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسعادة هي المشكلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصحة الطفل حول العالم: مغامرات طبيب أطفال وسيع صدر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصدف البحر Rating: 5 out of 5 stars5/5الحل المفقود: نظف لا وعيك من جميع القناعات السلبية التي فيه وانطلق بحياتك بدون قيود Rating: 4 out of 5 stars4/5أنصِت إلى نفسك: كيف نجد السلام في عالم مليء بالصخب؟ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإتقان: مؤلف كتاب كيف تمسك بزمام القوة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsميت مطلوب للشهادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمرونة الحقيقية: حدث ذات جائحة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsآراء الدكتور شبلي شميل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب انفصال: في كشف الأسباب الحقيقية للاكتئاب وحلوله غير المتوقعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب المغالطات المنطقية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالشخصية الناجعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب عزاءات الفلسفة: كيف تساعدنا الفلسفة في الحياة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتحرر منهم لتصل إليك: تحرر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشفاء النفس: يوسف مراد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبعض مني وكلك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصُنِعَ بِحُب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتأثير - علم نفس الإقناع: مبادئ كولينز الأساسية في إدارة الأعمال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب خوارق اللاشعور: أسرار الشخصية الناجحة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنقطة: حيث الهدوء وأشياء أخرى Rating: 2 out of 5 stars2/5ملاحظات وتعليقات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدراسات سيكولوجية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب المرحلة الملكية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحين يكون للحياة معنى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكُنّا بخير لولا الآخرون Rating: 4 out of 5 stars4/5اقرأ ما لا يستطيع الآخرون فعله: أتقن مهاراتك الاجتماعية ومهارات التواصل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوأنا اخترت القراءة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكل الطرق تؤدي الى المعرفة: المعرفة لا قيمة لها إلا إذا وضعتها موضع التنفيذ Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for مدينة المليار رأي
0 ratings0 reviews
Book preview
مدينة المليار رأي - محمد عبدالرحمن
مدينةُ المليار رأي
مُحمد عبد الرحمن: مدينةُ المليار رأي، كتاب
الطبعة العربية الأولى: يناير ٢٠٢٣
رقم الإيداع: ١٧٩٠ /٢٠٢٣ - الترقيم الدولي: 2 - 362 - 806 - 977 - 978
جَميــعُ حُـقـــوقِ الطَبْــعِ والنَّشرِ محـْــــفُوظةٌ للناشِرْ
لا يجوز استخدام أو إعادة طباعة أي جزء من هذا الكتاب بأي طريقة
بدون الحصول على الموافقة الخطية من الناشر.
إن الآراء الــــواردة فــــي هـــذا الكتــــاب
لا تُعبـــر عــن رؤيـــة الناشـــر بالضـــرورة
وإنمــا تعبــر عــن رؤيــة الكــــاتب.
© دار دَوِّنْ
عضو اتحاد الناشرين المصريين.
عضو اتحاد الناشرين العرب.
القاهرة - مصر
Mob +2 - 01020220053
info@dardawen.com
www.Dardawen.com
مُحمد عبد الرحمن
مدينةُ المليار رأي
عن الأمراض الرقمية وشهوة وجهات النظر.. ما الذي حدث وكيف ننجو؟
إهداء
إلى: هايدي، جنة، عبد الرحمن..
أنتم العالَم
مقدمة
مدينة المليار رأي
لم يعد هذا المشهد من ضروب الخيال العلمي.
مليار شخص يجلسون في مكان واحد، يتعرضون لشتى أنواع الأخبار والاختبارات والمواقف والآراء والتحديات.
مكان أضيق من أصغر حيز عرفته البشرية.
لم يعد العالم قرية صغيرة كما قال مارشال ماكلوهان، بل بات «شاشة صغيرة» حجمها ثابت، لكنها منتشرة بين أيادي الملايين، كل منهم -افتراضيًّا- يقف بمفرده معزولًا عن الآخرين؛ لكن -واقعيًّا- كلنا مرتبطون ببعضنا البعض، نتأثر بما يجري حولنا سلبًا وإيجابًا، وإن كانت السلبيات لا تُعد ولا تُحصى، فيما الإيجابيات تتضاءل يومًا بعد الآخر.
قبل عصر السوشيال ميديا كنا نرى عبر التلفزيون في مباريات الكرة العالمية المشجعات الحسناوات، ونخطف النظرة على استحياء خوفًا من ملاحظة الأم، أو الزوجة، أو الأبناء، ثم تنتهي المباراة ولا تعود تلك اللحظة أبدًا، الآن بمجرد ظهور إحداهن في أي دقيقة من الشوط الأول نعرف عنها كل شيء قبل صَفَّارة الحَكَم في نهاية المباراة، نظن أننا بذلك قد وصلنا لمعلومات طازجة ومثيرة، فيما لا نُدرك أننا نتحول إلى وقود في سيارة تلك الحسناء التي ستستفيد من كل متابع جديد اكتسبته عبر حساباتها على السوشيال ميديا.
ما الذي دفعنا إلى كل ذلك؟ من أين نجلب الوقت الذي نستهلكه في تلك الممارسات؟
عندما بدأنا نعرف كلمة «منصة تواصل اجتماعي» كانت بالنسبة لنا هي فيس بوك، المنصة التي نتواصل بها مع أصدقائنا إلكترونيًّا، توالت المنصات، وعرفنا عنها ومنها وبها أكثر بكثير مما تتحمله النفس البشرية، ويفوق استيعاب عقل الإنسان. بالتأكيد لم نتوقع أنه عبر إحدى هذه المنصات ستنتهي حياة البعض لأنه شارك في شيء اسمه «تحدٍّ»، تغيَّرت المعاني فباتت التحديات التي كنا نخوضها في الدراسة والرياضة والعمل، مجرد حركات قاتلة نمارسها لثوانٍ عبر تطبيق مثل «تيك توك»، ثم تخرج التحذيرات من أن هذا التحدي يؤدي إلى الوفاة. تحذير ليس كالذي ولدنا نقرؤه على علب السجائر، حيث نشاهد الناس يدخنون ولا يموتون، بل تحذيرات تطلق بعد أول وفاة فعلية، فمن يخترع تلك التحديات؟ ومن الذي حوَّل الفتاة الجميلة إلى سلعة تعرض نفسها في مدرجات كرة القدم حتى تحقق ملايين الإعجابات؟ من الذي يقف وراء كل هذا في مدينة المليار نسمة وأكثر؟!
لن تجد إجابة محددة عن هذا السؤال، ولن تفيدك الإجابة إذا وجدتها، فمن اخترع السكين، أو الرَّصَاصة، أو القنبلة تركها غير مسؤول عن كيفية استخدامها، ومعرفته وتوجيه اللوم له لن تمنع استمرار القتل، المهم هو تجنب طعنة السكين، وتفادي طلقة الرَّصَاص، ولن يحدث هذا إلا إذا اعترفنا بأن هناك مشكلة يجب أن تُحل؛ لا أن نستسلم انتظارًا لمعجزة.
«العالم شاشة صغيرة» تتحكم فينا بخوارزميات يبتكرها إنسان مثلنا؛ لكنها تفلت من بين يديه وتصبح هي المتحكم في من يمسكون تلك الشاشات، بل وفي صناعها إذا لزم الأمر. الظاهرة عالمية لكن هذا الكتاب يسعى لرصد آثارها مصريًّا وعربيًّا. الكل يحذر من إدمان السوشيال ميديا، ويقترح طرقًا وأدواتٍ للتخلص منه؛ لكن إذا تخيلنا هذا الإدمان كصوبة زراعية تجمع من يصابون به في مكان واحد؛ فإن تلك التربة المصابة بالعطب نتج عنها العديد من الأمراض والأعراض الرقمية، تحاول فصول هذا الكتاب استعراض أكثرها انتشارًا؛ هي أمراض اجتماعية لا عضوية؛ لا تهتم هذه الصفحات بما يصيب جسد الإنسان من آلام ومتغيرات بسبب كثرة استخدام الهاتف المحمول، بل بما يصيب الأفراد ومن ثمَّ المجتمعات من تشوهات نفسية ومجتمعية؛ بسبب الإفراط في الاستسلام لمنصات السوشيال ميديا.
حولنا سلوكيات سلبية لا حصر لها، بداية علاجها والتخلص منها تأتي من التصنيف الذي أتمناه دقيقًا لكل منها؛ لعل قارئ هذا الكتاب يجد في فصوله تفسيرًا لمواقف وشخصيات قابلته رقميًّا، وعانى منها دون أن يعرف سببًا أصليًّا لتلك المعاناة، أو لعل القارئ نفسه لا يرضى عن سلوكياته هو شخصيًّا عبر تلك المنصات، ولا يعرف من أين يتوقف، ففي الكتاب أيضًا علامات تُشير إلى بداية طريق التغيير للأفضل.
في كل فصل سنتوقف أمام «مرض رقمي» سببته منصات التواصل، نحلل ملامحه الحالية، وجذوره فيما قبل عصر الإنترنت، وكيف ساهمت المنصات المختلفة في انتشاره وكأننا في جائحة ممتدة؛ لكنها جائحة متعددة الفيروسات بحيث لو أفلت الإنسان من الأول داهمه الثاني، ولاحقه الثالث، وهكذا إلى ما لا نهاية، المهم أن نصير كلنا عبيدًا لتلك المنصات فتدمر نفوسنا من الداخل، وتُفقدنا الإحساس بالزمن، تُحولنا إلى جثث شبه هامدة، فيما يحقق أصحاب تلك المنصات أرباحهم من بيع جثثنا لمن يدفع أكثر.
يبقى فقط تنبيه أخير..
لا تظن أنك بالوصول إلى الصفحة الأخيرة ستكون قد عرفت كل الأمراض الرقمية الحالية، يمكن جدًّا أن يظهر الجديد منها وأنت تقرأ هذا الكتاب؛ لكن ما أضمنه لك أنك ستكون قد عرفت كيف تتعامل مع جديدها كما قديمها؛ لأن بداية العلاج أن يُدرك الإنسان كُنه المرض، وبعدها لن يهزمه هذا المجهول مهما فعل ومهما ناور؛ لأن الإنسان المُدرك الواعي يصبح في هذه الحالة هو دواءَ نفسِه.
المؤلف
الجيزة - ٧ ديسمبر ٢٠٢٢
الفصل الأول: الاجتزاء
[النساء ٤٣]
فلنبدأ كلامنا عن «الاجتزاء» بوصفه من الأمراض الرقمية الشائعة، بمثال تجاري: الكل يعرف أن تاجر الجملة يوفر لك السلعة بقيمة أقل من شرائها مُجزأة؛ أي أن بائع الجملة أكثر فائدةً لأي مستهلِك من بائع التجزئة، ومع ذلك فإن أسبابًا عديدةً تحول دون التعامل الدائم مع تجار الجملة رغم الفارق الواضح، فمشتري الجملة من أي سلعة سيحتاج إلى سيولة كبيرة لَحظة الشراء، عكس مشتري التجزئة الذي سيدفع مبلغًا أكبر ولكن على مراحل، وهناك سلعٌ لا يمكن تخزينها لفترة طويلة، ولهذا اعتادت بعض العائلات الشراءَ بالجملة لأنهم سيوزعون ما اشتروه فيما بينهم، ويستفيدون من فارق السعر. أما الربح الذي يذهب لتاجر التجزئة فهو مبرَّر، لأنه يكون الأقرب لك والأسهل في الوصول إليك، ويوفر لك القطعة التي تريدها، حيث لا يمكن أن تذهب إلى تاجر الجملة وتطلب منه قطعةً واحدةً بسعر الجملة.
إذا اتفقنا على معقولية ما سبق، فيمكن إسقاط النموذج نفسه على من يحصل على المعلومات مجزأةً، ومَن يحصل عليها مكتملة، فدائمًا يقال إن الإنسان حتى يفهم، يجب أن يرى الصورة كاملة؛ هذه الرؤية مكلفة وتحتاج إلى مجهود ووقت، وعادةً ما تكون طاقة الإنسان غير قادرة على بذل هذا المجهود من أجل الحصول على الصورة التامة للشيء. تمامًا كما لا يستطيع كل فرد أن يتعامل مع تاجر الجملة، حتى يوفر قدرًا معقولًا من الجنيهات. لكن الفارق الأساسي -بالطبع- هو أن التعامل مع تاجر التجزئة يغرِّمك فقط «فارق السعر»، أما التعامل مع المعلومات والحقائق المجزأة -خصوصًا عن عمد- فغرامته فادحة، حيث تتمثل في: «وجود فارق كبير في الوعي والمعرفة».
اتفقنا في مقدمة هذا الكتاب على أنه لا يوجد «مرض رقمي» سيتم رصده هنا، ظهر وتوطن في عصر السوشيال ميديا ومنصات التواصل الاجتماعي فقط؛ فكل الأمراض قديمةٌ قِدَم التواصل الإنساني. لكن المتغير الذي نرصده هو حجم الاستفحال وصعوبة الحصول على العلاج، بالتالي فمن نافلة القول إن «الاجتزاء»، أي عدم الاطلاع على سياق الشيء كاملًا، هو مرض ثقافي واجتماعي متوطن في كل المجتمعات، ويزيد -بالطبع- في أي بيئة تعاني من الانغلاق المعرفي وعدم القدرة على الوصول إلى المعلومات، وتراجع جودة التعليم وانعدام إرادة معرفة الحقيقة، فضلًا عن استسهال الحياة دون إعمال العقل وتحكيم المنطق واستحضار الضمير.
مشكلة الاجتزاء الأهمُّ تكمن في شيوع المعرفة المنقوصة، وعدم الإلمام بكل زوايا الموضوع، ويتفرَّع منها أمراضٌ ومساوئُ عديدةٌ نتعامل معها دون أن نعرف أن أصلها هو «الاجتزاء من السياق».
عندما وُضعت الأفكار الأولى لهذا الفصل، كان التفكير قاصرًا فقط على الحكم والمواعظ والأقوال المأثورة التي يمتلئ بها الفيس بوك وتُنسب إلى مؤلفين مشاهير، بينما هي وردت على ألسنة شخصيات روائية هي من يتكلم في سياق محدد لا يمكن تفهُّمه إلا كاملًا، وأي اقتطاع لعبارة، أيًّا كانت درجة بلاغتها، لا يمكن تطبيقها على موقف آخر إلا إذا كان كلا الموقفين