تأكيد وضبط جودة المنشات الخرسانية

By Dr. Mohamed A. El-Reedy

إن إدارة ضبط وتأكيد الجودة فى صناعة التشييد بوجه عام وفى المنشآت الخرسانية بشكل خاص تعتبر من الموضوعات ذات الأهمية الخاصة, حيث أن أغلب المكاتب الاستشارية وشركات المقاولات العالمية تتعامل الآن فى ضوء منظومة إدارة الجودة الشاملة من خلال تطبيق الأيزو وذلك حتى تحقق رضاء العميل وتجعلها قادرة على المنافسة العالمية.
ولذلك فإنه لزاماً على المهتمين بصناعة التشييد التعرف على الطرق الحديثة النظرية والعملية فى ضبط و تأكيد الجودة لمشروعات الخرسانة المسلحة.
ومن هنا فقد تم إعداد هذا الكتاب حتى يكون عونا لتوضيح المفاهيم الرئيسية لإدارة الجودة الشاملة مع شرح الطرق العملية والمعملية التى تحقق ضبط الجودة طبقا للمواصفات العالمية.
كما أنه تم عرض الطرق العملية و الخطوات الرئيسية الهامة لإنشاء نظم لتأكيد الجودة فى المؤسسات التى تعمل فى صناعة التشييد.

• Language: العربية
• Publisher: Dr. Mohamed A. El-Reedy
• Release date: Mar 24, 2020
• ISBN: 9780463264652

Dr. Mohamed A. El-Reedy

Mohamed A. El-Reedy's background in structural engineering. His main area of researches is reliability of concrete and steel structure. He has provided consulting to different engineering companies and oil and gas industries in Egypt and to international companies as the International Egyptian Oil Company (IEOC) and British Petroleum (BP). Moreover, he provides different concrete and steel structure design package for residential buildings, warehouses and telecommunication towers and electrical projects with WorleyParsons Egypt. He has participated in Liquified Natural Gas (LNG) and Natural Gas Liquid (NGL) projects with international engineering firms. Curently, Dr. El-Reedy is responsible for reliability, Inspection and maintenance strategy for onshore concrete structures and offshore steel structure platforms. He has performed these tasks for hundred structures in Gulf of Suez in the red sea.Dr. El-Reedy has consulted with and trained executives at many organizations, including the Arabian American Oil Compnay (ARAMCO), bp, Apachi, Abu Dhabi Marine Operating Company (ADMA), the Abu Dhabi National Oil Company and King Saudi's Interior ministry, Qatar Telecom, EGPC , (SAPIC) , the Kuwait Petroleum Corporation, and Qatar petrochemical Company (QAPCO). He has taught technical courses about repair and maintenance for reinforced concrete structures and the advanced materials in concrete industry worldwide , especially in the Middle East, malaysia and singapore.Dr. El-Reedy has written numerous publications and presented many papers at local and international conferences sponsored by the ASCE, CSCE, ACI, API and in technical committe for OMAE conference sponsor by ASME.He has published many research papers in international technical journals and has authored four books about total quality management, quality management and quality assurance, economic management for engineering projects, and repair and protection of reinforced concrete structures. He received his bachelor's degree from Cairo University in 1990, his master's degree in 1995, and his Ph.D from Cairo University in 2000.

Book preview

الفصل الأول: تأكيد و ضبط جودة الخرسانة

أن عملية ضبط وتأكيد الجودة للمنتج جارى العمل بها الآن فى أغلب المؤسسات و الشركات التى تسعى إلى خلق وضع ومكانة متميزة لها على المستوى المحلى والعالمى , لذلك فأن أغلب تلك الشركات تسعى إلى تحقيق الجودة الشاملة . أننا هنا فى هذا الصدد سيتم التركيز على نظم الجودة فى المشروعات الإنشائية و توضيح مسئولية كل الأطراف التى تشيد المشروع بالنسب لما لها وما عليها من مسئوليات تجاه تحقيق الجودة الشاملة من خلال إدارة المشروع.

1-1 إدارة المشروعات

لزام علينا أن نوضح تعريف مصطلح إدارة المشروعات يجب أن نعرف أولاً كلمة مشروع فإن مفهوم كلمة المشروع يختلف اختلافاً واضحا عن مجموعة المهام التى يتم تنفيذها و أجراءها يوميا وبناء على ذلك فإن إدارة المشروعات تختلف بدورها عن إدارة الأعمال ، ويمكن تعريف المشروع كالآتي :

مجموعة المهام والواجبات والتى تنفذ خلال فترة زمنية محددة لتحقيق مجموعةمن الأهداف المحددة مسبقا و مخطط لها. كما يمكن تحديد السمات الأساسية للمشروع فى الآتي:

1- المشروع ينفذ مرة واحدة.

2- للمشروع دورة حياة –بداية محددة ونهاية محددة.

3- للمشروع مجال أعمال والتى يمكن تجزئتها إلى مهام محددة.

4- المشروع له موازنة.

5- يتطلب تنفيذ المشروع عادة موارد متعددة وبعضها لمدد قصيرة وربما يشاركه مشروعات أخرى فى هذه الموارد.

6- قد يتطلب المشروع تنظيماً خاصاً ربما يختلف عن التنظيمات الإدارية المتعارف عليها.

وبناء على ذلك فإنه من الواضح أن إدارة المشروع تختلف عن إدارة العمليات المستمرة.

وتعريف الإدارة بصفة عامة يتلخص فى " تخطيط وتنظيم وتوظيف وتوجيه ورقابة موارد المؤسسة لتحقيق أهدافها المالية وغير المالية.

وفى إدارة العمليات المستمرة أو إدارة الأعمال يركز المديرين على الإنتاجية بصفة عامة مثل حجم الكميات التى تم إنتاجها ففى المشروعات الإنشائية تقاس على سبيل المثال بكميات الخرسانة التى تم صبها خلال هذا الأسبوع بالمقارنة بالأسبوع السابق أو بالمقارنة بنفس الأسبوع من السنة الماضية وذلك فى حالة مصانع الخرسانة الجاهزة ، وكذلك يتم التركيز على ما هى كمية الأرباح أو المبيعات أو أوامر التشغيل هذا الأسبوع بالمقارنة بأسبوع أخر أو ما هو إنفاق الشركة خلال هذا الربع من العام بالمقارنة بالموازنة التقديرية ، أما فى حالة المصانع التى تنتج السيراميك على سبيل المثال يتم تحديد ما هى كمية المبيعات من النوع (أ) بالمقارنة بالنوع (ب) ، ما هو الموقف البيعى للمنتج (أ) لشركة بالمقارنة بمثيله للشركات المنافسة.

أن جزء كبير من اهتمام المديرين ف الإدارة الناجحة فى هذه الأعمال يجب أن يكون موجهاً أيضا إلى عوامل الجودة والقوى العاملة ، فمثلاً ما الاتجاه العام لنسبة المرفوض من المنتج؟ هل تحسنت مؤشرات القوى العاملة ؟ ما هو الاتجاه العام لإرضاء المستهلكين و العملاء ؟

ومن الواضح أن هذه الأسئلة والمشاكل تثار فى المواقع ذات الإنتاج المستمر بعيد المدى وهى عبارة عن مقارنات الأداء الحالى للشركة بالأداء فى فترات سابقة يتم القياس عليها.

وعلى الجانب الأخر فانه يمكن أن نعرف مصطلح إدارة المشروعات بأنه تخطيط وتنظيم وتوجيه والرقابة على الموارد لفترة زمنية محددة لتحقيق مجموعة من الأهداف لمدة واحدة.

والفارق الأول بين تعريف إدارة الأعمال وإدارة المشروعات هو كلمة توظيف وكلمة مؤسسة ، ففى المشروعات العادية لا يكون مدير المشروع مسئولا مسئولية مباشرة عن التوظيف Staffing وإنما يجب عليه استخدام وتوجيه الموارد من قطاعات أخرى أو شركات أخرى وفى المشروعات الحديثة الكبيرة والتى تقوم بتنفيذها شركات مشتركة تتولى هذه الشركات تعيين مدير مشروع من إحداها أو من الخارج لإدارة المشروع وفى كلتا الحالتين يختلف الهيكل التنظيمى للمشروع اختلافا بيناً عن هيكل الأعمال المستمرة وهذا ينعكس مباشرة على وظيفة الإدارة نفسها .

و الاختلاف الثانى هو احتواء تعريف إدارة المشروع على عبارة فترة زمنية محددة وعبارة مجموعة من الأهداف لمرة واحدة . بينما تنطبق بعض المقاييس الهامة لإدارة الأعمال على إدارة المشروعات فإن هيكل الأخيرة مبنى على أساس استخدام الموازنة والطاقة البشرية لإنهاء أعمال محددة أكثر من اعتمادها على الوقت.

2-1نظم إدارة الجودة

نتيجة للمنافسة العالمية فى السوق بين الشركات المختلفة وتنوع المنتجات تولدت الحاجة لوجود نظام يضمن أن المنتج يوفر الجودة المطلوبة. فأصبح المشترى ليس فقط عليه أن يتوقع أن المنتج سيكون ذو جودة عالية بل أنة يحتاج إلى ضمان حقيقى يقلل له من عامل الخطورة ويكون لدية الثقة بنسبة معقولة بأن المنتج الذى سيقوم بشراءه ذو جودة مقبولة. لذلك تولدت الحاجة لكل من المصنع و المورد و المشترى يريد طرف ثالث محايد يعطى له إثبات أن المنتج سيكون من خلال الجودة المطلوبة.

منذ عدة سنوات مضت لم يوجد طرف ثالث القادر على إعطاء شهادة ثقة بأن هذا المصنع قادر على أن ينتج منتج ذو جودة مقبولة ولذلك أصبحت الحاجة إلى مواصفات تحقق نظام تأكيد الجودة فى كل مراحل التصنيع و لذلك نشأت مجموعة من المواصفات التى تحكم جميع مراحل تصنيع المنتج.

بداية العمل فى تلك المواصفات كان فى المملكة المتحدة من خلال معهد المواصفات البريطانى British Standard Institute (BSI) وتم نشر عدد من الإرشادات لتحقيق تأكيد الجودة BS4891 وبعد فترة قصيرة تم أعداد مستندات مقبولة تغطى احتياجات المصنع أو المورد.

من هنا بدأت المواصفات BS 5750 وتم نشرها فى سنة 1979 عن طريق سلسلة من المواصفات وهذه المواصفات هى عبارة عن إرشادات لإدارة الجودة الداخلية فى الشركة و كذلك تأكيد الجودة للمنتج من خارج الشركة نفسها المنتجة و بسرعة أصبحت تلك المواصفات مقبولة من كل من المصنع و المورد و المشترى وأصبحت المواصفات BS5750 هى نقطة الأساس بالنسبة للجودة داخل البلاد.

فى نفس الوقت كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعمل من خلال سلسلة من المواصفات ANSI90 تم أعدادها بواسطة المعهد الأمريكي الوطنى للمواصفات American National Standard Institute (ANSI)

وتوجد بعض الدول الأوروبية أيضا بإنشاء مواصفات خاصة بها فى نفس الاتجاه و أصبحت المواصفات البريطانية هى نقطة الأساس لأي من المواصفات الأوروبية.

1-2-1الايزو ISO 9001

أنك تسمع مايتردد كثيرا عن الأيزو ISO و علاقتها بالجودة فما هو الأيزو وما هو خلفيته التاريخية؟.

أن الأيزو International Standardize Organization (ISO) تم إنشاؤة سنة 1947كوكيل للأمم المتحدة وتم تكوينها من ممثلي من 90 دولة و كذلك يشارك فيها معهد المواصفات البريطانى BSI وكذلك يشارك معهد المواصفات الأمريكي ANSI من الولايات المتحدة الأمريكية وأن موقع الايزو على الإنترنت كما يلى

أن نشاط الأيزو أزداد مع الوقت وتم الآن نشر العديد من المواصفات عن طريق الأيزو. الذى ساعد على انتشار تلك المواصفات هو اهتمام العديد من المصنعين بها و الوكلاء التجاريين عالميا باستخدام تلك المواصفات فالآن المعدات والآلات التى يتم تصنيعها يكون تصميمها مطابق للمواصفات العالمية الأيزو حتى يضمن أن تكون مقبولة الاستخدام فى جميع دول العالم مما يزيد من حجم المبيعات والتسويق للمنتجات .

إن مواصفات الأيزو 9000 تم إصدارها سنة1987 قريبة جداً من المواصفات البريطانية BS5750 فى الأجزاء 1و2و3 ونفس الترتيب العام للأجزاء و لكن الايزو أضاف جزء و هو يمثل مرشد عام للمواصفات يوضح المفاهيم الأساسية و بعض التطبيقات التى نستفيد منها من سلسلة ISO 9000 .

أما فى 10 ديسمبر سنة 1987 وافقت المجموعة الأوروبية للمواصفات Technical Board of the European committee for Standardisation على العمل بمواصفات الأيزو 9000 كما اعتبرت رسميا أنها مواصفات قياسية للدول الأوروبية و بدون أى تعديل تم نشرها فى EN29000 سنة 1987 و اللغة الرسمية للمواصفات الأوروبية هى الإنجليزية و الفرنسية و الألمانية كما اتفقت المجموعة الأوروبية على ترجمة تلك المواصفات إلى لغة كل بلد بلغتها بعد ذلك تم تطوير تلك المواصفات و أهم تطوير سنة 1994 حيث تم تعديل حوالى 250 فقرة وهى غالبا تقوم بتوضيح المواصفات و تجعلها سهلة فى القراءة ومع الوقت ازدادت عدد الدول التى تعمل بتلك المواصفات.

الأيزو 9000 تم تقسيمها للعدد من الأجزاء لتعطى تفاصيل لتأكيد الجودة فى مراحل التصميم و التصنيع و قبول المنتج النهائى. و هذه الأجزاء هى 9001 و9002 و 9003 و هذه المواصفات يمكن استخدامها بواسطة المشترى أو المصنع و كذلك يمكن استخدامها كجزء من العقد بين البائع و المشترى أما الأيزو 9004 فهو يحتوى على القواعد الأساسية لتطوير نظام إدارة الجودة Total Quality Management طبقاً لطبيعة المنتج والسوق والمصنع والتكنولوجيا المتوافرة الآن . ومن ثم فى تلك المواصفات يحدد تعريف للتنظيمات الإدارية وتعريف المصنع والزبون أخذاً فى الاعتبار متطلبات المجتمع . ولهذا فإن هذا الجزء يعطى مسئوليات الإدارة وتطبيقها فى سياسة الجودة .

2-2-1 متطلبات إدارة الجودة

أن تعريف إدارة الجودة فى الأيزو 9000 بأنه هيكل تنظيمى من الموارد و الأنشطة و المسئوليات التى توفر لنا الإجراءات و الوسائل التى نجعلنا نثق فى قدرة الشركة و بوجه عام أى مؤسسة قادرة على تحقيق متطلبات الجودة.

نجد أن إدارة الجودة هو تنظيم لكل من عملية تأكيد و ضبط الجودة كما هو موضح فى الشكل التالى.

مجلد الجودة:

هو كتاب يحدد القواعد و الأسس التى تحكم الجودة فى المؤسسة.

يعتبر مصدر للمعلومات للعميل للتأكد من قدرة المؤسسة لتحقيق الجودة.

يحدد المسئوليات و العلاقات بين الأفراد فى المؤسسة.

أنه القائد لعملية المراجعة والتقييم لنظام الجودة داخل المؤسسة.

لذلك فأن هذا الكتاب يجب أن يحتوى على الآتي:

نماذج من المستندات وكذلك نماذج لتسجيل نتائج الاختبارات.

المستندات اللازمة لتحديد كيفية متابعة الجودة.

خطة الجودة:

هى الخطوات التى تحقق الجودة بطريقة عملية مع ترتيب خطوات العمل حتى نصل إلى الجودة المطلوبة فى المشروع.

وخطة الجودة تختلف من مشروع لأخر حسب متطلبات العقد مع المالك أو العميل إذا نص العقد على تحقيق الجودة بطريقة معينة وحدد هدف معين فيلزم ذلك وضع خطة العمل للجودة حتى نصل إلى ما يطلبة العميل.

و لذلك فخطة الجودة يجب أن تشتمل على الموارد التى ستستخدم بأنواعها المختلفة من أفراد ومعدات لتحقيق الجودة و كذلك تحديد المسئوليات و الطرق والإجراءات و تعليمات العمل مع التوضيح بالتفصيل برنامج للاختبار و الفحص.

مما هو جدير بالذكر أن خطة الجودة يجب أن تكون غير مرنة و لا يمكن التعديل فيها مما يجعلها ثابتة مع الوقت حتى نهاية العقد.

فى بعض العقود يحتاج المشترى أو العميل أو المالك فى المشروعات الإنشائية إلى متطلبات خاصة مطلوب تحقيقها فى المنتج النهائى ولذلك يجب أن توضح فى خطة الجودة بالتفصيل وما هى الخطوات لتحقيق ما يطلبة العميل و هذه الخطة قد تعرض على العميل حتى يثق فى قدرة المصنع على تحقيق نوعية المنتج المطلوب.

3-1 ضبط الجودة

تعرف ضبط الجودة على إنها مجموعة من