Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

مملكة الحرّية
مملكة الحرّية
مملكة الحرّية
Ebook136 pages49 minutes

مملكة الحرّية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

   "مملكة الحرّية"،هي  رواية ذهنيّة  و ذات أبعاد و دلالات رمزيّة،بطلها "سالم عيّاش" الذي خاض تجربة وجوديّة فريدة من نوعها في سبيل اكتشاف ذاته الحقيقية،و سعيا منه للتخلّص من ذاته المصطنعة أو الوهميّة.

    كان سالم عيّاش يعمل كساعي بريد  في قرية "بني حجر" البائسة.و في ليلة من اللّيالي، زاره شيخ طاعن في السنّ في منامه، حاملا إليه رسالة  قلبت حياته رأسا على عقب...قرّر على إثرها  الإستقالة من عمله و الرّحيل إلى منطقة بني يقظان المحاذية للبحر...و هناك تعرّف على الشيخ رشيد،الذي عرض عليه  العيش معه في كوخه البسيط على سفح الجبل المواجه للبحر.

   في  مدّة قصيرة،توطّدت العلاقة بين سالم و الشّيخ رشيد،الذي شجّعه على مطالعة روايات عالميّة مثل  رواية "العجوز و البحر" و رواية "عالم صوفي"...

    كان للشيخ رشيد -الذي غاب  بشكل مفاجئ في البحر- دور كبير في توجيه سالم  ووضعه في المسار الصّحيح من أجل اكتشاف الذّات...

بعد رحيل رشيد،تعرّض سالم عيّاش لمغامرات وجوديّة غريبة و مثيرة،انتهت بتأسيسه لمملكة بني يقظان رفقة حبيبته الممرّضة سيرين...

Languageالعربية
PublisherNAJJAR HASSEN
Release dateNov 11, 2019
ISBN9781393143772
مملكة الحرّية

Related to مملكة الحرّية

Related ebooks

Reviews for مملكة الحرّية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    مملكة الحرّية - NAJJAR HASSEN

    مملكة الحرّية

    حسن النجار

    ––––––––

    الرّسالة

    ––––––––

    أفقت مذهولاعند السّحر،أشعلت سيجارة،نفثت نفسا،ثمّ أطفأتها وأسندت رأسي مرّة أخرى على وسادتي موجّها بصري صوب سقف الغرفة، كالذي أسلم روحه لملك الموت.و استعادت ذاكرتي بدقّة غير معهودة تفاصيل الحلم أو الكابوس الغريب:

    شيخ طاعن في السنّ،مسدول الشّعر و اللّحية ،مجعّد الوجه،حادّ النّظرة،يظهر عليه الوقار و الحزم ،و قد أمسك بيده اليمنى عصا يتوكّأ عليها،و بيده الأخرى ظرفا أزرق اللّون بلا عنوان:

    -  أنت سالم عيّاش ساعي البريد؟

    -  نعم

    -  لك رسالة

    -  من المرسل؟

    -  لا أعرف...تسلّم  الظّرف و افتحه، ولا تكثر من الأسئلة.

    -  تعوّدت على إيصال الرّسائل و لم...

    و قبل أن أنهي كلامي،بدأ الشّيخ بتحريك عصاه، موجّها نظرته الحادّة نحوي،فتسلّمت  الظّرف و فتحته على الفور،و قد دقّ الرّعب جميع مفاصل جسمي،فأخرجت منه ورقة صغيرة بيضاء اللّون كتبت عليها جملة قصيرة بحبر أحمر:

    ذاتك تستصرخك

    أردت أن أسأل الشّيخ إن كان بإمكانه أن يفسّر لي معنى العبارة المكتوبة،و لكنّه تبخّر فجأة كعفريت مصباح علاء الدّين، وغاب عن نظري،ثمّ أفقت بعدها مرعوبا، مشوّش الأفكار.

    لم أستطع العودة إلى النّوم مجدّدا.و بقيت أفكّر و قد شملتني الحيرة و الدّهشة و الذّهول.و بعد ساعة من الشّرود الذّهني،قمت من فراشي عند أذان الفجر و عزمت على الذّهاب إلى مسجد القرية القريب بغية التخلّص من الهلع والقلق الذي انتابني هذه اللّيلة.و قد أخطرت لي نفسي أن أسأل الشيخ مسعود عن هذا الحلم الذي أقضّ مضجعي،فهو بلا شكّ قد اطّلع على كتاب ابن سيرين لتفسير الأحلام .

    بعد الإستعداد للصّلاة، خرجت قاصدا مسجد حسّان بن النّعمان القريب من المنزل،فلم أجد فيه إلا ثلاثة رجال و رابعهم الشيخ مسعود،وقد بلغوا كلّهم من الكبر عتيّا.

    بعد التكبير و قراءة الفاتحة،تلاالشيخ مطلع سورة يوسف،عندها سهوت عن الصّلاة، و سكن الحلم الذي رأيته البارحة مخيّلتي.و إثر انقضاء الصّلاة التي خلت من الخشوع ،توجّهت إلى الشيخ مسعود قائلا:

    -  تقبّل الله صلاتك يا شيخ مسعود، كيف حالك؟

    -  أهلا سالم،أنا بخير و الحمد للّه...أخيرا هداك الله و انتصرت على شيطانك.

    -  أيّ شيطان؟ !!!

    -  لكلّ إنسان شيطان يأمره بالفحشاء و المنكر.

    -  في الحقيقة أتيت إلى المسجد بسبب الخوف و الهلع.

    -  من عقاب الله؟ !!

    -  لا...

    -  !!!

    -  خوفا من الشيخ فلجأت إلى قوّة الله الخارقة.

    -  أيّ شيخ؟!!!

    -  شيخ زارني في المنام.

    فضحك الشيخ مسعود بملء شدقيه...و لما لاحظ علامات الجدّ المرتسمة على محيّاي،خجل من نفسه،و تذكّر بأنّه في مكان يستوجب السّكينة و الوقار،فتوقّف عن القهقهة و قال:

    -  هل كان رؤيا أم حلما؟

    -  و ما الفرق؟

    -  الرّؤيا هي نفحة من نفحات الأنبياء و الرّسل ،أمّا الحلم فهو ما تحدّثنا به خواطرنا و رغباتنا خلال النّوم.

    -  سأروي لك ما وقع وعليك أن تحكم بنفسك.

    رويت له تفاصيل  ما رأيت،فقال لي:

    -  في الحقيقة...ما حدث لك ،لم يكن رؤيا ولا حلما؟

    -  هو ماذا إذن؟

    -  لا أعرف...طاب يومك يا سالم.

    ثمّ  خرج الشيخ مسعود مهرولا بسرعة غير معهودة... تركني في حيرة مضاعفة وحيدا في المسجد،توجّهت نحو المحراب و بدأت أبكي واضعا كفّي على وجهي...مسحت دموعي، ثمّ خرجت و قد تملّكتني رعشة بحار تائه في الظلمات بين اللّجج و الأمواج العاتية.

    §§§§§

    لا أعرف كيف عدت إلى بيتي الصّغير... حاولت النوم مجدّدا و لكن لا فائدة؛ فصورة ذلك الشيخ لم تبارح مخيّلتي.لقد عقدت الأمل في الشيخ مسعود من أجل إعانتي على التخلّص من هواجسي و مخاوفي،و لكنّه لم يزدني إلاّ غمّا على غمّ،و تساءلت:

    -  ما العمل؟

    -  ما عليّ فعله من أجل أن تعود لي راحة البال و الخاطر؟

    -  ما ذا فعلت في حياتي لكي يصيبني كلّ هذا البؤس و الحيرة؟

    -  ألا يكون ذلك الشيخ جنّي قد سكن بيتي الذي هجره أهله منذ زمن بعيد قبل أن آتي إلى هذه القرية اللّعينة لأعمل كساعي بريد؟

    لا بدّ من ترك هذا البيت و البحث عن بيت آخر.سأذهب إلى المقهى إذن، عساني أجد من يدلّني على بيت جديد للكراء في هذه القرية البائسة.

    وصلت المقهى فاعترضني النّادل عبد الله،الذي تعوّد بمجيئي كلّ صباح من أجل تناول فطور الصّباح و شرب قهوة اكسبراس:

    -  صباح الخير ياسالم،كالعادة كأس حليب بالشكلاطة و قطعة كايك؟

    -  صباح الشؤم...

    -  ماذا قلت؟ !!! هل أنت بخير يا سالم؟!!!

    -  لا شيء...صباح الخير عبد الله...قهوة إكسبراسمن فضلك.

    -  عجبا !!!

    -  و ما العجب في ذلك؟

    -  ليس من عادتك شرب القهوة قبل تناول فطور الصّباح !!!

    -  نمت قليلا البارحة...أسعفني بالقهوة لأدخّن سيجارة أرجوك... و لا تكثر

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1