Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

التفكير الناقد
التفكير الناقد
التفكير الناقد
Ebook500 pages3 hours

التفكير الناقد

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعرض الكتاب عدد من الحالات والمواقف والممارسات المختلفة في المؤسسات التنظيمية والمتعلقة بمجال الإدارة، والتي تمكن من بناء مهارات التفكير الناقد الذي يحتاج إليها طلاب الدراسات العليا سواء في الجانب المهني أو الأكاديمي. كما يمكن الاستعانة بها في برامج ريادة الاعمال لإكساب المستفيدين المعارف والمهارات اللازمة للتغلب على التحديات التي قد تعيق تقدمهم في سوق العمل الريادي. وكذلك في البرامج التدريبية والورش المختلفة ذات العلاقة.

Languageالعربية
Publishertevoi
Release dateDec 11, 2023
التفكير الناقد

Related to التفكير الناقد

Related ebooks

Reviews for التفكير الناقد

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    التفكير الناقد - سهام محمد كعكي

    شرح لبعض المصطلحات المستخدمة

    عقدة كرونوس (Cronos)      تدل على الشخصية التي تميل الى السيطرة على الآخرين وتعمل على محو شخصياتهم (الناطور،2022).

    نرجسي (Narcissistic)      شخصية مصابة بداء العظمة مفرطة في الثقة بنفسها مغرورة ،وأنانية ومتكبرة، لذا فهي لاترى شخصاً يفوقها فكراً ، وعلماً فلا تحترم الآخرين ولا تقبل الانتقاد، ولكن تستغل جهد الآخرين ، وضعفهم دون أن تشعر بالذنب(غنيمات،2022) .

    تنمر (Bullying)      سلوك عدواني وتسلطي يعني التخويف والترهيب، يسعى الى إيذاء أشخاص محددين سواء نفسياً او جسدياً، واجبارهم أداء معين، باستخدام آليات متنوعة لفظياً أو جسدية واشارات  .  ولقد اختلف الباحثين في تعريف التنمر وذلك تبعاً للمجال والهدف، ولكن اتفقوا في أن التنمر يتمثل في إصابة الآخرين بضرر باستخدام سلوك عدائي بصورة مستمرة ودائمة ، سواء باللفظ أو بالإشاعة أو الكيد له،  وسيطرة المتنمر على من يتنمر عليهم ،ودائما يتعمد مضايقتهم وتعنيفهم لدفعهم على ترك العمل لإرضاء مصالح المتنمر أو الانصياع دون معارضة للمتنمر(مغار،2015 ).و التنمر الإداري  يتمثل في ممارسة  سلوك تنظيمي ينم عن  التسلط والترهيب بهدف استبعاد الآخر ، ويوضح ميل رؤساء العمل الى السيطرة والهيمنة على المرؤوسين ومضايقتهم بالتسلط والتعنيف.

    عمليات إدارة المعرفة

    ) Knowledge management processes(

    عمليات: مجموعة الخطوات المترابطة والمتشابكة والمنسقة بشكل نظام يؤدي لأهداف محددة(مراد، 1998م).وإدارة (Management): تعني توجيه أنشطة الأفراد نحو تحقيق أهداف مشتركة، وهي علم وفن تدبير وتوجيه العمليات والوظائف والسيطرة عليها وضبطها، لتحقيق أهدافه محددة اما المعرفة (Knowledge):فهي مصطلح يوناني يعني العلم مقابل التقنية والتي تدل على المعارف الوضعية المتعلقة بممارسات مختلفة ، وتعني المعرفة مجموعة المعاني والاحكام والمفاهيم المتكونة لدى الفرد نتيجة لفهمه للظواهر المختلفة منها: المعرفة الاستدلالية والتجريبية والحسية والعامية (مراد،1998م)، تتضمن على  المعلومات والبيانات ، الفهم المتميز والتحليل الناقد والتوظيف لكافة الجوانب ، وذلك يتطلب امتلاك الفرد لعقلية قادرة على التفكير السليم وتمييز أنماط المعرفة المختلفة(إبراهيم، 2009).

    الهالة (ِAura)      تشكيل انطباع ورأي عن ممارسة ما ، قد يكون إجابي أو سلبي يتم من خلال الحكم على سمة  محددة في شخص ما ، وذلك يؤثر على التقييم وعلى اتخاذ القرارات نتيجة انطباع معين ، مثلا يعطي المدير تقييم نوي مرتفع لموظف ما بسبب انطباعه الإيجابي عنه الذي لا يعتمد على أسس علمية، وعند تعيين شخص يعتمد قرار تعيينه على انطباع تركه مثل ابتسامة او وسامة أو ثقة بالنفس ، او نبرة الصوت الحماسية فيتم اختياره دون سبب منطقي. لذلك يدعو الباحثين على أن تترك انطباعاً أولا ايجابياً واحرص ان لا تقع تحت تأثير الهالة خاصة إذا كنت في موقع سلطة او اتخاذ قرار، وهناك مثل إنجليزي يتفق مع ذلك Firs impression is a lasting impression(أبو سالم،2018).

    أشيعا برلين Sir Isaiah Berlin استراتيجية الثعلب والقنفذ      منظر اجتماعي وفيلسوف ومؤرخ أفكار روسي -بريطاني، يعتبر من أبرز مفكري القرن العشرين أشار الى أن الثعلب أنيق وداهية يعمل على تحقيق العديد من الأهداف في ذات الوقت وذلك يسبب له قصور في التركيز والتشتت بتفكيره أما القنفذ فهو بطئ ولكن ثابت ويركز وهادئ وقادر على يضع  لنفسه رؤية واحدة شاملة(النصار،2018).

    الصمت التنظيمي (Organizational Silence)      من المصطلحات الحديثة والتي تعني احجام الموظفين عن التعبير بآرائهم ومعلوماتهم وأفكارهم ومقترحاتهم بأي شكل كان، لأسباب عدة  منها: الخصائص التنظيمية ، زملاء العمل، شعور الموظف بأنه آلة تنفذ ما يطلب منها ، الإحساس بالإحباط ، الغضب (الربابعة، 2022)، حيث يمتنع الموظف عن أبداء أي معلومة تفيد منظمته، فهو يمثل حجب متعمد للمعارف والأفكار ذات العلاقة بعمله(عبود وحسين،2016).

    الاحتراق الوظيفي      يعني الاجهاد الذهني والتبلد الشخصي والتوتر ،ومؤشر عن عدم الرضا ، فهو يمثل حالة من التوتر الناتج عن الضغوط النفسية التي يتعرض لها الفرد نتيجة العمل، وتؤثر على أدائه الوظيفي، فيتدنى أنجازه بالواقع الوظيفي(الطلاع ، 2015).

    صناعة القرار وأساليبه

    (Decision making and its methods)      صناعة القرار عملية ديناميكية تفاعلية تمر بعدد من الخطوات، وهي تهدف الى  حل مشكلة او موقف ما بأفضل أسلوب، عن طريق تطبيق سلسلة من الخطوات المنطقية والمتمثلة في التالي: تحديد المشكلة ، ثم جمع المعلومات وتصنيفها والتأكد من دقتها وصحتها ، وتحليل الموقف ، الإيجابيات والسلبيات ، وضع أكثر من حل ، تقييم الحلول المقترحة والمقارنة فيما بينها  ، ترجيح أحدها، ويتم ذلك باستخدام أساليب عدة منها الأساليب الكمية ، وأسلوب شجرة القرار ، والسمكة (سليمان،2016).

    ميزة تنافسية مستدامة

    (Sustainable Competitive Advantage)      ما تتقنه المنظمة وتتميز به عن سائر المنظمات الأخرى المنافسة، والقدرة على المحافظة على هذا التمييز باستمرار.  وذلك يتطلب التكييف المستمر مع التغييرات الداخلية والخارجية، وكفاءة الأداء والموارد المستخدمة.  كما تعني قدرة المنظمة على التفوق المستمر بمخرجاتها المتميزة(البغدادي،2019).  وهكذا التنافسية تعني الابداع والتمييز والكفاءة والتنمية المستدامة، ويجب التفرقة بين الميزة التنافسية (Competitive Advantage) والقدرة التنافسية(Competitive Ability) فالأولى تمثل الدافع الخارجي أي رغبة العميل والمستفيد وتنشأ الميزة التنافسية نتيجة تحقق القدرة التي تعني تمكن المنظمة او الجامعة من اتباع سياسة استراتيجية مستدامة باتباع إجراءات محددة كنشر ثقافة التنافسية ، وتوفير مناخ إداري محفز على الابداع(لاشين،2020).

    ممارسة(practice)      العمل الفعلي والتطبيق بمهنة محددة ، ويدل على كيفية تنفيذ عمليات معينة يمثل الفعل والمهنة لذا فهو تركيب الفعل على إحداث شيء من العمل ، فالفعل أعم من العمل ويتضمن التطبيق العمل للافتراضات النظرية (مراد، 1998). كما يدل على قناعات الشخص وتجاربه وخبراته المهنية.

    أولا: دراسات حالة في الأنماط و الممارسات الإدارية

    تمهيد

    يعد النمط القيادي نوعا من السلوك الذي يمارسه المدير مع مرؤوسيه في العمل ليؤثر فيهم تحقيقاً للأهداف المطلوبة منهم بكل فاعلية. وقد نالت دراسة أنماط القيادة اهتمام الباحثين والدارسين في حقل الإدارة حيث أثبتت دراسة هذه الأنماط أن كثيراً من المديرين حققوا نجاحاً رغم اختلاف سبلهم في العمل فمنهم من يلجأ إلى دفع عجلة العمل بشدة وسرعة ومنهم من يديرها في رفق ومنهم من يفضل طريقة الأمر بالعمل بينما يؤْثِر غيرهم الوقوف على رغبات ومقترحات المرؤوسين. وبناء عليه صنف علماء الإدارة القيادة من حيث أسلوب ممارستها إلى ثلاثة أنماط رئيسية تشمل النمط الأوتوقراطي، النمط الديموقراطي والنمط الفوضوي نوضحها بشكل موجز فيما يلي: -

    النمط الأوتوقراطي. وتسمى فيه القيادة بالاستبدادية أو التسلّطية أو الديكتاتورية نظراً لأن القائد يتخذ من سلطته الرسمية أداة تحكّم وضغط على المرؤوسين لإجبارهم على إنجاز العمل . وفي ظل هذا النمط من القيادة يحاول القائد إخضاع الأمور التي يريدها في التنظيم لسلطته وأن يتم عمل الجماعة بمعرفته أو بتوجيهه المباشر بحيث تنتهي عنده كافة العمليات الإدارية ويحتفظ لنفسه بالقيام بكل صغيرة وكبيرة بمفرده فلا يشرك غيره من العاملين في مباشرة مهامه أو صنع قراراته ولا يقبل من أحدهم مراجعته أو مشاورته في أي أمر من الأمور ولا يُعير العلاقات الإنسانية مع مرؤوسيه أية اهتمام وغالباً يَنسب كل نجاح يُحقق في إدارته لنفسه وليس لمرؤوسيه، وكأن الفرد في نظر هذا النمط مجرد آلة يديرها القائد للاستفادة منها بأكثر ما يمكن من إنتاجية دون النظر إلى الاعتبارات الأخرى المتعلقة بآدمية الفرد . وكثيراً ما يعتمد القائد في هذا النمط على رصد أخطاء مرؤوسيه في الوقت نفسه الذي يُجزل فيه العطاء لبعض المقربين منه الذين يؤيدونه في كل ما يفعل ويمتدحون أعماله بصرف النظر عما يمكن أن تؤدي إليه من نتائج سيئة. ونرى أن مثل هذا القائد لا يمكن أن يضمن ولاء العاملين معه إلا من خلال السلطة وعليه أن ينتظر انقلاب الجميع عليه متى دبّ الضعف إلى سلطته. فالقيادة الأوتوقراطية بهذا الأسلوب لا شك أنها تؤدي إلى تنفير العاملين وعدم إخلاصهم وولائهم للعمل، قال الله في محكم كتابه ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) صدق الله العظيم. إن النمط المتسلط يعزز مبدأ السلطة المطلقة ينعكس سلبياً على البيئة التنظيمية، ويؤدي الى ظهور النفاق والمتملق والكذب ، وينتشر الفساد الإداري(عكاشه،2022). لأنه يعتمد أسلوب اجبار المرؤوسين والضغط عليهم لتنفيذ المهام المكلفين بها بأسلوب وطريقة محددة (غميض،2023).

    النمط الديموقراطي.ويسمى القيادة بالمشاركة أو الاستشارية وهي القيادة التي حث عليها الدين الإسلامي حيث قال الله تعالى (وأَمْرُهُمْ شُوْرَى بَيْنَهُمْ ) . وفي هذا النمط يشرك القائد المرؤوسين في اتخاذ القرارات وما يتصل منها برسم السياسات المتعلقة بالمنظمة فهو يسعى جاهداً إلى أن يشعر كل فرد في الجماعة بأهمية مساهمته الإيجابية في شؤون المنظمة وتحديد أهدافها كما يسعى لتوزيع المسؤولية بين أفراد الجماعة ولا يقوم بتركيزها في جهة واحدة ، ويعتمد في أسلوبه على الإقناع والتأثير الشخصي ويهتم بآراء وأفكار مرؤوسيه ويلعب دوراً فعالاً في تنمية الابتكار وتحقيق التعاون وإطلاق قدرات مرؤوسيه وطاقاتهم الكامنة وبذلك نجد العاملين مع هذا النمط القيادي يتمتعون بقدر كاف من الحرية في الأداء يسودهم جو من التعاون والمحبة بينهم وبين قيادتهم التي تهتم بالتركيز على العلاقات الإنسانية معهم بما يحقق أهدافهم وأهداف العمل بصورة مترابطة. وليس معنى النمط الديموقراطي تنازل القائد عن صلاحياته ومسؤولياته وتسليمها لمرؤوسيه ليعملوا ما يشاءون وما يعتقدون انه صواب فهو مع أنه ديموقراطي ومرن إلا أنه ممسك بزمام الأمور فهو مرجع العاملين والموجه لهم والذي ينسق جهودهم ويوزع الأعمال عليهم ويطالبهم بالتنفيذ ويراقب سير الأعمال وكيف تُؤدى بواسطتهم ويلجأ للسلطة متى كان ذلك ضرورياً، ولكن في جو مريح بدون تسلط ولا جحود لقيمة ومشاركة مرؤوسيه وأهميتهم للعمل.

    النمط الفوضوي ويسمى القيادة الحرّة أو قيادة عدم التدخل أو القيادة المتسيّبة. ومن مسمى هذا النمط نجد أن القائد يتميز ولا يمتاز بترك الحرية الكاملة لمرؤوسيه في ممارسـة نشاطاتهم باستقلال تام، كما يترك لهم حرية اتخاذ القرارات وتحديد الأهداف وأساليب التنفيذ مع أدنى حد من مشاركة القائد أو تدخله وهذا أسلوب يؤدي لنتائج سلبية تنعكس على المنظمة وعلى المرؤوسين، بل وعلى القائد ذاته. وقد يكون مرد ذلك لطبيعة شخصية ذلك القائد أو عدم فهمه للأساليب الإدارية ونظرياتها الحديثة ومن ثم عدم قدرته في تطبيقها على الواقع. ومن عيوب هذه القيادة ازدواجية الجهود وكثرة الفاقد من الوقت والجهد والمال ويغلب على هذه القيادة التوسع في تفويض السلطات والصلاحيات والتهرب من المسؤوليات والفشل في إدارة الأزمات والتردد في اتخاذ القرارات. وعلى الرغم من أن هذه القيادة قد تكون مرغوبة أحياناً إلا أن هذا النوع من القادة نادر الحدوث في مجال الإدارة التطبيقية وتتميز جماعة هذا النمط بالتفكك وعدم الترابط وعدم وضوح الأهداف لها ويشيع بينهم روح الاستهتار والإهمال لأن المسؤوليات غير محددة، ولا يعرف كل فرد المهام والواجبات المطلوبة منه وحتى إن أدركها فهو يعلم أن سلطة الحساب والتقييم غائبة، وهذا من دون شك يؤدي إلى ضعف في مستوى الأداء، والإنتاجية. وخلاصة القول إن النمط الديموقراطي بصفة عامة – وليست مطلقة – أسلم أنماط القيادة الثلاث وأصلحها للتطبيق فالقائد بشر وله طاقات وإمكانات محدودة وهو لن يستطيع القيام بكل الأعمال والإشراف عليها بذاته مهما حاول لذلك فالاهتمام بالعاملين وتوزيع المسؤوليات عليهم مع حسن توجيههم وتنظيم العمل وتخطيطه هو الطريق للنجاح. والعاملون هم الذين يدفعون القائد للنجاح أو يسببون له الفشل وهذا يتطلب من القائد مرونة إلى حدود معينة وقدرة وكفاءة تمكنه من الاستفادة من كل طاقات العاملين معه وتوجيهها لصالح العمل.

    النمط القيادي الرشيد الخالي من أي نقص أو عيب والذي يكفل لمن تمسك به النجاح المستمر هو النمط الإسلامي المستمد من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وسيرة الخلفاء الراشدين من بعده فخالق البشر هو الأدري بما يصلح لعباده إلى أن تقوم الساعة لذلك فالشريعة الإسلامية هي المنهج الشامل لكل شؤون الحياة حاضرها ومستقبلها، ومن اعتمد في قيادته أو أسلوب حياته على المنهج الإسلامي الصحيح فقد رشد ومن حاد عنه فقد ضل وغوى . ولقد أجمل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو ذو البصيرة النافذة والحس الإداري الرفيع نمط القيادة في قوله: (إن هذا الأمر لا يصلح فيه إلا الليّن في غير ضعف والقوي في غير عنف). ولعل دعاة الديموقراطية في العصر الحديث أيقنوا بأن القواعد والمبادئ التي يدعّون الأخذ بها هي مستمدة في الأصل من الشريعة الإسلامية وتعاليمها التي أقرت الديموقراطية الحقيقية منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمن.

    وهناك أنماط أخرى مثل القيادة العسكرية، والعاطفية والعائلية والزبونة ، فالممارسات الإدارية هي التي تظهر النمط الذي يتم ممارسته ،وقد يتم استخدام أكثر من نمط في الممارسات الإدارية ، فالتقسيمات للأنماط لإظهار  آلياتها وإيجابيات كل نمط وسلبياته ، لكن في الواقع يتم الدمج بين أكثر من نمط وقد يغلب نمط محدد فيبرز على غيره. 

    إن الأخلاق لها علاقة بتنوير العقل عن طريق الثقافة وحرية الفكر والمقدرة على الحوار.  وينعكس ذلك على النمط الإداري الذي يتم ممارسته(عكاشه،2022). 

    وهكذا هناك مهارات مؤثرة على الفرد منها المهارات الشخصية والسلوكية والمعلوماتية والفكرية والتجارب التي مر بها  (غميض،2023).    ويغلب على الفرد نمط محدد يظهر في غالب ممارساته، ويرتبط بشخصيته، والخبرات التي مر بها، والقناعات التي يؤمن بها ، فالأنماط تتأثر بفكر الشخص وتوجهاته وشخصيته.

    والممارسات الإدارية هي الفعل الذي يُوضح النمط المستخدم، وتتمثل في النشاط الذي يتم انجاز المهمة به في ضوء المعارف النظرية والفكرية والمهارات التي لدى المُمارس (مراد ، 1998).  فالممارسات الإدارية تتمثل في تمكين المديرين من تملك مجموعة من الإمكانات والسلطات والتوجهات للتفوق الإداري في ضوء المنظومة المتكاملة لوظائف الإدارة الحديثة ومواكبة المتغيرات والمستجدات والتفاعل مع الاحداث المستقبلية والتعامل مع التكنولوجيا بكفاءة لتحقيق الابداع والتمييز في الأداء وذلك يعتمد بشكل أساسي على شخصية القائد التي تدل ممارساته على أنه يسعى فعلياً لإيجاد عناصر مبدعة ومتميزة بأدائها الوظيفي (باشيوة، 2019).

    دراسة حالة #1

    يدير محمد شركة متخصصة في التقنيات تسمى شركة التقنيات الحديثة، ويعمل معه عدد كبير من الموظفين كل منهم متخصص في جانب محدد، ومن صفات محمد أنه متسلط ومتكبر يتفرد برأيه، لذا فهو يحيط موظفيه بمظلة كبيرة تجعلهم يرون فقط ما يرغب، فهو مسيط على فكرهم وتوجههم نحو ما يريد أن يحققه وما يراه أن مناسب للشركة.

          يعمل هشام في هذه الشركة، ويحاول أن يتكيف مع بيئتها الوظيفية، فيتقدم بمقترحات لأفكار إبداعية تحسن من العمل، لكن يتفاجأ بأنها تُحبس دائما في أدراج مكتب محمد، وبعضها قد يتم سرقته من قبل محمد فيقوم بالحديث عنها، ولكن دون سند قوي ، فهو يفتقر للإقناع لأن الفكرة ليست فكرته فيفشل في عرضها، وذلك تكرر أكثر من مرة، وشعر هشام أنه مُحارب من قبل محمد ومن يدعمه من الموظفين.

            إن محمد يعاني من عقدة كرونوس ، وهي عقدة نفسية تظهر في السيطرة على الموظفين ومنعهم من إبداء رأيهم ، ويطلق البعض على من يتصف بذلك المدير الفرعون لأنه يحب السيطرة ويتصف بالعند والظلم للغير، دائم التذمر وعدم الرضا ، ويشك في كل شيء ، ويعتقد بل مؤمن أن كل ما يحدث من تقدم بالشركة هو من جراء فكره وإدارته الإبداعية، ويعطي لنفسه أحقية التدخل في خصوصيات الآخرين لأنه مديرهم.  فهو يحمل سوطاً على مرؤوسيه، ويختار من يشبهه ليجعله رقيباً على الموظفين يمارس معهم ذات الأسلوب التسلطي والقائم على الترهيب والتقييد، وتوجيه الموظفين لآلات تنفيذية لما يراه صحيحاً.

    جلس هشام يفكر فإن محمد مستمر في ظلمه، وتهميشه والاستيلاء على كل أعماله وأفكاره بحكم منصبه القيادي، ولا يملك هشام أي سلاح لمحاربة محمد، فتقارير الكفاية بيده، وعقده هو من يعتمده؟ فكيف يعمل تحت إدارته وهو يشعر أنه محارب ومظلوم فكل جهده مسروق، ووصل بمحمد أنه يأخذ افكار هشام ويكلف موظف آخر القيام بالتنفيذ دون الاشارة الى هشام، وذلك أكبر الصفعات التي وجهها لهشام.

            وتفاجأ هشام في صباح أحد الأيام بزميله أحمد وهو يعمل خارج الشركة على مشروع لتطوير بيئة تنظيمية باستخدام التقنيات المختلفة، يطلب من هشام مساعدته بعد دوامه في العمل معه بالمشروع بمقابل مادي مجزي، طلب مهلة هشام لدراسة الموضوع، ثم وافق بعد يومين على أن يحدد عدد ساعات العمل وأن يكون اسمه كشريك واضح في كافة أوراق المشروع.

            فجأة تغيير هشام أصبح أكثر هدوءاً في الشركة، واقل كلاماً، وقلت تقاريره التي تضم افكاره الابداعية.  هل توقف عن التفكير؟ ماذا حدث معه؟ انه مبتسم ومرتاح في عمله.

          هشام وجد نفسه في المشروع الذي اشترك فيه مع زميله أحمد، فحول كل تفكيره وابداعاته الى ذلك المشروع، اما الشركة التي يعمل بها فاختصر عمله على انجاز ما يطلبه منه مديره محمد دون اعتراض ولا تقصير، يعمل بحدود المطلوب، ويلتزم بمواعيد العمل، أما خارج وقت دوامه الرسمي يبدع في المشروع المشترك به مع أحمد.  وهو يعلم أنه لا يستطيع أن يتخلى عن عمله بالشركة لأنها مردودها المالي مضمون ويغطي جانب من احتياجاته المادية، ولكن مشروع أحمد يغطي احتياجاته المعنوية، ويشعره بذاته وكينونته، وينمي مهارات المهنية، الا أن مردوده متواضع ومحدود بفترة المشروع.  وربما حين ينجح مع زميله يستطيع أن يشاركه في مشاريعه المستقبلية المتقطعة الى أن يستطيع أن يكون شركة تتفق مع مرئياته وتطلعاته التي يرغب في تحقيقها من واقع تخصصه الدقيق.

    ناقش الموقف السابق مستدلا بالأسئلة التالية:

    ما رأيك في محمد كمدير؟

    كيف كان هشام يعمل تحت قيادة أحمد؟

    ماذا واجه هشام في بيئته الوظيفية؟

    ما رأيك في ممارسات محمد؟

    ما صفات الموظفين الداعمين لمحمد؟

    ما مواصفات المدير الفرعون؟

    ما المناخ التنظيمي السائد في الشركة؟

    ماذا تنصح هشام؟ هل يستمر بالطريقة التي وضعها لنفسه؟

    ما رأيك في الموقف بصورة عامة؟

    ضع عنواناً مناسباً للحالة؟

    ملاحظة:

    يجب توثيق بعض ما تكتبه باستخدام جهازك الحاسب الآلي والمكتبة الرقمية، وأذكر المراجع التي عدت إليها في نهاية الصفحة.

    دراسة حالة #2

    اشترى محمد حماراً جميلا، وكان سعيداً به، وبشكله، وأتى به الى منزله، استشار أبنائه في وضعه على السطح، دار نقاش طويل بينهم، وكانت زوجته تعارضه فمكان الحمار هو الحظيرة، وليس السطح ليجد أكله واحتياجاته، ومن الصعب الصعود به الى أعلى المنزل، ولو كان الهدف استخدام سطح المنزل فبإمكانه شراء حمام، وطيور وبناء عشة لهم على السطح ، والاستفادة من بيضها ولحمها. 

              لكن محمد صمم على تنفيذ ما يراه هو صائباً، فالحمار صديقه الذي يتحدث معه على همومه، ويحمل احتياجاته، ولم يخالفه في طلب مثل ما تفعل زوجته.

    في صباح اليوم التالي نفذ قراره، وبصعوبة تمكن من إصعاد الحمار الى السطح، واختار له مكاناً بارزاً، وجلس يتحدث معه وهو يشرب فنجان الشاهي، ويصف له المباني التي تحيط بالمنزل، كما يعرفه على منازل أصحابه وأقاربه، وعلاقته بهم، وبجيرانه ومن يحب ومن يكره. وبعد مضي عدد من الأيام، أراد محمد إنزال الحمار الى الحظيرة، لكن الحمار امتنع ورفض النزول والانصياع الى أوامر محمد، لأنه أعجب بالسطح، والهواء العليل، والرائحة الجميلة، حاول محمد إنزاله بالحسنى، لكن رفض، فكرر محاولاته وحاول اجباره على النزول بالقوة، وبدأ يزمجر ويضرب الأرض بأرجله، ويرفس وينهق بصوت عال، وبدأت أرضية السطح في التشقق من قوة الرفس.

    فخاف محمد أن ينهار المنزل على عائلته، فأسرع اليهم، وعمل على اخراجهم من المبنى، وفعل خيراً، لأن الحمار أخد يرفس بشدة، ويتحرك بسرعة بين حوائط السطح مما أدى الى انهيار سقفه.  ومات الحمار وانهار البيت.

    وهنا أدرك محمد أنه أخطأ، وزوجته كانت على حق ، فمكان الحمار في الحظيرة ، والسطح للطيور، فكان يجب عليه أن يضع الحمار في المكان المخصص ، والمناسب له في الحظيرة ، ولكن حين وضعه في غير مكانه أعجب الحمار بالمكان، وانتفخ ، وصدق الكذبة أنه أعلى من الجميع ، وأفضل من غيره ، ورفض النزول والرجوع الى مكان اعتبره أقل منه ، ولا يستحقه ، لذا إنهار منزل محمد، وخسر كل شيء. 

    جلس محمد في حديقة منزله مع أسرته، وهو يحمد الله على نجاتهم، وبدأ في محاسبة نفسه على اتخاذه قرار خاطئ لم يدرس عواقبه جيداً ، ثم فكر وبدأ بالضحك ، فكم حمار حوله يعملون في غير أماكنهم ، وكم مسؤول مثله اتخذ قرار خاطئ بتعيينهم في وظائف لا يستحقونها؟

    فوضع الموظف في غير مكانه المتناسب مع مؤهلاته ، وقدراته ، سوف يكون لذلك الاثار السلبية على بيئة العمل، لان هذا الموظف سوف يتكبر على غيره ، ولا يرى إلا نفسه ، وينخدع بعبارات المديح الكاذبة وببطانته المنافقة، ويرفض ترك مكانه ، ويتمسك به ، حتى لو أدرك أنه لم يحقق شيئاً به، بل أساء للمكان الموجود به ، وتجده يرتدي ثوباً غير ثوبه لا يناسبه ، ولا يدل عليه ، وتغييب الشفافية ، ويبرز النفاق والتسلطية والمركزية خشية من فقدان وظيفته، ويبدأ الصراع والسعي الى إبادة أي متميز وقتل الابداع والابتكار بآليات عدة ، وسرقة الأفكار.   

    وهكذا تتزعزع أعمدة المنظومة الإدارية، وتسير بخطى سريعة نحو الهاوية، فتنهار وتتصدع، لأن من يحتل مكاناً

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1