Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الكرسي المجاور
الكرسي المجاور
الكرسي المجاور
Ebook159 pages49 minutes

الكرسي المجاور

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

«منذُ جلستُ بجانِبكِ وأنَا أشعرُ أنَّكِ لَا تُريدينَ الحِوارَ معِي.. ربَّما بسببِ مظْهرِي؟ .»
«بِالطَّبعِ لا.. .»
«وعنْدَمَا قلتُ لكِ إنَّني سأكونُ عَاملةَ نظافةٍ بالفنْدقِ، ابتعدتِ عنِّي قليلًا، لقدْ لَاحظتُ ذلكَ..

نظرتْ كنزي إليَّ في حرجٍ وَلمْ تُجبِ. تَمنَّيتُ لو لَمْ أقلْ مَا قُلتُ.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2021
ISBN9789771460374
الكرسي المجاور

Read more from رانية حسين أمين

Related to الكرسي المجاور

Related ebooks

Reviews for الكرسي المجاور

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الكرسي المجاور - رانية حسين أمين

    الكرسي المجاور

    تأليف ورسوم: رانية حسين أمين

    غـــــــلاف: زيـــــنـــــة زايـــــــــــد

    إشــراف عـــــام: داليــــا محمــــــد إبراهيـــــم

    جميع الحقوق محفـوظـة © لـدار نهضـة مصـر للنشـر

    يحـظــر طـــبـــع أو نـشـــر أو تصــويـــر أو تخــزيــــن أي جـزء مـن هـذا الكتـاب بأيـة وسيلـة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصويــر أو خـلاف ذلك إلا بإذن كتابي صـريـح من الناشـر.

    الترقيم الدولـي: 978-977-14-6037-4

    رقـــم الإيــــــداع: 2021/21251

    طبعـة: سبتمبر 2021

    Section0001.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    كنزي

    أكملْنا إفطارنا في صمت، أنا وأمي وأبي. كان يجب أن يكسِر أحدُنا هذا الصمت الكئيب، فتجرأتُ أنا قائلةً:

    - «لا أريدُ السفر، وأنتما مستاءان مني!».

    - لم يَرُدَّ أبي عليَّ ونظر بعيدًا، ولكن أمي وضعت يدَها على يدي برفق وقالت:«أتمنى أن تتصرفي بعقل يا كنزي، وأن تعتني بنفسكِ جيدًا. أنتِ بالتأكيد تعلمين كم هو من الصعب علينا الموافقةُ على سفرك».

    - «لماذا تقلقانِ عليَّ إلى هذه الدرجة؟! جميعُ أصدقائي بدءوا يسافرون بدون أهاليهم منذ دخلوا الجامعة...».

    - قاطعَتْني ماما قائلةً:«ألم نقل لكِ ألَّا تقارني نفسَكِ بأحد...».

    - نظرْتُ إلى بابا:«لماذا هذا الصمتُ يا بابا؟».

    - قال:«أريدك أن تجيبي عن هذا السؤال بمنتهى الصدق يا كنزي: هل مصطفى معكم في هذه الرحلة؟».

    - نظرتُ إلى طبقي وأجبتُه:«لقد قلتُ لك بالأمس...».

    - «أريد أن أتأكَّد حتى يطمئنَّ قلبي... وأتمنى ألا تكذبي عليَّ».

    Section0002.xhtml

    - قلت:«مصطفى ليس معنا... نحن مجموعةٌ من البنات فقط..».

    أكملتُ طبقي بسرعة، ثم قمتُ وحبستُ نَفسِي في الحمام. نظرت في المرآة وقلت لنفسي: «كاذبة! وجبانة...» .

    ثم جلستُ على حافَة البانيو، ووضعتُ وجهي في يدي، وتمنيتُ لو أعودُ إلى النوم... لا أريدُ السفر إلى الغردقة.

    Section0002.xhtml

    فاطمة

    نزلت من منزلي أحمل حقيبةَ السفر الثقيلةَ. لمحتُ أم نعيمة على الرصيف المقابل لعمارتنا تفرشُ النَّعناع أمامها كالمعتاد. أشعر بالسعادة في كل مرةٍ أراها فيها، بالذات منذ وفاة أمي؛ ففي عزِّ حزني على ماما كانت هي أقربَ الناس إليَّ.

    - قلت:«صباح الخير يا خالتي... لم أكن أعلم أنكِ تبدئِين عملكِ في هذه الساعة المبكرة من اليوم!».

    - «أكل العيش مر يا حبيبتي. وأنتِ؟ أين تذهبين بهذه الحقيبة؟».

    ثم تذكرتْ حديثنا السابق وقالتْ في دهشة:«هل ترحلين اليوم؟».

    - «نعم يا خالتي... أعطيني حضنًا».

    اقتربتُ منها فوقَفَتْ هي سريعًا واحتضنتني بقوة، فوجدت نفسي أبكي.

    - قالت:«سوف نفتقدكِ يا فطومة».

    - «لا أريد الذَّهاب يا خالتي... أشعر بالخوف..».

    - «ممَّ تخافين يا حبيبتي؟ يجب أن تفرحي... ستخرجين أخيرًا من هذه المنطقة الضيِّقة للعالم الواسع... بالتأكيد هو عالم أجملُ بكثير».

    - «ولكنني لا أعرف شيئًا عنه.. وناسه يخيفونني».

    - «لا أعلم من يجب أن يُلام هنا... أبوكِ الذي أخافك من العالم خارج الزاوية الحمرة، أم ألوم زوجَ أختك الذي دفعك خارج بيتك وبعيدًا عن إخوتك... عامة يا حبيبتي افعلي ما تريدين. لم تعودي قاصرًا. كم عمرُكِ الآن؟».

    - «18 يا خالتي».

    - «عروسة جميلة باسم الله ما شاء الله..».

    احتضنتُها بقوة وقبلتُها على وجنتَيها ثلاثَ مرات، وانطلقت في طريقي..

    - «ربنا يسعدك يا خالتي. سوف أتصلُ بكِ للاطمئنان عليكِ؛ ولأطمئنكِ عليَّ أيضًا».

    وجدتُ الأتوبيس يأتي من بعيد، فسِرتُ بسرعة للِّحاقِ به وأنا أجر حقيبتي ورائي...

    Section0002.xhtml

    كنزي

    وضَعَتْ ماما حقيبةَ السفر في شنطة السيارة، ثم رَكَبَتْ في المقعد الأمامي بجواري... نَظَرْتُ إليها:

    - «مازلتِ غاضبة مني، أليس كذلك؟».

    - «لستُ غاضبة، بل قَلِقة».

    صمت.

    - قالت ماما:«لم أقل لبابا إن مالك الفندق حيث تنزلون هو والدُ مصطفى..».

    - «وما المشكلةُ في ذلك؟».

    - «المشكلة أنه من الصعبِ أن أصدقَ أن مصطفى لن يكونَ هناك».

    - صَمَتُّ ونَظَرْتُ من النافذة ثم قلتُ:«لن يكونَ هناك». وواصلتُ النظر إلى الخارج.

    فاطمة

    كان الأتوبيس خاليًا من الركاب.. بالطبع! الساعة السادسة صباحًا في يوم إجازة.. مَن سينزل من بيته الآن؟!

    نظرتُ من النافذة. بدأتِ الشوارع والبيوت تختلفُ تدريجيًّا عن شوارع وبيوت الزاوية. شعَرتُ برهبة. لم أكن أتوقع أن أرى يومًا من الأيام ما أراه في الأفلام! بدتْ هذه المناطق أرقى وأنظفَ بكثير من الزاوية، ولكنها بالنسبة إليَّ كانت مخيفة وباردة. لم يكن بها خالتي أم نعيمة ولا عم صابر البقال... ولا أبي حبيبي.

    فكرتُ في أبي. كيف أقول له إنني ذهبت إلى الغردقة دون أخذِ إذنه؟... ستكون هذه أصعبَ مكالمةٍ على الإطلاق. كنتُ أنوي إخبارَه قبل سفري، ولكنني خفتُ من ردِّ فعله... أعتقد أنني سوف أؤجلُ المكالمة إلى ما بعد وصولي إلى هناك.

    بابا يخاف عليَّ، أعلمُ ذلك.. أنا أيضًا خائفةٌ على نفسي، ولكن لم يكن عندي أية حلول أخرى...

    تمنيتُ أن

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1