Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

ملاك وشيطان
ملاك وشيطان
ملاك وشيطان
Ebook215 pages1 hour

ملاك وشيطان

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كانت بشرتها عادةً غنيه بألألوان لكنَّ وجنتيها بسبب الصدمة لوجودها فى مكانٍ لا تعرف عنه شيئًا كانتا فى لون أبيض شاحب وتبرز بوضوح فى جانب فمها الأيمن كدمةٌ كالحة السواد ،مدت يدها تتحسس بحذر هذه الكدمة بلمسة رقيقة لكنَّها أجفلت من شدة الألم على الرغم من رقتها، ثمَّ برزت من دوامةِ أفكارها صورةُ وجهٍ رجولي عدائي ذو عينين زرقاوين باردتين كالثلج وصوتٌ صارم يردد:_ إذن فأنت لم تتركي لي خيارًا. هزَّت رأسها فى يأسٍ تُحاول أن تصفّي ذهنها لتتمكن من التفكير أين هي؟ وكيف أتت إلى هنا؟ جالت عيناها مرةً أخرى فى الحجرة الواسعه الداكنه من شدةِ الذعر، كانت غرفه جذابه توحى بالرّاحة بألوانها الممتزجه ما بين الأزرق والرصاصى وصفِّ دواليب الحائط بها والسجاده ذات لون الدخان لكنّها غريبةٌ عنها تمامًا فهى متأكده بأنّها ستتذكرها تمامًا لو رأتها مره واحده فى حياتها ،إذن ماذا تفعل هنا ؟ وكيف ومن الذى أتى بها إلى هنا؟ أيكون هو هذا الرجل...؟
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2022
ISBN9786368820801
ملاك وشيطان

Read more from روايات عبير

Related to ملاك وشيطان

Related ebooks

Reviews for ملاك وشيطان

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    ملاك وشيطان - روايات عبير

    الفصل الأول

    رأسها يؤلمها كانت هذه أول فكره تطرأ على ذهن مارا وهي تتقلب بغير راحه وهي بين النوم واليقظه -لانها عند هذه النقطه كانت تعتقد انها نائمه - كانت في البداية تعتقد ان الالم يشمل رأسها كله ولكن بدأ تدريجيا يتمركز في بقعه محدده في فكها الايمن احساس بنبض ملح من الالم كان يدفعها إلى ان تدفن رأسها وهي تئن الوساده اخترقت الكلمه الضباب الذي يلف ذهنها فرفعت يدها تتحسس نعومه الريش تحت القطن الناصع البياض فلو كانت نائمه فمن الطبيعى ان تكون رأسها على وساده ولكن لسبب ما بدا ذلك غير صحيح ففي استرجاعها المشوش لافكارها وهي خارجه من اعماق اللاوعى بدأت تتذكر بأنها كانت ترقد مكومه في غير راحه على شيء اشد صلابه من السرير ذى رائحه كرائحه الجلد - وعبست لهذه الذكرى الغير متوقعه - وانها كانت تهتز وتتأرجح وكأنها متحركه

    - دعك من هذا الهراء!

    هتفت بنفسها بصوت عال حتى تكون الكلمات أكثر اقناعا وكانت الذكرى تبعد ما تكون عن التصديق وطفقت تقول لنفسها: ان ذلك كان حلما. على انها كان ينتابها القلق في اعماق نفسها حول ان هناك شيء ما يجب عليها ان تتذكره شيئا مرتبطا بهذه الذكرى المشوشه يرسل رعده في اوصالها على الرغم من انها كلما ارادت ان تتبينه يفر منها منزلقا إلى ذهنها إلى العدم وقدرت انه اوان استيقاظها وان تترك ورائها تلك الاحلام فالوقت لا بدّ وانه حان لكى تنهض وتستعد إلى الذهاب إلى العمل فالشمس قد بدأت تسطع بالفعل على وجهها وتطلب فتحها لعينيها جهدا غير متوقع فالمعتاد ان تفتح عينيها فورا قبيل انطلاق جرس المنبه ولكن هذا الصباح بدا رأسها ثقيلا وعندما كانت تجبر عينيها على التفتح تطايرت كل علامات النوم من عقلها حين وجدت نفسها تحدق في رعب جارف وقد هزتها صدمه عنيفه في حجره لم تقع عليها عيناها في حياتها

    - كلا!

    طار من وجهها كل اثار النوم وهي تنتفض جالسه انتفاضه دار لها رأسها فقد وقع بصرها على مرآه طويله لتسريحه مقابله لها وراحت برهه تحق لنفسها وكأنها تؤكد لنفسها بأنها مازالت هي ولم تتحول بشكل ما إلى شخص اخر شخص غريب عنها غرابه هذه الحجره وهدأ من روعها بأنها وجدت نفسها في كامل ثيابها ووجدت ان بلوزتها الناصعه البياض وتنورتها الملونه بألازرق البحرى كانتا متغضنتين شيئا ما وانعكس وجهها يحدق اليها فأطمأنت إلى صورته المألوفه لها في شكله البيضاوى وعينيها العسليتين الواسعتين تحت حاجبين كثين وفم طويل مكتنز بشفتيه الرقيقتين القرنفليتين كل ذلك يموجه تموجات حمراء داكنه غزيره كان وجهها جذابا أكثر منه جميلا فلم تكن هي من توصف بالجمال وإنما كان اقصى ما مدحت به هو انها ذات شخصية لافته للنظر كلنت بشرتها عاده غنيه بألالوان لكن وجنتيها بسبب الصدمه لوجودها في مكان لا تعرف عنه شيئا كانتا في لون ابيض شاحب وتبرز بوضوح في جانب فمها الايمن كدمه كالحه السواد ومدت يدها تتحسس بحذر هذه الكدمه بلمسه رقيقه لكن اجفلت من شده الالم على الرغم من رقتها ثم برزت من دوامه افكارها صوره وجه رجولى عدائى ذو عينين زرقاوين باردتين كالثلج وصوت صارم يردد:

    - اذن فأنت لم تتركى لي خيارا

    هزت رأسها في يأس تحاول ان تصفى ذهنها لتتمكن من التفكير اين هي؟ وكيف اتت إلى هنا؟ وجالت عيناها مره أخرى في الحجره واسعه داكنه من شده الذعر كانت غرفه جذابه توحى بالراحه بألوانها الممتزجه ما بين الأزرق والرصاصى وصف دواليب الحائط بها والسجاده ذات لون الدخان لكن غريبه عنها تماما فهى متأكده بأنها ستتذكرها تماما لو رأتها مره واحده في حياتها اذن ماذا تفعل هنا؟ وكيف ومن الذي اتى بها إلى هنا؟ ايكون هو هذا الرجل.

    حاولت مارا ان تركز تفكيرها على الرجل الاسمر ذى العينين الزرقاوين لكن سرعان ما ان تتلاشى صورته وصعب عليها ان تستحضرها في ذهنها انّ رأسها من فرط هذا المجهود في التفكير واخذ الصمت الذي يلفها يذداد كآبه وتقلصت امعائها من شده الخوف ثم وقعت عيناها على النافذه فهبت على الفور للعمل ربما في الخارج ومن خلال النافذه فهبت على الفور للعمل ربما في الخارج ومن خلال الزجاج يعطيها فكره اين هي؟ فاطاحت بساقيها هابطه إلى الأرض وهي تمد يديها إلى مسند السرير ثم شهقت ورأسها يدور حتى كادت ان تقع ومره أخرى اتجهت عينيها إلى صورتها المنعكسه وللكدمه التي على وجهها لا بدّ وانها اصابت نفسها بطريقه ما ولكنها لا تتذكر أي سقوط لها أو أي شيء آخر يمكن ان يسبب لها هذه الاصابه ايكون هذا ما حدث؟ ان يكون قد اغمى عليها مثلا فاصطدمت بشئ؟ وهل التقطها شخص ما واتى بها إلى هنا؟

    ولكن اين هو؟ واعطاها التصميم على رؤيه ما وراء النافذه قوه على ضعفها فمدت يديها واتجهت في خطوات بطيئه ومتعثره عبر الغرفه واخمد احساسها بالفرح ببلوغ النافذه خيبه املها وهي لا ترى خلفها سوى حديقه خلفها غريبه على عينيها غرابه الغرفه التي وجدت نفسها فيها كانت مساحات النجيل المعتنى بها جيدا تمتد إلى سور من اشجار الزانوفيما وراء ذلك لا يوجد أي اثر لحياه لا منازل أو متاجر تعطيها أي فكره اين هي لا شيء سوى حقول متراميه الاطراف وطريق متعرج لا شيء مألوف لعينيها واسوأمن ذلك ما من بشر تطلب منه المعونه أو الايضاج القت بنفسها على أقرب كرسى متنهده في يأس تجاهد ان ترتب افكارها ووقعت عيناها على حقيبه يدها الموضوعه على التسريحه فمدت يدها اليها وهي تصيح بفرح فعلى الاقل وجدت شيئا في هذا الوسط الغريب المفزع عليها وتبين لها بعد بحث سريع فيها ان ما من شيء فقد منها وهو ما ادخل الراحه إلى نفسها فعلى الاقل لم تهاجم في الطريق بسبب السرقه ولكنها يجب ان تعرف ماذا حدث الخطوه التاليه هي ان تغامر وتفتح الباب فربما رأت في الطابق السفلى.

    كان الطنين في رأسها قد خفت حدته قليلا فقطعت رحلتها إلى الباب وهي أكثر ثباتا ومع ذلك تنفست الصعداء راحه وهي تستند على الباب لتلتقط انفاسها فلحظات ويحل اللغز فلا بد ان هناك تفسيرا منطقيا لما حدث ولكن مخاوفها عادت اليها فوره مع عناد الباب فقد حاولت مع مقبض الباب لكن قاوم محاولتها بعناد وتمتمت:

    - افتح لعنه الله عليك

    ثم ارتفعت قبضتها على الباب وهي تهتز محمومه:

    - افتح ارجوك افتح

    ذذهبت محاولتها ادراج الرياح فتخاذلت ساقاها وخرت على الأرض شاهقه وهي تدرك ان الباب موصد جيدا:

    - العون! اوه. العون!

    كان صوتها واهيا يرتعش من شده الخوف آه لو تستطيع ان تتذكر وصل إلى سمعها صوت ضعيف من الطابق الاسفل كان شديد الخفوت مجرد صوت باب يفتح ولكنه دفعها للفور إلى الحركه فهبت على قدميها غير ملقيه بآلام كدمتها:

    - اخرجونى! اخرجونى هل تسمعنى لا يمكنك ان تحبسنى هنا اخرجنى!

    وامسكت انفاسها تتسمع بأنتباه هل سمعها أحد؟ وما ان رفعت يدها لتضرب الباب بعنف مره أخرى حتى سمعت صوت أحد صوتا جمد اوصالها تاركا اياها واقفه مبهوته خطوات بطيئه غير متعجله تصعد السلم خطوات ثقيله ليست لطفل أو امرأه وتراقصت عضلات امعائها ترقبا لقد كانت مصممه على ان يرد عليها أحد ولكنها اضحت متوجسه من معرفه ذلك الذي على الجانب الاخر من الباب وسمعت صوت صرير المفتاح بالباب وهي لا تقوى على الحركه وخذت تراقب الباب وهو يفتح ببطء كما لو كانت منومه مغناطيسيا وسمعت صزتا رجوليا ساخرا شتت اعصابها المنهاره اصلا

    - ما من داعى لان تحطمى الباب

    لقد سمعت هذا الصوت من قبل ولكن عقلها في ارتباكه وضطرابه لم يسعفها لتذكر وجهه وبدأت تقول بغيظ:

    - انا.

    ولكن صوتا اتى صاعدا من الاسفل على غير توقع هز كيانها بعنف لما اثاره من ذكريات يا الله! كيف نسيت باتريك وبيتى فتح الباب على آخره وقابلت عيناها العسليتان زوجا من العيون الزرقاء البارده في تلذذهما واخذت انطباعا متضاربا عن هيكل ممشوق قوى ومنكبين متينى البنيان بدوا لها من خلال عقلها الفائق الحساسيه وكأنهما يسدان عليها المدخل حيث كان الرجل واقفا وحين عادت عيناها لتلاقى هاتين العينين شديدتى الزرقه كسى وجهها شحوب كشحوب الموتى من فرط صدمتها خرجت شهقه مرتعشه من فمها فما ان رأت وجهه حتى تذكرت.

    دخل جوليان سكوت مقر الوكاله في يوم بالغ السوء إحدى آلات الكاتبه معطله ثلاثة من اكفأ موظفى الوكاله سقطوا صرعى نوبه من الانفلونزا بدت وكأنها وباء انتشر في البلده الصغيره بوسطن وعمال الديكور جاءوا مبكرين اسبوعا عن موعدهم المقرر مصرين اما ان يبدأوا العمل فورا أو يرجعوا بلا عوده وفي ركن منزو من المكتب0كانت مارا محشوره بين اوانى الطلاء والاثاث المغطى ضد الغبار منهمكه في حديث مع إحدى السيدات اللاتى تعملن ليها إحدى العاملات المريضات الثلاثه حين رأت رجل اشقر فارع الطول يشق طريقه بين العمال النهمكين في العمل بعنايه فائقه حفاظا على الحله البنيه الواضحه الفخامه

    - نعم مستر باركر ستصلك أخرى خلال ساعه. ووضعت السماعه بأرتياح ثم التفتت للقادم بأبتسامه

    سألها وهو يخرج من جيبه بطاقه يراجعها:

    - الخدمات المنزليه انى ابحث عن الانسه بوس

    - هذا حق انا مارا بوش

    تناولت يدها الممدوده يد قبضت على يدها قبضه سريعه نافره احست لها بالكراهيه الفوريه لقد علمتها تجاربها ان ان هه المصافحه الغير مخلصه تصدر عن أشخاص لا تحبهم على الاطلاق ولكن لن يكون عليها ان تعمل مع هذا الرجل فما ان تنتهى زيارته حتى تنقطع علاقتهما للابد

    - تفضل بالجلوس ومدت يدها ترفع غطاء أحد المقاعد جلس عليه بتعال يسوى من بنطلونه ويعدل من سترته بعنايه فائقه

    - أي خدمه يا سيد؟

    - سكوت. جوليان سكوت لقد وصلت لتوى إلى ايتون وقد اشتريت منزل ستران اعتقد بأنك تعرفينه؟

    وهزت رأسها كل الناس يعرفون المنزل وانه بيع منذ فتره وجيزه لشخص يملك من المال أكثر مما يملك من العقل هذا ما علقت به امها وبدت اميل لموافقتها فعلى الرغم مما يبدو عليه المنزل من فخامه كان أبعد مما يكون من الذوق بالنسبه لها لاغراقه في مظاهر الحداثه وان كان ان تصفه بالقبح والخلو من الروح ولكنها لما كانت لتذكر ذلك للزائر بكل تأكيد

    - هل تبحث عن مديره منزل يا مستر سكوت؟

    - مديره منزل نعم

    انحنى الرأس الجميل موافقا وامتلأ انف مارا بعبير قوى من عطر ما بعد الحلاقه حتى

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1