Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

التعلّم الهادف عبر الإنترنت
التعلّم الهادف عبر الإنترنت
التعلّم الهادف عبر الإنترنت
Ebook529 pages3 hours

التعلّم الهادف عبر الإنترنت

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يستكشف التعلّم الهادف عبر الإنترنت تصميم خبرات ومخرجات التعلّم عالية الجودة عبر الإنترنت وتيسيرها، وذلك من خلال دمج الإستراتيجيات التعليمية القائمة على النظرية وأنشطة التعلّم والتقنيات التعليمية التي أثبتت جدواها بناءً على أبحاث المؤلّفين وخبراتهم الممتدّة لسنوات، ويهيِّئُ هذا الكتاب المعلّمين في مرحلة التدريب لإنشاء طرق التدريس التي تركّز على المتعلّم عبر الإنترنت وأساليب تقديمها وتقييمها، وسيجد معلّمو ما قبل الخدمة في التعليم العام والممارسون منهم، وأعضاء هيئة التدريس في التعليم العالي، والمصمّمون التعليميون في السياقات الخاصّة، أو المؤسّسية، أو الحكومية، نهجًا شاملًا ونظام دعم لجهود التصميم الخاصّة بهم
Languageالعربية
PublisherObeikan
Release dateJan 1, 2022
ISBN9786035094108
التعلّم الهادف عبر الإنترنت

Related to التعلّم الهادف عبر الإنترنت

Related ebooks

Reviews for التعلّم الهادف عبر الإنترنت

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    التعلّم الهادف عبر الإنترنت - جين هولاند

    Original Title Meaningful Online Learning Authors: Nada Dabbagh-Rose M. Marra-Jane L. Howland

    Copyright © 2019 Taylor & Francis

    Routledge is an imprint of the Taylor & Francis Group, an informa business 711 Third Avenue, New York, NY 10017

    ISBN-: 9781138694194

    All rights reserved. No part of this book may be reprinted or reproduced or utilized in any form or by any electronic, mechanical, or other means, now known or hereafter invented, including photocopying and recording, or in any information storage or retrieval system, without permission in writing from the publishers.

    حقوق الطبعة العربية محفوظة للعبيكان بالتعاقد مع تايلور آند فرانسس. شركة العبيكان للتعليم،1442هـ

    فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر

    مارا؛ روز

    التعليم الهادف عبر الإنترنت./ روز مارا؛ ندى صباغ؛ جين هاولاند؛ مها محمد الفريح، ط١ - الرياض، 1442هـ

    ردمك: 8-410-509-603-978

    ١- الانترنت والتعليم      أ. صباغ، ندى (مؤلف مشارك)      ب. هاولاند، جين (مؤلف مشارك)

    ج. الفريح، مها (مترجم)      د. العنوان       ديوي 371٫334      11188/ 1442

    الطـبعة العربية الأولى 1443هـ / 2022م

    نشر وتوزيع

    المملكة العربية السعودية-الرياض طريق الملك فهد- مقابل برج المملكة

    هاتف: 4808654 11 966+ فاكس: 4808095 11 966+ ص.ب: 67622 الرياض 11517

    جميع الحقوق محفوظة، ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو نقله في أي شكل أو واسطة، سواء أكانت إلكترونية أو ميكانيكيـــة، بما في ذلك التصوير بالنسخ (فوتوكوبي)، أو التسجيل، أو التخزين والاسترجاع، دون إذن خطي من الناشر.

    مقدّمة المترجمة

    بسم الله والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده؛ سيدنا محمد بن عبدالله النبي الأمي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم...وبعد،

    صار الإنترنت اليوم جزءًا لا يتجزّأ من واقعنا، وقد دخل في مجالات حياتنا كلّها ولا سيّما مجال التعليم والتدريب بمختلف أشكاله وصوره ومستوياته، بيد أنّ تصميم عمليات وأنشطة التعليم والتعلّم وتنفيذها عبر الإنترنت يتطلب مهارات ومعارف وأساليب تفكير مختلفة عن تلك التي نمارسها في السياقات التعليمية التقليدية التي تحدث وجهًا لوجه، وإن كانت تهدف إلى تحقيق الأهداف نفسها، وقد ظهر هذا بوضوح في الآونة الأخيرة نتيجة انتقال المؤسّسات التعليمية إلى التعلّم عبر الإنترنت؛ لضمان استمرارية التعليم في أثناء جائحة كورونا؛ فخيارات تصميم العملية التعليمية تتأثر بصورة كبيرة بالإمكانات والقيود التي تفرضها بيئة التعلّم؛ سواء أكانت صفّية أم عبر الإنترنت. وهذه الاختلافات لا تعني بالضرورة تفضيل نمط تعلّم على آخر، ولكنها تتطلّب إعادة التفكير في الأهداف التي يُرجى تحقيقها، وفي الكيفيّة التي يمكن من خلالها إعادة تصميم أنشطة التعلّم والتقييم وتنظيمها بشكل يضمن الاستفادة القصوى من إمكانات الفعل التربوية للتقنيات المستخدمة عند تنفيذ هذه الأنشطة عبر الإنترنت.

    على الرغم من تعدّد نماذج التصميم التعليمي، فإنّ الحاجة ماسّة إلى نماذج تصميم تأخذ في الحسبان -وبصورة صريحة - تقنيات التعلّم والتعليم ودورها في دعم التعلّم الهادف؛ أي التعلّم النشط، والمقصود، والبنائي، والواقعي، والتعاوني، وهذا ما يركز عليه كتاب التعلّم الهادف عبر الإنترنت: دمج الاستراتيجيات، والأنشطة، وتقنيات التعلّم لتصاميم فعّالة؛ فقد قدّم الكتاب نموذجًا لتصميم التعلّم عبر الإنترنت يراعي بصورة صريحة مجموعة من المفاهيم التربوية المرتبطة بالتقنية؛ كإمكانات الفعل والإيكولوجيا التربوية للتقنيات، بالإضافة إلى اعتبارات التصميم الأكثر عمومًا؛ كالتصميم العكسي، ومبدأ مواءمة الاستراتيجيات، وأنشطة التعلّم والتقييم مع مخرجات التعلّم المستهدفة.

    تعدّدت المراجع العلمية العربية التي تتحدّث عن التصميم التعليمي التقليدي، أو ما يُعرف بالتصميم التعليمي المنظم، الذي ظهر خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ولا يزال شائعًا في الخطاب التربوي وفي ممارسات التصميم التعليمي؛ غير أنّ مجال التصميم التعليمي مجال غني ومتطوّر باستمرار؛ استجابة لحاجات المجتمع المختلفة، وبيئات التعليم والتدريب الحديثة، والتطوّرات الحاصلة في العلوم التربوية، ونظريات التعلّم والتقنيات الرقمية، وغيرها من المجالات ذات الصلة، وهذا هو السبب الرئيس الذي دفعني إلى ترجمة هذا الكتاب؛ لسدّ الفجوة، وتزويد التربويين والمعلّمين والمدرّبين ومصمّمي التعليم وطلبة الدراسات العليا بمرجع علمي عربي، يناقش مفاهيم التصميم التعليمي من منظور مختلف ومرنًا بصورة تمكّنه من مواكبة متطلّبات التعليم والتعلّم والتدريب وسياقاتها المختلفة في القرن الواحد والعشرين. أضف إلى ذلك أنّ الكتاب يقدّم إطارًا لتصميم التعلّم يربط بصورة مباشرة بين خصائص التعلّم الهادف والمكوّنات التربوية للتعلّم عبر الإنترنت (الاستراتيجيات التعليمية وأنشطة التعلّم وتقنياتها)؛ لضمان اتّساق التجارب والخبرات التعليمية المصمَّمة وتحقيقها لمخرجات تعليمية هادفة. وأخيرًا، فإن هذا الكتاب يقدّم أمثلة واقعية وخطوات عملية وإرشادات توجيهية تساعد الممارسين ليس فقط على استيعاب المفاهيم النظرية والموضوعات تحت المناقشة، وإنّما تسهم كذلك في توجيه عملهم في أثناء تنفيذهم مشروعات التصميم التعليمي وعملياته في بيئات التعلّم عبر الإنترنت.

    يتكوّن الكتاب من ثمانية فصول؛ ينتقل فيها القارئ من المفاهيم والنظريات التربوية الأساسية للتعلم عبر الإنترنت (الفصول 4-1)، إلى الأمثلة التطبيقية التوضيحية لهذه المفاهيم والنظريات (الفصول 8-5)، وقد ناقش الكتاب في فصله الأول مفهوم التعلّم الهادف عبر الإنترنت وخصائصه، مرورًا بمفهوم الإيكولوجيا التربوية للتعلّم الهادف عبر الإنترنت في الفصل الثاني، فسلّط الضوء على التأثير التبادلي ما بين بيئة التعلّم - بما في ذلك التقنيات التعليمية كإحدى مكوّناتها - والاستراتيجيات التعليمية والممارسات التربوية، وقد عرض الفصل الثاني أيضًا إطارًا لتصميم التعلّم الهادف عبر الإنترنت، والذي يربط خصائص التعلّم الهادف بالمكوّنات التربوية للتعلّم عبر الإنترنت. أما الفصلان 3 و4 فيستعرضان ثلاث استراتيجيات تعليمية رئيسة فضلًا عن استراتيجياتها الفرعية التي يمكن استخدامها في تصميم التعلّم الهادف عبر الإنترنت (الفصل 3)، وفئات التقنية الرئيسة التي يمكن توظيفها لتفعيل تلك الاستراتيجيات وتنفيذها في بيئات الإنترنت (الفصل 4). وأما الفصول 7-5 فقد ناقشت إحدى الاستراتيجيات الرئيسة الثلاث بالتفصيل، وكيف يمكن تصميم أنشطتها ومواءمتها مع التقنيات المناسبة لتحقيق مخرجات تعلّم هادفة، مُدعّمًا بأمثلة واقعية وارشادات توجيهية، وأخيرًا ركّز الفصل 8 على عملية مهمّة جدًّا ألا وهي تقييم التعلّم الهادف عبر الإنترنت، واستعرض عددًا من أساليب التقييم الفعّالة التي يمكن توظيفها في بيئات التعلّم عبر الإنترنت.

    هذا الكتاب يقينًا سيكون إضافة نوعية للمراجع العربية المتخصّصة في مجال التصميم التعليمي والتعلّم عبر الإنترنت، وسيسهم في تقدّم الحقل وتنوّعه على الصعيد الأكاديمي والبحثي والمهني، فمؤلفو الكتاب متخصّصون ولهم باع طويل وخبرة كبيرة في هذا الحقل؛ وهم الأستاذ الدكتور ندى دباغ Nada Dabbagh؛ أستاذ تقنيات التعلّم في كلية التربية والتنمية البشرية College of Education & Human Development في جامعة جورج مايسون George Mason University، والأستاذ الدكتور روز مارا Rose M. Marra، والدكتور جين هاولاند Jane L. Howland من كلية علوم المعلومات وتقنيات التعلّم School of Information Science and Learning Technologies في جامعة ميزوري University of Missouri بالولايات المتحدة الأمريكية.

    أخيرًا، أتقدّم بجزيل الشكر والعرفان إلى الوالد الدكتور محمد بن عبدالله الفريح على دعمه وتشجيعه المستمرّين والمنقطعيّ النظير، وإلى شركة العبيكان للتعليم - الناشر لهذا الكتاب - ممثّلة بمدير إدارة النشر والترجمة الأستاذ محمد بن عبدالله بن محمد الفريح والأستاذ محمود الصالح مدير النشر العام والقسم الفني، والأستاذ سارية حسن الخطيب مدير النشر التجاري على دعمهم ومساندتهم في أثناء عملية الترجمة، ولا يفوتني أن أشكر أيضًا الأستاذ محمد عريف عبيدات لمراجعته اللغوية للكتاب و الدكتور داود سليمان القرنة لمراجعته للترجمة وتدقيقها.

    مقدّمة المؤلفة

    كم أنا سعيدة بهذه الطبعة العربية من كتاب التعلّم الهادف عبر الإنترنت: دمج الاستراتيجيات والأنشطة وتقنيات التعلّم لتصاميم فعّالة؛ فبصفتي لبنانية-أمريكية، من الملهم أن أرى هذا الكتاب منشورًا باللغة العربية، وأن أكون قادرة على مشاركة أفكار الكتاب بتميّز في الشرق الأوسط والعالم العربي؛ ذلك أنّ أمنيتي أن أقدّم للتربويين في المنطقة أفضل الممارسات لتصميم المناهج التعليمية وتطويرها عبر الإنترنت؛ لضمان نجاح الطلبة في رحلتهم التعليمية. لقد فاجأنا الانتقال الطارئ إلى التدريس والتعلم عبر الإنترنت بسبب جائحة كورونا، وبينما لم يكن لدينا الوقت للتخطيط لها بفاعلية، فقد تكيّفنا بسرعة ملحوظة مع الوضع.

    يقدّم هذا الكتاب للممارسين التربويين وسيلة لتصميم خبرات وتفاعلات تعليمية عالية الجودة عبر الإنترنت، من خلال دمج الاستراتيجيات التعليمية القائمة على النظرية وأنشطة التعلّم وتقنياته لدعم مخرجات تعلّم هادفة؛ ولكن قبل أن أتعمّق في الإسهامات التربوية لهذا الكتاب، أود أن أعرب عن امتناني الخالص والعميق للدكتورة مها محمد الفريح لتوليها هذه المهمّة الكبيرة والمعقّدة المتمثّلة في ترجمة الكتاب من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية؛ فهذا ليس بالأمر الهيّن، خاصّة بالنظر إلى الأطر التربوية والتِقنيّة العديدة المستخدمة في هذا الكتاب لوصف أفضل الممارسات في التعلّم عبر الإنترنت. أود أيضًا أن أعرب عن امتناني للدكتورة غانيا زغيب التي ساعدتني على عقد ندوات عبر الإنترنت Online Webinars خلال العام الماضي في الشرق الأوسط للتعريف بمحتوى الكتاب، فمن دون معرفة الدكتورة غانيا زغيب وخبراتها، ما كان بإمكاني إشراك المهتمين في لبنان وعُمان والمملكة العربية السعودية في هذه الندوات النشطة والمحفّزة عبر الإنترنت. أود أن أشكر أيضًا الدكتورة بشرى زواوي والدكتورة ميمونة العبري على جهودهن في تعزيز مفهوم التعلّم الهادف عبر الإنترنت، من خلال شبكات ومجتمعات تقنيات التعليم الخاصة بهن. كما ترون، فقد قُدّم محتوى الكتاب إلى الشرق الأوسط والعالم العربي من قبل تربويين وباحثين من الشرق الأوسط والعالم العربي، وأنا متحمّسة لرؤية استمرارية هذه الطبعة العربية الجديدة وتوسّعها.

    عزيزي المعلم ومختص تقنيات التعليم؛ أحثّك في أثناء استكشافك محتوى هذا الكتاب، على التفكير بعمق في مفهوم «التعلّم الهادف» وما يعنيه هذا بالنسبة إليك؛ فكّر فيما يجعل تدريسك هادفًا، وما الذي يجعل تعلّم الطلبة هادفًا. أو الأفضل من ذلك، اسأل طلابك عمّا يجعل التعلّم هادفًا بالنسبة إليهم، وكيف يمكنك، بوصفك معلمًا أو عضو هيئة تدريس أو مصممَا تعليميًّا، دعم التعلّم الهادف باستخدام التقنية. يرتكز التعلّم الهادف عبر الإنترنت على أساليب التدريس المتمحورة حول المتعلم، والذي يعزّز التعلّم النشط والمقصود والواقعي والتعاوني والبنائي؛ ولذلك يتعيّن عليك أن تضع التقنية بين يدي المتعلّمين، وتطلب منهم إنشاء المعارف وبناءها، والتعاون مع المتعلّمين الآخرين عبر الإنترنت؛ لحلّ المشكلات والتفكير فيها بروح نقدية وأخلاقية، وبوصفك معلمًا فإنّ دورك هو التمكين لإنشاء شبكة تعلّم تدعم الطلبة كمبادرين ومبدعين ومسؤولين عن تعلمهم.

    نحن نعيش في مناخ من التغيير المستمر، تؤثّر التقنية فيه بشكل كبير، مما يؤدّي إلى مستقبل لا يمكن التنبؤ به؛ فلم تعد التقنية مجرّد أداة تُستخدم لدعم المهارات والمتطلبات الحياتية وتعزيزها، بل صارت تُشكّل الممارسات الاجتماعية-الثقافية والسلوك البشري على المستويات جميعها، مما يجعل من الأهمية بمكان فهم تأثيرها العالمي في ممارسات التعلّم. يوفّر هذا الكتاب فرصة للتعرف ممارسات التعلّم الجديدة والمتطوّرة، فضلًا عن أنّه يُعِدُّ الطلبة ليكونوا متعلّمي القرن الحادي والعشرين. آمل أن تجد هذا الكتاب مفيدًا لممارساتك التعليمية بينما نُبحر في الطبيعة الجديدة للتعلّم عبر الإنترنت.

    أ. د. ندى دبّاغ

    تمهيد

    التعلّم الهادف عبر الإنترنت: دمج الاستراتيجيات والأنشطة وتقنيات التعلّم لتصاميم فعّالة، يُلبي الحاجة إلى كتاب يوفّر للممارسين وسيلة لتصميم خبرات تعليمية عالية الجودة عبر الإنترنت، من خلال دمج الاستراتيجيات التعليمية القائمة على النظريات وأنشطة التعلّم وتقنيات التعلّم، التي أثبتت فاعليّتها لدعم مخرجات تعلّم هادفة.

    بدءًا بوضع تصوّر للتعلّم عبر الإنترنت يستند إلى مبادئ التعلّم الهادف؛ أي التعلّم النشط والبنائي والتعاوني والواقعي والمقصود؛ فإنّ الكتاب يُفصّل بدقّة رحلة من النظرية إلى التطبيق، ويُوجّه تصميم بيئات تعلّم قوية وجاذبة عبر الإنترنت، كما يقدّم إطارًا للتصميم يبدأ بالنهايات المنشودة؛ أي مخرجات التعلّم الهادفة، ويوجّه مصمّم التعلّم عبر الإنترنت من خلال عملية تخطيط Mapping مخرجات التعلّم ومواءمتها مع الاستراتيجيات التعليمية وأنشطة التعلّم وتقنياته المناسبة.

    الشكل0.1

    الكتاب موجّه لجماهير متعدّدة من المِهْنيين الذين يحتاجون إلى تصميم خبرات تعلّم هادفة متمحورة حول المُتعلّم عبر الإنترنت، ويشمل -على وجه التحديد- مُعلّمي التعليم العام بوصفهم مصمّمين، وأعضاء هيئة تدريس في الكليات والجامعات بوصفهم مصمّمين، ومصمّمي التعليم العاملين في القطاعات الخاصة أو المؤسسية أو الحكومية.

    يستخدم الكتاب الآليات الآتية لدعم القرّاء في تطوير مهارات تصميم التعلّم عبر الإنترنت:

    ■ التركيز على مخرجات تعلّم هادفة متمحورة حول المُتعلّم، والمقصود بذلك مخرجات يمكن ملاحظتها وإثباتها؛ حيث يُزوَّد المُتعلّمون بالمعارف والمهارات الأساسية التي يمكن تطبيقها في سياقات العالم الحقيقي.

    ■ إطار عمل مترابط يربط عناصر التعلّم الهادف بطرق تصميمها وتنفيذها عبر الإنترنت.

    ■ التركيز على التعلّم باستخدام التقنية بوصفها أداة شريكة، ما يعني أنّ المُتعلّمين سيتعلّمون باستخدام التقنية بدلًا من التعلّم منها.

    ■ مخططًا تنظيميًّا للمساعدة على فهم العلاقة بين الاستراتيجيات التعليمية وأنشطة التعلّم والتقنيات المرتبطة بها لدعم التعلّم، وإمكانات الفعل Affordances لتلك التقنيات.

    ■ أمثلة على أنواع التقنيات التي تدعم مخرجات التعلّم الهادفة والإرشادات التوجيهية حول كيفية اختيار التقنيات المناسبة لمخرجات التعلّم المقصودة؛ إذ تنتمي التقنيات المُضمّنة في الكتاب إلى فئات أو أنواع مختلفة من تقنيات التعلّم عبر الإنترنت؛ مثل أدوات المشاركة والتواصل، وأدوات إنشاء المحتوى، وأدوات البحث عن المعلومات وإدارة الموارد، وأدوات تمثيل المعرفة، والأدوات الغامرة¹، وأدوات التقييم والتحليل.

    الشكل 0.2

    نُظّمت فصول هذا الكتاب بطريقة ينتقل بها القرّاء من المفهوم إلى الملموس؛ حيث تناقش الفصول 4-1 - على وجه التحديد- المفاهيم النظرية والتربوية والتقنية التي تسهم في تصميم التعلّم الهادف عبر الإنترنت؛ وتقدّم الفصول 7-5 أمثلة ملموسة على تصميم التعلّم الهادف عبر الإنترنت، الذي يستفيد من التفاعل بين الاستراتيجيات التعليمية وأنشطة التعلّم وتقنيات التعلّم؛ أما الفصل 8 فيوفر إرشادات توجيهية وأمثلة على كيفية بناء أنشطة تقييم متوائمة مع أنشطة التدريس التي أُنشئت وفعّالة في بيئات الإنترنت؛ وعليه، فإنّ كلّ فصل يبدأ بمُنظم متقدّم (كما هو موضّح أدناه) لتوضيح علاقة الفصل الحالي بالفصول الأخرى.

    الشكل 0.3

    فيما يأتي وصف موجز لما يتمّ تناوله في كلّ فصل:

    يقدّم الفصل 1 نظرة عامة عن التعلّم عبر الإنترنت، ويضع الأساس لفهم مفهوم التعلّم الهادف والنظريات الأساسية له. يصف الخصائص الخمس للتعلّم الهادف.

    يقدّم الفصل 2 إطار تصميم التعلّم الهادف عبر الإنترنت Meaningful Online Learning Design Framework، الذي يدمج الخصائص الخمس للتعلّم الهادف مع المكوّنات الثلاثة المترابطة للتعلّم عبر الإنترنت؛ الاستراتيجيات التعليمية وأنشطة التعلّم وتقنيات التعلّم.

    يركّز الفصل 3 على ثلاثة أنواع من الاستراتيجيات التعليمية التي تدعم التعلّم الهادف عبر الإنترنت؛ الاستراتيجيات التعليمية الداعمة والحوارية والاستكشافية. وقد وُصفت إمكانات الفعل التربوية لكلّ نوع من الاستراتيجيات جنبًا إلى جنب مع دراسات الحالة التي توضّح كيف يمكن استخدام كلّ فئة من فئات الاستراتيجيات التعليمية لتصميم تعلّم هادف عبر الإنترنت.

    يُعرّف الفصل 4 ويوضّح ستّ فئات من أدوات التقنية؛ إنشاء المحتوى، والمشاركة والتواصل، وتمثيل المعرفة، والغامرة، والبحث عن المعلومات وإدارة الموارد، والتقييم والتحليل - التي تُستخدم جميعها لدعم التعلّم الهادف عبر الإنترنت.

    الفصول 7-5 تشرح فئة واحدة من الاستراتيجيات التعليمية التي تدعم التعلّم الهادف عبر الإنترنت وتوضّحها بعمق، وقد نُظّمَت هذه الفصول حول جدول يصف استراتيجيات تعليمية محدّدة؛ أمثلة لأنشطة التعلّم، وتقنيات التعلّم المرتبطة بها، وطرق تنفيذ تصميم التعلّم عبر الإنترنت.

    يقدّم الفصل 8 إرشادات توجيهية وأمثلة على كيفية بناء أنشطة تقييم متوائمة مع الأنشطة التعليمية التي أُنشئت والتي أثبتت فاعليّتها في بيئات الإنترنت.

    يسعى الكتاب إلى وضع المحتوى في ثلاثة سياقات تعليمية رئيسة، هي: التعليم العالي، والتعليم العامّ، والتدريب المؤسّسي. سواءً كنت معلمًا، أو مدرسًا، أو أستاذًا جامعيًّا، أو مصمّمًا تعليميًّا، أو مُدرِّبًا، أو تربويًّا، أو موظفًا إداريًّا، أو طالب دراسات عليا، فإن التعلّم الهادف عبر الإنترنت: دمج الاستراتيجيات والأنشطة وتقنيات التعلّم لتصاميم فعّالة، سيُسهم بطريقة فريدة في فهمك، وتنفيذك، وتقديمك للتعلّم الهادف عبر الإنترنت.

    الفصل 1:

    التعلّم الهادف عبر الإنترنت:

    النظريات والمفاهيم والاستراتيجيات

    يقدّم هذا الفصل لمحة عامة عن التعلّم عبر الإنترنت ونماذج التدريس عبر الإنترنت واعتبارات التصميم ونظريات التصميم ومعاييره الأساسية، كما يصف خصائص التعلّم الهادف، وكيف تتقاطع هذه الخصائص مع الطبيعة الفريدة لبيئات التعلّم عبر الإنترنت.

    التعلّم عبر الإنترنت

    ظهر التعليم عن بُعد في شكل التعليم بالمراسلة منذ القرن التاسع عشر)Simonson, Smaldino, Albright, & Zvacek, 2009). وفي القرن العشرين، قدّم البث الإذاعي وبعد ذلك قنوات التلفاز الفضائية المحتوى للطلبة عن بُعد، لكنّ الإنترنت غيّر كلّ شيء؛ إذ صار التعلّم عبر الإنترنت ممكنًا.

    ما هو التعلّم عبر الإنترنت؟ يمكن وصف التعلّم عبر الإنترنت -في أبسط صوره- بأنّه أي تعلّم يتمّ باستخدام الإنترنت بوصفه نظامًا للإيصال، غير أنّ التعريف الدقيق للتعلّم عبر الإنترنت ما يزال موضوع نقاش (Lowenthal & Wilson, 2010)؛ فغالبًا ما تُستخدم مصطلحات مثل التعلّم عبر الإنترنت والتعليم الإلكتروني والتعلّم عن بُعد والتعلّم المدمج أو الهجين بالتبادل، وعلى الرغم من أنّ التعلّم عبر الإنترنت والتعلّم الإلكتروني والتعلّم عن بُعد يشتركون في بعض الخصائص، إلا أنّ هناك اختلافًا في طريقة استخدام الأشخاص المختلفين لهذه المصطلحات (Moore, Dickson-Deane, & Galyen, 2011)، وتحاول المنظمات- مع تقدّم المجال- مثل اتحاد التعلّم عبر الإنترنت Online Learning Consortium (OLC) تطوير تعريفات مشتركة؛ لمساعدة الممارسين والباحثين وصانعي السياسات (Mayadas, Miller, & Sener, 2015). يتراوح التعلّم عبر الإنترنت من بيئات تعلّم يعمل فيها الأفراد بصورة أساسيّة بشكل مستقل، ولا يمارسون سوى القليل من التفاعل مع المعلّم أو المُتعلّمين الآخرين، أو لا يتفاعلون معهم مطلقًا، إلى مقرّرات يندمج فيها الطلبة بشكل كبير في التعلّم التفاعلي مع المعلم والأقران. هنا نصف بعض سمات الأنواع المختلفة من التعلّم عبر الإنترنت كما قدّمتها منظمة اتحاد التعلّم عبر الإنترنت OLC.

    عند تصنيف أنواع المقرّرات الدراسية المختلفة، يؤخذ في الحسبان مقدار الوقت الذي يُقضى في الفصل الدراسي الفعلي مقابل الوقت الذي يُقضى في الأنشطة المُنفَّذة عبر الإنترنت؛ إذ تستخدم المقرّرات التعليمية المعزّزة بالويب Web-Enhanced Courses التقنية بوصفها مكمِّلًا ثانويًّا لأنشطة الفصل الدراسي التقليدية - لا تزيد عادة على 20%.

    توفّر المقرّرات الدراسية الموزعة المتزامنة Synchronous Distributed Courses تجارب تعليمية صفّية حقيقية للأفراد الموجودين خارج الحرم التعليمي، وتتيح هذه المقرّرات فرصًا للتفاعل بين الطلبة الذين يجتمعون وجهًا لوجه مع المعلم في فصل دراسي فعلي والطلبة الموجودين في موقع بعيد.

    تحتفظ المقرّرات الصفّية المدمجة أو الهجينة Blended or Hybrid Classroom Courses والمقرّرات المدمجة أو الهجينة عبر الإنترنت Blended or Hybrid Online Courses ببعض العناصر التي تتمّ وجهًا لوجه، ولكنّ جزءًا كبيرًا من التدريس يُنفَّذ عبر الإنترنت، ويُحدّد مقدار الاتصال الذي يحصل وجهًا لوجه مقابل الاتصال الذي يحدث عبر الإنترنت إلى حدٍّ كبير بشكل فردي من قبل المؤسسات التي قد تستخدم المقرّرات التعليمية المدمجة لأسباب عدّة، بما في ذلك تحرير مساحة الفصول الفعلية؛ لزيادة عدد الشعب المتاحة للمقرّر أو السماح ببعض المرونة للطلبة.

    وعلى عكس أنواع التعلّم عبر الإنترنت الموضّحة أعلاه، فالمقرّرات التي تُدرَّس بشكل حقيقي عبر الإنترنت لا تتطلّب أيّ نوع من الاتصال وجهًا لوجه؛ حيث تتمّ عملية التعلّم كاملة عبر الإنترنت، وتسمح إزالة الحواجز الجغرافية للمُتعلّمين بالتفاعل مع الآخرين من أيّ مكان في العالم، وقد تكون بيئة التعلّم الموجودة بالكامل على الإنترنت غير متزامنة؛ بمعنى أنّ الأنشطة جميعها تتمّ في وقت يختاره المُتعلّم، وقد توضع قيود زمنية على الوقت اللازم لإكمال العمل (على سبيل المثال، وحدات تعلّم أسبوعية، أو مواعيد محدّدة لتسليم مشروع أو للمشاركة في منتديات المناقشة)، ولكن يمكن للمُتعلّم جدولة الوقت اللازم لإكمال العمل ضمن هذه القيود، أما بيئات التعلّم المتزامنة -في المقابل - فتتطلّب أن يكون جميع المُتعلّمين متصلين بالإنترنت في أوقات محدّدة، وهذا النمط يمكن أن يسبّب عائقًا للمشاركين وذلك اعتمادًا على سياق التعلّم. ومن الممكن ألّا تُشكل البيئة المتزامنة تحدّيًا عندما يكون المُتعلّمون متقاربين جغرافيًّا ولديهم جداول زمنية متوافقة؛ ولكن المهنيين العاملين الذين لديهم التزامات عائلية وغيرها من الالتزامات قد يجدون صعوبة في متابعة الإنترنت في أوقات محدّدة، وقد تؤدّي الاختلافات في المناطق الزمنية إلى جدولة جلسات متزامنة في أوقات قد تكون غير مناسبة للجميع؛ لذا يُفضّل أن تكون الخيارات متعدّدة للمشاركة إذا وُجد تخطيط للجدولة المتزامنة.

    يمكن تطبيق المفاهيم الواردة في هذا الكتاب على العديد من بيئات التعلّم عبر الإنترنت؛ ولكننا نعرّف التعلّم عبر الإنترنت على أنه التعلّم الذي يحدث بشكل كامل في بيئة تعلّم عبر الإنترنت، من دون أيّ تفاعل وجهًا لوجه. عندما يكون التعلّم بشكل كامل عبر الإنترنت، فلا بدّ أن يعتمد المصمّمون والمعلمون بشكل أكبر على آليات تقديم الدروس والاستراتيجيات التعليمية. نحن نؤمن أنّ الأمثلة الواردة هنا والتي تتناول هذا النمط الأكثر تحدّيًا يمكن تطبيقها بسهولة في الأنماط الأخرى من التعلّم عبر الإنترنت. نستعرض في الجزء التالي تطوّر

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1