Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

أبـحـاث الملتقى الأول للقصــة القصــيرة: إصدارات موقع صدى ذاكرة القصة المصرية, #1
أبـحـاث الملتقى الأول للقصــة القصــيرة: إصدارات موقع صدى ذاكرة القصة المصرية, #1
أبـحـاث الملتقى الأول للقصــة القصــيرة: إصدارات موقع صدى ذاكرة القصة المصرية, #1
Ebook323 pages2 hours

أبـحـاث الملتقى الأول للقصــة القصــيرة: إصدارات موقع صدى ذاكرة القصة المصرية, #1

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

هذا الكتاب يضم أبحاث الملتقى الأول للقصة القصيرة الذي تظمه موقع صدى "ذاكرة القصة المصرية" برئاسة الكاتب والناقد المصري الكبير سيد الوكيل فيما يبذله الموقع من مجهودات ثقافية بهدف توثيق والنحافظة على تراث أدب القصة القصيرة العربي فيما يسمى ب "زمن الرواية". قامت باعداده الأستاذة مرفت يس رئيسة تحرير موقع صدى "ذاكرة القصة المصرية"

الأعمال العظيمة تبدأ بحلم كبير وخطوات بسيطة، والإبداع الأصيل يبدأ بفكرة تتخلق في رحم الوعي الإنساني لتكون عملا حقيقيا، هكذا بدأت فكرة موقع "صدى ذاكرة القصة المصرية" في التشكل عبر فكرة أصيلة للمبدع سيد الوكيل، ولأنها فكرة لها طموحها فقد تبعتها خطوات تنفيذية لاقت صداها عبر الساحة الثقافية العربية.

وفي سياق طموح التجربة وتطويرا لاشتغالها النقدي والإبداعي كان الملتقى الأول للقصة القصيرة المنعقد في القاهرة لمدة يوم واحد في السادس من أغسطس 2022، وهذا الكتاب يضم مجموعة الدراسات والأوراق التي كانت عماد الملتقي ومادة اشتغاله، وهي مجموعة من الدراسات متعددة الرؤى النقدية، تجتهد في الوقوف على صورة منهجية للقصة القصيرة العربية في عدد من الساحات العربية.

Languageالعربية
PublisherKinzy
Release dateAug 19, 2023
ISBN9798223067368
أبـحـاث الملتقى الأول للقصــة القصــيرة: إصدارات موقع صدى ذاكرة القصة المصرية, #1
Author

مرفت يس

Director of the Echo Short Story Memory website Editor of the Egypt Innovators website Storytelling workshops for children are offered at the Beni Suef Culture Palace Founder of Yahki An channel, readings and stories on YouTube She prepares and presents a bi-monthly evening entitled Online Story, which is one of the activities of the Egyptian Story Memory Sada website

Related to أبـحـاث الملتقى الأول للقصــة القصــيرة

Titles in the series (3)

View More

Related ebooks

Reviews for أبـحـاث الملتقى الأول للقصــة القصــيرة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    أبـحـاث الملتقى الأول للقصــة القصــيرة - مرفت يس

    مفــتتـــح

    تثبت القصة القصيرة مسايرتها للعصر برغم ما واجهها من تحديات كثيرة، تكمن في بنيتها، التي أزعم أنها أكثر تحديا في كتابتها من الرواية، لما لها من خصائص التكثيف، وانتقائية اللغة وشعريتها، وتأكيد وحدة الموضوع.. كل هذا في آن واحد، وهو ما نعنيه هنا بالتحدي. إذ تصبح قدرة الكاتب ومهاراته التقنية، هي السبيل لتوسيع أفق المعنى، وتفعيل الدلالة، لتصبح القصة - مهما كانت قصيرة - طاقة جمالية قادرة على الحضور، والتجدد.

    ربما وعينا بفعالية الطاقة الجمالية للقصة القصيرة، هو ما يدفعنا للتمسك بها، والدفاع عنها في مواجهة مقولة «زمن الرواية» التي فهمت على أنها تبشر بموت القصة. بالعكس نقول، إن القصة القصيرة تشهد يقظة، تمنحها هوية مغايرة لتك التي تأسست عليها في القرن العشرين. من هنا حرصنا على إنشاء موقعنا صدى «ذاكرة القصة المصرية-2018م» وجندنا أنفسنا لدعم هذه اليقظة، مستعينين بمجموعة من النقاد على اختلاف مشاربهم وأعمارهم، على نحو ما نرى في الفعالية الأبرز على الموقع، تلك التي نطلق عليها «قصة أونلاين» كونها مناقشات لأعمال قصصية، تبث على اليوتيوب.

    لكن هذا لم يمنعنا من توثيق محتويات الموقع الإليكتروني - رغم تنوعها بين الإبداع والنقد - عبر الكتاب الورقي. ويعتبر هذا الكتاب الذي بين أيدينا واحدا من سلسلة، بدأت بكتاب عن نجيب محفوظ، تحت عنوان «الأستاذ من جديد»، ثم تبعناه بمختارات قصصية لعدد من الأدباء المصريين والعرب، لنؤكد أن القصة مازالت حاضرة بقوة في الأدب العربي عامة. بل الأهم من ذلك، أننا لم نكتف بمتابعة المشهد القصصي الآني، بل عدنا إلى متابعة رواد فن القصة القصيرة، بدءا من محمود تيمور ومرورا بـ «يحي حقي، وإحسان عبد القدوس وإدريس، ويحي الطاهر عبد الله.. إلخ»، وقد تجلت هذه الرؤية الكلية لمسار السرد القصصي، عبر ملفات يمكننا الاطلاع عليها من خلال موقعنا على الرابط التالي: «https://sadazakera.wordpress.com» 

    وجدير بالذكر، أننا بصدد تحويل هذه الملفات الإليكترونية إلى سلسلة من الكتب الورقية، لنؤكد أن نشاطنا لا يقتصر على الواقع الافتراضي فحسب، بقدر ما هو واقع يتأكد عبر وسائط عدة مكنتنا من اقتفاء تاريخ القصة وتحولاتها عبر ثلاثة أجيال، لنقف على أبعاد الظاهرة القصصية، ولنؤكد أن الموت المفاجئ لم ينل منها بقدر ما هو مجرد مقولة لا أساس لها في الواقع، فالسرد طاقة خلقت مع الإنسان منذ وجوده الأول، كتلك التي وثقها على جدران الكهوف والمعابد، قبيل اكتمال اللغة، في صورتيها المنطوقة المكتوبة.

    ولعل آخر ما حققناه في هذا الصدد، تجلى عبر ملتقى للقصة القصيرة، عقد في «مركز سيا الثقافي»، بمبادرة نبيلة من الدكتورة صفاء النجار، وقامت على تنظيمه وإدارته الكاتبة مرفت يس، مدير تحرير الموقع، وشارك فيه عدد كبير من كتاب القصة الشباب، فضلاً عند مجمل الباحثين الذين ورد ذكرهم في هذا الكتاب، وتولى رئاسته الأستاذ الدكتور مصطفى الضبع.

    لقد حقق الملتقى نجاحا جماهيرياً واسعاً، يقطع الشك باليقين، لنتأكد أن القصة القصيرة، تشهد الآن يقظة خلاقة ومتجددة، على يد أجيال شابة وواعدة بنقلة نوعية في مسار القصة القصيرة.

    سيد الوكيل 

    عـلى سبــيل التقـديـم

    الأعمال العظيمة تبدأ بحلم كبير وخطوات بسيطة، والإبداع الأصيل يبدأ بفكرة تتخلق في رحم الوعي الإنساني لتكون عملا حقيقيا، هكذا بدأت فكرة موقع صدى ذاكرة القصة المصرية في التشكل عبر فكرة أصيلة للمبدع سيد الوكيل، ولأنها فكرة لها طموحها فقد تبعتها خطوات تنفيذية لاقت صداها عبر الساحة الثقافية العربية.

    وفي سياق طموح التجربة وتطويرا لاشتغالها النقدي والإبداعي كان الملتقى الأول للقصة القصيرة المنعقد في القاهرة لمدة يوم واحد في السادس من أغسطس 2022، وهذا الكتاب يضم مجموعة الدراسات والأوراق التي كانت عماد الملتقي ومادة اشتغاله، وهي مجموعة من الدراسات متعددة الرؤى النقدية، تجتهد في الوقوف على صورة منهجية للقصة القصيرة العربية في عدد من الساحات العربية.

    الدراسات بترتيب الأسماء وترتيب ورودها في الكتاب:

    1- أ. أشرف عكاشة: «القصة القصيرة وأثر القهر في تشكيل الشخصية نماذج قصصية من الصعيد». 

    2- د. دعاء الحناوي: «بنية العنوان في القصة القصيرة الأشكال والاتجاهات».

    3- د. سلوى عثمان: «القصة السودانية القصيرة.. من التقليد إلى الحداثة».

    4- أ. شوقي عبد الحميد يحيى: «القصة المصرية القصيرة عبر الأجيال».

    5- أ. عبد القهار الحجاري: «القصة المغربية اليوم: الحال والمآل».

    6- أ. عزيز المحساني: «واقع القصة القصيرة بالشرق المغربي».

    7- أ. فدوى العبود: «القصة السوريّة في الحرب.. سرد التفاصيل الصغيرة والمؤثرة».

    8- د. مدحت صفوت: «خمسة أشباح للحقيقة في خمس مجموعات قصصية».

    9- د. وهيبة صوالح: «حلم التغيير في قصة الساعة والولد الطويل».

    تجمع الدراسات  بين تاريخ الأدب والنقد في توجهاته المختلفة، ويجمع بين أصحابها عدة توجهات إذ يمثلون أجيالا ثلاثة لممارسة النقد كما يجمعون بين الانتماء للنقد عبر الأكاديمية أو الانتماء للنقد عبر الساحة الثقافية خروجا عن  الدائرة الأكاديمية.

    تشتغل الدراسات على محورين أساسين جامعين:

    1-  محور تاريخي موضوعاتي، ينتمي إلى تاريخ الأدب، يضم معظم الدراسات التي اهتم أصحابها بتقديم مساحات تعريفية دالة على جغرافيات عربية سردية وتتشكل وفق أربع جغرافيات: مصر – المغرب – السودان – سوريا، وهي دراسات ذات طابع تأسيسي يمهد لطرح نصوص سردية بغية اتباعها بمرحلة تالية تعمل على دراسة الجوانب الفنية للنصوص والوقوف على جمالياتها، وهي دراسات تركز على عمل كتاب القصة من حيث هم منجزون، يمثلون شبكة من المنجزات السردية ينضاف جهد كل منهم إلى تيار الإبداع السردي العربي، ويكونون مجموعة من علامات الإنجاز ويمثلون بوابات الدخول إلى مساحة الإبداع العربي.

    2-  محور نقدي: انشغلت فيه الدراسات بتقديم رؤى نقدية لنصوص أهم ما يميز رؤى الدارسين تجاوزهم الإطارات النظرية تطبيقا وتحليلا لنصوص عربية، وهي دراسات تمثل وجها آخر للدراسات النقدية، وجه يعمل على تعميق الرؤية النقدية بحثا عن جماليات النصوص في عمقها وليس الاكتفاء برصدها من الخارج أو الوقوف على المنجز العربي في كليته وإنما هي دراسات تعمل على تحديد نماذج اشتغالها، وتتجلى هذه الرؤية في أربع دراسات معمقة:

    د. دعاء الحناوي: عبر وقوفها على بنية العنوان في القصة القصيرة الأشكال والاتجاهات.

    د. مدحت صفوت: عبر وقوفه على خمس مجموعات قصصية، ينجز فيها مناورته الخاصة لمكاشفة النصوص عبر ما تتشارك فيه وما يمكنها أن تمثل عدة وجوه لموضوع واحد أو عدة وجوه لقضايا إنسانية واحدة. 

    د. وهيبة صوالح: في وقفتها المعمقة مع نص قصصي واحد، «الساعة والولد الطويل».

    والدراسات في ثلاثيتها تتدرج من الوقوف على العتبة إلى الوقوف مع مجموعة نصوص إلى الانفراد بنص واحد، مما يجعل منها ثلاث دراسات تتكامل فيما بينها لتغطي مساحة سردية في القصة القصيرة العربية، تتعدد رؤاها لكنها في النهاية تجتمع على مائدة مستديرة واحدة لتقدم منجزها في مقاربة النصوص.

    بلاغة النقد/ بلاغة المؤسسة:

    بلاغة النقد هنا في اختياره لنموذجه ومنطقة عمله وهو ما تحققه مجموعة الدراسات التي ضمها الملتقى، فكل دراسة حددت بعناية منطقة اشتغالها، وأحرزت تقدما فيما طرحت وما استهدفت من طرح، وهو ما يصب في مستهدفات الملتقى محققا غاياته المحددة، والتي تؤكد بلاغة المؤسسة بما عملت على اختياره مناسبا للفن القصصي ومناسبا للحظة التاريخية، ومناسبا تكنولوجيا العصر.

    والمؤسسة هنا هي موقع صدى ذاكرة القصة المصرية بوصفه كيانا تكنولوجيا يستهدف تقديم خدمة ثقافية ونقدية وإبداعية لا تقف عند حدود النشر وإنما تداول المعرفة النقدية والإبداعية وتبادل الخبرات على المستويين: الإنساني والإبداعي والثقافي، ومحاولة إحداث تأثير خلاق في سياق التجربة الإبداعية.

    منذ تأسيسه يعمل موقع صدى القصة على تشكيل وعي سردي يقوم على عدة محاور:

    1-  الحفاظ على ذاكرة القصة القصيرة المصرية والعربية وتفعيل اشتغالها.

    2-  تقديم كتاب القصة القصيرة الجدد بما يليق بمواهبهم وتجاربهم.

    3-  عقد ندوة (بدأت أسبوعية)، قبل أن تنتظم نصف شهرية.

    4-  تقديم ملفات نقدية خاصة برموز القصة القصيرة المصرية والعربية.

    5-  استقطاب المبدعين الجدد وتقديمهم عبر الموقع أولا والندوة ثانيا.

    إن وصف الكلام بالبليغ لم يمنع وصف الإنسان بالبلاغة، ووصف الإنسان بالبلاغة لا يمنع وصف المؤسسة بها أيضا، فالبلاغة هي القدرة على الاختيار: اختيار مجال الاشتغال واختيار التميز فيه.

    إن عددا من النتائج الدالة تتكشف حين نقف أمام خارطة العمل المتحقق خلال مساحة عمل موقع ذاكرة القصة، تتمثل في:

    الحفاظ على الهوية السردية العربية: عبر دوائر الحركة من الوطني إلى العربي، وهو ما يتجلى في: عدد المشاركين من البلدان العربية – تقديم النتاجات المختلفة للفن السردي في شتى بلدان الوطن العربي. 

    الحفاظ على هوية النقد الأدبي: في احتكاكه بالنصوص السردية ومقاربتها وتخصيبها.

    تداول السلطة النقدية: عبر تقديم أجيال من النقاد والمبدعين والحرص على تقديم السابقين من كتاب القصة القصيرة العربية.

    تخصيب الوعي باستثمار وسائل التواصل الاجتماعي وصولا إلى الجمهور المستهدف والمشاركين، وغير مباشر عبر الاعتماد على الوسائط «قنوات اليوتيوب» والمطبوعات الورقية.

    وهو ما يمثل خارطة طريق خاصة انتهجها المبدعان: سيد الوكيل بوصفه مديرا للموقع، والأستاذة ميرفت ياسين بوصفها دينامو الموقع و فريق العمل للملتقى بوصفه دائرة من دوائر اشتغال الموقع خارج نطاق العمل الأونلاين.

    د. مصطفى الضبع

    يناير 2023

    القصة القصيرة

    وأثر القهر في تشكيل الشخصية

    نماذج قصصية من الصعيد

    **** ** * ** ****

    أشرف محمود عكاشة

    على سبيل التمهيد:

    إن أهم ما يميز القصة القصيرة، أنها جنس أدبي قابل للتشكل والتعدد في الشكل والمضمون، فضلا عن سهولة نشرها وقراءتها. ومن حيث المضمون، فهي قادرة على التعبير عن كافة المضامين الذاتية والعامة بالوصف الخارجي، وتعدد الضمائر، وتوظيف الأحلام والأسطورة، والاسترجاع واستشراف المستقبل.

    فتعكس وعي وتصورات كاتبها، وتكشف عن قدراته ورؤيته المتفاعلة مع الواقع، ومع تقنيات القصة واستشراف الجديد دوما، هنالك شبه اتّفاق على أنَّ القصّة القصيرة نصٌّ يسرد حدثاً يتعلّق بشخصيّة «عادةً إنسانيّة» وتصف رد فعلها ومشاعرها تجاه هذا الحدث. وهذا يعنى أنّ نواة القصّة القصيرة حكاية، وتتوفّر عادة، وليس دائماً، على عناصر ثلاثة هي:

    أولاً: عرضٌ تعريفيّ بالشخصيّة. 

    ثانياً: نمو الحدث وتطوُّره.

    ثالثاً: الصراع الدراميّ الذي يحتدم في مواقف الشخصيّة وسلوكها ومشاعرها.

    وتتناول القصّة القصيرة تلك العناصر بصورةٍ مُكثَّفة وتعالج موضوعةً واحدة، بحيث تترك أثراً واحداً في نفس القارئ، يُطلق عليه في مصطلحات هذا الفنِّ «وحدة الأثر»، ولكن حتّى لو استخدم كُتّاب القصّة القصيرة هذه العناصر نفسها في قصصهم، فإنّهم يتباينون على مستوى البناء النصيّ ومكوِّناته المختلفة، ويتفاوتون من حيث مراجع السرد وروافده.(على القاسمي سيدة المرايا سيدة القصة القصيرة قراءة في مجموعة عبد الجبار السحيمي).

    الشخصية وأهميتها في القصة القصيرة:

    الشخصية لغة: «هو سواد الإنسان وغيره تراه من بعيد , يقال ثلاثة أشخص, والكثير شخوصٌ وأشخاصٌ».(إسماعيل بن حماد الجوهري معجم مختار الصحاح ج3/ 1042), وبالنظر إلى هذا المعنى «استعمل في ذاته , والشخص كل جسم له ارتفاع وظهور, والشخوص: السير من بلدٍ إلى بلد, وشخص بمعنى ارتفع , وشخص الشيء عينه وميزه مما سواه , والشخصية صفات تميز الشخص من غيره».(مجمع اللغة العربية المعجم الوسيط ج1/ 478).

    الشخصية اصطلاحا: فإن «مصطلح الشخصية يضم أية سمة أو صفة لها صلة بشكلٍ أو بآخر بقدرة الفرد على التكيف في محاولته الحفاظ على احترامه لذاته. ومن هنا يمكن القول بأن أي وصف ٍ لشخصية الفرد يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مظهره العام وطبيعة قدراته ودوافعه , وردود أفعاله العاطفية , وكذلك طبيعة الخبرات التي سبق أن مر بها ,ومجموعة القيم والاتجاهات التي توجه سلوكه. إن مفهوم الشخصية اصطلاح عام وشامل»(عبد الرحمن عدس وأخرون مدخل إلى علم النفس ص271).

    «تعد الشخصية في علم النفس المصدر الرئيس للظواهر الإنسانية معظمها التي تشمل الميول والاستعدادات الجسمية والعقلية والنفسية كافة التي تتفاعل بعضها مع بعض , لتحقق ذاتها وأسلوبها الخاص للتكيف مع البيئة الاجتماعية».(د. فيصل عباس الشخصية في ضوء التحليل النفسي ص11-12).

    والشخصية هي «أحد الأفراد الخياليين أو الواقعين الذي تدور حولهم احدث القصة».(معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب/ 217).

    كما تعرف الشخصية بأنها «نظام ينشئه النص تدريجيا , لكنها لا تقدم في بداية ظهورها هوية ,ً فهي في البداية شكل أو بنيةٌ عامة , وكلما أضيف إليها خصائص أضحت معقدةً غنية مرغبةً من دون أن تفقد هويتها الأصلية».(معجم السرديات ط1 /271).

    وفي الشعرية الأرسطية كانت الشخصية تعتبر ثانوية بالقياس إلى باقي عناصر العمل التخيلي وتكون خاضعة تماما لمفهوم الحدث وقد انتقل هذا التصور إلى التنظير الكلاسيكي الذي لم يعد يرى في الشخصية سوى مجرد اسم البطل أو وصفه.

    ويتفق هذا مع المفهوم اللساني للشخصية فقد جرد «تودوروف» الشخصية من محتواها الدلالي وأوقفها عند وظيفتها النحوية فجعلها بمثابة الفاعل في العبارة

    وأرى أن ذلك الرأي يصلح كقرين لدفع الخلط والتوهم الذي يحدث عند بعض المتلقين بين المبدع وشخوصه القصصية ولكنه ليس معيارا لقياس علاقة الشخصية بالواقع فليس بالضرورة أن تكون شخوص المؤلف محض خيال وإلا فأنى لنا أن نحكم عليها بصدقها الفني وحيويتها داخل النصوص «فيجب أن تكون الشخصية شخصية مقنعة وحيوية فعالة ومتفاعلة مع الأحداث، وذات تأثير في تصوير المواقف، وأن تحتك بينها وبين نفسها أو مع الشخصيات الأخرى؛ لبناء الصراع الذي يضفي على القصة نجاحاً أكبر كلما كان أكثر عمقاً» (عزيزة مريدن القصة والرواية دار الفكر دمشق 1980 ص 27، 28).

    «إن وجود الشخوص في أي عمل قصصي أمر حتميّ، فالعمل القصصي لا تقوم له حكاية دون شخوص ينشأ بينهم صراع، ينمي الأحداث ويصعدها، فلا يكفي الحدث وحده في بناء قصة ما»(عزيزة مريدن مرجع سابق ص28).

    ولكي تكون الشخصية القصصية عنصراً مقنعا في القصة ,يجب أن تكون متطورة وذات أبعاد تحددها ,كالحوافز والدوافع التي تدفعها للقيام بعمل ما, وتحدد الشخصية أيضا بملامحها وتصرفاتها

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1