Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

مقامات في حضرة المحترم
مقامات في حضرة المحترم
مقامات في حضرة المحترم
Ebook229 pages1 hour

مقامات في حضرة المحترم

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

سيد الوكيل، كاتب مبدع ورائد في عالم الأدب، يأخذنا في رحلة مثيرة وممتعة من خلال كتابه الرائع "مقامات في حضرة المحترم". هذا الكتاب الذي صدر في ذكرى وفاة الكاتب الكبير والحاصل على جائزة نوبل، نجيب محفوظ، يجسد روعة الأدب وقوة الكلمة في تأثيرها على القارئ.

تتناول صفحات الكتاب مسيرة النقد الأدبي وتأثيره على المشهد الإبداعي، حيث يستعرض الكاتب العلاقة المترابطة بين النقد والإبداع وكيف أن النقد الأدبي كان له دور محوري في تفسير وتنقيح الأعمال الأدبية. يستعرض الكتاب أيضًا الجهود الأكاديمية والمبدعة التي قدمها عدد من النقاد والمثقفين البارزين، وكيف أنهم كانوا حلقة الوصل بين التراث الأدبي القديم والأدب الحديث.

ومن خلال تحليلاته وتقييماته العميقة، ينقل الكاتب لنا رؤى مختلفة للروائي الكبير نجيب محفوظ وأعماله. يسلط الضوء على الواقعية الإنسانية التي تميز كتابات محفوظ، وكيف أنها تعكس الطابع الإنساني والإنسانية العميقة في أعماله. يتناول الكتاب أيضًا أعمال محفوظ الأخرى مثل "قلب الليل" و"الشحاذ"، ويقدم قراءة نقدية عميقة لهذه الأعمال ومعانيها ورموزها.

"مقامات في حضرة المحترم" هو كتاب يجمع بين النقد والإبداع، حيث يوفر للقارئ تجربة ممتعة ومثيرة في عالم الأدب. إنها شهادة من الأجيال الحالية قبل التيه العظيم في فضاء الشبكة العنكبوتية، وتمسكًا بالتاريخ الأدبي الحديث ومحاولة للإمساك بخيوطه الأولى.

إذا كنت تبحث عن كتاب يثري عقلك ويأسر قلبك، فإن "مقامات في حضرة المحترم" هو الاختيار المثالي. استعد للانغماس في عالم من النقد الأدبي والإبداع، واستمتع برحلة لا تُنسى مع كاتب لا يعرف الحدود، سيد الوكيل.

Languageالعربية
PublisherKinzy
Release dateAug 26, 2023
ISBN9798223995432
مقامات في حضرة المحترم
Author

سيد الوكيل

Sayed El-Wakil is an Egyptian novelist and critic, but he transcends these narrow classifications, being one of the prominent in the general cultural field, because of his critical and analytical opinions, and his reflections on reading the Egyptian cultural scene. On the contrary of his personality, which tends to be calm and non-conflicting on media appearances, his creative and critical writings are full of a lot of boldness and serious and new ideas, which puts him at the forefront of the innovators in modern Egyptian literature, starting with his novel (a little above life), which was published in the nineties and inspired many of this generation. And followed by other works such as:The Basada Street- El Halah Diet-At a glance. 

Read more from سيد الوكيل

Related to مقامات في حضرة المحترم

Related ebooks

Reviews for مقامات في حضرة المحترم

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    مقامات في حضرة المحترم - سيد الوكيل

    مقدمة

    حتى نهاية الستينيات من القرن العشرين، كان للنقد الأدبي دورًا محوريا في قيادة المشهد الإبداعي، وتفسيره، وتنقيحه. ولم يكن لرواد الأدب الحديث، من أمثال توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويحيى حقي وغيرهم، أن يختزلوا المسافة بين تراث الأدب العربي القديم والأدب العالمي، لولا هذا الدور المحوري للنقد في التعريف بتاريخ الأدب الحديث، تطوره، ومدارسه واتجاهاته. وقد نهض الدور التنظيري على جهود أكاديميين كبار بدءا من طه حسين ولويس عوض، إلى عز الدين إسماعيل، وحتى غالي شكري وعلى الراعي وغيرهم. فيما كان الجناح الثاني من الحراك النقدي ممثلاً بعدد من كبار المثقفين بدءا من أنور المعداوي إلى محمود أمين العالم، ورجاء النقاش، وإبراهيم فتحي، وآخرين حققوا الدور العام للكتاب والمثقفين كما يصفه إدوار سعيد. لقد حدث هذا عبر إسهامات جادة في قراءة وتوصيف وتقييم المنتج الأدبي، إذ كانوا بمثابة حلقة الوصل، بين المعني البحثي المتخصص للنقد ونظرياته، والمعنى التطبيقي أو الوظيفي له.

    المعنى الواسع لهذا التجاور بين النقد والإبداع، كان يصب في طريق اندياح المسافة بينهما، لتصبح العلاقة بينهما أقرب إلى العلاقة بين القرار والجواب في فنون الطرب، كل منهما يغذي الآخر ويثريه، فالناقد، ليس مجرد مدرس للأدب، وليس رقيبًا شرطيًا على الإبداع، وليس مبدعًا فاشلاً وموتورًا، بقدر ما هو صوت النص الهامس. لهذا، أؤمن بأن الحب هو سبيل الناقد، الذي يمكنه من الإنصات الرهيف لصوت النص، وعليه، يأتي هذا الكتاب في محبة حضرة المحترم، نجيب محفوظ.

    وثم شيء آخر، يدعوني للكتابة في حضرة المحترم، وهو ما وصل إليه المشهد الأدبي من تشظ وعشوائية، فرضتها الطبيعة السائلة للحياة فيما بعد الحداثة، ودعمتها العولمة، بفرضياتها اللاهثة شديدة الاشتباك فيما بينها، حتى بات الحراك الأدبي منفلتا من التوصيف والتصنيف والمعيارية، بعد انحسار المدارس والاتجاهات والتيارات التي حكمت الحراك الأدبي طوال عقود الحداثة، وما واكبها من ضمور في نظريات الأدب، لذا، فإن الكتابة في هذه اللحظات الأخيرة من تاريخ الأدب الحديث، هي بمثابة شهادة من الأجيال الحالية، قبيل التيه العظيم في فضاء الشبكة العنكبوتية الذي يهدد ذلك التاريخ بالتشوش. ومن ثم، فهو محاولة للإمساك بأول الخيط، لا تستهدف الوصول إلى آخره بقدر ما هو إسهام، ظاهره النقد وباطنه الإبداع، أهم ما يميزه وجوده في حضرة المحترم.

    يقف الفصل الأول عند حدود القراءة التأملية للمسيرة المحفوظية وما رافقها من رؤى نقدية، ومن ثم فهو ملاحظات على قراءة نجيب محفوظ، تطمح لأن تقدم قراءة أكثر دقة، وإنصاتًا لبعض نصوصه، تنأى بها، عن الطابع الأيديولوجي الذي وسم الكثير من القراءات الأولى.

    وفي هذا السياق، يحاول هذا الفصل، الوقوف على معنى مختلف للواقعية عند محفوظ، يتسم بطابع إنساني، أكثر منه أيديولوجي.

    يأتي الفصل الثاني من الكتاب، تطبيقا نقديًا لمعنى الواقعية الإنسانية من خلال عملين، هما: قلب الليل، والشحاذ. وإذا كان البناء الفني لقلب الليل ينهض على آلية إسقاطية يترافق فيها النص والنص المصاحب، لتمنح القارئ مساحة واسعة من التأويل، فإن المعنى الوجودي لرواية الشحاذ يؤكد على الطبيعة الفردية للواقع، تختلف عن الواقعية الاجتماعية، بل وتنتقد نزعتها الجمعية، فالتجربة الوجودية التي توزعت على نحو أقل وضوحًا في الكثير من أعمال نجيب محفوظ، كالطريق والسراب والعائش في الحقيقة إلخ، تعكس أزمة الإنسان الفرد في واقع مشتبك بالتاريخ، ومتورط في الحاضر، ومؤرق بالتجربة الذاتية، تلك التي يسميها جبرييل مارسيل، عضة الواقع.

    أما الفصل الثالث، فمدخله أحلام فترة النقاهة، بوصفها مارش الوداع لمسيرة نجيب محفوظ الأدبية. فإذا كانت الأحلام قد لعبت دورًا كبيرًا في الكثير من أعمال نجيب محفوظ، إلا أنه ظل دورًا تقنيًا وأداتيًا في خدمة نصوصه ومعززًا لشخصياته، على نحو ما نجد في قصة (كلمة غير مفهومة) عندما يصبح حلم المعلم (حندس) أداة تمكن غريمه المغدور (حسونة) بعد موته من الثأر لنفسه.

    أما أحلام فترة النقاهة، فهي تقدم الأحلام بوصفها فنًا مقصودًا لذاته، يمتلك لغته وتقنياته وأساليب سرده المميزة له. ومن ثم فالحلم لم يعد نصًا في خدمة نص آخر، بل هو نص مستقل بذاته، وعلى نحو غير مسبوق في الأدب العربي الحديث. غير أن هذا الفصل لا يستغرق في رصد أحلام فترة النقاهة، ولا يسعى لفض رموزها، إيمانًا من بخصوصية التجربة الذاتية، والطبيعة المراوغة للحلم. لهذا فنحن نركز على الطابع المميز لأحلام فترة النقاهة بوصفها فنًا سرديًا مستقلاً ومختصًا بذاته وموضوعه معًا.

    وفي سبيل تأكيد هذا المعنى، نهتم بالبحث عن أثر سرد الأحلام، على  بعض أحفاد نجيب محفوظ من المبدعين الجدد، أو ممن نسميهم مريديه، كونهم أدركوا فحوى الرسالة المحفوظية، بان سرد الأحلام يمكن أن يكون فنا مقصودا لذاته، ومشبعا لكاتبه كالقصة القصيرة تمامًا، وإن ظل متميزًا عنها بلغته وتقنياته.

    وفي النهاية، ففي حضرة المحترم رحابة تسمح لاستضافة مريديه، ونسمح لأنفسنا بحضور هامشي، يأتي في ذيل الكتاب على سبيل التوقيع بالمحبة والامتنان لوجود نجيب محفوظ في حياتنا الأدبية.

    لهذا فإن هذا الكتاب لا يقدم نفسه بوصفه نقدًا موضوعيًا لعمل أو لأعمال أدبية، بقدر ما هو أنشودة محبة في حضرة المحترم، وهذا إقرار مني بذلك، وعلى الله قصد السبيل.

    سيد الوكيل

    الفصل الأول

    بانوراما نجيب محفوظ

    ..الكتابة عن أي رواية من روايات نجيب محفوظ، لا يمكن أن تتم بتكوينها الأمين إلا من خلال أعمال نجيب محفوظ ككل.. كذلك الحال مع جميع الروائيين العظام، والشعراء العظام، والفلاسفة العظام.

    شاكر النابلسي

    ( مذهب للسيف ومذهب للحب)

    أولا: رحابة السرد

    لستُ أذكر الآن، عدد الذين نصحوني في بداية مشواري مع السرد: إذا كنت ترغب في قراءة القصة القصيرة فعليك بإدريس، وإن كنت ترغب في قراءة الرواية فعليك بمحفوظ.

    أفكار كهذه، قسّمت السرد بين زعيمين. لا بأس، ولكنها ـ في الحقيقة ـ نتيجة لجهد نقدي طويل في رسم الحدود الفاصلة بين القصة والرواية. فنحن نعرف، أن النشأة الأولى، لم تكن على هذا القدر من الحسم، للفارق بين القصة والرواية، وكثير من القصص كانت تنشر تحت مسمى (رواية). ونعرف، أن بعض الكتاب كانوا ينشرون قصصهم القصيرة، ثم يحولونها إلى روايات، بما يعني أن الوعي بحدود النوع بينهما، لم يكن ماثلًا في أذهانهم، حتى وهم يطلقون على ما يكتبونه قصًا. ففي مقدمة مجموعته القصصية (إحسان هانم) يقول عيسى عبيد: وقد حذونا حذو بلزاك شيخ الروائيين الفرنسيين في مؤلفاته الموسومة بالإنسانية الممثلة.. بمعنى أننا قد نتتبع في قصصنا المقبلة حياة الأشخاص الذين صورنا صفحة من حياتهم في هذه القصص، أو نأتي على صفحة أخرى من حياتهم. (1)

    كانت القصص المحفوظية، تقدم نموذجًا لا يبالي بهذه الحدود. فبدت قصصه القصيرة، في أثرها القرائي، بقوة الرواية. سواء في عالمها المركب، أو فضائها الدلالي، أو زمنها الرحب، أو لغتها المتأنية. لكن كثيراً من النقاد المولعين بالتخصص الدقيق، ورسم الحدود بين الأنواع، لم ينظروا لقصصه القصيرة بتقدير مناسب، فانتهوا إلى توزيع إمارة السرد بينه وبين إدريس. فمنحوه عرش الرواية، ومنحوا إدريس عرش القصة القصيرة. هذا سجال لا بأس به. لكن ما يعنينا هنا، هو الترسيم الضيق لسمات القصة القصيرة، الذي انحصر في النموذج المدرسي لقصة (نظرة) ليوسف إدريس. إذ بدت قصص محفوظ في مواجهتها، وكأنها روايات مُلخصة، وربما مُجهضة. في ظني أن هذه اللحظة، كانت فارقة في حياة القصة القصيرة، وعكست صراعًا غير مبرر بين نوعين من السرد كأخوين من أم واحدة وأب واحد.

    في بداية هذا الصراع، ازدهرت القصة القصيرة وحظيت بالرعاية المتكاملة، كتابة وقراءة ونقدًا، حتى طالعتنا مقولة (زمن الرواية) فوجدت القصة القصيرة نفسها في العراء. وتراجعت مكانتها بين النقاد والناشرين، والقراء. وفي عام (2007م) حُجبت جائزة الدولة التشجيعية في القصة القصيرة وسط ذهول الكثيرين من كتاب هذا الفن المعذب. وفي سجال صحفي، اعتبره البعض إعلانًا رسميًا بوفاة القصة القصيرة، وعارضهم آخرون معبرين عن قلقهم إزاء سياسات المنح والمنع التي تديرها المؤسسات الثقافية، رافضين أن تكون القصة القصيرة فنًا في طريقه إلى الزوال، مستشهدين بعدد من المجموعات القصصية المميزة، التي قدمت اقتراحًا سرديًا مغايرًا في شكل القصة القصيرة. كما أشاروا إلى تجارب واتجاهات فارقة في مسيرتها القصيرة، تتجاوز الأنماط الشائعة في بنية الإبداع القصصي. فعلى مستوى عالمي، كان نموذج ( ناتالي ساروت) انحرافا مهما في مسيرة السرد القصصي، وفي مصر، انبثقت مقولة (الكتابة عبر النوعية) برعاية متكاملة من الروائي (إدوار الخراط)، فعبّرت عن تململ السرد القصصي من سلطة النوع. غير أن آليات التطوير والتجديد للفنون، لا تُفرض من خارجها بأفكار مسبقة، بل عبر الاختبار والتجريب، وضرورات الانحراف التي تستدعيها الفنون نفسها. فلم يكد ذلك القرن ينتهي، إلا وأصبحت فكرة عبور النوع مجرد ذكري عابرة في تاريخ القصة القصيرة، تمامًا كما حدث مع نموذج ناتالي ساروت في الأدب العالمي. ولا يعني هذا أن مثل هذه التجارب والانحرافات، لم تكن مؤثرة، بل يعني، أنها تحولت إلى مُدخلات ومعطيات، تذوب في معنى واسع ومتجاوز لكل التصنيفات والأنواع، هذا المعنى هو: السرد.

    نعرف أن ظهور القصة القصيرة بمعناها الفني الذي نعرفه الآن، قد بدأ متأخرًا بعد الرواية بأكثر من قرن، ومن ثم، يبدو ظهورها، كما لو كان ثورة على الرواية، التي مازالت تتلكأ في تقاليدها القديمة، على نحو ما يقول اكونورو: يمكن أن نري في القصة القصيرة اتجاهاً عقلياً يجتذب جماهير الجماعات المغمورة علي اختلاف الأزمنة وأن الرواية مازالت بالفكرة التقليدية عن المجتمع المتحضر(2). فلا نستبعد، أن ما حققته القصة القصيرة من تنوع في أساليب السرد وتقنياته أسهم في تطور الرواية.

    صحيح أن واقعة حجب جائزة القصة القصيرة، وملابساتها المؤلمة، ظلت ماثلة في ذاكرة كتّاب القصة كجرح عميق، لكنها

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1