عناقٌ افتراضيٌ

By مراد حسن فطوم

 . تعتبر المجموعة القصصية "عناق افتراضي" للكاتب مراد حسن فطوم مزيجًا رائعًا من القصص التي تستمد قصصها من الواقع الاجتماعي وتلك التي تجمع بين الخيال والفنتازيا.

تتميز هذه المجموعة بالتركيز على التكثيف الدلالي كجزء من بنية القصة، حيث يستخدم الكاتب اللغة والصورة ودينامية الأحداث لإيصال رسالته بشكل قوي ومشوق. كما تتضمن المجموعة أيضًا لمحات مشهدية مثيرة تعزز دور القارئ في استكمال النص وتفسيره.

وتأتي المجموعة مع مقدمة نظرية من قلم المؤلف، تلقي الضوء على مفهوم التكثيف كهيكل سردي، بهدف تحفيز الكتاب والمبدعين على اتخاذ خطوة جديدة في رحلتهم الأدبية. فهو يدعوهم إلى استكشاف عالم القصة بشكل أكثر عمقًا وتجاوز الحدود التقليدية.

إذا كنت تبحث عن مجموعة قصصية تجمع بين التشويق والأدب وتحثك على التفكير، فإن "عناق افتراضي" هي المجموعة المثالية لك. استعد للانغماس في عوالم مختلفة وتجربة قراءة تثير العقل والخيال.

   

 

 

• Language: العربية
• Publisher: KINZY PUBLISHING AGENCY
• Release date: Dec 31, 2023
• ISBN: 9798223143987

مراد حسن فطوم

مراد حسن فطوم هو كاتب موهوب ومثقف ذو خلفية أكاديمية قوية. حاز على درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، مما يعكس تفانيه في فهم وتطوير الأدب العربي. ولد مراد حسن فطوم في عام 1977، ومنذ صغره أبدع في مجالات متنوعة مثل الشعر والمسرح والقصة القصيرة. كانت مواهبه الأدبية تلفت الأنظار، مما دفعه إلى نشر أعماله في الصحف والمواقع الإلكترونية المتخصصة. قدم مراد حسن فطوم أيضًا مساهمات مهمة في المجال النقدي، حيث نشر مقالات نقدية وقصص وأشعار في مجموعة متنوعة من الصحف. تعكس هذه المساهمات تنوع اهتماماته الأدبية واستعداده لاستكشاف مختلف الأشكال والأنماط الأدبية. قام مراد حسن فطوم بنشر كتاب له بعنوان "التلقي في النقد العربي" عن الهيئة السورية للكتاب في عام 2013، وكذلك قام بنشر كتاب آخر بعنوان "حركة التجديد الشعري وأثرها في النقد العربي" عن دار ملامح في الشارقة. إن مراد حسن فطوم يتمتع بقدرة فريدة على التعبير والتحليل الأدبي، وقد أثبت نفسه ككاتب موهوب قادر على إلهام القراء وإثارة أفكارهم. تتميز أعماله بالأصالة والعمق، وتعكس رؤية متنوعة للأدب العربي المعاصر. نحن متحمسون لرؤية المزيد من الإبداعات الأدبية من مراد حسن فطوم في المستقبل.

Book preview

عناق افتراضي

مجموعة قصصية

––––––––

مراد حسن فطوم

إلى سُحبِ الطَّمأنينةِ والأملِ والارتواءِ

الَّتي تُظلِّلُ وحشَتي في هَذا القَيظِ

إلهام وآرام وأغيد

تقديم

التَّكثيف الدِّلالي بوصفه جزءاً من المعمار السّردي

لم يعد الحديث عن فن القصة، في الأدب العربي، غريباً أو منكراً، على الرغم من أن هذا الفن بمفهومه الفني حديث العهد، فقد تطورت وسائل كتابة القصة القصيرة وتقنيات القص، بفضل مجموعة من القنوات الكاشفة، ولعل أهمها الترجمة التي وضعت الأدباء أمام تجارب فنية كثيرة ومتنوعة، مشفوعة بالتنظير النقدي، الذي أدى إلى فهم تلك التجارب، ووضع الأدباء والنقاد على طريق التجريب، على حدٍّ سواء، مسلَّحين بالمصطلحات المهاجرة، ووسائل الفهم النظرية العامة كالفلسفات الحديثة، ونظريات الإبداع الأدبي ونقده، وصولاً إلى تطوير مفاهيم الأنواع الأدبية، بما يناسب التجربة الفردية.

ومما يميز فن القصة القصيرة، قدرة الكتاب على تطويعها، وتلوينها بالصور والمشاهد والحوارات، وتغيير الترتيب النمطي لسيرورة الأحداث، وتبديل مواقع الشخصيات الثانوية والأبطال، واستلهام أزمنة من عصور متنوعة، ومن ثم مزج تلك العناصر، ووضعها على أساس تخييلي متين، ينطوي على وجه إبداعي، بهدف تكثيف دلالاتها، وتعميق مراميها، لجعلها أشبه بلوحات فنية جاذبة، تحتاج إلى مزيد من آليات القراءة المتراكبة والرؤى لاستكناه مضامينها.

لقد دأب الأدباء العرب على مسايرة التجارب الفنية العظيمة للكتاب العالميين، وهم يهجسون بديوان العرب، فالذاكرة الفنية والذوقية تمشي على إيقاعات الشعر وأوزانه، لذلك كثيراً ما نرى المضمون الشعري واضحاً في السرد العربي، من خلال استخدام وسائل البلاغة اللافتة فيه، وقد استطاعوا التعبير عن الواقع بتطوير تقنيات القص، معتمدين المعمار الفني القابل للتحول، ولا سيما بعد أن غدت القصة القصيرة شكلاً جمالياً، يكنز عناصر فنيةً يسعى الكاتب لجعلها لوحة تشكيلية، أو بناءً معمارياً تصميمه بديع غريب، مقترباً من مفهوم التشكيل الجمالي في فنون التصوير والعمارة، وهذا ما وسَّع للأديب، وأعطى حرية أكبر لكسر الأعراف الأدبية، وتركيب الوحدات البنائية بما يتفق مع أهوائه الجمالية. فاقتربت الحدود بين الأنواع الأدبية، وراح الأديب يسبغ على قصصه- من روحه الفني- خصوصية التناغم مع الأجناس الأخرى ولا سيما الشعر والمسرح، بوصفها فنوناً كتابية.

في قصص هذا الكتاب مجموعتان من القصص القصيرة:

-  الصعود على دركات الغاية (محطات قصيرة).

-  مكامن الظل (أفياء صلبة).

تحوي كلُّ مجموعة منهما تجربة في التكثيف الدلالي، فهي من جانب تختزل القص لتبدو قصصاً قصيرةً، وتفتح من جانب آخر أبواب الاتساع من خلال تكثيف مقولات العناصر البنائية، في محاولة إثارة المتلقي للوقوف على مشارف المشاركة في بناء النص، الذي قال شيئاً، وصمت عن أشياء أخرى. وقد جعلت لكل مجموعة منهما عنواناً جامعاً للعناوين الخاصة لكل أقصوصة، فهي تشترك بشكل أو بآخر بما تحيل إليه، ليس في معناها، بل في المضمون المشترك لما ترمي إليه في تساوقها، أو بما يمكن أن نسميه المناخ المشترك للكتابة، أو صوت المفرد في جوقة الجماعة، فلا تجربة بشرية محضة ومعزولة.

في هذه الأقاصيص لا توجد شخصيات نامية ومتطورة، فأكثر الشخصيات ثابتة، يمكن أن يكون المتلقي أحد أبطالها، فهي فضفاضة الصفات عموماً، ولكن لا يحدث لها تغييرات ملحوظة في أسطر القصة القليلة، إلا ما ينتابها من ارتياب نفسي أو إذعان لـ (الهو) في صراعه مع (أناها) الضعيفة، وتبقى تصرفاتها على محور ثابت، وقد يكون تغير السلوك المفاجئ حلَّاً في نهاية الأقصوصة. إنها شخصيات عادية، في بيئة يعيشها القارئ، لكنَّها غير مستقرة في مسار الأحداث، تحاول أن تربك المتلقي، وتكسر توقعاته، وتغير أفق انتظاره، في محاولة إرغامه على الولوج إلى التجربة ذاتها، متحيزاً في المسافة الجمالية بين المقروء والمتوقع، أو جعله يقفز أبعد في مراميه في أثناء القراءة، إنها شخصيات مفردة، تعمد إلى النداء الداخلي البعيد، وتنتظر صداه الجمعي لدى المتلقي، بدلاً من المونولوغات، هي ذوات حائرة لكنها ساكنة وعميقة في ارتيابها.

أما سرد الأحداث؛ فلا تنحو الأقاصيص هنا الطريقة التقليدية التي تتبع الترتيب الزمني والسببي على نحو واضح، ويستفيد السرد من إمكانات اللغة، ليتخلص كثيراً من أسلوب القص التقليدي بالبدء بالأفعال (كان أو كنت أو عاش أو وُلد ...