Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الشعر
الشعر
الشعر
Ebook74 pages33 minutes

الشعر

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يتناول إبراهيم عبد القادر المازني غايات الشعر ووسائطه، ويُعَتبر هذا الكتاب تعبيرًا عن أحد ألوان الطّيف الشّعري والنّقـدي في زمنه، وعلى الرغم من أن المازني خاض غمار الترجمته في كتابة المقال والرّوايات والقصص، إلّا أنّه لا يُستهان بتجربته في الشعر نظمًا ونقدًا، ويُعدُّ من أعمدة الأدب الحديث. ويقول المازني: «صَدَق َمن قال إن الإنسان حيوان شعري وإن لم يُلقّن قواعد النّظم وأصوله» فقد أسَّس إلى جانب عباس محمود العقاد وعبد الرحمن شكري مدرسة الديوان، وقد دعت إلى التجديد في الشعر عبر الموضوعات، والاطّلاع على الأدب الغربي، و الشّعر القديم، للاستفادة منهما، ولتوسيع مدارك الكاتب ورؤاه، كما توجّهوا في مدرسة الدّيوان إلى الاستعانة بمدارس التحليل النفسي، والاتّجاه إلى الشعر الوجداني. وقد عابت مدرسة الديوان الشعرية على مدرسة الإحياء والبعث الالتزامَ بالوزن والقافية، وناهضت النسق الكلاسيكي المتمثِّل في استعمال الّلغة التراثيّة، ومحاكاة القدماء في الأغراض والمعاني، و كان يتزعم هذه المدرسة كلٌ من محمود سامي البارودي، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وعلي الجارم، وأحمد محرم.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2017
ISBN9786436953868
الشعر

Read more from إبراهيم عبد القادر المازني

Related to الشعر

Related ebooks

Reviews for الشعر

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الشعر - إبراهيم عبد القادر المازني

    الغلاف

    الشعر

    إبراهيم عبد القادر المازني

    تصميم الغلاف: عمر الديب

    جميع الحقوق الخاصة بالغلاف محفوظة لشركة رفوف أون لاين ذ.م.م.

    منطقة حرة، دبي، الإمارات

    إيميل: publish@rufoof.com

    صندوق بريد: 9648 عمان 11941

    الموقع الإلكتروني: rufoof.com

    © رفوف، 2017

    جميع الحقوق الأخرى ذات الصلة بهذا العمل خاضعة للملكية العامة.

    إن شركة رفوف غير مسؤولة عن آراء المؤلَّف وأفكاره وإنما يعبِّر الكتاب عن آراء مؤلِّفه.

    الشعر

    غاياته ووسائطه

    (١) المقدمة

    ثلاثة روضهم باكر

    الصب والمجنون والشاعر

    ما أظن بك أيها القارئ إلا أنك تقول مع القائلين إنّ الشعر أضغاث أحلام ووساوسُ أطماع، هَبْهُ كذلك، أليست الحياةُ نفسها حلمًا تنسج خيوطَه الأماني والأوجال، وتسرجه الظنونُ والآمال؟ أليست هذه الأحلام مسرح خواطرك في سواد الظّلام، وعزمك الذي تَصولُ به في وضح النَّهار؟ أم تحسب أنك تستطيع أن تُخلي العالم من هؤلاء النفر «الحالمين» كما أخلا «أفلاطون» جمهوريته منهم ونفاهم عنها مخافة أن يفسد عليه وصفهم الإنسان، «الطبيعي» إنسانَه «الحسابي» الذي خلقه خِلْوًا من العواطفِ بريئًا من الانفعالات، لا يضحكُ ولا يبكي ولا يحزنُ ولا يغضبُ، ولا تغالي به خُدُع الآمال ولا يُهبط به صادقُ اليأس إلى آخر ما ألزمه من الشمائل الحلوة، والمناقب الجميلة! التي أحالته تمثالًا لا يتمثَّلُ إلا في خاطر فيلسوفٍ مثله؟؟ على أنَّ جمهورية أفلاطون (الفيلسوف) لمَّا تنسخْ عالم هومر (الحالم)!!

    (٢) الشعراء

    وهب الشعر أحلامًا، أهي شيء من اختراع الشاعر يخدع به العقول ويضلل النفوس؟ أم نتيجة ما ركب فيه مبدع الكائنات؟ فلا متقدم له ولا متأخر عن هذه الأحلام، إن صح أنها أحلام؟ أليس الحب والبغض والخوف والرجاء واليأس والاحتقار والغيرة والندم والإعجاب والرحمة مادة الحياة؟ فأي غرابة في أن تكون مادة الشعر أيضا؟

    لصدق من قال إن الإنسان حيوان شعري وإن لم يلقن قواعد النظم وأصوله! فالطفل الذي يستمع إلى أساطير العجائز شاعر، والقروي الذي يرى قوس الغمام فيجعله قيد عيانه شاعر، والحضري الذي يخرج ليرى موكب الأمير شاعر، والبخيل الذي يقبض كفه على الدرهم شاعر، والرجل الذي يتندى على إخوانه وتسخى على أصحابه شاعر، وصاحب الملك الذي ينوط آماله بابتسامة، والمتوحش الذي ينقش معبوده بالدم، والرقيق الذي يعبد سيده، والظالم الذي يحسب نفسه إلهًا، والمزهو والطامح والشجاع والجبان والسائل والسلطان والغني والفقير والشاب والشيخ وسائر من خلق الله، ما منهم إلا من يعيش في عالم من نسج الخيال وسرج الأوهام!

    «ليس الشعراء … محدثي اللغات ومبتدعي فنون الموسيقى والرقص والحفر والتصوير فقط، بل هم أيضًا واشعوا الشرائع ومؤسسو المدنيات ومبتكرو فنون الحياة. وهم الأساتذة الذين يصلون ما بين الجمال والحق وبين عوامل هذا العالم المستتر الذي يدعوه الناس الدين … ولقد كان الشعراء في العصور الأولى التي مرت بهذه الدنيا يسمون تارة مشرعين وطورًا أنبياء حسب العصور التي ظهروا فيها والأمم التي نبغوا منها. صدق الأولون فإن الشاعر جامع أبدًا بين هذين في نفسه لأنه لا يقتصر على رؤية الحاضر كما هو ولا يجتزئ باستطلاع القوانين والأنظمة التي ينبغي أن تنزل على حكمها أموره، بل يستشف المستقبل من وراء الحاضر، فليست خواطره إلا

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1