Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

مفاتيح المملكة الخفية
مفاتيح المملكة الخفية
مفاتيح المملكة الخفية
Ebook274 pages1 hour

مفاتيح المملكة الخفية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يتناول هذا الكتاب في الفصل الأول وهو فصل نظري ثلاثة عناصر أولها التأصيل التاريخي للرواية عند الغرب بدءا من فريدريك هيجل، جورج لوكاتش ثم ميخائيل باختين، وفي العنصر الثاني تمت معالجة مفهوم الشخصية في المناهج الأدبية الحديثة بما فيها المنهج النفسي، البنيوي، ثم البنيوي التكويني. وفي العنصر الثالث من الفصل عولجت سيميائية الشخصية ليتم توضيح كيف تبلور هذا المفهوم عند غريماس من خلال اعتماده على النموذج الوظائفي لفلاديمير بروب لصياغة نموذجه العاملي، وقد تم بعد ذلك تناول مفهوم الشخصية عند فيليب هامون الذي أضاف اقتراحاته لدراسات سابقيه معتبرا الشخصية علامة.
أما الفصل الثاني فهو فصل تطبيقي يبرز تصنيف شخصيات روايات محمد برادة (رسائل من امرأة مختفية)، (موت مختلف) و (بعيدا من الضوضاء قريبا من السكات) حسب مقاربة فيليب هامون إلى شخصيات مرجعية، شخصيات إشارية وشخصيات استذكارية، وقد تم تصنيف الشخصيات المرجعية إلى شخصيات ذات مرجعية اجتماعية، شخصيات ذات مرجعية مجازية، شخصيات ذات مرجعية تاريخية وشخصيات ذات مرجعية ثقافية، كما تم تحديد دال ومدلول الشخصيات في الروايات المدروسة.

Languageالعربية
Release dateNov 13, 2023
ISBN9798215133798
مفاتيح المملكة الخفية

Related to مفاتيح المملكة الخفية

Related ebooks

Reviews for مفاتيح المملكة الخفية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    مفاتيح المملكة الخفية - Nora Elbilani

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ﴿ الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ﴾

    أهدي عملي المتواضع:

    -إلى من بلغ الرسالة وأدى الأمانة محمد صلى الله عليه وسلم.

    -إلى والدي العزيزين حفظهما الله تعالى.

    -إلى أسرتي الصغيرة والكبيرة.

    إلى الأستاذ/ عبد الرحمان غانمي.. الذي كان له الفضل في خروج هذا العمل إلى الوجود

    -إلى كل من علمني.

    مقدمة

    يعد النص الروائي إبداعا يتكون من نظام من العلاقات والبنيات المختلفة، له مميزاته الاجتماعية والحضارية والثقافية. تبرز أهمية الرواية كإنتاج أدبي من حيث أنها تعكس الواقع المعيش، تدمج القارئ في بنيتها فتحتويه أحداثها لينماز بذلك كعمل أدبي، يتصدر الإنتاج الإبداعي، يحظى باهتمام المناهج الأدبية الحديثة كالسيميائيات التي خولتها أهمية بالغة انطلاقا مما توصلت إليه من طرق وخطاطات، مكنت الباحثين من مقاربة هذا الجنس الأدبي ومكوناته بالتحليل والتأويل، وأهم هذه المكونات الشخصيات التي تحتل مركز العمل الروائي من منطلق قيامها بالأحداث وتحقيق سير الحبكة، فما يصدر عنها من حركية وأحداث يمكن الرواية من تبوئها مكانتها، من ثمة تتبلور أهمية الشخصية في الرواية، فتواجدها يعكس الحياة، ويبنيها من جديد بأسلوب جيد جميل في عالم متخيل يسم الرواية، وهذا ما أثار الاهتمام لدراسة الشخصيات وتحليلها من خلال البحث المعنون: سيميائية الشخصية الروائية في روايات محمد برادة (رسائل من امرأة مختفية)، (موت مختلف) و(بعيدا من الضوضاء قريبا من السكات)، وقد تم اعتماد المنهج البنيوي السيميائي في مقاربة شخصيات الروايات انطلاقا من منظور فيليب هامون، يدفع هذا الموضوع للتساؤل:

    1- ما هو منظور النقاد للشخصية؟

    2- كيف تجلت شخصيات الروايات المدروسة من منظور فيليب هامون؟

    وهذا يجعلنا نفترض أن:

    *يتحدد منظور كل ناقد للشخصية بحسب اتجاهه النقدي.

    *يمكن تحليل شخصيات الروايات المدروسة حسب فيليب هامون من الكشف عن الدلالة في هذه النصوص الروائية.

    للإجابة عن هذه التساؤلات جاء الكتاب مقسما إلى فصلين تتصدرهما مقدمة وتتقفاهما خاتمة:

    جاء الفصل الأول بعنوان: مفهوم الشخصية في المناهج الأدبية الحديثة وسيميائية الشخصية الروائية، وهو فصل نظري تم فيه التطرق في مرحلة أولى لإضاءة حول الرواية، تضمنت نظرية الرواية عند الغرب وكيف تم تأصيلها تاريخيا عند فريدريك هيجل، جورج لوكاتش وميخائيل باختين. نشأة الرواية العربية ثم المغربية في مراحلها المختلفة. وفي مرحلة ثانية تم إدراج مفهوم الشخصية في المناهج الأدبية الحديثة، بما فيها المنهج النفسي عند سيغموند فرويد الذي حلل شخصيات الأعمال الأدبية وفنانين وأدباء، واعتبر الإبداع بمثابة تعبير عن اللاوعي الفردي. ثم المنهج البنيوي حيث رأى جيرار جينيت أن السارد إما أن يكون مسمى بذلك هو نفسه أو ينطبق مع إحدى شخصيات القصة. بينما اعتبر تودوروف الشخصية قضية لسانية وكائنا ورقيا لا وجود له في الواقع. في حين يرى رولان بارت أن الشخصية نتاج عمل تأليفي، أي أن هويتها موزعة في النص. أما في المنهج البنيوي التكويني فقد عرف لوكاتش البطل الإشكالي، وقدم نمذجة ترتكز على رصد وعي هذا البطل الذي لا يتلاءم مع العالم. في حين طور لوسيان غولدمان مفاهيم لوكاتش وعمقها ورأى أن تحول الشكل الروائي أدى إلى الذوبان التدريجي، ثم اختفاء الشخصية الفردية والبطل. بينما يرى باختين أن الشخصية تنتج خطابا إيديولوجيا في الرواية، يكشف عن أفكارها ومنظورها للعالم. كما حدد باختين مفهوم البوليفونية، معلنا أن الحقيقة لا تكون إلا بين صوتين على الأقل يتحاوران ويتجادلان. أما فيما يخص مفهوم الشخصية في النقد المغربي، فقد طور حسن المودن التحليل النفسي للشخصية، فدرس محكيها النفسي بأنواعه ومونولوغها الداخلي بأشكاله، بينما اعتبر حسن بحراوي الشخصية كائنا غير حقيقي تخييليا من ابتكار الكاتب. في حين يرى حميد الحميداني أن كل بطل في الرواية له إيديولوجيا تشكل صوتا فرديا مخالفا للآخر. وفي مرحلة ثالثة تم الانتقال إلى سيميائية الشخصية لتحديد مفهوم الشخصية عند فلاديمير بروب الذي حصر الشخصية في وظائفها، ورأى أنه يتم تحديدها بالأعمال التي تقوم بها. بعد ذلك تم تناول مفهوم الشخصية عند ألجيرداس جوليان غريماص الذي استفاد في بلورة سيميائية الشخصية من تحليل بروب الوظيفي للشخصية، وأعطاها مفهوما جديدا ميز فيه بين العامل والممثل. ليأتي بعد ذلك مفهوم الشخصية عند فيليب هامون الذي استثمر نتائج سابقيه مضيفا اقتراحاته، فقد اعتبر الشخصية علامة يصدق عليها ما يصدق على كل العلامات. بعد ذلك تم تناول أهم الدراسات المنجزة بخصوص سيميائية الشخصية في المغرب عند كل من الباحثين سعيد بنكراد في دراسته لسيميائية الشخصيات في رواية (الشراع والعاصفة) لحنا مينا. وعبد المجيد نوسي في دراسته لسيميائية الشخصية في رواية (اللجنة) لصنع الله إبراهيم.

    جاء الفصل الثاني بعنوان سيميائية الشخصية الروائية في روايات محمد برادة: (رسائل من امرأة مختفية)، (موت مختلف) و (بعيدا من الضوضاء قريبا من السكات) وهو فصل تطبيقي تم فيه تناول الشخصيات وفق مقاربة فيليب هامون بتصنيف شخصيات الروايات المدروسة إلى ثلاثة أنواع: شخصيات مرجعية، شخصيات إشارية، وشخصيات استذكارية. كما تم تصنيف الشخصيات المرجعية بدورها إلى شخصيات ذات مرجعية اجتماعية، شخصيات ذات مرجعية مجازية، شخصيات ذات مرجعية تاريخية، وشخصيات ذات مرجعية ثقافية. وقد تمت في هذا الفصل المقارنة بين شخصيات كل صنف في الروايات المدروسة مع دراسة دال الشخصية ومدلولها، بتحديد دوال الشخصيات ومدلولاتها التي اختارها الكاتب للتعبير عن رسالته والقيم التي يسعى إلى بثها في بنائه الروائي.

    اختتم الكتاب بجملة من النتائج المتوصل إليها مرفوقة بقائمة المصادر والمراجع التي ساعدت على إنجاز هذا العمل الذي يعد بحثا أكاديميا أنجز للحصول على شهادة الماجستير.

    الفصل الأول:

    مفهوم الشخصية في المناهج الأدبية الحديثة

    وسيميائية الشخصية الروائية

    تمهيد:

    تعد الرواية إبداعا أدبيا متفردا يصور الواقع، فهي تولج القارئ في عوالمها ليعيش أحداثها التي تنجزها الشخصيات، لتبدو من ثمة أهميتها في تشكيل مركز العمل الروائي، بإسهامها في تحقيق سير الحبكة وائتلاف عناصر السرد وانسجامها، ما يجعل حضورها فعالا في الأعمال السردية. من ثم تناولت العديد من الدراسات موضوع الشخصية لأهمية مكانتها داخل المنجز السردي، وقد اختلفت طرق التناول والدراسة من منهج لآخر. فما هو مفهوم الشخصية من منظور المناهج الأدبية الحديثة؟

    وكيف تبلور مفهوم سيميائية الشخصية؟

    أولا - إضاءة حول الرواية:

    1- نظرية الرواية عند الغرب:

    يعد الفيلسوف الألماني فردريك هيجل أول من نظر للرواية من خلال رؤية مثالية تؤمن بعلاقة التقارب بين الملحمة والرواية. ويرد نشأة الرواية كجنس أدبي جديد إلى التحول التاريخي الذي وقع في أنساق الوعي الأوربي، فهيغل حين يقول بأن الرواية هي عبارة عن ملحمة بورجوازية إنما يطرح في آن واحد المسألة الجمالية والتاريخية: فهو يعتبر الرواية شكلا فنيا بديلا للملحمة في إطار التطور البورجوازي، ذلك أن الرواية تنطوي على الخصائص الجمالية العامة للقصة الملحمية الكبيرة وللملحمة من جهة. وتتأثر بكل التعديلات التي جاء بها العصر البورجوازي الذي هو من طبيعة أخرى مخالفة من جهة ثانية (1) جورج لوكاتش، نظرية الرواية وتطورها، تر وتقديم نزيه الشوفي، دمشق، ط1، 1987م، ص19، من هنا تتبين أهمية الجانبين التاريخي والجمالي فيتحدد الجانب التاريخي من خلال صعود الطبقة البورجوازية، أما الجانب الجمالي فيبدو على مستوى العناصر الجمالية للملحمة ويقوم هيجل بكل هذا للبحث في الخصائص النوعية للشكل الروائي في علاقته بالشكل الملحمي وبالمجتمع البورجوازي. يعود هيجل إلى علم الجمال في مقابلته بين السمات الفنية للرواية والبناء الشكلي في الملحمة وسرعان ما تنتهي هذه الخطة بهيجل إلى إقامة تعارض بين الشعر والنثر وإعلانه لفرضيته الشهيرة حول شعرية القلب التي تطبع الملحمة ونثرية العلاقات الإنسانية التي تعبر عنها الرواية (2) حسن بحراوي، بنية الشكل الروائي الفضاء الزمن الشخصية المركز الثقافي العربي- الدار البيضاء المغرب، ط1، 1990م، ص5 يتبين أن هيجل أدرك أن مسار التاريخ الإنساني مسار لتطور الوعي البشري، فالملحمة عبرت عن وعي من عاش في الحقبة القديمة وكان يؤمن بالقوى الخارقة التي تسير الكون وتتحكم في مصير الإنسان. أما الرواية فتعبر عن وعي المجتمع الحديث الذي لا يؤمن بالخوارق وإنما يقتنع بوجود قوانين عقلية تعمل على تنظيم هذا العالم فجاءت الرواية وليدة العقلية الحديثة التي رفضت ما هو غيبي وعوضته بالواقع المعاش وهكذا جعل هيجل الرواية ملحمة العصر الحديث.

    تأثر جورج لوكاتش بالنظرية المثالية عند هيجل وتلتقي مقارباتهما في مجموعة من العناصر أهمها أن الرواية ملحمة بورجوازية، وهذا يدل على أن البورجوازية اتخذت من الرواية أداة للتعبير، بطلها إشكالي فيتم الصراع بين الذات والواقع لأجل القيم الأصيلة التي يؤمن بها بغرض إثباتها على أرض الواقع. فنجد كتاب الرواية ناضلوا ضد عبودية الإنسان في المجتمعات الإقطاعية في القرون الوسطى من جهة وضد تدهور الإنسان في ظل المجتمع الجديد من جهة ثانية.

    ولدت الرواية الحديثة بمضامينها من الصراعات الإيديولوجية للبورجوازية الصاعدة على أنقاض الإقطاعية المنهارة (3) جورج لوكاتش نظرية الرواية وتطورها، مرجع مذكور ص43.

    ينطلق لوكاتش في بداية كتابه من افتراض هيجل اختفاء الانسجام بين الذات والموضوع وهو ما وفر ظروف ظهور جنس الرواية. دارت نظرية الرواية عند لوكاتش حول محورين، تجسد الأول في محاولة نمذجة الشكل الروائي، بينما تجسد الثاني في تصور فلسفة تاريخية للأشكال الأدبية، اعتبر لوكاتش أن الملحمة تعبر عن وحدة الذات والموضوع، أما الرواية فهي تمثل القطيعة بين الذات والموضوع وبين الأنا والعالم وتتجلى هذه القطيعة في الطابع الإشكالي للبطل. إن الرواية هي الشكل الدياليكتيكي للملحمة، فهي شكل العزلة في الوحدة وشكل الأمل من دون مستقبل وشكل الحضور في الغياب...إلخ، وإذا شئنا استعمال تعبير لوكاتش فإن بين أدب الطفولة والشباب الذي هو الملحمة وأدب الوعي والموت الذي هو التراجيديا، تقوم الرواية كشكل أدبي للنضج الرجولي (4) حسن بحراوي، بنية الشكل الروائي، مرجع مذكور ص7. إن وقوع الرواية بين الملحمة والتراجيديا يجعلها ذات طبيعة دياليكتيكية فتجمع بين الوحدة الأساسية للبطل والعالم التي يفترضها كل شكل ملحمي، وبين القطيعة والتعارض القائم بين البطل والعالم نتيجة اختلاف طبيعة انحطاط كل منهما. وهكذا يتميز الشكل الروائي بوصفه بنية دياليكتيكية بأن لا شيء فيه يتصف بالثبات سواء البطل الإشكالي أو العالم الخارجي الذي لا يحافظ على طابعه الإيجابي بشكل يجعل بحث البطل أمرا ممكنا.

    "يقدم لوكاتش نمذجة للشكل الروائي ترتكز على العلاقة بين البطل والعالم وميز فيها بين ثلاثة نماذج أساسية للرواية بالإضافة إلى نموذج رابع في طور التكون يستشعره من خلال أعمال تولستوي ودوستويفسكي:

    1- رواية المثالية المجردة: يكون فيها وعي الفرد الإشكالي ضيقا بالقياس إلى الواقع وتعقيداته فيتعذر عليه إنجاز مثله الأعلى والعمل الروائي الذي يمثل نموذجا لذلك هو: دونكيشوت لسرفانتس وكذلك الأحمر والأسود لستاندال.

    2- رواية رومانسية انجلاء الوهم: في هذا النموذج ينشأ عدم تلاؤم النفس مع الواقع عن أن وعي الفرد الإشكالي هو أكثر اتساعا ورحابة من جميع المصائر التي يمكن أن تقدمها الحياة له، ونموذج هذا النوع: رواية التربية العاطفية لفلوبير.

    3- رواية التربية كمحاولة تركيبية للنموذجين السابقين: يتخذ لوكاتش من سنوات تعلم ويلهيم ميستير لجوته، نموذجا تركيبيا بين رواية المثالية المجردة، ورواية رومانسية انجلاء الوهم تيمتها هي مصالحة الإنسان الإشكالي مع الواقع الملموس والاجتماعي. يسعى بطل هذا النموذج إلى تحقيق التوازن عن طريق مزدوج: التلاؤم مع المجتمع بواسطة تقبل أشكال حياته، ومن جهة ثانية الانطواء على الذات والاحتفاظ داخل

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1