Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

مناعتك بين يديك
مناعتك بين يديك
مناعتك بين يديك
Ebook160 pages42 minutes

مناعتك بين يديك

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

من اللحظات الأولى للولادة ونحن نعتمد على نظام المناعة في أجسادنا للحماية. فكل مرض أو إصابة أو خلل يحدث لأجسادنا له علاقة وثيقة بجهازنا المناعي.
والحقيقة أن نظام المناعة معقد بما يشمله من أعضاء وخلايا وإنزيمات وبروتينات تعمل معا للتحصين ضد العديد من الكائنات المجهرية من البكتريا والفيروسات والفطريات. لكن في الواقع إن دور الجهاز المناعي يتعدى مقاومة الأمراض المعدية بالرغم من أهميته الواضحة في ذلك. فهو يقوم بمهام أخرى منها إزالة الدمار الناتج عن الإصابات والتخلص من الخلايا الميتة والمتضررة، والتعرف على الخلايا الشاذة والخبيثة وتدميرها قبل تطورها إلى أورام.
فجسد الانسان مزود بمجموعة استحكامات قوية تمنع الكائنات المغيرة من دخول الجسم تسمى "المناعة الطبيعية". كما أن هناك أليات أخرى يكتسبها الجسم اذا استطاع عامل خارجي غزو الجسم وربما سبب المرض، وتسمى هذه "المناعة المكتسبة".
وفي الأحوال المعتادة والظروف الطبيعية، يؤدي جهاز المناعة في جسم الإنسان دوره بمنتهى الدقة والتنسيق بين أجزائه وخلاياه. غير أن لجهاز المناعة في بعض الأحيان إخفاقاته بسبب التعرض للمسببات المرضية والعيوب الخلقية وعوامل أخرى. وقد يؤدي ذلك إلى قصور وضعف المناعة أو اضطرابها واختلالها، ومن ثم إصابة الجسم بالأمراض مثل الأمراض المعدية والسرطان والحساسية وأمراض المناعة الذاتية. وتتوفر الآن كثير من الفحوصات المناعية للكشف عن تلك الأمراض.
ولقدرة الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا والأنسجة المغايرة، كان مهما توفر نتائج مبشرة لإختبارات التوافق النسيجي لنجاح زراعة الأعضاء، اضافة إلى إستخدام "عقاقير مثبطة للمناعة" لمنع رفض العضو المنقول.
ولأن استجابة الجسم المناعية للميكروبات تؤدي الى ظهور أجسام مناعية ذات كفاءة أكبر وأسرع حال تعرض الجسم لها مرة أخرى، ظهرت اللقاحات المختلفة للوقاية طويلة الأمد ضد الأمراض المعدية. كما أمكن توفير الأجسام المضادة على شكل أمصال لاكتساب مقاومة قصيرة للمرض عند المصابين.
ويبدو أن اتباع استراتيجية لحياة صحية وغذائية داعمة قد يكون له دور كبير في تعزيز المناعة وتحسينها وحمايتنا من الأمراض. وأخيرا فانه بسبب التقدم في علم الجينات فان مستقبلا واعدا ينتظر بحوث علم المناعة بما فيه من خير على البشرية.

Languageالعربية
Release dateOct 25, 2022
ISBN9781005513092
مناعتك بين يديك

Related to مناعتك بين يديك

Related ebooks

Reviews for مناعتك بين يديك

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    مناعتك بين يديك - Hazem Abdelsalam

    منذُ اللحظات الأولى للولادة ونحن نعتمد على نظام المَنَاعة في أجسادِنا للحماية، فَكُل مرض أو إِصابة أو خَلَل يَحدُث لِأجسادنا له علاقة وثيقة بِجهازِنا المناعي.

    والحقيقة أن نظام المناعة مُعَقَد بما يشمله من أعضاء وخلايا وإنزيمات وبروتينات تعمل معًا للتحصين ضد العديد من الكائنات المِجهَرية من البكتريا والفيروسات والفطريات، لكن في الواقع إن دور الجهاز المناعي يتعدى مُقاوَمة الأمراض المُعدية بالرغم من أهميته الواضحة في ذلك، فَهُو يقوم بِمَهام أُخرى، منها إِزَالَة الدَّمار النَّاتِج عن الإصابات والتَخَلُص من الخلايا الميتة والمُتَضررة، والتَعَرُف على الخلايا الشاذَّة والخَبيثة وتدمِيرِها قبل تَطَوُرِها إلى أورام، وبالرغم مِن أَنَّ جَسَد الإنسان يَتَعَرَّض بِشَكل مُستَمِر لِعَدِيد مِن المواد الغَريبة والكائناتِ المُغيرة وكذلك الضرر بخلاياه، لكن يَظَلُ هذا الجِهَاز المَنِيع هُوَ المُدافِع الرَئِيسي ومِفتاحِ الحِمايَة الأسَاسي لِجِسمِ الإنسان.

    ويُقدِم هذا الكتاب للقارئ شرحًا مبسطًا ومختصرًا للمَنظُومَة المَنَاعية المُعَقَدَة بجسمِ الإنسان، والخَلَل الذي قد يَحدُث بِها، وكيفَ يُمكن تَعزيزِها وتَحسِينِها أو إِصلاح الخَلَل بِها.

    د. حازم عبد السلام

    المنَاعة الطبيعية والمنَاعة المُكتَسَبة

    يُمكن أن تَكون آليات مُقاوَمة الجِسم للأمراضِ والأوبئَة طبيعيةً موروثة، وتُسمى «المناعة الفطرية»، أو مَنَاعة يكتسبُها الجسم نتيجةً لتفاعُل الجِهاز المنَاعي مع عامل خارجي اختَرَقَ دِفاعاتِ الجِسم واحتَل الأنسِجة ورُبَما سبَّب مرضًا ظاهرًا، وتُسمى بـ «المناعة المكتسبة».

    أولًا: المنَاعة الفِطرِية:

    تُمثل المنَاعة الفِطرية خَط الدِفاع الأول عن الجسم، وهِي عِبارة عن مجموعَة استِحكامات قَوية يَقوم بها الجهاز المناعي وآلِيات الجسم الأخرى في اللحَظات الأُولى من تَعرُض الجسم للخَطر في مُحَاولة لمَنع العوامِل الخَارجِية من الدُخول أو محاولة القضَاء عليها في حالَة دخولِها، قبل تَكاثُرها وتَمكنها من احتلال الأنسجة، وتَتَمثل الطرق الدِفاعِية لِجهازِ المناعة الفطرية في أربع وسَائل تعمَل معًا لتوفير الحِمَاية اللَّازمة للجِسم:

    ۱. حواجز ميكانيكية ووقائية:

    - يُشكِل الجِلد والأَغشية حاجزًا ميكانيكيًا يَصعُب اختراقُه لِصد الميكروبَات والأجسَام الغَريبة ومنعِها مِن دُخول الجِسم.

    - تُفرِز الأغشيَة المُخاطية المبطِنة للجِهازِ التَنفسي والهَضمي والتَناسُلي موادًا مخاطيةً تعمل على إِعاقة حَركة الجَراثيم وتُسهل الخَلاص منها في تلك الإفرازات مع حركة الشُعيرات الموجُودة على سَطح تِلك الأغشِية.

    - اللُعَاب والعَرَق لهُما دورٌ منظفٌ ومقاومٌ للعَديد مِن الجَراثِيم، كما تحتوي دُموع العَين على إِنزيمات (lysozymes) لها القُدرة على القَضَاء على الكَثير من المَيكروبَات.

    - الإِفراز الحامِضي للمَعدة له تأثير مُضاد للعَديد مِن الأحياء الدَقيقة التي قَد تَدخُل عَبر الفَم.

    ۲. وظائف فسيولوجية:

    وتَتَمثل في العطاس والسُعال والقَيء والإسهَال، ومهَّمتها طَرد المَيكروبات والجَراثيم إلى خَارج الجسم.

    ٣. الخلايَا الملتِهمة (phagocytes):

    وهِي خلايا تَقوم بابتلاعِ وقتل وهضمِ الكَائنات والمَواد الغَريبَة عَن طَريق ما تحتويه وتُفرزه من إنزيمات ومَواد قاتِلة، مثل خليَّة الدم البَيضاء وحيدَة النَّواة وتُسمى «المُلتهمة الكَبيرة» أَو الخَلايا «المُلتَهمة الصَّغيرة» مِثل خليِة الدَم البَيضاء مُتعادِلَة الاصطباغ. بالإضافة إلى كثيرٍ مِنَ الخَلايا الثابِتَة في الأنسجة مثل خلايا كوبفار في الكَبِد وغيرِها.

    شكل (1) عملية الالتهام أو البلعمة.

    كَما يَعمل نَوع آخر مِن الخَلايا اللمفاويَة تُسمى «الخَلايا القَاتِلة الطَبيعيَة»(natural killer cells) على قَتل وتَدمير الخَلايا المعادِية الكبيرة التي لا تَستَطيع الخلايا المُلتهمة ابتلاعها، كَذلك الخَلايا السَّرطانِية والخَلايا المُصابة الَّتي اخترَقها أَحد الفَيرُوسات فتعمَل على تَمييزِها والخَلاص مِنها قَبل أن تُصبِح مصدرًا لِعدوى بقية الخَلايا السليمَة.

    ٤. مَواد كِيميائية:

    مِثل سِلسلة بروتِينَات النِظام المُكَمِل (complement) الَّتي تُساعِد عملِية التهام الخَلايا الغَريبة بِإِضعافِ وثَقب أغشِيتها ممَّا يُساعد على القَضَاء عليها، كَذلك تُنتِج خَلايا الدَم البَيضَاء وَغَيرها من الخَلايا مَوادًا تُسمَّى «اﻹنترفيرونات» (interferons) تَحُول دُون دُخول الفَيروسَات إلى الجِسم وتَمنَع تَكاثُرها.

    وَجَديِر بِالذِكر أَن آلياتِ المناعَة الفِطريَّة تُعيق دخُول المَيكروبَات وانتِشار المرَض بشكلٍ كبيرٍ إِلا أنَها مَناعَة عَامَّة لا يُمكِنها مَنع المرَض تمامًا، فَهِي أقَل كفاءَة مِن وَسَائل المنَاعة المُكتَسبة المتخَصِصَة والضَرورِية بالجسمِ.

    ثانيًا: المناعَة المُكتَسَبة:

    هي استِجابة الجِهَاز المنَاعي لعَامِل خَارجي استَطَاع غَزو الجِسم وربما سبب المرض لمقاومتِه والقَضَاء علَيه خاصةً إِذا مَا حَاول غَزو الجِسم مرَّة أخرى، وهو ما يُسمَى «بالاستِجَابَة المنَاعِية».

    وتتمَيز المنَاعة المكتَسَبة أو

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1