الفراسة

By فخر الدين الرازي

هذا مؤلف في علم الفراسة وضعه الإمام فخر الدين الرازي، نقدمه لكم بشكل مبسط. وعلم الفراسة عند علماء المسلمين هو فرع من فروع العلوم الطبيعية يبحث في الاستدلال بهيئة الإنسان وأشكاله وألوانه وأقواله على أخلاقه وفضائله ورذائله. بعبارة أخرى علم الفراسة هو الإستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن، بحيث يستطيع الإنسان معرفة أخلاق وطبائع من يتعامل معهم من خلال الملامح الجسدية والسلوكية.

• Language: العربية
• Publisher: دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي - دار الكتب
• Release date: Mar 19, 2020
• ISBN: 9781912643479

Book preview

المقدمة

هذا مؤلف في علم الفِراسة وضعه الإمام فخر الدين الرازي، نقدمه لكم بشكل مبسط. وعلم الفراسة عند علماء المسلمين هو فرع من فروع العلوم الطبيعية يبحث في الاستدلال بهيئة الإنسان وأشكاله وألوانه وأقواله على أخلاقه وفضائله ورذائله.

وهو عند المتصوفة علم ما يوقعه الله سبحانه وتعالى في قلوب أوليائه، فيعلمون أحوال بعض الناس، بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدَس. وقد استدلوا على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا فِراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله».

بعبارة أخرى علم الفراسة هو الاستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن، بحيث يستطيع الإنسان معرفة أخلاق وطبائع من يتعامل معهم من خلال الملامح الجسدية والسلوكية.

فنجد فيه من دلائل الدماغ واللسان والوجه والرقبة والعيون والأصوات والأسنان، وملامح الوجه في الأنف والجبهة والحاجب والفم، والسلوكيات من ضحك وحركات، ونجد فيه كذلك من دلائل العنق والبطن والظهر والذراع والخصر والقدم وغيرها من أجزاء البدن المختلفة التي تناولها الفخر الرازي في كتابه.

والفخر الرازي (544 ـ 606هـ = 1150 ـ 1210م) هو الإمام المفسر القرشي النسب، محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التميمي البكري، أبو عبد الله، فخر الدين الرازي. أوحد زمانه في المعقول والمنقول وعلوم الأوائل. أصله من طبرستان، ومولده في الري وإليها نسبته، إذ يقال له: ابن خطيب الري. رحل إلى خوارزم، وما وراء النهر، وخراسان، وتوفي في هراة. أقبل الناس على كتبه في حياته يتدارسونها.

له نحو من مئتي مصنف. منها: مفاتيح الغيب (في تفسير القرآن الكريم)، لوامع البينات في شرح أسماء الله تعالى والصفات، معالم أصول الدين، محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين، المسائل الخمسون في أصول الكلام، المباحث المشرقية، نموذج العلوم، المحصول في علم الأصول، نهاية الإيجاز في دارية الإعجاز (بلاغة)، السر المكتوم في مخاطبة النجوم، الأربعون في أصول الدين، نهاية العقول، القضاء والقدر، الخلق والبعث، الفراسة، البيان والبرهان، تهذيب الدلائل، الملخص (في الحكمة)، كتاب الهندسة، شرح قسم الإلهيات من الإشارات لابن سينا، شرح سقط الزند للمعري، مناقب الإمام الشافعي. كان يحسن الفارسية، وله شعر بالعربية والفارسية، وكان واعظاً بارعاً بهما.

ويمثل هذا الكتاب رسالة مشتملة على معاقد قليلة من علم الفراسة، والكلام فيها مرتب على ثلاث مقالات:

المقالة الأولى: في الأمور الكلية في هذا العلم، وتتضمن خمسة فصول: معنى علم الفِراسة، بيان فضيلة هذا العلم من الكتاب والسنة والعقل، بيان أنه على قسمين، تقرير الأمور التي لا بد من معرفتها، الطرق الستة التي تُعرف بها أخلاق الناس.

المقالة الثانية: في بيان مقتضيات الأمور الكلية. وتشتمل على أربعة أبواب: الأول عن علامة الأمزجة، ويتضمن سبعة فصول: علامات الأمزجة الكلية، علامات المزاج المعتدل، علامات أمزجة الدماغ، علامات أمزجة العينين، أحوال اللسان، أحوال الصوت، وأحوال القلب. الباب الثاني: مقتضيات الأسنان الأربعة. والباب الثالث: مقتضيات سائر الأحوال. والباب الرابع: الاختلافات الحاصلة بسبب البلدان والمساكن الحارة والباردة وغيرها.

المقالة الثالثة: في دلائل الأعضاء، وتتضمن ستة عشر فصلاً: دلالة الجبهة، دلائل الحاجب، دلائل العين،