Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

العصافير لا يملكها أحد
العصافير لا يملكها أحد
العصافير لا يملكها أحد
Ebook189 pages1 hour

العصافير لا يملكها أحد

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

مجموعة قصصية للكاتبة نوال مصطفى.. ترصد من خلالها لحظات إنسانية خاصة وتصور أعماق نساء ورجال يركضون صوب أحلامهم ورغباتهم. إنهم كائنات بأجنحة عصافير ينشدون الحب والحرية . إنهم عصافير لا يملكها أحد..!
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2010
ISBN9785158104138
العصافير لا يملكها أحد

Read more from نوال مصطفى

Related to العصافير لا يملكها أحد

Related ebooks

Reviews for العصافير لا يملكها أحد

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    العصافير لا يملكها أحد - نوال مصطفى

    الغلاف

    مجموعة قصصية

    SparrowsTitle

    نوال مصطفى

    إشــراف عـــــام: داليــــا محمــــــد إبراهيـــــم

    جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن

    أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 6-2454-14-977

    رقــم الإيــداع: 2010/10773

    الطبعة الثالثة من نهضة مصر: يناير 2011

    Arabic%20DNM%20Logo_Colour%20Established.eps

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــــــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــــــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    إهــــداء

    إلى عصفورة قلبي..

    «شروق»

    وكل العصافير التي تعشق الحرية..

    signature

    ينايــر 2010

    تقديــــم

    نوال مصطفى كاتبة تمرست في شتى ألوان الكتابة الصحفية قبل أن تحدد لنفسها أسلوبًا خاصًّا في الأدب القصصي، وهو أسلوب نفسي، لا أسلوب لغوي، فهي تصغي للنفوس وتجسد ما بها، بحيث يتشكل الطابع اللغوي تبعًا للمادة النفسية الثرية التي تستقيها من الحياة المعاصرة في مصر، وتحديدًا في العقد الأخير من القرن العشرين، ولذلك فهي لا تقنع بالفصحى وحدها، ولا بالسرد وحده، ولا بالحوار وحده، ولا بوجهة نظر واحدة، بل تمزج ذلك كله في طيات قصصها التي تأبى التصنيف التقليدي إلى قصة حادثة وقصة صورة وقصة شعرية... إلخ، وإنما تمتزج أيضًا في ثناياها تلك التصنيفات؛ مما يؤكد الموهبة الجديدة والصوت المتفرد في القصة القصيرة الحديثة ـ أي صوت نوال مصطفى.

    أما «الحركة النفسية» التي تشغلها على امتداد المجموعة كلها فتكاد تدور حول محورين أساسيين هما الحب والحرية، وحول هذين المحورين تصطدم الشخصيات في معظم القصص بما يسمى «المستحيل» ـ والمقصود بهذا المصطلح هو الصدام المحتوم بين طموحات النفس البشرية الأصيلة للحب بصورته المطلقة التي كثيرًا ما تتردد ظلالها في أشعار نزار قباني التي ترن أصداؤها في المجموعة، وبين سجن الواقع الذي ترتفع جدرانه أمام أعين البطل أو البطلة لتؤكد وجود عالم مادي قد يكون قاسيًا وعنيفًا، وقد يكون رحيمًا ومسالمًا، ولكنه يمنع الإنسان من تحقيق المثل الأعلى للحب، فيطعن حريته في الصميم.

    ومن الطبيعي أن تهتم الكاتبة بالمادة النفسية للمرأة في معالجتها لكل شخصية وكل حدث على امتداد المجموعة كلها، ولكن نوال مصطفى لا تقتصر على هذه المادة، بل تستمد من خبراتها بالعالم الزاخر الذي تعمل فيه مادة حية وخصبة من الحياة النفسية للرجل ـ ليس فقط كما تراه المرأة (وهو الشائع فيما يسمى الكتابات النسائية) بل أيضًا كما يرى نفسه وكما يعبر عن نفسه، مما يقتضي من الكاتبة أن تمزج بين وجهتين من وجهات النظر في قصة واحدة، هي الاختيار الصعب، فتبدأ بالرجل وتنتهي بالمرأة، وهي لا تستخدم هنا ما يسمى بوجهة النظر التقليدية في القصة القصيرة، بل تجعل الشخصيات نفسها تتكلم وتتحاور، فتجسد عمق المشكلة التي تواجهها صاحبة الاختيار الصعب، ويعتبر هذا الانتقال فريدًا في القصة القصيرة لدينا، ولم ينهج هذا النهج إلا بعض الكتاب المحدثين في أمريكا، وأهمهم جون آبدايك.

    وسوف يفاجأ القارئ بأن العنوان: «العصافير لا يملكها أحد» يشير في الحقيقة إلى متتابعة شعرية منثورة من عشر لوحات، تمثل كل منها رمزًا خاصًّا من الرموز التي ألمحت إليها الكاتبة في القصص الثماني الأولى، فهناك العصفور الذي يحب السجن، وهو عصفور كناريا أتيحت له فرصة الفرار من القفص، ولكنه يرفض الخروج، مما يثير تساؤلات لا إجابة لها، وليس القول بأنه فقد القدرة على الطيران بمقبول، ولا بأنه يخشى العقاب والإعادة للسجن، ولا أي إجابة في الواقع، فهو هنا رمز واضح لنموذج نفسي يمكن أن نلمحه مثلاً في سنوات الحلم بصورة معكوسة ـ وهذه لقطة فنية بارعة ـ أي في صورة الرجل الذي يعيش حبيس حريته، فهو لا يؤمن بالزواج رغم أنه متزوج، وهو يصادق نساء كثيرات دون ارتباط حقيقي بأي منهن، وهو ينجرف في تيار عارم من اللاهدف، ظانًّا أنه حر طليق، وهو في الحقيقة سجين ذاته، بينما تظل البطلة التي تروي القصة «أريج» حبيسة حبها له وسجن غرامها الذي بنيَ من تلك الحرية.

    ومن هذه المفارقات في المادة الإنسانية تنشأ مواقف بارعة من الناحية الفنية المحضة، مثل موقف الزوج الذي يكتب خطابات إلى زوجته المتوفاة، في قصة «خطابات إليها» فهو يعيش حبيس ذكرى أو ذكريات قديمة، وحتى حين تلد زوجة ابنه فتاة يطلق عليها اسم زوجته الراحلة، فهو يظل حبيس تلك الذكرى، ويكاد يرفض الحياة الجديدة حتى وهو يعبِّر ماديًّا ونفسيًّا عن تفانيه فيها، والكاتبة تورد للبطل قرينًا أو مقابلاً بلغـة الدرامـا، هـو أرملـة تعيـش في ذكرى حبها القديم، ويكاد يمتزج الاثنان، ويكاد يولـد حـب جديد، ولكن الكاتبة تقيم سجن الماضي حائلاً بين حصول أي منهما على حريته، فالحب هنا يسجن بين جدران الزمن المنصرم، ولا تفلح الحفيدة في إطلاق سراحه.

    ولا شك أن أروع نموذج للمستحيل هو ما يحدث أو ما نراه في قصة «أوقات مسروقة من الزمن» فنحن هنا أمام جدران سجن عاتٍ عنيف، ولا توجد به حتى طاقات نور صغيرة، بل ولا كوَّة واحدة يمكن للبطلة أن تطل منها على الحياة، فهي سجينة حبها السري الذي كتب عليه أن يظل سريًّا لزوج اقترنت به عرفيًّا، وكتب عليها أن تتمتع في ذلك السجن بكل جمال الحب وروعته دون أهم ما تحلم به الفتاة هنا، وتحلم به أمها، وهو ثوب الزفاف الأبيض، وحفل العرس الذي يعلن الزواج على الملأ، والبطلة تسرق اللحظات من الزمن دون تبرم ودون مقاومة، فهي تقبـل السجن رغم اعتراضها على كل ما فيه، لأنها أولاً وأخيرًا عاشقة، وهي لا تـوازن بين الحـب والحرية، بل تذكر قول نزار قباني: «الحب أو اللا حب» مفضلة الحب رغم كل شيء.

    وتتردد أصداء المستحيل في قصة «الآنسر ماشين» التي تصور الطبيبة التي ترى زوجها يتركها ويتنكر لحبه في سبيل إنجاب الأطفال، وهي تتمنى لو لم تكن تحبه حتى تخرج من سجن تلك الحياة الموحشة إلى حب شخص آخر، ولكنها حبيسة الماضي أيضًا وتعيشه في كل لحظة، وهي هنا لا تواجه الاختيار الصعب الذي تواجهه الزوجة الثانية التي أنجبت توءمًا (طفلين هما ياسر وأحمد) في قصة «الاختيار الصعب»، ولكنها تواجه ما يسمى اللا اختيار، فالمستحيل معناه مواجهة موقف لا خيار فيه، والقصة الثانية إذن عبارة عن تطوير لنفس الموقف من وجهة نظر الزوجة الجديدة، أي أن بطلة «الآنسر ماشين» تصبح «نجوى» في «الاختيار الصعب» وتتراجع إلى الخلفية، فكأننا نقرأ قصتين في قصة أو قصة من قصتين.

    وتتميز نوال مصطفى بالجرأة في علاج المادة القصصية نفسها، كما يظهر بوضوح وجلاء في «المليونير» حيث تفسح المجال الزمني في القصة ليصور لقطتين تفصل بينهما مساحة زمنية تبلغ عشرين سنة، ولذلك فهذه القصة أقرب إلى الرواية - بل يمكن أن تتحول إلى رواية- منها إلى القصة القصيرة، وهي حافلة بالفنون السردية ـ وبعضها مستقًى من ألف ليلة وليلة ـ وهي تجمع إلى جانب ذلك كله طرافة وصدقًا رائعًا في التصوير ـ خصوصًا للزمن الذي تغير، وتغيرت معه أشياء كثيرة في النفوس.

    إن التنوع الذي تتسم به كتابات وقصص نوال مصطفى يشهد لها بالقدرة على التحرر (الذي تنشده شخصياتها) من تقاليد الفن القصصي، وبطاقة جبارة على الحب ـ فهي تحب كل شخصياتها على اختلافهم، وتتعاطف معهم حتى وهي تدينهم من طرف خفي، وهي تحب مصر قبل ذلك كله وتحب - بل هي مولهة - بحب الإنسان؛ إنها ترسمه في قصائدها، في العصافير التي لا يملكها أحد، وفي الصورة الأصيلة التي ترسمها للمشاعر الرقيقة والرهيفة، وفي المزج بين الواقع والحلم، وبين الحقيقة والخيال، وبين الحركة والسكون، سواء كانت صورها رمزية أو واقعية.

    وكنت أتمنى أن تحذف الإشارة المباشرة إلى موضوع القصة في قصتها «امرأة غير عادية»، وهي الإشارة التي تختتم بها القصة دونما داعٍ، فالقصة تقول كل شيء دون الحاجة إلى الإفصاح عن الموضوع بهذه الطريقة المباشرة، وباستثناء ذلك، تحافظ نوال مصطفى على التصوير بدلاً من التقرير، وعلى الإيحاء بدلاً من القول، وذلك هو سبيل الفن الحقيقي.

    وهكذا تثبت نوال مصطفى أنها كاتبة متمكنة من أدوات فن القصة القصيرة الحديثة، وأنها عندما تغير من أسلوبها فإنما ترتاد بقاعًا جديدة في عالم يتغير بسرعة شديدة، وكل خطوة تخطوها في مجالات التجريب تمثل إضافة جديدة، وتفتح لها مجالات إنجاز فني جديد،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1