Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

العالم إكس
العالم إكس
العالم إكس
Ebook365 pages2 hours

العالم إكس

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يقول المؤلف: منذ زمن طويل وأنا مؤمن بأن رحلة المعرفة تبدأ، ولكن لا تنتهي إلا بنهاية العمر. وأنه في عصر الانفجار المعلوماتي وإتاحة المعارف بمجرد الضغط على مفتاح من لوحة مفاتيح الحاسب الشخصي أو الهاتف المحمول، أصبح «الجهل » هو الاختيار؛ لذا دائماً أضع أمام عيني دومًا الحكمة الأفلاطونية الخالدة والتي تقول «أنا أكثر الناس حكمة على وجه الأرض؛ وذلك لأنني أعرف شيئًا واحدًا، وهو أنني لا أعرف شيئًا .» لسنوات طويلة وأنا أرى أن التكنولوجيا كانت دومًا لها دور محوري في الارتقاء بحياة البشر، وجعلها أكثر راحة وأكثر رفاهية. وهذا ليس في عصرنا الحديث وحسب، ولكن منذ بداية الخلق في العصور القديمة الساحقة.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2022
ISBN9789771460879
العالم إكس

Related to العالم إكس

Related ebooks

Reviews for العالم إكس

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    العالم إكس - محمد عزام

    الغلاف

    العالم «إكس»

    والإمبراطوريات الجديدة

    حول مستقبل العالم في ظل التسارع التكنولوجي

    محمد عزام

    العنوان: العالم «إكس»

    والإمبراطوريات الجديدة

    حول مستقبل العالم في ظل التسارع التكنولوجي

    تأليف: محمد عزام

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميع الحقوق محفـوظـة © لـدار نهضـة مصـر للنشـر

    يحـظــر طـــبـــع أو نـشـــر أو تصــويـــر أو تخــزيــــن أي جـزء مـن هـذا الكتـاب بأيـة وسيلـة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصويــر أو خـلاف ذلك إلا بإذن كتابي صـريـح من الناشـر.

    الترقيم الدولي: 978-977-14-6087-9

    رقم الإيـداع: 30737 / 2021

    الطـبـعــة الأولى: يناير 2022

    Section_0.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    إهداء

    • إلى روح أبي ... الذي أخذ بيدي لأول طريق المعرفة والنور ...

    • لعائلتي الصغيرة ولعائلتي الكبيرة ... شكرًا لدعمكم وحبكم ...

    • لكل شخص وقف بجانبي ... لكل شخص وقف في ظهري ...

    شكرًا لدعمكم وحبكم ...

    • لكل شخص لم يثق في قدرتي وحاول إحباطي وكسري ...

    شكرًا لجعلي أخطو للأمام خطوة جديدة ...

    مقدمة

    منذ زمن طويل وأنا مؤمن بأن رحلة المعرفة تبدأ، ولكن لا تنتهي إلا بنهاية العمر. وأنه في عصر الانفجار المعلوماتي وإتاحة المعارف بمجرد الضغط على مفتاح لوحة مفاتيح الحاسب الشخصي أو الهاتف المحمول، أصبح «الجهل» هو الاختيار؛ لذا دائمًا أضع أمام عيني دومًا الحكمة الأفلاطونية الخالدة والتي تقول «أنا أكثر الناس حكمة عليَّ وجه الأرض؛ وذلك لأنني أعرف شيئًا واحدًا، وهو أنني لا أعرف شيئًا».

    لهذا أضع لنفسي تحديًا جديدًا كل يوم، وهو أنه عليَّ أن أقرأ بدون توقف إلى آخر يوم من عمري، ليس في مجال تخصصي وحسب، بل في كل مجال من مجالات المعرفة، لأن القراءة دومًا تضيف لعمري عمرًا جديدًا، وحتى لا أكون قد بدأت رحلة الجهل بدلًا من استكمال رحلة المعرفة.

    لسنوات طويلة وأنا أرى أن التكنولوجيا كانت دومًا لها دور محوري في الارتقاء بحياة البشر، وجعلها أكثر راحة وأكثر رفاهية. وهذا ليس في عصرنا الحديث وحسب، ولكن منذ بداية الخلق في العصور القديمة الساحقة.

    فالأمر بدأ منذ فجر التاريخ، حينما اكتشف الإنسان أن الحجر، مجرد الحجر، من الممكن أن يمثل فارقًا في حياته، وصنع أول آلة منه وهي المطرقة الحجرية ... الابتكار الأول للبشر. واستمر الابتكار البشري بدون توقف لنصل إلى عصر الإنترنت والتليفون الذكي والروبوتات والتكنولوجيا الحيوية. ابتكار البشر لم ينتهِ ولن ينتهي، إلا عندما تقوم الساعة!

    لذا بدأت في تسجيل خواطري وخبراتي وقراءتي في شكل مقالات ودراسات وأبحاث، لأضعها كلها أمام القارئ العزيز.

    فاستعرضت رحلة الابتكار البشري المبني على التكنولوجيا منذ العصر الحجري إلى عصر الذكاء الاصطناعي، ورصدت ظاهرة الإمبريالية الجديدة التي تقودها منصات التواصل الاجتماعي وليس الدول، وكذا الصراع السيبراني الذي قد يؤدي إلى حروب جديدة وأزمات عالمية غير مسبوقة، لنرى أنفسنا أمام أزمة خليج خنازير ثانية، رقمية هذه المرة وليس نووية.

    وسردت بعض قصص المبتكرين في عصرنا الحديث، والذين كانوا لهم أيادٍ بيضاء فيما وصلنا إليه من تقدم وتطور. وشرحت كيف تكون التكنولوجيا هي السبيل للتقدم والرخاء وليس التدمير، لأن التكنولوجيا لها عدة أوجه، فلها جانب مشرق وجانب قد يكون شديد الظلامية.

    وحللت الظواهر الاقتصادية الجديدة، المبنية على تطبيق غير مألوف للتكنولوجيا، والتي جعلت الجميع يقف أمامها طويلًا لاستيعابها والتأقلم معها، لأنها كسرت كل القواعد القديمة، ووضعت قواعد جديدة للعبة، مثل: ظواهر الاقتصاد التشاركي، والعملات الرقمية، والسيارات ذاتية القيادة، والطائرات المسيرة، وغيرها الكثير.

    وكذلك رسمت صورة لمستقبل الحياة نتيجة التسارع التكنولوجي المذهل فيما يخص مستقبل المؤسسات والعمل والتعليم والصحة والاقتصاد، وخاصة في عصر ما بعد جائحة كورونا، التي غيرت ملامح حياتنا للأبد، لنبدأ دورة جديدة بها الكثير من عدم التيقن والمتغيرات الشديدة؛ فإننا نشهد ولادة عالم جديد هو العالم «إكس».

    ودائمًا سأقول إنه إن كنا نرغب في قيادة حاضرنا وصناعة مستقبلنا علينا أن نضيف للعالم بالعلم والتجربة والتكنولوجيا والابتكار، وإلا سنظل نلعن الظلام للأبد. وإن عبورنا الثاني هو عبورنا إلى التنافسية من خلال إنتاج التكنولوجيا وتوطينها وتصديرها لنكون الدولة العظيمة التي يستحقها أبناء هذه الأرض الطيبة، كما فعلنا منذ 7000 سنة لنهدي للبشرية الحضارة الأعظم.

    محمد عزام

    القاهرة

    يوليو 2021

    «لا تكونن متكبرًا بسبب معرفتك، ولا تكونن منتفخ الأوداج لأنك رجل عالم. شاور الجاهل والعاقل، لأن نهاية العلم لا يمكن الوصول إليها».

    الحكيم بتاح حتب

    البدايات ... كانت تكنولوجية ... والنهايات أيضًا

    قد يتصور البعض أن التكنولوجيا هي فقط ما بين أيدينا الآن من حواسب آلية وهواتف محمولة وإنترنت وشبكات تجارة إلكترونية ومنصات للتواصل الاجتماعي وطائرات بدون طيار وسيارات كهربائية حديثة وقطارات فائقة السرعة وأقمار صناعية تدور في فلك الأرض وأنظمة صناعية وزراعية متقدمة، ولكن في حقيقة الأمر، وعلى مدار حياة البشرية، كانت التكنولوجيا واستخداماتها هي المحرك الأول للتقدم، وتكوين الثروة، والنماء للبشر ومجتمعاتهم.

    لقد مرت البشرية بعدة تحولات مفصلية على مدار التاريخ. لذا دعنا نلقِ نظرة سريعة عليها وننظر إلى تلك التحولات من منظور، لا أدعي أنه جديد، ولكنه قد يكون منظورًا مختلفًا بعض الشيء.

    كانت البدايات منذ فجر التاريخ، في العصر الذي تم تسميته باسم «العصر الحجري». هذا العصر الذي استمر لما يقارب 3.5 مليون سنة وانتهى منذ حوالي 5000 سنة.

    في هذا العصر اكتشف الإنسان أن الحجر، مجرد الحجر، من الممكن أن يمثل فارقًا في حياته. حيث قام الإنسان الأول بالتعامل مع الحجر بطريقة ابتكارية، فقد قام بتهذيبه وصنع أول آلة منه وهي المطرقة الحجرية ... الابتكار الأول للبشر؛ والتي استخدمها في تهذيب الأحجار الأخرى لصنع أحجار ذات حواف أكثر حدة. وهنا ظهر السكين ورأس الحربة للعالم، ليستخدمهما الإنسان الأول في صيد الجاموس والخنازير والغزلان والأسماك للحصول على غذائه البدائي، وكذلك تقطيع لحومها لتناولها، بدلًا من تناول بقايا الحيوانات التي تتركها الحيوانات المفترسة. لقد ساعده ابتكاره هذا على رغم بساطته على الارتقاء. وهكذا دومًا يساعد كل ابتكار الإنسان للتقدم خطوة للأمام.

    كما استخدم الإنسان الأول السكين لتقطيع الجلود لاستخدامها في الملبس والمسكن، وهذا بجانب المطرقة التي استخدمها لتكسير الحبوب وعظام الحيوانات وطحن الطين لتحويله إلى صبغة استخدمها في رسوماته الأولى على جدران كهوفه. البداية الأولى لتوثيق حياته.

    ثم تطور الأمر من الحياة في الكهوف إلى العيش في الخيام والأكواخ. حيث قام الإنسان الأول باستخدام ما حوله من مواد الطبيعة، مثل عظام الحيوانات الضخمة أمثال الماموث وجلودها وكذلك أغصان الشجر والقش، لبناء أول منزل له، في شكل خيمة أو كوخ، ليستقر الإنسان لأول مرة في تاريخه، بعيدًا عن بيئته الأولى التي كانت في أغلب الأحوال بجانب الأنهار والبحيرات.

    مع الوقت والملاحظة والدأب، صنع الإنسان الإبرة من العظم لخياطة الجلود ومن ثم استخدامها في ملبسه أو مسكنه بصورة أكثر فاعلية، وصنع أدوات للنقش على العظم والحجر، وابتكر أداة لكشط الجلود والأخشاب لصقلها، وكذلك المخرز، أول مسمار في التاريخ لثقب الجلود والأخشاب.

    ثم جاء اكتشاف النار التي غيرت مجري حياة البشرية للأبد. لقد رأى الإنسان الأول النار في قمم البراكين وعند ضرب الصواعق للأشجار، ولكن لم يكن يدري كيف يسيطر عليها أو يطوعها. ثم جاءت الصدفة عندما احتك حجران فتولدت شرارة أصابت أفرع شجر يابس فتولد النار. فقام الإنسان الأول بتطويعها كالعادة لمصلحته ومصلحة ارتقاء الجنس البشري بأكمله، فقام باستخدام النار في طهي الطعام عوضًا عن أكله نِيْئًا، والتدفئة وطرد الحيوانات المفترسة بعيدًا عن مسكنه.

    ابتكار جديد جاء من هبة الإنسان العظمى، وهي الملاحظة وشغفه بالتجربة. فكل شيء عظيم قام به الإنسان كان مبنيًّا على هذه الهبة وهذا الشغف، منذ بداية الخلق وحتى عصرنا هذا، كما سيكون الحال دومًا في المستقبل.

    هذه الابتكارات التي قام بها الإنسان الأول تبدو لنا كشيء في منتهى البدائية، ولكن في حقيقة الأمر كانت ابتكارات مبنية على تكنولوجيا، حتى لو كانت بسيطة!

    ثم توالى التطور وانتهى العصر الحجري، ليبدأ الإنسان مرحلة جديدة من التطور، سميت بالعصر البرونزي الذي بدأ في سنة 3000 قبل الميلاد، واستمر حتى سنة 1200 قبل الميلاد.

    وشهد هذا العصر بداية صناعة التعدين لتكون نقلة جديدة للبشرية، فقام الإنسان بصهر المعادن معًا لعمل السبائك، مؤسسًا بذلك بدايات علم الفلزات.

    ففي هذا العصر كان يتم استخراج خام القصدير وصهره منفصلًا ومن ثم إضافة النحاس المصهور إليه لعمل سبائك البرونز، ليتم صنع الأدوات منها، كونها أكثر صلابة وأطول عمرًا من النحاس.

    ومع هذا الابتكار بدأت تتشكل الحياة على الأرض بطريقة مختلفة، فظهرت الحضارات الأولى بمصر وما وراء النهرين والصين، ليبدأ مفهوم الدول المركزية في الخروج إلى النور. وعرف الإنسان الكتابة للمرة الأولى لبدء مرحلة جديدة من التطور وبناء المعارف وإنتاج العلم بمفهومه الجديد. فظهرت في مصر القديمة علوم الطب والهندسة والزراعة والري والفلك التي أبهرت العالم على مدار القرون المتعاقبة، والتي تشهد عليها آثارنا الخالدة. ظهر العلم بمفهومه الحديث والذي أصبح هو القاعدة لكل ما نراه من تطور ورخاء منذ آلاف السنين وحتى عصرنا الحالي، وسيستمر حتى نهاية الحياة على كوكبنا. وبالتوازي ظهر الأدب والموسيقى والفنون والفلسفة، وهذا كله كان ممهدًا لدورة جديدة أكثر تقدمًا وتحضرًا للبشرية.

    ثم جاء العصر الحديدي امتدادًا للعصر البرونزي، ليستمر لما يقرب من خمسة قرون. وظهر في هذا العصر استخدام الحديد في الأدوات والأسلحة مثل السيوف ورءوس الرماح والسهام. كان اكتشاف الحديد وتطويعه ابتكارًا جديدًا للبشرية ساعدها لتبدأ دورة جديدة للتطور وأثر عليها حتى يومنا هذا، وربما للأبد.

    ومرت القرون التالية بدون تطور كبير وله تأثير واضح، ربما لانحسار العلم وبالتالي الابتكار. وهذا حتى بداية عصر النهضة في أوروبا في القرن الرابع والخامس عشر بعد الميلاد، حينما ظهر الابتكار المعرفي الأعظم «المطبعة» التي خرج بها للنور المبتكر الألماني العظيم «يوهان جوتنبرج» في سنة 1440 ميلادية، والتي أدت إلى وصول المعرفة بسهولة ويسر للملايين من البشر لتغير حياتنا وتنقل البشرية إلى الأفق الأوسع. فقد أدت مطبعة جوتنبرج إلى وصول أكثر من 200 مليون كتاب من الفكر الإنساني في خلال أقل من 150 سنة. هذا الابتكار الفريد الذي غير وجه العالم كان ببساطة عبارة عن تجميع مطبعة بدائية كانت تستخدم في صناعة النبيذ، مع أجزاء متحركة كانت تستخدم في صك النقود المعدنية، ومضافًا إليها بلوكات من الخشب كانت تستخدم في طباعة النتائج وأوراق اللعب. إنه الابتكار الذي لا يرى الحدود الفاصلة بين الأشياء! وظهر معها في الصين البوصلة؛ هذا الابتكار الذي ساعدنا على اكتشاف العالم الجديد في أمريكا وأستراليا. ثم ظهرت العملات الورقية في أوروبا في أواخر القرن السادس عشر، لتؤسس للاقتصاد الذي نعرفه اليوم.

    وتتوالى الأعوام لنصل إلى أول محطة كبرى في تاريخ البشرية الحديث «الثورة الصناعية الأولى» والتي انطلقت في أواخر القرن الثامن عشر في بريطانيا. ثم الثورة الصناعية الثانية التي تلت الأولى بحوالي قرن من الزمان. ثورات العلم التي غيرت كل شيء. ثورات العلم أعطت البشرية القدرة المقرونة بالسرعة. فتغير شكل المجتمع البشري من مجتمع بدائي قائم على الزراعة إلى مجتمع أكثر حداثة وقدرة على النمو المطرد. اكتشاف قوة البخار أدى إلى ابتكار القطار لينقل البشر والبضائع عوضًا عن استخدام الدواب، فنمت الإنتاجية وزاد الدخل، والأهم من ذلك أن الآفاق تفتحت لحدود تلامس السماء. وتوالت الابتكارات بلا توقف؛ وظهر مفهوم استخدام الماكينات في الزراعة والصناعة. وظهر للعالم ماكينات الغزل والنسيج في عام 1769 بدلًا من الأنوال اليدوية، وتم بناء أول كوبري من الحديد الزهر في بريطانيا في عام 1779، كما ولد العالم الإيطالي ألساندرو فولتا الكهرباء من خلال التفاعل الكيميائي بابتكار «البطارية الكهربائية» في عام 1800، وأطلق صمويل مورس «التلغراف» في عام 1833 ليبدأ ثورة الاتصالات بنقل الكلمات عبر الأسلاك من خلال نبضات كهرومغناطيسية، وتلاه الأمريكي ألكسندر جراهام بيل بابتكاره «التليفون» لنقل الصوت عبر كابلات النحاس في عام 1876، ثم قام المبتكر العظيم توماس ألفا إديسون بابتكار «المصباح الكهربائي» في عام 1879؛ الابتكار الأعظم والمؤسس لحياة بشرية جديدة تمامًا، حياة بلا ظلام عندما نريد ذلك.

    وسجل جولييلمو ماركوني براءة اختراع «الاتصال اللاسلكي» في عام 1896. وظهرت آلات الاحتراق الداخلي واستخدامها في السيارات في عام 1855، وطار الأخوان رايت بأول طائرة تعمل بمحرك في عام 1903، ثم ابتكر هنري فورد سيارته الأشهر «تي-40» وأسس مفهوم خطوط الإنتاج والتجميع في عام 1908. وظهر المذياع للعالم في عام 1916 ليصبح البشر أكثر قدرة على التواصل خلال موجات الراديو. وتم تصنيع أول إنسان آلي في عام 1921. وابتكر السير فريديك جرانت بانتنج «الأنسولين» لعلاج مرض السكري الذي كان يهدد حياة ملايين البشر في عام 1922، والذي شهد ميلاد أول فيلم ثلاثي الأبعاد؛ وبعدها بعام ابتكر المهندس الأمريكي الروسي المولد فلاديمير كوزما زوركين «التليفزيون». وفي عام 1926 اخترع الدكتور روبرت هتشينجز جودارد الدفع الصاروخي لتبدأ رحلة غزو الإنسان للفضاء. ونقل تشيستر كارلسون مفهوم الطباعة إلى مرحلة جديدة بابتكاره «آلة التصوير» في عام 1937؛ هذا العام الذي شهد أيضًا ولادة الطائرة النفاثة، التي أصبحت وسيلة الانتقال الأكثر استخدامًا في العالم. وتلا هذا ابتكار بيتر جولد مارك «التليفزيون الملون».

    وهذا كله مهد لبدء الثورة الصناعية الثالثة في أواخر الحرب العالمية الثانية، في منتصف القرن العشرين، ثورة الاتصالات والإلكترونيات. فابتكر المهندس الألماني كونراد تسوزه أول حاسب آلي يتم التحكم به عن طريق البرمجيات في عام 1941، وخرج للنور أول حاسب آلي تجاري «يونيفاك» في عام 1951، تلاه ابتكار «المودم» لنقل وتبادل البيانات بين الحاسبات الآلية في عام 1958. وابتكرت إنتل أول «معالج حاسوبي» قابل للبرمجة في عام 1971، تلاه إطلاق ستيف جوبز وزميله ستيف وزنياك لأول حاسب آلي شخصي «آبل 1» في عام 1976، لينقلا العالم إلى مرتبة مختلفة من المعارف بامتلاك الأفراد لقوة الحاسبات التي كانت مقصورة على الشركات والمؤسسات الكبرى والحكومات فقط. ثم إطلاق بيل جيتس لنظام «الدوس» أول نظام تشغيل للحاسبات الشخصية واسع الانتشار في عام 1981 ليؤسس إمبراطورية «مايكروسوفت». وبعدها ابتكار الهواتف المحمولة بتكنولوجيا الجيل الثاني في عام 1991.

    ثم جاء الابتكار العظيم الذي غير كل ما حولنا وجعل الأرض مجرد قرية صغيرة نصف سكانها على اتصال بلا توقف على مدار الساعة «الإنترنت»، ليصبح إنتاج البشر اليومي من المحتوى في عام 2025 ما يعادل 463 أكسا بايت (463٫000٫000٫000٫000٫000٫000 بايت). وظهرت منصات التجارة الإلكترونية «إي باي» و«أمازون»

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1