Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

التنوير شرح الجامع الصغير
التنوير شرح الجامع الصغير
التنوير شرح الجامع الصغير
Ebook620 pages5 hours

التنوير شرح الجامع الصغير

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

ألف المناوي -رحمه الله- "فيض القدير" شرح فيه الجامع الصغير للسيوطي وأطال النفس في ذلك، ثم ألّف كتاباً مختصراً في شرحه للجامع الصغير سماه: "التيسير" وهو مختصر مفيد يتميز بالحكم الصريح على الحديث، وهما مطبوعان.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateMar 27, 1903
ISBN9786437057770
التنوير شرح الجامع الصغير

Read more from الصنعاني

Related to التنوير شرح الجامع الصغير

Related ebooks

Related categories

Reviews for التنوير شرح الجامع الصغير

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    التنوير شرح الجامع الصغير - الصنعاني

    الغلاف

    التنوير شرح الجامع الصغير

    الجزء 16

    الصنعاني

    1182

    ألف المناوي -رحمه الله- فيض القدير شرح فيه الجامع الصغير للسيوطي وأطال النفس في ذلك، ثم ألّف كتاباً مختصراً في شرحه للجامع الصغير سماه: التيسير وهو مختصر مفيد يتميز بالحكم الصريح على الحديث، وهما مطبوعان.

    المعرّف باللام من حرف الميم

    9110 - الماء لا ينجسه شيء. (طس) عن عائشة (ح) .

    (الماء لا ينجسه شيء) ظاهره العموم لكن قد خص بما غير لونه أو ريحه أو طعمه بالإجماع على ذلك، فالحديث مخصص بالإجماع وهو من أدلة من يقول: لا ينجسه إلا ما ذكر وفيه خلاف، وقد حققنا الأقوال في حاشية شرح العمدة وأثبتنا الراجح منها، وفي رسالة: تنبيه الناظر. (طس (1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وقال العراقي: الحديث صحيح، وقد أخرجه النسائي من حديث أبي سعيد وفيه قصة.

    9111 - الماء طهور، إلا ما غلب على ريحه، أو على طعمه (قط) عن ثوبان (ض).

    (الماء طهور، إلا) على (ما غلب على ريحه) بأن أخرجه إلى رائحة ما مازجه (أو على طعمه) أو على لونه فإنه مجمع على ذلك وكأنه تركه - صلى الله عليه وسلم - لأن ما غير لونه في الأغلب غير ريحه وطعمه. (قط (2) عن ثوبان) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه الدارقطني: لم يرفعه غير رشدين بن سعد وليس بالقوي، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وقال ابن حجر: فيه رشدين بن سعد متروك، وقال ابن سعد (3): كان صالحًا أدركته غفلة الصالحين فخلط الحديث.

    9112 - "المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد، والغريق له أجر (1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2093)، والنسائي في السنن الكبرى (49)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6641).

    (2) أخرجه الدارقطني (1/ 28)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 15)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5899) والضعيفة (2644).

    (3) انظر: الطبقات الكبرى (7/ 517).

    شهيدين. (د) عن أم حرام (ح) ".

    (المائد) اسم فاعل من ماد يميد إذا دار رأسه من غثيان سم البحر (في البحر الذي يصيبه القيء) وهو مسافر للجهاد أو الحج (له أخو شهيد، والغريق له أجر شهيدين) إذا كان سفره لذلك ولتجارة وطلب علم يريد بالكل وجه الله تعالى.

    (هق د (1) عن أم حرام) رمز المصنف لحسنه، وفيه هلال بن ميمون الرملي (2) قال أبو حاتم: غير قوي.

    9113 - المؤذن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس، وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون صلاة، ويكفر عنه ما بينهما. (حم د ن هـ حب) عن أبي هريرة (صح) .

    (المؤذن يغفر له مدى صوته) مدى طرق مكان أي غاية ما يبلغه صوته، قيل: لو كانت صحيفة خطاياه تبلغ مقدار ما يبلغ صوته لغفر له، وقيل: يعطى في الجنة قدر مبلغ صوته، وقيل: كناية عن إنها مغفرة واسعة طويلة عريضة (ويشهد له) على أذانه أو بصدقه بما يقوله ويتابعه عليه فالأولى في الآخرة والثاني في الدنيا. (كل رطب ويابس) نام وجماد (وشاهد الصلاة) حاضرها في جماعة (يكتب له خمس وعشرون صلاة) كما أفاده حديث: صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بخمس وعشرين صلاة وفي لفظ: بسبع وعشرين وتقدم وجه الجمع بينهما (ويكفر عنه ما بينهما) هو كحديث: الصلاة إلى الصلاة كفارة ما بينهما ما اجتنبت الكبائر (3). (حم د ن هـ حب (4) عن أبي هريرة) رمز المصف (1) أخرجه أبو داود (2493)، والبيهقي في السنن (4/ 335)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6642).

    (2) انظر المغني (2/ 714)، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 177).

    (3) أخرجه مسلم (233).

    (4) أخرجه أحمد (2/ 266)، وأبو داود (515)، والنسائي (2/ 12)، وابن ماجة (724)، وابن حبان = لصحته إلا أنه قال الصدر المناوي (1): كلهم رواه من حديث أبي يحيى، قال: وأبو يحيى هذا لم ينسب فيعرف حاله.

    9114 - المؤذن يغفر له مد صوته، وأجره مثل أجر من صلى معه. (طب) عنة أبي أمامة (ح) .

    (المؤذن يغفر له مد) بتشديد الدال من غير ألف بعده، قال أبو البقاء: الجيد عند أهل اللغة مدى (صوته) وأما مد صوته فله وجه وهو يحتمل شيئين:

    أحدهما: أن يكون تقديره مسافة مد صوته.

    والثاني: أن يكون المصدر بمعنى المكان أي ممتدًا صوته وهو منصوب لا غير قلت: ومعناه ملاق بمعنى مدى صوته.

    (وأجره مثل أجر من صلى معه) وفيه فضيلة للمؤذن بالغة جدًّا من الأجر عظيمًا. (طب (2) عن أبي أمامة) رمز الصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه جعفر بن الزبير ضعيف.

    9115 - المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه، إذا مات لم يدود في قبره. (طب) عن ابن عمرو" (ض).

    (المؤذن المحتسب) هذا قيد في كل مؤذن والمراد به: المزيد بأذانه وجه الله وثوابه (كالشهيد) في الأجر (المتشحط في دمه) المختضب به، زاد في رواية للطبراني: يتمنى على الله ما يشتهي بين الأذان والإقامة (إذا مات) المؤذن (لم يُدَوّد) ضبط على البناء للمجهول مشدد الواو. (في قبره) أي لم يقع فيه الدود، = (1666)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6644).

    (1) انظر: كشف المناهج والتناقيح (رقم 463).

    (2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 398) رقم (13469)، وانظر المجمع (1/ 326)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6643).

    قال القرطبي (1): ظاهر هذا أن المؤذن المحتسب لا تأكله الأرض كالشهيد.

    (طب (2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه إبراهيم بن رستم (3) ضعفه ابن عدي ووثقه غيره وفيه أيضًا من لا تعرف ترجمته انتهى، قال الشارح: وفيه سالم الأفطس (4)، قال ابن حبان: يقلب الأخبار وينفرد بالمعضلات.

    9116 - المؤذن أملك بالأذان، والإمام أملك بالإقامة. أبو الشيخ في كتاب الأذان عن أبي هريرة (ح) .

    (المؤذن أملك بالأذان) أي وقت الأذان أمره إليه إذا كان عارفًا عدلًا فلا يستأذن فيه الإِمام (والإمام أملك بالإقامة) فالحق له فيها فلا يقيم حتى يؤاذنه فيها وهذا على جهة الندب لا الإيجاب. (أبو الشيخ (5) في كتاب الأذان عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.

    9117 - المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة. (حم م هـ) عن معاوية (صح) .

    (المؤذنون أطول الناس أعناقًا) بفتح الهمزة، جمع عنق وروي بكسرها أي (1) تفسير القرطبي (4/ 260).

    (2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 422) رقم (13554)، وفي الأوسط (1221)، وانظر المجمع (2/ 3)، وانظر العلل المتناهية (1/ 390)، وصعفه الألباني في ضعيف الجامع (5900)، والضعيفة (852).

    (3) انظر الكامل في ضعفاء الرجال (1/ 263).

    (4) انظر المغني (1/ 251).

    (5) أخرجه أبو الشيخ في كتاب الآذان كما في الكنز (20963)، وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 12) وانظر: البدر المنير (3/ 419)، وقال المباركفوري (1/ 513)، ورواه أبو الشيخ من طريق أبي الجوزاء عن ابن عمه وفيه معارك وهو ضعيف، والبيهقي السنن (2/ 19)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5901)، والضعيفة (4669).

    أشدهم إسراعًا إلى الجنة مأخوذ من مشي العنق (يوم القيامة) شوقًا إلى رحمة الله لأن المتشوق يمد عنقه إلى ما يتشوق إليه، وقيل: معناه أكثر ثوابًا، من قولهم لفلان عنق من الخير أي قطعة منه وأكثر الناس رجاءًا لأن من رجا شيئًا طال إليه عنقه، وقيل مد العنق كناية عن الفرح كما أن خضوعها كناية عن الحزن، وعلى كل حال فهو فضيلة للمؤذنة. (حم م هـ (1) عن معاوية) ولم يخرجه البخاري، وقال المصنف: إنه متواتر.

    9118 - المؤذنون أمناء المسلمين على فطرهم وسحورهم. (طب) عن أبي محذورة (ح).

    (المؤذنون أمناء المسلمين على فطورهم وسحورهم) [4/ 306] لأنهم يفطرون عند أذانهم المغرب ويتركون أكلة السحر عند أذانهم الفجر فهو إعلام للمؤذنين أن يتحروا ذلك ويوفون بحق هذه الأمانة فمن قصر في ذلك فهو من الخائنين وفيه ألا يقوم بالأذان إلا عارفًا بالأوقات. (طب (2) عن أبي محذورة) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: سنده حسن، وقال ابن حجر: في سنده يحيى الحماني مختلف فيه.

    9119 - المؤذنون أمناء المسلمين على صلاتهم وحاجتهم. (هق) عن الحسن مرسلًا.

    (المؤذنون أمناء المسلمين على صلاتهم) على معرفة أوقاتها (وحاجتهم) من فطورهم وسحورهم والأشغال المنوطة بالصلاة ذكره الرافعي قال: وقد يحتج به لندب عدالة المؤذن لأنه سماه أمينًا واللائق بحال الأمين كونه عدلًا انتهى، (1) أخرجه أحمد (4/ 95)، ومسلم (387)، وابن ماجة (725).

    (2) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 176) رقم (6743) وانظر المجمع (2/ 2)، والتلخيص الحبير (1/ 183)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6647).

    قلت: عدالته أدلتها كثيرة فهي شرط فيه وهذه الأحاديث من أدلتها. (هق (1) عن الحسن مرسلًا) ورواه عنه الشافعي.

    9120 - المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء. (حم ق ت هـ) عن ابن عمر (حم م) عن أبي هريرة (م هـ) عن أبي موسى (صح) .

    (المؤمن يأكل في مِعىً) بكسر الميم مقصور منون (واحد) المعنى مذكر لم يسمع من العرب تأنيثه. (والكافر يأكل في سبعة أمعاء) قيل: هو في معى فاللام عهدية، وقيل: عام وهو تمثيل يكون المؤمن يأكل ما يتقوى به ويمسك رمقه ويعينه على الطاعة فكأنه يأكل في معي واحد بخلاف الكافر فإنها لشدة حرصه كأنه يأكل في أمعاء متعددة فالسبعة للتكثير، وقيل فيه غير ذلك، والأظهر هو الثاني، وإنه إعلام بأن هم المؤمن مرضاة ربه تعالى لا التوسع في المأكول فيكفيه القليل وعكسه الكافر فهمه استعمال طيباته في حياته الدنيا. (حم ق ت هـ عن ابن عمر، حم م عن جابر (حم ق هـ) عن أبي هريرة, م هـ (2) عن أبي موسى) قال المصنف رحمه الله: والحديث متواتر.

    9121 - المؤمن يشرب في معي واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء. (حم م ت) عن أبي هريرة (صح) .

    (المؤمن يشرب في معي واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء) هو كالأول في معناه ولا سبيل إلى حمله على ظاهره لأن كم من كافر أقل أكلًا وشربًا من المؤمن (1) أخرجه البيهقي في السنن (1/ 426)، والشافعي في مسنده (1/ 33)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6646).

    (2) أخرجه أحمد (2/ 21)، والبخاري (5393)، ومسلم (2061)، والترمذي (1818)، وابن ماجة (3257) عن ابن عمر، وأخرجه أحمد (3/ 333) ومسلم (2601) عن جابر، وأخرجه أحمد (2/ 415)، والبخاري (5396)، ومسلم (2062) عن أبي هريرة, وأخرجه مسلم أيضًا (2062)، وابن ماجة (3258) عن أبي موسى.

    وكم من كافر أسلم ولم يتغير حاله في أكله وشربه بعد إسلامه عما كان عليه قبله فالأحاديث مخبرة بشره الكافر وحبه الدنيا وحرصه عليها والمؤمن على خلاف ذلك. (حم م ت (1) عن أبي هريرة).

    9122 - المؤمن مرآة المؤمن. (طس) والضياء عن أنس (صح) .

    (المؤمن مرآة المؤمن) أي يبصره من نفسه ما لا يراه هو بدونه، وقال الطيبي: المؤمن في إراءة عيب أخيه كالمرآة المجلوة التي تحكي كل ما ارتسم فيها من الصور ولو كان أدنى شيء، والمؤمن ينظر في خلق أخيه ما يتعرف ويلوح له في أموره فيستشف من وراء حاله تعريفات وتلويحات فإذا ظهر منه عيب فادح نافره وإن رجع صادقه، وقيل: معناه كن لأخيك كالمرآة تريه محاسن أحواله وتبعثه على الشكر وتمنعه عن الكبر وتريه قبائح أموره بلين في خفية تنصحه ولا تفضحه، قلت: وهو حث على أن يكون المؤمن لأخيه كذلك.

    (طس والضياء (2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي بعد عزوه للطبراني والبزار: فيه عثمان بن محمَّد من ولد ربيعة بن أبي عبد الرحمن، قال ابن القطان (3): الغالب على حديثه الوهم وبقية رجاله ثقات.

    9123 - المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن: يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه. (خد د) عن أبي هريرة.

    (المؤمن مرآة المؤمن) في عيوبه الأخلاقية كما أن المرآة لعيوبه الخلقية.

    (والمؤمن أخو المؤمن) بنسب الإيمان {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] ووضحه بقوله: (يكف عليه ضيعته) ضيعة الرجل ما جعل الله منه معاشه أي (1) أخرجه أحمد (2/ 375)، مسلم (2063)، والترمذي (1819).

    (2) أخرجه الطبراني في الأوسط (2114)، والضياء في المختارة (2186)، وانظر المجمع (7/ 264)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6655).

    (3) انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 154).

    يجمع عليه أمره الذي يعيش منه (ويحوطه من ورائه) يحفظه في غيبته وبالأولى في حضرته تهذيب عنه من يغتابه ويرد عليه ويوصل إليه بره وإحسانه وينصحه وغير ذلك من شروط أخوة الإِسلام (خد د (1) عن أبي هريرة)، سكت عليه المصنف، وقال العراقي: إسناده حسن.

    9124 - المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا. (ق ت ن) عن أبي موسى (صح) .

    (المؤمن للمؤمن كالبنيان) الحائط والجدار -ويجري على الألسن - أو كالبنيان ولا أعرفه في ألفاظ الحديث (يشد بعضه بعضًا) بتشابك أحجاره كذلك المؤمنون لا يتقوى المؤمن إلا بأخيه من أهل الإيمان فبنيان المؤمن إعانة المؤمنين في أمور الدنيا والدين (ق ت ن (2) عن أبي موسى).

    9125 - المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب. (هـ) عن فضالة بن عبيد (ح) .

    (المؤمن من أمنه الناس) أي ما من شأنه ذلك (على أموالهم وأنفسهم) وهذه صفة اشتقت له من صفة الإيمان والمراد كامل الإيمان من كان كذلك (والمهاجر) من خرج من دار الكفر إلى دار الإيمان في الأصل [4/ 307] فأخبر الشارع أن الذي يحق له أن يطلق عليه هذا الاسم هو: (من هجر الخطايا والذنوب) وتركها لله تعالى فهو إخبار أن الهجرة من ديار المعاصي لا تتم إلا بالهجرة عن دار معاصي نفسه (هـ (3) عن فضالة بن عبيد) ورواه عنه أيضًا الترمذي، وحسنه ورمز المصنف لحسنه. (1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (239)، وأبو داود (4918)، وانظر تخريج أحاديث الإحياء (2/ 137)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6656)، والصحيحة (926).

    (2) أخرجه البخاري (481)، ومسلم (2585)، والترمذي (1928)، والنسائي (5/ 79).

    (3) أخرجه ابن ماجة (3934)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6658).

    9126 - المؤمن يموت بعرق الجبين. (حم ت ن هـ ك) عن بريدة (ح) .

    (المؤمن يموت بعرق الجبين) يعرف موته بذلك وهو علامة إيمانه وذلك أنه لا يموت حتى تأتيه البشرى بحسن منقلبه فعند ذلك يستحي من ربه تعالى ويخجل ويفرح فيعرق جبينه, وقيل: معناه أن المؤمن يهون عليه شدة كرب الموت فلا يجد من شدته إلا قدر ما يعرق من جبينه ويؤيد الأول ما أخرجه الحكيم عن سلمان أنه قال عند موته: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ارقب المؤمن عند موته ثلاثًا، فإن رشح جبينه وذرفت عيناه فهو رحمة نزلت به، وإن غط غطيط البكر المخنوق وخمد لونه وأزبد شدقه فهو عذاب (1). (حم ت ن هـ ك (2) عن بريدة) رمز المصنف لحسنه، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح، واعترضه الصدر المناوي (3) بأن قتادة رواه عن عبد الله بن بريدة ولا يعرف له سماع منه كما قاله الترمذي.

    9127 - المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف. (حم) عن سهل بن سعد (صح) .

    (المؤمن يألف) غيره ويأنس به لسلامة صدره وحسن خلقه وصلاح طويته.

    (ويؤلف) يألفه الناس لحسن حاله وكونه لهم إلفًا (ولا خير فيمن لا يألف) فإنه لسوء خليقته وقبيح طريقته وخبث طويته إلا أن يتركهم إيثارًا لتقواه وانفرادًا بطاعة مولاة وتبعيدًا لشره عنهم (ولا يؤلف) لأنه لا يترك الناس ألفته إلا لقبح (1) أخرجه الحكيم الترمذي (1/ 414) وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (4/ 205): لا يصح.

    (2) أخرجه أحمد (5/ 350)، والترمذي (982)، والنسائي (4/ 6)، وابن ماجة (1452)، والحاكم (1/ 36)، وانظر المجمع (2/ 325)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6665).

    (3) انظر: كشف المناهج والتناقيح (رقم 1155).

    حاله ولسوء خلقه ورداءة عشرته (حم (1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح.

    9128 - المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس. (قط) في الأفراد والضياء عن جابر.

    (المؤمن يألف ويؤلف) كما سلف (وخير الناس) عند الله (أنفعهم للناس) لأنها تكثر أجوره ويكثر الألفون به ويكثر الألفة بالناس فذكره كالتذييل لما قبله (قط في الأفراد والضياء (2) عن جابر).

    9129 - المؤمن يغار، والله أشد غيرًا. (م) عن أبي هريرة (صح) .

    (المؤمن يغار) تقدم تفسير المغيرة بأنها الحمية والأنفة (والله أشد غِيَرًا) ضبط بخط المصنف بكسر الغين المعجمة وفتح الياء جمع غيرة، وغيرة الله كراهته انتهاك حرمة فالغيرة من صفات الرب وصفات أهل الإيمان. (م (3) عن أبي هريرة) ونسبه في الفردوس إلى البخاري من حديث أبي سلمة.

    9130 - المؤمن غِر كريم، والفاجر خب لئيم. (د ت ك) عن أبي هريرة (صح).

    (المؤمن غِر) بكسر المعجمة صفة مشبهة أن يغتر بكل أحد بحسن ظنه وسلامة صدره (كريم) شريف الأخلاق باذل لما عنده (والفاجر) الفاسق (خَب) بفتح المعجمة الخداع أو الساعي بالإفساد بين الناس (لئيم) مظنة لكل (1) أخرجه أحمد (5/ 335)، وانظر المجمع (10/ 274)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6661) والصحيحة (426).

    (2) أخرجه الدارقطني في الأفراد والضياء (1637)، والطبراني في الأوسط (5787)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 165): فيه علي بن بهرام عن عبد الملك بن أبي كريمة ولم أعرفهما، والقضاعي في مسند الشهاب (129) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6662)، والصحيحة (426).

    (3) أخرجه مسلم (2761).

    شر ومكر فالمؤمن من طبعه الغرارة وقلة الفطنة للشرور وليس ذلك جهلًا منه، والفاجر من عادته الخبث والدهاء والتوغل في معرفة الشر وليس ذلك منه عقلًا، وقيل: المراد أن المؤمن لكرم أخلاقه وشرف طباعه يظهر لمن يخادعه الغرارة ولا يقابله بقبيح ما عرفه من قبيح أمره، والفاجر لوقاحته ولؤم طبعه يعامل بالخداع ويظهر للخداع ما أراد؛ ولذا يقال: إن الكريم وذا الإِسلام ينخدع. (د ت ك) (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته والحاكم أخرجه من حديث الحجاج بن فُرافصة (2)، ثم قال الحجاج: عابد لا بأس به انتهى، وحكم القزويني بوضعه ورد عليه الحافظ ابن حجر وأطال.

    9131 - المؤمن بخير على كل حال: تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله. (ن) عن ابن عباس (ح) .

    (المؤمن بخير) أي يتصل بالخير في جميع أحواله وملابس له (على كل حال: تنزع نفسه) أي روحه (من بين جنبيه وهو يحمد الله) فهو في السراء شاكر وفي الضراء حامد صابر وفي نظائره أحاديث عدة ولذا كان السلف يحمدون الله إذا جاءهم الموت كما قال معاذ - رضي الله عنه - لما أحس بالموت: مرحبًا بحبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم الحمد لله (ن (3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه.

    9132 - المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد: يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس. (حم) عن سهل بن سعد (ح) . (1) أخرجه أبو داود (4790)، والترمذي (1964)، والحاكم (1/ 43)، وانظر أجوبة الحافظ ابن حجر على سراج الدين القزويني على المصابيح في آخر كشف المناهج (5/ 365)، وقال: قد أخرجه الحاكم من طريق عيسى بن يونس عن سفيان الثوري عن حجاج بن قرافصة عن يحيى بن أبي كثير به موصولًا إلخ. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6653) والصحيحة (935).

    (2) انظر: المغني (1/ 150).

    (3) أخرجه النسائي (4/ 12)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6652).

    (المؤمن من أهل الإيمان) أي منزلته منهم: (بمنزلة الرأس من الجسد) فسر هذا التشبيه قوله: (يألم المؤمن لأهل الإيمان) لأجل ما ينزل بهم مما يكرهونه ولأجل ما يأتونه مما لا يرضاه الله خوفًا عليهم من غضب الله (كما يألم الجسد لما في الرأس) وليس من كاملي أهل الإيمان من لا يغضب ويتألم بما يصيب المؤمنين، ويؤخذ منه أن من آذى مؤمنًا أو مؤمنين فإنه ليس من أهل الإيمان إذ من شأنه أن يتأذى بما أصابهم ويتألم فكيف ينزل بهم المكروه والأذية (حم (1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لحسنه.

    9133 - المؤمن مكفر. (ك) عن أبي هريرة (صح) .

    (المؤمن مكفر) بفتح الفاء اسم مفعول أصله مكفر عنه أي ذنوبه وخطاياه بما لا يزال يصيبه في الدنيا أو لمغفرة الله تعالى فهو تبشير للمؤمن بأن ذنوبه مكفرة (ك (2) عن سعد) أي ابن أبي وقاص رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: غريب صحيح ما خرجاه لجهالة محمَّد بن عبد العزيز راويه.

    9134 - المؤمن يسير المؤنة. (حل هب) عن أبي هريرة (ض) .

    (المؤمن يسير المؤنة) قليل الكلفة لنفسه قليل الكلفة على إخوانه لا يكلف أحدا من حاله شيئًا زاد القضاعي في روايته كثير المعونة فهو معوان للإخوان خفيف المؤنة على أهل الإيمان (حل هب (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال أبو نعيم بعد سياق سنده غريب من حديث إبراهيم يريد: ابن (1) أخرجه أحمد (5/ 340)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6659) والصحيحة (1137).

    (2) أخرجه الحاكم (1/ 58)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6657) والصحيحة (2367).

    (3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 46)، والبيهقي في الشعب (6177)، وانظر الموضوعات لابن الجوزي (2/ 281)، والمصنوع (1/ 155)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5909)، والضعيفة (4673).

    أدهم وابن عجلان يريد الذي روى عنه إبراهيم انتهى. وجزم ابن الجوزي بوضعه، وقال محمَّد بن سهل: أحد رواته كان يضع الحديث وتعقبه المصنف بأن له طريقًا أخرى يريد به البيهقي إلا أن فيها ابن لهيعة وغيره كأنه يريد المصنف أنها تخرج الحديث عن الوضع إلى الضعف.

    9135 - المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم. (حم خد ت هـ) عن ابن عمر (صح).

    (المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم) أي الذي يألف ويؤلف (أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم) فالحديث دليل على ترجيح الخلطة على العزلة وللناس خلاف طويل كما قاله الغزالي مع أن كلًّا منهما لا تخلو عن غوائل تنفر عنها وفوائد تدعو إليها، وميل أكثر العباد والزهاد إلى العزلة والإنفراد، وميل الشافعي وأحمد إلى خلافه واستدل كل بمذهبه بما يطول، قال: والإنصاف أن الترجيح يختلف باختلاف الناس، فقد تكون العزلة لشخص أفضل والخلطة لآخر أفضل فالقلب المستعد للإقبال على الله، المنتهي لإستغراقه في شهود الحضرة العزلة له أولى والعالم بدقائق الحلال والحرام مخالطته للناس ليعلمهم وينصحهم في دينهم أولى، وهكذا ألا ترى أنه - صلى الله عليه وسلم - ولّى خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وقال لأبي ذر: إني أراك ضعيفًا وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تتأمرن على اثنين. (حم خد ت هـ (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحافظ في فتح الباري (2): إسناده حسن. (1) أخرجه أحمد (2/ 43)، والبخاري في الأدب المفرد (388)، والترمذي (2507)، وابن ماجة (4032)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6651)، والصحيحة (939).

    (2) انظر: فتح الباري (10/ 512).

    9136 - المؤمن أكرم على الله من بعض ملائكته. (هـ) عن أبي هريرة.

    (المؤمن كرم على الله من بعض ملائكته) يحتمل أنه أريد به الأنبياء عليهم السلام أو نبينا - صلى الله عليه وسلم - أو مطلق المؤمن الذي قام بما وجب وباجتناب ما نهي عنه والتكريم يحتمل في كل أمر فيكون أفضل، أو في أمر دون أمر فلا يكون أفضل وللناس نزل في هذه المسألة طويل وعصبيات (هـ (1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وهو من رواية أبي المهزم، قال الحافظ العراقي: أبو المهزم (2) تركه شعبة وضعفه ابن معين.

    9137 - المؤمن أخو المؤمن: لا يدع نصيحته على كل حال. ابن النجار عن جابر.

    (المؤمن أخو المؤمن: لا يدع نصيحته على كل حال) إذ ذلك من شأن الأخ ففيه أن المناصحة من شأن أهل الإيمان وأن من تركها أو لم يقبلها لا يدخل في زمرة الكملة منهم. (ابن النجار (3) عن جابر).

    9138 - المؤمن لا يثرب عليه شيء أصابه في الدنيا، إنما يثرب على الكافر. (طب) عن ابن مسعود (ض) .

    (المؤمن لا يثرب) من التثريب: وهو اللوم (عليه شيء أصابه في الدنيا) لا يلام على ما ارتكبه من المعاصي التي قد حد عليها في الدنيا أو تاب منها (إنما يثرب على الكافر) فإنه يوبخ ويقرع على ما أسلفه زيادة في نكاله، وفي الفردوس أنه قاله - صلى الله عليه وسلم - في قضية أبي الهيثم بن التيهان، حين أكل عنده لحمًا وبسرًا ورطبًا (1) أخرجه ابن ماجة (3947)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5903).

    (2) انظر المغني (2/ 750)، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 209)، والضعفاء للنسائي (1/ 110).

    (3) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (687)، وانظر كشف الخفاء (2/ 385)، وفيض القدير (6/ 256)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5902).

    وماء عذبًا، فقيل: يا رسول الله هذا من النعيم الذي نسأل عنه يوم القيامة؟ فقال: ذلك (1) وعليه فيكون المراد لا يوبخ ولا يقرع على ما ناله من نعيم الدنيا لأنه أطاع وحمد وشكر من أولاه إياها بخلاف [4/ 309] الكافر (طب (2) عن ابن مسعود)، رمز المصنف لضعفه، وفيه عمرو بن مرزوق (3) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: كان يحيى بن سعيد لا يرضاه ووثقه غيره، والكلبي تركه القطان وابن مهدي.

    9139 - المؤمن كيس فطن حذر. القضاعي عن أنس.

    (المؤمن كيس) عاقل (فطن) حاذق والفطنة حدة البصيرة (حذر) عن ارتكاب ما يغضب مولاه، ولا ينافيه ما تقدم من أنه غر كريم لما أسلفناه ولما يأتي. (القضاعي (4) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال العامري: حسن غريب، وتعقبه الشارح وقال: ليس في ما زعمه بمصيب بل فيه أبو داود اليمني كذاب، قال في الميزان عن يحيى: كان أكذب الناس ثم سرد له عدة أخبار هذا منها، وقال ابن عدى: أجمعوا على أنه كان وضاعًا.

    9140 - المؤمن هين لين، حتى تخاله من اللين أحمق. (هب) عن أبي هريرة.

    (المؤمن هين) بالتخفيف من الهون: السكينة والوقار (لين) بزنته وقيل يجري التشديد كما يأتي من اللين وهو ضد الخشونة (حتى تخاله) بالخاء (1) أخرجه الترمذي (2396).

    (2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 210) رقم (10496) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5908)، والضعيفة (4672) وقال: ضعيف جدًّا.

    (3) انظر المغني (2/ 489).

    (4) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (128)، وانظر الميزان (3/ 307)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5904)، والضعيفة (760): موضوع.

    المعجمة: تظنه (من اللين أحمق) تظنه لكثرة لينه غير منتبه لطريق الحق، وفيه أن سهولة الطباع ولطف الأخلاق من صفات أهل الإيمان وضدها من صفات ضدهم (هب (1) عن أبي هريرة)، سكت عليه المصنف، وقال مخرجه عقيب إخراجه: تفرَّد به يزيد بن عياض وليس بقوي، وروى من وجه آخر صحيح مرسلًا انتهى. وفي الضعفاء للذهبي: يزيد بن عياض (2) قال النسائي وغيره: متروك.

    9141 - المؤمن واه راقع، فالسعيد من مات على رقعة. البزار عن جابر.

    (المؤمن واه) اسم فاعل من وهى الثوب إذا بلي خارق لدينه بالذنوب (راقع) لذنبه بالتوبة فهو لا يزال بين الذنب والتوبة قال جار الله: شبهه بمن ويُهي ثوبُه فَيرْقَعه (فالسعيد من مات على رقعة) أي على توبة فكل عبد محتاج إلى التوبة (البزار (3) عن جابر) سكت عليه المصنف، وقال العراقي تبعًا للمنذري: سنده ضعيف وبينه تلميذه الهيثمي فقال: فيه عند الثلاثة سعيد بن خالد الخزاعي (4) وهو ضعيف.

    9142 - المؤمن منفعة: إن ماشيته نفعك، وإن شاورته نفعك، وإن شاركته نفعك، وكل شيء من أمره منفعة. (حل) عن ابن عمر.

    (المؤمن منفعة) بينه بقوله (إن ماشيته نفعك وإن شاورته نفعك) بالإرشاد (1) أخرجه البيهقي في الشعب (8127)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5907)، والضعيفة (4671).

    (2) انظر المغني (2/ 752).

    (3) أخرجه البزار كما في المجمع (10/ 333)، والطبراني في الأوسط (1867)، وفي الصغير (179)، والبيهقي في الشعب (7123)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 46)، وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (8/ 124)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5906).

    (4) انظر المغني (1/ 257).

    والتأنيس والاستفادة وغير ذلك (وإن شاركته) في أمر دنياه أو دينه. (نفعك) بالإعانة لك (وكل شيء من أمره منفعة) فصل بعض المنافع ثم أجملها وأفاد أنه لا يكون المؤمن إلا نفعًا بالضار لأهل الإيمان خارج عن رتب كمالهم بل الذي لا نفع فيه لا ينضم إلى شريف مقامهم. (حل (1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقد قال مخرجه: غريب بهذا اللفظ تفرد به ليث بن أبي سليم عن مجاهد.

    9143 - المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة كما يشتهي. (حم ت هـ حب) عن أبي سعيد (صح) .

    (المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة) إذا أحب وجود الأولاد. (كان حمله ووضعه وسنه) التي يحب المؤمن أن يكون عليها. (في ساعة واحدة) لأنها دار اللذات فلا ألم بالحمل ولا استكراه لمدته ولا ألم بالوضع، ولا شغلة بتربية الصبي بل يحدثه الله عَزَّ وَجَلَّ (كما يشتهي) في ساعة واحدة، إلا أنه قد ثبت عند العقيلي وغيره أن الجنة لا يكون فيها ولادة، قيل: فالمراد هنا أنه إذا اشتهى المؤمن كان كما ذكر لكنه لا يشتهي ذلك أصلًا.

    قال الترمذي: اختلف أهل العلم في هذا فقال بعضهم: في الجنة جماع ولا يكون فيها ولد وهكذا يروى عن طاووس ومجاهد والنخعي.

    وقال إسحاق بن إبراهيم: في هذا الحديث إذا اشتهى ولكنه لا يشتهي، ولذا روي في حديث لقيط: إن أهل الجنة لا يكون لهم ولد (2).

    وقال جماعة: بل فيها الولد إذا اشتهاه الإنسان ورجحه الأستاذ أبو سهل (1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 129)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5905).

    (2) أخرجه الترمذي (2563).

    الصعلوكي.

    قلت: ويؤيده أن أول حديث أبي سعيد عند هناد في الزهد: قلنا: يا رسول الله، إن الولد من قرة العين وتمام السرور فهل يولد لأهل الجنة؟ فقال: إذا اشتهى ... إلى آخره (1).

    وأخرجه الأصبهاني في الترغيب عن أبي سعيد الخدري ولم يرفعه قال: إن الرجل من أهل الجنة يتمنى الولد فيكون حمله ورضاعه وفطامه وشبابه في ساعة واحدة (2).

    وأخرجه البيهقي مرفوعًا بلفظ: إن الرجل يشتهي الولد في الجنة فيكون ... إلخ (3)، وأخرجه الحاكم في التاريخ والبيهقي بلفظ: إن الرجل من الجنة ليولد له الولد كما يشتهي يكون حمله، وفصاله، وشبابه في ساعة واحدة.

    قلت: ولا ينافى ذلك حديث [4/ 310] لقيط السابق، وفيه: غير أنه لا توالد لأن المنفي ترتيب الولادة على الجماع غالبًا كما هو في الدنيا والمثبت هنا حصول الولد عند اشتهائه كما يحصل الزرع عند اشتهائه ولا زرع في الجنة في سائر الأوقات وقد ثبت أن الله تعالى ينشيء للجنة خلقًا يسكنهم فضلها فلا مانع من إنشاء الولد بين أهلها، انتهى كلام الترمذي، وفي حادي الأرواح (4) لابن القيم كلام في ذلك. (حم ت هـ حب (5) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، (1) أخرجه هناد في الزهد (93).

    (2) أخرجه ابن حبان (2636) موارد الظمآن.

    (3) أخرجه ابن ماجة (4338)، وأحمد (3/ 9).

    (4) حادي الأرواح (ص 268).

    (5) أخرجه أحمد (3/ 9، 80)، والترمذي (2563)، وابن ماجة (4338)، وابن حبان (7404)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6649).

    وفي الميزان تفرَّد به سعيد بن خالد الخزاعي (1)، وقد ضعفه أبو زرعة وغيره.

    9144 - المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف: إن قيد انقاد، وإذا أنيخ على صخرة استناخ. ابن المبارك عن مكحول مرسلًا، (هب) عن ابن عمر.

    (المؤمنون هينون لينون) بالتخفيف فيهما، قال ابن العربي تخفيفهما للمدح وتثقيلهما للذم، وقيل: هما سواء والأصل التثقيل كميت وميت، والمراد بهما ما سلف قريبًا في المفرد في ما قبل هذا بثلاثة أحاديث. (كالجمل الأنف) بفتح الهمزة وكسر النون أي المأنوف: وهو الذي عقر الجساس أنفه فهو لا يمتنع على قائده للوجع الذي به، يقال أنف البعير: إذا اشتكى أنفه من ألم البرة فهو أنف بالقصر وروي بالمد. قال الزمخشري (2): والأول الصحيح، وقال في شرح المصابيح: المد خطأ، وقد بين الحديث وجه الشبه بقوله: (إن قيد انقاد) أي ينقاد لكل قائد من صغير وكبير ولذا غيرت صيغته. (وإذا أنيخ) طلبت منه الإناخة. (على صخرة استناخ) طاوع من أناخه؛ كذلك المؤمن ينقاد في سبيل الخير لكل قائد ويقعد للخير عند كل قاعد، لا يأنف من الخير حيث وجد ولا يأبى من القعود لحوائج العباد

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1