Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
Ebook664 pages5 hours

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب «الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني» للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي، رتب فيه مسند الإمام أحمد ترتيبًا فقهيًا دقيقًا، فبدأ بقسم التوحيد ثم الفقه ثم التفسير ثم الترغيب ثم الترهيب ثم التاريخ ثم القيامة وأحوال الآخرة وقال في مقدمة الكتاب: لا أعلم أحدًا سبقني إليه. وقد رتبه من أوله إلى آخره مع حذف السند، وقد وضع التبويبات المناسبة لكل حديث، وفي مقدمة كتابة تكلم عن طريقته في ترتيب المسند. وهذا الترتيب أطلق عليه اسم <الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، وهو اختصار للمسند مع ترتيبه ترتيبًا فقهيًا على الكتب والأبواب وبعبارة أخرى: تهذيب المسند وترتيبه واختصاره. ثم قام البنا فشرح كتابه حتى وصل إلى باب ما جاء في جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، ثم وافته المنية.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateOct 9, 1903
ISBN9786367414896
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Related to الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Related ebooks

Related categories

Reviews for الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - الساعاتي

    الغلاف

    الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

    الجزء 29

    الساعاتي

    1378

    كتاب «الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني» للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي، رتب فيه مسند الإمام أحمد ترتيبًا فقهيًا دقيقًا، فبدأ بقسم التوحيد ثم الفقه ثم التفسير ثم الترغيب ثم الترهيب ثم التاريخ ثم القيامة وأحوال الآخرة وقال في مقدمة الكتاب: لا أعلم أحدًا سبقني إليه. وقد رتبه من أوله إلى آخره مع حذف السند، وقد وضع التبويبات المناسبة لكل حديث، وفي مقدمة كتابة تكلم عن طريقته في ترتيب المسند. وهذا الترتيب أطلق عليه اسم <الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، وهو اختصار للمسند مع ترتيبه ترتيبًا فقهيًا على الكتب والأبواب وبعبارة أخرى: تهذيب المسند وترتيبه واختصاره. ثم قام البنا فشرح كتابه حتى وصل إلى باب ما جاء في جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، ثم وافته المنية.

    -تاريخ وفاة ميمونة ومكان قبرها ومن دفنها وما جاء فى أم المؤمنين جويرية-

    يا رسول الله، قال اذهب فائتنى بها، فذهبت فجئته بها (عن أبى فزارة) (1) عن يزيد بن الأصم عن ميمونة زوج النبى صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها حلالا وبنى بها حلالا وماتت بسرف فدفنها فى الظلة التى بنى بها فيها فنزلنا قبرها (2) أنا وابن عباس

    (باب العاشرة من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين جويرية بنت الحارث (3) رضى الله عنها) (عن عروة بن الزبير عن عائشة) (4) أم المؤمنين رضى الله تبارك وتعالى عنها قالت لها قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا نبى المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث فى السهم لثابت بن قيس ابن الشمّاس أو لابن عم له وكاتبته على نفسها (5) وكانت امرأة حلوة ملاّحة (6) لا يراها أحد إلا أخذت نفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه فى كتابتها، قالت فوالله ما هو إلا أن رأيتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم باتفاق ودفنت فى موضع قبتها وذلك سنة احدى وخمسين على الصحيح كما فى التقريب وتقدم فى الجزء الحادى والعشرين فى الشرح ص 133 قول الحافظ ابن كثير إنها توفيت بسرف سنة ثلاث وستين، ويقال سنة ستين، وقد وهم فيه بعض الرواة، وما هنا هو الصحيح أنها توفيت سنة احدى وخمسين، لان أثر عائشة الذى حكاه عنها يزيد بن الأصم وتقم آنفا يدل على أن عائشة عاشت بعدها وعائشة ماتت قبل الستين بلا خلاف (روى الشيخان والامام احمد) وتقدم فى باب ما جاء فى حمل الجنازة من كتاب الجنائز فى أول الجزء الثامن ص 4 رقم 199 عن عطاء قال حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة بسرف قال فقال ابن عباس هذه جنازة ميمونة اذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوها ولا تزلزلوها (وعن يزيد ابن الأصم) قال ثقلت ميمونة زوج النبى صلى الله عليه وسلم بمكة وليس عندها أحد من بنى أخيها، فقالت أخرجونى من مكة فانى لا أموت بها: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنى أنى لا أموت بمكة، قال فحملوها حتى أتوا بها سرف إلى الشجرة التى بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها فى موضع الفيئة، قال فماتت فلما وضعناها فى لحدها أخذت ردائى فوضعته تحت خدها فى اللحد فأخذه ابن عباس فرمى به، قال الهيثمى رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح (1) (سنده) حدّثنا وهب بن جرير قال ثنا أبى قال سمعت أبا فزازة يحدث عن يزيد بن الأصم الخ (غريبه) (2) جاء فى رواية وصلى عليها ابن عباس ودخل قبرها (وقوله ونزلنا فى قبرها) يعنى يزيد بن الأصم وابن عباس لأنهما من محارمها رضى الله عنها وأرضاها (باب) (3) قال الحافظ فى الاصابة جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار بن حبيب بن جديمة وهو المصطلق بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو الخزاعية المصطلقية، لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى المصطلق غزوة المريسيع فى سنة خس أو ست وسباهم وقعت جويرية فى سهم ثابت بن قيس وكانت تحت مسافع بن صفوان المصطلقى (قال ابن اسحاق) حدّثنى محمد بن جعفر بن الزبير عن عمه عروة بن الزبير عن خالته عائشة قالت لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا المصطلق فذكر حديث الباب (ٌلت قوله وكانت تحت مسافع بن صفوان (يعنى الذى قتل كافر) يوم المريسيع كما جزم به ابن أبى خثيمة (4) (سنده) حدّثنا يعقوب قال ثنا أبى عن ابن اسحاق قال حدّثنى محمد جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة الخ (غريبه) (5) قال الواقدى بتسع أواق من ذهب (6) بفتح الميم مصدر ملح وضم اللام أى ذات بهجة وحسن منظر ويجوز

    -قصة زواجه صلى الله عليه وسلم بجويرية وغيرة عائشة منها-

    باب حجرتي فكرهتها (1) وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت؛ فدخلت عليه فقالت يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار سيد قومه وقد أصابنى من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت فى السهم لثابت بن قيس بن الشمّاس أولا ابن عم له فكاتبته على نفسى، فجئتك أستعينك على كتابتى، قال فهل لك فى خير من ذلك؟ قالت وما هو يا رسول الله؟ قال أقضى كتابتك واتزوجك قالت نعم يا رسول الله، قال قد فعلت، (2) قالت وخرج الخبر الى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس اصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما بأيديهم (3) قالت فلقد أعتنق بتزويجه إياها مائة أهل بيت (4) من بنى المصطلق، فما اعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها ضم الميم وتشديد اللام أى بارعة الجمال وهذا البناء للمبالغة فى الملاحة (1) انما كرهتها عائشة غيرة منها لأنها توقعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآها تزوجها وقد حصل ما توقعته (2) زاد الواقدى فأرسل إلى ثابت بن قيس فطلبها منه، فقال ثابت هى لك يا رسول الله بأبى وأمى فأدّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان من كتابتها وأعتقها وتزوجها (3) يعنى من السبى، روى أنها طلبتهم منه ليلة دخوله بها فوهبهم لها، فان صح فطلبها وكونه وهبهم لا ينافى أن المسلمين أطلقوهم: بل ذلك زيادة اكرام من الله لرسوله حتى لا ينال أحدا منهم بشيء او مجانًا (4) بالإضافة أى مائة طائفة كل واحدة منهن اهل بيت من بنى المصطلق ولم تقل مائة هم أهل بيت لإيهام انهم مائة نفس كلهم أهل بيت وليس مرادا، وقد روى انهم كانوا أكثر من سبعمائة (تخريجه) (دك هق) وسنده جيد وأصله فى الصحيحين من حديث ابن عمر (روى البيهقى) عن جويرية قالت رأيت قيل قدوم النبى صلى الله عليه وسلم بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع فى حجرى فكرهت أن أخبر أحدا، قلما سبينا رجوت الرؤيا فأعتقنى وتزوجنى، ويقال اشتراها صلى الله عليه وسلم من ثابت بن قيس واعتقها وأصدقها أربعمائة درهم، ويقال جاء أبوها بفدائها بابل فرغب فى بعيرين منها فغيبهما بالعقيق ثم أتاه فقال يا محمد هذا فداء ابنتى، فقال صلى الله عليه وسلم فأين البعير ان اللذان غيبتهما فى العقيق فى شعب كذا وكذا، فقال الحارس أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فوالله ما اطلع على ذلك الا الله، فأسلم الحارث وأسلم معه ابنان له وناس من قومه، وأرسل إلى البعيرين فجاء بهما ودفع الإبل الى النبى صلى الله عليه وسلم ودفع اليه ابنته جويرية وأسلمت وحسن اسلامهم وخطبها صلى الله عليه وسلم الى أبيها فزوجه اياها وأصدقها أربعمائة درهم، حكاه البن هشام، (وروى البرانى) بسند حسن عن ابن شهاب الزهرى قال سبى النبى صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث يوم المريسيع فحجبها (أى ضرب عليها الحجاب) وقسم لها، (وروى الطبرانى أيضاً) برجال الصحيح من مرسل مجاهد قال قالت جويرية يا رسول الله ان أزواجك يفخرون علىّ ويقلن لم يتزوجك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أو لم أعظم صداقك؟ أم أعتق أربعين من قومك (وروى ابن سعد) من مرسل أبى قلابة قال سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية يعنى وتزوجها فجاء أبوها فقال ان ابنتى لا يسبى مثلها فخل سبيلها، فقال أرأيت إن خيرتها اليس قد أحسنت؟ قال بلى، فأتاها أبوها فقال ان هذا الرجل قد خيرك فلا تفضحينا، قالت فانى أختار الله ورسوله، وسنده صحيح، وكانت ابنة عشرين سنة فهداها الله مع صغر السن وشرّفها بصحبة رسوله فى الدارين (وروى ابن سعد) وابن أبى خثيمة وأبو عمر ابن عباس قال كان أسمها برة فحوله النبى صلى الله عليه وسلم وسماها جويرية

    -ما جاء في فضل جويرية وقصة زواجه صلى الله عليه وسلم بصفية بنت حيى رضى الله عنهما-

    (باب الحادية عشرة من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين صفية بنت حيي (1) رضى الله عنها) (فدشنا عفان) (2) ثنا حماد ثنا ثابت عن أنس بن مالك رضى اله عنه قال كنت رديف أبى طلحة يوم خبير وقدمى تمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاتيناهم حين بزغت الشمس (3) وقد أخرجوا مواشيهم وخرجا بفؤسهم (4) ومكاتلهم ومرورهم فقالوا محمد والخميس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر خربت خيبر، انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذّرين قال فهزمهم الله عز وجل كره أن يقال خرج من عند برة، ولا يشكل بقولها السابق انا جويرية لاحتمال أنها لم ترد العلم بل تحقير نفسها بأنها جويرية أى امرأة حقيرة فى نفسها؛ وأرادت بذكر الحارث وقولها سيد قومه بيان نسبها وشرفها فيهم ليرق لها النبى صلى الله عليه وسلم (وعن ابن عباس) أن النبى صلى الله عليه وسلم خرج بعدما صلى فجاء جويرية فقالت مازلت بعدك يا رسول الله دائبة (من دأب فى العمل إذا جد فيه وتعب، والمعنى مازلت مستمرة على التسبيح حتى تعبت) قال فقال لها لقد قلت بعدك كلمات لو وزنَّ لرجحن بما قلت، سبحان الله عدد ما خلق الله، سبحان الله رضاء نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله عدد كلماته، رواه مسلم والترمذى والامام احمد، وتقدم فى باب ما جاء فى أنواع شتى من التسبيح من كتاب الأذكار فى الجزء الرابع عشر ص 221 رقم 59 ويستدل منه على فضلها وصلاحها (قال الحافظ فى الاصابة) وفى صحيح البخارى عن جويرية أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم جمعة وهى صائمة، فقال أصمت أمس؟ قالت لا، قال فتصومين غدا؟ قالت لا، قال فأفطرى أهـ (قلت هذا الحديث رواه أيضاً الامام أحمد) وتقدم فى باب النهى عن إفراد يوم الجمعة والسبت بالصيام من كتاب الصيام فى الجزء العاشر ص 150 رقم 200 و 201، توفيت وعمرها خمس وستون فى ربيع الأول سنة خمسين، وقيل ماتت فى ربيع الأول أيضاً سنة ست وخمسين من الهجرة وقد بلغت سبعين سنة، والقولان حكاهما الواقدى، قال وصلى عليها مروان بن الحكم وهو أمير المدينة وتبعه الحافظ فى الاصابة بلا ترجيح، وكذا فى العيون إلا أنه قدم الثانى، ومن هذا علم أنها دفنت بالمدينة، ومعلوم أن مقبرتها البقيع، روت جويرية عن النبى صلى الله عليه وسلم أحاديث، وعنها ابن عباس وجابر وابن عمر وعبيد بن السباق والطفيل بن أخيها وغيرهم والله أعلم رضى الله عنها وأرضاها (باب) (1) قال الحافظ فى الاصابة صفية بنت حيي بن أخطب بن شعبة بن ثعلبة بن عبيد بن عبيد بن كعب بن أبى خبيب من بنى النضير، وهو من سبط لاوى بن يعقوب ثم من ذرية هارون بن عمران أخى موسى عليهما السلام، كانت تحت كنانة بن أبى الحقيق فقتل كنانة يوم خبير فصارت صفية مع السبي فأخذها دحية ثم استهادها النبى صلى الله عليه وسلم فأعتقها وتزويجها ثبت ذلك فى الصحيحين من حديث أنس مطولا ومختصرا أهـ (قال الحافظ) ولد صفية مائة نبي ومائة ملك ثم صيرها الله أمة لنبيه صلى الله عليه وسلم وكان أبوها سيد بنى النضير، قتل مع بنى قريظة، وأمها ضرة بوزن عزة بنت سمو أل، قال البرهان لا أعلم لها اسلاما، والظاهر هلاكها على كفرها، نعم أخوها رفاعة صحابى وزوجها قتل عنها وهو عرو يوم خيبر فى المحرم سنة سبع من الهجرة (2) (حدثنا عفان الخ) (غريبة) (3) اى عند ابتداء طلوعها (4) قال النووى أما الفؤوس فبهمزة ممدودة على وزن فعول جمع فأس بالهمز وهى معروفة (والمكاتل) جمع مكتل وهو الفقه والزنبيل (والمرور) جمع مر بفتح الميم وهو معروف نحو المجرفه وأكبر منها

    -بناء النبي صلى الله عليه وسلم بصفية وليمتها وغيرة أزواج النبى صلى الله عليه وسلم منها-

    قال ووقعت فى سهم دحية جارية جميلة فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس ثم دفعها إلى أم سليم تصلحها وتهيئها وهى صفية ابنة حيى، قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليمتها التمر والأقط والسمن قال فحصت (1) الأرض أفاحيص، قال وجيء بالانطاع فوضعت فيها ثم جيء بالأقط والتمر والسمن فشبع الناس؛ قال وقال الناس ما ندرى أتزوجها أم اتخذها أم اتخذها أم ولد، فقالوا إن يحجبها فهى امراته، وان لم يحجبها فهى أم ولد، فلما أراد أن يركب حجبها حتى قعدت على عجز البعير فعرفوا أنه قد تزوجها، فلما دنوا من المدينة دفع ودفعنا قال فعثرت الناقة العضباء، قال فندر رسول الله (2) صلى الله عليه وسلم وندرت، قال فقام فسترها، قال وقد أشرفت النساء فقلن أبعد الله اليهودية فقلت يا أبا حمزة أوقع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إى والله لقد وقع: وشهدت وليمة زينب بنت جحش (3) فأشبع الناس خبزا ولحما، وكان يبعثنى فادعو الناس، فلما فرغ قام وتبعته وتخلف رجلان استأنس بهما الحديث لم يخرجا، فجعل يمر لنسائه ويسلم على كل واحدة سلام عليكم يا أهل البيت كيف أصبحتم؟ فيقولون بخير يا رسول الله كيف وجدت أهلك؟ فيقول بخير، فلما رجع رجعت معه فلما بلغ الباب إذا هو بالرجلين قد استأنس بهما الحديث، فلما رأياه قد رجع قاما فخرجا، قال فوالله ما أدرى أنا أخبرته أو نزل عليه الوحى بانهما قد خرجا فرجع ورجعت معه، فلما وضع رجله فى أسكفَّة الباب (أى عتبة) ارخى الحجاب بينى وبينه وأنزل الله الحجاب هذه الآيات {لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه} حتى فرغ منها (ومن طريق ثان عن أنس أيضا بنحوه) (4) وفيه فلما دنا من المدينة أوضع الناس (5) وأوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك كانوا يصنعون، فعثرت الناقة فخر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرت معه، وأزواج النبى صلى الله عليه وسلم ينظرن فقلن أبعد الله اليهودية وفعل (6) بها وفعل فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسترها وأردفها (ومن طريق ثالث) حدثنا بهزئنا سليمان بن المغيرة عن أنس بن مالك رضى الله تبارك وتعالى عنه قال صارت صفية لدحية فى قسمه فذكر نحوه (7) إلا أنه قال حتى إذا جعلها فى ظهره (8) نزل ثم ضرب عليها القبة يقال لها المساحى هذا هو الصحيح فى معناه (1) هو بصم الفاء وكسر الحاء المهملة المخففة أى كشف التراب عمن أعلاها وحفرت شيئاً يسيراً ليجعل الانطاع فى المحفور ويصب فيها السمن فيثبت ولا يخرج من جوانبها، واصل الفحص الكشف، وفحص عن الأمر، وفحص الطائر لبيضه، والأفاحيص جمع افحوص (2) ندر بالنون أى سقط واصل الندور الخروج والانفراد، ومنه كلمة نادرة أى فردة عن النظائر (3) هذه الجملة وما بعدها إلى آخر الحديث تقدم شرحها فى باب ما جاء فى زواجه صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش ونزول آية الحجاب فى الجزء الحادى والعشرين ص 86 فارجع اليه (4) (سنده) حدّثنا يزيد ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك أن صفية وقعت فى سهم دية الكلبى فذكر نحو الطريق الأولى، وفيه فلما دنا من المدينة الخ (5) أى وضعوا رواحلهم يعنى حملوها على سرعة السير (6) انما قلن ذلك من شدة الغيرة، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يعذرهن فى ذلك، ولذلك لم يعاتبهن ولم يعاقبهن (7) هذا الاختصار من الأصل وليس منى (8) أى فى رحله على البعير (تخريجه) (ق نس) مطولا ومختصرا

    -ما ورد في فضل صفية بنت حيى وانها من امهات المؤمنين رضى الله عنها-

    (قال عبد الله بن الإمام أحمد) (1) حدّثنى ابى عن يحيى بن ابى اسحق عن انس قال أقبلنا من خيبر انا وابو طلحة ورسول الله صلى الله عليه وسلم وصفية (2) ديفته، قال فعثرت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرعت صفية قال فاقتحم ابو طلحة (3) فقال يا رسول الله جعلنى الله فداك قال أشك قال ذاك أم لا (4) أضررت قال لا، عليك المرأة (5) قال فألقى أبو طلحة على وجهه الثوب (6) فانطلق اليها فمد ثوبه عليها ثم أصلح لها رحلها فركبنا، ثم اكتنفناه احدنا عن يمينه والآخر عن شماله، فلما أشرفنا على المدينة أو كنا بظهر الحرّة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيبون (7) عابدون تائبون لربنا حامدون فلم يزل بقولهن حتى دخلتا المدينة (عن أنس بن مالك) (8) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتق صفية بنت حيى وجعل عتقها صداقها (باب ما ورد من فضلها وأنها من امهات المؤمنين وهجر النبى صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش ثلاثة أشهر من اجلها) (عن انس) (9) قال بلغ صفية أن حفصة قالت انى ابنة يهودى فبكت، فدخل عليها النبى صلى الله عليه وسلم وهى تبكى فقال ما شأنك؟ فقالت قالت لى حفصة انى ابنة، فقال النبة صلى الله عليه وسلم أنت ابنة نبىّ (10) وان عمك لنبىّ (11) وانت لتحت نبي (12) وأخرج ابن حبان فى صحيحه والطبرانى برجال الصحيح كلاهما من حديث ابن عمر قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعين صفية خضرة ما هذه الخضرة؟ فالت كان رأسى فى حجر بن أبى الحقيق وأنا نائمة فرأيت فمراً وقع فى حجرى فأخبرته بذلك فلطمنى وقال تمنين (بحذف احدى التاءين تخفيفا) ملك يثرب يعنى النبى صلى الله عليه وسلم لأنه الظاهر عندهم ظهور القمر الباهر وان جحدوه فى الظاهر ظلما وعلوا، ومعناه تتزوجين ملك يثرب (1) (قال عبد الله بن الامام أحمد الخ) (غريبه) (2) أى سقطا عن ظهرها (3) أى رمى بنفيه عن ظهر دابته ليدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم (4) الظاهر أن القائل أشك هو أنس ومعناه أنه يشك هل قال أبو طلحة جعلنى الله فداك أم لا (وقوله ضررت؟) أى حصل له ضرر يا رسول الله؟ قال لا (5) أى عليك أن تصلح رحل المرأة (6) فى وضع أبى طلحة الثوب على وجهه دلالة على أن صفية فى هذا الوقت كانت زوجة للنبى صلى الله عليه وسلم من أمهات المؤمنين، ولذلك ستر أبو طلحة وجهه لئلا ينظر اليها ثم سترها بالثوب لأجل ذلك (7) أى راجعون هذه الجملة وما بعدها تقدمت وتقدم شرحها فى باب أذكار بقولها المسافر من أبواب صلاة السفر فى الجزء الخامس ص 75 رقم 1180 (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق لغير الامام أحمد وسنده منقطع لن الامام أحمد لم يدرك يحيى بن اسحاق ولذلك قال عن يحيى ولم يقل حدثنا كما اعتاد (قال فى الخلاصة يحيى بن أبى اسحاق الحضرمى مولاهم البصرى النحوى عن أنس وسليمان بن يسار وسالم وعنه شعبة والثورى ووهيب بن خالد وثقة النسائى قال الفلاس مات سنة وثلاثين ومائة أهـ (قلت) والامام أحمد ولد سنة أربع وستين ومائة ومع هذا فهو فى معنى الذى قبله (8) (عن أنس بن مالك الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب من جعل العتق صداقا من كتاب النكاح فى الجزء السادس عشر ص 170 رقم 90 (باب) (9) (سنده) حدّثنا عبد الرازق قال ثنا معمر عن ثابت عن أنس (يعنى ابن مالك) قال بلغ صفية الخ (غريبه) (10) يعنى هارون بن عمران (11) يعنى موسى بن عمران (12) اى زوجة نبى الآن (تخريجه) (مذ نس)

    -قصة صفية مع عائشة وانها وهبت يومها لعائشة وسبب ذلك-

    ففيم تفخر عليك، فقول اتق الله يا حفصة (عن جابر بن عبد الله) (1) قال لما دخلت صفية بنت حيى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسطاطه (2) حضر ناس وحضرت معهم ليكون لى فيهم قسم (3) فخرج النبى صلى الله عليه وسلم فقال قوموا عن امكم (4) فلما كان من العشى حضرنا فخرج النبى صلى الله عليه وسلم الينا فى طرف ردائه نحو من مد ونصف من تمر عجوة، فقال كلوا من وليمة أمكم (عن ثابت) (5) قال حدثتنى شمسية أو سمية (6) قال عبد الرازق هو فى كتاب سمينة عن صفية بنت حيي أن النبى صلى الله عليه وسلم حج بنسائه فلما كان فى بعض الطريق نزل رجل فساق بهن فأسرع، فقال النبى كذلك سوقك بالقوارير (7) يعنى النساء، فبينما هم يسيرون برك لصفية بنت حيي جملها وكانت من أحسنهن ظهرا، فبكت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبر بذلك فجعل يمسح دموعها بيده وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها فلما أكثرت زبرها (8) وانتهرها وأمر الناس بالنزول فنزلوا، ولم يكن يريد أن ينزل، قالت فنزلوا وكان يومى، فلما نزلوا ضرب خباء النبى صلى الله عليه وسلم ودخل فيه، قالت فلم أدر علام أهجم (9) من رسول الله صلى الله عليه وسلم وخشيت أن يكون فى نفسه شئ منى، فانطلقت إلى عائشة فقلت لها تعلمين أنى لم أكن أبيع يومى من رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ أبداً، وإنى قد وهبت يومى لك على أن ترضى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنى، قالت نعم، قال فأخذت عائشة خمارا لها قد ثردته (10) بزعفران فرشته بالماء ليذكى ريحه ثم لبست ثيابها ثم انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعت طرف الخباء: فقال لها وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه (قلت) ورواه أيضاً الحاكم فى المستدرك عن صفية من مسندها، قالت دخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلموانا أبكى فقال يا بنت حيي ما يبكيك؟ قلت بلغنى ان حفصة وعائشة ينالان منى ويقولان نحن خير منها، نحن بنات عم رسول الله وأزواجه، قال ألا قلت كيف نكونان خيرا منى وابنى هاون وعمى موسى وزوجى محمد، عليهم الصلاة والسلان وصححه إلحاكم وأقره الذهبى (1) (سنده) حدّثنا روح ثنا ابن جريح أخبرنى زياد بن اسماعيل عن سليمان بن عتيق عن جابر بن عبد الله الخ (غريبه) (2) بضم الفاء وكسرها ضرب من الأبنية فى السفر دون السرادق كالخيمة ونحوها (3) اى نصيب من الوليمة (4 الظاهر أنه صلى الله عليه وسلم راى هذا الوقت غير مناسب فأخرهم إلى العشى (تخريجه) اورده الهيثمى وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (5) (سنده) حدّثنا عبد الرازق قال ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت (يعنى البنانى) قالى حدثتنى شميسة الخ (غريبه) (6) الظاهر والله أعلم ان الشك من جعفر بن سليمان يشك هل قال ثابت حدثتنى شميسة بالشين المعجمة او سمية بالسين المهملة، والظاهر أنها سمية بالسين المهملة، ويؤيد ذلك ما سيأتى فى الطريق الثانية سمية بدون شك، قال فى الخلاصة سمية البصرية عن عائشة وعنها ثابت البنانى روى لها (د نس جه) أما قول عبد الرازق هو فى كتابى سمينه بزيادة نون بعد التحتية فلم أجد لها ترجمة فى كتب الرجال (7) تقدم شرح هذه الحملة مبسوطاً فى باب سفر النساء والرفق بهن من أبواب صلاة السفر فى الجزء الخامس ص 88 و 89 فارجع اليه تجد ما يسرك (8) أى أغلظ لها فى القول (وانتهرها) عطف مرادف (9) تعنى الدخول عليه (10) أي صبغته

    -أعياء جمل صفية وطلب النبى صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش اعارتها جملا فأبت فهجرها النبى صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر-

    مالك يا عائشة؟ ان هذا ليس بيومك، قالت ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فقال (1) مع أهله فلما كان عند الرواح قال لزينب بنت جحش يا زينب أفقرى (2) أختك صفية جملا وكانت من أكثرهن ظهرا، فقالت أنا أفقر يهوديتك، فغضب النبى صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منها فهجرها فلم يكلمها حتى قدم مكة وأيام منى فى سفره حتى رجع إلى المدينة والمحرم وصفر فلم يأتها ولم يقسم لها ويئست منه: فلما كان شهر ربيع الأول دخل عليها فرأت ظله فقالت ان هذا لظل رجل وما يدخل علىّ النبى صلى الله عليه وسلم فمن هذا؟ فدخل النبى صلى الله عليه وسلم فلما رأته قالت يا رسول الله ما أدرى ما أصنع حين دخلت علىّ، قالت وكانت لها جارية وكانت تخبؤها من النبى صلى الله عليه وسلم فقالت فلانة لك، فمشى النبى صلى الله عليه وسلم إلى سرير زينب وكان قد رفع فوضعه بيده صلى الله عليه وسلم ثم أصاب أهله ورضى عنهم (عن شميسة عن عائشة) (3) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فى سفر له فاعتل بعير لصفية وفى ابل زينب فضل، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بعيراً لصفية اعتل فلو أعطيتها بعيرا من ابلك، فقالت أنا أعطى تلك اليهودية: قال فتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الحجة والمحرم شهرين أو ثلاثة لا يأتيها، قالت حتى يئست منه وحولت سريرى، قالت فبينما أنا يوماً بنصف النهار اذا أنا بظل رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل، قال عفان حدثنيه حماد عن شميسة عن النبى صلى الله عليه وسلم (4) ثم سمعته بعد يحدثه عن شميسة عن عائشة عن النبى صلى الله عليه وسلم، وقال بعد فى حج أو عمرة، قال ولا أظنه إلا قال فى حجّة الوداع (5) (1) من القيلولة وهو وقت شدة الحر، ولابد أن يتكون عائشة أخبرته بقصتها مع صفية (2) أى أعيريها حملا يقال أفقر البعير يُقفره افقارا إذا أعاره: مأخوذ من ركوب فقار الظهر وهو خرزاته الواحدة فقارة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد من حديث صفية وسنده جيد (وله طريق ثان عند الامام احمد) قال حدثنا عفان ثنا حماد يعنى ابن سلمة قال ثنا ثابت عن سمية عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فى سفر فاعتل بعبر لصفية فذكر نحوه هكذا بالأصل مختصرا فى التقريب سمية بصرية مقبوله من الثالثة (3) (سنده (حدّثنا عفان ثنا حماد قال ثابت عن شميسه عن عائشة صلى الله عليه وسلم الخ غريبه) (4) معناه ان عفان سمع هذا الحديث مرة من حماد يقول عن شميسة عن النبى صلى الله عليه وسلم ثم سمعه مرة أخرى بعد ذلك يقول عن شميسة عن عائشة وهذا هو المحفوظ (5) هو فى حجة الوداع كما يستفاد من قول صفية فى الحديث السابق أن النبى صلى الله عليه وسلم حج بنسائه، وما كان ذلك إلا فى حجة الوداع والله أعلم (تخريجه) رواه أيضاً ابن سعد وسنده جيد ورجاله ثقات وشميسة قال الحافظ فى التقريب بالتصغير بنت عزيز العتكية المصرية مقبولة من الثالثة؛ وأورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه سمية روى لها أبو داود وغيره ولم يجرحها أحد وبقية رجاله ثقات (وأخرج ابن سعد أيضاً) بأسانيده قال لم يخرج النبى صلى الله عليه وسلم من خيبر حتى طهرت صفية من حيضها فحملها وراءه فلما صار إلى منزل على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرس بها فأبت عليه فوجد فى نفسه، فلما كان بالصهباء وهى على يزبد من خيبر نزل بها هناك فمشّطتها أم سليم وعطرتها، قالت أم سنان الأسلمية وكانت من أضواء ما يكون من النساء فدخل بأهله فلما أصبح سألتها عما قال لها؟ فقالت قال لى ما حملك على الامتناع عن النزول أوّلا

    -ذكرهن تزوجهن صلى الله عليه وسلم أو وهبن أنفسهن له ولم يدخل بهن أو وعد بزواجهن-

    (باب ما جاء فى ذكر من تزوجهن أو وهبن أنفسهن له صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بهن أو وعد بزواجهن) (عن ابى حمزة بن أبى أسيد عن أبيه) (1) وعباس بن سهل عن أبيه قالا مرّ بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب له فخرجنا معه حتى انطلقنا إلى حائط يقال له الشوط حتى انتهينا إلى حائطين منهما فجلسنا بينهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلسوا، ودخل هو وقد أوتى بالجونية (2) فى بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل ومعها داية لها، فلما دخل عليها رسول الله قال هبى لى نفسك، قالت وهى تهب الملكة نفسها لسوقة؟ (3) قالت انى أعوذ بالله منك، قال لقد عذت (4) بمعاذ، ثم خرج علينا فقال يا أسيد أكسها (5) رازقتين وألحقها باهلها، قال وقال غير أبى أحمد امرأة من بنى الجون يقال لها أمينة (6) قالت خشيت عليك من قرب اليهود، فزادها ذلك عنده، وذكرت أنه مرّ بها ولم ينم تلك الليلة لم يزل يتحدث معها (وعن عطاء بن يسار) لما قدمت صفية من خيبر أنزلت فى بيت لحارثة بن النعمان فسمع نساء الأنصار فجئن ينظرن إلى جمالها، وجاءت عائشة متنقبة، فلما خرجت خرج النبى على اثرها فقال كيف رأيت يا عائشة؟ قالت رأيت يهودية، قال لا تقولى ذلك فانها أسلمت وحسن اسلامها (وبسند صحيح) عن ابن المسيب قدمت صفية وفى أذنها خرصة من ذهب فوهبت منه لفاطمة ولنساء معها (وعن ابن عمر) قال كان بعينى صفية خضرة فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم ما هذه الخضرة بعينك؟ قالت قلت لزوجى إنى رأيت فيما يرى النائم كأن قمرا وقع فى حجرى فلطمنى وقال أتريدين ملك يثرب يعنى النبى صلى الله عليه وسلم، قالت وما كان ابغض إلىّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل أبى وزوجى، فمازال يعتذر الىّ وقال يا صفية ان أباك الّب علىّ العرب وفعل وفعل حتى ذهب ذلك من نفسى، اورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح (باب) (1) (سنده) حدّثنا محمد بن عبد الله الزبيرى قال قال حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن أبى حمزة بن أبى أسيد عن أبيه الخ (قلت) أسيد بالتصغير وأسم أبى أسيد مالك بن ربيعة (غريبه) (2) بفتح الجيم وسكون الواو، قيل هى بنت النعمان بن الجون بن الحارث، وقيل بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحيل الكندية بكسر الكاف نسبة إلى كندة قبيلة من اليمن (3) بضم المهملة وسكون الواو بعدها قاف يقال ذلك للواحد والجمع من الرعية، سموا سُوقة لأن الملك يسوقهم، قال ابن المنير وهذا من بقية ما كان من عزهم فى الجاهلية يسمون من ليس يملك سوقة وقيل إنها لم تعرفه (زاد البخارى فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن فقالت أعوذ بالله منك) (4) أى استعذت بمعاذ بفتح الميم اسم لما يستعاذ به (وفى رواية للبخارى) لقد عذت بعظيم، الحقى بأهلك (5) بضم الهمزة والسين (رازقتين) براء فزاى فقاف، والرازقية ثياب بيض طوال من الكتاب يكون فى لونها زرقة (6) اختلف فى اسمها فقيل اسمها أسماء وقيل عميرة وقيل أميمة بنت النعمان، وقيل بنت كعب بن يزيد، وقيب بنت كعب بن الجون بن شراحيل وقيل غير ذلك كما تقدم والله أعلم (تخريجه) (خ. وغيره) (وعن ابن عباس) أنها (يعنى التى استعاذت) كانت تقول ادعونى الشقية

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1