Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

المطالب العالية
المطالب العالية
المطالب العالية
Ebook728 pages5 hours

المطالب العالية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية هو كتاب من كتب الحديث ألفه الحافظ ابن حجر العسقلاني، قسم فيه المؤلف مؤلفه على أربعة وأربعين كتابا، ثم فرع مضمون كل كتاب على أبواب تناسب ما تحتويه من أحاديث، وعدد هذه الأبواب يزيد أو ينقص حسب المادة العلمية المجموعة، وهو في كل باب يقدم المرفوع من الحديث ثم الموقوف ثم المقطوع
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateMay 1, 1902
ISBN9786436373352
المطالب العالية

Read more from ابن حجر العسقلاني

Related to المطالب العالية

Related ebooks

Related categories

Reviews for المطالب العالية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    المطالب العالية - ابن حجر العسقلاني

    الغلاف

    المطالب العالية

    الجزء 2

    ابن حجر

    852

    المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية هو كتاب من كتب الحديث ألفه الحافظ ابن حجر العسقلاني، قسم فيه المؤلف مؤلفه على أربعة وأربعين كتابا، ثم فرع مضمون كل كتاب على أبواب تناسب ما تحتويه من أحاديث، وعدد هذه الأبواب يزيد أو ينقص حسب المادة العلمية المجموعة، وهو في كل باب يقدم المرفوع من الحديث ثم الموقوف ثم المقطوع

    المبحث السابع النسخة المجردة من الأسانيد

    (1)

    وهذه أصلها موجود في المكتبة السليمانية في استانبول، برقم (89/ 2 - مكتبة مراد بخاري).

    - تمت كتابتها بقصبة إدلب (2) المعمورة، ضحى يوم الأحد 12/ 4/ 1112 هـ، على يد أحمد السيد عبد القادر الرفاعي المكي ولا يعرف اسم المجرد، بيد أن الأعظمي في المطالب (المطالب ج 1 المقدمة ص ق) رجح أنه الكاتب نفسه.

    حقق هذه النسخة فضيلة الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي وطبعته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت سنة (1390 هـ)، ولقد كان له -غفر الله له - مزية السبق في إخراج هذا السفر العظيم، في وقت أصبحت الحاجة إليه شديدة، والرغبة فيه أكيدة، لما اختص به من الخصائص التي أشرت إلى بعضها في أول المقدمة، ومع ذلك فلا يعني أنه إن وقع في العمل بعض الهنات، أن تغض من قدره وأثره، ومن هذه المآخذ:

    1 - إعتماده على هذه النسخة المجردة عن الأسانيد مع وجود المسندة، ولا يخفى أهمية الإسناد في معرفة درجة الحديث. (1) سبق الحديث عن هذه الطبعة في صفحة (10).

    (2) وهي بلدة معروفة في سورية الآن.

    2 - المقابلة على نسخة مسندة، وهي نسخة (ك) وقد تقدم أنها حديثة، ولا يعرف أصلها، ولم تقابل، مع أنه كان يعرف بوجود غيرها كما أشار إلى ذلك في مقدمته.

    3 - تعويله على المجردة جعله ينساق وراء صاحبها في بعض الأوهام التي لم يشعر بها -وسيأتي قريبًا الإشارة إلى بعضها - مع أنه نبه عن بعضها (1).

    4 - مسألة التلفيق من المسندة في المجردة، والتي لم يكن له فيها منهج ثابت، فمرة يضيف، ومرة يترك حتى أنه أحيانًا يلحق حديثًا بكامله (2).

    5 - التصرف في النص أحيانًا بالزيادة أو التغيير مع عدم وجود المبرر الكافي (3).

    أما النسخة المجردة نفسها، فمن تجربتي القصيرة معها اتضح لي فيها ملحوظات كثيرة منها:

    1 - أنه لم يبين الأصل الذي اعتمد عليه، مع أنه بالمقارنة لا يكاد يشك أنه اعتمد نسخة (ك) لما بينهما من التشابه التام تقريبًا مما جعل الأعظمي يجزم بذلك (4)، وهو وفقه الله قد قابلها جميعًا بالنسخة المذكورة.

    2 - لم يقيد اسم من قام بذلك العمل لنعرف قيمته، ومدى إدراكه، وأهمية عمله.

    3 - عدم الدقة في الاختصار، مما يدل على عدم فهم مقصد الحافظ، (1) انظر: المطالب (المجردة) (المقدمة ص: ق، ر).

    (2) انظر: المطالب (المجردة) (61، 87، 94، 152، 186).

    (3) انظر: المطالب (المجردة) (198، 210، 213).

    (4) انظر: المطالب (المجردة) (المقدمة ص ق).

    فأوقعه ذلك في حذف ما يجب ذكره مثل إسقاطه لبعض الأبواب (1)، ومثل أن يكون للحديث مصدرين فيكتفي بأحدهما وهو ضعيف الإسناد، ويحذف صحيح الإسناد (2).

    أويلصق كلام الحافظ في غير محله، كأن يثبت تعليق الحافظ على حديث سابق أو لاحق (3)، فحمل الحافظ ما لم يقله.

    أويكتفي ببعض من روى الحديث من أصحاب المسانيد ويحذف غيرهم (4)، فيظن الناظر أن الحافظ غفل عنه. أو يحذف بعض الأحاديث كليًا (5).

    وأشنع من ذلك أن ينسب الحديث لغير من أخرجه (6)، وهذه من أوهامه في متابعة الأصل.

    كما نبه الشيخ الأعظمي (7) على ثلاثة أمور هي:

    (أ) قوله عن بعض الأحاديث (رفعه) مع أنه ساقه بعبارة صريحة في الرفع.

    (ب) قوله عن بعض الآثار (رفعه) مع أنه موقوف صراحة.

    (ج) حذف كثيرًا من تعليقات الحافظ الضرورية.

    * * * (1) مثال ذلك (باب التمندل بعد الوضوء).

    (2) انظر: المطالب (المجردة) (173)، وانظر ح (161) هنا.

    (3) انظر: المطالب (المجردة) (117)، وح (114، 115) هنا.

    (4) انظر: المطالب (المجردة) (58، 59)، وح (55) هنا.

    (5) انظر إحالة (1) الآنفة.

    (6) انظر: الكلام عن نقص الأحاديث في (ك) المتقدم قريبًا.

    (7) انظر: المطالب (المجردة) (المقدمة ص ق).

    المبحث الثامن النسخة الراشدية

    وهي نسخة فضيلة الشيخ بديع الدين الراشدي من علماء الباكستان وتقع في جزأين والجزء الثاني منهما يقع في 520 صفحة، إذ إن كل ورقة فيها صفحة لوحدها وليس كباقي النسخ تحوي كل ورقة صفحتين، بل لم تكتب إلَّا على جهة واحدة، وكاتبها رمز لنفسه بقوله. بيد أفقر عباد الله. عناية الله غفر الله له ولوالديه آمين، وتم الانتهاء من نسخ الجزء الأول في يوم الأربعاء الثالث من شهر جمادى الأولى من عام 1326 هـ، وتم الانتهاء من الثاني في يوم الخميس بعد صلاة الظهر العاشر من جمادى الثاني سنة 1326 هـ وأشار لمكان النسخ بقوله بمدينة الطيبة وهي منقولة من نسخة كُتب آخرها في يوم السبت الثالث من شهر ربيع الثاني من سنة 875هـ بمكة المشرفة فيحتمل أن تكون منقولة من النسخة المحمودية أو السعيدية أو غيرها من النسخ، أو تكون منقولة من الأصل الذي نقلت منه.

    * * *

    الفصل الثاني أيراد نماذج من صور مخطوطات الكتاب

    المبحث الأول: نماذج من المحمودية (مح).

    المبحث الثاني: نماذج من السعيدية (حس).

    المبحث الثالث: نماذج من العمرية (عم).

    المبحث الرابع: نماذج من السعودية (سد).

    المبحث الخامس: نماذج من التركية (ك).

    المبحث السادس: نماذج من برنستون (بر).

    المبحث السابع: نماذج من المجردة.

    المبحث الثامن: نماذج من الراشدية (ش).

    المطالب العالية

    بزوائد المسانيد الثمانية

    للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

    773 - 852 هجرية

    تحقيق ودراسة وتخريج

    الدكتور عبد الله بن عبد المحسن بن أحمد التّويجري

    تنسيق

    د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز المشتري

    المجلد الثاني

    3 - 4

    كتاب الطهارة - كتاب الحيض

    (1 - 208)

    دار العاصمة للنشر والتوزيع ـــ دار الغيث للنشر والتوزيع {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} المطالب العالية

    بزوائد المسانيد الثمانية

    3 - 4 دار العاصمة للنشر والتوزيع، 1418 هـ

    فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر

    ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي

    المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية/

    تحقيق عبد الله بن عبد المحسن بن أحمد التويجري - الرياض.

    574 ص: 17 × 24 سم

    ردمك: 1 - 68 - 749 - 9960 (مجموعة)

    6 - 87 - 749 - 9960 (ج 1)

    1 - الحديث - زوائد 2 - الحديث-مسانيد 3 - الحديث-تخريج 4 - الحديث-شرح

    أ - التويجري، عبد الله بن عبد المحسن بن أحمد (محقق)

    ب - العنوان

    2612/ 16

    ديوي 4، 237

    رقم الإيداع: 2612/ 18

    ردمك: 1 - 87 - 749 - 9960 (مجموعة)

    6 - 87 - 749 - 9960 (ج 1)

    حقوُق الطبع محفوظة للمنسق

    الطبعة الأولى

    1419هـ - 1998مـ

    دار العاصمة المملكة العربية السعودية

    الرياض - ص ب 42507 - الرمز البريدي 11551

    هاتف 4915154 - 4933318 - فاكس 4915154

    دار الغيث

    المملكة العربية السعودية

    ص ب: 32594 - الرياض: 11438 - تلفاكس: 2660 - 421

    مقدّمة المحقّق

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يضلل فلا هادي له، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ - صلى الله عليه وسلم -، أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصِ الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئاً.

    أما بعد:

    فلا يخفى أن السنة بيان القرآن، ووسيلة فهمه، وقد امتن الله على عباده بهذه الحكمة، وندب لها من عباده المخلصين، والأئمة المهديين، من صبر وصابر في الحفاظ عليها، ونشرها بين الأمة قرناً بعد قرن، وجيلاً بعد جيل، وكان المحدثون فرسان هذا الشأن، فحازوا قصب السبق فيه، ولا تزال أياديهم البيضاء التي سطرت أجل تراث تمتلكه الأمة الإِسلامية في تاريخها المديد، وكانوا بحق أمثلة حية رائعة في الذود عن حياض الإِسلام، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، كلما انعقدت ألوية البدع، وأجلبت شبهات الضلال، فزعوا إليها من كل حدب وصوب، فمزقوا خميسمهم، وكشفوا تزييفهم حتى ترفرف راية الحق على أصقاع الإِسلام، فهم حراس الشريعة بأنفسهم إن حضروا يفدونها بالنفس قبل النفيس، دمان غابوا فقداعدهم وأصولهم كالأوتاد، امتازوا عن غيرهم أن الغث من بضاعتهم لا يختلط بالسمين، حتى أصبح التاريخ الصحيح في كتبهم وعن أخبارهم، وتراجمهم همة المصنفين وسياحة المقتدين، فأهملت بسبب ذلك حياة الأعلام والسلاطين.

    والدعاوى إذ لم يقيموا عليها ... بينات أصحابها أدعياء

    نعم، من أراد أن ينشرح صدره مما أقول فليتجول بين كتبهم وأخبارهم، بل يكفي أن يقرأ في مثل (سير أعلام النبلاء) للذهبي، ليجد نفسه في رياض تهتز بكل زهر، وتعبق بكل عطر، ويكفي أن أذكر من المتقدمين مثل مالك (ت 179 هـ)، وأحمد (ت 241 هـ)، والبخاري (ت 256 هـ)؛ ومن المتوسطين كالنووي (ت 676 هـ)، والمزي (ت 742 هـ)، والذهبي (ت 748 هـ)، ويكفي المتأخرين خاتمة الحفاظ وقطب المحدثين ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ).

    المهم أن هؤلاء الأئمة نشطوا في تشييد هذا البنيان، يكمل المتأخر ما بدأه المتقدم، ويجمل الحاضر ما سواه الأول، حتى بلغ البناء ما تراه من عشرات الألوف من المجلدات التي تختزن الدرر، ولا تخلو من المدر وربما البعر، إلا أن هذا النشاط الذي ليس له نظير لم يكن مطردًا في كل القرون، بل كان يتردد بين المد والجزر، فما زال يعلو شأنه من عهده - صلى الله عليه وسلم - إلى أن لمع نجمه وبلغ أوج مجده في القرنين الثالث والرابع، إذ فيهما ضرب المحدثون أروع الأمثلة في جمع الحديث وحفظه وتدوينه، وجابوا الأقطار من أجل ذلك، فتعددت للمتن الأسانيد، وتكررت الأسانيد في المسانيد، وأصبح الإحاطة بجملة الأحاديث والآثار مع هذا العدد الهائل من المصنفات أمر لا يستطيعه إلا نوادر الأئمة خصوصًا مع ضعف الهمم، وطول الأسانيد. لذا التفت الأئمة إلى تقريب السنة بين يدي الأمة، وتيسير الوصول إليها، فصنفوا الجوامع وكتب الأطراف فاجتمع الشمل بعد التفرق، ومن أهم كتب الجوامع (جامع الأصول) لابن الأثير (ت 606 هـ)، جمع فيه أحاديث الصحيحين والسنن الثلاث مع الموطأ، كما أن من أهم كتب الأطراف -وهي جمع أطراف الحديث في مكان واحد - (تحفة الأشراف) للمزي، ضمنه أطراف الستة مع تعاليق البخاري وشمائل الترمذي، وعمل اليوم والليلة للنسائي، والمراسيل لأبي داود.

    إن الاهتمام بهذه الكتب لا يعني أنها جمعت كل السنة، أو أن كل ما فيها صحيح. وإنما لكونها تحوي جل الأحاديث وأصولها، وجلالة أصحابها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، بيد أن في غيرها ما ليس فيها، ولذا هب العلماء لجمع هذه الزوائد ليتكامل الجهد، وبدأت هذه الفكرة تؤتي ثمارها البارزة في مطلع القرن الثامن، والذي بدأت تشرق فيه دراسة الحديث وتدريسه بعد فترة من الركود، وإن للإمام العراقي (ت 806هـ) أثر بالغ في صرف تلاميذه إلى هذا الشأن، أمثال الهيثمي (ت 807 هـ)، والبوصيري (ت 840 هـ)، وصاحبنا الحافظ ابن حجر، ففاق الأول الأخيرين، وصار علمًا في هذا الفن، فريدًا، لكثرة مصنفاته فيه، ومن أهمها (مجمع الزوائد) جمع فيه زوائد ست أمهات، من أهم المصادر بعد الكتب الستة، وهي مسانيد أحمد وأبي يعلى والبزار، ومعاجم الطبراني الثلاثة: الكبير، والأوسط، والصغير. كما قام صاحباه باستخراج زوائد عشرة مسانيد في كتابيهما (إتحاف الخيرة) و (المطالب العالية)، وهي ثمانية مسانيد كاملة: (الطيالسي، ابن أبي شيبة، مسدد، العدني، عبد بن حميد، الحميدي، ابن منيع، الحارث). وقسم من مُسْنَدي (أبي يعلى وإسحاق)، كما عمل البوصيري أطراف هذه المسانيد المذكورة في (أطراف المسانيد العشرة)، وجاء الحافظ في كتابه (إتحاف السادة المهرة)، فرتب أطراف عشرة مسانيد، هي: (مسند الشافعي، الدارمي، الموطأ، شرح معاني الآثار، منتقى ابن الجارود، ابن خزيمة، ابن حبان، الحاكم، أبو عوانة، الدارقطني، مسند أحمد).

    إنك إذا ما ضممت كتاب جامع الأصول والمجمع والمطالب أو الإتحاف، بالإضافة إلى (مصباح الزجاجة للبوصيري، أو جمعت مع كتاب تحفة الأشراف، كتابي البوصيري وابن حجر -السالفَين - في الأطراف وضعت بين يديك موسوعة قلّما يشذ عنها حديث من الأصول، فإن كان قصدك المتون فعليك بالموسوعة الأولى، وإن كان الأسانيد والأطراف فعليك بالثانية، ونسأل أن يوفق المحدثين في العصر الحاضر لاستكمال ما بدأه سلفهم حتى نصل إلى مرحلة الفصل بين صحيح السنّة وضعيفها في ديوانين عظيمين، ولا أنسى في هذه المناسبة الإشادة بالجهود العظيمة التي يبذلها العلامة الألباني -حفظه الله وزاده توفيقًا - في هذا الشأن، فإن له اليد الطولى في العصر الحاضر.

    بهذا التمهيد اليسير يتضح السبب الذي دفعني إلى الاهتمام بكتاب (المطالب العالية)، فبالإضافة إلى أهمية مادته، والتي من أبرزها أنه حفظ لنا أحاديث أصول بأسانيدها من أمهات أصبحت كلها أو جزء منها في عداد المفقود، لا نغفل عن مكانة صاحبه، هذا الإِمام، مخرج هذه الزهرات من الكمام، ومعير عقود هذه الكلم نسق النظام، ومظهر سلسال زلال الفضائل من أشرف (حجر)، ومجري الجواري المنشآت في بحر يضل في معتبر لمن عبر، قد ملك من الفضل نصابًا، واطلع في موقع في (الحفظ شهابًا)، وأظهر لأبلغ الثناء استئهالًاواستيجابًا، أتى من تسلسل أنفاسه بنفيسة صارت لديباجة المسندات طرازًا، ولطالبي كنز الحديث من (الحجر) المكرم من كلامه ركازًا، جلا (شهاب فضله) عن وجه الإسناد ليل كل مشكل بهيم، واستجلب من غرر المسانيد أخبار كل حديث وقديم، ... أحيا من دارس معالم الحديث ما أرانا بعد العشية عرارًا، معرفًا أبناء جلدته أن وحي إبداع الفضائل بعد لم ينقطع، وسلوك طريقة الإعجاز أصلًا ورأسًا لم يمتنع، ولا غرو فإنه الفاضل الذي فضله لا يُنكر، وتحريره للفضائل واجتهاده فيها قد نطق وأخبر، وعلى حجر مقامه العالي من بيت الفضل بحجر حجره حجر (1).

    كما كنت آمل أن أظفر ببعض النتائج عن مكنون هذا الكتاب، فوصلت -بحمد الله - إلى أكثر من بغيتي، وقد سكبت جل ذلك في دراستي عن الكتاب، فللَّه الحمد والمنّة.

    ولقد سرت في تحقيقي على ضوء النقاط التالية:

    (1) كتابة النص حسب قواعد الإِملاء، ومراعاة قواعد وضع علامات الترقيم بدقة لتساعد فعلًا على فهم النص وتوضيحه.

    (ب) ضبط ما يحتاج إلى ضبط، وذلك بالشكل في الأصل، وبالحروف في الهامش. (1) هذه قطعة من ثناء شيخ الحافظ الفيروزآبادي عليه. انظر: الجواهر والدرر (ص،216).

    (ج) مقابلة النسخ المعتمدة في التحقيق واتخاذ أوثقها، وهي نسخة المحمودية أصلًا ورمزت لها بـمح، وقابلت بنسخة جامعة دار السلام بالهند ورمزت لها بـعم، ونسخة المكتبة السعيدية بالهند ورمزت لها بـحس، ونسخة المكتبة السعودية التابع للإِفتاء ورمزت لها بـسد، ونسخة المكتبة السليمانية التركية ورمزت لها بـ ك، مع إثبات الفروق الهامة في الهامش.

    (د) مقابلة النص بالموجود من المسانيد التي أخذت منها تلك الزوائد، وإثبات الفروق الهامة في الهامش.

    (هـ) تصويب الأخطاء التي لا تحتمل وجهًا من الصواب، وذلك بإثبات الصواب في الأصل بين معكوفتين، والتنبيه على ذلك في الهامش.

    (و) عزو الآيات إلى سورها.

    (ز) توثيق النص، بتخريج الأحاديث على النحو التالي:

    1 - تخريجه، بعزوه إلى الموجود من المسانيد التي أخذت منها الزوائد.

    2 - تخريجه من بقية المصادر التي تلتقي أسانيدها مع أسانيد أحاديث الكتاب كلّيًا أو جزئيًا ولو في الصحابي.

    3 - تخريج الروايات التي أشار إليها المؤلف ولم يوردها، مثل قوله: أصله في السنن من وجه آخر.

    4 - إذا كان الحديث ضعيفًا أو حسنًا فيخرج من شواهده ما يرتقي به.

    (ح) دراسة سند الحديث كما ساقه المؤلف، بالتفصيل.

    (ط) الحكم على الحديث بناء على الخطوات السابقة، مع ملاحظة العلل التي تطرأ على السند أو المتن كالشذوذ والعلة، ونحوهما.

    (ي) الخاتمة، وفيها أذكر النتائج التي انتهيت إليها من عملي في الكتاب.

    ولا يفوتني في هذه العجالة أن أذكر بأني حرصتُ في البحث عن نسخ أخرى للكتاب، وقد ظفرت بحمد الله بعدد لا بأس به، وعن أصول المسانيد العشرة، والتي تقدم آنفًا الإشارة إلى أن بعضها يعتقد أنه مفقود، فحاولت جهدي أن أبدد هذه الفكرة فاستعنت باللهِ وفتّشت ما استطعت في المكتبات التي هنا في المملكة وما لديهم من فهارس لمكتبات خارجية، ثم عزمت على السفر إلى بلاد قد تكون مظان لها، فيممت وجهي أولًا شطر الكويت، وفيها زرت جامعة الكويت، ومعهد المخطوطات، ومركز التراث والوثائق التابع لجمعية إحياء التراث الإِسلامي، ثم انتقلت إلى استنبول وفيها زرت عددًا من المكتبات، من أهمها: السليمانية، والتي تُعتبر من أكبر مكتبات العالم في المخطوطات العربية، حيث تضم ما يزيد عن (63.000) مخطوط عربي؛ ومكتبة أحمد الثالث، وفيض الله، ومكتبة بايزيد.

    ثم سافرت إلى لندن وقلبت فهارس المتحف البريطاني القديمة والجديدة، وبعدها انتقلت إلى ألمانيا الغربية، وفيها زُرت مركز الاستشراق في كولونيا ومكتبة جامعتها، وجامعة بنون، وفهارس بعض المكتبات فيها؛ وأهم من تلك مكتبة برلين الغربية الزاخرة بآلاف المخطوطات، وفي هولندا زرت مكتبة جامعة لايدن، ومطبعة بريل والتي تُعتبر أقدم مطبعة عربية في أوروبا.

    يعنيني من ذلك أني استفدت من هذا التفتيش عدة أمور، منها:

    1 - التحري في جزء لا بأس به من مكتبات التراث، ليتفرغ الإنسان لغيرها.

    2 - مع كل ما بذلته من جهد فلا يزال الأمل في الوصول إلى ما يظن فقدانه يجذبني، مما جعلني أتابع البحث إلى وقت كتابة هذه الأسطر، من تفتيش بعض الفهارس والنقاش والمراسلة مع المهتمين، وأرجو الله أن يبلغني ما أريد، لا سيما في مثل مسند مسدد.

    3 - وضعت يدي على قسم لا بأس به من هذه الكتب المذكورة التي كنت أفتش عنها، وهذا يشجِّع على الاستمرار.

    4 - اطَّلعت على عدد من نوادر المخطوطات، فدوَّنت عنها معلومات في مذكّراتي الخاصة، وعرفت مقدار أهمية المكتبات والمراكز التي زرتها.

    وكما هو معلوم أن كثيرًا من الكتب تحمل عناوين متشابهة، وربما كان التشابه في أجل العنوان، وقد يكون للكتاب أكثر من نسخة، كما قد يكون مقسّمًا إلى أجزاء، إلى غير ذلك من أسباب الإِشكال، وربما كان العنوان طويلًا فأختصره. وعليه فلا بد من بيان ذلك رفعًا للبس. وما لم أذكره هنا وفيه احتمال وقوع اللبس، فلينظر فهرس المصادر فإني غالبًا إذا كان للكتاب أكثر من نسخة، أطلقت في واحدة وقيدت الباقي.

    فإذا أطلقت الفتح: فأعني فتح الباري.

    وإذا أطلقت السير: فأعني سير أعلام النبلاء.

    وإذا أطلقت المجردة: فأعني المطالب العالية المجردة.

    وإذا أطلقت الإتحاف: فأعني إتحاف الخيرة - القسم الثاني.

    وإذا أطلقت المراسيل: فأعني لابن أبي حاتم.

    وإذا أطلقت العلل: فأعني لابن أبي حاتم.

    وإذا أطلقت عمل اليوم والليلة: فأعني لابن السني.

    وإذا أطلقت المسند: فأعني لأحمد.

    وإذا أطلقت التهذيب: فأعني تهذيب التهذيب.

    وإذا أطلقت التقريب: فأعني تقريب التهذيب.

    وإذا أطلقت الكاشف: فأعني للذهبي.

    وإذا أطلقت المغني: فإن كان في تراجم الرجال فهو (المغني في ضبط أسماء الرجال)، وإن كان في الفقه فهو لابن قدامة.

    وإذا أطلقت اللسان: فإن كان في التراجم فهو لابن حجر أو في اللغة فهو لسان العرب.

    وعند ذكر المصدر المطبوع، أشير إلى مكانه على هذا الشكل

    (ج/ ص: الرقم)، وقد أذكر الكتاب والباب، وخاصة في المتابعات. أما المخطوط فأكتفي بذكر اللوحة أو الورقة، وقد أذكر أحيانًا اسم الكتاب

    والباب، أو رمز الورقة فـ (أ) للصفحة اليمنى، و (ب) لليسرى.

    وأخيرًا، فإني أشكر الله الذي لا إله إلَّا هو على نعمه العظيمة التي أسبغها ومن أعظمها نعمة الإِسلام والثبات عليه، والعلم وسلامة المنهج في طلبه والعمل به، ثم أثني بالشكر لوالديَّ كما ربياني صغيرًا، وشجعاني على طلب العلم، وتحملا معي مشقته وصعوبته، أسأل الله أن يجزيهما خير ما جزى والدًا عن ولده، وأن يرفع درجتهما في عليين، ثم إنَّ أقل ما يمكن أن أسديه لمن أعانني، وغمرني بكريم معاملته أن أقدم له وافر الشكر وجزيل الامتنان في صدر بحثي، وأخص منهم جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية، ذات الوجه المشرق والآثار الملموسة ليس على مجتمعنا فحسب، بل على العالم الإِسلامي منه وغير الإِسلامي، وما كلية أصول الدين إلا إحدى منابعها، والتي عشت في كنفها هذه السنوات، ووجدت من إدارتها وأساتذتها كل تعاون وتيسير ممثلة بعميدها الفاضل حفظه الله.

    كما أشكر فضيلة المشرف الشيخ محمود أحمد ميرة، والذي عاش معي البحث حسًا ومعنى، وإن منذ البداية إلى آخر لحظة على وتيرة واحدة من الحزم والدقة والتوجيه لا يكل ولا يمل، كل ذلك وسط كرم بالغ في خلقه وما يملك حيث فتح لي أبواب مكتبته العامرة بنوادر المطبوعات والمخطوطات، ولطالما ألزمني التدقيق في أمر، ما كنت لأهتم به، وهذا ليس بعجيب، إذ إن الأعجب من ذلك أن هذا ديدنه مع كل طلبة العلم، يعرف هذا من عاشره هنا وفي المدينة، وقد لا أكون مبالغًا إذا قلت بأنه عانى من بحثي مثل -بل أكثر - مما عانيت، ولا زلت كلما أقلب الأوراق أرى لمسات توجيهاته العطرة، ولولا يقيني لكراهيته ما تقدم لسقت بعض الأمثلة المؤكدة لما أقول.

    كما أقدم شكري لكل مشايخي وإخواني، الذين استفدت مما عندهم وإن لهم الأثر في خروج البحث على هذا الوجه، وأذكر منهم على سبيل المثال الدكتور سليمان السعود، والشيخ محمد بن عبد المحسن التركي جزى الله الجميع خيرًا وجعل ذلك في موازين حسناتهم، ولا يفوتني أن أنوه بمن أعانني ولا يرغب في الإشادة باسمه، وفي النهاية أشكر فضيلة المناقشين اللذين تفضلا بمناقشتي، وهما فضيلة الدكتور شاكر ذيب فياض، وفضيلة الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير، وأرجو الله أن ينفعني بملاحظاتهما، وأن تنتظم دررًا في خيط هذه الرسالة .. إنه سميع مجيب، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ورحم الله امرءًا عرف خللًا فنبهني إليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

    المحقق

    د. عبد الله بن عبد المحسن بن أحمد التّويجري المطالب العالية

    بزوائد المسانيد الثمانية

    للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

    773 - 852 هجرية

    تحقيق ودراسة وتخريج

    الدّكتور عبد الله بن عبد المحسن بن أحمَد التّويجري

    تنسيق

    د. سَعْد بن نَاصر بن عبد العزيز الشَّثري

    المجَلّد الثّاني

    3 - 4

    كتاب الطّهَارة - كتاب الحيض

    (1 - 208) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سيدنا محمده وَآلِهِ، وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ جَامِعِ الشَّتَات (2)، مِنَ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ، وَسَامِعِ الْأَصْوَاتِ بِاخْتِلَافِ اللُّغَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، رَبُّ الأرَضين (3) وَالسَّمَاوَاتِ، ذُو الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتِ (4)، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمَبْعُوثُ بِالْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ (5)، وَالْخَوَارِقِ الْمُنِيرَاتِ (6)، صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الْعُلُومِ الزاهرات، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ الطيِّبات (7) الطَّاهِرَاتِ صَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى الأيام (8) (1) صيغة الافتتاحية في (ك): (اللهم صل على أشرف خلقك سيدنا محمد وآله وصحبه، وسلم تسليمًا).

    (2) مصدر شتَّ ومعناه: المتفرِّق أشتاتًا. انظر: ترتيب القاموس (2/ 671).

    (3) في (ك): (الأرض) بالإفراد.

    (4) قوله: (الصفات) مكانها بياض في (عم).

    (5) قوله: (البيِّنات) سقطت من (عم).

    (6) في (ك): (النيرات)، والخوارق: جمع خارق: وهو المعجزة والكرامة من الله، تحصل على يديه - صلى الله عليه وسلم - بخلاف المعتاد.

    انظر: شرح العقيدة الطحاوية (ص 558).

    (7) زيادة من (ك).

    (8) في (عم) بياض بمقدار كلمة، وفي (ك): (الآباد)، بدل: (الأيام).

    مُتَوَالِيَاتٍ، أمَّا بَعْدُ (1):

    فَإِنَّ الِاشْتِغَالَ بِالْعِلْمِ -خُصُوصًا الْحَدِيثَ (2) النَّبَوِيَّ - مِنْ أَفْضَلِ القُرُبات، وَقَدْ (3) جَمَعَ أَئِمَّتُنَا مِنْهُ الشَّتَات (4)، عَلَى الْمَسَانِيدِ وَالْأَبْوَابِ الْمُرَتَّبَاتِ، فَرَأَيْتُ جَمْعَ جَمِيعِ مَا وَقَعْتُ (5) عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ وَاحِدٍ، لَيَسْهُلَ الْكَشْفُ مِنْهُ عَلَى أُولِي الرَغَبات، ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى جَمْعِ اَلْأَحَادِيثِ (6) الزَّائِدَةِ عَلَى الْكُتُبِ الْمَشْهُورَاتِ، فِي الْكُتُبِ الْمُسْنَدَاتِ، وَعُنِيتُ بِالْمَشْهُورَاتِ، الْأُصُولَ (7) السِّتَّةَ (8) وَمُسْنَدَ أَحْمَدَ، وَبِالْمُسْنَدَاتِ عَلَى مَا رُتِّبَ عَلَى مَسَانِيدِ الصِّحَابَةِ، وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْهَا ثَمَانِيَةٌ (9) كَامِلَاتٌ، وَهِيَ لِأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، وَالْحُمَيْدِيِّ، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ، ومسدَّد، وَأَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وعبدُ بْنِ حُمَيْدٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ أبي أسامة (10)، (1) قوله: (أمَّابعد) لم تظهر في (حس) بسبب الكتابة بالحمرة.

    (2) في (ك): (بالحديث).

    (3) من قوله: (وقد جمع ... -إلى - الرغبات) وقع في (عم) نقص، وبياض وعدم تناسق ألفاظ.

    (4) في (عم) مكانها بياض.

    (5) في (ك): (وقفت).

    (6) قوله: (الأحاديث الزائدة) مكانها بياض في (عم).

    (7) قوله: (الأصول) مكانها بياض في (عم).

    (8) المراد بها: صحيحا البخاري ومسلم، والسنن الأربع: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

    (9) قوله: (منها ثمانية) مكانها بياض في (عم).

    (10) وقع في (عم) تقديم وتأخير في ترتيب ذكر المسانيد، وزاد فيها مسند إسحاق وهو خطأ.

    وَقَدْ (1) وَقَعَ لِي مِنْهَا أَشْيَاءُ كَامِلَةٌ أَيْضًا (2) كَمُسْنَدِ الْبَزَّارِ وَأَبِي يَعْلَى وَمَعَاجِمِ (3) الطَّبَرَانِيِّ.

    لَكِنْ رَأَيْتُ شَيْخَنَا أَبَا الْحَسَنِ الْهَيْثَمِيَّ (4) قَدْ جَمَعَ (5) مَا فِيهَا، وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ، فِي كِتَابٍ مُفْرَدٍ (6)، مَحْذُوفِ الْأَسَانِيدِ، فَلَمْ أَرَ أَنْ أُزَاحِمَهُ عَلَيْهِ، إلَّا أَنِّي تَتَبَّعْتُ (7) مَا فَاتَهُ مِنْ مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى لِكَوْنِهِ اقْتَصَرَ فِي كِتَابِهِ عَلَى الرِّوَايَةِ الْمُخْتَصَرَةِ (8) وَوَقَعَ لِي عِدَّةٌ مِنَ الْمَسَانِيدِ (9) غَيْرِ مُكَمَّلة، كَمُسْنَدِ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ و (10) وقفت مِنْهُ عَلَى قَدْرِ النِّصْفِ، فَتَتَبَّعْتُ مَا فِيهِ فَصَارَ مَا تَتَبَّعْتُهُ (11) مِنْ ذَلِكَ مِنْ عَشَرَةِ دَوَاوِينَ، وَوَقَفْتُ أَيْضًا عَلَى قِطَع مِنْ عِدَّةِ مَسَانِيدَ، كَمُسْنَدِ الْحَسَنِ بْنِ (12) سُفْيَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ هشام السدوسي، ومحمد بن هارون (1) (قد) سقطت من (حس) و (ك).

    (2) قوله: (أيضًا كمسند) مكانها بياض في (عم).

    (3) قوله: (ومعاجم) مكانها بياض في (عم)، وسقطت من (ك).

    (4) هو علي بن أبي بكر بن سليمان نور الدين، ولد سنة خمس وثلاثين وسبعمائة وتوفي رحمه الله سنة سبع وثمانمائة، وهو من إبرز تلاميذ العراقي.

    (5) من قوله: (جمع -إلى - في كتاب) مكانه بياض في (عم).

    (6) هو كتاب (مَجْمَع الزوائد ومَنْبَع الفوائد).

    (7) من قوله: (تتبعت -إلى - لكونه) مكانه بياض في (عم).

    (8) وهي رواية أبي عمرو بن حمدان، وذلك أن لأبي يعلى مسندين. صغير وكبير.

    مجمع الزوائد (1/ 10).

    (9) قوله: (المسانيد ... كمسند) مكانه بياض في (عم).

    (10) واو العطف سقطت من (مح) و (حس)، وهي ثابتة في (عم) و (ك).

    (11) قوله: (فصار ... ذلك من) مكانه بياض في (عم).

    (12) قوله: (الحسن بن سفيان) مكانه بياض في (عم).

    الرُوياني، والهَيْثَم بْنِ كُلَيب وَغَيْرِهِمْ (1)، فَلَمْ أَكْتُبْ مِنْهَا شَيْئًا، لعلِّي إِذَا بَيَّضْتُ هَذَا التَّصْنِيفَ أَنْ أَرْجِعَ فَأَتَتَبَّعَ مَا فِيهَا مِنَ الزَّوَائِدِ وَأُضِيفَ إِلَى (2) ذَلِكَ الْأَحَادِيثَ الْمُتَفَرِّقَةَ فِي (3) الْكُتُبِ الْمُرَتَّبَةِ عَلَى فَوَائِدِ الشُّيُوخِ.

    وَرَتَّبْتُهُ عَلَى أَبْوَابِ الْأَحْكَامِ (4) الْفِقْهِيَّةِ، وَهِيَ: الطَّهَارَةُ، الصَّلَاةُ، الْجَنَائِزُ، الزَّكَاةُ، الصِّيَامُ، الْحَجُّ، الْبُيُوعُ، العِتْق (5)، الْفَرَائِضُ، الْوَصَايَا (6)، النِّكَاحُ والطلاق والنفقات، والأيمان وَالنُّذُورُ، الْحُدُودُ، الْقِصَاصُ (7)، الدِّيَاتُ (8)، الْجِهَادُ، الإِمارة (9) وَالْخِلَافَةُ، القضاء والشهادات، اللَّباس، و (10) الأضحية والعقيقة و (11) الذبائح، وَالصَّيْدُ، الْأَطْعِمَةُ وَالْأَشْرِبَةُ، الطِّبُّ، الْبِرُّ (12) وَالصِّلَةُ، الْأَدَبُ والتعبير (13). (1) قوله: (وغيرهم فلم أكتب منها) سقطت من (عم).

    (2) قوله: (إلى) سقطت من (عم).

    (3) في (ك): (من)، بدل: (في).

    (4) قوله: (الأحكام) سقطت من (عم)، ومن أول الكتاب إلى هذه الكلمة سقط من (سد).

    (5) سقط من (عم) و (سد).

    (6) في (عم) (الوصاية) وهو خطأ، ويدل على ذلك العنوان في أثناء الكتاب.

    (7) (القصاص) سقطت من (عم) و (سد).

    (8) (الديات) كتبها في (سد) بالهاء بدل التاء.

    (9) قوله: (الإمارة والخلافة) سقطت من (عم) و (سد).

    (10) هذه الواو ليست في (حس).

    (11) هذه الواو زيادة من (عم).

    (12) قوله: (البر والصلة) خرج لها في (مح) وألحقها في الهامش، وكتب بعدها (صح) ولم تظهر في (عم) ولا (سد).

    (13) قوله: (الأدب والتعبير) سقطت من (عم) ومكانها في (سد) بياض. = ثُمَّ ذَكَرْتُ بَدْء الْخَلْقِ (1)، وَالْإِيمَانَ وَالتَّوْحِيدَ (2)، الْعِلْمَ وَالسُّنَّةَ (3)، الزُّهْدَ وَالرَّقَائِقَ، الْأَذْكَارَ وَالدَّعَوَاتِ (4)، أَحَادِيثَ الْأَنْبِيَاءِ (5)، فَضَائِلَ الْقُرْآنِ (6)، التَّفْسِيرَ، الْمَنَاقِبَ، السِّيرَةَ النَّبَوِيَّةَ وَالْمَغَازِي وَالْخُلَفَاءَ، وَالْآدَابَ، وَالْأَدْعِيَةَ، الْفِتَنَ (7)، الْأَشْرَاطَ (8)، الْبَعْثَ وَالنُّشُورَ (9). وسمَّيته (الْمَطَالِبُ الْعَالِيَةُ بِزَوائِدِ الْمَسَانِيدِ الثَّمَانِيَةِ).

    وَشَرْطِي فِيهِ: ذِكْرُ كُلِّ حَدِيثٍ وَرَدَ عَنْ صِحَابِيٍّ (10) لَمْ يُخَرِّجْهُ الْأُصُولُ السَّبْعَةُ مِنْ حَدِيثِهِ، وَلَوْ أخرجوه، أو (11) بعضهم من حديث غيره = ومن قوله: (الطهارة ... -إلى هنا-) سقط من (ك): وهذا مما يقوّي أن المجرد اعمد على هذه النسخة.

    (1) قوله: (بدء الخلق) بياض في (عم)، وسقطت من (سد).

    (2) قوله: (والتوحيد) سقطت من (ك).

    (3) زيادة من (ك).

    (4) قوله (الأذكار والدعوات) سقطت من (ك): وفي (مح) كرر (بدء الخلق) مرة ثانية بعد الدعوات وهو خطأ.

    (5) بياض في (عم) و (سد) في أكثر حروف الكلمة، وفي (ك): (أخبار الأنبياء).

    (6) قوله: (فضائل القرآن) ليس في (ك).

    (7) من قوله: (المناقب ... -إلى - الفتن) سقط من (مح) و (حس). فألحقته من بقية النسخ، غير أن (والخلفاء والآداب والأدعية) سقط أيضاً من (عم) وفيها أخر التعبير فذكره بعد الفتن.

    (8) قوله: (الأشراط) في (مح) و (حس) فقط.

    (9) في (ك): (النشور)، بدل: (الحشر).

    (10) هذا الغالب، والاَّ قد يورد عن غير الصحابة، انظر: الأحاديث رقم (109، 137، 138).

    (11) (أو) مكانها بياض في (عم) و (سد).

    مع (1) التنبيه عليه (2) أحيانًا (3).

    و (4) هذا بَيَانُ أَسَانِيدِي لِلْمَسَانِيدِ الْعَشَرَةِ بِطَرِيقِ الِاخْتِصَارِ:

    أَمَّا (5) مُسْنَدُ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ: فَأَخْبَرَنِي بِهِ: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ (6)، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِ مُسْنَدِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ مِنْهُ (7) عَنْ أَبِي بَكْرٍ، الدَشْتي (8)، قَالَ: أَنَا يُوسُفُ بْنُ (1) زيادة من (عم) و (سد) و (ك).

    (2) (عليه) سقطت من (حس).

    (3) زيادة من (ك).

    (4) من هنا إلى قوله: (الاختصار) سقط من (عم)، وإلى آخر ذكر الأسانيد سقط كله من (ك)، وهذا أيضًا مما يؤيد أن المجرد اعتمد عليها.

    (5) (أما) لم تظهر في (حس) وكذا في المرات القادمة مع كل مسند.

    (6) هو علي بن محمد بن محمد بن أبي المجد بن علي، الدمشقي، ويعرف بابن الصائغ، وبابن خطيب عين ثَرْما، ولد في ربيع الأول سنة سبع وسبعمائة، سمع من ابن تيمية وإسحاق الآمدي وغيرهم قرأ عليه الحافظ وسمع منه الشيء الكثير، أثنى عليه بقوة الذاكرة وسعة الصبر، توفي رحمه الله في نفس الشهر المذكور سنة ثمانمائة. انظر: إنباء الغمر (3/ 407)؛ الشذرات (6/ 365).

    (7) (منه) سقطت من (سد).

    (8) نقط الشين لم تظهر في (عم) ولا (سد)، وهو أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن بدران، الكردي، الدَشْتي -بمعجمة ساكنة ثم مثناة - نسبة إلى (دَشْتى) مَحِلَّة بأصبهان، الحنبلي، روى عن ابن الصلاح، وغيره، وذكر الحافظ أنه حدث بمصر بمسند الطيالسي، ولد سنة أربع وثلاثين وستمائة، وتوفي سنة ثلاث عشرة وسبعمائة بدمشق. انظر: الدُرَرَ الكامنة (1/ 312: 741)، الشذرات (6/ 32).

    خَلِيلٍ، الْحَافِظُ (1)، قَالَ: أَنَا بِهِ مُلَفَّقًا (2) أَبُو الْمَكَارِمِ اللبَّان (3) وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أبي زيد الكَرَّاني (4)، وأبو جعفر الصيدلاني (5) (1) هو الإِمام المحدث الرحَّال، شيخ المحدثين، راوية الإِسلام أبو الحجاج يوسف بن خليل بن قراجا عبد الله، الدمشقي، الآدمي، الإسكاف، نزيل حلب وشيخها روى عن كبار شيوخ عصره، وتتَلمذ عليه عشرات الأئمة، ومنهم الإِمام الذهبي الذي وصف خطه بالحسن التام، خرَّج (الثمانينات) و (عوالي هشام بن عروة) و (عوالي الأعمش) وغيرها، توفي سنة ثمان وأربعين وستمائة وله ثلاث وتسعون سنة.

    انظر: السير (23/ 151)؛ التذكرة (4/ 1410: 1132)؛ ذيل طبقات الحنابلة (2/ 244).

    (2) في (عم) و (سد): (تلقفًا).

    (3) في (سد) اللباني بزيادة ياء النسبة، وهو الإِمام، المُسْنِد، المُكْثِر، أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله التيمي، الأصبهاني، المُعَدَّل، الشَّروطي أبو المكارم اللبَّان، أكثر عن أبي علي الحداد، توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة عن تسعين سنة تقريبًا رحمه الله.

    انظر: التكملة لوفيات النقلة (1/ 404: 626)؛ التقييد لابن نُقْطَة (1/ 210: 201)؛ السير (21/ 362).

    (4) هو الشيخ المُعَمَّر، الصدوق، مُسْنِد أصبهان، محمد بن أبي زيد بن حمد بن أبي نصر، الكَرَّاني -نسبة إلى كرَّان مَحِلَّة بأصبهان - الأصبهاني الخبَّاز، أكثر عن الحدّاد، وحدث عنه جماعة من الحفاظ، توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة عن مائة عام رحمه الله.

    انظر: التكملة (1/ 400: 617)؛ السير (21/ 363)؛ الشذرات (4/ 332).

    (5) هو الإِمام، مُسْنِد الوقت، محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح، الأصبهاني، الصيدلاني -نسبة إلى بيع العقاقير والأدوية-، سبي حسين بن مَنْده، روى = وَخَلِيلُ بْنُ بَدْرٍ الرَّاراني (1)، قَالُوا: أَنَا أَبُو (2) علي الحدَّاد، أنا أبو نعيم (3)، = كثيرًا عن الحدَّاد، وغيره، وعنه الضياء كثيرًا، وجماعة. انتهى إليه علو الإسناد في الدنيا ورُحِل إليه، توفي سنة ثلاث وستمائة عن أربع وتسعين سنة رحمه الله.

    انظر: التكملة (2/ 121: 990)؛ السير (21/ 430)؛ الشذرات (5/ 10).

    (1) في (سد) و (عم):الزرَّاني، وفي المعجم المفهرس: الرازي، وكله تصحيف، وهو الشيخ الجليل المُسْنِد، أبو سعيد، خليل بن أبي الرجاء بدر بن أبي الفتح ثابت بن روح، الأصبهاني، الرَّاراني -براءين مهملتين مفتوحتين ثم نون قبلها ألف، نسبة إلى (راران) قرية بأصبهان - الصوفي، سمع من الحداد، وعنه يوسف بن خليل وغيره، وإن من مريدي حمزة بن العباس العلوي،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1